الله يحفظك. بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف انبياء والمرسلين. نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله تبارك وتعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اولئك هم المهتدون. اخبرنا تعالى انه يبتلي عباده ان يختبرهم ويمتحن كما قال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم فتارة بالسراء وتارة بالضراء من خوف وجوع. كما قال تعالى فذاقها الله لباس الجوع والخوف فان الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه ولهذا قال لباس الجوع والخوف فقال ها هنا بشيء من الخوف والجوع اي بقليل من ذلك ونقص من الاموال اي ذهاب بعضها. والانفس كموت اصحاب والاقارب والاحباب. والثمرات اي لا تغل الحدائق والمزارع كعادتها. ولهذا قال قال تعالى وبشر الصابرين ثم بين تعالى من الصابرون الذين شكرهم فقال مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. اي تسلوا بقولهم هذا عما اصابه وعلموا انهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء. وعلموا انه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة فاحدث لهم ذلك اعترافهم بانهم عبيد وانهم اليه راجعون في الدار الاخرة هذا اخبر تعالى عما اعطاهم على ذلك فقال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اي ثناء من الله عليهم ورحمة. قال سعيد بن جبير اي امنة من العذاب واولئك هم المهتدون. قال امير المؤمنين عمر ابن خطابي نعم العدلان ونعمة العلاوة اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة. فهذان العدلان اولئك هم المهتدون فهذه العلاوة. وهي ما توضع بين العجلين وهي زيادة في الحمل فكذلك هؤلاء اعطوا ثوابهم وزيدوا ايضا. وقد ورد في بالاسترجاع وهو قول انا لله وانا اليه راجعون عند المصائب احاديث كثيرة فمن ذلك ما رواه الامام احمد عن ام سلمة قالت اتاني ابو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا سرت به قال منها الا فعل ذلك به. قالت ام سلمة فحفظت ذلك منه فلما توفي ابو سلمة استرجعت وقلت الله اللهم اجرني في مصيبتي. اللهم اجرني في مصيبتي واخذك لي خيرا منها. ثم رجعت الى نفسي فقلت من اين لي خير من ابي سلمة فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ادبغها فغسلت يدي من واذنت له فوضعت له وسادة ادمن حشوها ليف. فقعد عليها فخطبني الى نفسه فلما فرغ مما قالت ان قلت يا رسول الله ما بي الا يكون بك الرغبة لكني امرأة في غيرة شديدة فاخاف ان ترى مني شيئا يعذب وانا امرأة قد دخلت في السن فقال اما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل واما ما ذكرت من السن فقد اصابني مثل الذي اصابك. واما ما ذكرت من العيال فانما عيالك عيال قالت فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ام سلمة بعد ابدلني الله بابي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن وفي صحيح مسلم مختصرا. قال سبحانه وتعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا عليه ان يطوف بهما. ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. روى الامام احمد عن عروة عن عائشة قالت قلت ارأيت قول الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. قلت فوالله على احد جناح الا يطوف بهما فقالت عائشة بئس ما قلت يا ابن اختي انها لو كانت على ما اولتها عليه كانت فلا جناح عليه الا يطوف بهما. ولكنها انما انزلت ان الانصار كانوا قبل ان يسلموا كانوا يهلون لما مات الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل عند المشلل وكان وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة. فسألوا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله انا كنا نتحرج ان نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية. فانزل الله عز وجل ان الصفا والمروة من فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. قالت عائشة ثم قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لاحد ان يدع الطواف بهما. اخرجاه في الصحيحين. وفي رواية عن الزهري انه قال فحدثت بهذا الحديث ابا بكر ابن عبدالرحمن ابن الحارث ابن هشام فقال ان هذا العلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من اهل العلم يقولون ان الناس من ذكرت عائشة كانوا يقولون ان طوافنا بين هذين الحجرين من امر الجاهلية. وقال اخرون من الانصار انما امرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر بالطواف بين الصفا والمروة فانزل الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. قال ابو بكر قال ابو بكر بن عبدالرحمن فلعلها نزلت في هؤلاء وهؤلاء. وقد روى البخاري نحو ذلك عن انس وقال الشعبي كان ايساف على الصفا وكانت نائلة على المروة وكانوا يستلمونهما فتحرجوا بعد الاسلام من الطواف بينهم فنزلت هذه الاية. وفي صحيح مسلم من حديث جابر الطويل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من طوافه من بيته عاد الى الركن واستلمه ثم خرج من باب الصلاة وهو يقول ان الصفا والمروة من شعائر الله ثم قال ابدأ بما بدأ الله به وفي رواية النسائي ابدأوا بما بدأ الله به روى الامام احمد عن حبيبة بنت ابي تي تجارة قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بين الصفا والمروة والناس بين يديهما وورائهم وهو يسعى حتى ارى ركبتيه من شدة السعي يدور به ازاره وهو يقول بهذا الحديث على ان بين الصفا والمروة ركن في الحج. وقيل انه واجب وليس بركن. فان تركه عبدا او سهوا جبره بدم. وقيل مستحب والصحيح انه ركن او واجب فقد بين الله تعالى ان الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله اي مما شرع الله تعالى ان ابراهيم في مناسك الحج. وقد تقدم في حديث ابن عباس ان اصل ذلك مأخوذ من ان تطوافها جرى تردادها بين الصفا والمروة في طلب الماء لولدها. لما نفد ماؤهما وزادهما حين تركهما ابراهيم عليه السلام هنالك وليس عندهما احد من الناس فلما خافت الضيعة على ولدها هنالك ونفذ ما عنده ما قامت تطلب الغوث من الله عز وجل فلم تزل تتردد في هذه البقعة المشرفة بين الصفا والمروة. متذللة خائفة وجلة مضطرة فقيرة الى الله عز وجل. حتى كشف الله كربتها ونسى غربتها وفرج شدتها وانبع لها زمزم. التي ماؤها طعام طعم وشفاء سقم. فالساعي بينهما ينبغي له ان يستحضر فقره وذله وحاجته الى الله في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه. وان يلتجأ الى الله عز وجل ليزيح ما هو ما هو به من النقائص والعيوب ويهديه الى الصراط المستقيم وان يثبته عليه الى مماته وان يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي. الى حال الكمال والغفران والسداد والاستقامة كما فعل بها هاجر عليها السلام. وقوله ومن تطوع خيرا قيل زاد في طوافه بينهما على قدر الواجب. ثامنة وتاسعة ونحو ذلك. وقيل يطوف بينه في حجة تطوع او عمرة او عمرة تطوع. وقيل المراد تطوع خيرا في سائر العبادات. حكى ذلك الرازي وعزا الثالث الى الحسن البصري والله اعلم وقوله فان الله شاكر عليم. اي يثيب على القليل بالكثير. عليم بقدر الجزاء فلا يبخس احدا ثوابه. ولا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة مضاعفا ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع عند هذه اي نعم ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين. ذكر رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده ان كبرهم ويمتحنهم كما قال تعالى ولبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخبارهم والبلاء تارة يكون بالسراء وتارة يكون بالضراء. ولا يزال العبد يتكفأه البلاء يتكفأه البلاء كخامة الزرع. وهي من علامات الايمان. فان المؤمن لا بد له من البلاء. ليميز الله الخبيث من الطيب لذا لما سأل احدهم عن ام ملدم؟ قالت وما ام ملدم؟ قال اما تصدع؟ قال لا يا رسول الله. قال من احب ان ينظر الى رجل من اهل النار فلينظر الى هذا. وذلك ان المؤمن لا ينفك وعنهم بلاء اما ان يبتلى في ماله اما ان يبتلى بجسده اما ان يبتلى بانواع الفتن التي التي بها ليعلم الصادق من الكذب. الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا فهم لا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلي فلا يعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. فذكر ربنا سبحانه وتعالى ان البلاء يكون بالموت قال الخوف ولا شك ان اعظم امتن الله عز وجل علينا به ضرب الله قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. قرية امنة وضد الامن الخوف. يأتيها رزقها رغدا من كل مكان. فاعظم البلاء ان يجمع الله لك بين الجوع والخوف فالخوف يمنعك من طلب من طلب الطعام والجوع والجوع يحملك على طلبه فانت في خوف وجوع. ولذلك قال تعالى قال تعالى بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال الانفس والثمرات ليعلم الذي يصبر والذي يجزع ويسخط. قال تعالى وبشر الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون. وقد جاء في البخاري عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يصب منه. وفي رواية ضبط يصب منه يصب منه. يصب منه او يصب منه انه يصاب في نفسه يصاب في ماله يصاب في ولده يصاب في ثمره من يرد به خيرا يصب منه. وكما جاء في الحديث الاخر وغيره اذا احب الله قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط. فالمؤمن حاله مع البلاء ان يصبر ويرضى ان يسلم امره لله عز وجل في علم ان من عند الله فيرضى ويسلم. فابن كثير هنا ذكر ان الله سبحانه وتعالى يبتلي عباده. وانواع البلاء كثيرة. الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشيء الصابرين. وحال الناس لا ينفك عن هذا البلاء. اما نقص في الاموال واما نقص في واما نقص في الانفس واما خوف وجوع. هذا انواع البلاء الذي يصاب به الانسان. يلحق به ايضا المرض والشدة وهي داخلة في مسمى نقص الانفس نقص الانفس. قال كما قال الله تعالى فاذاقها الله لباس الجوع والخوف اي تلك القرية التي كفرت بانعم الله فكانت عقوبتها ان اذاقها الله لباس جوع الخوف. فنسأل الله الا يذيقنا هذا اللباس. والا يلبسنا هذا اللباس. فان الجائع والخائف كل منهما يظهر ذلك عليه. ولهذا سماه ايش؟ سماه لباسا. لان اللباس يظهر والجوع يظهر والخوف ويظهر قال بشيء من الخوف والجوع قال اي بقليل من ذلك ونقص في الاموال اي ذهاب بعضها والانفس كموت الاصحاب والاقارب والاحباب والثمرات الا تحمل الحدائق والمزارع بمعنى انه يفقد ثمرة مزرعته ثمرة حديقته وهذا بلاء ثم قال وبشر الصابرين اي انها بشارة لمن صبر واحتسب. وقد قال الله تعالى في الصابرين انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. فالصابر يعطى العطاء دون ان يعرف قدره لان المعطي هو الله وبشر الصابرين ثم بين تعالى من هم الصابرون؟ فقال الذين اذا اصابتهم مصيبة اي عند الصدمة الاولى قالوا انا لله وانا اليه راجعون. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى. اي حين الصدمة وحين وقوع البلاء يتبين حال الجازع حال الساخط. والمصيبة ان كثيرا من الناس نسأل الله العافية والسلامة ما ان تنزل به مصيبة الا ويظهر عليه الجزع والسخط. ويتضجر ويسخط على ربه سبحانه وتعالى. اما مؤمن الصادق الصابر فهو الذي اذا اصابته قال انا لله وانا اليه راجعون. اي ان الامر كله لله ومالي ونفسي وزرعي وثمري وكل ما املك لمن؟ لله. وايضا ونحن له راجعون سبحانه وتعالى انا لله وانا اليه راجعون وهي من باب التسلية. وان جميع ما نملكه وجميع ما نحن فيه وعليه ومن الله والى الله راجع. قال بعد ذلك وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا وانا لله وانا اليه راجعون اي اذا اصابتهم مصيبة قالوا قالوا هذا عما اصابه وعلموا انهم ملك لله سبحانه تعالى يتصرف في عبيده بما يشاء. وعلموا ايضا انه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة. وقد جاء في الحديث عند ابي داوود وابن حبان باسناد لا بأس به انه قال صلى الله عليه وسلم يود اهل العافية يوم القيامة لو ان اجسادهم قرضت لما يرون ما اعد الله لاهل البلاء من الاجر العظيم. وجاء في حديث اخر في رواية الترمذي لا يزال البلاء حتى يجعله يمشي على الارض وليس عليه خطيئة. ثم مدحهم ربنا سبحانه فقال اولئك عليهم من ربهم وصلوات من ربهم اي ان الله يثني عليهم. صلاة الله عز وجل هي ثناؤه على من صلى عليه في الملأ الاعلى ورحمته دليل على ان الرحمة ليست هي الصلاة. لانه يفعل من يرى ان الصلاة على الرحمة. وهذا ليس بصحيح فالرحمة شيء والصلاة شيء. فالصلاة من الله الثناء. ومن الملائكة وعباده الدعاء. فعندما نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ندعو له بان يثني الله عز وجل عليه في الملأ الاعلى. فقوله اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اي ثناء من الله اثنى الله وعليهم وجعل لهم مع الثناء ان رحمته تنالهم. ولذا قال تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين قال تعالى ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين اتقوا. ولذا ما يقال ان الكافر يترحم عليه ولا فاستغفروا له يقول هو قول باطل. الرحمة ينالها الكاف الدنيا من جهة ما ينال من رزق والعطاء. اما بعد موته فليس له الا العذاب ليس له الا العذاب. واما ما جاء في ابي طالب ان الله خفف عليه ليس ذلك من الرحمة. وانما هو من الشفاعة التي قبل لها ربنا من محمد صلى الله عليه وسلم في عمه على وجه الخصوص. وليست هي رحمة من الله له. بل ويعذب يعذب لكن الله شفع فيه رسوله فخفف عن العذاب حتى كان في ضحضاحها. واما من يقول هناك فرق بين الرحمة والمغفرة المغفرة من المغفرة من ثمرات الرحمة. لان من رحمه الله فان الله سيغفر له. ومن غفر الله له فقد رحمه ايضا ولا يقال ان الكافي يرحم بعد موته. فالكافر لا تناله رحمة. لذا قال تعالى اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة اي ان الله يثني عليهم بذلك. وقال سعيد في في معنى ذلك اي امنة من العذاب. اثنى عليهم ورزقهم الامنة ان يعذبوا. وهذا من فضل الله عز وجل. ثم زادهم فضلا واولئك هم المهتدون. كما قال عمر نعم العدلان ونعمة العلاوة. ثناء ورحمة واهتداء يهديهم الله عز وجل قال فهذه العلاوة وهي ما توضع بين العدلين وهي زيادة في المحمل فكذلك هؤلاء اعطوا ثوابهم وزيدوا ايضا. ثم ذكر حديث ابن سلف فضل الاسترجاع وذلك ان المسلم اذا قال انا لله وانا اليه راجعون فان الله يبدله خيرا من مصيبته. كما علم النبي صلى الله عليه وسلم ام سليم اما