بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله جل وعلا كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون يقول تعالى محتجا على وجوده وقدرته وانه الخالق المتصرف في عباده. كيف تكفرون بالله؟ اي كيف تجحدون او تعبدون معه غيره اي وقد كنتم عدما فاخرجكم الى الوجود كما قال تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ ام خلقوا السماوات والارض بل لا يوقنون. وقال تعالى الانسان حين من الدار لم يكن شيئا مذكور والايات في هذا كثيرة. وقال ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس وكنتم امواتا فاحياكم امواتا في اصلاب ابائكم لم تكونوا شيئا حتى خلقكم ثم يميتكم موتة الحق ثم يحييكم حين يبعثكم قال وهي مثل قوله تعالى اثنتين قال تعالى وبكل شيء عليم. لما ذكر تعالى دلالة دلالة من خلقهم وما يشاهدونه من انفسهم ذكر دليل اخر مما يشاهدونه من خلق السماوات والارض فقال هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواها سبع سماوات اي قصد الى السماء والاستواء ها هنا تضمن معنى القصد القصد والاقبال لانه لانه عد فسواهن اي فخنق السماء سبعا والسماء ها هنا اسم جنس فلهذا قال فسواهن سبع سماوات وهن وبكل شيء عليم. اي وعلمه محيط بجميع ما خلق. كما قال تعالى وتفصيل هذه الاية في سورة حا ميم السجدة وهو قوله تعالى قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فينا رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتا في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي فقال لها وللارض اتي طوعا طوعا او وقالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء وان امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظها وذلك تقدير العزيز العليم. ففي هذا دلالة على انه تعالى ابتدى بخلق الارض اولا ثم خلق السماوات سبعا وهذا شأن البناء اي يبدأ بعمارة اسافله ثم اعاليه بعد ذلك وقد صرح المفسرون لذلك كما سنذكره بعد هذا ان شاء الله. فاما قوله تعالى هانتوما اشد خلقا عن السماء. بناها رفع سمكا فسواها واقدش ليلها واخرج ضحاها. والارض بعد ذلك اخرج منها ما امرعاها والجبال ارساها متاعا لكم ولانعامكم. فقد قيل ان ثم ها هنا انما لعطف الخبر على الخبر لا لعطف الفعل على الفعل. رواه علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس كما قال الشاعر قل ثم ساد ابوه ثم قد ساد وقبل ذلك جده وقال مجاهد في قوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا قال خلق الله الارض قبل السماء فلما خلق الارض ثار منها دخان فذلك حين يقول ثم استوى الى السماء وهي دخان قال تعالى فسواهن سبع سماوات قال بعضهن فوق بعض وسبع اراضين يعني بعضها تحت بعض وهذه الاية دالة على ان الارض قبل السماء كما قال في في ايات سورة السجدة الماضية. فهذه وهذه دالتان على ان الارض خلقت قبل السماء. وفي صحيح بخاري اه ان ابن عباس سئل عن هذا بعينه فاجاب بان الارض خلقت قبل السماء وان الارض انما دحيت بعد خلق السماء وكذلك جاء بغير واحد من علماء التفسير قديما وحديثا وقد حررنا ذلك في سورة النازعات. وحاصل ذلك ان الدحي مفسر بقوله تعالى والارض بعد ذلك دحا اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها. ففسر الدحل باخراج ما كان مودعا فيها بالقوة الى الفعل. لما اكمل سورة المخلوقات ارضية ثم السماوية دعا بعد ذلك الارض فاخرجت ما كان موداعا فيها من المياه فنبتت النباتات اختلاف اصنافها وصفاتها والوانها