بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم تنيم يما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين الله تبارك وتعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. قال وفي عن ابن عباس قوله تعالى واذ جعلنا البيت للناس يقول لا يقضون فيه وطرا يأتونه ثم يرجعون الى اهليهم ثم يعودون اليه. وقال ابو جعفر الرازي عن الربيع بن انس عن ابي العالية. واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا. يقول وامنا من العدو ان يحمل فيه السلاح وقد كانوا في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم وهم امنون لا يصبون. وروي عن مجاهد وعطاء وسد وقتادة والربيع بن انس قالوا من دخله كان امنا ومضمون هذه الاية ان الله تعالى شرف البيت وما جعله موصوفا به شرعا وقدرا. من كونه مثابة للناس اي جعله محلا تشتاق اليه الارواح وتحن اليه ولا تقضي منه وطرا. ولو ترددت اليه كل عام. استجابة من الله تعالى لدعاء خليله ابراهيم عليه السلام في قوله تعالى فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم الى ان قال ربنا تقبل دعاء ويصفه تعالى بانه جعله امنا من دخله امن. ولو كان قد فعل ما فعل ثم دخله كان امنا. وما هذا الشرف الا لشرف بانيه اولا. وهو خليل الرحمن كما قال تعالى. واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا. وقال تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا فيه ايات بينات مقام ابراهيم وما دخله كان امنا هذه الاية الكريمة نبه على مقام ابراهيم مع الامر بالصلاة عنده. فقال واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وقال سفيان الثوري عن عبد الله بن مسلم عن سعيد بن جبير من مقام ابراهيم قال الحجر مقام ابراهيم نبي الله قد جعله الله ورحمة فكان يقوم عليه ويناوله اسماعيل الحجارة. ولو غسل رأسه كما يقولون لاختلف لاختلف الجاه. وقال السدي مقام الحجر الذي وضعته وضعته زوجة اسماعيل تحت قدم ابراهيم حتى غسلت رأسه حكاه القرطبي وضعفه ورجحه غير في تفسيره عن الحسن البصري وقتادة والربيع بن انس. وروى ابن ابي حاتم عن جابر يحدث عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم قال له عمر هذا مقام ابينا قال نعم قال افلا مصلى فانزل الله عز وجل واتخذه من مقام ابراهيم مصلى وقال البخاري باب قوله واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى مثابة يذوبون يرجعون ثم روى عن انس بن مالك قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في ثلاث او وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى فنزلت واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر فلو امرتهم ما اتي المؤمنين بالحجاب فانزل الله اية الحجاب. قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه. فدخلت عليهن فقلت ان ان انتهيتن او لا ان انتهيتن او ليبدلن الله ورسوله او ليبدلن الله رسوله خيرا منكن حتى اتيت حتى اتيت احدى نسائيين قالت يا عمر اما في رسول الله ما يعظ نساءه حتى تعظهن انت؟ فانزل الله عسى ربه ان لقد كنا ان يبدلوا ازواجا خيرا منكن مسلمات. وروى ابن جري عن جابر قال السلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن قام على ثلاثا ومشى اربعة ثم نفذ الى مقام ابراهيم فقرأ واتخذ من مقام ابراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين البيت فصلى ركعتين هذا قطعة من الحديث الطويل الذي رواه مسلم في صحيحه. ورواه البخاري بسنده عن عمر ابن دينار قال سمعت ابن عمر يقول قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا وصلى خلف المقام ركعتين فهذا كله مما يدل على ان المراد بالمقام انما هو الحجر الذي كان ابراهيم عليه السلام ويقوم عليه لبناء الكعبة لما ارتفع الجدار اتاه اسماعيل عليه السلام به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة فيضعها بيده لرفع الجدال وكلما كمل ناحية انتقل الى الناحية الاخرى يطوف حول الكعبة. وهو واقف عليه كلما فرغ من جدار نقله الى الناحية التي تليها وهكذا حتى تم جدران الكعبة كما سيأتي بان في قصة ابراهيم واسماعيل في بناء البيت من رواية ابن عباس عند البخاري. وكانت اثار القدمين ظاهرة فيه ولم يزل هذا معروفا تعرفه العرب في جاهليتها ولهذا قال ابو طالب في قصيدته المعروفة اللامية وموطئ ابراهيم قصة في رطبة على قدميه حافيا غير ناعل. وقد ادرك المسلمون ذلك به فعن انس بن مالك قال رأيت المقام فيه اصابعه عليه واخمص قدميه غير انه اذهبهم مسح الناس بايديهم. قلت وقد كان هذا المقام ملصقا بجدار الكعبة قديما ومكانه معروف الى جانب الباب مما يلي الحجر يمنة الداخل من الباب في البقعة المستقلة هناك. وكان الخليل عليه السلام لما من بناء البيت وضعه الى جدار الكعبة او انه انتهى عنده البناء فترك هناك ولهذا والله اعلم امر بالصلاة هناك عند الفراغ من الطواف وناسب يكون عند مقام ابراهيم حيث انتهى بناء الكعبة فيه وانما اخره عن جدار الكعبة امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه احد الائمة المهديين والخلفاء الراشدين الذين امرنا باتباعهم وهو احد الرجلين الذين قال فيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر وهو الذي نزل القرآن بوفاقه في الصلاة عنده. ولهذا لم ينكر ذلك احد من اصحابه رضي الله عنهم اجمعين. قال عبد الرزاق عن ابن جرير عن ابن جريج حدثني عطاء وغيره من اصحابنا قال اول ما نقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وروى عبد الرزاق ايظا عن مجاهد قال اول من اخر المقام الى موضعه الان. عمر ابن الخطاب رضي الله عنه. وروى الحافظ ابو بكر احمد بن علي بن الحسين عن عائشة رضي الله عنها ان المقام كان زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمان ابي بكر رضي الله عنه ملتصقا بالبيت ثم اخره عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهذا اسناد صحيح مع ما تقدم نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. يقول الله سبحانه وتعالى واذ جعلنا البيت مثابة للناس لامنا وفي هذه الاية يبين ربنا سبحانه وتعالى منته وامتنانه على عباده حيث جعل هذا البيت مثابة والمتاه هو الذي يأتيه الناس من كل فوج ومن كل مكان ولا يقضون وترهم منه. وهذا امر مشاهد محسوس المسلم اذا اتى بيت الله الحرام وطاف به وسعى ومكث فيما شاء ما شاء الله ان يمكث وخرج منه يحن قلبه اليه بعد خروجه. ولا يزال يتردد اليه الى ان يقبض الله روحه. فهذا معنى قوله مثابة اي يثوب الناس اليه واثابتهم اتيان والرجوع اليه مرة بعد مرة. فلا يقضى منه وتر ولا يمل الانسان من اتيانه بخلاف غير من بقع الارض فان الانسان اذا اتى بقعة واعتاد اتيانه اياها ملها وسأل من اتيانه لها. فاما بيت الله الحرام فلو الانسان الاف المرات فانه لا يمل ولا يسأل بل كلما غادره وفارقه حن اليه ورجع اليه. فهذا من من قوله مثابة اي ثوب الناس يثوب الناس اليه ويرجعون اليه. قوله وامن وهذا