بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله جل وعلا وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسمائه ان كنتم صادقين. قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انك انت العليم الحكيم. قال يا ادم انبئهم باسمائهم. فلما انبأهم باسمائهم. قال الم اقل لكم قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماء والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكسبون. هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف ادم على بما اختصه من علم اسماء كل شيء دونهم. وهذا كان بعد سجودهم له. وانما قدم هذا الفصل على ذلك لمناسبة ما ما بين المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليقة احسن الله اليكم. وعدم وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة حقيقة او الخليفة الصحيح. احسن الله اليكم. الخليفة الذي هو عليه السلام حين سألوا عن ذلك فاخبرهم تعالى بانه يعلم ما لا يعلمون. ولهذا ذكر الله هذا المقام عقب هذا ليبين لهم شرف ادم ما فضل به عليهم في العلم. فقال تعالى وعلم ادم الاسماء كلها. قال الضحاك عن ابن عباس وعلم ادم الاسماء كلها قال هي هذه الاسماء التي يتعارض بها الناس. انسان ودابة وسماء وارض وسهل وبحر وخير وحمار واشباه ذلك من الامم وغيرها وروى ابن ابي حاتم وابن جرير من حديث عاصم ابن كليب عن سعيد ابن معبد عن ابن عن ابن عباس وعلم ادم الاسماء كلها قال قال علموا اسم الصحفة والقدر. قال نعم حتى الفسوة والفسيح. وقيل اسماء النجوم وقيل اسماء ذريته كلهم مختار ابن جرير انه علمه اسماء الملائكة واسماء الذرية. والصحيح انه علمه اسماء الاشياء كلها ذواتها وصفاتها وافعالها كما قال ابن عباس حتى الفسوة والفسية يعني اسماء الذوات والافعال المكبر والمصغر. وروى البخاري في تفسير هذه الاية في كتاب التفسير في صحيحه عن عن انس ابن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقال لي خليفة حدثنا يزيد ابن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن انس عن صلى الله عليه وسلم قال يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون لو استشفعنا الى ربنا فيأتون ادم فيقولون انت الناس خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لست هناك يذكر ذنبه فيستحي. ائتوا نوحا فانه اول رسول بعثه الله الى اهل الارض فيأتونه فيقول لست هناك ويذكر سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحيي فيقول اتوا الى الرحمن فيأتونه فيقول لست هناك. فيقول فيقول ايتوا موسى عبدا كلمه الله واعطاه التوراة فيقول لست هناك فيذكر قتل النفس بغير نفس فيستحي من ربه فيقول ايتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة وكلمة الله وروحه فيأتونه فيقول لست هناك ايتوا محمدا عبدا غفر له ما تقدم من ذنبه وما اتأخر فيأتوني فانطلق حتى استأذن على ربي فيأذن لي فاذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني فيدعني ما شاء الله ثم يقال ارفع رأسا وسل تعطى ارفع رأسك وسل تعطه وقل يسمع واشفع تشفع. فارفع رأسي فاحمده بتحميد يعلمني. ثم اشفع فيحد لي حدا فادخلهم الجنة. ثم اعود اليه فاذا رأيت ربي مثله ثم اشفع فيحد لي حدا فادخلهم الجنة ثم اعود الثالثة ثم اعود الرابعة فاقول ما بقي في النار الا من حبسه القرآن ووجب عليه يقولون