والحمد لله بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اتنين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال الله تبارك وتعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلما تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده انتم ظالمون. يقول تعالى واذا قيل لهم اي لليهود وامثالهم من اهل الكتاب امنوا بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم واصدقوه واتبعوه. قالوا نؤمن بما انزل علينا ان يكفينا الايمان بما انزل علينا من التوراة والانجيل. ولا نقر الا بذلك يكفرون بما وراءه يعني بما بعده وهو الحق مصدقا لما معهم اي وهم يعلمون ان ما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم الحق مصدقا لما معهم منصوبا على الحال اي في حال تصديقه لما معهم من التوراة والانجيل فالحجة قائمة عليهم بذلك كما قال تعالى الذين اتيناهم بالكتاب يعرفونه وكما يعرفون ابناءهم ثم قال تعالى فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين. اي ان كنتم صادقين في دعواكم الايمان بما انزل اليكم فلما قاتلتم الانبياء الذين جاؤوكم بتصديق التوراة التي بايديكم الحكم بها وعدم نسخها. وانتم تعلمون صدق قتلتموهم بغيا وعنادا واستكبارا على رسل الله فلستم تتبعون الا مجرد الاهواء والاراء والتشهي كما قال تعالى رسول مما لا تهوى انفسكم استكبرتمها بليغا كذبتم وفريقا تقتلون. وقال وقال السدي في هذه الاية يعير الله تبارك وتعالى قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين؟ ولقد جاءكم موسى ببيناته اي بالايات الواضحات والدلائل القاطعات على انه رسول الله وانه لا اله الا الله والايات البينات هي الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا واليد وفرق البحر وتظنهم بالغمام والمن والسلوى والحجر وغير ذلك من الايات التي شاهدوها. ثم اتخذتم العجل اي معبودا من دون الله في زمن موسى وهي وقوله من بعده اي من بعد ما ذهب عنكم الى الطور لمناجاة الله عز وجل كما قال تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حورهم وانتم ظالمون اي وانتم ظالمون في هذا الصنيع الذي صنعتموه من عبادتكم الاجر. وانتم تعلمون انه لا اله الا الله كما قال تعالى ولما سقط في ايديهم ورأوا انهم قد ضلوا قالوا قالوا لان لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا واعصينا واشرموا في قلوبهم العجل من كفرهم قل بئس ما يأمركم ايمانكم ان كنتم مؤمنين. يعدد سبحانه وتعالى عليهم خطأهم ومخالفتهم للميثاق وعتوهم واعراض حتى رفع الطور عليهم حتى قبلوا ثم خالفوا. ولهذا قالوا سمعنا وعصينا. وقد تقدم تفسير ذلك واشربوا في قلوبهم بكفرهم قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة واشرم في قلوبهم العجلة بكفرهم قال اشربوا حبه حتى خلص ذلك الى وكذا قال ابو العالية والربيع بن انس وقوله قل بئس ما يمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين اي بئس ما تعتمدونه في قديم الدان والحديث في كفركم بايات الله ومخالفتكم الانبياء ثم اعتمادكم في كفركم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا اكبر ذنوبكم واشد الامر عليكم اذ كفرتم خاتم الرسل وسيد الانبياء والمرسلين المبعوث الى الناس اجمعين. فكيف تدعون لانفسكم الايمان؟ فكيف تدعون لانفسكم الايمان وقد فعلتم هذه الافاعيل من نقضكم المواثيق وكفركم بايات الله وعبادتكم قل ان كانت لكم الدار الاخرة عند الله خالصة من دون الناس فيتمنوا الموت ان كنتم صادقين ولن يتمنوا ابدا بما قدمت ايديهم. والله عليم بالظالمين. ولتجدن محرص الناس على حياتهم من الذين يشركون. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. يقول ربنا سبحانه وتعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه. يخاطب ربنا سبحانه وتعالى بني اسرائيل. ودعوته من الايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم. وذلك بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم ان يؤمنوا به وان يتبعوه فلما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم احتجوا بقولهم قال نؤمن بما انزل علينا وان الرسالة في ان الرسالة فيهم خاصة واننا لم نكلف باتباع غير انبياء ورسل بني اسرائيل هذه دعواهم وهذه حجة ابنء بما انزل علينا ويكفر بما وراءه اي ما وراء ذلك من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم وهو الحق الذي كفروا به هو دعوة محمد صلى الله عليه وسلم وهو الحق ويعلمون صدقه وانه حق في كتبهم فيجدون صفته واسمه في في التوراة وبالانجيل ايضا فيقول سبحانه وتعالى قل فلم تقتلون انبياء الله؟ ان كنتم صادقين انكم تؤمنوا بما انزل اليكم فلما قتلتم انبياء الله عز وجل؟ ففريقا ان يكذبون فريقا يقتلون وهذا فعل اليهود مع انبيائهم فاذا جاءه النبي كذبوه او قتلوه وقد قتل بنو اسراب الانبياء قتلوا سبعين الف نبيا قتلوا سبعين الف نبيا وقتلوا زكريا قتلوا يحيى بن زكريا عليه السلام وقتلوا غيره من انبياء الله فيقول الله له قل فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين لماذا قتلتم وانتم تقولون نؤمن ما انزل علينا بدون ما انزل علينا انتم دعوتم انكم بما انزل عليكم وقد قتلتم من الانبياء خلقا كثيرا. ثم ذكر الله عز وجل ولقد جاءكم موسى بالبينات اي بالتوراة والايات التي انزلها الله عز وجل معه ثم اتخذتم العجل من بعدي وانتم ظالمون. موسى جاءهم بالبينات واعظم البين جاء بها التوراة وما ارسل الله عز وجل له من الايات التي ارسلها الله عز وجل على بني اسرائيل من الجراد والضفادع والقمل والدم وغيره من الايات التي انزلها الله عز وجل على بني اسرائيل عقوبة لهم ولقد جاءكم موسى البيت ثم اتخذته العجلة من بعدي وانتم ظالمون ثم قال سبحانه وتعالى الظالمون اي اتخذتم العجل وعبدتم من دون الله عز وجل وهذا من شرك بني اسرائيل وذلك بغيهم وعدوانهم ومن عظيم بهتانهم وجهلهم لله عز وجل ان السامري قال ان موسى الذي الاله الذي يطلبه موسى هو هذا وقد نسي موسى ربه عندنا فصنع عجلا من الذهب عندما جمع حلية القوم واخذ قبضة من اتى الرسول اي قبضة فرس جبريل عليه السلام قيل وذلك باسناد فيه ضعف ثم القاه على ذلك ان خلط به ذلك الذهب وصنع منه ذلك العجل وجعله مدخلا ومخرجا فاصبح هذا العجل قولوا معه الصوت فيقول له صوت كصوت الخوار فعملته بنو اسرائيل من دون الله عز وجل فهذا من فعل سلم عبدوا العجز من دون الله عز وجل بعد ذلك ذكر ربنا سبحانه وتعالى واذا اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطورى خذوا ما اتيناكم بقوة واسمعوا. اي اخذ الله عز وجل الميثاق على النبي صلى الله عليه وسلم لا يعبد الا الله وان يوحدوه وان يسمعوا له ويطيعوه