واشكالها وكذلك جرت هذه الافلاك. فدارت بما فيها من الكواكب الثوابت والسيارة. والله سبحانه وتعالى اعلم. واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس قال اني اعلم ما لا تعلمون. يخبر تعالى بامتنانه على بني ادم بتنويه بذكرهم في الملأ الاعلى قبل ايجادهم. فقال تعالى قال ربك للملائكة اي واذكر يا محمد اذ قال ربك للملائكة واقصص على قومك ذلك اني جاعل في الارض خليفة اي قوما يخلف بعضهم بعضا قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل كما قال تعالى. وهو الذي جعلكم خلائف هو الذي جعلكم خلائف الارض وقال ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الارض يخلفون وقال فخلف من بعدهم خلف والظاهر انه لم يرد ادم عينا. اذ لو كان كذلك لما حسن قول الملائكة اتجعل فيها من يفسد ويسفك الدماء فانهم ارادوا ان من هذا الجنس من يفعل ذلك وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص او بما فهموه من الطبيعة البشرية اينما اخبرهم انه يخلق هذا الصنف من صلصال من حمائم مسنون او فهموه من او فهموا من الخليفة انه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم. قاله القرطبي وقول الملائكة هذا ليس على وجه الاعتراض على الله ولا على وجه الحسد لبني ادم كما قد يتوهمه بعض المفسرين وقد وصفهم الله تعالى بانهم لا يسبقونه بالقول اي لا يسألونه شيئا لم يأذن لهم فيه. وها هنا لما اعلمهم بانه سيخلق في الارض خلقا قال قتادة. وقد تقدم اليهم انهم يفسدون فيها فقالوا فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء الاية. وانما هو سؤال استعلام واستكشاف عن الحكمة في ذلك. يقولون يا ربنا ما الحكمة في خلق هؤلاء مع ان منهم من يفسد في الارض ويسفك الدماء. فان كان المراد عبادتك فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك اي نصلي لك كما سيأتي. اي اي ايصدر منا شيء من ذلك والا وقع الاقتصار علينا؟ قال الله تعالى مجيبا لهم عنها هذا السؤال اني اعلم ما لا تعلمون اي اعلم من المصلحة الراجحة في غلق هذا الصنف على المفاسد التي ذكرتموها ما لا تعلمون انتم. فاني جاعل فيهم الانبياء وارسل فيهم الرسل يوجد منهم الصديقون والشهداء والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والاولياء والابرار. والمقربون والعلماء والعلماء العاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم. وقد ثبت في الصحيح ان الملائكة اذا صعدت الى الرب تعالى باعمال عباده يسألهم وهو اعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون وذلك لانهم يتعاقبون ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر فيمكث هؤلاء ويصعد اولئك بالاعمال. كما قال عليه الصلاة والسلام يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل فقولهم اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون. من تفسير قوله لهم اني اعلم ما لا تعلمون. وقيل معنى قوله تعالى جوابا لهم ان يعلم ما لا تعلمون. ان لي حكمة مفصلة في خلق هؤلاء. والحالة ما ذكرتم لا تعلمونها. وقيل انه جواب ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. فقال اني اعلم ما لا تعلمون. اي من وجود ابليس بينكم وليس هو كما وصفتم انفسكم به. وقيل بل تضمن قولهم اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. طلبا منهم ان يسكنوا الارض بدل بني ادم. فقال الله تعالى لهم اني اعلم ما لا تعلمون من من ان بقاءكم في السماء اصلح لكم واليق