بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم صلي وسلم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا حاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال الله تبارك وتعالى ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا. فاولئك توبوا عليه وانا التواب الرحيم ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. خالدين في هذا لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون هذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدي النافع للقلوب من بعد بينه الله تعالى لعباده في كتبه التي انزلها على رسله قال ابو العالية نزلت في اهل الكتاب كتموا صفة محمد صلى الله عليه وسلم. ثم اخبر انهم يلعنهم كل شيء على صنيعهم ذلك. فكما ان العالم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في الماء. والطير في الهواء فهؤلاء خلاف العلماء فيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وقد ورد في الحديث المسند من طرق يشد بعضها بعضا على بعض ابي هريرة وغيره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة برجام من نار وفي الصحيح عن ابي هريرة انه قال لولا اية في كتاب الله ما حدثت احدا شيئا ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى الاية. وقال مجاهد اذا اجدبت الارض قالت البهائم هذا من اجل بني ادم لعن الله عصاة بني ادم. فقال ابو العالية والربيع بن انس وقتادة ويلعنهم هم اللاعنون يعني تلعنهم الملائكة والمؤمنون. وقد جاء في الحديث ان العالم يستغفر له كل شيء. حتى الحيتان في البحر وجاء في هذه الاية ان كاتم العلم يلعنه الله والملائكة والناس اجمعون واللاعنون وهم كل فصيح واعجمي اما بلسان المقال او الحال ان لو كان له عقل او يوم القيامة والله واعلم ثم استثنى الله تعالى من هؤلاء من تاب اليه فقال الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا اي رجعوا عما كانوا واصلحوا اعمالهم واحوالهم وبينوا للناس ما كانوا يكتمونه. فاولئك توبوا عليهم وانا التواب الرحيم. وفي هذا دلالة على ان الداعية الى كفر او بدعة اذا تاب الى الله تاب الله عليه. ثم اخبر تعالى عمن كفر به واستمر به الحال الى مماته بان عليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. خالدين فيها اي في اللعنة التابعة لهم يوم القيامة. ثم المصاحبة لهم في نار جهنم التي لا يخفف عنهم العذاب فيها اي لا ينقص عما هم فيه ولا هم ينظرون. اي لا يغير عنهم ساعة واحدة ولا يفتر بل هو متواصل دائم فنعوذ بالله من ذلك. فصل لا خلاف في جواز لعن الكفار. وقد كان عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده من الائمة يلعنون الكفرة في القنوت وغيره. فاما الكافر المعين فقد ذهب جماعة من العلماء الى انه لا يلعن. لانا لا ندري بما يختم الله له. وقالت طائفة اخرى بل يجوز لعن الكافر المعين. وفي قصة كان يؤتى به سكران فيحده فقال رجل لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فانه يحب الله ورسوله. فدل على ان من لا يحب الله ورسوله يلعن والله اعلم لا اله الا هو الرحمن الرحيم. يخبر تعالى عن تفرده بالالهية وانه لا شريك له ولا عديل له. بل هو الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لا اله الا هو وانه الرحمن الرحيم. وقد تقدم تفسير هذين الاسمين في اول الفاتحة. وفي الحديث عن شهر ابن حوش ابن عن اسماء بنت يزيد ابن السكن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اسم الله الاعظم في هاتين الايتين والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحيم. والف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم. ثم ذكر الدليل على تفرده بالالهية بخلق السماوات والارض وما فيه وما بين ذلك مما ذرأ وبرأ من المخلوقات الدالة على وحدانيته فقال ان في خلق السماوات والارض في الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس. وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل ندابة وتصريف الرئة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون. يقول تعالى في خلق السماوات والارض تلك في ارتفاعها ولطافتها واتساعها وكواكبها السيارة والثوابت. ودوران فلكها وهذه الارض في في كثافتها