بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال الله تعالى ومنهم اميون لا يعلم فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به. ليشتروا به ثمن قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم. وويل لهم مما يكسبون يقول تعالى ومنهم اميون اي ومن اهل الكتاب قال هو مجاهد والاميون جمع امي وهو الرجل الذي لا يحسن الكتابة. قاله ابو العالية والربيع وقتادة ابراهيم النخاعي وغير واحد. وهو ظاهر في قوله تعالى لا يعلمون الكتاب اي لا يدرون ما فيه. ولهذا في صفات النبي صلى الله عليه وسلم انه امي انه امي لانه لم يكن يحسن الكتابة كما قال تعالى وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا والطون بيمينك اذا لارتاب المبطلون. وقال عليه الصلاة والسلام ان امة امية لا نكتمها لا نحسب الشهر هكذا وهكذا وهكذا الحديث. اي لا نفتقر في عباداتنا ومواقيتها الى كتاب ولا وقال تبارك وتعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم وقوله تعالى الا اماني قال ابن ابي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى الا اماني يقول الا قولا يقولون بافعهم كذبا وقيل الا اماني يتمنونها قال مجاهد ان الاميين الذين وصفهم الله تعالى انهم لا يفقهون من الكتاب الذي انزله الله تعالى على موسى شيئا ولكنهم يتخلصون الكذب الاباطنة كذبا وزورا في هذا في هذا الموضع هو تخلق الكذب وتخرصه. وقال مجاهد منهم الا يظنون يكذبون. وقال قتادة ابو العالية والربيع يظنون بالله الظنون بغير الحق قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليل الآية. هؤلاء صنف آخر من اليهود وهم الى الضرر بالزور والكذب على الله واكل اموال الناس بالباطل والويل والويل الهلاك والدمار وهي كلمة مشهورة في وهو قال الزهري اخبرني عبيد الله بن عبدالله عن ابن عباس انه قال يا معشر المسلمين كيف تسألون اهل الكتاب عن شيء وكتاب الله الذي انزله باحدث اخبار الله تقرأون غضا لم يشب. وقد حدثكم الله تعالى ان اهل الكتاب قد بدلوا كتاب الله وغيروه. وكتبوا ويديم الكتاب وقالوا ومن عند الله ليشتروا به ثمن قليلا. افلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم احدا قط سألكم عن عن الذي انزل عليكم رواه البخاري. فقال الحسن ابن ابي الحسن العسري الثمن القليل الدنيا بحذافيرها. وقوله تعالى فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما مكسبون اي فويل لهم مما كتبوا بايديهم من الكذب والمهتان والافتراء وويل لهم مما اكلوا به من السحت من قال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما فويل لهم يقول فالعذاب عليهم من الذي كتبوا بايديهم من ذلك كذب وويل لهم مما يكسبون يقولون مما يأكلون به الناس السفلة وغيرهم قال تعالى وقالوا لا تمسنا النار الا اياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلا يخلف الله عهد ام تقولون على الله ما لا تعلمون. يقول تعالى اخبار عن اليهود فيما نقلوا هو ادعوه لانفسهم من انهم لن تمسهم النار الا اياما مع ثم ينجون منها فرد الله عليهم ذلك بقوله تعالى قل اتخذتم عند الله عهدا اي بذلك فان كان وقع عهد فهو لا يخلف عهده. ولكن هذا ما جرى ولا كان. ولهذا اوتي بام التي بمعنى بل. اي بل على الله ما لا تعلمون من الكذب والافتراء عليه. وقال العوفي عن ابن عباس وقالوا لن تمس النار الا اياما معدودة. اليهود قالوا لن تمسنا النار الا اربعين ليلة زاد غيره وهي مدة عبادته من اجل. فقال الحافظ ابو بكر بن مردويه رحمه الله عن ابي هريرة قال لما فتحت خيبر اهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لمن كان من اليهود ها هنا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابوكم؟ قالوا فلان. قال كذبتم بل ابوكم فلان. فقالوا صدقت وبررت. ثم قال هل انتم صادقين عن شيء سألتكم عنه؟ قالوا نعم يا ابا القاسم وان كذبناك عرفت كذبنا كما عرفتهم في ابينا. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلق ثم تخلفون فيها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسؤوا والله لا نخلفكم فيها ابدا. ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم هل انتم صادقين عن شيء ان سألتكم عنه قالوا نعم يا ابا القاسم قال هل جعلتم في هذه الشاة سمة؟ فقالوا نعم قال فما حملكم على ذلك فقالوا اردنا ان كنت كاذبا ان نستريح بك وان كنت نبيا لم يضرك. رواه الامام احمد والبخاري والنسائي بنحوه. قال تعالى بلى منكسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الله سبحانه وتعالى ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون ذكر الله عز وجل في هذه الاية طائفة من اليهود وهم الذين يقرؤون الكتاب ولا يعلمون ما فيه وقيل هو الذي لا يعلم بمعاني الكتاب. وهو الامي اميون كونه امي لا يعلم وان كان الاشهر في معنى الامية هو الذي لا يكتب. فالله ذكر اليهود ان منهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني الا فقط ما يقرؤونه دون ادراكا لمعانيه وان هم الا يظنون ومصيبة هؤلاء ومصيبة هؤلاء الاميين انهم انزلوا ظنونهم منزلة كلام الله عز وجل والزم الناس بها ودعوا الناس اليها وهذا شبه يقع فيه كثير من ينتسب الى العلم عندما يحمل النصوص ما لا تحتمل فمن الناس ممن ينتسب الى العلم او يظن انه من اهل العلم فتراه يفهم النصوص ويحملها ما لا تحتمل دون دليل ودون نقل وانما الذي يحمله على ذلك هو الهوى وتزيين الشيطان له. فهذا هو الذي ينزل منزلة الامي. كما قال تعالى لا يعلمون الكتاب الا اماني اي بمجرد ما يتنونه ويقرأونه بالسنتهم دون ان يدركون فقهه ومعناه ودون ان يتدبروه ودون يدركوا ما اراد الله عز وجل منه ثم بعد ذلك هم يكتبون طائفة اخرى يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله كذبا وافتراء ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون فهنا طائفتان الطائفة الاولى هو الذي يتكلم بلا علم ويتكلم باجتهاد لا ينبني على دليل ولا على نص ولا على تحر وبحث. وينزل منزلة القاضي الذي حكم وهو جاهل فهو من اهل النار والصنف الاخر والطائفة الاخرى هي اولئك الذين علموا الحق وخالفوه وابتدعوا وافترو والزم الناس بما ابتدعوا وافتروا. اذا طائفة جاهلة وطائفة ظالمة المغضوب عليهم والضالين. المغضوب عليهم اليهود علموا الحق فخالفوه والضالين هم الذين جهلوا الحق دون طلب الحق ومعرفته فتعبدوا بهذا الضلال والجهل. ايضا في هذه الاية الله قسم اليهود الى الى طائفة امية لا تعلم حقيقة الكتاب وهي جاهلة بكلام الله عز وجل ومراد الله عز وجل وانما يقرأونه قراءة دون ادراك معانيه ويحكمون بظنونهم واهوائهم دون ان يقوموا على ذلك دل. فاشبه من يشبه بهؤلاء العباد الذين يعبدون الله عز وجل بالهوى والضن والطائفة الاخرى هم الذين يعلمون الحق ويخالفونه. يكتبون يكتبون الكتاب ويضيفون ما