بكم ذكرها الرازي مع غيرها من الاجوبة والله اعلم. وقد استدل القرطبي غيره بهذه الاية على وجوب نصب الخليفة ليفصل بين الناس فيما اختلفوا فيما اختلفوا فيه. ويقطع تنازعهم وينتصر لمظلومهم من ظالمهم ويقيم الحدود انت اعطي الفواحش الى غير ذلك من الامور المهمة التي لا لا تمكن اقامتها الا بالامام. وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب والامامة تنال بالنص كما يقول طاهر من اهل السنة في ابي بكر او بالايماء اليه كما يقول اخرون منهم او باستخلاف الخليفة اخر بعده. كما فعل الصديق بعمر بن الخطاب او بتركه شورى في جماعة في جماعة في جماعة في جماعة صالحين كذلك كما فعله عمر او باستماع اهل الحل والعقد على مبايعته او بمبايعة واحد منهم له فيجب التزامها عند الجمهور. ويجب ان يكون ذكرا حرا بالغا عاقلا مسلما عدلا مجتهدا بصيرا. سليما الاعضاء خبيرا بالحروب والاراء قرشيا على الصحيح. ولا يشترط الهاشمي ولا المعصوم من الخطأ خلافا لغلاة الروافض. ولو فسق الامام هل ينعزل ام لا؟ فيه خلاف. والصحيح انه لا ينعزل لقوله عليه الصلاة والسلام الا ان تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان. وهل له ان يعزل نفسه فيه خلاف؟ وقد عزل الحسن بن علي رضي الله عنه نفسه وسلم الامر معاوية لكن كان هذا لعذر وقد مدح على ذلك فاما نصب امامين في الارض او اكثر فلا يجوز. لقوله عليه الصلاة والسلام من جاءكم من جاءكم وامركم جميع يريد ان يفرق بينكم فاقتلوه كائنا من كان. وهذا قول الجمهور وحكى امام الحرمين عن الاستاذ لاسحاق انه جوز نصب امامين فاكثر اذا تباعدت الاقدار الاقطار واتسعت الاقاليم بينهما وتردد امام الحرمين في ذلك وعلم ادم الاسماء كلها الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال سبحانه وتعالى كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا تنفع احياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون بهذه الايات يبين ربنا سبحانه وتعالى كيف كفر كثير من الناس مع ان الله هو الذي خلقهم وكيف تكفرون هذا استفهام كاري اي كيف تكفرون وانتم كنتم عدما فاحياكم الله ثم اماتكم ثم يحييكم ومن استنكر او نكأ وانكر احياء الله له بعد موته فيرد عليه ان الله احياك بعد موتك فهي موتتان وحياتان والموتة الاولى هي العدم وذلك ان العدم والميت يشتركان في عدم الاحساس فسمي ميتا بعدم احساسها بعدم احساسه فالارض الميتة تسمى ميتة لانها لم يظهر عليها شيء من اثر الحياة وكما قال تعالى في وصف الذين يدعوا من دون الله والذين يدعوا من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون اموات غير احياء. فوصف بانهم اموات مع انهم اصنام قائمة وذوات قائمة الا انها لا تحس فهذه الموتة الاولى عندما كانوا في اصلاب ابائهم فكانوا امواتا لعدم احساسهم وهم عدم ثم احياهم في بطون امهاتهم واخرجهم من بطون امهاتهم احياء ثم يميتهم الله عز وجل مرة اخرى ثم يحييهم ببعثهم فهاتان هي الموتتان او هذان هاتان موتتان و حياتان الموتة الاولى هي العدم والموتة الثانية بعد خروج الى الدنيا وحياة الاولى ولادته وحياته الثانية بعثه وبهذا قال عامة او اكثر المفسرين القول الثاني ان الله عز وجل اخرج من ذرية ادم اخذ ذرية ادم من اصلاب ابائهم كالذر فاحياهم وانطقهم واشهدهم على انفسهم بانه ربهم ثم اماتهم ثم يحييهم ثم يميتهم ثم يحييهم. وهذا القول فيه ضعف من جهة اسناده ومن جهة معناه والصحيح انها موتتان وحياتان موتة الموتة الاولى هي العدم