بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم قيل ان هذه الكلمات مفسرة مفسرة بقوله تعالى قال ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وروي هذا عن مجاهد وسعيد بن جبير وابي العالية والربيع بن انس والحسن والحسن وقتادة ومحمد ابن كعب القرضي وخالد ابن معدان وعطاء وعطاء الخرساني وعبدالرحمن ابن زيد ابن اسلم وقال السدي من حدثه عن ابن عباس فتلقى ادم فتلقى ادم من ربه كلمات قال قال ادم عليه السلام يا ربي الم تخلقني بيدك؟ قيل له بلى ونفختك ونفخت بي من روحي قيل له بلى وعطست فقلت يرحمك الله وسبقت رحمتك غضبك. قيل له بلى وكتبت علي ان اعمل هذا. قيل له بلى. قال ارأيت ان تبت؟ هل انت راجعي الى الجنة. قال نعم. وهكذا رواه العوفي وسعيد ابن جبير وسعيد ابن معبد عن ابن عباس بنحو ورواه الحاكم في مستدركه من حديث ابن جبير عن ابن عباس وقال صحيح الاسناد ولم يخرجه وقوله تعالى انه هو التواب الرحيم اي انه يتوب على من تاب اليه وانابه. كقوله الم يعلموا ان الله هو التوبة عن عباده وقوله ومن يعمل سوءا او يظلم نفسه الاية وقوله ومن تاب وعمل صالحا لذلك من الايات الدالة على انه تعالى يغفر الذنوب ويتوب على من يتوب وهذا من لطفه بخلقه ورحمته بعبيده لا اله الا هو التواب الرحيم. قال تعالى قل اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب قلنا لهم فيها خالدون. يقول تعالى مخبر عن من انذر به ادم وزوجته وابليس حين اهبطهم من الجنة. والمراد فانه سيزيل انه سينزل الكتب ويبعث الانبياء والرسل. كما قال ابو العالية الهدى الانبياء والرسل والبيان فمن تبع هداي اي من اقبل على ما انزلت به على ما انزلت به الكتب وارسلت به الرسل فلا خوف عليهم اي فيما يستقبلونه من امر الاخرة. ولا هم يحزنون على ما فاتوا من امور الدنيا كما قال في سورة طه قال اهبط منها جميعا بعضكم لبعض عدو. فاما يأتينكم مني هدى فمن فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. قال ابن عباس فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة. وقال تعالى ومن اعرض عن ذكري ان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. كما قال ها هنا والذين كفروا وكذبوا الى اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. اي مخلدون فيها لا محيد لهم عنها ولا محيص. يا بني اسرائيل اذكروا التي انعمت عليكم واوفوا بعهدي اوفوا بعهدكم واياي فارهبون. وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به. ولا تشتروا باياته ثمنا قليلا واياي فاتقون. يقول تعالى امر بني اسرائيل الدخول في الاسلام ومتابعة محمد عليه من الله افضل الصلاة والسلام. ومهيجا لهم بذكر ابيهم اسرائيل وهو نبي الله يعقوب عليه السلام وتقديره يا بني العبد الصالح المطيع لله كونوا مثل ابيكم في متابعة الحق كما تقول يا ابن الكريم افعل كذا يا ابن الشجاع بارز الابطال. يا ابن العالم اطلبوا العلم اطلب العلم ونحو ذلك ومن ذلك ايضا قوله تعالى ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا. فاسرائيل هو يعقوب بدليل ما رواه ابو داوود الطيالسي عن عبدالله بن عباس قال حضرت حضرت عصابة من اليهود حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم هل تعلمون ان اسرائيل يعقوب؟ قالوا اللهم نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد وروى الطبري عن عبد الله ابن عباس ان اسرائيل كقولك عبد الله وقوله تعالى اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم قال مجاهد نعمة الله التي انعم بها عليهم في فيما سمى وفيما سوى ذلك ان فجر لهم الحجر وانزل عليهم المن والسلوى ونجاهم من عبودية ال فرعون. وقال ابو العالية نعمته ان جعل منهم الانبياء والرسل. وانزل عليهم الكتب فقلت هذا كقول موسى عليه السلام له يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم كن ملوكا واتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين. يعني في زمانهم وروى محمد بن اسحاق عن ابن عباس في قوله تعالى اذكر نعمتي التي انعمت عليكم اي بلى عندكم وعند ابائكم لما كان نجاهم من فرعون من فرعون وقومه واوفوا بعهدي اوفي في عهدكم قال بعهد الذي اخذت في اعناقكم للنبي صلى الله عليه وسلم اذا جاءكم انجز لكم ما وعدتكم عليه من تصديق واتباعه لوضع ما كان عليكم من الاثار والاغلال التي كانت في اعناقكم بذنوبكم التي كانت من احداثكم. وقال الحسن البصري هو وقوله تعالى ولقد اخذ الله ميثاق بني اسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله اني معكم لئن اقمتم الصلاة واتيتم الزكاة وامنتم برسلي وعذرتموهم واقررتم الله قرضا حسنا اتكم ولادخلنكم جنات تجري من تحتها الانهار الاية. وقال اخرون هو الذي اخذ الله عليهم بالتوراة انه من بني إسماعيل نبيا عظيما يطيعه جميع الشعوب. والمراد به محمد صلى الله عليه وسلم. فمن اتبعه غفر الله له ذنبه وادخله الجنة وجعل له اجرين وقد اورد الرازي وبشارات كثيرة عن الانبياء عليهم الصلاة والسلام بمحمد صلى الله عليه عليه وسلم وقال ابو العالية واوفوا بعهدي قال عهده الى عباده دين الاسلام ان يتبعوه. وقال الضحاك عن ابن عباس او في بعهد قال ارضى عنكم وادخلكم الجنة. وكذا قال السدي والضحاك وابو العالية والربيع ابن انس. وقوله تعالى واياي فارهب اي فاخشوه قاله ابو العالية والسدي والربيع وابن انس وقتادة وقال ابن عباس بقوله تعالى واياي فارهبوا اي ان اي ان بكم ما انزلت بمن كان قبلكم من ابائكم من النقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره. وهذا انتقال من الترغيب الى الترهيب فدعاهم اليه بالرغبة والرهبة لعلهم يرجعون الى الحق واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والاتعاظ بالقرآن اوامري وتصديق اخباري. والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. ولهذا قال وامنوا بما انزلت مصدقا ما معكم يعني به القرآن الذي انزل على محمد صلى الله عليه وسلم النبي الامي العربي بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا مشتملا على الحق من الله تعالى مصدقا لما بين يديه من التوراة والانجيل. قال ابو العالية رحمه الله في قوله تعالى وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم يقول يا معشر اهل الكتاب امنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم. يقول لانهم يجدون محمدا صلى الله عليه وسلم مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل وهو يا عم مجاهد ابن ربيع ابن انس وقدادة نحو نحو ذلك. وقوله ولا تكونوا اول كافر به. قال ابن عباس ولا تكونوا اولا به وعندكم فيه من العلم ما ليس عند غيركم. قال ابو العالية يقول ولا تكونوا اول من كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم يعني من اهل بعد سماعكم بمبعثه وكذا قال الحسن والسدي والربيع بن انس واختاره ابن جرير ان الضمير في قوله به عائد على القرآن الذي تقدم ذكره في قوله بما انزلت وكلا القولين صحيح لانه متلازمان. لان من كفر بالقرآن فقد كفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ومن كفر بمحمد صلى