كتبوا او ينسبون ما كتبوا افتراء الى الله عز وجل ويقولون هذا من عند الله. كحالك فان العلماء الذين يفتون الباطل ويقولون هذا حكم الله عز وجل فهؤلاء ضلوا بجهدهم وهؤلاء ظلوا ايضا بعناده فالله يقول فويل فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون اي ويل لهم بافترائهم ويل له بما اكتسبت انفسهم من السحت الذي اخذوه وما اكتسبوا ايضا من الاثام والاثار والاوزار التي تحملوها باضلال الناس واتباع الناس لهم. وويل هنا وويل فويل لهم قيل ان ويل جبل في جهنم وقيل ان ويل صديد يجري في جهنم. وقيل انها كلمة تهديد وزجر. والصحيح كما قال الخليل النووي هو الشر العظيم وهي كلمة تهديد وان جاء في ذلك حديث من حديث الدراجة عن ابي سعيد ان ويل واد في جهنم لو سيرت في جبال الدنيا ذابت من حره لكنه حديث ضعيف وجاء ايضا من حديث ابن عباس وهو ايضا عن ابي هريرة جاء ايضا باسناد اخر وهو ايضا ضعيف. على كل حال الله ذكر طائفتين طائفة الجهال الذين يعبدون الله عز وجل بغير علم وانما يحملهم على الظنون الكاذبة العظيم دون تحر وطلب وبحث فالله ومنهم من يمنع من كتاب الله ما لي ومنهم يظنون والطائفة الاخرى فويل الذي يكتبون للكتاب ايديهم وهم الذين يفترون على الله الكذب ويفترون على الله عز وجل الاحكام وينسبونه الى الله عز وجل كذبا وزورا من ذلك الغلاة المتصوفة المتجهمة الروافض لعنهم الله عز وجل يدخل هؤلاء كلهم في انهم حرفوا النصوص وبدلوها وادخلوا في كلام الله ما ليس منه اما من جهة معناه واما من جهة لفظه لان التحريف في كتاب الله عز وجل يأتي تحريفا معنوي ويأتي تحريفا نفضي حتى اليهود الذين كذبوا على الله عز وجل كان كذب من جهة تحريف المعنى يحرفون الكلمة عن عن مواضعه عندما فقال الله ادخلوا هذا ادخلوا الباب سجدا خيروا وبدلوا ودخلوا يزحفون على اساتهم ويقولون حبة في حبة شعيب حبة حبة شعير تكذيبا وافتراء على الله عز وجل ويجعلون ان هذا ودينهم حتى انهم اذا سجدوا سجدوا على جنوبهم وقالوا بهذا امرنا الله عز وجل فهذا هو هؤلاء اليهود لهم شبه من امة لهم شبه في هذه الامة فالمنتسبين للاسلام ولذا قال سلمان ابن عيينة من ضل من عبادنا ففيه شبه من النصارى ومن ظل من علمائنا ففيه شبه من اليهود وهذا فيها تدل على ان من اليهود ايضا من هو جاهل وهو يتعبد لله بالجهل والظنون ومن اليهود ايضا من هو عالم بالحق ويخالفه ويكذب على الله عز وجل بان ينسب الى الله عز وجل ما ليس من كتابه ويقول على الله عز وجل ما لم ما لم يقل فتوعدهم الله عز وجل جميعا الطائف الاولى والطائفة الثانية فويل لهم مما فويل لهم مما يجيب وويل لهم مما يكسبون. فالطائفة الاولى ضالة والاخرى اشد ضلالا واشد ظلما لان الاولى وان كانت جاهلة فهي غير معذورة. والثانية علمت الحق وتعمدت في مخالفته. والذي يعلم الحق ويخالفه اشد من الذي يجهله ويخالفه. وان كان الجميع اثم الجاهل اثم بتفريطه والعالم اثم بمعاندته. هذا ما يتعلق بهذه الايات والله اعلم. ها؟ بعد وقالوا نعم. قال ايضا سبحانه وتعالى وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة. هذا قول اليهودي محمد صلى الله عليه وسلم انهم قالوا ان النار ندخلها سبعة ايام فقط. ثم تدخلون انتم بعدنا وهذا لا شك انه من الكذب على الله عز وجل فيقول الله وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة. قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون. اذا ليس لهم عهد عند الله عز وجل وايضا قولهم هذا من الافتراء على الله عز وجل فاليهود اذا دخلوا النار ممن استوجبها واستحقها فانه يخلد فيها ابد الاباد. واما امة محمد صلى الله عليه وسلم من كان على الاسلام فانه لا يدخل نارهم ابدا. لا يدخل نارهم ابدا. فاليهود ادعوا انهم ان دخلوا النار دخلوا اياما. ثم بعد يخلفهم محمد وامته هذا من اعظم الكذب والافتراء وقد رد الله عليهم بقوله اتخذتم عند الله عهدا وهذا ان كان لكم عهد عند الله فاتوا به او انكم تقولون على الله ما لا تعلمون تقولون على الله ما لا تعلمون ثم ذكر الله عز وجل من يستحق النار ومن يستحق الجنة فقال بلى من بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون. فافاد ان الذي يستوجب النار ويستحق النار هو من كسب السيئات واحاطت به سيئاته والسيئات هنا المراد بها سيئات الكفر والنفاق. فهي التي توجب لصاحبها الخلود في النار الخلود الابدي. اما ما دون الكفر والنفاق فان صاحبها تحت مشيئة الله عز وجل. وان دخل النار فانه لا يخلد لا يخلد فيها. اذا هذه الدعوة من اليهود انهم ايام يدخلون النار ثم يعقبهم ويخلون محمد صلى الله عليه وسلم هي دعوة كاذبة كافرة ودعوى انما قالوها من قبل انفسهم وافترو على الله عز وجل فيها وهم اذا دخلوها دخلوها وهم فيها خالدون نسأل الله العافية والسلامة قالوا يعد يحمل ذكر هنا ان يدخلون هي الايام التي عبدوا فيها العجل. وهذا كله من الافتراء والكذب على الله عز وجل. جاء هنا ذكر احد ابي سعيد الخدع ابي سعيد المقبلي عن ابي هريرة. قال لما فتحت خيبر اهدي وسلم شاة فيها سم فقال وسلم اجمعوا لي من كان من اليهود ها هنا فقال وسلم من ابوكم؟ قالوا فلان؟ قال كذبت حتى في نسبهم كذبوا. قالوا قال بل ابوكم فلان. قالوا صدقت وبررت ثم قال هل انتم صادقين عن شيء؟ ان سألتكم قالوا نعم وان وان كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في ابينا. وقال وسلم من اهل النار؟ فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفون. قال وسلم كذبتم. اخسوا والله. اخسئ والله لا نخلفكم فيها ابدا اي والكلام هنا لا يأخذ ابدا محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن كان على هديه وطريقته. واما من كان على طريقة اليهود وعلى سنة اليهود فانه سيخلف اليهود في النار قالوا قال اخشوا فيها لا نخفي ابدا ثم قال وسلم هل انتم صادقين عن شيء سألتكم عنه؟ قالوا نعم يا ابا القاسم قال هل جعلتم في هذه الشاة سمة؟ قال قالوا نعم قال فما حملك على ذلك؟ قالوا اردنا ان كنت كاذبا ان نستريح منك وان كنت نبيا لم يطرق ومع ذلك لم يؤمنوا ولم يسلموا ولم وهذا من عظيم من عظيم بهتهم وضلالهم وكفرهم وعنادهم علموا انه الرسول ومع ذلك لا زادهم ذلك الا كفرا وضوءا. وهذا الحديث حديث صحيح رواه البخاري وغيره رحمه الله تعالى جميعا. اذا قال اخسى والله لا نخلفكم فيها ابدا. المراد بذلك محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه. ومن كان على هدي صلى الله عليه وسلم وعلى دين محمد فانه لا يخلف اليهود في نارهم حتى ولو دخل المسلم النار فانه لا يدخل نار اليهود لا يدخل نار اليهود اليهود فهناك ناران نار الكفار ونار الموحدين ان دخل الموحد النار دخل نار الموحد التي تخبت وتطفأ ولا يبقى فيها احد. واما دار الكفار فهي نار لا يخبت نارها ولا يطفأ لهبها ولا ينقضي شرارها بل هم فيها خالدين ابد الاباد نسأل الله العافية والسلامة