بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال الله جل وعلا اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربح التجارتهم وما كانوا مهتدين. روى السدي في تفسيره عن ابن عباس وابن مسعود وعن ناس من الصحابة اولئك الذين اشتروا الضراة بالهدى قال اخذوا الضلالة وتركوا الهدى. وقال جاهد امنوا ثم كفروا وقال قتادة استحبوا الضلالة على الهدى. وهذا الذي قاله قتادة يشبهه في المعنى قوله تعالى في ثمود واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى وحاصنوا قول المفسرين فيما تقدم ان المنافقين عدلوا عن الهدى الى الضلال واعتادوا عن الهدى بالضلالة. وهو معنى قوله تعالى اولئك الذين اشتروا الضلالة اي بذلوا الهدى ثمنا للضلالة. وسواء في ذلك من كان منهم قد حصل له الايمان ثم رجع عنه الى الكفر كما قال تعالى فيهم ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم. او انهم استحبوا الضرر على الهدى كما يكون حال فريق اخر منهم فانهم انواع واقسام. ولهذا قال تعالى فما ربح التجارتهم وما كانوا مهتدين. اي ما ربحت صفقتهم في هذه البيعة وما كانوا مهتدين اي راشدين في صنيعهم ذلك. وروى ابن وروى ابن جرير عن قتادة. فما ربحت تجارة وما كانوا مهتدين قد والله رأيتموهم خرجوا من الهدى الى الضلالة ومن الجماعة الى الفرقة ومن الامن الى الخوف ومن السنة الى البدعة وهكذا رواه ابن ابي حاتم بمثله سواء. مثلهم كمثل الذي استنقد نارا. فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. صم بكم عمي فهم لا يرجعون تقدير هذا المثل ان الله سبحانه شبههم في اشترائهم الضلالة بالهدى وصيرورتهم بعد البصيرة الى العمى بمن استوقد انا فلما اضاءت ما حوله وانتفع بها وابصر بها ما عن يمينه وشماله وتأنس بها فبينما هو كذلك. اذ طفئت ناره وصار في ظلام شديد لا يبصر ولا يهتدي وهو مع هذا اصم لا يسمع ابكم لا ينطق لو كان ضياء لما ابصر. فلهذا لا يرجع الى ما كان عليه قبل ذلك. فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم الضلال عوضا عن الهدى واستحبابهم الغي على الرشد. وفي هذا المثل دلالة على انهم امنوا ثم كفروا كما اخبر تعالى انهم في غير هذا الموضع الله اعلم وقوله تعالى ذهب الله بنورهم اي ذهب عنهم بما ينفعهم وهو النور. وابقى لهم ما يضرهم وهو الاحراق قوى الدخان وتركهم في ظلمات وهم وهو ما هم فيه من الشك والكفر والنفاق لا يبصرون لا يهتدون الى لخير ولا يعرفونها وهم مع ذلك صم لا يسمعون خيرا بكم لا يتكلمون بما ينفعهم عمي في ضلالة وعماية قصيرة كما قال تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فلهذا لا يرجعون الى ما كانوا عليه من الهداية التي باعوها بالضلالة او كصيد من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابع هم في اذانهم من الصواعق حذر الموت. والله محيط بالكافرين. يكاد البرق يخطف صارهم كلما اضاء لهم شوفه واذا اظلم عليهم قاموا. ولو شاء الله لذهب بسمعهم ان الله على كل شيء قدير. هذا مثل اخر هذا مثل اخر ضربه الله تعالى لضرب اخر من المنافقين. وهم قوم يظهر لهم الحق تارة ويشكون تارة اخرى فقلوبهم في حال شكهم وكفرهم وترددهم كصيب والصيب المطر. قاله ابن مسعود وابن عباس وناس من الصحابة. وابو العالية ومجاهد وسعيد ابن جبير وعطاء الحسن البصري وقتادة عطية العوفي وعطية العوف وعطاء وعطاء الخرسان والسدي والربيع بن انس وقال الضحاك هو السحاب والاشهر هو المطر نزل من السماء في حال ظلمات وهي الشكوك والكفر والنفاق ورعد وهو ما يزعج القلوب من الخوف فان من شأن المنافقين الخوف الشديد والفزع كما قال تعالى وقال لو يجدون ملجأ او مغارات او مدخلا لو اليه وهم يجمحون. والبرق هو ما يلمح في قلوب هؤلاء الضرب من المنافقين في بعض الاحيان من نور الايمان ولهذا قال الموت والله محيط بالكافرين. اي ولا يجدي عنهم حذرهم شيئا لان الله محيط بقدرته وهم تحت مشيئته وارادته. كما قال هل اتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم حيطة محيط بهم ثم قال يكاد البرق يخطف ابصارهم اي لشدته وقوته في نفسه وضعف بصائرهم وعدم ثباتها للايمان. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس يكاد البرق يخطف ابصارهم يقول يكاد محكم القرآن يدل على عوراته المنافقين وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس كلما اضاء لهم مشوا فيه يقول كلما اصاب المنافقين من عز الاسلام اطمأن اليه. واذا اصاب الاسلام نكبة قاموا ليرجعوا الى الكفر. كقوله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به. وروى محمد ابن وروى محمد ابن اسحاق عن ابن عباس كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا. اي يعرفون الحق ويتكلمون به فهم من قولهم فهم من قولهم به على استقامة ارتكسوا منه الى الكفر قاموا اي متحيرين. وهكذا قال ابو العالية والحسن البصري وقتادة والربيع بن انس. والسدي بسنده عن صحابتي وهو اصح واظهر والله اعلم. وهكذا يكونون يوم القيامة عندما يعطى الناس النور بحسب ايمانهم. فمنهم من يعطى من النور ما يضيء له مسيرة فراسخ واكثر من ذلك واقل من ذلك. ومنهم من ومنهم من يطفأ نوره تارة ويضيء اخرى. فيمشي على الصراط ويقف اخرى ومنهم من يطفأ نوره بالكلية وهم الخلص من المنافقين الذين قال تعالى فيهم يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين امنوا انظروا لاسم نوركم. قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا. وقال في حق المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها النار الاية وقال تعالى يوم لا يخزي الله النبي والذين امنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وبايمانهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير. روى ابن ابي حاتم عن عبد الله ابن مسعود نور يسعى بين ان قال على قدر اعمالهم يمرون على الصراط منهم منهم من نوره مثل الجبل. ومنهم من نور مثل النخلة وادناهم نورا منورا ظروف ابهامي يتقد مرة ويطفئ اخرى. وروى ابن ابي حاتم ايضا عن ابن عباس قال ليس احد من اهل التوحيد الا يعطى نورا يوم القيامة. فاما المنافق فيطفئ نوره فالمؤمن مشفق مما يرى من اطفاء نور المنافقين. فهم يقولون ربنا اتمم لنا نورنا. وقال الضحاك ابن مزاحم يعطى كل من كان يظهر الايمان في الدنيا يوم القيامة نورا اذا انتهى الى الصراط طفئ نور المنافقين. فلما رأى ذلك المؤمنون اشفقوا فقالوا ربنا اتمم لنا نورنا فاذا تقرر هذا صار الناس اقساما مؤمنون خلص وهم الموصوفون بالايات الاربع في اول البقرة وكفار خلص وهم الموصوفون بالايتين بعدها ومنافقون وهم قسمان خلص وهم المضروب لهم المثل الناري ومنافقون يترددون تارة يظهر لهم لم لم الايمان وتارة يخبو هم اصحاب المثل المائي وهم اخف حالا من الذين قبلهم ثم ضرب مثل العباد من الكفار الذين يعتقدون على شيء وليسوا على شيء. وهم اصحاب الجهل المركب في قوله تعالى اعمالهم كسراب بقيعة يحسبها الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا الاية ثم ضرب مثلا مثل الكفار الجهال الجهل البسيط وهم الذين قال تعالى فيهم او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوق من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها. ومن لم الله له نورا فما له من نور. فقسم الكفار ها هنا الى قسمين داعية ومقلد كما ذكرهما في اول سورة الحج ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد. وقال ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب وقد قسم الله المؤمنين في اول الواقعة وفي اخرها وفي سورة وفي سورة الانسان الى قسمين سابقون وهم المقربون واصحاب يمين وهم الابرار فتلخص من مجموع هذه الايات الكريمات ان المؤمنين صنفان مقربون وابرار وان الكافرين صنفان ومقلدون وان المنافقين ايضا صنفان. منافق خالص ومنافق فيه شعبة من نفاق كما جاء في الصحيحين عن عبد الله ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن به كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها من اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان. استدلوا به على ان الانسان قد تكون فيه شعبة من ايمان وشعبة من نفاق اما عملي لهذا الحديث او اعتقادي. كما دلت عليه الآية. روى الإمام احمد عن ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب اربعة قلب اجرد فيه مثل السراج يزهر وقلب اغلف مربوط على غلافه. وقلب منكوس وقلب وقلب مصفح اما القلب الاجرد فقلب المؤمن. فسراجه فيه فسراجه فيه نوره. واما القلب الاغلف فقلب الكافر. واما القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص عرف ثم انكر. واما القلب المصفح فقلب فيه ايمان ونفاق. ومثل الايمان فيه كمثل للبقلة يمدها الماء الطيب. ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم. فاي المادتين غلبت على الاخرى غلبت عليه وهذا اسناد وهذا اسناد جيد حسن. وقوله تعالى ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير محمد بن اسحاق عن ابن عباس بقوله تعالى ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم قال لما تركوا من الحق بعد معرفته ان الله على كل شيء قدير اي قال قال ابن اسحاق اي ان الله على كل ما اراد بعباده من نقمة او عفو قدير. وقال ابن جرير انما وصف الله تعالى نفسه بالقدرة على كل كل شيء في هذا الموضع لانه حذر المنافقين بأسه وسطوته واخبرهم انه بهم محيط. وعلى اذهاب اسماعهم قدير وذهب ابن جرير ومن تبعه من كثير من المفسرين الى ان هذين المثلين مضروبان لصنف واحد من المنافقين وتكون او في قوله او كصيم من السماء بمعنى الواو كقوله تعالى ولا تطع منهم اثما او كفورا او تكون للتخيير اي اي اضرب لهم مثلا بهذا وان شئت اذا بهذا قال القرطبي او للتساوي مثل جالس الحسن مثل جالس الحسن او ابن سيرين على ما وجهه الزمخشري ان كلا منهما مساو للاخر في اباحة الجلوس اليه. ويكون معناه على قوله سواء ضربت لهم مثلا بهذا او بهذا فهو مطابق لحالهم يا ايها الناس اعبدوا ربكم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين يقول ربنا سبحانه وتعالى مثلهم قوله تعالى اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما رجحت تجارتهم وما كانوا مهتدين يشبه الله عز وجل اولئك الذين اخذوا بالضلالة وترك الهدى بحال من اشترى وباء يحارب من اشترى وباع او الشرف الضلالة وجعلوا ثمنها الهدى ولا شك ان هذا من اعظم الناس خسارة يا شرف النافعة التي اذا شرى الله بالنافع بعض الظهر واخذ بعض النافع واخذ الضرر جانب من اغنى الناس صفقة واخسرهم بضاعة فكذلك حال هؤلاء الكفار انهم اشتروا الضلالة بالهدى فاخذوا الهدى فاخذوا الضلالة واعطوا الهدى واعتادوا بدل الهدى بالضلالة نسأل الله العافية والسلامة ويقول تعالى كما ربحت تجارته اي هذا البيع وهذا الشراء الذي حصل تجارة خاسرة وتجارة غابرة وما كانوا مهتدين اي لم لم يوفقوا هدا توفيق والحام الى ما فيه نفعهم وما فيه نجاتهم لان الهداية انوار بداية فطرية الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى في الهداية