بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله تعالى واذا اخذنا ميثاقكم لا تشركون دمائكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم يشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم واعذرون عليهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم وهو محرم عليكم اخراج افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة دنيا ويوم القيامة يردون الى اشد من عذاب وما الله بغفل عما تعملون اولئك الذين اشتروا فيا ذا الدنيا بالاخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم يقول تبارك وتعالى منكرا على اليهود الذين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وما كانوا يعانونه من القتال مع الاوس والخزرج وذلك ان لو سوف الخزرج وهم الانصار وكانوا في الجاهلية عباد عباد اصنام وكانت بينهم حروب كثيرة وكانت يهود المدينة وكانت يهود المدينة ثلاث قبائل بنوا قينوقاع وبنو النظير حلفاء حلفاء حلفاء الخزرج وبنو قريظة وحلفاؤنا فكانت الحرب اذا نشبت بينهم قاتل كل فريق مع حلفائه فيقتل اليهودي واعدائه وقد يقتل يهودي اخر من الفريق الاخر وذلك حرام عليهم في دينهم ونص كتابهم ويخرجونهم من بيوتهم وينتهبون ما فيها من الاثاث والامتعة والاموال ثم اذا وضعت الحرب اوزارها استف استفكوا الاسارى من الفريق المغلوب عملا بحكم التوراة ولهذا قال تعالى افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ولهذا قال واذا اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم اي لا يقتل بعضكم بعضا. ولا يخرجه من منزله ولا يضاهر عليه كما قال تعالى كما قال عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين في توادهم بمنزلة الجسد الواحد. اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر بالحمى والسهر. فقوله تعالى ثم اقرتم وانتم تشهدون اي ثم اقرتم بمعرفة هذا الميثاق وصحته وانتم تشهدون به. ثم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريق منكم من ديارهم الاية. روى محمد ابن اسحاق عن ابن عباس ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم تخرجون فريقا منكم من ديارهم الاية قال انبأهم الله بذلك من فعلهم. وقد حرم عليهم التوراة سفك دماءهم وافترض عليهم فيها فداء اسراهم فكانوا طائفة منهم بنو قينقاع وهم حلفاء الخزارجي والنظير وقريضة وهم حلفاء الاوس فكانوا اذا كانت بين الاوس والحزرج حرب خرجت بنو قينون مع الخزرج وخرجت النظير وقريضة مع الاوسع يظاهر كل واحد من الفريقين حلفاؤه على اخوانه حتى تسافكوا دماء وبايديهم التوراة يعرفون فيها ما عليهم وما لهم. والاوز والخزرج اهل شرك يعبدون الاوثان. ولا يعرفون جنة ولا نارا ولا بعثا ولا قيامة ولا كتاب ولا حلالا ولا حراما. فاذا وضعت الحرب او زهرة افسدوا اساراهم افتدوا اسرارهم تصديقا لما في التوراة واخذا به بعضهم من بعض يفتدي بنو قين قاع ما كان من اسراهم في ايدي الاوس ويفسد النظير وقريضة كان في عيد الخزرج منهم ويطلبون ما اصابوا من دمائهم وقتلوا ماء وقتلوا من قتلوا منهم فيما بينهم مظاهرة لاهل الشرك عليهم. يقول تعالى ذكره حيث انبأهم بذلك. افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض اي تفادونه بحكم التوراة وتقتلونه وفي حكم التوراة بان لا الا الا يقتل ولا يخرج من داره. ولا يظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد له تعالى من دون ابتغاء عرض الدنيا. فبذلك من ففي ذلك من فعلهم مع الاوس والخزرج فيما بلغني نزلت هذه القصة. والذي ارشدت اليه الاية الكريمة وهذا السياق ذم اليهود في قيامهم بامر التوراة التي يعتقدون صحتها ومخالفة شرعها مع معرفة بذلك وشهادتهم له بالصحة فلهذا لا يؤتمن على ما فيها ولا على نقلها ولا يصدقون فيما ولا يصدقون فيما كتموا من صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعته ومبعثه. ومخرجه مهاجره وغير ذلك من شؤونه التي اخبرت بها الانبياء قبله عليهم الصلاة والسلام. واليهود عليهم لعين الله تكاتمونه بينهم ولهذا قال تعالى وما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا اي بسبب مخالفتهم شرع الله وامره ويوم القيامة يردون اش تدير عذاب؟ جزاء على مخالفة كتاب الله الذي بايديهم وما الله بغافل عما تعملون. اولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالاخرة اي استحبوها على الاخرة واختاروها فلا يخفف عنهم العذاب اي لا يفتر عنهم ساعة واحدة ولا هم ينصرون اي وليس لهم نصر ينقذهم مما هم فيه من العذاب الدائم السرمدي ولا يجيرهم منه. نعم. انتهت الاية؟ ايه. الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. ثم بعد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الاية وهي قوله تعالى واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون. اقرأ في هذه الاية ما كان عليه اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل قبل زمن النبي صلى الله عليه وسلم من بني قينقاع وبني النظير بني قريظة فكان فكانت هذه القبائل محالفين للانصار الاوس والخزرج فمنهم من كان حليفا للاوس كبني قريظة ومنهم من هو محالف للخزرج كبني النظير وبنو وبنو وكبني القينقاع فذكر الله عز وجل عنهم انهم اذا اقتتل الاوس والخزرج خرج الحلفاء مع كل حليفه فبنو القير قاع وبنو النظير يخرجون مع الخزرج وبنو قريظة يخرجون مع الاوس وهذا محرم في شريعتهم وفي التوراة وذلك ان الاوس والخزرج وثنيون وهؤلاء اهل كتاب وفي التوراة يحرم ان يقاتل اهل الملة الواحدة بعضهم بعضا كما لو ان هناك وثنيين يتقاتلون بينهم فناصر المسلمون بعض الوثنيين وناص الاخر بعظهم حرم على المسلمين ان يقاتل مسلم مع الطائفة الاخرى وحرم على المسلمين تلك الطائفة يقاتل المسلمين الطائفة الاخرى فهذا محرم في جميع الشرائع ومع ذلك كانوا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفروا ببعض. فكفروا بمسألة قتالهم لانفسهم اي قتال اخوانهم من باب مظاهرة اعداء الله عز وجل من الوثنيين وامنوا بعض الكتاب انهم بعد انتهاء الحرب ينطلق هؤلاء ويفكون اسراهم يفكون اسراهم من الوثنيين فيجتمع اليهود بقبائلهم الثلاث ويأتون على الاسرى سواء عند بليغ او عند عند الاوس او عند الخزرج ويدفعون لهم ما يفكون به اسرهم لان هذا مأمور به ايضا في شريعة الا تجد مملوكا يهوديا الا وفككت كسرة او الا وفككت رقبته فكانوا يؤمنون ببعض كتاب ويكفرون ببعض. وكما قال وسلم لتتبعن سنن كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع سيقع في هذه الامة ما وقع في اليهود في الامم السابقة فكما ناصر اليهود الوثنيين ضد اهل ملتهم وجد في اهل الاسلام من يناصر الوثنيين ضد اهل ملتهم. وهذا امر وهذا امر يشاهد وهذا مصداق قوله وسلم لتتبعن ان من كان قبلكم فالله سبحانه وتعالى يخبر عن اهل الكتاب انهم يتحالفون مع الوثنيين ويقتل بعضهم بعض وهذا محرم في شريعتهم بالمحرم ان يقتلوا اليهودي اليهودي وان يقتل من يؤمن الله اخاه الذي يؤمن بالله عز وجل ويكون قتال ايضا لاجل مناصرة للوثنية هي الذين هم اعداء الله عز وجل. هذا منهم كفر بالله عز وجل او هذا منهم وقوع فيما حرم الله عز وجل فان استحبوه كفروا من جهة تحليله واما ايمان بعض الكتاب فهو فك اسرى بعضهم بعضا حتى الذين هم يعني قلنا ان الاوس معهم من؟ معهم بنو قريظة حتى آآ آآ قبيلة قبيلة بني قريظة تشارك قبيلة بني قيرقاع وابن نظير في فك اسرى بل النظير من باب انهم ملة واحد واحد في فكاك اسراهم لان هذا مما اوجبه الله عز وجل في التوراة. واذا ذكر ابن كثير ابن عبد الله ابن سلام لما مر بعين جالوت وهو احد رؤساء اليهود ومعه اشترى عجوز من اليهود بسمية دينار فقال يا عينا جارت ان عندي امرأة من اليهود واني اشتريتها بسبب قالوا لا حاجة قال والله لتشترينها او لتكفرن بدينك لان عبد الله يعرف انه يجب عليه بالتوراة انه لا يجد يهودية والا وفك اسرها وفك رقبتها قال قال قال فقرأ عليه قوله الذي قرأ قوله هو من وجد مملوكا يهوديا فعليه ان يشتريه ويفك رقبته فقال بع فشرها باربعة الاف فاشترى بها وكان ابن جالوت عين جالوت هذا ايضا كان ينظر للاسف ما وقع عليها العربي لا يشتريها. ومن ومن لم يقع العربي اشتراه فقال يلزمك ان تشتريهم كلهم. لماذا لان في شريعتك الا تبقي يهودية الا وفككت رقبتها. اذا هذا هو الكتاب الذي امنوا به بعض الكتاب وكفروا ببعض ثم بين الله عز وجل ان من يفعل ذلك الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون. هذا هذا هو عقاب او هذه عقوبة من كافر ببعض الكتاب وامن ببعض ودين الله واحد لا يتجزأ من امن ببعضه وكرم ببعضه فهو كافر بكله وليس هناك دين يؤمن ببعض ويكفي بعض. ولذلك هؤلاء الذين امنوا بعض الكتاب وكان بعضه هم كفار بهذا الكفر الذي كان به. اما من فعل واجبا وترك واجبا دون ان يستحله فهذا واقع في محرم وكبيرة اما اذا حرم احل الله او احل ما حرم الله كفر باجماع اهل العلم لتحليله ما حرم الله عز وجل. فيؤخذ من هذه الاية ان ان هذه ان ان الايمان ببعض الكتاب والكفر ببعض انه لا يسمى ايمان. الله سمى الكفار كفارا مع انهم يؤمنون ببعض كما قال قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون مع انهم يعبدون الله عز وجل في حال الشدائد ويفعلون شيء من عبادات من عتق وصداق وطواف وحج لكن الله لم لم يسمي افعالهم تلك عبادة لانه وقع فيها الشرك بالله جل وهكذا هؤلاء اليهود ان امنوا بعض الكتاب وكروا ببعض فكفرهم لا ينفعهم معه ايمان وايمانهم لا ينفعون ومعه كفر بالله عز وجل نعم والله اعلم. قومه استحلال قاتل يقاتلونهم قاموا بعض الكتاب وفهموا بعض. لو ان هناك وقاتله الكفار لا يجوز لنا ان ندخل مع هذا الكهف نقاتل مسلم وان دخلنا وظاهرناه اصبحنا مثله مظاهرة للكفار. يفعل المعاصي ويترك المعاصي. هذا مسألة اخرى اذا كان يفعل ويترك من جهة استحلوا هذه المعصية. هو الكلام بالايمان. يؤمن بعضك يكفر معنى ايه؟ يجحد وجوبه. الكفر اما التكذيب او الجحود اما يكذب او يكفو او يجحد او يمتنع عن فعل ما اوجب الله عز وجل عليه فهؤلاء اخبروا انهم يؤمنوا بعض الكتاب ويكفروا ببعض فكفر هنا هو عدم الايمان بهذا الشيء. ان ليس واجب عليه اما من فعل معصية وترك معصية هذا يبقى انه في دائرة اهل المعاصي. حتى في قبلنا اليهود فيهم عصاة وفيهم انفجرت