بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه ادب المفرد باب دعاء الرجل على من ظلمه. قال حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا ابن ادريس عن ليث عن محارب ابن ديثار عن جابر رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اصلح لي سمعي وبصري واجعلهما الوارثين بين مني وانصرني على من ظلمني. وارني منه ثأري. بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب دعاء الرجل على من ظلمه فهذه الترجمة عقدها الامام رحمه الله تعالى لبيان اباحة ذلك وان دعوة المظلوم مستجابة ولا ترد وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ رضي الله عنه واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب والمظلوم يصاحب قلبه من الذل والانكسار والالحاح على الله عز وجل والالم ما يكون من الاسباب التي تتحقق بها او يتحقق بها اجابة دعائه وتحقيق مطلوبه قال باب دعاء الرجل على من ظلمه هذه الترجمة في اباحة ذلك ولكن من دعا على من ظلمه لا يجوز له ان يعتدي في الدعاء بل يدعو في حدود مظلمته اما الاعتداء في في الدعاء فانه لا يحل له حتى وان كان مظلوما ومن الاعتداء في الدعاء ان يدعو على من ظلمه بامر اكبر من المظلمة ان يدعو على من ظلم من ظلمه بامر اكبر من المظلمة وهذا يقع كثيرا من المظلومين في شدة المهم وشدة سخطهم على من ظلم يدعون عليه بامر هو اكبر واعظم من مظلمته بكثير كأن يقول من ظلم في امر دنيوي في دعائه على من ظلمه اللهم ادخله النار مثلا وخلده فيها او نحو ذلك من الدعاء او اللهم احرمه من الجنة او نحو ذلك من هذا ظلم وتعدي في الدعاء فالمظلمة لا تسوغ للانسان ان يظلم ولهذا قال الله عز وجل وان عاقبتم تعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك الا بالله فالمظلوم يباح له ذلك ولا يجوز له ان يعتدي وخير الدعاء في هذا الباب خير الدعاء في هذا الباب للمظلوم ان يدعو بهذه الدعوة التي صحت عن نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم انصرني على من ظلمني وارني منه ثأري اللهم انصرني على من ظلمني وارني منه ثاري فهذه دعوة فيها اعتدال وفيها اتزان وفيها بعد عن الاعتداء فاذا دعا بهذه الدعوة او بنحوها او بقريب منها فذلك له فذلك له ان يدعو بهذا الدعاء اما ان يدعو بدعاء فيه ظلم فيه بغي فيه اعتداء فليس له ذلك ومن ذلكم ان بعض الناس عندما يدعو على من ظلمه لا يقصر الدعوة عليه بل ربما دعا على الابرياء من اولاده وال بيته وقبيلته ونحو ذلك مما قد يأتي في لسان بعض الناس عندما يظلم فيعتدي في دعائه فمثلا يقول في حق الظالم اللهم اهلكه هو واولاده وقبيلته الى اخره يقول ذلك في لحظات المه من المظلمة او غضبه على الظالم فيعتدي في الدعاء وسيأتي قريبا عند المصنف رحمه الله تعالى انه يستجاب للعبد ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم فاذا كان هناك في الدعاء اعتداء او اثم او قطيعة رحم او تجاوز حد او نحو ذلك فهذا من اسباب عدم اجابة الدعاء من عدم من اسباب عدم اجابة الدعاء فيقع الداعي في امرين الامر الاول ان دعاءه لا يستجاب لان فيه اثم واعتداء والامر الثاني انه يأثم بعدوانه في دعائه ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين وجاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم انه سيكون في امتي اقوام يعتدون في الدعاء قال ذلك عليه الصلاة والسلام محذرا امته من ذلك اورد الامام البخاري رحمه الله حديث جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اصلح لي سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني هكذا جاء الحديث بهذا اللفظ اصلح لي سمعي وبصري بينما المحفوظ في روايات هذا الحديث ان لفظه كما سيأتي عند المصنف من حديث ابي هريرة اللهم متعني بسمعي اللهم متعني بسمعي وسيأتي الكلام على معنى التمتيع بالسمع عند حديث ابي هريرة القادم قال اللهم اصلح لي سمعي وبصري واجعلهما الوارثة مني ايجعل السمع والبصر الوارث مني بمعنى ان يبقى ممتعا بسمعه وبصره الى ان يموت بحيث انه يكبر يكبر ويمتد به العمر وتضعف قواه ولكنه يسمع ويبصر ممتعا بسمعه وممتعا ببصره قال واجعله واجعلهما الوارث مني اي السمع والبصر ويأتي الحديث بلفظ واجعله الوارث مني كما في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قل ان يجلس الرسول صلى الله عليه وسلم مجلسا الا دعا بهذه الدعوة اللهم اقسم لي من خشيتك او اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تحول به بيننا وبين ومن اليقين ما تهول منا تهون ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا والاخرة ومتعنا اللهم باسماعنا وابصارنا وقواتنا واجعله الوارث منا. هذا لفظه قال واجعله الوارث منا والظمير هنا يعود على التنفيع اي واجعل التمتع او التمتيع بالسمع والبصر وارثا منا اي باقيا الى ان نموت بحيث يبقى السمع والبصر صحيحين سليمين ممتعا بهما العبد الى ان يموت وقوله هنا اجعله الوارث فيه تشبيه بليغ كما نبه العلماء تشبيه لهذه الحواس بورثة الميت بورثة الميت الذين يخلفونه ويكونون بعده فشبه هذه الحواس ببقائها ممتعة او متمتعا بها صاحبها بحال الورثة الذين يبقون ممتعين بعد ميتهم فهذه حواس وجوارح يبقى صاحبها ممتعا بها مع ضعف قواه وظعف بنيته وكبر سنه ولهذا قال واجعلهما مني اي السمع والبصر او واجعله الوارث مني اي التمتيع بالسمع والبصر وكل منهما صحيح وكل منهما جاء به اه اللفظ في حديث النبي عليه الصلاة والسلام قال واجعلهما الوارث مني وانصرني على من ظلمني وهذا هو موضع الشاهد للترجمة قال وانصرني على من ظلمني والنصر على الظالم رجوع الحق الى صاحبه وعودة الامر الى نصابه وانكفاف الظالم عن ظلمه وعدوانه كل ذلك داخل تحت قولك وانصرني على من ظلمني انصرني عليه بحيث اسلم من ظلمه انصرني عليه بحيث تعود لمظلمته انصرني عليه بحيث لا يعود الى ظلمي كل ذلك يشمله قولك وانصرني على من ظلمني قال وارني منه ثأري وارني منه ثأري والثأر هو عودة الحق لصاحبه عود الحق لصاحبه وعود الامر الى الى نصابه قال وارني منه ثأري اي يسر لي ان اثأر منه بان اخذ حقي بان اخذ احقي منه قال وارني منه ثأري. نعم قال حدثنا موسى قال حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن ابي سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على عدوي وارني منه ثأري ثم اورد الحديث من حديث ابي ابي هريرة من طريق اخرى من حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم متعني بسمعي وبصري وهذا هو المحفوظ في هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم لا اللفظ الاول والطريقة الاولى اعني حديث جابر في اسنادها ليث ابن ابي سليم وهو صديق كثير الخطأ صدوق كثير