بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله تعالى واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ماء اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون. ثم توليتم من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين يقول تعالى مذكرا بني اسرائيل ما اخذ عليه من العهود والمواثيق بالايمان به وحده لا شريك له واتباع رسله واخبر تعالى انه لما اخذ عليهم الميثاق رفع الجبل فوق رؤوسهم ليقروا بما عهدوا عليه. ويأخذوه بقوة وجزم وهمة وامتثال. كما قالت تتقون فالطور هو الجبل كما فسر كما فسره به في الاعراف. ونص على ذلك ابن عباس ومجاهد وعطاء وعكرمة والحسن والضحاك والربيع بن انس وغيره واحد وهذا ظاهر وفي رواية وفي رواية عن ابن عباس الطور ما انبت من الجمل وما لم ينبت فليس بطور. وقال الحسن بقوله خذوا ما اتيناكم بقوة يعني التوراة وقال مجاهد بقوة بعمل ما فيه. وقال ابو العالي والربيع واذكروا ما فيه. يقول اقرأوا ما في التوراة واعملوا به. وقوله تعالى ثم توليتم من بعد ذلك فله فضل الله يقول تعالى ثم بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم توليتم عنه وانثنيتم ونقضتموه. فلولا فضل الله عليكم ورحمته اي بتوبته عليكم وارسال والمرسلين اليكم لكنتم من الخاسرين بنقضكم ذلك الميثاق في الدنيا والاخرة قال تعالى ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين. فجعلنا نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين. يقول تعالى ولقد علمتم يا معشر اليهود ما احل من البأس باهل القرية التي عصت امر الله. وخالفوا عهدا وميثاقهم فيما اخذه عليه من تعظيم السبت والقيام بامر اذ كان مشروعا لهم فتحينوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت بما وضعوا لها من الشصوص والحبائل والبرك قبل يوم السبت فلما جاءت فلما جاءت يوم السبت على عادتها بالكثرة نشبت بتلك الحبائل والحيل. فلم تخلص منها يومها ذلك فلما كان الليل اخذوها بعد انقضاء السبت فلما فعلوا ذلك مسخهم الله الى سورة القردة وهي اشبه شيء بالاناسي في الشكل الظاهر وليست بانسان حقيقة فكذلك اعمال هؤلاء وحيلتهم لما كانت مشابهة للحق في الظاهر ومخالفة لهم في الباطل. كان جزاؤهم من جنس عمله هذه القصة مبسوطة في سورة الاعراف حيث يقول تعالى واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يأتون في السبت لتأتيهم حيتان وسبتهم شرع المهم راه يثبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون. القصة بكاملها وقال العوف وقال العوفي في تفسير عن ابن عباس فقلنا لهم كونوا قرادة خاسرين. فجعل الله منهم القردة والخنازير. فزعم ان شباب القوم صاروا قردة. وان المشيخة صاروا خنازير. وقال وقال شيبان النحو عن قتادة فقلنا لهم كونوا قردة خاسين. فصار القوم قردة تعاوى لها اذناب بعد كانوا رجالا ونساء وروى ابن ابي حاتم عن ابن عباس قال انما كان الذين اعتدوا في السبت فجعلوا قردة فوق ثم هلكوا ما كان للمسخ نسل. وقال الضحاك عن ابن عباس فمسقهم الله قردة بمعصيتهم. يقولوا اذ لا اذ لا يحيى في الارض الا ثلاثة ايام. قال ولم يعش مسخ قط فوق ثلاثة ايام. ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسلوا وقد خلق الله القردة والخنازير وسائر الخلائق في الستة الايام التي ذكرها الله في كتابه. فمسخها هؤلاء القوم في سورة القردة وكذلك يفعل من يشاء كما يشاء ويحوله كما يشاء. وقوله تعالى فجعلناها اي فجعلنا هذه القرية والمراد اهلها سبب اعتدائهم في السبت نكالا اي عاقبتهم عقوبة فجعلناها عبرة. كما قال الله عن عن فرعون فاخذه الله كان الاخرة والاولى. وقوله تعالى لما بين يديها وما خلفها. اي من القرى قال ابن عباس يعني اجعلناها بما احللنا احللنا من العقوبة عبرة لمن حولنا من القرى. كما قال تعالى ولقد اهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الايات لعلهم يرجعون. فجعلهم عبرة ونكالا الامام في زمانه موعظة لمن يأتي بعدهم بالخبر المتواتر عنهم. ولهذا قال وموعظة للمتقين. المراد بموعظة ها هو الزاجر اي جعلنا ما احللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله. وما تحيلوا به من الحيل. فليحذر المتقون صنيعهم لان لا يصيبهم ما كما روى الامام ابو عبد الله ابن بطة عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحل محارم الله بادنى الحيل. وهذا اسناد جيد والله اعلم. وقال الله تعالى واذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة. قالوا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول ربنا سبحانه وتعالى مذكرا بني اسرائيل النعمة التي انعم بها عليهم فقال سبحانه وتعالى واذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون ثم توليت من بعد ذلك فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ربنا سبحانه وتعالى اخذ على بني اسرائيل العهود والمواثيق ومن العهود والمواثيق التي اخذ عليهم طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع رسل الله عز وجل الا ان اليهود قوم بهت قوم بهت قالوا بامر الله عز وجل سمعنا وعصينا ولم يستجب منهم الا القليل ولما اتوا لموعد موسى عليه السلام وقالوا ارنا ارنا ربك نراه وقد ذهب موسى بسبعين من قومه فكلم الله عز وجل موسى عليه السلام وامروا بالسجود فسجدوا على جنب. سجدوا على جباء ليس على الجباه وانما سجدوا على جنوبهم. على جنوب وجوههم اي على خدودهم فلم يسجدوا على الامر الذي اراده الله عز وجل ورفع الله سبحانه وتعالى فوقهم الطور ان لم يتوبوا والا اسقطه الله عز وجل عليهم. ولا شك ان هذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بهم لان النفس اذا رأت العذاب تابت وامنت ولذا كان في بني اسرائيل انهم يخوفون حتى يتوبوا وهذا لا شك انه اصلح حال للعبد ان يخوف ويرى العذاب فان تاب رفع الله عز وجل عنه العذاب وانما تعظ المصيبة اذا كان الاب مقيم على معصية الله عز وجل ويمد بالنعم ويمد بالمنن من الله عز وجل فان هذا من مكر الله عز وجل بالعبد فان الله اذا اعطى العبد وهو مقيم على معصية الله فانما ذلك استجراء استدراج ولذا قال ربنا سبحانه وتعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء فاذا اقام العبد على معصية الله ثم رأى الخير يقبل عليه من كل وجه فهذا زيادة في شقائه وزيادة في عذابه وزيادة في امهاله