الله الله عليه وسلم فقد كفر بالقرآن. واما قوله اول كافر به فيعني به اول من كفر به من بني اسرائيل. لانه قد تقدم من كفار قريش من العرب بشر كثير. وانما المراد اول من كفر به بني اسرائيل مباشرة. فان يهود المدينة اول اول بني اسرائيل خوطبوا بالقرآن فكفر فكفرهم به يستلزم انهم اول من كفر به من جنسهم وقوله تعالى ولا تشتروا بايات زمعا قليلا يقول لا تعتادوا عن الايمان بايات وتصديق الرسول بالدنيا وشهواتها فانها قليلة فانية. وقوله واياي فاتقون روى ابن ابي حاتم عنطلق بن حبيب قال التقوى ان تعمل بطاعة الله على نور من الله تخاف عقاب الله وبعد قوله واياه فاتقون تعالى يتوعد بما يتعمدون باتمام الحق واظهار خلافه. ومخالفتهم الرسول صلوات الله وسلامه عليه. ولا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين يقول تعالى ناهيا لليهود عما كانوا يتعمدون ومن تلبيس الحق بالباطل وتمويهه به. وكتمانهم الحق اظهارهم الباطل. ولا تلبسوا الحق الباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون فنهاهم عن الشيئين معا وامرهم باظهار الحق والتصريح به. ولهذا قال الضحاكون الضحاك عن ابن عباس ولا الحق وبالباطل لا تخيطوا الحق بالباطل والصدق بالكذب. وقال قتادة ولا تلبسوا الحق بالباطل ولا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالاسلام وانتم تعلمون ان دين الله الاسلام وان اليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله. وروي عن الحسن البصري نحو ذلك وروى محمد بن اسحاق عن ابن عباس وتكتم الحق وانتم تعلمون اي لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسوله وبما جاء به وانتم تجدونه مكتوبا عندكم فيما تعلمون من الكتب التي بايديكم قلت ويجوز ان يكون المعنى وانتم تعلمون ما في ذلك من الضرر العظيم على الناس من اضلالهم عن الهدى المفضي بهم الى النار. الى ان سلكوا ما تبدونه له من الباطل المشهور بنوع من الحق تروجونه عليه. والبيان الايضاح وعكسه الكتمان وخلط الحق بالباطل. واقيموا الصلاة واجوا الزكاة واركعوا مع الراكعين قال مقاتل قوله تعالى لاهل الكتاب واقيموا الصلاة امرهم ان يصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم. واتوا الزكاة امرهم ان يؤتوا الزكاة ان يدفعوها الى النبي صلى الله عليه وسلم. واركعوا مع الراكع امرهم ان يركعوا مع الراكعين من امة محمد صلى الله عليه وسلم يقول كونوا معهم ومنهم وقوله تعالى واركعون الراكعين وكونوا معلومين في احسن اعمالهم ومن اخص ذلك واكمله الصلاة. وقد استدل كثير من العلماء بهذه الاية على وجوه الجماعة. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد لما ذكر ربنا سبحانه وتعالى ما جرى بين ادم عليه السلام وبين ابليس اللعين. جعله الله ذكر بعد ذلك امره سبحانه وتعالى لادم لقوله قلنا اهبطوا منها جميعا ودخل في هذا الخطاب ابليس حيث ان الله عز وجل قد انظره وامهله ربنا سبحانه وتعالى لحكمة ارادها فامر الله عز وجل ادم وحواء ان يهبطا الى الارض وبين ربنا سبحانه وتعالى في هذا السياق ان ابليس عدو فقال قلنا اهبطوا منها جميعا قلنا قال اهبطا منها جميعا وقلنا اهبطوا بعضكم قال تعالى وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو. ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. في هذه الاية يذكر ربنا سبحانه وتعالى انه امر ادم عليه السلام وابليس وزوجه حواء عليها رضوان الله ان يهبط اليهبطا الى الارض واخبر ان ان هذا عدو لهما كما قال تعالى ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا. وعداوة ابليس لادم عليه السلام بدأت منذ ان خلقه الله عز وجل فانه لما خلق الله ادم عليه السلام وهو في وهو في طينته مجندب اتى ابليس لعنه الله ودخل من فيه وخرج من دبره ثم قال ان هذا خلق لا يتماسك لئن سلطت عليه لاهلكنه ولئن سلط علي لاطيعنه اي لا اطيعه فيما يأمرني. فاضمر الكفر والمخالفة فهذا هو اول عداوته فلما انظره ربه سبحانه وتعالى وطرده من رحمته وسوسة للشيطان كما ذكر الله ذلك في قوله فاذلهما الشيطان عنها اي عن هذه الجنة عن هذه الدار فان الله قد كتب ذلك على ادم عليه السلام قبل ان يخلقه بخمسين الف سنة فاخرجهما مما كان فيه واخراج لانه هو السبب في اخراجهما وليس انه هو الذي قدر ذلك وشاء واراده وانما اخرجهما بسبب وسوسته واخرجهما لانه تسبب له بمعصية الله عز وجل فلما وقع في المعصية واكل من الشجرة بدت لهما سوءاتهما وعصى ادم ربه بهذا الاكل. فقال تعالى وقل اهبطوا بعضكم لبعض عدو اي انت يا ادم وانت يا ابليس بعضكم لبعض العدو ابليس عدو لادم وادم ايضا عدو لمخالفته لابليس. وكذلك عداوة بني ادم عالشيطان عداوة ابدية سرمدية وعداوتهم للشيطان وحزبه ولا شك ان الذي ابتدأ العداوة هو الشيطان لعنه الله ووافقوا على هذه العداوة من اتبعه وكان من حزبه وهذا لحكمة ارادها الله عز وجل ليميز الخبيث من الطيب. وليعلم الذين امنوا ويعلم المنافقين والكاذبين ويعلم من اطاعه ممن عصاه وجعل الارض لنا مستقر ومتاع يتمتع به اذ يتمتع به الانسان الى ان يقبض الله روحه فهي متاع والدنيا متاع. وخير متاعها المرأة الصالحة ومتاع الى حين الى ان يموت ولا شك ان اعظم ما يتمتع به المسلم من هذه الدنيا ان يتمتع بطاعة الله عز وجل قال تعالى فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليهن هو التواب الرحيم اختلف اهل التفسير في هذه الكلمات التي تلقاها ادم من ربه وهنا دلالة ان التوفيق من الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى هو الذي من على ادم التوبة من على ادم بالتوبة مع ان ادم هو الذي عصى والله والذي الهمه التوبة وفقه لها والهمه تلك الكلمات التي القاها ربنا عليه وقبل توبته ربنا سبحانه وتعالى الله متفضل على بني ادم في جميع احوالهم ان عصوا ستر وان عصوا دعاهم للتوبة ووفقهم لها لمن شاء ان يوفقه ويقبل التوبة من عبادي سبحانه وتعالى واجمل ما يفسر من احسن ما يفسر به القرآن ان يفسر بالقرآن وقد جاء في سورة الاعراف انهما عندما اكلت قالا ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لها وترحمن لاكونن من الخاسرين فهذه هي الكلمات التي تلقاها ادم من ربه تتلقى نور ربه كلمات فتاب عليه الله الذي الهمه ان يقول ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ولذا في هذه الاية دلالة صريحة وواضحة على ان العبد اذا تاب تاب الله عليه وان العبد لا يهلك الا باصراره ومكابرته وقد جاء في حديث فيه ضعف قوله هلك المصرون هلك المصرون. فالمصر هو الذي يصر على ذنبه ولا يتوب ولذا قال سفيان ابن عيينة من عصى فاصر فيه شبه من ابليس ومن عصى فتاة ففيه شبه من ابيه ادم قل اهبطوا منها جميعا اي بعدما تاب الله عز وجل على ادم وقبل توبته سبحانه وتعالى وقلنا اهبطوا منها جميعا اي اهبطوا من هذه الجنة. وقال بعضهم ان كان هناك اهباط من الجنة الى السماء الدنيا ثم كان اهباط اخر من السماء الدنيا الى الارض منهم من قال ان هذا تأكيد لما قبله والصحيح ان هو الاهباط الذي سبق ويقول له اهبطوا بعض في بعض العدو كان هو القول اهبطوا بعض في البعض ثم قال اهبطوا منها