بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال الله تبارك وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله ازاده يحبونهم كحب الله اه والذين امنوا اشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب. وقال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم يذكر تعالى حال المشركين به في الدنيا وما لهم في الدار الآخرة حيث جعلوا لهم اندادا اي امثالا ونظراء يعبدونه يعبدونهم معك تحبونهم كحبه وهو الله لا اله الا هو ولا ضد له ولا ند له ولا شريك له وفي الصحيحين عن عبدالله بن مسعود قال قلت يا رسول الله اي الذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو وقوله والذين امنوا اشد حبا لله ولحبهم لله وتمام معرفتهم به وتوقيرهم توحيدهم له لا يشركون به شيئا بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه ويلجأون في جميع امورهم اليه ثم توعدتا على المشركين به الظالمين لانفسهم بذلك فقال ولم يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا. يقول لو يعلمون ما يعاينونه هنالك. وما يحل بهم من الامر الفظيع منكر الهائل على شركهم وكفرهم لانتهوا عما هم فيه من الضلال. ثم اخبر عن كفرهم باوثانهم وتبرؤ المتبوعين من التابعين فقال اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا تبرأت منه الملائكة الذين كانوا يزعمون انهم يعبدونهم في الدار الدنيا. فتقول الملائكة تبرأناها اليك ما كانوا ايانا يعبدون. ويقولون سبحانك انت ولينا من دونهم كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. والجن ايضا تتبرأ منهم ويتنصلون من لهم كما قال تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم على غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعباده كافرين. وقال تعالى واتخذوا من دون الله الهة ليكونوا لهم عزة. كلا بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا. وقال الخليل لقومه انما اتخذتم من دون الله ان يغثنا المودة بينكم في الحياة الدنيا. ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصر. وقال تعالى ولو ترى اذ الظالمين موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا كنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا ونحن صددناكم عن الهدى بعد اذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا الذين استكبروا بل مكر الليل والنهار اذ تأمروننا ان نكفر بالله قال له العذاب واجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا هل يجزون الا ما كانوا يعملون. وقال تعالى ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم. وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. فلا تلوموني ولوموا انفسكم. ما انا بمصرخكم وما انا انتم بمصرخي اني كفرت بما اشركتموني من قبل. ان الظالمين لهم عذاب نجيم وقوله ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب اي عاينوا عذاب الله وتقطعت بهم الحيل واسباب ولم يجدوا عن النار معدنا ولا مصرفا. قال عطاء عن ابن عباس وتقطعت بهم الاسباب قال المودة قال مجاهد في رواية ابن ابي نجيح وقوله وقال الذين اتبعونا وان لنا كفرتان منهم كما تبرأوا منا اي لو ان لنا عودة الى الدار الدنيا حتى نتبرأ من هؤلاء ومن عبادتهم. فلا نلتفت اليهم بل نوحد الله تعالى العبادة وهم كاذبون في هذا بل لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون. كما اخبر الله تعالى بذلك. ولهذا قال كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم. اي تذهب وتضمحل كما قال تعالى قال وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا. وقال تعالى مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت بها الريح في يوم عاصف الاية. وقال تعالى والذين كفروا اعمالهم كسراب يحسبه الظمآن ماء الاية ولهذا قال تعالى وما هم بخارجين ان النار. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه بتفسير هذه الايات ما يدل على حال الكفار والمشركين وحال الاتباع والمتبوعين وحال الرؤساء والمرؤوسين وحال الظلمة ومن اتبعهم من المستضعفين ان حالهم يوم القيامة هو شر حال. واسوأه فذكر اولا حاله في الدنيا. وكيف كان حالهم مع الله سبحانه وتعالى. فقال الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا. يحبونهم كحب الله فوصف الله عز وجل هذه الطائفة من الناس انهم اتخذوا ندا مع الله واتخذوا الهة مع الله يعبدونها ويرجونها ويخافونها ويحبونها قال يحبونهم كحب الله فقد اختلف اهل التفسير هل في هذه الاية اثبات حب اثبات حب المشركين لله عز وجل فقال بعضهم هم يحبون الله ويحبون ايضا اجدادهم. يحبونهم كحب الله. فاشركوا من جهة محبة محبة كحب الله واشرك ايضا من جهة صرف العباد لغير الله عز وجل فقال اخرون ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. بمعنى يحبونهم كما يحب اهل الايمان كما يحب اهل الايمان ربهم فيقوم في قلوب مشركين لاوثانهم ولاصفارهم ولاجدادهم من الحب ما يقوم في قلوب المؤمنين من محبة الله ولكن اهل الايمان اشد حبا لله عز وجل ففيه ان الكافر يحب يحب غير الله ومحبته له عظيمة. والمؤمن يحب الله عز وجل لكن محبة المؤمن لربه اعظم واشد من محبة الكاف الالهي وان المشرك وان احب معبوده الذي يعبده من دون الله وان امتلأ قلبه حبا له فان محبة المؤمن لله اعظم واشد من