ام سلمة عندما موت ابي سلمة رضي الله تعالى عنه ان تقول اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها. ثم قال ومن خير ومن خير من ابي سلمة رضي الله تعالى عنه. فابدلها الله عز وجل بخير الخلق وافظلهم محمد صلى الله عليه وسلم. فاذا قال العبد واستحضر ان الامر كله لله وان الملك كله لله وان الذي اخذ منه هذا هو الذي يعطي يعطي من خزائنه فخزائنه ملأى لا يغيظها نفقة. وما من شيء الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم. فانت اذا اذا قلت عند مصيبتك انا لله وانا اليه راجعون. واستحضرت ملك ملك الله لك وملكه لكل شيء تملكه بل كل شيء بل لكل شيء الوجود وان الامر يعود اليه. وانه اذا قلت ذلك وقلت اللهم اجرني في مصيبتي اي اعظم لي الاجر فيها واخلف لي خيرا منها اي اخلف عني ولي. بدا مصيبة خيرا منها فان الله يعطيه ما هو خير. ام سلمة رضي الله تعالى عنها حفظ النبي صلى الله عليه وسلم حفظت من النبي قوله لا يصيب احد من المسلمين مصيبة او لا يصيب احدا من المسلمين مصيبة فيسترجع ان يقول انا لله وانا اليه راجعون ثم يقول اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها الا فعل ذلك به. قالت ام سلمة حفظت ذلك منه صلى الله عليه وسلم فلما توفي ابو سلمة استرجعت. وقلت اللهم اجرني في مصيبتي خيرا منها ثم رجعت الى نفسي فقلت من؟ من اين اجد؟ او من اين لي؟ خير من ابي سلمة فلما انقضت عدتي تأبى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا ادمغ ايهابا لي. فغسلت يدي وذكرت اللحم بطوله. ان النبي صلى الله عليه وسلم خطبها لنفسه صلى الله صلى الله عليه وسلم تقول تقول فابدلني الله فابدلني الله خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث الاصل في صحيح مسلم. ثم ذكر ما يتعلق قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله. ومعنى من تطوع خيرا في قوله ان الصوم من شعب من حج البيت واعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما. من تطوع خيرا فان الله شاكر عليم. هذه الاية جاء فيها حديث عن عائشة رضي الله تعالى عنها وايضا جاء فيها عدة معاني وما المراد بها. فالقول الاول ان النصارى رضي الله تعالى عنهم كانوا قبل ان يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون المشلل وكان من اهل لها يتحرج ان يطوف بالصفا والمروة اي النوم اذا اذا استلموا هذا الصنم وهذا الطاغوت لم بالصفا والمروة. فلما جعل الله عز وجل لما جاء الاسلام وحجوا بيت الله عز وجل واعتمروا تعاظموا ان يطوفوا حتى يتشبهوا بما هم عليه في حال الجاهلية. فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله هذا قول. والقول الثاني ان انصار ان الانصار رضي الله تعالى عنه وهذا ايضا كانوا كانوا اذا اهلوا لهذا الطاغية قال كما قال ابن هشام قال ان ان هذا العلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجال من اهل العلم يقولون ان الناس كانوا يقولون ان طوافنا بين هذين الحجرين من امر طواف من بين الصفا والمروة هو من امر الجاهلية. فانزل الله قوله ان الصفا والمروة من شعائر الله. القول الثالث انه كان على على الصفا ساق وعلى المروة نائلة. وايساف ونائلة هذان هذا هذان رجل وامرأة زنت عند الكعبة فحج فاستحجر اصبح حجرا على صورتهما وهما يفعلان ذلك لما فعل بهما ذاك ومسكوا هذا المس طلبهم اهل الجاهلية فكانوا يتمسحون بهما ويعبدون ويعبدونه من دون الله عز وجل لعلهما وقعا في الزنا ومسخا على حجرين وهذا القول قاله الشعبي ثم ذكر مسألة حكم حكم اذا معنى معنى الاية ان الصفا والموت من شعار الله اي ان الطواف بين هذين