بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال الله سبحانه وتعالى ولا ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى لا تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتبعتهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير. الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به. ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون قال ابن جرير يعني بقوله جل ثناؤه ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم. وليست اليهود يا محمد ولا النصارى براضية من كأبدا فدع طلب ما يرضيهم ويوافقهم واقبل على طلب رضا الله في دعائهم الى ما بعثك الله به من الحق فقوله تعالى قل ان هدى الله هو الهدى اي قل يا محمد ان هدى الله الذي بعثني بي هو الهدى يعني هو الدين المستقيم الصحيح الكامل شامل قال قتادة في قوله قل ان هدى الله والهدى قال خصومة علمها الله محمدا صلى الله عليه وسلم واصحابه يخاصمون به يخاصمون بها اهل الضلالة. قال قتادة وبلغنا ان رسول الله كان يقول لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين. لا يضر من قال فهم حتى يأتي امر الله قلت هذا الحديث مخرج في الصحيح عن عبد الله ابن عمرو ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير فيه تهديد ووعيد شديد للامة عن اتباع طرائق اليهود والنصارى بعد ما علموا من القرآن والسنة. وقوله الذين اتيناه الكتاب يتلونه حق تلاوته قال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة. هم اليهود والنصارى وهو قول عبدالرحمن بن زيد بن اسلم واختاره ابن جرير وقال سعيد عن قتادتهم اصحاب رسول الله. وقال ابو العالية قال ابن مسعود والذي نفسي بيده ان يحل حلال ويحرم حرامه ويقرأ ويقرأه كما انزله الله. ولا يحرف الكلم عن مواضعه ولا يتأول منه شيئا عنها غير تأويله. قال السدي عن ابي مالك عن ابن عباس في هذه الآية قال يحلون حلاله ويحرمون حرامه ولا يحرفونه وعن مواضعه وعن عمر ابن الخطاب هم الذين اذا مروا باية رحمة سألوها من الله. واذا مروا باية عذاب تعادوا منا. قال وقد روي هذا المعنى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان اذا مر باية رحمة سأل. واذا مر باية عذاب وقوله اولئك يؤمنون به خبر عن الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اي من اقام كتابه من اهل الكتب بالمنزلة على الانبياء المتقدمين حق اقامته. امن بما ارسلتك به يا محمد. كما قال تعالى ونوى انه مقام التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لكانوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم الاية قل يا اهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم من ربكم اي اذا اقمتموها اي اذا قمتموها حق الاقامة وامنتم بها حق الايمان وصدقتم ما فيها من الاخبار بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وصفته والامر باتباعه ونصره ومؤازرته قادكم ذلك الى الحق واتباع الخير في الدنيا والاخرة. كما قال تعالى الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل. وقال تعالى قل امنوا به او لا تؤمنوا. ان الذين اوتوا العلم من قوله لا يتلى عليهم يخرون للاذقان سجدا. ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعول اي ان كان ما وعدنا به من شأن محمد صلى الله عليه وسلم لواقع. وقال تعالى الذين اتيناهم الكتاب من قبلهم به يؤمنون واذا اتلى عليهم قالوا امنا به انه الحق من ربنا انا كنا من قبله مسلمين. اولئك يؤتون اجرهم مرة بما صبروا ويدرؤون للحسنة السيئة. ومما رزقناهم ينفقون. وقال تعالى وقل للذين اوتوا الكتاب والاميين اسلمتم فان اسلموا فقد اهتدوا وان تولوا فانما عليك البلاغ. والله بصير بالعباد. ولهذا قال تعالى ومن يكفر به اولئك هم الخاسرون. كما قال تعالى ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده. وفي الصحيح والذي نفسي بيده لا يسمع به احد من هذه يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا دخل النار. قال سبحانه يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم اني فضلتكم على واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا يوم ينصرون. قد تقدم نظير هذه الاية في صدر السورة وكررت ها هنا للتأكيد والحث على اتباع الرسول النبي الامي. الذي يجدون صفات في كتبهم ونعته واسمه وامره وامته. فحذرهم من كتمان هذا وكتمان ما انعم به عليهم. وامرهم ان يذكروا نعمة الله عليه من النعم الدنيوية والدينية ولا يحسد بني عمهم من العرب على ما رزقهم الله من ارسال الرسل الخاتم منها منهم ولا يحملهم ذلك الحسد على مخالفته وتكذيبه والحيض عن موافقته صلوات الله وسلامه عليه دائما الى يوم الدين. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين يخبر ربنا سبحانه وتعالى شدة عداوة اليهود عن شدة عداوة اليهود النصارى لمحمد صلى الله عليه وسلم ولما جاء به وان اليهود والنصارى لن ترضى عن محمد صلى الله عليه وسلم ولا عن اتباعه حتى يتهود ويتنصروا وعلى هذا لا يمكن ان يجتمع ان يجتمع رضا اليهود والنصارى على شخص لا يمكن ان يجتمع ايها النصارى ايضا على شخص لانهم لا يرضون الا ان يكون يهوديا ونصرانيا الشخص الواحد لا يمكن ان يشتغل فيه دينان ان يكون يهوديا نصراني في نفس الوقت واليهود لن ترضى حتى تكون مثلها والنصارى لن ترضى حتى تكون مثلها فعلى هذا لا يمكن ان يرظى اليهود والنصارى على غير اهل منتهم اليهودي يرضى على على اليهودي مثله. والنصراني يرضى على النصراني مثله قد يتفقان ويشتركان في عداوة عدو لكنهم لا يرضون حتى ان تهود المسلم لم يرضى عن النصارى. وان تنصر المسلم فلن يرضى عنه اليهود. واذا اخبر ربنا سبحانه فقال ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تبتدأ ملتهم وهذا الخبر وان كان لمحمد صلى الله عليه وسلم فهو لاتباعه الى قيام الساعة فهو لاتباع الى قيام الساعة ان اليهود والنصارى لا يرضون عن اهل الاسلام بل ان اليهود من كبريائهم ومن تعنتهم انهم لا يرضوا ان يدخل في دينهم الا من يرضون. ممن يرون انه من عدية القوم فلا يرضون ان يكون المسلم يهودي لان المسلم احقر عندهم من يتشره بهذه الديانة فهو يريدون سلبه دينه ولا يريد ادخاله في اليهودية فعلى هذا اذا عقل المسلم مثل هذه الاية وان ارضاء اليهود نصارى لن لن يكون ولا يمكن لمسلم ان يدرك ذلك فباي فبأي آآ امر يطلب رضاهم وهم لن يرضوا ابدا وهم لن يرضوا ابدا وما احسن ما قاله الشافعي رأيت ان الخلق لا يمكن لاحد ان يسعد برضاهم ان ارضيت هذا سخط ذاك ورأيت وجه الواحد ارضيته رضى عنك الجميع فارض الله عز وجل يقضى عنك خلقه من ارضى الله عز وجل ارضى عنه خلقه ومن اسخط الله عز وجل اسخط عليه خلقه كما جاء في الحديث من ارضى الناس بسخط الله اسخب الارض بسخط الله سخط الله عليه واسخط عليه الناس. واذا نلاحظ عند من يسعى في ارضاء اليهود والنصارى ويفعل ما يفعل لاجل ارظائهم نجد انه فقد رضا الله وحرم رضا الله واسخط الله عليه اولئك اليهود والنصارى وهذا حاصل كثيرا تجد كثير من الناس من يسعى في ارضاء اليهود والنصارى ويفعل ما يرضيهم نجد بعد ذلك هم من اسخط الناس عليه فباء بخسارة الدنيا وخسارة الاخرة نسأل الله الف سلامة ثم قال تعالى حتى تتبع ملتهم اي حتى تكون على طريقتهم وعلى دينهم عليها ان تكون يهوديا فيرضى اليهود او نصرانية يرضى عنك النصارى. ثم قال تعالى قل ان هدى الله والهدى ولن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك بالعلم ما لك من الله من ولي ولا نصير. ولا شك ان من ترك دين الله واخذ بدين محرف باطل انه خسر الدنيا والاخرة فليس له من دون الله ولي ولا نصيب. ولذا ما نسمعه في هذه الاونة من تنصل بعض المسلمين او تهود بعض المسلمين. فهؤلاء خسروا دنياهم وخسروا اخرتهم كما كما قالوا كما قال هنا كما قال سبحانه وتعالى ولا اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءت بالعلم ما لك من الله من ولي ولا نصيب اي ان هؤلاء اليهود الذين يتبعتهم وهؤلاء النصارى الذين ناصرتهم ووافقتهم لن يغنوا عنك من الله شيئا. وان الله اذا اخذك لم يكن لك منهم ولي ولا نصير يمنع قدرة يمنع الله منك او يمنع الله عز وجل ان ينزل بأسه وعذابه بك ثم قال تعالى الذين اتيناه الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به لما ذكر الله عز وجل الزايغين والذين اتبعوا اليهود والنصارى او كانوا على طريقة اليهود والنصارى لان اسمع للنصر على ثلاث طواف منهم بل يوافقهم