وقد روى هذا الحديث مسلم والنسائي وابن ماجة ها هنا والمقصود منه قوله عليه الصلاة والسلام فيأتون ادم فيقولون انت تابوا الناس خلقك الله بيده واسجد لك ملائكته وعلمك اسماء كل شيء فدل هذا على انه علمه اسماء جميع المخلوقات ولهذا قال ثم عرضهم على الملائكة يعني المسميات كما قال عبدالرزاق عن معمل عن قتادة قال ثم عرض وتلك الاسماء على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين. ومعنى ذلك فقال انبئوني باسماء من عرضت عليكم ايها الملائكة القائلون اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء من غيرنا امنا فنحن نسبح بحمد عندي كمان اقدسه لك ان كنتم صادقين في قيلكم اني ان جعلت خليفتي في الارض من غيركم عصاني وذريته وافسدوا كدماء جعلتكم فيها اطعتموني واتبعتم امري بالتعظيم لي والتقديس. فاذا كنتم لا تعلمون اسماء هؤلاء الذين الذي الذين عرضت عليكم وانتم تشاهدونه. فانتم بما هو غير موجود من الامور الكائنة التي لم توجد. احرى ان تكون غير قالوا سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. هذا تقديس وتنزيه من الملائكة لله تعالى ان يحيط احد بشيء من علمه الا بما شاء. وان يعلموا شيئا الا ما علمهم الله تعالى. ولهذا قالوا لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اي العليم بكل شيء حكيم في خلقك وامرك. وفي تعليمك من تشاء ومن ومنعك من تشاء لك الحكمة في ذلك والعدل التام. قوله تعالى فلما انبأهم باسمائهم قال الم اقل لكم اني اعلم غير السماوات والارض واعلم ما تبدون وما انتم تكتمون. قال زيد ابن اسلم قال انت جبرائيل وانت ميكائيل وانت اسرافيل حتى عدد الاسماء كلها حتى بلغ الغراب. وقال مجاهد في قول الله قال يا ادم انبئهم باسمائهم قال اسم الحمامة والغراب واسم كل شيء وروي عن سعيد بن جبير والحسن والقتادة نحو ذلك فلما نظر ادم عليه السلام على الملائكة عليهم السلام في في سرده ما علمه الله تعالى من اسماء الاشياء. قال الله تعالى للملائكة الم اقل لكم اني يعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. اي الم اتقدم اليكم اني اعلم الغيب الظاهر والخفي كما قال تعالى وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى. وكما قال اخبارا عن الهدهد انه قال لسليمان الا يسجدوا لله الذي يخرج الخبأ في السماوات والارض ويعلم ما تخفون وما تعلنون. الله لا اله الا هو رب العرش العظيم وقيل في قوله تعالى واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. غير ما ذكرناه. فروى الضحاك عن ابن عباس واعلم ما تبدون ما كنتم تكتمون قال يقول اعلم السر كما اعلم العناء كما اعلم العلانية يعني ما كتم ابليس في نفسه من الكبر والاغتراب وقال ابو جعفر الرازي عن الربيع ابن عن الربيع ابن انس واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. فكان الذي ابدوا هو قولهم اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ وكان الذي كتموا بينهم هو قولهم لن يخلق ربنا خلقا الا كنا نحن اعلم منه واكرم فعرفوا ان الله فضل عليهم ادم في العلم والكرم. قال تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا يا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين. وهذه كرامة عظيمة من الله تعالى لادم امتن بها على ذريته. ذريته حيث اخبر ان تعالى امر الملائكة بالسجود لادم وقد دل على