العامة وهداة دلالة وارشاد وقد دلوا الى هذه الهداية ولكن ختم على قلوبهم وطبع وهدا توفيق والهام فهؤلاء حرموا هداية التوفيق والالهام فما كانوا من المهتدين لان الموفق الملهم لا يشترك الضلالة بالهدى ولا يبيع الهدى ويشتري الضلالة فهؤلاء من اخسر الناس وابعد الناس عن الهدى ثم مثل ثم شبههم ربنا سبحانه وتعالى فقال مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاء ما حوله ذهب الله بنوره وتركهم في ظلمات لا يبصرون. وهذا حال هناك المنافق يعلم الحق وقد بلغته النصوص واخذ بها فاظهر موافقتها واظهر الايمان بها وكان في صف المؤمنين شاء ظاهرا الا انه في باطنه مع الكفار والمشركين فيشبه الله بحاله ويمثله بحال من استوقد نارا اضاء نارا واشعل نارا فلما اضاءت ما حوله اي وجد نفعها وجد النور بوجودها ذهب الله بنوره لما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون. وتأمل لم يقل ربنا ذهب نور وانما جمع في في الله قال ذهب الله وذهب معه نور وهم حرموا معية الله وحرموا النور الذي كانوا يستضئون به وذلك ان المنافق لما تلبس بلباس الاسلام ووضعوا انه مسلم ظهر اثر ذلك الاسلام عليه فعصب دمه وحرم ماله ونكح ونكح كله هذا باي شيء باظهاره الاسلامي لكن هذا النور الذي بالدنيا وهو منافق اذا كان يوم القيامة ذهب الله بنوره وتركهم في ظلمات الله يبصرون وهنا خلاف بين البشر. هل انتهى في الدنيا اول الاخرة ولا شك ان الاعم هو الذي يصاب به. فنقول ذهب الله بنور في الدنيا وفي الاخرة اولم يبدأ بكلام الله ولم ينتفع بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما يتخبط في الظلمات وهذه ما ضل قوم بعد هدى الا اوتوا الجدل ومن عقوبة الله البعد عن دينه المحكم على قلبه ويكتب على سمعه وبصره فلا يبصر حقا ولا يسمع حقا كذلك المنافق الذي ترك الاخذ بالحق وقبوله بعلمه به ان الله يعاقبه بهذه العقوبة فيفقد معية الله الذي هي الخير كله ويفقد النور الذي لا ننتفعا به الدنيا وفي الاخرة وتركه اي تركه بعد معرفة الهدى ومعرفة الحق ومعرفة الدين تركهم في ظلمات لا يبصرون عقوبة لاعراضهم عن دين الله عز وجل ثم قال صموا فلا يسمعون حقا بكر لا يتفلدون بها دعاة الفساد ودعاة الضلال دعاة سوء ودعاة منكر على الحق يسمعون الباطل ويتكلمون به يبصرون الفساد ويدعون اليه. اما الحق فهم صم عنه غفل لا يبصرون هذا صم بكم فهو سم البكم العمر لا يرجع وهذي عقوبة اخرى ان الله سبحانه وتعالى يعاقبهم بحرمان التوبة بحرمان التوفيق لمثل هؤلاء ان يرجعوا الى الهدى الذي كانوا عليه الا من صدق فيه دعائه وسؤاله ان لم اصل ان نقول من كان منافقا محاربا لله ورسوله انه يحرم التوفيق في الرجوع الى التوبة نلاحظ ونرى المنافقين يزدادون نفاقا بشيل رؤوسهم يصيبه البلايا تلو البلايا ويزدادون كفرا ونفاقا وهذا ظاهر قوله صم العمر بهذا الحق الذي قال او كصيد من السماء مثل المثل الناري يضرب ايضا يضرب في المنافق الا لكل من عرف حقا ثم تركه لكل من كان على هدى ثم غل ولكل من كان على سنة ثم ابتدع يدخل في هذا المعنى او كصيد من السماء هذا الصيد مطر نافع الا ان فيه ظلمات هذه الظلمات هي ظلمات نسبية نسبة لتلك القلوب التي فيها شبهات نتيجة القلوب التي فيها شهوات اما القلوب الصافية فالمؤمنة الصادق فلا ترى من الصيد الا نفعه ويوعد فيه شيء من الرعد والموت الشرف لي وزادها ايمانا وثباتا بخلاف المنافق فانه لا يبصر الحق الا ما ينفعه ولا يبزل الهدى الا ما فيه واما اذا جاء ما يخالف محرم او يخالطوا مراده وهواه فانه ينتكس ويرتكس كما قال تعالى من الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة يقول الله او كصيد من السماء ظلمات ووعد