ايضا منا امتن الله عز وجل بها على اهل مكة وعلى قاطنيه قبل الاسلام وبعد الاسلام. فقبل الاسلام كان الناس يتخطفون شرقا وغربا شمالا وجنوبا وكان اهل مكة امنون هم قطار الحرم. بل كان من دخل الحرم في زمن الجاهلية قبل الاسلام من دخله امن. حتى ان الرجل كما قال ابن زيد وغيره يعرض له قاتله في الحرم. يعرض له لوالده في الحرم فلا يهيجه ولا ولا يخرجه بل يراه ولا يتعرض له البتة. وهذا معنى قوله ما من دخل وتاب من دخله كان امنا. وهذا الامن كان موجودا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم مما مما جعله الله عز وجل من شريعة ابراهيم عليه السلام. وكان اهل الجاهلية يعظمون البيت ويعظمون الاشهر الحرم. ويرون ان القتال في الحرم والقتال في اشهر الحروب من اعظم من اعظم الذنوب وكبائرها ونسوا ان ما هم فيه من الكفر والضلال اعظم من ذلك نسأل الله العافية والسلامة. وقوله امن مثابة وامنا يأتي المعنى بمعنى الخبر ان الله عز وجل امن اجعله امنا وجعله امنا لمن اتاه وجعله آآ مكان تطمئن فيه النفوس وتأمن فيه النفوس. واما ما قاله القرابطة لعنه الله عبد الله ابن طاهر القرمطي لعنه الله. عندما اتى في القرن الثالث واخذ يقتل الحجاج ويسفك الدماء حتى جرت حتى جرت مكة بالدماء وقال مقولته اين قوله من دخل كان امنا؟ يقول ذلك متفاخرا حتى قال شاعره يقول شاعره في ذلك الخلق يخلقهم الله يخلق الخلق وافنيهم انا. الله يخلق الخلق وافنيهم انا لعنه الله. فقاله بعض اهل الحديث انما المعنى من دخله تأمنوه من دخله فامنوه هذا الكاتب لعنه الله هذا الزنديق سفك الدماء وقتل الحجاج وقتل الحجاج وقتل المعتكفين. ولذا قال اهل العلم ان من دخل الحرم فانه يؤمن وان وان كان خارج الحرم قد ارتكب قد ارتكب حدا او ارتكب امرا يوجب اقامة الحد عليه. فذهب جمهور الفقهاء الى امن الى البيت ودخل البيت انه لا يؤخذ وانما يضيق عليه يضيق عليه حتى يخرج حتى يخرج. فاما قول سعيد بن العاص ان البيت لا يعيد عاصيا فهذا مما اخطأ فيه سعيد رحمه الله والا من دخل المسجد الحرام من دخل المسجد الحرام فانه يؤمن لقوله تعالى من دخله كان امنة لكن يضيق عليه فلا يباع له ولا يشترى منه حتى يضيق عليه الحال ويخرج من الحرف فاذا خرج من الحرم اخذ عليه الحد. اما من انتهك حرمة الحرم فانه لا حرمة لها. من انتهك حرمة الحرم فانه لا حرمة له. اذا قوله قال تعالى واذ واذ جعلنا البيت مثابة للناس وامنا اي جعلناه مكانا امنا ومن دخله كان امنا وامتن الله عز وجل بهذا الامن المشركين في جاهليتهم وامتن به ايضا على اهل الاسلام الى قيام الساعة ان هذا البيت امنا. ثم قال تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. اختلف اهل التفسير في مقام ابراهيم ما المراد به؟ فمنهم من ذهب الى ان المراد بمقام ابراهيم هو الحج. الحج كله لمناسك كلها هي هي مقام ابراهيم. وذلك ان ابراهيم عليه السلام هو الذي عرفه جبريل عليه السلام مناسك الحج فعرفه وعرف مزدلفة الى ان رمى الجمرات الثلاث. كل ذلك يفعله ابراهيم عليه السلام فكان هذا مقامه الذي امرنا باتخاذه وقوله تعالى واتخذوا هذه القراءة التي عليها الجمهور والقراءة الاخرى واتخذوا من مقام ابراهيم المصلى بمعنى الخبر وبمعنى الامر فقوله تعالى واتخذوا اي اتخذوا ذلك المكان مصلى ان قيل هو الحرم ان قيل هو الحج كله فيعني بذلك ان جميع هذه الاماكن مما يقتدى بها ابراهيم عليه السلام وتتخذ اماكن العبادة ويقيل الحرم وهو المسجد الحرام فيتخذ الحرم كله