ذلك احاديث ايضا كثيرة منها احاديث الشفاعة المتقدم وحديث موسى عليه السلام رب ارني ادم الذي اخرجنا ونفسه من الجنة. فلما اجتمع به قال انت ادم الذي خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته. ولما امر الله تعالى الملائكة بالسجود لادم دخل ابليس في خطابهم لانه وان لم يكن من عنصرهم الا انه كان قد تشبه بهم وتوسم بافعالهم. فلهذا دخل في الخطاب لهم وثم وثم في مخالفة الامر. وسنبسط المسألة ان شاء الله تعالى قوله الا ابليس كان من الجن اسحاق عن ابن عباس قال كان ابليس قبل ان يركب المعصية من اسمه عزازيل وكان من سكان الارض وكان من اشد الملائكة اجتهادا. واكثرهم علما فذلك فذلك دعاه الى الكبر. وكان من وكان من حي تمونه جن. وقال قتادة في قوله تعالى واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم. فكانت الطاعة لله والسجدة لادم. اكرم الله ادم وان اشهد له ملائكته وقال بعض الناس كان هذا سجود تحية وسلام واكرام. كما قال تعالى ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حطا. وقد كان هذا مشروعا في الامم الماضية ولكنه نسخ في التي لا قال معاذ قدمت الشام فرأيتم يسجدون لاساقيفتهم وعلمائهم فانت يا رسول الله احق ان يسجد لك فقال قال لا لو كنت امرا بشرا ان يسجد لبشر لامرت المرأة ان تسجد لزوجها من عظم حقه عليها ورجعها الرازي. وقال قت زادت في قوله فسجدوا الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين. حسد حسد عدو الله ابليس ادم عليه السلام ما اعطاه من وقال انا ناري وهذا طيني وكان بدء الذنوب الكبر. وكان بدء الذنوب الكبر. استكبر عدو الله ان يسجد بني ادم عليه السلام قلت قد ثبت في الصحيح لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر وقد كان في ابليس الكبر والكفر والعناد ما اقتضى طرده وابعاده عن جناب الرحمة وحضرة القدس. وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة. احسن الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال ربنا سبحانه وتعالى وعلم ادم الاسماء كلها لما ذكر ربنا سبحانه وتعالى انه جاعل في الارض خليفة. قالت الملائكة تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك. قال اني اعلو ما لا تعلمون الملائكة عليهم سلام الله عز وجل لما رأوا الجن الذين سكنوا الارض قبل بني ادم ورأوا منه الفساد الذي حصل وامر الله عز وجل بطردهم وقتالهم حتى طردوه من الجبال الى بطون البحار الى قاع البحار ظلت ان الله عز وجل ما خلق ادم وجعله وسيجعله في الارض خليفة ظنوا انه سيفعل مثلما فعل الجن قبله وهذا الظن الذي ضلوه لا شك ان بني ادم على طبقتين على طبقة يفسدون الدماء ويقتلون وعلى طبقة مطيعة لله عز وجل وهذا لحكمة بالغة ارادها الله عز وجل. فالله سبحانه وتعالى خلق ادم وذريته ليخلفوا الارض وجعل بعضهم لبعض الخلفاء يخلف جيل جيلا الى ان تقوم القيامة وكما ان في بني ادم شر خلق الله عز وجل كذلك فيهم خيرة خلق الله عز وجل ففيهم صفوة الخلق من رسل الله عز وجل واكرمهم على الله واشرفهم وافضل الخلق على الاطلاق محمد صلى الله عليه وسلم ثم دونه بقية الانبياء كابراهيم وموسى وعيسى ونوح وبقية الانبياء عليهم صلوات ربي وسلامه وفيهم ايضا الاولياء والصالحون والصديقون والشهداء والمؤمنون ومن يسعون في طاعة الله صباح مساء وهناك طائفة اخرى مفسدة في الارض. وذلك ليميز