انخفاضها وجبالها وبحارها وكفارها. ووهادها وعمرانها وما فيها من المنافع واختلاف الليل والنهار. هذا ثم يذهب ويخلو الاخر ويعقبه. لا يتأخر عنه لحظة كما قال تعالى النهار وكل في فلك يسبحون. وتارة يطول هذا ويقصر هذا وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتقارضان. قال تعالى كما قال تعالى يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل. اي يزيد من هذا في هذا ومن هذا في هذا والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس اي في تسخير البحر لحمل السفن من جانب الى جانب لمعايش الناس والانتباه ما عند اهل ذلك الاقليم ونقل هذا الى هؤلاء وما عند اولئك الى هؤلاء وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها كما قال تعالى واية لهم الارض الميتة احياناها واخرجنا منها حبا فمنه يأكلن الى قوله ومما لا يعلمون. وقال تعالى وبث فيها من كل دابة. اي عن اقتناع باشكالها والوانها ومنافعها وصيغها وكبرها وهو يعلم ذلك كله ويرزقه. لا يخفى عليه شيء من ذلك كما قال تعالى انا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين. وتصريف الرياح اي فتارة تأتي بالرحمة وتارة تأتي بالعذاب وتارة تأتي مبشرة بين يدي السحاب وتارة تسوقه وتارة تجمعه وتارة تفرقه وتارة تصرفه ثم تارة تأتي من الشمال وهي الشامية وتارة تأتي من ناحية اليمن وتارة صبا وهي الشرقية التي تصدم وجه الكعبة وتارة دبورا وهي تنفذ من ناحية دبر الكعبة. وقد صنف الناس في الرياح والمطر والانواع كتبا كثيرة. فيما يتعلق بلغاتها واحكامها وبسق ذلك يطول ها هنا والله اعلم والسحابي المسخر بين السماء والارض اي سائر بين السماء والارض يسخر الى ما يشاء الله من الاراضي لكن كما يصرفه تعالى اي في هذه الاشياء دلالات بينة على وحدانية الله تعالى كما قال تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات من اولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا على جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. سبحانك فقنا عذاب النار نار الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر ابن كثير رحمه الله الله تعالى او مختصر تفسير ابن كثير ذكر ما يتعلق بقوله تعالى ان الذين يكتمون ما انزل الله من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس بالكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وفي هذه الايات يبين ربنا سبحانه وتعالى ضلالا وعقوبة من كان على هدى وظل من كان على علم فكتم فكما نعلم ان العلماء هم ورد في الانبياء. وان العلماء لهم منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى وان العلماء يسبحوا يستغفر لهم كل شيء حتى الحيتان في البحر تدعو تدعو ولها تدعو لهم تستغفر لهم وتصلي عليهم بالدعاء والرحمة وسؤال الله عز وجل ان يغفر لهم وان يرحمهم كل هذا من باب تعظيم اهل العلم واعلاء مكانتهم بين خلق الله سبحانه وتعالى. واذا كان يوم القيامة حشر الله ايضا العلماء على رتوة. وعرف الناس فظلهم وفضل العالم على العابد كفظل الكون القمر على سائر الكواكب وكفى فضل محمد صلى الله عليه وسلم على ادنانا. والعالم افضل من الف عام. ومع ذلك ومع هذه المنزلة العظيمة فان العالم اذا كذب وافترى وكتب الحق الذي انزله الله عز وجل الذي علمه الله اياه وبينه الله له في كتابه كتمه وهو عالم ولبس على الناس الحق والدين انه يلحقه هذا الوعيد الشديد. ولذا جاء في الصحيح في صحيح مسلم ان اول من تسعر بهم النار ثلاثة وذكر منهم قارئ قارئا قرأ القرآن وتعلم العلم فقيل فقيل له لم؟ قال تعلمت العلم وقرأت القرآن ليعلمه واقرئه فقيل له كذبت انما تعلمت العلم ليقال لك عالم فقد قيل. ثم يسحب على وجه الى نار جهنم. فتأمل هذا الوعيد لذلك العالم الذي تعلم ليقال عالم انه يسحب على وجهه في نار جهنم فكيف بمن تعلم العلم تبي له الحق والهدى ثم صد الناس عنه. ودعا الناس الى خلافه. وكتب الحق الذي يحتاجه الناس فجزاؤه ان يلعنه الله ويلعنه اللاعنون. فقال تعالى ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس بالكتاب اي بعد ظهوره ومعرفته وان كان هذا وان كانت لا يخفى نازلة لاهل الكتاب الذين كانوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم وهي عندهم ظاهرة في