وغرب يجعلون اصابعهم في اذانهم وهذا ابلغ قبل الخوف الذي يملأ قلوبهم لم يقل انا منهم ولم يقل اسمي عواد فقال يجعلون اصابع تعبر بالكل عن الجزء فلا يجوز ان يعطى ان تجعل الكل عبر بكل عن جزء ان يجعلون اصابعه عند حال المنافقين فجمع الاصابع لكثرة عدد المنافقين انهم يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق الى الحق الذي يسمعونه ويخالط قلوبهم وابوائهم وهم لا يريدون ان يسمعوا لنا ولا يريدون ان يروا الحق لان اهواءهم تخالفهم هدر الموت والله محيط بالكافرين اي كلها خوف خوفا من ان يصيبهم الموحدين وسيد المؤمنين فهم يظهرون انهم لم يعلموا وانهم لم يسمعوا وانهم لم يروا هذا على وصف قيل لو قيل ان هذا في الاخرة في الدنيا او في الاخرة المال في الدنيا كما ذكرت انهم يظهروا يعبدون الدين ماؤه وشهواتهم وما فيه من الشدة ما فيه من اه ما يخالف النفوس وحظوظها فهم لا يسمعونه ويخافون منه ويرون ان هذا الدين دين تغريد تدين قسوة كما قال تعالى في وصفهم يسارعون يسارعون فيما يقول نخشى ان تصيبنا دائرة لهم معمل غلب الاسلام والايمان كان في صفه وين غالبا وان غلب الكفار والمشركون كانوا في صفهم قال والله محيط بالكافرين الله محيط بهم يعلم احوالهم يكاد البرد يخطف ابصاره هذا الدين وهذا الحب وهذا النور يخطب ابصاره ويأخذها ويفضحهم ويشكرهم مبينا قال كلما اضاء لهم اي هذا الفرق الذي يكاد ان يأخذ ابصاره بقوته اذا وافقهم هذا النور الذي في هذا الدين الباشويين واستأنسوا به واذا اظلم عليهم اذا خالفهم واتى على غير مراد قال ولو شاء الله لذهب لسبعه وابصاره فذهب وشادها بسمعه وابصارهم ان الله على كل شيء قدير. بعضهم فسيرى ان هذا يوم القيامة اما المنافق يقال حتى اذا فرح به ومشى به على في ظلمات يوم القيامة ذهب الله بولده اصم لا يسمع ولا يتكلم ولا يبصر وان حاله كهذا المطالب ولو شالوا ذهب يسلموا واوصل له على كل شيء قدير. اي دوشة الله لفضحهم ولبين عورهم ولاظهر نفاقهم وقرابها وكفرهم لكن من رحمة الله عز وجل انه لم يظهر ذلك لانهم اظهروا الاسلام لكن الله عز وجل يفضح مثل هؤلاء لتعرف انه في لحن القوم فهو وان اخفوا الكفر فانهم يظهرونه بفلتات لسانهم وما وما يتفوقون به من كلامهم وافعالهم وتصرفاتهم وهم دائما يستهزئون ويسخرون بدين الله يلبسون ويأمزون في كلام الله عز وجل فهذا من من اللحن الذي يظهره ورفاقه الذي يعنينا هنا ان الله ضرب ثلاثين مثلا يجد مثلا ناريا بالمنافقين وشبه وشبه الايمان بالله الصيد الذي ينزل من السماء والوحي وشبه ايضا الايمان بالنار التي تحبط الشبهات والشهوات القلوب السليمة اذا اقبلت عليها نار الايمان احرقت كل شقة وكل شهوة والقلوب المؤمنة اذا اتاها اذا اتاها الصيد المطر ما زال الزبد ولم يبقى الا ما ينفع الناس اما المنافقون فاذا جاءهم جاءهم نار الايمان والتوحيد لم يروا منه الا الاحرام والاذى ولم يروا منهم انهم يحبوا بل يزيدهم ضلالا الى ضلالهم وشبهة الى شبههم نسأل الله العافية والسلامة واذا جاءهم الصيد وهو الايمان لم يره الا الرعد والبر من ظلم وهلاك وهذا حال المنافقين يرون الايمان والاسلام انه سبب لضعفهم وسبب بزوالهم وسبب لتخلف ودرجاتهم وهذا الى يومنا هذا وهذه الدعوة قائمة ان الاسلام لا يدعو الى التخلف والرجعية انهم لا يروا الاسلام الا بهذا المنظر وبهذه الصورة بخلاف المؤمنين يراهم انه سبب عز وتمكين ورفعة وقوة وان سبب التخلق باي شيء في ترك الاسلام. المنافق خمس اي شيء يرى المنافق قد يتوسع في الاسلام والمؤمن يقعد داخل ويسيطر على نفسه فهذا مثل منافق وفي ومثال اللئيم كلاهما مشبهان بالوحي الذي ينزله الله عز وجل على رسله وانبيائه كما يقول في قلوبهم