مصلى والتضعيف في الحرم الصحيح من اقوال اهل العلم انه يشمل المسجد وجميع الحرم صلى في فمن صلى في المسجد له مئة الف صلاة ومن صلى في حدود الحرم تلاه ايضا مئة الف صلاة فقد صلى في اي مسجد الحرب يكتب له من الاجر مئة الف صلاة والذي صلى في الحرم يكتب مسجد ايضا مسجد الكعبة يكتب له ايضا ذلك. وقال اخرون المراد بذلك هو الحرب نفسه والصحيح من ذلك ان المراد بالمقام هو الحجر الذي قام عليه ابراهيم لبناء الكعبة. وكان هذا الحجر الحجر الذي كان يبني عليه ابراهيم الكعبة كان ملصقا بالكعبة. كان ملصقا بالكعبة. حتى حتى ضاق البيت بالناس فاصبح بذلك زحام شديد فامر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ان يرجع وكان سبب ارجاعه ان سيلا عظيما اتى فجرف الحجر حتى اخرجه خارج الحرم. فامر بن الخطاب ان يرجع وجعله وجعله في مكان الذي هو فيه الان. هو الذي جعل ذلك ام خطاب ولم يجعله غيره وهو امام هدى مرنا باتباع سنته واقتفاء اثر رضي الله تعالى وكان رفعه وازالته الماء من باب الا يضيق على الناس. وقد حصل بهذا المقام في الاونة الاخيرة فتنة بين بعض العلماء حيث ان هناك من افتى بجواز ازالته واخراجه من الحرم ومنهم من منع ولا شك ان ان مثل هذه المناسك مثل هذه المشاعر لابد ان تبقى على حالها التي وجدها الناس عليها. ولا تكون العوبة يلعب بها من شاء من الامراء والملوك. ولاجل هذا انبرى الشيخ سليمان بن حمدان وتعالى تشدد النكير على من افتى بجواز نقله وامر بابقاءه حتى حتى خاطب بذلك الملك سعود في ذلك وشدد عليه النكير فأبقاه على حالته التي التي هو عليها الآن إذا مقام إبراهيم المراد به هو هذا المقام الذي كان ملصقا بجدار الكعبة ثم جاء السيل فازاله فجعل عمر في مكان الذي هو فيه الان فامرنا ان نصلي خلفه وان نتخذه مصلى ولذا ولذا كان هذا احد المواطن التي وافق وافق فيها الخطاب ربه فان عمر كان يقول لو اتخذت من مقام صلى فانزل الله قوله واتخذوا مقام ابراهيم مصلى وافقه في الحجاب وافقه في اه منع خروج نساء النبي صلى الله عليه وسلم وافقوا بالمصلى وافقه في اكثر من عشر عشر مواضع وهم من مما يدل على الهامه وانه محدث ملهم رضي الله تعالى عنه اذا قول واتخذوا من مقام المصلى ان من طاف البيت سبعة اشواط فان السنة في حقه ان يأتي المقام يصلي خلفه ركعتين. وقد جاء في حجاب ابن عبد الله الذي في مسلم. فلما اتى المقام قرأ قوله تعالى واتخذوا مما قالوا له مصلى وصلى خلفه ركعتين. وقد ذهب بعض اهل العلم الى انه يشرع قول واتخذ المصلى بعد فراغ من طوافه. والراجح في ذاك انه ليس من السنة ان يقول هذا وانما هو من باب الاخبار فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك اخبارا ان انه صلى في هذا المقام لقوله تعالى واتخذوا مما قالوا ابراهيم صلى كما يقال على الصفا ان الصفا والمروة انما هو من باب الاخبار وليس من باب انها تقرأ في كل وان فعل ذلك من باب التأسي في هذا الخبر فلا ينكر على من فعل ذلك تأسيا. اذا قوله واتخذ مقام المصلى هذا مما امر الله به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ان يتخذ هذا المكان مصلى يصلي فيه. والمعنى اذا طال بيتي سبعة اشواط فان السنة ان يصلي في هذا الموطن ركعتين ولا وليس هذا بواجب فقد صلى صلى غير واحد من الصحابة خارج هذا المقام حتى قال عمر رضي الله عنه قد نسي الركعتين صلاها خارج الابطح رضي الله تعالى عنه ولا ولا يضرك في اي مكان صليت من الحرم اذا اردت بذلك تحية الطواف والله تعالى اعلم