الخطأ ولعل قوله واصلح لي سمعي من خطئه والمحفوظ عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء اللهم متعني اللهم متعني بسمعي وبصري والتمتيع بالسمع والبصر يكون بامرين الامر الاول ان يبقى للانسان سمعه وبصره سليمين الى ان يموت فهذا تمتيع بالسمع والبصر ان يبقى له سمعه وبصره سليمين الى ان يموت وهم ممتع بهما بحيث لا يفقد اه سمعه ولا يفقد بصره بل يبقى يسمع ويبقى يبصر الى ان يموت والامر الثاني ان يكون استعماله للسمع للسمع والبصر في طاعة الله ان يكون استعماله له ما في طاعة الله وفي الامور المباحة الجائزة فهذا حقيقة التمتيع في السمع والبصر ان يبقى للانسان سمعه وبصره وان يكون مستعملا لسمعه وبصره في طاعة الله تبارك وتعالى وفي الامور السائغة المباحة ويفقد الانسان هذا التمتيع بالسمع والبصر اما بفقد السمع او فقد البصر او بفقد استعمالهما في الطاعة والخير او بفقد استعمالهما في الطاعة والخير فان كل ذلك من مما يتنافى مع التمتيع بالسمع والبصر لكن فقد الانسان لسمعه وبصره بحيث يكون لا يبصر او لا يسمع فهذه مصيبة ان احتسبها عند الله عز وجل اثابه الله وجزاه عليها جزاء عظيما وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقول اذا اخذت من عبدي كريمتيه فصبر عوضته عنهما الجنة فاذا فقد الانسان سمعه او فقد بصره واحتسب ذلك وصبر فله عوض عن ذلك الجنة يوم القيامة اما اذا فقد الانسان والعياذ بالله استعمال السمع والبصر في طاعة الله تبارك وتعالى فهذه هي المصيبة وهذا هو العمل حقيقي والصمم الحقيقي وقد قال الله في القرآن ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا اعمى البصيرة عنده سمع ولكنه لا يسمع به اي لا يسمع به الحق والهدى لا يسمع به الا الضلال وعنده بصر لا يرى به الحق والهدى بل لا يرى به الا الضلال فهذا والعياذ بالله ضد التمتيع باب السمع وضد التنفيع بالبصر وعليه فان العبد لا يكون ممتعا بسمعه وبصره الا ببقائهما على على السلامة والعافية وباستعمالهما في امور الطاعة والامور المباحة وبهذا نعلم ان هذه الدعوة دعوة عظيمة مباركة يجدر بكل مسلم ان يحافظ عليها اللهم متعني بسمعي وبصري يسأل الله عز وجل ان يمتعه بسمعه وبصره بحيث يبقيان اه اه على على السلامة والعافية الى ان يموت ويبقيان ايضا في ويبقيان ايضا لا يستعملهما صاحبهما الا في الامور النافعة والطيبة والامور المباحة ومصالح دينه ودنياه قال اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني. وعرفنا معنى قوله واجعلهما الوارث مني قال وانصرني على عدوي وارني منه ثأري. نعم قال حدثنا علي ابن عبد الله قال حدثنا مروان ابن معاوية قال حدثنا سعد ابن طارق ابن اشيم الاشجعي قال حدثني ابي رضي الله عنه انه قال كنا نغدو الى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيء الرجل وتجيء المرأة فيقول يا رسول الله كيف اقول اذا صليت فيقول قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني فقد جمعت لك دنياك واخرتك قال حدثنا علي قال حدثنا سليمان ابن حيان قال حدثنا ابو مالك قال سمعت ابي ولم يذكر اذا صليت وتابعه عبد الواحد ويزيد ابن هارون ايضا فيما يتعلق بالحديث الماظي قوله اللهم متعني بسمعي وبصري كون الانسان يستعمل سمعه في الامر المحرم وفي المعاصي وفي الاثام وفيما يسخط الله جل وعلا فمثل هذا اذا كان لا يستعمل سمعه الا في مثل ذلك ولا يستعمل بصره الا في مثل ذلك ففقده لبصره خير لبقائه آآ لخير خير من بقاء بصره معه ولعلنا نذكر ما سبق ان مر معنا في باب من كره للعائد ان ينظر الى الفضول من البيوت واورد اثر ابن مسعود انه دخل على مريض يعوده وفي البيت مرأة فجعل رجل من القوم ينظر للمرأة فقال له عبد الله لو انفقأت عينك كان خيرا لك لو انفقأت عينك كان خيرا لك انفقأت عينك وصرت اعمى لا تبصر خير لك من ان تستعمل هذه العين في النظر الى الامور التي حرمها الله تبارك وتعالى عليه فاذا التمتيع بالسمع والتمتيع بالبصر لا يكون الا بهذين الامرين معا بقاء الحواس هذه الحواس سليمة الى ان يموت الانسان وان يستعملهما وان يستعملهما صاحبهما في الامور التي هي طاعة لله او الامور المباحة ولا يستعملهما في شيء من الحرام والاثام ثم اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث عن طارق بن اسيم الاشجعي قال كنا نغدو رضي الله عنه قال كنا نغدو الى النبي صلى الله عليه وسلم فيجيء الرجل وتجيء المرأة الغدو هو الوقت الباكر في اول النهار ما بين طلوع الفجر الى ما قبل طلوع الشمس فهذا يقال له الغداة ويقال له الغدو وهو اه وهو باكورة اليوم واول اليوم وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للامة في هذا الوقت بالبركة كما جاء في الحديث بورك لامتي في بكورها فدعا عليه الصلاة والسلام لامته ان يبارك لها في هذا الوقت ولهذا هو وقت ثمين ووقت النفيس لا ينبغي للمسلم اان يضيعه في الكسل او في غير ذلك بل الذي ينبغي عليه ان يحفظه في الذكر والطاعة لله عز وجل والامور التي لا ترتفع بها درجاته عند الله تبارك وتعالى فوقت مبارك وما يكون من الانسان في اول اليوم ينسحب على بقية اليوم ما يكون من الانسان في اول اليوم ينسحب على بقية اليوم. ان نشاطا فنشاط وان كسلا فكسل ولهذا قال بعض السلف يومك مثل جملك ان امسكت اوله تبعك اخره اي اذا حفظت اول اليوم فان بقية اليوم يحفظ لك ولهذا جاء في صحيح مسلم عن عبد الله ابن مسعود انه اخذ يسبح الله تبارك وتعالى حتى طلعت الشمس فلما طلعت قال الحمد لله الذي اقالنا يومنا هذا ولم يؤاخذنا بذنوبنا قال الحمد لله الذي اقالنا يومنا هذا مع انه في اول اليوم لكنه لما يسر الله له حفظ لما يسر الله له حفظ اول اليوم قال الحمد لله الذي اقالنا يومنا هذا مع انه وفي اول اليوم وفي بداية اليوم وهذا فيه شاهد الى ان العبد اذا حفظ اول اليوم بالذكر والطاعة لله سلم له يومه كاملا. وحفظ له يومه كاملا. وهذا معنى قول بعض السلف يومك مثل جملك ان امسكت اوله تبعك اخره ولهذا يقول بعض العلماء كلاما لطيفا في هذا الباب يقول اول اليوم شبابه واخر اليوم شيخوخته ومن شب على شيء شاب عليه اول اليوم شبابه واخر اليوم شيخوخته ومن شب على شيء شاب عليه فاذا شب الانسان في اول اليوم على الذكر بقي اليوم محفوظا واذا كان في خلاف ذلك في الكسل او في النوم او في الفتور او في غير ذلك من الامور فانه يشب عليها ويأتي عليه اخر اليوم وهو كذلك قوله كنا نغدو الى النبي عليه الصلاة والسلام فيجيء الرجل وتجيء المرأة فيه عناية السلف بالبكور والغدوة وحفظهم لها في الخير والعلم والفائدة هذه حالهم ولهذا قال كنا نغدو اي كانت هذه طريقتنا نغدو اي نذهب الى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل والمرأة في