فكانوا يمترعون فرفع الله عز وجل فوق رؤوسهم الجبل. رفع الله فوق رؤوسهم الجبل وسجدوا على جنب فقالوا سمعنا واطعنا اي بعدما رأوا الجبل قد ارتفع عليهم ورأوه الطورا يسمى الطور الجبل الذي فيه شجر فكل جبل فيه شجر يسمى يسمى طور فلما ابوا وامتنعوا ان ان يوهوا بهذا الميثاق رفع الله عز وجل الطورى فقال خذوا ما اتيناكم بقوة اي ما امروا من التوراة وما فيه من احكام واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا سمعوا يعني بعد ما رفع الطور اخذ عليهم العهد والمواثيق وقالوا تهدنا اليك وتبنا فلما رفع لهم العذاب وضع الطور قالوا سمعنا وعصينا واشرب في قلوبهم العجل فقد اختلف التفسير في معنى فمنهم من قال ان موسى عليه السلام لما اخذ العجل امر ببرده ان يبرد ثم اخذ هذا هذا البراد الذي برده والقاه في النار ثم امرهم ان يشرب منه فكل من شرب ممن ابدا رجع وجهه كالذهب واصابهم مرض فهلكوا. ومن لم يعبده نجا. وهذا قال به بعضهم والصحيح ان معنى كقوله يقول العجل ان امتلأت قلوبهم بحب هذا الصنم امتلأت قلوبهم بحب هذا الصنم واشرق العتق بكم؟ قال يعني اذا اشرب في قلوب عجل اي امتلأت قلوب حبه بعبادته فقال بكفرهم اي هذا الحب انما وقع بسبب ما سبق من عبادته نسأل الله لما عبدوه وعصوا الله بعبادته وكفروا اشركوا ابتلاهم الله عز وجل بمحبة هذا العجل. ثم قال تعالى قل بئس ما يأمركم به ايمانكم ان كنتم مؤمنين. اي بئس الايمان الذي امنتم بموسى ووحدتم الله عز وجل ثم بعد ذلك انتم تشركون بالله عز وجل. ولك ان تتخيل حال اليوم لعنهم الله ينقذهم الله عز وجل من فرعون. ها هم قد انجاهم الله عز وجل من فرعون وقومه فلما تجاوزوا البحر بعد ما اهلك الله عدوهم وذهب موسى الى لقاء ربه وميقات ربه بعد ان صام اربعين يوما وخلف هارون في قومه وامره ان ان لا يحدث شيئا قال السامري ان موسى ذهب يطلب ربه وهذا ربه فصنع عجلا وقال هذا الهكم واله موسى فنسي اي ان موسى نسي ان يخبركم ان هذا الهه. فتأمل كيف هؤلاء القوم البهت الكفرة كيف انتقلوا من الاسلام الى اسلام الكفر ومن التوحيد والشرك مع انهم حديث عهد بمنة الله عليهم وحديث عهد بنجاة لهم من من عدوهم واحاديث يروا اية من ايات الله عز وجل ومع ذلك نسأل الله العافية والسلامة ما تجاوز البحر الا واشركوا بالله سبحانه وتعالى بل بعد بعد سليمان عليه السلام رجع اليهود الى عبادة الاوثان والاصنام وتكرر في بعظ الاصنام في اليهود مدد وازمان طويلة فكان اليهود يعبدون غير الله ويشركون به وهم مع ذلك يذبحون ويقتلون انبياء الله عز وجل ويخالفونهم فكما قال تعالى افكلما جاءكم رسول بما لتهوى او انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتله فهذا حال اليهود مع رسل الله عز وجل اما ان يقابلوهم بالتكذيب واما ان يقابلونهم بالقتل جعلهم الله عز وجل. ولكن سيأتي معنا ان الله ان موسى اتخذ من قوم سبعين رجلا لميقاته فلما فلما اخذ من فقال ربي لو شئت اهلكتهم من قبل واياي افتهرب من فعل ماذا فعل المبطلون؟ فهذا يدل ان ان الله عز وجل بعد ذلك تاب عليهم بقوله اقتلوا انفسكم فقتلة او قتل في ذلك في ذلك اليوم اكثر من سبعين الف قتل بعضهم بعضا ليظهر الله عز وجل توبتهم وصدقهم بالتوبة كما سيأتي والله تعالى اعلم. او كما سبق معنا فاقتلوا انفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم انه التواب الرحيم