الله الخبيث من الطيب من الطيب وليبلو بعضنا ببعض سبحانه وتعالى. فلما قالت الملائكة قال اني اعلم ما لا تعلمون. وظنت الملائكة ايضا انها افضل من بني ادم وانه مهما خلق الله من خلق فانهم سيكونون اكثر طاعة وعلما بالله من غيره ظنوا هذا الظن ايضا انهم اعلم خلق الله بالله وانهم اكرم الخلق على الله عز وجل فهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون وهم لا يفترون من ذكر الله عز وجل. فمنذ ان خلقهم الله عز وجل الى ان تقبض ارواحهم وهم في عبادة وهم في طاعة لا يفترون عن ذكر الله ولا عن صلاة ولا عن عبادة ولا عن ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى فاراد الله عز وجل ان يبين فضل ادم وهذا دليل على ان اعظم ما يفضل به العبد هو العلم وان شرف الانسان يكون بمعرفته بالله عز وجل وشرفه يكون بعلمه بالله سبحانه وتعالى والعلم الذي يوصل الى مرضاة الله عز وجل. هناك علوم دنيوية وهناك علوم تقرب الى الله وهي اخروية. والعلم اذا مدح ومدح اهله فهو العلم بالله وباحكام الله وبما يترتب على طاعة الله فالعلم اقسام ثلاثة والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله واسمه كذا وعلم باوصاف الاله وفعله كذلك الاسماء للرحمن والعلم الذي هو امره ودينه كذلك يوم كذلك يوم الجزاء كذلك الجزاء من الميعاد الثاني فعلم باسماء الله وصفاته علم باوامر الله واحكامه علم بثمرة الطاعة وثمرة المعصية. اي علم بما يترتب على الجزاء والمعصية. فهذا هو العلم الذي يمدح صاحبه وهو كل ما جاء في كتاب الله مدحا للعلماء فانما يراد به العلم الذي يقرب الى الله انما يخشى الله من عباده العلماء يرفع الله الذين امنوا منك والذين اوتوا العلم درجات كلها يتعلق بالعلم الذي هو العلم الشرعي فاظهر الله عز وجل فضل ادم على الملائكة وذلك ان الله اراد تشريفه وتكريمه. فقال وعلم ادم الاسماء كلها. وظاهر الاية كما قال ابن عباس انه علمه له اسماء كل شيء علمه اسماء الذوات وصفاتها وافعالها مصغرة ومكبرة ما يستحيى منه ما لا يستحى من علمه كل شيء ثم سأل الملائكة قال انبئوني باسماء هؤلاء وكأن هناك عرض بشيء من المسميات فسأل ربنا الملائكة انبئوني باسماء هؤلاء فقالت الملائكة سبحانك تنزيها لله عز وجل وتعظيما لربنا سبحانه وتعالى سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا وقد قال الشعبي من قال الله اعلم فقد افتى ونصف العلم الله اعلم ومن اخطأت والله اعلم فقد اصيبت مقاتله فالملائكة تربي اولئك الذين يتعالمون ان ينتهي الى ما يعلم. فقالت الملائكة لا علمنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. اي لا نعلم ما سألتنا عنه ثم قال ربنا لادم انبأهم باسمائهم فانبأهم باسمائهم وتلك المسميات التي عرضت على الملائكة. فلما رأوا فضل ادم عرفوا لما رأوا علم ادم وانه عرف اسماءهم واسماء المسميات التي عرضت عليهم عرفوا فضله واقروا بشرفه وهذه مسألة عند اهل العلم ايهما افضل؟ صالح بني ادم او الملائكة يذكرها المتكلمون واقدم من تكلم فيها محمد بن كعب القرضي رحمه الله تعالى. وهذه الصحيح في هذه المسألة ان يقال من جهة الحال والمآل اما من جهة الحال فالملائكة الحاء بل ملائكة حالهم افضل. واما من جهة المآل فصالحوا بني ادم افضل هذا على وجه الجنس اما على جهة الاعيان والافراد فافضل الخلق واكرم الخلق هم الرسل والانبياء فمحمد صلى الله عليه وسلم افضل من الملائكة محمد افضل من جبريل وافضل ممن هو دودة فافضل الملائكة وجبريل وافضل الرسل هو محمد صلى الله عليه وسلم. واما من جهة الجنس فنقول من جهة الحال الملائكة حالهم افضل فهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون لا يفترون من ذكر الله عز وجل واما بنو ادم ففيهم المعصية وقد كتب الله على ابن ادم حظه من الزنا مدركا ذلك لا محالة وكذلك كل ابن ادم خطاء الخطأ لابد ان يقع للبني ادم اما الملائكة فلا تخط عليهم معصية. ولا يكتب عليهم ذنب لانهم معصومون من الذنوب ولان الله خلقهم عقول بلا شهوة وايضا ربنا خلقهم لطاعته ولذا جاء في حي ضعيف ان الملائكة تقول عندما تقول يا ربنا الا الا الا تجعلنا نحن من يخلف الارض؟ قال لا اجعل من قلت له او كن فكان كمن خلقته بيدي ولذا من خصائص ادم عليه السلام ان الله خلقه بيده وان تربة ادم عليه السلام وطينه الذي خلق منه قد ركب بيد الله عز وجل وخلقه ربنا بيد الله بيده سبحانه وهذا من اعظم اعظم خصيصة وميزة لادم عليه السلام ان الله خلقه بيده. وآآ صوره بيده سبحانه وتعالى اذا قول تعلم هذه الاسماء كلها ثم فقال سبحانه انما انك انت عليم حكيم. قال يا ادم انبئهم باسماء فلما من قالوا وكما انبأه باسمائهم قالوا قال سبحانك انا كنا قال الم اقل لكم لما قالت قال لم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما اكنتم تكتبون. ذكر اهل التفسير آآ في قوله تعالى واعلم ما تبدوا ما كنتم تكتمون ان الملائكة ابدت شيئا واخفت شيئا اخر وفي ذلك اكثر من قول هذا هو القول الاول انهم ابدوا انهم اتجعل فيها من يفسد فيها ويفسد ويسفك الدماء؟ هذا الذي ابدوه لربنا سبحانه وتعالى. والذي كتمه هو قولهم مهما خلق الله من خلق فنحن اكثر طاعة لله واعلو بالله عز وجل هذا قول القول الثاني ان الله قال اعلم ما تبدوا ما كنتم تكتمون ان فيكم من سيعصي وفيكم من سيتجبر ويتكبر وقد علم الله عز وجل ان ابليس لعنه الله سيمتنع من السجود وان في من الكبر ما لا يعلمه الا الله عز وجل. وقد جاء في الحديث ان الله لما خلق ادم ترك مجندل في طينته ترك مجندل في طينته كالفخار فاتى الشيطان ينظر الى هذا المخلوق واخذ يطوف به فقال والله ان سلطت عليه لاهلكنه ولئن سلط علي لاطيعنه هذا من اول يعني من اول ما خلق الله هذا هذا الانسان هذا البشري فهو اذ من السلام. فدخل الشيطان من فيه ثم خرج من دبره قال ان هذا خلق ضعيف. انه خلق لا يتمالك. ثم قال لان سلطت عليه لا اطيع لان سلط علي لاطيعنه ولان عليه لاهلك اللهلك الله. فهنا ابليس اه اه اصر في نفسه انه سيخالف. وان هذا المخلوق انه سيخالفه وسيعارضه وسيهلكه تبادل على قوله واعلم ما تبدون ما كنتم تكتمون فاراد الله عز وجل ان يظهر هذا العلم الذي يعلمه في الملائكة فامر الملاك ان يسجدوا لادم فقال اسجدوا لادم فسجد الملائكة وكان ابليس داخل في الخطاب لحضوره مجلس السماع اي سمع امر الله عز وجل سمع امر الله سبحانه وتعالى فدخل في الخطاب والا ابليس كما قال الحسن وغيره لم يكن الملائكة طرفة عين. الملائكة طرفة وانما كان من الجن. وكان من اعبد من صالح الجن من صالح الجن الا ان فيه مرض وهو مرض الكبر وذلك انه ظن كبرا انه افضل من ادم. فقد كان يسمى يسمى الحارث قيل وقيل يسمى عزازيل. وقد وكله الله بحفظ السماء الدنيا لكرامته ولشرفي لكن الله عز وجل علم من حاله ما