جميعا وان هذا الاهباط سيعقبه سيعقبه اختلاف ونزاع وشقاق. وان الناس سيظلون عن سبيل الهدى وسيسلك طريقا غير الطريق الذي ارتضاه ربنا سبحانه وتعالى وان من رحمة الله عز وجل ومنته وفضله انه لا يترك الخلق سدى بل سيرسل رسلا وينزل كتبا. فقال قل اهبطوا منها جميعا. فاما يأتينكم مني هدى وهذا والهدى هنا يراد به رسل الله عز وجل. وما معهم من العلم والدين الشرع فمن تبعهم اي تبع الانبياء وسار سبيلهم وسار على نهجهم فلا خوف عليهم اي فيما يستقبلون ولا يحزنون فيما يفوتون ويتركون وقد جاء في الصحيح ان قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى قالوا من يا ابي الرسول؟ قال من اطاعه دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى والنبي صلى الله عليه وسلم هو الهدى الذي امرنا باتباعه من تبع النبي صلى الله عليه وسلم فسوف ينجو ولا خوف عليه ولا حزن والذين خالفوه وعصوهم الذين كفروا وكذوا باياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اذا الناس مع الانبياء ينقسمون الى قسمين متبعون مطيعون يأخذون بهدي الانبياء ويسيرون على نهجهم وسبيلهم وطريقتهم فهؤلاء هم الناجون وفريق كفر وكذب وخالف وهؤلاء هم اصحاب النار ودخوله النار دخولا ابديا سرمديا لا يخرج منها البثة وهذه الاية دعوة عامة لجميع الخلق ثم ثنى ربنا سبحانه وتعالى بدعوة خاصة لبني اسرائيل. فقال يا بني اسرائيل اذكروا التي هي التي انعمت عليكم وخصهم بذكر اسرائيل لان اسرائيل هو يعقوب وهو ابو الاسباط هو ابو الاسباق الاثنى عشر ابوهم يعقوب عليه السلام المسمى باسرائيل وهو عبدالله. وقوله يا بني اسرائيل هنا تهييجا للاستباع والاتباع وللطاعة من باب التذكير بان اباهم كان من اطوع الناس لله واسبقهم لمرضاة الله عز وجل فانت عندما تقول يا ابن الطايع يا ابن السباق هذا فيه تهييج لك ان تكون مثل ابيك في صدقه وطاعته. الله يقول يا بني اسرائيل نسبهم لابيهم اسرائيل بطاعته وسبقه في طاعة الله. اذكروا نعمتي ونعم الله على بني اسرائيل كثيرة من نعمه عليهم انه انجاهم من فرعون لعنه الله بعشر نعم انجاهم ربنا سبحانه وتعالى من فرعون عندما انجاهم من فرعون من الغرق كذلك ايضا اسبغ عليهم نعمائه بالمن والسلوى وغير ذلك. وهي واذ نجيناكم من ال فرعون هذه النعمة الاولى النعمة الثانية واذ فرقنا بكم البحر النعمة الثالثة بعثناكم من بعد موتكم عندما ذهب معه سبعون مع الى الى الطور فقالوا ربنا ار ينظر اليك فرفعوا رؤوسهم فهلكوا وقيل انهم ماتوا ثم بعثهم الله عز وجل ايضا ان الله ظلل عليهم الغمام والمن وانزل عليهم المن والسلوى التيه ايضا عفونا عنكم وتاب عليكم يغفر لكم خطاياكم هذه كلها جاءت في بني اسرائيل وقال ايضا اتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون. كذلك انفجرت من اثنتا عشرة عينا هذي كلها من النعم التي امتن الله بها على بني اسرائيل واوفوا بعهدي اوف بعهدي اي بطاعة وذلك ان عهد الله على بني اسرائيل ان يطيعوا رسل الله وانبيائه ومن العهد الذي جاءه في التوراة ان يؤذي محمد صلى الله عليه وسلم اوفي بعهدكم اي اجازيكم على طاعتكم بجنة عرضها السماوات والارض ثم سلك مسلك الترهيب والتخويف واياي فارهبون اي اذا لم تستجيبوا لهذه النعم وللاجر المترتب على طاعتكم فاستجيبوا خشية الوقوع في عذاب الله وتذكروا ما انزل الله عز وجل بكم في اصحاب السبت وما اصابكم من العذاب عندما قتل بعضكم بعضا فقتل بعضكم فقتل منكم سبعون الفا في في غداة وفي عشية واحدة. فهؤلاء سلك الله الترغيب وسلك الترهيب. ثم قال وامنوا