والمكر به لان لان الله اذا رحم العبد اخذه بذنبه مباشرة او اصابه بشيء يورث له التوبة والاستغفار والرجوع الى الله عز وجل اما اذا اقام على المعصية وفتحت له ابواب الرزق وابواب الصحة والقوة كان ذلك اشد في ضلالة في ضلاله امعن في اعراضه والله سبحانه وتعالى رفع على بني اسرائيل كما قال واذ نتقن الجبل فوقهم كانه ظلة وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم لعلكم تتقون. فرفع الله عز وجل فوقهم الطور. رفع الله عز وجل فوقهم الطور وفي هذه الاية ثمة عندما رفع الله عز وجل عندما قالوا اذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور اي اذا تبتم ورجعتم وامنتم وصدقتم واطعتم اامنتم عذاب الله عز وجل فاخذوا العهود والمواثيق ان يتوبوا وان يستقيموا وان لا يسألوا الله عز وجل ما لا يجوز لهم فلما فلما اعطوا المواثيق ورفع الله عز وجل عنهم العذاب قالوا بعدك ثم توليتم من بعد ذلك اي بعد اخذ العهود والمواثيق تولوا واخلفوا عيودهم ومواثيقهم ومع ذلك رحمة الله تشملهم وسعة رحمته ايضا تغمرهم. فيقول ربنا سبحانه وتعالى فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين اي لولا فضل الله عليكم ورحمته لاهلككم وانتم على ضلالكم. واهلككم وانتم في شقائكم. ولكن من رحمة ربنا سبحانه وتعالى انه تفضل عليهم ورحمهم وقبل توبته سبحانه وتعالى وقوله خذوا ما اتيناكم بقوة المراد بذلك التوراة امر ان يأخذوا بقوة بها بقوة ان يعملوا بها وان يقيموه على الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالى. ولا شك ان في بني اسرائيل من اقام التوراة وعمل بها واطاع الله عز وجل ومنهم كثير اعرض عن دين الله سبحانه وتعالى واذكروا ما فيه اي اذكروا ما فيها من الاوامر فامتثلوه وما فيها من النواهي فانتهوا عنه وما فيها من العظات والعبر فاتعظوا واعتبروا ثم قال ثم توليتم بعد ذلك ان بعد هذا الميثاق العظيم فلولا فضل الله عليكم ورحمته توبته عليكم وارسال النبيين النبي والمرسلين لكنتم من الخاسرين بنقضكم بنقبكم الميثاق بنقبضكم الميثاق ثم قال تعالى ولقد علمتم اي لكم في بني جنسكم اية وعبرة ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت. وذلك ان طائفة من بني اسرائيل منعوا من الصيد يوم السبت كانوا يمنعون من الصيد يوم السبت فاذا كان يوم السبت تركوا الصيد وابتلاهم الله عز وجل ابتلاهم وهذه فائدة ان البلاء لا يكون الا اذا كان العبد الا اذا كانت مستحقا لذلك والا ربنا سبحانه وتعالى لا يبتدي الفتنة والبلاء للصادقين المؤمنين وانما يبتلى ويفتن من في قلبه مرض من في قلبه مرض هو الذي يفتل ويبتلى كما قال تعالى ولكنكم فتنتم انفسكم فاذا عرظ الانسان نفسه للفتنة والبلاء فتنه الله عز وجل فهؤلاء القوم من بني اسرائيل لما اعتدوا لما اعتدوا لما آآ مكروا وخادعوا وارادوا ان يحتالوا على الصيد في يوم السبت وفعلوا افاعيل كثيرة ابتلاهم الله عز وجل ان جعل الحيتان يوم سبتهم تأتي شرها وتأتي كثيرة وهذا من شدة الفتنة والبلاء وقد حصل مثل هذا اللي يمتحن الله عز وجل اهل الايمان وليمحص المؤمنين ويعلم المنافقين كما جاء لما حرم الصيد على المحرمين كان الصيد يتعرض للمحرمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فما كان احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يذعره او يخيفه طاعة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم اما هؤلاء القوم فلما رأوا الحيتان تأتيهم شرعا يوم سبتهم وضعوا قال فوضعوا الشباك ومكروا مكرا كبارا. فكانوا ينصبون الشباك يوم ليلة ليلة السبت يوم الجمعة ولا يأخذونها الا يوم الاحد ويقولون لم نستظل الا يوم الاحد. وهذه حيلة باطلة ولو اتوا الامر على وجهه لكان لكان اهو لكان اهون. كما قال سفيان يخادعون الله كما يخادعون الصبيان ولو اتوا الامر على وجهي لكان اهون واخف. وهذا يحصل كثيرا وان كان بعظ اهل العلم يرى ان الحيلة التي يبتعد فيها العبد عن معصية الله عز وجل خير من الوقوع في المعصية مباشرة يقول هذا اذا كانت الحيلة اذا كانت الحيلة مشروعة او مباحة او ما شابه ذلك فهذا لا حرج اما اذا كانت حيلة محرمة وتخالف شرع الله عز وجل فهذه الحيلة يزيد الحرام حراما ولذا ابن ولد آآ ابن حزم رحمه الله تعالى كان يرى ان العين جائزة. يقول انما هو تحايل على الربا. تحايل على الربا والصحيح ان العين محرمة وانها ربا لكنه اخذ بحيلة ربا اخذ بحيلة. فالله يذكر هنا عن بني اسرائيل انهم احتالوا يوم السبت فلما خادعوا الله عز وجل ومكروا ومكر الله عز وجل بهم واصطادوا هذه الحيتان واخذوها يوم الاحد ولم يصاب بلاء ولا باذى ثم تمادوا ولو تابوا فتاب الله عز وجل عليهم لكنهم تمادوا واصروا فلما تمالوا واصروا وكان هناك من قومهم من ينهاهم وهناك من قوم من يعرض عنهم ويقول دعوهم فكان الناهون ناجون والمعرظون ايظا من الناجين فلما اصبحوا اذا بهؤلاء القبيلة لما اعتزلوهم وتركوهم وهجروهم وكانوا في حصن لوحدهم لما اصبحوا وتأخر خروج من حصنهم وسمعوا صياحهم من اوراق الابواب وارتقى بعض اهل القرية الثانية على الحصن اذا هم يبصرونهم قردة وخنازير. يبصروا قردة وخنازير. قيل القردة كانت لشبانهم قيل القردة كانت لشبانهم والخنازير كانت لشيوخهم فمسخ الله الخنازير فمسخ الله الشيوخ خنازيرا والشباب قردة فلما فتحوا الابواب اذا بكل قريب من قرابة من يراه يحن اليه ويبكي بين ويبكي بين يديه فعلموا ان هؤلاء هم قومهم وهم قرابتهم وان عقوبة الله عز وجل نزلت بهم وقد اختلف اهل العلم هل المسخ هنا كان حقيقة او هو مسخ معنوي هل هو مسخ حقيقي او مسخ معنوي فمنهم من يرى ان الذي مسخ منهم هي قلوبهم واملا صورهم فبقيت على على هيئتها والصحيح في هذا انهم نسخوا حقيقة. مسخ الله مسخ الله صورهم قردة وخنازير وسيحصل في هذه الامة ايضا مسخ وخسف سيحصل في اخر الزمان من يمسخون قرة وخنازير يستحلون الحرى والحرير والخمر والمعازف وهؤلاء يكون المسخ لهم في اخر الزمان يكون يكون خسف ويكون مسخ الا ان المسخ اذا مسخ الممسوخ فانه لا يتناسب ولا يعيش فوق ثلاث بعد ثلاث يموت هذا المنسوخ او هذا الممسوخ يموت ولا يبقى له الباقية فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين اي جعله الله عز وجل قردة والزمه الخساء في الدنيا وفي الاخرة نسأل الله العافية والسلامة قال ابن ابي حاتم باسناده عن ابن ابي نجع المجاهد قال مسخت