التوراة والانجيل. فهي ايضا عامة في كل عالم كتب الحق فمن العلماء من كان يزين الشرك ويقول ان عبادة الاولياء والصالحين انا ليس من الشرك المحرم بل من الوسائل المحمودة التي يحمد اصحابها. فيدخل هؤلاء ايضا في العلماء الذين كاتوا ما انزل ما انزل الله من البينات والهدى ايضا العلماء الذين يزينون الكفر والضلال ويزينون محاربة الله ورسوله ومحاربة الله ورسوله يدخل ايضا في هذا المعنى. فقوله هنا اولئك يلعنهم الله ويلعن اللاعنون. قال هذا وعيد شديد لمن من كتب ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدي النافع للقلوب من بعد ما بينه الله تعالى من كتبه التي انزل على رسله. قال ابو العالية نزلت في اهل الكتاب كتبوا صفة محمد صلى الله عليه وسلم. و قال ايضا ثم اخبر انهم يلعنهم كل شيء على صنيعهم ذلك. كما ان العالم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في الماء والطير في الهواء فهؤلاء بخلاف العلماء. اولئك اولئك يستغفر لهم الحيتان والطير واولئك يلعنهم كل شيء يلعنهم اللاعنون. قال وقد جاء في الحديث الذي رواه ابو هريرة وان كان اسناده ضعيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بنجام النار. ولا يعني هذا ان العالم اذا كتم علما لا مصلحة في اظهاره انه يدخل في هذا الوعيد. وانما الوعيد يلحق من كتب علما يحتاجه الناس. من كتم علما ان تكون فيه الدلالة ظاهرة والحق واضح. فيكتمه ليصد الناس عن سبيل الله عز وجل. اما من كتب علما خشية ان يتكل الناس عليه وخشية ان يفتتن الناس به فهذا الكتم من المصلحة التي تقتضيها الشريعة تقتضيها الشريعة لان العلم لا يعلمه اي احد فمن الناس من يفهم العلم على غير وجهه كما قال معاذ رضي الله تعالى عنه حدث به عند موته تأثما مع خشية ان يتكل الناس. لا تحدثه فيتكلوا. فكتم شيء من العلم خشية ان يتكل الناس. فلما علم الناس المقاصد وفهم الشريعة حد بذلك الحديث حتى يخرج من الاثم بكتم العلم الذي امر بتبليغه. فكذلك العالم الذي الذي يسكت عن شيء من الحق خشية الفتنة او خشية ان يكون هناك مفسدة عظيمة فلا يدخل ايضا في هذا الوعيد. وانما الذي يدخل في هذا من العلماء الذين يقصدون بكتمهم اظلال الناس. وصد الناس عن سبيل الله عز وجل وتزيين الباطل لاهل لاهل لاهل الحق يزيل الباطل من باب اضلال الناس وافسادهم وهذا كثير هذا كثير يحصل كثيرا من علماء الضلال من علماء الكفر والزندقة يحصل هذا منهم كعلماء اليهود كعلماء النصارى وكعلماء المتصوفة الجهمية يعطلون ايات الله ويحرفون نصوص كتاب ربنا سبحانه وتعالى صدا للناس عن سبيل الله فكان جزاء اولئك ان يلعنهم ان يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. وقد اختلف العلماء بل المراد باللاعين هنا. فقيل كل شيء من الدواب حتى العقارب والخنافس تلعنهم يلعنهم كل من كان لاعنا. وقال اخرون ان المراد باللعن هنا او اللاعنين هنا هم الملائكة والمؤمنون يلعنه الملائكة ويلعنه الملوك سواء لعنته البهائم والحشرات او لعنه الملائكة والمؤمنون فانه ملعون بهذا الخبر وبهذه الاية تدل على ان من كتب البينات والهدى من بعد ما بينه الله للناس الكتاب انه يلعنه الله ويلعنه ويلعنه كل لاعب. قال الا الذين تابوا. وتأمل في توبة العالم الذي الذي كتب الحق ليست توبته فقط ان تكون بينه وبين نفسه. وانما توبته ان تكون مع توبته الصادقة بينه وبين الله عز وجل يلزمه ان يبين الذين تابوا واصلحوا وبينوا. تأمل توبة تاب ثم صدق في توبتي واصلح ثم بينما كان ما كان كاتبا له والا لو تاب بينه وبين نفسه ولم يبين الظال الذي اضل الناس به فان توبته لا تكون صادقة ويؤاخذ بما اضل الناس به ويؤاخذ بما اضل الناس به. فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم. وهذا يدل على على عظيم سعة رحمة الله ومغفرة الله فهؤلاء العلماء الذين كتم ما انزل الله من البلاء الهدى وصدوا الناس عن سبيل الله عز وجل ولهم هذا الوعيد الشديد الله يستثني من تاب منهم الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا الرحيم. ثم بين حال الكفار ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين. والصحيح ان لعنهم هذا ان لعن هؤلاء الى ان المراد به انه من العام المخصوص الناس اجمعين هنا يراد بهم من؟ المؤمنون. والظاهر والراجح ان الكافر اذا قام يوم القيامة بين يدي الله عز وجل ظهر كفره وتبين كفره لعنه الملائكة ولعنه اهل موقفي اجمعين لعنه اهل الموقف اجمعين كلهم يلعنونه يوم القيامة الا لعنة الله على الظالمين فيلعنه اهل الموت على كفره وضلاله. فاذا مات الكافر على كفره جاز لعنه جاز لعنه اولئك عليهم الله والملائكة والناس اجمعين. خالدين فيها اي خالدين في هذا العذاب الذي استحقوه بكفرهم. وايضا فيه لا يخفف عنه العذاب ولا هم يعذرون ولا هم ينظرون بعدا ولا هم يعذرون. وهذا دليل واضح وصريح على قول اهل السنة ان الكفار اذا دخلوا النار فانهم خالدون فيها لا يخرجون ابد الاباد ولا يخفف عن العذاب ولا يخرجون منها فقال تعالى خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون اي لا يعذرون باي عذر اعتذروا به لان الحجة قد قامت عليهم والله لا يعذب احدا في النار الا وقد اعذر من نفسي ولا يدخل احدا النار الا وقد علم انه يستحقها نسأل الله العافية والسلامة. ثم ذكر مسألة حكم لعن الكافر. ذكر ان لعن الكافر المعين قال لا خلاف في جواز لعن الكفار على وجه العموم لعنة الله على الكافرين. لعنة الله على الظالمين. لعنة والله على المعين الذي علمنا ان الله لعنه كابي جهل وابي لهب وهؤلاء لا خلاف ايضا في لعنتهم. وانما ذكر الخلافة من مات من الكفار ونحن لا نعلم يعني الكفار هم حالتان حال حياة وحال موت. اما في حال الحياة فنحن لا نعلم على اي حال يموت لا الصحيح انه يجوز وان يلعن من باب الدعاء. اللهم العنه اللهم العنه ولا يكون من باب الخبر لا يكون من باب الخبر اذا قصد الخبر ان يدعو عليه. بمعنى اللهم العن مثلا اللهم العن بوتين. اللهم العن بايدن. تقول هذا لمعين من باب الدعاء ان يلعنه الله في الجنة. لكن لا يخبر ان الله لعن فلان لانه قد يتوب الى الله عز وجل وقد يسلم اصدق في توبته ولذلك لما لعن النبي صلى الله عليه وسلم بعض كفار قريش قال الله عز وجل فيه ليس لك من الامر شيء او يتوب عليه ويعذب فانهم ظالمون فتاب الله على اولئك الذين لعنهم في اعيادهم. اما من مات كافرا منهم مات كافرا منهم على كفره. وعلمنا انه مات على كفره فان لعنه جائز فانه لعنه جائز لانه الذين ماتوا هم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين فيجوز لعنه وانما الخلاف في دعم الكفار حال حياته. وقد اجاز بعض العلماء لعن الكافر المعين الحي. وذهب الجمهور انه لا يلعن الكاهن المعين حي الا من باب الا من باب الا من باب الدعاء فلا بأس من باب الدعاء اللهم العنه انت تدعو عليه اللهم انتقم منه اللهم العنه لا احرج في ذلك. قال تأمل الكافر المعين فقد ذهب جماعة العلماء انه لا يلعنني انا لا ادري بما يختم الله له. وقالت طائفة اخرى بان هذه المسألة قد نقل فيها الاجماع من الجهتين فمنهم من قاد الاجماع لا يلعن لكن الصحيح ان الخلاف فيها واضح وبين وان الكافر المعين هناك من جوز لعنه وهناك من منع من نعله فمما استدل بالجوز على لعن الكاهن معين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما لعن بعض الصحابة تلك ذلك الزاني تلك الزانية وذلك الذي يشرب الخمر قال لا تلعب فانه يحب الله ورسوله فعلل بعلة لا توجد في الكاف المعين فلما انتفت العلة بالكامل معين جاز لعله قال وهذا دليل على ان الكامل يجوز لعنه لان النبي منع من لعن المؤمن المعين باي شيء يحب الله ورسوله وهذه علم ليست موجودة في الكافر فقال يجوز يدل على الكافر بهذا الوجه وذهب اخرون الى ان الكافر المؤمن لا يلعن في قوله تعالى ليس لك من امري شيء او يتوب فانه ظالمون. ثم قال تعالى والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم وهذا دلالة واضحة وبينة ان الاله الاحق والمعبود الحق هو الله سبحانه والهكم اله واحد ليس هناك اله يعبد غير الله. وليس هناك اله الا ربنا سبحانه وتعالى. من صح عبادة غيره لله فهو كافر باجماع المسلمين. من زعم ان هناك الهة تعبد مع الله فهو كافر باجماع المسلمين ومن لم يكفر هذا فهو مثله كافر بالله عز وجل لان تصحيح عقيدة من يعتقد ان هناك الهة غير الله تعبد فهو لم يعرف التوحيد وليس من لاهل الاسلام. ثم قال بعد ذلك ان في خلق السماوات والارض نقف على قوله الا في خلق اختلاف الليل والنهار لايات والفلك التي تجري البحر نقف على هذا والله تعالى اعلم