بما انزلت مصدقا لما معكم. وذلك ان الانبياء دينهم واحد هم اخوة لعلات ابوهم واحد وامهاتهم شتى فدينه هو الاسلام وشرايعه تختلف كل نبي يأتي بشريعة تختلف عما عن شريعة من قبله لكن الاصل في الدعوة هي دعوة الى توحيد الله. وهناك امور تتفق عليها جميع الشرائع لا تختلف من العدل وعدم البغي والظلم فهذه من الامور التي اتفقت عليها الشرائع. قال واب ما انزلتم مصدقا لما معكم اي بما معكم من التوراة والانجيل سواء كانوا يهودا وهو التوراة او النصارى والانجيل والاصل للخطاب هنا لبني اسرائيل من اليهود وقالوا لا زلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به اي لا تكونوا اول من كفر من اليهود ولم يستجيبوا وهذا لا شك ان من كفر من سبق الى الكفر عذابه اشد. ووجه كون عذابه اشد لان غيره يتأسى به ولذا جاء في حساب اوقاف الصحيح ان ما من نفس تقتل ظلما الا كان على ابن ادم الاول كفلا منها. الا كان على ابن ادم الاول كفل منها انه اول من صلى القتل كذلك من كان اول كافر يعني مثلا هنا يؤخذ ان من كان اول داعية الى الفساد اول صاد عن حق وخير انه يأخذ اثمه واثم من كان على طريقه وشاكلته فيقول ولا تكونوا اول كافر به من بني اسرائيل ولا تشتروا بايات ثمنا قليلا تسمى الشراء هنا يعني سمى ترك الدين وعدم الاستجابة لامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والاعتياض بمتاع الدنيا انه شراء لانهم ان اسلموا سقطت مكانتهم وذهبت هيبتهم وذهب ما يترأسون به على قومهم بهذه بهذا الدين وهو اليهودية مثلا فالله يقول ولا تشتروا باياتي ثمنا قليلا. وسماه قليلا ولو كان مثل الدنيا وما فيها. لان متاع الدنيا قليل ولان الدنيا لا تساوي جناح بعوضة عند الله والله يقول ولا تشتروا بايات ذباب قليلة اي ما تطلبون من متاع الدنيا ومن رئاسة ومال ومنصب وتتركون الحق الذي لو يعلمون ان محمدا كان هو النبي وهو الرسول الذي بشر به موسى وعيسى واياي فاتقون. اي اتقوا عذابي واتقوا وعيدي واتقوا النار وقد مسكم مس اباؤكم اه مس ابائكم ومس اجدادكم شيئا من ذلك العذاب قال ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتم الحق وانتم تعلمون. هناك رد للحق وهناك تلبيس للحق فالله يقول ولا تلبسوا الحق بالباطل لان من الناس من يلبس الحق الباطل ليرده واعظم من ذلك من يكتم الحق هناك كتم للحق وهناك وهناك تحريف للحق وابطال له ولذا يشبه العلماء الذين ضلوا عن الصراط باليهود لان اليهود علموا الحق فتركوه والعالم ايضا يكون عالما بالحق فيتركه ولذا قال تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتب الحق وانتم تعلمون والحق هنا يراد به محمد صلى الله عليه وسلم والباطل هو الكفر به ومعنى ذلك انهم يعلمون صفة محمد صلى الله عليه وسلم وانه النبي المبشر به ومع ذلك يقول ليس هو لانه لا يخرج من ذرية العرب وانما هو من ذرية داود فهم يعلمون ان محمد صلى الله عليه وسلم لكنهم البسوا الحق الذي يعلمونه باطلا افتراء وكذبا وكتبوا الحق الذي يعلمه من صفات محمد صلى الله عليه وسلم حتى لا تؤمن اليهود بمحمد صلى الله عليه وسلم. ولذا عبد الله بن سلامة رضي الله تعالى عنه عندما قال والله انكم لتعلمون انه هو النبي وان مكتوه التوراة ولكن منعهم انهم زعموا ان النبوة لا تكون الا في داوود وان داوود دعا ربه ان النبوة لا تخرج من صلبه وعلموا انها خرجت ولكن مكابرة وعنادا وتلبيسا للباء للحق وكتما له كفروا بالله واستوجبوا عذابه ولعنه ولعنته لاجل هذا المتاع الدنيوي. قال واقيموا الصلاة اي اقيموا الصلاة التي امركم الله عز