قلوبهم ولم يمسخوا قردة وانما هذا مثل ضربه الله والصحيح الصحيح انهم مسخوا انهم مسخوا حقيقة وقال ابن عباس فجعل منهم القرد الخنازير فزعم ان شباب القوم صاروا قردة والمشيخة ثاروا خنازير وهذا هو القول الصحيح وهو الاقرب ويقال ايضا روى ابنته عن مجاهلة ابن عباس قال انما كان الذين ابتلوا السبت فجعلوا قردة فواقا جعلوا قردة فواقا ثم هلكوا. الفواق وقدر ما يحلب الانسان الحلبة ثم يتركها. هذا هو الفواكه قدر ما يحلب الحلبة ثم يتركها. وقد جاء في صحيح مسلم ان المسخ لا يتناسل فوق لا يتناسل ولا يعيي ولا ولا يبقى فوق ثلاث واذا قال ابن عباس لا يحيون في الارض الا ثلاثة ايام ولم ولم يعش مسخ فوق ثلاث ولم يأكل ولم يشرب ولم ينسب اي اذا مسخ لم يأكل ولم يشرب ولم ينسى اي لا لا يكون له جماع بمعنى تتعطل جميع وظائفه وانما يبقى على هذه الصورة عقوبة من الله له ثم يموت نسأل الله العافية والسلامة وقوله الخاسئين اي ادلة صاغرين وما كان في الامم السابقة سيكون في هذه الامة لتتبعن سن من كان قبلكم اتباعهم في افعالهم وستكون العقوبة ايضا مثل ما كان في الامم السابقة فكان ابن السابقة خسف ومسخ وسيكون في هذه الامة ايضا خسف وبسخ نسأل الله العافية ثم لك ربنا سبحانه وتعالى فجعلناها نكالا فيما بين يديه وما خلفه لما بين يديه وما خلف موعظة للمتقين. اي جعل الله عز وجل هذه العقوبة نكالا بهم وعقوبة بهم وجعلها ايضا موعظة يتعظ بها المتقون الى قيام الساعة. ليست هذه الموعظة خاصة باليهود او بالنصارى وانما هي عامة لجميع من يقرأ هذا الكتاب ويقرأ القرآن فالله جعلها في بني اسرائيل اية واجعلها عبرة الوعظة وجعلها في امة محمد صلى الله عليه وسلم ايضا عظة وعبرة فهي نكارا لهم وعقوبة لهم وايضا هي عظة وموعظة للمتقين. اي نكار بين يديها اي العذاب الذي وقع وما خلفه ايظا من سيأتي بعدها وموعظة للمتقين وموعظة للمتقين فهذا آآ معنى قوله نكالا ومن المتقين. فيؤخذ من هذا ان المسلم اذا قرأ مثل هذه الايات التي فيها انزال عقوبة ربنا سبحانه وتعالى ان يتعظ ويتذكر ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح ابن عمر رضي الله تعالى عنه عندما مر باقتياد ثمود قال لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين. لا يصيبكم ما اصابهم لا تعلم ان لا يصيبكم ما اصابهم والواجب على المسلم اذا مر بديار المعذبين او بديار اهل الهلاك الذين هلكوا بعقوبة سماوية ان يمر وهو خائف وان يمر وهو باكي ان ان استطعت والا تباكى وفارق المكان الذي وقع فيه العذاب فهذا هو الذي يجب على المسلم فعله اذا مر بديار المعذبين. اما ان يمر بها وهو يضحك ويمزح ويلعب او يدعو الى باطل فيها او يقيم فيها المنكرات والفساد فلا شك هذا لا شك ان هذا من الجراءة على الله عز وجل ومن عدم تعظيم ادب تعظيم وتوقير عقوبة ربنا سبحانه وتعالى فالله سبحانه وتعالى اذا اراد شيئا قاله كن فيكون واذا عذب قوما فان عذابه لمن بعدهم عظة وعبرة فمن لم يتعظ ويعتبر فانه سيناله مثل عقوبة اولئك نسأل الله النجاة من عذاب الله عز وجل اي لعاقبناهم عقوا فجعلناها اي نكالا اي عاقبناهم عقوبة فجعلناها عبرة كما قال تعالى فاخذه الله نكال الاخرة