حب ذلك كافر لما يعبده. والقول الاول كما ذكرت فيه ان الكافر يحب الله ويحب الند الذي اتخذه مع الله عز وجل فحبهم فيه تشريك واما حب اهل الايمان فخالص ليس فيه تشريك ليس فيه تشريك وليس فيه تبديد وانما حب خالصا وانما حبهم خالص لله عز وجل ثم ذكر الله عز وجل حال اولئك حال اولئك الذين تبعوا الذين تبعوا والذين اتبعوا. قال تعالى ولو يرى الذين ظلموا ذكر الظالمين بقسميهم التابع والمتبوع ولو يرى ولو يرى ولو يرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب اي يوم القيامة وشاهدوا عذاب ربنا سبحانه وتعالى. اول ما اول ما يرون يعلمون القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب. فهذا اول ما يسقط في ايديهم انهم يرون ان الله شديد شديد العقاب وان الله عز وجل له القوة كلها وان القوة لله فلا يغني عنهم ولي ولا يغني عنهم ند ولا يغني عنهم شريك فالكل يتخلى الا ويتبرأ وذلك لان القوة في ذلك المقام لله ربنا. وان العذاب الشديد بيده سبحانه وتعالى. ثم ترى احوال هؤلاء فقال اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا تبرأ الرؤساء من المرؤوسين تبرأ الملوك منه من جنودهم تبرأ ابليس وهو رئيسهم وهو رئيسهم وهو اولهم تبرأ من اتباعه. اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا الان اصبحت فسات انتقام مسألة تقتص منهم كما كما اذلونا واهانونا وتبرأوا منا في هذا المقام. قال الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنرجع الى الدنيا فنتبرأ منهم كما تبرأ منا في هذا المقام كذلك يريهم الله عز وجل اعمالهم حسرات عليهم. يعني هذه هذا الحال الذي يراه المشرك في ذلك المقام هو زيادة في وزيادة في عذابهم وتبكيتا لهم واذلالا واهانة لهم. حيث يرى التابع من يتبعه وقد تبرأ منه وقال لا لم يعبدني ولم اكن انا الذي امرته فيتبرأ الظالم من من الذي اتبعه كما قال تعالى ولو تر للظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم الى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا انتم لكنا مؤمنين هؤلاء السادة الكبراء لظلونا السادات والكبراء والامراء والزعماء هؤلاء لولا انتم لكنا مؤمنين. قال الذين استكبروا الذين استضعفوا. انحن صددناكم على الهدى بعد اذ جاءكم؟ بل كنتم مجرمين انتم في في حقيقة امركم انتم مجرمون. وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار. اذ تأمروننا ان نكفر بالله ونجعل له اندادا واسروا الندابة لكن ولا تحين مناص ولا ينفع ندم واسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا تأمل مع هذه الحسرة. وهذه الندامة وهذا الهم الذي تلبسوه جعلوا الله فوق ذلك وجعلنا الاغلال في اعناق الذين كفروا اغلال تغل بها رقابهم وتقيد بها ارجلهم ويسحبون على وجوههم الى نار جهنم هل يجزون الا ما كانوا يعملون؟ ولما قام الشيطان خطيبا في اهل النار وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما انا بمصرخكم وما انتم بمصرخي. اني كفرت ما اشرتم من قبل. ان الظالمين لهم عذاب اليم عذاب اليم. وكما قال الله تعالى في قصة عندما يقول عندما يأتي عباد الجن وعباد الملائكة يقول الله سبحانه وتعالى تقول الملائكة تبرأنا اليك ما كانوا ايانا يعبدون بل كانوا يعبدون الجن فيتبرأ والملائكة في ذلك صادقون. مبرءون مكرمون. قال تبرأنا اليك ما كانوا ايانا يعبدون فقال سبحانه وقالوا ايضا سبحانك انت ولينا من دونهم. بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون. وقال تعالى من يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة. وهم عن دعائهم غافل واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء يعني هؤلاء الذين اتبعتموهم وعظمتموهم وتركتم دين الله لاجلهم هم اعدائكم يوم القيامة. الاخلاء يومئذ بعضهم ببعض عدو الا المتقين. وكما قال ابراهيم عليه السلام انما اتخذتم من دون الله اوثانا في الحياة الدنيا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض. ويلعن بعضكم بعضا. يلعن اولهم اخرهم. ويلعن اخرهم. ويلعن اخرهم اولهم يلعن بعضهم بعضا. يلعن بعضكم بعضا. يلعن بعضكم بما قال يكفر بعضهم بعض ويلعن بعضكم بعضا. ومأواكم والدار وما لكم من ناصب. مع هذا اللعن ومع هذا البغظ والعداء هم ايظا في النار مجتمعون فهذه الاية تقرأ وايضا تتدبر ان كل من عبد غير الله عز وجل فان معبوده وعدوه يوم القيامة كل من اطاع غير الله في معصية الله فان ذلك الذي اطيع والذي اتبع والذي قدم قوله ورأيه على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو اول من يتبرأ من ذلك التابع وهو اول من يحصل بيني وبينه التباغظ والتلاعب وكل واحد منهم يريد ان ينجو من عذاب الله بصاحبه. فالظعيف يطلب والنجاة بحجة ان الكبير اظله وآآ المرؤوس يطلب النجاة ان الرئيس هو الذي اضله. لكن الحقيقة ان هؤلاء ظلوا واولئك كاتبعوا وكانوا معهم على ظلالهم فيجمعهم الله عز وجل في النار كما قال تعالى قال سبحانه وتعالى كذلك كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وهم مع هذه الحسرات وهذا الغم وهذا الذل والهوان ما هم وما هم بخارجين من النار. فهم في عذاب وفوق عذابهم عذاب عذاب النار وعذاب التحسر وعذاب الذل الذي اصابه والتبرؤ الذي حصله ممن كانوا يعظمونه ويتبعونه نسأل الله العافية والسلامة قال اضلونا السبيل فاتهم ضعفين للعذاب والعنهم لعنا كبيرا. نسأل الله العافية