سيؤول اليه. فاراد الله ان يظهر علمه في الملائكة. والا ربنا يستطيع ان يهلك هذا الشيطان قل لكن لحكمة ارادها ربنا سبحانه وتعالى امر الملائكة بالسجود فسجدوا فسجد الملائكة كلهم اجمعون الا ابليس استكبر وهذي اول نوع ثاني معصية وقعت في العالم العلوي اول معصية معصية من اول معصية هذي هذي اول معصية وقعت في العالم العلوي في معصية ابليس وهي اصلها الاول هو الكبر هو الكبر هذا هو اول معصية وهي الكبر. ايضا هذه المعصية سببها امران الكبر والسبب الثاني الحسد ولذا يقول اهل العلم ان اصول المعاصي الكبر والحسد والشهوة. الكبر والحسد والشهوة. الكبر الحسد في من في ابليس والشهوة الحرص في من؟ في ادم عليه السلام. فكلاهما عصى ابليس عصى وادم عصى معصية ابليس كانت من طريق الكبر والحسد ومعصية ادم كان من طريق الشهوة. وهي انه اراد ان يخلد في الجنة وان يكون من المخلدين. فمعصية هذه كانت من طريق الحرص على الخلد والملك فلما امر الله الملائكة بالسجود قال ابليس انا خير منه. خلقتني من نار وخلقته من طين فلعنه الله وطرده جعله الله وطرده وهنا يؤخذ من ان هناك من يرى ان ابليس لقوله تعالى ان ابليس كان من الجن فسق عن امر ربه. هذا اولا. ثانيا حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في صحيح مسلم خلق الله الملائكة بالنور وخلق البلاء وخلق الجن من نار وخلق بني ادم مما سمى لكم وابليس يقول خلقتني من نار ولم يقل خلقتني من نور فلو كان الجنس الملائكة لقال خلقتني من نور ولم يقل خلقتني من نار فلما قال خلقتني من نار علمنا انه من الجن والجان خلق من مارج من نار فهذا هو اصل الجان انهم خلقوا نايمين لها بالنار هذا اصل خلق الجن من لهب النار الذي يتطاير هذا اللهب هو الذي خلق منه الجن. اما بنو ادم فخلق من الطيب وقد اقال ابن القيم الكلام في ايهما افضل عنصر النار او عنصر قابطينه فرجح بالعقل والنقل ان الطين افضل واشرف فان الطين يتميز بالثقل والنفع والفائدة بخلاف النار فان فيها الطيشان والخفة والتطاير لا تثبت وليس فيها الا الظرر وعدم النفع. هذا من جهة فيقول هو اخطأ من جهة القياس واخطأ ايضا من جهة الاصل وذاك يقال اول بن القاس هو من اول القاس ابليس وش القياس فيه خلقتني من نار وخلقته من طين. هذا اول قياس وقع على وجه البسيطة ان ابليس قاس. وهي البعض يقول اول قاس ابليس. اول من قاس ابليس وكان قياس قياس فاسد قياس فاسد لانه قاسى على اصل فاسد انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين. فامرهم قال فخذ انك رجيم وانا عليك لعنتي الى يوم الدين. اه هذا ما اذا اه يؤخذ من هذا فائدة فظل العلم وشرف العلم وان الانسان يرفع علمه بالله عز وجل ويشرفه معرفة الله باسمائه وصفاته. ولا ايظا الفائدة الثانية ان الانسان يتواضع فلا يدخل الجنة من في قلب مثقال ذرة من كبر من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر لا يدخل الجنة والكبر ليس وبلبس الحسن من الثياب او الجميل من الحذاء. الكبر هو بطر الحق وغمض الناس. الكبر الحق وغمط الناس. فالذي يرد الحق ولا يقبل الحق ويعرض عن الحق هذا هو المتكبر واحتقار الناس وتنقص الناس ايضا هذا الاذن كبر مع الخالق وكبر مع المخلوق مع الخالق برد الحق وعدم قبوله ومع الخلق باحتقارهم وتنقصهم نسأل الله ان يطهرنا من امراض القلوب ومن الحسد والحقد والكبر. ومن امراض الشهوات والنفوس والله اعلم