والموتة الثانية هي موتهم بعد حياتهم ثم بعثهم ثم بعد ذلك بعثهم. فهناك موتة يعقوب فكل موت يعقبها يعقبها حياة وليس كل حياة يعقبها موت فالحياة الاخروية ليس بعدها موت وما جاء في الصحيح انهم يموتون موتة المراد موت الاحساس لا موته ارواحهم فهم لا يموتون وانما ينقطع بالعذاب وتخبت النار ويكون الموت المراد به النوم اي ينامون في جهنم بعد ان يعذبهم الله ما شاء ليعذبهم اي اهل التوحيد ثم يخرجون فيموتون موته بمعنى انهم ينامون لا يعرف منهم او لا يعرف باثر السجود والموت والنوم يسمى موت. الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تبت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت. فهاتان الموتتان وهاتان الحيتان يريد الله بها اي كيف يكفر العبد؟ وكيف ينكر بعث الله له وقد اوجده الله من عدم واحياه بعد ما لم بعد ان لم يكن شيئا مذكورا ثم يحييكم ثم اليه ترجعون. والرجوع الى الله عز وجل وان الناس بعد بعثهم تليق في الجنة وفريق في السعير فريق فائز وفريق خاسر فريق ناجي وفريق هالك نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال ربنا سبحانه وتعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا دليل لمذهب اهل السنة ان الاصل في الاشياء الاباحة وان جميع ما خلق في هذا الكون هو هو ولبني ادم هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وذلك ان الله عز وجل خلق هذا الكون لعبادته سبحانه وتعالى. والله خلق لبني ادم ما في هذا الكون هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء ايضا فيه دليل على ان الارض خلقت قبل السماء. ان الارض خلقت قبل السماء ولا تعارض بين هذا وبينما جاء انه والارض بعد ذلك دحاها فالدحوا بعد خلق السماوات واما ابتداء خلق الارض فكاد قبل السماوات فكان قبل السماوات. وعلى هذا نقول ان خلق السماوات في ستة ايام. خلق الارض اولا في يومين اي خلق اصل الارض وكورها ووضع فيها ما شاء الله ان يضع ثم بعد ذلك استوى الى السماء وهي دخان فخلق سبع سماوات في يومين ثم رجع الى الارض ودحاها في ودحا الى الارض الله سبحانه وتعالى خلق الارض في اربعة ايام والسماوات في يومين اربعة ايام للارظ خلق فيها التربة والجبال وقدر فيها اقوات وما يكون فيها وما يكون فيها فهذا الذي خلقه الله كما قال تعالى قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسب فوق وبارك فيها. فابتداء الخلق الارض كان في يومين ثم خلق السماء في يومين ثم دحو الارظ وما فيها من ارزاق في يومين فهذه ستة ايام فهذه ستة ايام كما قال تعالى وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين اي ان تقدير الاقوات ووضع ما فيها من الارزاق كان في اربعة ايام ثم تبقى قال تعالى آآ في سورة النازعات رفع السمك مرة ثانية الارض بعد ذلك دحاها والارض بعد ذلك دحاها فكان نحو الارض وما يكون فيها من ارزاق واقوات كان بعد خلق السماوات وعلى هذا نقول ان خلق سواء كان في ستة ايام يومان من الارض ثم يوم ان للسماء ثم يوم ان للارض مرة اخرى فالارض خلقت في اربعة ايام والسماوات خلقت في يومين ومسألة عن خلق السماوات وكيفية خلقها جاء في ذلك اثار كثيرة عن سلفنا رحمهم الله تعالى. ثم قال سبحانه وتعالى واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. الله سبحانه لما اراد ان يجعل ادم خليفة او يجعل بني ادم خلفاء في الارض اخبر اخبر الملائكة بذلك واذ قال ربك للملائكة اي ان ربنا كلم الملائكة قائلا لهم اني جاعل في الارض