الغداة اي في الوقت الباكر وهذا فيها تحري البركة والتماسها التي جعلت في في هذا الوقت المبارك فهذا شأن السلف رحمهم الله تعالى مع فهذا الوقت المبارك فما هو شأن الناس ولا سيما في هذا الزمان مع هذا الوقت الذي هو بعد طلوع الفجر الى ما قبل طلوع الشمس هذا الوقت يعد عند اكثر الناس في في زماننا افضل وقت النوم ولا يمكن ان يساوم في تفويت النوم في هذا في هذا الوقت مع ان السلف رحمهم الله ما كانوا ينامون في هذا الوقت حتى في شدة التعب حتى ذكر ابن القيم رحمه الله عنهم انهم كانوا اذا اذا كانوا في سفر في الليل واخذ بهما التعب مأخذا سديدا وصلوا الفجر لا ينامون مع شدة التعب لا ينامون حتى تطلع الشمس رغبة في عدم تفويت اه بركة هذا الوقت على انفسهم فيبقون ذاكرين لله عز وجل مستغفرين حامدين شاكرين الى ان تطلع الشمس ثم بعد ذلك ينامون لما هم عليه من تعب ونصب بسبب السفر والجهد الذي هم عليه قال كنا نغدو الى النبي عليه الصلاة والسلام فيجيء الرجل وتجيء المرأة فيقول يا رسول الله كيف اقول اذا صليت كيف اقول اذا صليت؟ يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه دعاء يقوله في في صلاته والصلاة يتحرى فيها الدعاء في مواضع اهمها عندما يكون العبد ساجدا اقرب ما ما يكون العبد من ربه وهو ساجد و بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقبل السلام لقوله ثم ليتخير من الدعاء ما شاء فيسألونه عليه الصلاة والسلام اذا اذا صلينا ماذا نقول قال تقولون اللهم قال تقول اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني فقد جمعنا لك دنياك فقد جمعنا لك دنياك واخرتك اي هذه الكلمات اجتمع لك فيها الدنيا والاخرة وهذا فيه ان دعوات النبي عليه الصلاة والسلام دعوات جوامع فهو لا يدعو الا الا بجوامع الدعاء وكوامله صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قال فقد جمعنا لك دنياك واخرتك وهذا الحديث من الشواهد الى ان اه في في المحافظة على دعوات النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة عنه يتحقق للعبد اه اه كمال الخير في في دنياه واخرته قال كيف نقول في في دعائنا؟ اذا اذا صلينا قال تقول اللهم اغفر لي وارحمني وهذا الجانب يتعلق بصلاح امر الاخرة بان يأتي العبد ربه يوم القيامة مغفورا له مرحوما برحمة الله عز وجل فيكون من الفائزين بثوابه الناجين من سخطه وعقابه قال اللهم اغفر لي وارحمني والجمع بين المغفرة والرحمة كما نبه اهل العلم يدل على امرين يتناول كل واحد منهما احد هذين اللفظين الامر الاول الوقاية من الذنوب واثارها وعواقبها وهذا في قوله اغفر لي والامر الثاني الفوز بعالي الرتب ورفيع الدرجات ودخول الجنان وهذا داخل في قوله وارحمني ولهذا جاء في الحديث ان الله عز وجل قال للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء ففي قوله اغفر لي طلب الاقالة من الذنوب والعثرات وفي قوله ارحمني طلب الثواب والجزاء ودخول الجنان قال واهدني وارزقني وهذا يتعلق بصلاح الامر في دنياه بان يكون مهتديا بالمحافظة على طاعة الله عز وجل وان يكون ايضا مهتديا في امور معاشه ومصالحه الدنيوية قال اللهم اهدني وارزقني والرزق او طلب الرزق اذا اطلق يشمل الرزق الديني والرزق الدنيوي يشمل الرزق الديني والرزق الدنيوي العافية رزق الايمان رزق الطاعة رزق الهداية رزق الصلاة رزق المال الطيب المباح رزق فهذا كله يشمله قولك وارزقني قال اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني فقد جمعنا لك دنياك واخرتك. اي اذا حافظت على هذه الالفاظ اجتمع لك فيها ما يتعلق آآ مصالحك العظيمة ومقاصدك الجليلة الدينية وكذلك مقاصدك العظيمة والرفيعة الدنيوية. فجمعت هذه الدعوة خير الدنيا وخير الاخرة قراءة ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى الحديث من طريق اخرى فالشاهد ان هذه الدعوة دعوة عظيمة جدا ينبغي على المسلم ان يكون محافظا عليها وهنا تلاحظ ان هذا تعليم من النبي عليه الصلاة والسلام لاصحابه الكرام اذا اتوه مسترشدين طالبين منه عليه الصلاة والسلام ان يعلمهم فيرشدهم الى الصلة بالله ودعاء الله والالتجاء بالله والاستغاثة بالله وطلب المدد من الله تبارك وتعالى هكذا كان يعلمهم صلوات الله وسلامه عليه بالامس قدم لنا بعض الاخوة هذا الكتاب او هذه هذا الكتيب المتعلق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكنت اشرت في الصفحة التي حدد لي الاخ الذي ارسل الكتاب ان اقرأها كنت اشرت الى ما في تلك الصفحة من كلام باطل حينما قال الرجل اللهم صلي على سيدنا محمد النور الذاتي الساري في جميع الاثار والاسماء والصفات وبينت ان هذا كلام باطل وكلام ضلال وهو مبني على عقيدة فاسدة عند الطرقية وهي انهم يعتقدون ان جميع المخلوقات مخلوقة من نوره ويرون في ذلك حديثا مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الخلق من نورك يا محمد او كلاما قريبا من هذا وهذا كله كلام باطل ما انزل الله به من سلطان فيعلمون الناس مثل هذه الدعوات الباطلة والصلوات الباطلة ولا يعلمونهم هذا الخير الذي علمه صلى الله عليه وسلم هو هو لامته ولما نظرت فيما بعد في الكتاب وجدت امرا اطم من ذلك يقول في احدى الصيغ الموجودة في هذا الكتيب يقول اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد قد ظاقت حيلتي ادركني يا رسول الله قد ضاقت حيلتي يعني لم اجد حيلة لم اجد ملجأ لم اجد مفر ادركني يا رسول الله. ماذا تقولون له اذا قال هذا الرجل الذي يقول قد ظاقت حيلتي يعني لم اجد لي طريقا لم اجد لي منفذا لم اجد لي مسلكا ادركني يا رسول الله. ماذا تقولون له اين الله اين رب العالمين ضاقت حيلتك الا تلجأ الى الله سبحانه وتعالى الذي بيده ازمة الامور اينك من قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله اينك من قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض. االه مع الله فيقول قد ظاقت حيلتي ادركني يا رسول الله. اذا اذا ضاقت حيلتك ايها المسلم ماذا تقول اذا ضاقت حيلتك ايها المسلم ماذا تقول؟ ففروا الى من ففروا الى الله لا ملجى ولا منجى منك الا اليك الفرار الى الله الالتجاء الى الله يقول نبينا عليه الصلاة والسلام واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف ايها الاخوة والله ثم والله ثم والله ان قلوبنا تألم اشد الالم عندما يمسك عوام الناس وجهالهم مثل هذه الكتيبات ويقرأونها ويحسبون انهم على خير قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا؟ الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا. يمسك هذه الورقة او هذا الكتيب ويقرأه مرات وكرات ويحسب انه في اعظم ابواب الخير. مع انه والعياذ بالله يعيش في ظلال ويعيش في متاهات الباطل ويعيش في الدعوات الشركية والاستغاثات الشركية والالتجاء الى غير الله وهنا تدركون ايها الاخوة كلام نبينا عليه الصلاة والسلام العظيم عندما قال ان اخوف ما اخاف على امتي ائمة الضلال ان اخوف ما اخاف على امتي ائمة الضلال لماذا هؤلاء لا يكتبون في هذا الكتاب؟ مثل هذه الدعوات؟ اللهم عافني اللهم اغفر لي اللهم ارزقني اللهم اهدني لماذا لا يكتبون في هذا الكتاب ويعطونها لعوام المسلمين لماذا لا يكتب له الدعوة العظيمة التي مرت علينا قريبا اللهم متعني بسمعي اللهم متعني بصري اللهم متعني واجعلهما الوارث مني لماذا لا يكتبون لهم هذه الدعوات؟ ثم يكتبون لهم كلاما باطلا وامورا ملفقة وكلاما فيه ضلال وافتراء على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ثم يدفعونها الى العوام ويغررون بهم ثم في طريقة تغريرهم بالعوام لهم آآ طرق عديدة ومن ضمن ما يغررون به على العوام مثل ما اشرت اليه بالامس يضع على الكتاب القبة او يضع على الكتاب الكعبة وهنا جمع بين الكعبة والقبة ويضع الكتاب مكتبة المدينة او نحو ذلك ثم ايضا في بعضهم يضع في الكتاب منامات مختلقة مثل ما رأيت في في مثل مثل هذا الكتيب رأيت فيه ضلالات كثيرة وقلت في نفسي من سيقرأ هذا الكتاب او من سيقبل هذا الكتاب ثم فتحت اخر صفحة في الكتاب واذا بمؤلف الكتاب يقول لما انتهيت من كتابة هذا الكتاب ترددت في نشره وبقيت مترددا في نشره واذا بي ليلة واذا بي ليلة انام واذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني في المنام ويقول يا فلان لماذا هذا التأخير للكتاب يقول فصبرت ايظا وجاءني ابو بكر وصبرت وجاءني عمر ثم قلت لا بد ان انشر الكتاب فالعوام لما يأتي في يد مثل هذا الكتاب وان النبي صلى الله عليه وسلم جاء في المنام وقال له وعمر وابو بكر يصبح الكتاب عندهم كتابا معتمدا فهناك طرق وحيل يسلكها هؤلاء ليروجوا هذا هذه الكتب على العوام ايضا يخرج الكتاب بزخرفة جميلة جدا وصفحات بهية والعامي مسكين العامي ما يعرف ليس عند العامي نقد النقاد العامي ليس عند نقد النقاد ليس عنده بصيرة من جاءه واحتال عليه بكلمة كلمة مشى بعض العوام اذا دخل احد المساجد ووجد اللي امامهم امامه مر على العمود ومسحه كل العوام الذين وراءه يمسحون على العمود وراءه حتى لا تفوتهم البركة. يقول ما مسح هنا الا اكيد فيه شيء لا نعرفه امسح ولا حرج هذي حال العوام مساكين ولهذا ينبغي يا اخوان وهذا من التعاون على البر والتقوى ان يحذر من مثل هذه الكتب التي تظلل العوام وتصدهم عن دينهم وتصرفهم عن الصحيحة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام نعم هذا الحديث اورده المصنف رحمه الله تعالى في باب اه الدعاء دعاء الرجل على من ظلمه والحديث الاول حديث جابر وحديث ابي هريرة لهما مناسبة ظاهرة للترجمة اما هذا الحديث فليس هناك مناسبة ظاهرة للترجمة اللهم الا ان يقال ان المظلوم الذي ظلم اما بماله او بنحو ذلك يحتاج الى ان ان يلح على الله عز وجل آآ ان يهديه ومن الهداية ان يهديه الله عز وجل للسبيل الذي يسترجع فيه مظلمته وان يتخلص فيه من ظالمه فعموم قوله اهدني يتناول ذلك المعنى وايضا عموم قوله ارزقني يتناول ايضا عود ماله وحقوقه اليه فلعله من هذا الوجه يكون اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث في هذه الترجمة والله اعلم نعم قال رحمه الله تعالى باب من دعا بطول العمر قال حدثنا قتيبة قال حدثنا الليث عن يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الحسن مولى ام قيس ابن مولى ام قيس ابنة محصن عن ام قيس رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ما قالت طال عمرها ولا نعلم امرأة عمرت ما عمرت ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من دعا بطول العمر باب باب من دعا بطول العمر وهذا وهذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى ليبين ان الدعاء بطول العمر جائز الدعاء بطول العمر جائز على ان يكون قصد من دعا لاخيه بطول العمر ان يكون على طاعة الله وان يكون عمرا مباركا في الخير لا ان يدعى له بطول العمر المجرد بل لا يدعو له بطول العمر ويظمن ذلك اما في نفسه او في كلامه ولهذا سواء قال اللهم اطل عمره على طاعتك او قال اطل عمره وقصد هذا المعنى قصد ان يطول العمر على طاعة الله تبارك وتعالى. ولهذا الدعاء الدعاء بطول العمر قد يكون دعاء للشخص وقد يكون دعاء عليه قد يكون دعاء للشخص وقد يكون دعاء على الشخص ولعلنا نذكر دعوة سعد ابن ابي وقاص على الرجل الذي ظلمه قال اللهم اطل عمره وعرضه للفتن قال اللهم اطل عمره وعرضه للفتن واكثر فقره او نحو ذلك فدعا له بطول العمر لكنها دعوة عليه وهي دعوة مظلوم ولهذا كبر الرجل وهرم وخرف وكان يمشي في الاسواق واذا مرت به المرأة لمسها لمسا لا يليق وكان اذا سئل عن ذلك يقول شيخ مفتون اصابته دعوة سعد اصابته دعوة سعد فالدعاء بطول العمر قد يكون دعاء على الشخص وقد يكون دعاء له ولا يكون دعاء له الا اذا ضمن معنى الخير والاستقامة والطاعة ولهذا صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال خيركم من طال عمره وحسن عمله فطول العمر مع حسن العمل هذا من اعظم ما يكون. لانه امتداد في الثواب والاجر ورفعة الدرجات واجعل الحياة زيادة لي في كل خير من كان عمره في الطاعة اذا طال هذا كله زيادة في الدرجات ورفعة في المنازل فالدعوة لدعوة الاخ لاخيه بطول العمر في طاعة الله وفي الخير وفي الاستقامة هذه دعوة اه عظيمة ودعوة طيبة وهي من الدعاء بالخير. ولهذا اوردها المصنف رحمه الله تبارك وتعالى هنا مبينا جواز هذه الدعوة هو مشروعيتها واورد حديث ام قيس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لها ما قالت طال عمرها وقوله طال عمرها دعاء لها بطول العمر دعاء لها بطول العمر وهذا له قصة طريفة كلام مقيس ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها بذلك له قصة طريفة وهي ان ام قيس مات ابن لها تقول مات ابن لي فجزعت عليه ولما جاء لما جاء المغسل يغسل ابنها وهي مشفقة عليه وجزعت عليه. فلما جاء المغسل وبدأ يصب عليه الماء قالت لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله قالت لا تغسل ابني بالماء البارد فتقتله يقول عكاشة فذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم فاخبرته بكلامها هذا فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما قالت ام طال عمرها ما قالت ام قيس طال عمرها فالشاهد من من هذا دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لها بطول العمر قال اقال الراوي ولا نعلم امرأة عمرت ما عمرت اي ان اي ان عمرها طال اي ان عمرها طال وحتى قال الراوي ما نعلم ان امرأة عمرت ما عمرت ام ام قيس