ومنهم من ومنهم من يخالفهم يعني على طائفتين اما ان يوافق اليهود او يوافق النصارى او يوافق اليهود والنصارى في كل يوافق فيما يريد او يخالفهم جميعا فوصف الله عز وجل الذين اتيناهم الكتاب واختلف العلماء هنا من هم الذين اتاهم الله الكتاب منهم من ذهب الى انهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومنهم من ذهب والى انهم من امنوا بني اسرائيل من اليهود والنصارى فيصدق هذا في قول من لعبد الله بن سلامة رضي الله تعالى عنه ايضا في يصدق ايضا في ممن اسلم النصارى كتيم الدار رضي الله تعالى عنه وغيره الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به. اي يتبعون كتاب الله وكتاب الله هدى اما يتعلق بالتوراة ان كان او نصرانيا ان كان او انجيلا كان نصرانيا اتبعوا اتبعوا كتاب الله الذي يأمرهم بالامام محمد صلى الله عليه وسلم والاخذ بشريعته. ويتلونه حق تلاوته اي يتبعونه حق اتباعه فيبتدي فيحللون حلاله ويحرمون حرامه ويمتثلون امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم ومن يكفر به من هؤلاء اليهود والنصارى فاولئك هم الخاسرون اي الخسارة الابدية المطلقة الابتلاء معنى هنا الاتباع والاقتفاء ولزوم ولزوم دين الله عز وجل. ثم قال تعالى يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم. الله عز وجل فظل بني سعد العالمين وانعم الله عز وجل بنعم كثيرة الا ان كثيرا منهم قوم بهت قوم بهت لم يقابلوا تلك النعم الا الا بالكفر والطغيان نسأل الله العافية والسلامة وتجرع الى الله اعظم الجراءة. حتى قالوا ان الله فقير. ان الله فقير. يبتغي منا الصدقة وقرية الله مغلولة وزعموا ان الله عز وجل انه ضعيف لعنه الله تعالى لعنا كبيرا وقد تفظل الله عليهم بنعم كثيرة او ومن تلك النعم من تلك النعم عندما اخرجهم الله عز وجل من من اه من من من مصر من مصر وكانوا وكانوا اذلاء مهانين على يد الفراعنة فانقذهم الله بموسى وفلق له البحر فلق له البحر وجعل الاثنى عشر طريقا وما ان تجاوز البحر الا واشركوا بالله عز وجل اشركه اشرك بالله عز وجل بمجرد ان تجاوز البحر مروا على قوم لهم اصنام يكفوا ان يتقالوا اجعل لنا اله كما لهم الهة وايضا عندما ذهب موسى للقاء ربه وبقي هارون معهم اتخذوا عجلا فعبدوه من دون الله عز وجل بل لما ذهب او من ذهب السبعون رجل وقال يا موسى ار ربك ارني ربك يراه فلما رفع الله الجبل عليهم خروا على وجوههم ولم ينسوا لله سجدة كانوا انما سجدوا على جنب وقالوا هذه السجدة لا نتركها ابدا وهي توبتنا فهم قومه ومن اكثر خلق الله اليهود لعنهم الله عز وجل فيقول الله اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالم. ففضلكم على العالمين قبل بعثة محمد وقبل مجيء اهل الاسلام. كانوا قبل ذلك اي قبل بيت محمد افضل الخلق هم من؟ هم بنو اسرائيل. افضل الخلق من بني اسرائيل. فلما ارسل الله محمد وارسله وارسله في العرب اصبح اهل الاسلام هم افضل الخلق. افضل العالمين هم اهل الاسلام واتباع محمد صلى الله عليه وسلم. ثم قال واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا. ذلك يوم القيامة يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأنه يغنيه. لا ينفع شفيع ولا ينفع ولا يبتعد فلا يقبل شفاعة ولا يقبل جزاء ولا يقبل فداء يوم لا تجزي النفس عن نفس شيئين لا تجزي النفس عن نفس شيء بمعنى انها لا تغني عنها شيئا. فلا تقل انا بدلا عنها او انا مكانها بل يؤخذ كل واحد بجريرته ويفر المرء من ابنه واخيه لا يكن الا نفسي نفسي. اللهم سلم اللهم سلم حتى حتى الام تفر من ولدها والولد يفر من امه بل اذا القي اذا اذا اذا كان هناك ذنب اذا كان هناك حسنة او هي ستلقي اذا كان لك شيء ستلقيه في النار او هناك حسنة ستنقذ امه من النار لم يعطها من حسناته ولم ولم تأخذ عنه من سيئاته بل كل يقول في ذلك المقام نفسي نفسي ولا مريم بنت عمران عليها رضوان الله تعالى. يوم لا ثم وقال ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون لانهم لانهم كفرة فلا تنفعهم شفاعة الشافعين لانهم كبروا الشفاعة لا تنفع يوم القيامة الا بشرطين الاذن للشافع والرضا المشفوع ولا تكون الشفع الا لاهل لا اله الا الله ولمن مات على التوحيد والاسلام والله تعالى اعلم