والاولى اي لما بين يديه وما خلفه من القرى. قال ابن عباس اي جعلناها بما احللنا دين العقوبة عبرة لمن حولها من القرى وعبرة ايضا لمن خلفها من القرى وقال ايضا وقيل ان اي ما قبلها وما بعدها ولا شك ان عبرة الى قيام الساعة وعظة الى قيام الساعة ان المسلم كلما قرأ مثل هذه الايات وتلاها كاد في ذلك عظة له وعبرة له ان يجتنب او ان يشترط ما يسخط الله عز وجل وان يمتثل ما امر الله عز وجل به. فهؤلاء القوم عندما نهوا عن الصيد خالفوا امر الله عز وجل فاصطادوا ما حرمه الله فانزل الله عز وجل عليهم عقوبته وكانت عقوبته ان مسخهم الله قردة وخنازير مع ان الامر هذه الذنب الذي فعلوه بل ليس كفرا بالله وليس شركا بالله ولكنهم امتهانوا سخروا ومكروا وخادعوا ربه سبحانه وتعالى فاصابهم الله بهذه العقوبة العظيمة وكذلك الذين في اخر الزمان يستحلون الحرى وهو الحر الذي هو الزنا والخمر والمعازف ايضا هؤلاء يمسخون قردة وخنازير لجرائتهم على الله عز وجل وعدم تعظيمهم وتوقيرهم لامر الله سبحانه وتعالى. واسأل الله ان يجعل من يتعظ بكلام الله. وينتفع بمواعظه وباحكامه كمه والله تعالى اعلم شغال احسن لايف القردة يا شيخ موجودين من قبل بني اسرائيل. اي نعم. الان ليسوا هؤلاء لا لا ابدا. القردة الذين لهم خلق من خلق الله عز وجل هؤلاء خلق خلقوا من غير جنس بني ادم واما الذين مسخوا فكان مسخهم قلب لهيئتهم. قلب لصورتهم وهيئتهم. قلبوا قردة وخنازير ثلاثة ايام ثم هلكوا فقط ثلاث ايام فليس هؤلاء ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان في اول الامر عندما اخذ ربا قال ان امة بني اسرائيل قد مسخت ولا ادري اين ذهبت واخشى ان يكون ان تكون منهم اخشى ان تكون هذه من هذه الامة التي مسخت ثم علم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ان المسخ لا يتناسب وان المسخ لا يبقى فوق ثلاث وكل من مسخ كبقي كل من مسخ فلا يعيش فوقه وانما هي عقوبة عاجلة يعقوبها الهلاك طلعت الشكر شيخ ورد حديث في هذا ابن مسعود في صحيح مسلم. سم بالنسبة التفريق بين او الضابط التفريق بين الحيلة المحرمة والمخرج الشرعي. ما في شيء هناك المخرج الشرعي هو ان يكون مباح مباح يخرج به من الحرام يخرج به من الحرام اما الحيلة هو ان يحتال بامر محرم لفعل امر محرم وقد يحتال مثلا الحين الان احنا عندنا قاعدة ان الوسائل لها حكم المقاصد ولا لأ؟ الوسائل لا كل قاصد فكل وسيلة توصل مقصد الحرام فهي محرمة واضح. فمثلا المقصد هو عدم الصيد في هذا اليوم عندما اتخذ وسيلة اصيده في يوم السبت يقع بالشباك يوم السبت لكن لا اخذه الا يوم الاحد متى وقع الصيد سوسو فهي حيلة انه يعني هو ليس مكر وخداع يخادعون الله عز وجل انهم لم يأخذوا يوم السبت لما اخذوا من احد. مع ان الصيد حقيقة وقع فهذه حيلة محرمة وسيلة محرمة ان توصل المقصد المحرم وهو صيدهم يوم السبت لكن من الصور انه ذكر شيخ ابن القيم في كتابه الاعلام الموقعين آآ يعني حيل كثيرة جدا في التحايل منها مباح منها ما هو محرم وذاك وذلك النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في اليهود انهم لما حرمت عليهم شحوم البيت ماذا فعلوا؟ جبلوهم ثم باعوها اكل ثمنه لم يأكلوا الثم مباشرة وانما انما يأكلوا الشحم مباشرة وانما اكلوا ثمنه فلو جاء شخص قال انا ما اشرب الخمر لك ابيع الخمر تقول بيعك لا كأنك اكلته وشربته وهذه حيلة تحرمه ايضا لكن من من الحيل ايضا مثلا يفعلها بعض الناس وهي يبيع مياه بمئة هو يضع بينها اه خريزة مثلا او حريزة او خرقة او شيء ويقول هذي مقابل الزيادة مئة بمئة وخمسين مية مية وخمسين ويجعل بينهما مثلا اي شي اي شي سبحة ممنوع سبحة يقول هذي الزيادة مقابل هذا هو اصلا هذي غير مقصودة المقصود ايش ان يأخذ المال من مال بزيادة فهذي الحيلة نقول محرمة لماذا لانها غير مقصودة هذي بالذات وانما هي اوتي بها درت التحاليل على الربا مثل بعظ الناس الان يأتي يقول خلاص ابيعك ابيعك آآ رز في عندنا عند الهديب رح شفه بمئة وخمسين الف ريال يروح ثم يجي يقول خلاص شفته عطني مئة الف كويس ولا لا تملك وما كان مقصود اصلا هذا البيعة ابد السلعة هذي ابدا المقصود فقط المال لكن نقول حتى تخرج من هذا المحرم بحيلة شرعية تأخذ هذا ثم اذهب وبعه بعدين ما نقول كذلك انه الان غير مقصود حتى وان كان. اذا سنتين ملكته انت لما ملكت السلعة واخذتها فاصبح الان الصورة شرعية حتى لو انك شفت من شخص الان لو شافه شخص سيارة في نفس المجلس عندما قبضته بعتها قلت ما في حرج وان كانت غير مقصودة بذاتها يريد الثمن. ايه ما عندي مشكلة اهم شي انك انك ما اعطاك ثري اعطاك سيارة واهم شيء اللي يعطيك شيء مباح حتى ما اردتي هذا هو الفرق بين التورق وبين العين العينة التورق وانك انك تأخذ السلعة وتملكها على غير صاحبها العين لا تأخذ السلعة مئة الف بالاجل ثم تبيعها له بخمسين الف في العاجل ثم ياخذ منه ايش خمسين الف اقصد ما الذي يخرج تورط عن آآ ان يكون حيلة محرمة؟ التورق التورق هو مقصده المال لكن الصورة عقدها صورة مباحة بمعنى اي صورة مباحة قامت وان كان ما عندي مشكلة. حتى لو تبغى تصلي ما عنده مشكلة. الا بعضهم يرى مثلا يرى بعض اهل العلم ان كل ما شابه الحرم فهو حرام هاد المنظور انا عندي نظرت انه يعني مثلا بعضهم يرى في مسائل كثيرة تحصل لمسألة التشقير مسألة آآ بعض النساء يشقر صح؟ يقول التشغيل يشابه النمص صح لكن شاقرت التشغيل وش يسوي؟ يخفف الشاعر يعني يظهر ان الشاعر لونه مو موجود لانه يعطي لون نفسه للبشرة فاصبح حقيقة من رآها كأنها لابسة لكن الحقيقة هنا يبدأ مصر فالذي يحرم ايش يقول مشابه الحرام والذي يحلل محرم ولا شك ان ما فعلت في محرم. صبغة الصبغة في لو صبغة الشعر كامل حلال ام حلال؟ حلال. ولو صبغت بعظة؟ حلال. انه يطيح الشعر حتى لو طاح ما قصدت انهم يقصدون بهذا الكلام. حكة حكة هو هذا لا التشغيل هو التشغيل ليس بعد تحلق. التشغيل تصبغه تجي او تصبغه بمادة عموما ايضا مثل هذي مثل بعض يعني الصوتية الاهات الصوتية هنا مثلا مؤثرات الصوتية المؤثرات اذا كانت تحاكي ادوات الموسيقية المحرمة اذا كانت تحاكي دلوقت الموسيقى فهي محرمة لكن اذا لم تحاكي موسيقى لكن والله اه مثلا اه عصافير تغرد واصوات اخرى مباحة آآ مثلا يدخل صوت مش اقول صوتي قلاب اقدر اعد وصوت من هناك عصافير وصوت من هنا حادث صار ما حدك معه وش تصير كأنها كأنها دولة موسيقية لكن حقيقة ايش شيخ