وهذا الحديث في اسناده ضعف لان آآ لان ابا الحسن مولى آآ مولى ام قيس مجهول ولهذا ظعف الحديث بسببه لكن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بطول العمر هذا ثبت عنه في غير ما حديث وسيأتي شيء من ذلك عند المصنف رحمه الله تعالى نعم قال حدثنا عارم قال حدثنا سعيد بن زيد عن سنان قال حدثنا انس رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علينا اهل البيت فدخل علينا يوما فدعا لنا فقالت ام سليم رضي الله عنها خويدمك الا تدعو له قال اللهم اكثر ماله وولده واطل حياته واغفر له فدعا لي بثلاث فدفنت مئة وثلاثة وان ثمرتي لتطعم في السنة مرتين وطالت حياتي حتى استحييت من الناس وارجو المغفرة ثم ختم رحمه الله الترجمة بهذا الحديث حديث انس ابن مالك وسبق ان مر معنا هذا الحديث والكلام على معناه يقول رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهم فقالت ام سليم خويدمك الا تدعو له وقولها خويدمك هذا تصوير يراد به التمليح والتحبيب يراد به التمليح والتحبيب. قالت خويدمك اي خادمك ولكن صغرت تمليحا وتحبيبا الا تدعو له؟ اي طلبت من النبي عليه الصلاة والسلام ان يدعو له فدعا له بثلاث قال اللهم اكثر ما له وولده واطل حياته واغفر له يقول يقول انس فدعا لي بثلاث اي النبي عليه الصلاة والسلام فدفنت مائة وثلاثة دفنت مئة وثلاثة اي من ولده وهذا فيه ان ان اولاده تجاوز عددهم المئة ان اولاده عددهم تجاوزوا المئة. والنبي صلى الله عليه وسلم دعا له بكثرة الولد وايضا دعا له بكثرة المال قال انس وان ثمرتي لتطعم في السنة مرتين قالوا في جاء في بعض الروايات عن ابي العالية يقول كان لانس بستانا فيه فواكه تثمر في السنة مرتين وكان في بستانه ريحان يشم منه رائحة المسك وكان في في في بستاني ريحان يشم منه رائحة المسك فهذا كله من بركة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام للانسان. ومن فوائد الحديث ان كثرة كثرة المال عند الانسان اذا كان على الاستقامة وعلى طاعة الله فهو خير له خير للانسان عندما يكون ما له ما له كثير وهو مستقيم ومحافظ على طاعة الله ولهذا جاء في الحديث نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح اذا كان المال كثيرا في يد رجل صالح فهو ينفق على نفسه في الخير وعلى اهله وولده ويتصدق ويبني المساجد ويكفل الايتام ويقوم بالخير اما والعياذ بالله اذا كثر المال في يد الرجل الفاجر فان المال يكون وبالا عليه لان المال يضيع منه في الحرام والاثام قال وطالت حياتي لان النبي عليه الصلاة والسلام دعا له بطول الحياة قال وطالت حياتي حتى استحييت من الناس حتى استحييت من الناس. وهنا قفة متأملا ومتعجبا من هذا الحياء الجميل من هذا الحياء الجميل يقول استحييت من الناس حياء من الناس لان اقرانه بل ربما ابناء اقرانه ماتوا مات اقرانه وربما ايضا ابناء اقرانه ماتوا وبقي مع اناس صغار من من الاحفاد او او نحو ذلك فكان عمر وجاوز المئة رضي الله عنه وارضاه فيقول حتى استحييت من الناس كبير في في السن وفيه هذا الحياء والحياء لا يأتي الا بخير بينما بعض الناس نسأل الله العافية والسلامة لنا اجمعين يكبر سنه ومع كبر السن يفقد الحياة ومع كبر السن يفقد الحياء ويكون لسانه سيئا قوله سيئا وليس فيه حياة من الناس بل يتعامل معهم بالامور التي تتنافى مع الحياة مثل الفحش والبذاء وغير ذلك من من الامور قال حتى استحييت من الناس وارجو المغفرة يعني انتظرها وهي الدعوة الثالثة التي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بها وقوله واغفر له هذا فيه ان الدعاء بطول العمر لا يكون نافعا مفيدا الا اذا ضمن سواء في نفس الداعي او في مقاله ما يعني اه استمرار الانسان على الاستقامة والخير وما ينال به الرحمة والمغفرة نعم قال رحمه الله تعالى باب من قال يستجاب للعبد ما لم يعجل قال حدثنا ابو اليمان قال حدثنا شعيب عن الزهري قال اخبرني ابن عبيد مولى عبد الرحمن وكان من واهل الفقه انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي ثم انعقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من قال يستجاب للعبد ما لم يعجل كنا عرفنا فيما سبق ان الدعاء له شروط لاجابة الدعاء شروط وله اداب وقد اشار المصنف الى ذلك بعقد بعض التراجم مثل الترجمة التي مضت ليعزم الدعاء وايضا رفع الايدي في الدعاء وهنا قال من قال يستجاب للعبد ما لم يعجل كل ذلك اراد ان ينبه به الامام البخاري رحمه الله تعالى الى اهمية مراعاة شروط الدعاء وادابه وان العبد الذي يرجو ان يستجاب دعاؤه وان يحقق رجاؤه عليه ان يحافظ على شروط الدعاء واداب الدعاء ومن شروط الدعاء من شروط اجابة الدعاء الا يعجل الانسان ولهذا قال باب من قال يستجاب للعبد ما لم يعجل الا يعجل الانسان وصفة العجلة في الدعاء ان يدعو الانسان مرة مرتين او اكثر ثم يستحسر وينقطع عن الدعاء ويقول دعوت فلم يستجب لي ويترك الدعاء هذا هو الاستعجال وفيه قنوط والعياذ بالله من رحمة الله ويأس من رح الله ولهذا ينبغي على على العبد الا يعجل يدعو ولا زلت بخير ما دمت تدعو الله وترجو رحمة الله وتطمع في فضل الله تبارك وتعالى اورد هنا هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يستجاب لاحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي. هذه هي العجلة العجلة في الدعاء ان يكرر الداعي دعوته مرة او مرتين او ثلاث او نحو من ذلك ثم يتوقف عن الدعاء ويقول دعوت فلم يستجب لي فهذا من اسباب عدم الاجابة ومن فوائد هذا الحديث ان من اسباب اجابة الدعاء الالحاح على الله في الدعاء والله سبحانه وتعالى يحب من عبده ان يلح عليه ولهذا قال في القرآن ادعوا ربكم تطرعا وخفي انه لا يحب المعتدين فالله عز وجل يحب من عبده ان يضرع اليه وان يلح عليه وان يكرر السؤال والرجاء والطلب ولهذا تقرأ في القرآن في سورة ال عمران لما ذكر دعوات اولي الالباب لما ذكر تبارك وتعالى دعوات اولي الالباب ربنا ربنا ربنا تكررت مع هذا التكرار في الطلب قال رب العالمين فاستجاب لهم ربهم اني لا اضيع عمل عامل منكم. من ذكر او انثى فالعلماء او بعض علماء التفسير اخذ من هذه الاية ان تكرار النداء ربنا ربنا ربنا من اسباب ماذا؟ الاجابة وانقطاع الانسان او استحسانه وقوله دعوت دعوت فلم يستجب لي هذا من اسباب عدم الاجابة نعم قال حدثنا عبد الله قال حدثنا معاوية ان ربيع بن يزيد حدثه عن ابي ادريس عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال يستجاب لاحدكم ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم او يستعجل فيقول دعوت فلا ارى يستجيب لي فيدع الدعاء ثم اورد رحمه الله هذا الحديث وهو بمعنى الحديث المتقدم يقول صلى الله عليه وسلم يستجاب لاحدكم ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم او يستعجل فيقول دعوت فلا ارى يستجب لي فهذه امور ثلاثة ذكرت في هذا الحديث وهي من موانع الاجابة امور ثلاثة ذكرت في الحديث وهي من موانع الاجابة. الامر الاول ان يدعو الانسان باثم ان يدعو باثم سواء على نفسه او على الاخرين ومثلت على ذلك قريبا مثل ان يدعو على مسلم بان يخلد في النار او يدعو على مسلم الا يدخل الجنة او نحو ذلك فالدعوة التي فيها اثم لا تستجاب قال ما لم يدعو باثم وايضا من من موانع الاجابة ان يدعو بقطيعة رحم مثل ان يدعو بالتفريق بينه وبين امه او بالتفريق بين امه وابيه او يدعو بالتفرقة بين ارحامه هذي كلها دعوة بقطيعة رحم فالدعاء بمثل ذلك من موانع اجابة الدعاء والامر الثالث وموظع الشاهد للترجمة ان يستعجل في الدعاء بان يقول دعوت فلا ارى يستجب لي وهذا حال القانطين واليائسين والعياذ بالله من رحمة الله يدعو احدهم مرة او مرتين ثم ينقطع عن الدعاء ولا يستمر في الدعاء ويقول لا ارى يستجاب لي وتأمل هنا قوله لا ارى يستجاب لي وما فيه من القنوط واليأس لا ارى يستجاب لي اي مثلي لا يستجاب له لاني دعوت ودعوت وتكرر مني الدعاء فلا يستجاب لي اذا اتوقف عن الدعاء ابدا ولا ادعو. هذا حال اليائسين القانطين والعياذ بالله فالنبي صلى الله عليه وسلم حذر في هذا الحديث من امور ثلاثة هي من موانع اجابة الدعاء الاول الدعاء بالاثم والثاني الدعاء بقطيعة الرحم والثالث الدعاء اه الاستعجال في الدعاء نعم قال رحمه الله تعالى باب من تعوذ بالله من الكسل قال حدثنا عبد الله قال حدثني الليث قال حدثني ابن الهاد عن عمرو ابن شعيب عن ابيه عن جده رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ اعوذ بك من الكسل والمغرم واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال واعوذ بك من عذاب النار ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة قال باب من تعوذ بالله من الكسل الكسل داء اذا مني به العبد تعطل عن القيام بمصالحه الدينية والدنيوية لان الكسل فتور في الهمة وارتخاء في العزيمة وتوان عن العمل اذا اصيب الانسان بمثل ذلك تعطل عن مصالحه الدينية والدنيوية تعطل عن مصالحه الدينية والدنيوية وكنا عرفنا قريبا الفرق بين الكسل والعجز وان العجز عدم القدرة على فعل الشيء اما الكسل فهو عدم فعل الشيء مع القدرة عليه لفتور الهمة وتواني العزيمة وتراخي الانسان فهذا يقال له كسول يعني عنده قدرة على ان يفعل الامر الطيب النافع ولكنه لا يقوم به لا لعدم قدرته وانما لفتوره وتوانيه فهذا يقال له كسل وكان النبي عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله من الكسل ويأمر بالتعوذ بالله من الكسل والكسل اذا وجد في الانسان تعطل عن الخير الديني والدنيوي. ولهذا ينبغي على على الانسان ان يتعود يتعود ذلك وان يحافظ على على على هذه الدعوة ولا سيما تتأكد هذه الدعوة اذا آآ اذا كان اصيب بالكسل والفتور فيلح على الله عز وجل ان يرفع عنه الكسل واذكر مرة كنا في في مجلس في رجل احسبه والله حسيبه من الصالحين احد ابنائه قال لاخيه ونحن جلوس على الطعام قال لاخيه احضر لي ملعقة فالتفت الرجل الى الى هذا الابن الذي يقول لاخيه احضر لي الملعقة قال قل اعوذ بالله من الكسل قال لابنه قل اعوذ بالله من الكسل يعني اذا احتجت شيئا لا لا تبقى في مكانك اعطني وتأمر هذا وتأمر ذاك تعوذ بالله من الكسل وقم بنفسك احضر حاجاتك فالتفت اليه واعجبني قال قال لابنه تعوذ بالله من الكسل فالانسان اذا كان كسولا في اعماله ومصالحه فهو بحاجة الى ان يكرر هذا التعود المبارك بالله تبارك وتعالى من يسأل حتى يرتفع عنه الكسل فينهظ نشيطا متخلصا من قيود الكسل واغلال الكسل حتى يمضي في في مصالحه الدينية والدنيوية الكسول ينادي المواد الحية على الصلاة حي على الصلاة ثم يتثاوب ويتمدد في مكانه وتقام الصلاة وهو ايضا لا يزال الكسل ضارب عليه باطنابه. ثم ينهض بكسل عند الركعة الثالثة او ويقوم للمسجد هذا مرض ايضا في مصالحه الدنيوية لا ينبعث اليها بنشاط حتى في قومة من فراشه ومن مكانه ومن مجلسه يقوم قومة يعرف من رآها انها قومة ماذا انها قومة انسان كسول وفرق بين من يقوم وهو كسول من مكانه وبين من يقوم وهو نشيط فرق بينهما وهو امر يعرف بالمشاهدة يفرق بين الكسول وبين النشيط. النشيط يقوم بهمة عالية وعزيمة والكسول يكون متثاقل كأن كأن كأنه مجبر على القيام ومدفوع اليه دفعا فهذه دعوة مباركة عظيمة جدا ينبغي الانسان على الانسان ان يحافظ عليها واورد هنا هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من الكسل وهذا موضع الشاهد والمغرم والمغرم ان يتحمل الانسان حمالة من اموال الناس ديونا او نحو ذلك ولا يستطيع سدادها وقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يتعوذ بالله من المغرم حتى قال له بعض الصحابة يا رسول الله كثيرا ما ما نسمعك تتعوذ بالله من المغرم قال ان الرجل اذا غنم حدث فكذب ووعد فاخلف الرجل اذا غنم حدث فكذب وعد فاخلف اذا اذا تحمل غرامة كبيرة واموال وحقوق للناس وبدأ اصحاب الاموال يطالبونه يبدأ يعطي مواعيد مواعيد ليست دقيقة وهو يبدأ يعطي ايضا ايمان وحروف ليست صادقة يقول ابدا اعطني شهر واحد وباذن الله مالك انا ااتي له اتي لك به عند البيت. لا تطلبني انا الذي اطلبك اعطيني شهر واحد والله يصلك المال ويأتي الشهر والشهرين والثلاثة وايضا في الوعود لا يفي ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام لما سألوه قالوا وكثيرا ما تدعو بهذه الدعوة قال ان الرجل اذا غرم وعد حدث فكذب ووعد فاخلف فالانسان يتعوذ بالله تبارك وتعالى من المغرم اي ان يعيذه منه ان يعيذه منه وان يسلمه منه حتى لا لا تأتيه مثل هذه الامور التي هي تبع لهذا الامر قال واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال واعوذ بك من عذاب النار وقد مرت معنا هاتان الدعوتان قريبا نعم قال حدثنا موسى قال حدثنا حماد قال اخبرنا محمد بن زياد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله الله عليه وعلى اله وسلم وعن عطاء ابن ابي ميمونة عن ابي رافع عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من شر المحيا والممات وعذاب القبر وشر فيه الدجال ثم آآ ختم هنا بهذا الدعاء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بالله من شر المحيا والممات وعذاب القبر وشر المسيح الدجال وجميع هذه الدعوات مرت معنا قريبا وفيما ساقه المصنف هنا ليس فيه شاهدا للترجمة آآ اظن الله اعلم ان بعض طرق هذا الحديث يوجد فيها اه زيادة التعوذ بالله من من الكسل فليت احد الاخوة يتابع لنا طرق الحديث ومن عادة البخاري احيانا ان ان يفعل مثل هذا يذكر الحديث من بعض طرقه ويكون الطريق