وجل بها وهي الصلاة التي خطي بها محمد صلى الله عليه وسلم صلوا كما يصلي المسلمون وزكوا كما يزكي المسلمين ومع ذلك كما يزكي المسلمون ومع انكم تؤمنون بما اليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وادخلوا في الاسلام الذي دعاكم اليه محمد صلى الله عليه وسلم قال واقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين وهذا من الادلة على وجوب الصلاة ووجوب الزكاة وايضا من الادلة على وجوب صلاة الجماعة لان الله امر بان تصلى جماعة فقال واركعوا مع الراكعين. وقد اخذ منه هذه الاية وجوب صلاة الجماعة لان الله امر ان يركع مع الراكعين ولا تركع الا مع جماعة المسلمين. على كل حال نقول هذه الايات ذكر الله عز وجل فيها اليهود وداك ذيب لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم وكفرهم به مع علمهم بالحق وتلبيس الحق بالباطل وكتم الحق الذي يعلمونه كل ذاك من باب الا بالحسد والمكابرة والمعاندة ان يتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم فالحذر لكل من علم حقا ان يجحده او لكل من علم حقا ان يلبسه باطلا فان هذه من خصال اليهود والله لعن اليهود. وذكر انهم من خلق الله عز وجل. وفي هذا دليل ان النسب لا يرفع. وانما الذي يرفع هو الايمان. الله عز وجل ذكر ان بني اسرائيل واني فضلت على العالمين فتفضيلهم على العالمين بايمانهم واسلامهم ووصف بكون من اخبث الناس بكفرهم وضلالهم. فالذي يرفع ويضع هو الدين لمن استقام على دين الله رفعه. من ترك دين الله وضعه ولا يرفعك حسب ولا نسب وانما اكرمكم عند الله اتقاكم والله اكبر. احسن الله اليكم الا يقال ان تلبيس تلبيسة عضلة بعضهم يقول ولا تلبسوا الحق بالباطل هل قدم الله التلبيس؟ عنان الكتمان هذا يدل على انه اعظم ما في شك ان ان تلبيس الحق بالباطل انه اشد ظرر لاننا الحق عندما يكتب ويعلم يتبع لكن اذا كان هو يعلمك الحق ثم يقول ليس هو الحق الذي تريده كان هذا اشد ذلك لذلك نجد يعني الان الذي يسلكه اعداء الدين انهم لا يجهلوا الحق وانما يحرفون الحق كمثل يقول لعب اه جاءت نصوص ان هذا الامر حرام لكن ليسوا معناه كذا معناه شيء اخر. فتسمع الان وترى من يحمل النصوص غير ما تحتمل فيأتي الى قوله تعالى ولا يقول ليس هو الغناء وان المراد هو من اشترى شيئا ليصد عن سبيل الله سواء كان حقا او باطلا فيحمل الاية ليس على الذي حمل عليها الصحابة رضي الله تعالى عنهم وانما يحمله على من يريد بهذا اللهو ان يصد عن دين الله عز وجل فيقول المحرم من اللهو ما صد عن دين الله وكان آآ تعطيلا لدين الله عز وجل. مثلا يأتي للحجاب والى مثل ما يدعي لها الان. يقول الحجاب لربه وفقط ان تستر ان رأسها وشعرها وليس هناك حجاب خاص تؤمر به المرء حتى يسترها حتى ايش؟ ان تلبس مرة ما شاءت وتفعل ما شاءت. وهذا هو يقول نعم اه موجودة. ان الله امر النبي ان يأمر قال مأمورة بذلك لكن ما المراد بالجلباب؟ قالوا ان تلبس ما يستر لحمها على الرجال ولو كان ذلك الحجاب يفصل اعظائها وجسدها. يقول يا محتجبة وانما تكون غير متحجبة اذا تعرت. هذا ايضا من التلبيس. وكذلك في امور الربا في امور صلاة جماعة في امور كثيرة تجدهم لا يردون النص صراحة وانما يحملون غير ما يحتملون من جهة الظرر التلبيس اشد وجاء الضرر التلبيس اشد. لان يعلموا انه عند جحد الحق انه مع الجحد قد يأتي وقت يعلم هذا الحق ويظهر وينتشر لكن عندما يظهرون الحق ويلبسون اللباس الذي يريدونهم حتى لو علم الجاهل يعني حتى لو نوقش الجهل طيب لا يستقر في ذهنه الا ما القاه عليه اولئك الملبسون. يا سلام