بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين. ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا ولكن لا تشعرون لما فرغ تعالى من بيان الامر بالشكر شرع في بيان الصبر والارشاد الى الاستعانة بالصبر والصلاة. فان العبد اما ان يكون في نعمة فيشكر عليها او في نقمة فيصبر عليها كما جاء في الحديث عجبا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء الا كان خيرا له. ان اصابته سراء فشكر كان خيرا له. وان اصابته ضراء فصبر كان خيرا له. وبين تعالى ان اجود ما يستعان به على تحمل المصائب الصبر والصلاة. كما تقدم في قوله واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين والصبر صبران. فصبر على ترك المحارم والمآثم. وصبر على فعل الطاعات والقربات والثاني والثاني اكثر ثوابا لانه المقصود. واما الصبر الثالث وهو الصبر على المصائب والنوائب ايضا واجب كالاستغفار من المعايب. كما قال عبدالرحمن بن زيد بن اسلم. الصبر في بابين. الصبر لله بما احب وان ثقل على الانفس والابدان. والصبر لله عما كره وان ازاعت اليه الاهوا. فمن كان هكذا فهو من الصابرين حين يسلم عليهم ان شاء الله. وقوله تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا بل احياء يخبر تعالى ان الشهداء في مرزقهم احياء يرزقون كما جاء في صحيح مسلم ان ارواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى الى معلقة تحت العرش فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال ماذا تبغون فقالوا يا ربنا واي شيء نبغي وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك ثم عاد اليهم بمثل هذا فلما رأوا انهم لا يتركون من ان يسألوا قالوا تريد ان تردنا الى الدار الدنيا فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة اخرى. لما يرون من ثواب الشهادة يقول الرب جل جلاله اني كتبت انهم اليها لا يرجعون. وفي الحديث الذي رواه الامام احمد عن الامام الشافعي عن الامام مالك عن الزهري عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نسمة المؤمن طائر في الشجرين الجنة تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله الى جسده يوم يبعثه. فبه دلالة لعموم المؤمنين ايضا. وان الشهداء قد خصصوا بالذكر في القرآن تشريفا لهم وتكريما وتعظيما. قال تعالى ولنبلونكم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يذكر ربنا سبحانه وتعالى مخاطبا المؤمنين. ان يستعينوا بالصبر والصلاة. ولا شك ان المؤمن مبتلى وكما جاء في الحديث المؤمن كخامة الزرع تفيئها الريح مرة وتقيمها مرة وان هذه الحياة الدنيا يعتري العبد فيها من المصائب الشيء الكثير. بل العبد لا ينفك عن حاجته الى الصبر فهو اما ان يصبر على طاعة يمتثلها او على معصية يتركها او على مصيبة على وعلى مصيبة يتصبر عليها. ولذا قال تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر والصلاة. ان الله ومع الصابرين. وقوله استعينوا بالصبر هو ان يتصبر المسلم على ما يعتريه من البلايا وهل يستعن على ذلك مع الصبر بطاعة الله عز وجل؟ وهو بعد قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين سعيد فان فان العبد لا يعاد الا اذا اطاع. وان من اعظم اسباب الاعادة من اعظم اسباب توفيق الله عز وجل للعبد وان يلزم طاعة ربه سبحانه وتعالى. وان اعظم الطاعات الفعلية التي يفعلها العبد هي الصلاة ولذا جاء في حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا حزبه امر فزع الى الصلاة فزع الى الصلاة الصلاة من اعظم اسباب دفع البلايا والمصائب. ومن اعظم ما يستعان على مثابرة ما يكون في هذه الحياة. واذا امتدح ربنا ان في قوله ان الانسان خلق هلوعا اذا والشر جزوعا واذا مسه الخير ملوعا الا المصلين. المصلي اذا مسه الشر صبر واذا مسه الخير شكر. اما غير المصلي فتراه جازعا عند المصائب طاغيا متفاخرا عند النعم كافرا غير شاكر عند وجود النعم. ولذا قال تعالى يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر الصلاة. ان الله مع الصابرين. وهذه من اقوى الادلة الدالة على فضل الصبر وعلى فضل الصابرين. وان الله معهم معية خاصة معية تأييد ونصر وحفظ واعادة ان الله مع الصابرين. فهذه الاية تدل على فضل الصبر بانواعه صبر على الطاعة وصبر على المعصية وذكر ان الصبر على الطاعة افظل من الصبر على المعاصي. يعني الصبر على طاعة الله فعلا افضل من ان تصبر على معصية الله تركع. وذلك ان ترك المعاصي ليس مقصودا لذاته. وان المقصود هو الامتثال الذي هو طاعة ربنا سبحانه وتعالى. ولذا جاء عن بعض السلف رحمهم الله تعالى ان ان فعل بعض السلف ان فعل ان الطاعة يفعلها البر والفاجر واما المعصية فلا يتركها الا البر. المعاصي لا يتركها الا الابرار. واما الطاعة تجد كثير من الناس مثلا تجده مثلا تصدقا منفقا لكنه عند المحرمات لا يتركها الا من كان الا من كان بارا صالحا على كل حال اختلف العلماء ايهما افضل في مسألة هل فعل الطاعة افضل؟ او ترك المعصية؟ رجح جماهير اهل العلم الى ان فعل الطاعة افضل لانها هو المقصود لان المقصود هو الطاعة. وليس ان المقصود بالامتثال والطاعة. لان هي التي يؤمر بها وهذا الذي رجحه ابن كثير فقال قال والصبر صبران فالصبر على ترك المحارم والمآثم وصنعت عن الطاعات. والثاني اكثر ثوابا لانه المقصود المقصود شيء وفعل الطاعات والابتثال بخلاف المعاصي والمحرمات فانها فانها ترك يتركها واما الطاعة ففيها فعل. الزنا محرم والقربة فيه بتركه لكنك لا تفعل شيء لا عاوتاني دابا هو ترك ومع ذلك يؤجر الانسان على ترك الزنا اذا كان تركه لكونه محرما. يترك الربا لكون محرم فيؤجر على ذلك. اما اذا تركه لانه لا يوافق طبعه فهذا لا يؤجر ولا يأثم. اما الطاعة ففيها فعل الصلاة يركع ويسجد ويقرأ وفيها فعل العبد فهي افضل من جهة انها هي المقصود وفيها ايضا افعال يفعلها قال وصبر على المصائب والنوائب. الصبر على المصائب النوائب هو الا يجزع والا يتسخط وان لتلك المصيبة وان يقول انا لله وانا اليه راجعون كما سيأتي في اخر هذه الايات. ثم ذكر ما يتعلق بالشهداء فقال تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله امواتا. بل احياء ولكن لا تشعرون هنا ولا تقولوا لمن يقسم لله امواتا. لان كثيرا من الناس يظن انه بالجهاد يموت. فما علم انه بالجهاد هذه احياء فان غير فان غير المجاهد ينقطع عمله بموته. اما الشهيد فيجري عليه عمله الى قيام الساعة اذا كان المرابط الذي يرابط في سبيل الله على ثغور العدو يجري عليه رزقه وعمله الى قيام الساعة فاعظم ذلك الذي يقتل في سبيل الله. واذا قال تعالى ولا تقولوا لمن يقتل سبيل الله امواتا. بل احياء بل احياء ولكن لا تشعروا الحياة الحقيقية هي حياة برزخية حقيقية. ومعنى ذلك ان الشهداء يفضلون الاموال تبي فضائل اولا من فضائلهم ان الشهيد ان الشهيد الذي يقتل في سبيل الله لا يجد للموت الا كالقرصة اذا كان الغير يتجرع الغصص والكرب فان المجاهد والشهيد يجد يجد من يجد من الم الموت كالقرصة. يعد مكحولا رحمه الله يقول لو ان الم شعرة من من الم وقع الناس لاهلكهم. بل قال ان الميت الذي الذي يعالج السكرات لو اذن بالصياح صاحت تنقطع صوته ولو اذن له الهرب لضرب الارض شرقا وغربا وما قطعه من شدة الالم الذي يجده عند نزع روحه الك سماها نزع لان الروح تنزع نزعا. الا ان الله يخفف على من شاء من عباده ويشدد على من شاء. اما الشهيد الشيء الذي يموت شهيدا فلا يجب من الم ذلك الا كالقرصة. وايضا انه يلبس تاج الوقار وايضا انه يؤمن الفتادة القبض فلا يفتن. وايضا انه يزوج في بسبعين زوجة من الحور العين. وايضا انه في سبعين من اهله. وايضا لو يغفر له جميع ذنوب اول دفعة دم. فله ست خصال سبع خصال تسع خصال قال على اختلاف الاحاديث. وايضا ان الشهيد في اذا قتل في سبيل الله ومات شهيدا. فان ارواح الشهداء في حواس لطير الخضر تعلق في شجر الجنة وتأوي الى قناديل معلقة في العرش. ارواح الشهداء في حواس طير الخضر. والفرق بين الشهيد وغيره ان الشهيد يحمل. والمؤمن يطير. الشهيد الرمل انه يحمل ويكون وتكون روحه في حواسطين خضر. اما المؤمن فروحه نسمة طائر. فهذا يحمل وهذا يحمل نفسه الشهيد يحمل تكريما وغيره من المؤمنين يطير يحمل نفسه طائرا في الجنات وايضا من خصائص الشهيد ان ان روحه التي او التي تسرح في الجنة تأوي عند اذا اردت ان تأوي وترجع الى مكانها تأوي الى قناديل معلقة في العرش. اي ان العرش فوقها وفوق العرش ربنا سبحانه وتعالى فذكر حديث مسلم الذي رواه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه انه قال ان ارواح الشهداء في حواصي طير خضر تسرح بالجنة حيث شاءت ثم تأوي الى قناديل معلقة بالعرش فاطلع عليهم ربك اطلاعة فقال ماذا تريدون؟ ماذا تبغون فقالوا يا ربنا واي شيء نبغي وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك. فيعود اليهم مرة فيقول ماذا تريدون؟ فيقول يا ربنا اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك. ثم قال ماذا تريدون؟ فيقول فيرى فلما رأى دولاية اودهم لا يتركون حتى يسألوا قالوا لعظيم ما رأوا من عظيم نعيمهم وعظيم جزائهم قالوا نريد يا ربنا ان تردنا الى الدنيا فنقتل في سبيلك حتى فنقاتل في سبيلك حتى نقتل فيك مرة اخرى. لما يرون من ثواب فيقول الرب جل جلاله اني كتبت انهم اليها لا يرجعون. او اني انهم اليها لا يرجعون. وروى باللطائف الاسانيد في هذا الباب ما رواه الائمة الثلاثة. ما رواه احمد في مسنده احمد عن الشافعي عن ما لك. مسلسل عن الزهري علي عبد الرحمن بن كعب مالك عن ابيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نسمة المؤمن طائر تعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تعالى الى جسده يوم يبعثه فهذا هذه هي روح المؤمن انها نسبة طائل تكون على هيئة الطائر تعلق في شارع الجنة اما رح الشهيد فهي في حواصل طير الخضر تأوي الى قناديل معلقة بالعرش. فنسأل الله عز وجل ان يحيد حياة السعداء. وان يميتنا موت الشهداء وان يبعثنا الصديقين الابرار والله تعالى اعلم