الذي اورده ليس في لفظه شاهدا للترجمة ويكون شاهد الترجمة في بعظ طرق الحديث الاخرى وقد مر معنا نظيرا لهذا فليت احد الاخوة يراجع لنا طرق هذا الحديث وهل جاء في شيء منها زيادة التعوذ بالله من الكسل نعم قال رحمه الله تعالى باب من لم يسأل الله يغضب عليه قال حدثنا عبد الله ابن محمد قال حدثنا مروان ابن معاوية قال حدثنا ابو المليح صبيح قال حدثنا ابو عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يسأل الله غضب الله عليه قال حدثنا محمد بن عبدالله قال حدثني حاتم بن اسماعيل عن ابي المليح عن ابي صالح الخوزي قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من لم يسأل يغضب عليه ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب من لم يسأل الله يغضب عليه وهذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين حب الله تبارك للدعاء وحبه سبحانه وتعالى للداعين وانه عز وجل يغضب ممن يترك سؤاله. لانه عز وجل يحب من عباده ان يدعوه. وان يلحوا عليه وان من سؤاله وهو عز وجل يحب الملحين في الدعاء المكثرين من الدعاء حتى قال القائل والله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب. ابن ادم عندما يسأل مرة او مرتين يغضب ممن سأله اما رب العالمين جل وعز فانه يغضب ممن يترك سؤاله وكلما اكثرت في الالحاح على الله عز وجل والسؤال فكان يكون ذلك اعظم لك اه مكانة ومنزلة عند الله تبارك وتعالى. لانه يحب عباده الداعين. وقد امر بالدعاء ورغب فيه وحث عليه وذكر ثوابه العظيم ونواله الكريم لعباده الداعين فهذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين مكانة الدعاء العظيمة كالصح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس شيء اكرم على الله من الدعاء ليس شيء اكرم على الله من الدعاء فالدعاء كريم على الله ويحبه سبحانه وتعالى ويحب من عباده ان يكثروا من من الدعاء ولهذا اذا توقف العبد عن الدعاء وامتنع منه سخط الله عليه وغضب عليه سبحانه وتعالى واورد هنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه من طريقين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يسأل الله غضب الله عليه من لم يسأل الله اي حاجاته واموره ومطالبه الدينية والدنيوية غضب الله عليه ومن غضب الله عليه خسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله من غضب الله عليه خسر الدنيا والاخرة ولهذا فان الدعاء خير وبركة على العبد لانه اذا سأل الله والح عليه احبه الله واعطاه ما سأل والله لا يخيب عبدا دعاه ولا يرد مؤمنا ناداه واما والعياذ بالله من يترك الدعاء وينقطع عن عن الدعاء فان الله عز وجل يغضب عليه ولهذا بعض العلماء يقول مستأنسا بهذا الحديث يقول يا ينبغي على المؤمن الا يفوت عليه يوم من ايامه لا يكون له فيه دعاء لا ينبغي ان يفوت يوم من ايامه وليس له فيه دعاء لله تبارك وتعالى. اي المعنى ان يكون مستمرا في ايامه ولياليه لا يزال ملحا على الله يرجو ويطمع وكان نبينا عليه الصلاة والسلام دائم الدعاء لله حتى ان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عنها قالت كما في الصحيح مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وظهره على صدري وسمعته يقول قبل ان يموت اللهم ارحمني والحق اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الاعلى. فكان الدعاء من اخر اه من اواخر كلامه صلوات الله وسلامه عليه. فكانت حياته كلها عامرة بالدعاء والاستغفار. حتى كان ذلك خاتمة حياته صلى الله عليه وسلم نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز عن انس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دعوتم الله فاعزموا في الدعاء ولا يقولن احدكم ان شئت فاعطني فان الله لا مستكره له ثم اورد رحمه الله هذا الحديث وكان سبق ان مر معنا في ترجمة ماضية بعنوان ليعزم الدعا عند المصنف رحمه الله لكن اعاده هنا لان من لا يعزم في في الدعاء وتكون دعواتهم بهذه الصيغة اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت اللهم اعطني ان شئت فان في مثل هذه الصيغة ارتخاء في الطلب وفتورا في السؤال وهذا يتنافى مع ما ينبغي ان يكون عليه العبد من الحاح واقبال على الله تبارك وتعالى في دعائه ويتنافى مع حقيقة السؤال الذي يغضب الله تبارك وتعالى على على من تركه فمن يسأل ويكون سؤاله رخوا كان شبيها بمن لم يسأل الذي يسأل وفي سؤاله رخاوة حاله شبيهة بمن ترك السؤال اللهم اعطني ان شئت اللهم ارحمني ان شئت اللهم اغفر لي ان شئت كانه يقول اعطني او لا تعطيني لان هذه رخاوة في في الدعاء تتنافى مع حقيقة المسألة والطلب والالحاح على الله تبارك وتعالى. ولهذا اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث او اعاد هذا الحديث في هذه الترجمة وكنا عرفنا فيما سبق ان قول الداعي اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ينهى عنه لامور ثلاثة مرت معنا في الترجمة الماضية نعم قال حدثنا عبد الله قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا عبدالرحمن بن ابي الزناد عن ابيه عن ابان ابن عثمان قال سمعت عثمان رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول من قال صباح كل يوم ومساء كل ليلة ثلاثا ثلاثا بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء وكان اصابه طرف من الفالج. فجعل ينظر اليه ففطن له. فقال ان الحديث كما حدثتك ولكني لم اقله ذلك اليوم ليمضي قدر الله ثم ختم الترجمة بهذا الحديث عن عثمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال صباح كل يوم ومساء كل ليلة ثلاثا ثلاثا اي ثلاثا في الصباح وثلاثا في المساء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع البصير وهو السميع العليم لم يضره شيء وهذا فيه ان المحافظة على هذه الكلمة في الصباح ثلاث مرات وفي المساء ثلاث مرات وقاية من السرور فلا يصيب الانسان شيء او لا يضره شيء حتى انه لو لدغ فدغة عقرب او او حية او نحو ذلك لا يضره سمها لان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يظره شيء وهذا لا يمنع ان ان يلدغ لكن لا يصاب بظرر قد يلدغ من دعا بهذا الدعاء لكن لا يؤثر فيه السم ولا يتضرر اذا اتى بهذه الدعوة العظيمة في الصباح ثلاثا وفي المساء ثلاثا وقوله بسم الله الباقي بسم الله للاستعانة والجار والمجرور في بسم الله متألق بمحذوف وهو في كل موضع يبسمل فيه المسلم يقدر ما يناسب ذلك الموضع ان كنت تكتب وقلت بسم الله اي بسم الله اكتب وان كنت تقرأ كتابا قلت بسم الله اي اقرأ وان كنت تدخل بيتا وقلت بسم الله اي ادخل ولهذا المحذوف المقدر يكون بحسب حال الفاعل. وهنا تطلب العود تطلب العود من الله ان يعيذك سبحانه وتعالى ولهذا تقول بسم