خليفة فقالت الملائكة ربنا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وهذا دليل على ان هناك من سبق بني ادم في سكن الارض وقد ذكر ذكر المفسرون واهل السير والتاريخ ان الجن سكن الارض قبل بني ادم. قبل ادم وذريته. وانهم افسدوا في الارض ايما فساد فقتل بعضهم بعضا وسفك بعضهم بعضا وسبا بعضهم بعضا فارسل الله الملائكة فقاتلت الجن وطردتهم الى رؤوس الجبال والى قيعان المحيطات والبحار فاخذوا عند ذلك ابليس اسمه عبد الرحمن اخذوه معه الى السماء لصلاحه وعبادته فعبد الله معهم في السماء وجاء انه وكل بالسماء الدنيا يسوسها فلما امر الله الملاء بالسجود دخل ابليس في في الخطاب لانه كان معهم في السماء فقالت الملكة تجعل فمن يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك اي يا ربنا ان كنت تريد بخلقهم زيادة في الحمد والتسبيح والعبادة فنحن نعبدك ونسبح لك ونقدس لك. فقال الله عز وجل اني اعلم ما لا تعلم وسؤال الملائكة هنا ليس اعتراضا وانما هو من باب اظهار عبوديتهم لله عز وجل ومن باب تعظيمهم واجلالهم لله عز وجل ان يوجد في خلقه من يعصيه. فلما خلق الله الجن عصوا ربهم سبحانه وتعالى فتعاظمت الملائكة ان يكون هناك خلق يعصي الله كما عصت الجن. او يفسد فيها ويسفك الدماء كما فسد الجن والله على كل شيء قدير ولكن لحكمة بالغة خلق الله عز وجل الخلق. وقول اني جاعل في الارض خليفة الخليفة بمعنى الذي يخلف الارض يخلفها ويسكنها وليس هذا خاصا بادم وانما متعلق ببني ادم فالارض جعل الله عز وجل ادم ذريته خلفاء بعضهم يخلف يخلف بعضا وليس هذا الخليفة لله عز وجل في الارض لان لان الله عز وجل لا يغيب فيخلف فالله مطلع على كل شيء وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى وانما الخليفة هنا هو ادم لانه لان لانه يخلف بعظهم بعظا في في سكن الارظ وفي اه وفي القيام بشؤون هذه الحياة. ثم قال هنا قال اني اعلم ما لا تعلمون واختلف في قوله اني اعلم ما المراد به هل المراد هل المراد ان ادم وذريته فيهم من الصلاح وفيهم من الصدق وفيهم من الايمان ما لا تعلمونه انتم وايضا اه او قيل ان لاني اعلم ما لا تعلمون ان فيكم من سيعصيني وسيمتنع من السجود وان كان الاول هو الاظهر وذلك ان الله اراد ان يبين للملائكة اني اعلم ان في هؤلاء الانس من بني ادم فيهم خيرة خلق الله وفيهم افجر خلق الله عز وجل. بل فيهم من هو اكرم الخلق على الله عز وجل. واحب الخلق الى الله سبحانه وتعالى فكان من بني ادم محمد صلى الله عليه وسلم الذي خصه الله بالخلة واعطاه الله الكلام وكذلك رأى ربه بفؤاده او اه ان الله سبحانه وتعالى ادناه منه سبحانه وتعالى ادناه منه حتى قاله وفرض عليه خمسين صلاة فكذلك منهم الخليل الذي هو ابراهيم عليه السلام كذلك منهم الكليم الذي هو موسى عليه السلام. كذلك منهم عيسى رح الله عز وجل. وكلمته التي القاها الى مريم. كذلك منهم نوح والانبياء وغيره من الصالحين الذي الذين بذلوا انفسهم والهم لله عز وجل. فقال الله اني اعلم ذلك ان كنتم علمتم من الجن الفساد والافساد. فكذلك سيكون بني ادم الصلاح والاصلاح. وهي لحكمة بالغة خلق الله الانس والجن وخلق الخير والشر وخلق الايمان والكفر سبحانه وتعالى فقال اني اعلم ما لا تعلمون ثم اخبر الله عز وجل مظهرا فظل ادم وذلك انه عندما امر الملائكة ان يسجدوا لادم اراد الله ان يظهر فظله وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة وسيأتي معنا ما يتعلق بتعليم ادم لاسماء الاسماء كلها والله اعلم