الجبلين ومن شعائر الله التي امر الله عز وجل بها. واما ما كان يفعله اهل الجاهلية فلا التفات اليه ولا يمنعنا من فعل ما شرعه الله عز وجل. واما قوله فلا جناة عليه الطوء بهما بمعنى اي لا تتحرج ان تطوف بين الصفا والمروة. لان كنتم تفعلون بها تفعلون ذلك بالجاهلية فهذا مما ان قلنا من كانوا يطوفون بها فهل ما وافق فيها الشرع ما كان على الجاهلية من الطواف به وان كانوا يعظمون لكونها عندها اساءة نائلة فان فان الشارع ابطل هذه العادة الجاهلية واثبت الامر المشروع والطواف بين الصفا والمروة. واما حكم الطواف بهما فقد اختلف العلماء في ركعتان اقوال. من قال بركنيته ومن قال بوجوبه ومن قال نيته واصح الاقوال في هذا ان السعي هو ركن من اركان العمرة واما من واما الحج فهو واجب واجباتها الخلاف بين العلم في هذه المسألة هل هو ركن او واجب او سنة؟ فهناك من يرى بركنية السعي وهناك من يرى وجوب السعي هذا يقال يجب على على المعتمر وعلى الحاج ان يطوف بين الصفا والمروة وقولا تطوع خيرا ليس المعنى التطوع بالصفا والمرأة طوافا. لانه لا يمكن ان يطوف بين صواباها الا بعد ان الا بعد طواف الا بعد طواف بالبيت لا يشرع ان يتطوع بالطواف بين الصلاة والمروة وانما المراد ومن تطوع خيرا اي تطوع بالاعمال الصالحة فهو خير له فان الله شاكر عليم. ومن تطوع خيرا من الاعمال الصالحة سواء تطوع بالحج او تطوع بالعمرة او تطوع بالصلاة. فان الله شاكر اي شاكر من اطاعه وعليم بمن اطاعه سبحانه وتعالى. ونبه ابن كثيرة الى مسألة تخفى الناس وهي ان الطائفة بين الصلاة والراء بين الصفا والمروة عليه يتذكر ان اول من طاف بينهما هي هي هاجر ام اسماعيل. وكان سبب طوافها انها كانت تطلب الماء. وفيها انها تطلب الغوت. فتنطلق الى صفا وتنادي هل من مغيث؟ ثم تنطلق للمروة؟ هل من مغيث؟ فيقول اجعل لك ايضا مثل هذه الحال عند طوافك بينهما ان تطلب اللجوء الى الله وان تلجأ الى الله سبحانه وتعالى ان يبدل خوفك ام لا؟ وان يبدل عصيانك طاعة وذنوبك مغفرة وتوبة اجعل هذا مستحوى عندك عند الطواف انك تتردد بينهما طاعة لله ولجوءا الى الله وطلب من الله سبحانه وتعالى ان يفرج ما بك من الكرب والشدة. كما ان هاجر عندما طافت بينهما كان طابها ان يفرج الله عنها ما بها من الشدة وهي ترى ابنها وصغيرها يرفث من شدة الموت ليس هناك ماء حتى السلام فضرب بحافر قدمه عليه السلام فنبعت زمزم فلما رأت الماء انطلقت اليه تحوطه حتى يشرب صغيرة ولو تركته لك انت عينا معينا اي تنبع من الاسفل الى الاعلى ولا تحتاج من يجمع ماءها فتأتى يقول ابن يقول ابن كثير فاستحظر هذا المعنى وهو انك تقول ان يستحضر فقره وذله وحاجته الى الله في هداية قلبه. وصلاح حاله وغفران ذنبه. وان يلتجئ الى الله عز وجل ليزيح ما هو به من النقائص والعيوب. وان يهدي الى الصراط المستقيم. وان يثبته عليه الى مماته. وان يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي الى حال الكمال والغفران والسداد والاستقامة كما فعل بامنا هاجر ام اسماعيل حيث ابدل الله جحا لها من الخوف الى الامن ومن الضعف الى القوة ومن الحاجة الى الاستغناء قول من تطوع خيرا اي زاد في عمله واما قول من قال زاد في الطواف بينهما على القدر الواجب فهذا ليس بصحيح بل لا يجوز ان على السابع ثامن ولا تاسعا وهذا ليس بصحيح. والصحيح ان معنى ان معناه اي تطوع من الاعمال الصالحة من الحج والعمرة والصلاة والذكر وما شابه ذلك فان من تطوع خيرا اي خير تطوع خيرا نكرة جاءت في سياق الشرط فتعم كل خير. فان الله شاكر عليم. اسأل الله عز وجل ان يجعلنا المتطوعين الطانعين له وتعالى والله تعالى اعلم