الله اي اطلب العود من الله تبارك وتعالى متيمنا بذكر اسمه سبحانه لا يظر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء اي مع ذكر اسم الله وتمام الالتجاء الى الله لا يصاب الانسان بضر لا في الارض ولا في السماء اي لا بضر يأتيه من جهة الارظ ولا بضر ايضا ينزل عليه من جهة السماء لانه سيكون محفوظا بحفظ الله تبارك وتعالى وهذا فيه دلالة على ان الاذكار تعطي آآ الذاكر تحصينا من جميع جهاته اللهم احفظني من من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي فالاذكار تعطي تحصين ولهذا هنا قال وهذا من التحصين الذي يكون في الاذكار قال لم يظره شيء في الارض ولا في السماء اي لا يجيء لا يأتيه ضر لا من جهة الارظ ولا يأتي ايظا ظر من جهة السماء فهو محفوظ من جهاته بحفظ الله تبارك وتعالى قال وهو السميع العليم توسل الى الله بهذين الاسمين السميع بدعاء الداعين والحاح الملحين والتجاء الملتجئين العليم باحوالهم المطلع على سرائرهم اعمالهم هو توسل الى الله بهذين الاسمين قال لم يضره شيئا اي لم يصبه ضرر لانه حفظ بحفظ الله تبارك وتعالى وهنا امر طريف يذكره راوي الحديث عن عثمان آآ مر معنا في في الاسناد ابان ابن عثمان يروي عن عثمان هذا الحديث فكان ابان الراوي عن عثمان اصيب بفالج اصيب بفالج والفالج خدور في في في طرف الانسان اما في يده او في قدمه بحيث تصبح اه غير متحركة وربما يسمى الان تشنج مثلا فيصبح جزء من من بدنه معطل عن عن الحركة فكان اصابه فالج اي اصاب ابان قوله وكان اصاب طرفه اصابه طرف من الفالج اي ابان ابان ابان ابن عثمان فجعل ينظر اليه اي رجل كان حاضر في المجلس جعل ينظر الى ابان كان ابان يروي لهم الحديث والفارج وهو مصاب بالفالج في طرف بدنه مصاب بالفارج في طرف بدنه فلما روى الحديث رجل كان حاضرا في المسجد يسمع الحديث من ابان باذنه ويركز نظره على طرف ابان المصاب بالفارج وكأن نظراته كأن نظراته ماذا تقول كأن نظراته ماذا تقول كأن نظراته تقول له اذا ما هذا الذي انت مصاب به لم يضره شيء وتروي لنا هذا الحديث وانت الان جزء من من بدنك مصاب متضرر فكان يقول اين اين اثر هذا الحديث فيك انت هذا الحديث الذي ترويه فجعل ينظر ففطن له انتبه له انتبه له ابان واحيانا النظرات يقولون معبرة نظرات الانسان احيانا تكون نظرات منكر واحيانا تكون نظرات مؤيد واحيانا معترض فهذه نظرة معترض كأنه منتقد فانتبه لنظراته ابان وقال ما تنظر كما جاء في بعض الروايات قال ما تنظر يعني ليش هذا النظر اما ان الحديث كما حدثتك اما ان الحديث كما حدثتك يعني حديث الرسول عليه الصلاة والسلام على تمامه كما حدثته ولكن لم اقله ذلك اليوم ليمضي الله في قدره يعني يوم يوم من الايام نسيت ان اقول هذا الدعاء ليمضي الله في قدره ولهذا انظر الى كلامه الجميل قال الحديث كما حدثتك يعني حديث النبي صلى الله عليه وسلم كما حدثته وهذا يدل على قوة ثقة السلف ويقينا بالله وبكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحته وانه سالم من الخطأ او الزلل قال الحديث كما حدثته ولكنني نسيته يوما ليمضي الله فيا قدرا. وهذا فيه من الفائدة ان الذي ينبغي على الانسان ان يواظب عليه يوميا بحيث لا يفوت يوما من الايام الا ويحافظ عليه وايضا هذا الحديث قال عنها القرطبي الامام المفسر يقول هذا الحديث علمنا صدقه علمنا صدقه وصحته اه اه يقينا وتجربة علمنا صدقه يقينا وهو تجربة او اسنادا وتجربة فعرفنا صدقه من ناحية الاسناد وانه صحيح ومن ناحية التجربة يقول منذ سمعت هذا الحديث ما تركته منذ سمعت هذا الحديث ما تركت الا ليلة واحدة بالمدينة لدغتني عقرب فتذكرت انني نسيت الحديث تلك الليلة فتذكرت انني نسيت الحديث تلك الليلة وهذا مثل ابان تماما نسيه يوم فاصابه فهذا يؤكد ان ان العبد ينبغي ماذا ان يكون مواظبا عليه مستمرا وهنا تظهر لك اه وجه ايراد الامام البخاري رحمه الله تعالى في هذا الحديث هذا الحديث في هذه الترجمة من لم يسأل الله يغضب عليه اي انه ينبغي ان تكون ماذا مستمرا في في السؤال والدعاء والالحاح على الله في الصباح وفي المساء وفي الاحايين المختلفة دائما تحس انك مفتقر الى الله محتاج الى الله لا غنى لك عن الله تبارك وتعالى طرفة عين فتكون دائما تسأله تبارك وتعالى لتفوز بثواب عظيم عز وجل وموعوده الكريم لعباده الداعين الصادقين نعم نأخذ الباب الصغير هذا قال رحمه الله تعالى باب الدعاء عند الصف في سبيل الله قال حدثنا اسماعيل قال حدثني مالك عن ابي حازم عن سهل ابن سعد رضي الله عنهما انه قال ساعتان تفتح لهما ابواب السماء وقل داع ترد عليه دعوته حين يحضر النداء والصف في سبيل الله ثم عقد رحمه الله هذه الترجمة باب الدعاء عند الصف في سبيل الله اي عند آآ الجهاد مقاتلة الاعداء وان الدعاء في مثل هذا الوقت مستجاب يستجاب للمسلم عندما يدعو وهو يجابه الاعداء لرفع راية الله سبحانه وتعالى ولتكون كلمة الله هي العليا واورد حديثا واحدا او اثرا عن سهل ابن سعد وقد آآ اورده المصنف موقوفا عليه وهو في حكم المرفوع وقد ثبت مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن سعد ساعتان تفتح لهما ابواب السماء ولم تذكر ولم تذكر الساعتين لم تذكر لكن جاء النبي صلى الله عليه وسلم ان يوم الجمعة فيه ساعة اجابة وايضا جاء عنه ان الثلث الاخير من الليل ساعة اجابة وهذا فيه تنبيه على ان الداعي مما ينبغي ان يعتني به ان يتحرى اوقات الاجابة. مثل الثلث الاخير من الليل ومثل عندما يكون ساجدا لله تبارك وتعالى والساعة التي في يوم الجمعة فيتحرى الدعاء في الاوقات التي يستجاب فيها الدعاء وايضا يتحرى الدعاء في الاحوال التي يستجاب فيها الدعاء. ولهذا ان ان نعلم ايها الاخوة ان هذا الحديث يدل في في مقام الدعاء على ان الدعاء له اوقات آآ الاجابة فيها احرى وله ايضا احوال الاجابة فيها احرام اما الاوقات فهناك ساعتان كما اشير في الحديث اليهما. واما الاحوال فذكر حالين وهي حين يحظر النداء والدعاء لا يرد بين الاذان والاقامة كما جاء في الحديث وحين الصف في سبيل الله فهاتان حالتان فاضلتان للدعاء حين يحضر النداء اي اي النداء للصلاة فهذا وقت اجابة للدعاء وحين اه الصف في سبيل الله ايضا هذا وقت اجابة في الدعاء ومثل هذا ايضا ما جاء في الحديث اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وجاء احاديث كثيرة ثلاث لا يرد لهم دعوة فهذه كلها تدل على ان للدعاء اوقاتا الاجابة فيه احرى وللدعاء احوالا الاجابة فيها احرى وينبغي على الداعي ان ذلك كله رجاء الثواب والقبول من الله تبارك وتعالى ونسأل الله لنا اجمعين التوفيق والسداد والهداية والرشاد والعون على كل خير وان يهدينا سواء السبيل والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك