بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله على قال في كتابه الادب المفرد في باب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم وذكر احاديث منها قال حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك عن يزيد ابن زياد عن محمد ابن كعب قال معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه على المنبر انه لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منع الله ولا ينفع ذا الجد منه الجد. ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين سمعت هؤلاء الكلمات من النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الاعواد قال حدثنا موسى قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا عثمان بن حكيم قال حدثنا محمد بن كعب قال سمعت معاوية رضي الله عنه نحوه قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى عن ابن عجلان عن محمد ابن كعب قال سمعت معاوية رضي الله عنه نحوه بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اجمعين اما بعد لا نزال في في الترجمة التي عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى بعنوان دعوات النبي صلى الله عليه وسلم حيث اخذ يسوق رحمه الله تعالى جملة طيبة من الدعوات المأثورة عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وكنا قد عرفنا ان دعوات النبي صلى الله عليه وسلم تمتاز بانها معصومة وسالمة من الخطأ والزلل. وفي الوقت نفسه جامعة قاصد العالية والغايات النبيلة والمطالب الرفيعة وخيري الدنيا والاخرة فلا ينبغي لمسلم ان يعدل بها سواها بل بل الذي ينبغي على عموم المسلمين ان يتعلموا دعوات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه ويدعو بما كان يدعو به صلى الله عليه وسلم قد مر معنا في حديث عائشة علمها ان تقول اللهم اني اسألك من خير ما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم. واعوذ بك من شر ما استعاذك فمنه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا فيه انه عليه الصلاة والسلام في دعواته وتعوذاته اتى على معالي الامور ورفيعها صلوات الله وسلامه عليه ثم ساق المصنف وهنا حديث معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما ومعاوية كاتب وحي رسول الله عليه الصلاة والسلام وخال المؤمنين لان اخته هند زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو اول ملوك المسلمين رضي الله عنه وارضاه وهو صحابي جليل له مناقبه العلية وفضائله وجهده وجهاده ونصحه رضي الله عنه ولا يطعن في معاوية الا من سفه نفسه لان معاوية صحابي له مكانته العظيمة ومنزلته العلية وله مناقبه ومحامده رضي الله عنه وارضاه ولهذا لا لا يطعن في معاوية الا جاهل او حاقد او مغرظ اما من يعرف للصحابة قدرهم ويعرف لهم مكانتهم لا يطعن لا في معاوية ولا في غيره من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام والله تعالى يقول والذين جاءوا من بعدهم اي من بعد الصحابة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم قال قال محمد ابن كعب القرظي قال معاوية على المنبر والمنبر الذي قال عليه معاوية هذه الكلمات هو منبر هذا المسجد المنبر الذي كان يخطب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان معاوية يخطب على المنبر فقال هؤلاء الكلمات انه لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منع الله ولا ينفع ذا الجد منه الجد ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين قال فسمعت هؤلاء الكلمات من النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الاعواد فمعاوية رضي الله عنه حفظ هذه الكلمات من النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب على اعواد المنبر ثم لما صار ملكا وواليا لامر المسلمين خطب الناس بما كان سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهذا من عظيم نصحه رضي الله عنه وحرصه على هدي النبي الكريم ونصحه الكريم صلوات الله وسلامه عليه قوله انه لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منع الله هذا فيه اقرار العبد بان الامور كلها بتسخير الله تبارك وتعالى وتدبيره وتصريفه وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان ما كتبه الله تبارك وتعالى لعبد من العباد من عطاء لا يمكن لاحد ان يمنعه وكذلك ما منعه تبارك وتعالى من العطاء لا يمكن لاحد ان يعطيه فهو جل وعلا لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع لانه سبحانه وتعالى هو المعطي المانع الخافظ الرافع المعز المذل الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض كما جاء في القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده. لان الامر بيده وفي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت وجفتوا وجفت الصحف فالامر بيد الله تبارك وتعالى اذا قولك اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت هذا فيه يقين منك وثقة ان الامور كلها بيد الله ان كتب الله لك عطاء من صحة او مال او غنى او ولد او غير ذلك لا يستطيع احد مهما ما اوتي من القدرة والقوة لا يستطيع منعه وكذلك في الوقت نفسه لو منع الله منك صحة او مالا او ولدا او غير ذلك لا يملك احد مهما اوتي من القدرة والقوة ان يعطيك الشيء الذي منعك منعك الله اياه فالامر لله تبارك وتعالى من قبل ومن بعد فهو المعطي المانع الخافظ الرافع القابظ الباسط المعز المذل الذي بيده ازمة الامور. قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك من ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير فالامر بيد الله جل وعلا فاذا هذه كلمة عظيمة في التوحيد والاقرار لله تبارك وتعالى بكمال الربوبية والتصريف والتدبير لهذا الكون قال اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت واذا قال المسلم هذه الكلمات موقنا بها فان هذا يدفعه الى التوكل على الله وحده والالتجاء اليه وحده والتوجه اليه بالسؤال وحده والرغبة اليه وحده وصرف انواع العبادة له وحده لانه هو الذي بيده ازمة الامور تبارك وتعالى وكل شيء طوع تدبيره وتسخيره تبارك وتعالى قال ولا ينفع ذا الجد منه اي من الله الجد ولا ينفع ذا الجد منه الجد وذا الجد اي صاحب الحظ من عنده حظ من غنى او رئاسة او مال او جاه او ولد او غير ذلك كل ذلك لا ينفعه قال ولا ينفع ذا الجد منه الجد اي انما ينفعه طاعته لله وحسن تقربه الى الله تبارك وتعالى واخلاصه لله تبارك وتعالى في العمل اما اصحاب الجدود اي الحظوظ فحظوظهم ايا كانت من رئاسة او مال او جاه او غير ذلك فكل ذلك لا ينفعهم كل ذلك لا ينفعهم الذي ينفعهم هو التقوى والعبادة والصدق مع الله وحسن الاقبال على الله تبارك وتعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم فليست كرامة الانسان ومنزلته عند الله برئاسته مثلا او بنسبه او بجاهه او بكثرة ولده او غير ذلك من الحظوظ التي تكون في الدنيا وانما الذي ينفع الانسان عند الله توحيده لله اتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم اخلاصه في الدين لله تبارك وتعالى تقربه الى الله بالطاعات هذا هو الذي ينفع فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون الذي ينفع هو ثقل الموازين بالطاعات وانواع القربات الى الله تبارك وتعالى. هذا معنى قوله ولا ينفع ذا الجد منك الجد ثم قال ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين يفقهه في الدين اي الدين الذي شرعه الله والدين هنا يشمل اصول الدين وفروعه يشمل اركان الديني واعمدته ويشمل ايضا فروعه وتفاصيله فالفقه في الاعتقاد والفقه ايضا في الاحكام كله من الفقه في دين الله تبارك وتعالى ليس الفقه في الدين مختصا بما يتناوله الكتب التي تسمى بكتب الفقه والتي تختص ببيان الفروع والاحكام بل المراد بالفقه في الدين اي في الدين كله اصوله وفروعه عقيدة وعبادة وخلقا وادبا فكل ذلك يتناوله قوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا والحديث يدل دلالة ظاهرة على ان العبد اذا وفق لطلب العلم وحضور مجالس العلم والعناية بالعلم حفظا ومذاكرة ومدارسة فان هذا من علامات ارادة لله تبارك وتعالى به الخير لان الله سبحانه وتعالى اذا اراد بعبده خيرا فقهه في الدين ومن فوائد هذا الحديث ان الخير لا لا يناله العبد ولا سبيل له لتحصيله الا بالعلم والفقه في دين الله ومن لم يفقه دين الله سبحانه وتعالى لم يميز بين الامور حسنها ورديئها بل تختلط عليه الامور وربما فعل البدع والضلالات ويظنها من دين الله بل بل لربما فعل الشركيات وظنها من دين الله بسبب عدم فقهه في الدين ولهذا اذا اراد الله سبحانه وتعالى بعبده خيرا فقهه في الدين فقهه في الدين اي يسر له التفقه في الدين بحضور مجالس العلم وبقراءة كتب العلم التي يبين فيها دين الله تبارك وتعالى بيانا صحيحا مبنيا على قال الله قال قال رسوله صلى الله عليه وسلم ومن فوائد هذا الحديث ان قراءة الانسان لكتب الكلام المبنية على علم الكلام لا على قال الله وقال رسوله او كتب الطرقية المبنية على المنامات وتجارب الاشخاص ونحو ذلك او الذوق والوجد او نحو ذلك ان قراءة هذه الكتب من الضياع للانسان لانها لا تفقه الانسان في دين الله بل تدخله في الضلال والخرافة فقوله عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اي في دين الله تبارك وتعالى الذي شرعه لعباده ورظيه لهم كما قال سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولهذا قال الامام مالك رحمه الله تعالى امام دار الهجرة قال من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وما لم يكن دينا امن محمد صلى الله عليه وسلم فلن يكون دينا الى ان تقوم الساعة فالدين هو الدين الذي بعث به محمد عليه الصلاة والسلام وسمعه منه اصحابه وتلقوه عنه وعملوا به وبلغوه من بعدهم وهكذا من بعدهم بلغه الى من بعده يتناقلونه خلفا عن سلف اخرا عن اول بالاسانيد الصحيحة الثابتة هذا هو دين الله هذا هو دين الله اما ان يأتي اشخاص بامور يعتبرونها من دين الله ودليلهم فيها التجربة او دليلهم فيها المنام او دليلهم فيها الذوق والوجد او نحو ذلك فهذه كلها ليست مصادر لمعرفة دين الله دين الله تبارك وتعالى انما يعرف بالدلائل البينات والحجج الواضحات من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام مفهوم المخالفة لقوله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين مفهوم المخالفة لذلك كما بين العلماء ان من لم يفقه في الدين لم يرد به خير ان من لم يفقه في الدين من لم يفقهه الله في الدين لم يرد به خيرا لان من اراد به خيرا فقهه في الدين لان الدين لابد فيه من فقه ولا يكون الانسان من من اهل الدين الا اذا فقه الدين وعرف ما اوجب الله عليه ليفعله وما حرم الله عليه ليتركه وعليه فان من لم يفقه في الدين فهذا من علاماته عدم عدم ارادة الخير به ولهذا ينبغي على الانسان ان يتغانم فرصة وجوده في هذه الحياة بان يجعل له حظا ونصيبا من العلم يتعلم دين الله يجلس كل يوم ساعة او اكثر او اقل ويكون له في كل يوم نصيب وحظ من العلم يتفقه في دين الله اما ان تمضي به الحياة وتمر به الاوقات ويتصرم العمر وهو في كل يوم لا يزداد في دين الله الا جهلا الى ان يتوفاه الله وهو جاهل بدين الله فهذه مصيبة هذه مصيبة بل الذي ينبغي على الانسان ان يتغانم نفسه حتى وان كان كبر به السن فالفرصة فالفرصة مواتية حتى لو بلغ الستين او السبعين فالفرصة مواتية ليتفقه ويتعلم ويجلس مجالس العلم ويتواضع لله تبارك وتعالى ويسأل عن دينه ويتعرف على احكام شرعه حتى يعبد الله تبارك وتعالى على بصيرة بعض العوام كان منصرفا عن العلم وعن التعلم ثم من الله عليه في الستين والسبعين بالتفقه ثم اخذ يلوم نفسه على بعض الخرافات التي امضى عليها ستين سنة من حياته يعملها بدون دليل ثم تبين له في الستين او السبعين ان عمله كان خرافة ونوع من الضلال ولهذا ينبغي على الانسان ان يتغانم وجوده في هذه الحياة لتعلم العلم الشرع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبهذه المناسبة انصح جميع المبتدئين بكتاب الاربعين للامام النووي رحمه الله تعالى فان هذا الكتاب من انفع الكتب من انفع الكتب واكبرها فائدة وفيه اثنان واربعون حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تجتهد ان استطعت في حفظها وايضا ان تيسر لك عالم او طالب علم تقرأها عليه يشرح لك معانيها او ايظا ان تستفيد من شروحات اهل العلم في الاشرطة الصوتية فهناك شروحات لاهل العلم كثيرة على الاربعين فتبدأ بهذه الاربعين فانها مباركة ونافعة واهل العلم من قديم الزمان وفي حديثه يوصون كثيرا بحفظها وتكون هذه الاربعين بوابة لك تدخل منها الى باب العلم الرحب ومجالاته المتنوعة. فاذا سرت في هذا الطريق فانت على خير باذن الله تبارك وتعالى كما قال نبينا في هذا الحديث ومن يرد الله به خيرا يفقهه بالدين نسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يفقهنا جميعا في دينه وان يعلمنا ما ينفعنا وان فعل مما علمنا وان يزيدنا علما. نعم قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا الهيثم ابن جميل قال حدثنا محمد بن مسلم عن ابن ابي حسين قال اخبرني عمرو بن ابي سفيان عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان اوثق الدعاء ان تقول اللهم انت ربي وانا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي لا يغفر الذنوب الا انت. ربي اغفر لي ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اوثق الدعاء اللهم انت ربي الى اخره قوله اوثق الدعاء اوثقوا الدعاء اي امكنه واعظمه نفعا وايضا الذي حاجة الانسان اليه اشد بحيث يكون مستديما المحافظة عليه والعناية به فاوثقوا الدعاء اي اوثق ما ينبغي ان يتمسك به الانسان من الدعاء ويحافظ عليه من الدعاء هذه الدعوة العظيمة فقوله اوثق الدعاء يدل على مكانة هذا الدعاء العظيمة وحاجة الناس اليه والى كالعناية به قال اوثق الدعاء ان تقول اللهم انت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي هذه الكلمات انت ربي وانا عبدك ظلمت نفسي اعترفت بذنبي هذه الكلمات كلها توسلات الى الله تبارك وتعالى من العبد في طلبه الغفران من الله عز وجل فتوسل اولا الى الله بربوبيته. قال انت ربي انت ربي اي انت مالكي وخالقي ورازقي وسيدي والمتصرفة في امري والذي بيدك ازمة الامور انت ربي قال وانا عبدك اي انا عبد من عبادك طوع امرك وتسخيرك وتدبيرك انا عبدك يحتمل انا عبدك اي انا معبد لك لان العبد يطلق ويراد به العابد ويطلق ويراد به المعبد المذلل فيحتمل وانا عبدك اي انا معبد مذلل لك وجميع الناس مسلمهم وكافرهم عباد لله تبارك وتعالى بهذا المعنى ان كل من في السماوات والارض الا اتى الرحمن عبدا اي معبدين مذللين لا خروج لهم عن مشيئته سبحانه وتعالى مشيئته فيهم نافذة وقدرته عليهم شاملة شاملة فهم عباد بهذا المعنى ويحتمل وانا عبدك اي انا عابد لك ممتثل لامرك وهذا المعنى اقرب واولى وانا عبدك اي انت ربي وانا عبدك قائم بعبادتك قال تعالى وانا ربكم فاعبدون اي تفردت بخلقكم وايجادكم ورزقكم فاعبدون اي قوموا بعبادتي وهنا العبد يعترف لله بالربوبية وايضا يعلن اذعانه له بالعبودية قال وانا عبدك اي انا عبد مطيع ممتثل منقاد لامرك يا الله قال ظلمت نفسي وهذا فيه الاعتراف بظلم النفس اي بالذنوب ظلمت نفسي اي اعترف بانني ظلمت نفسي وقصرت في جنبك وظلم النفس يكون بارتكاب الذنب ويكون ايضا بترك الواجب ويكون بترك الواجب بالتقصير في جنب الله فهذا اعتراف من العبد بتقصيره قال ظلمت نفسي واذا كان العبد مقرا انه ظالم لنفسه وانه مذنب وانه مقصر في جنب الله فهذا باب مبارك للتوبة الى الله والانابة اليه سبحانه اما اذا كان العياذ اذا كان العبد والعياذ بالله يذنب ولا يشعر انه مذنب وتتكاثر اخطاؤه ولا يشعر بخطأه ولا يعترف بخطئه فهذا من ابعد الناس والعياذ بالله عن التوبة ولهذا الاعتراف بالذنب بوابة التوبة والرجوع الى الله سبحانه وتعالى قال ظلمت نفسي اي بفعل الذنوب وترك الواجبات وترك الواجبات وفي هذا دلالة على ان حق نفس الانسان عليه ان يلزمها بطاعة الله حق نفسك عليك ان تلزمها بطاعة الله وان تبعدها عن الاهواء والشهوات المحرمة والامور الباطلة تبعدها عن ذلك وتلزمها بطاعة الله تبارك وتعالى وتأطرها على الحق اطرا قال ظلمت نفسي واعترفت بذنبي اي اقر واعترف بانني مذنب وقوله ذنبي مفرد مضاف فيعم جميع الذنوب اي انا معترف بذنوبي كلها وانني ارتكبت الذنوب ووقعت في الاخطاء قال واعترفت بذنبي ثم ايظا يتوسل الى الله بقوله لا يغفر الذنوب الا انت لا يغفر الذنوب الا انت فهو سبحانه وتعالى وحده غفارا الذنوب الثواب على عباده تبارك وتعالى فالتوبة اليه والاستغفار يتوجه فيه اليه تبارك وتعالى لانه هو الذي يغفر الذنوب ومن يغفر الذنوب الا الله قال ولا يغفر الذنوب الا انت. بعد هذه التوسلات اتت المسألة والمطلوب قال ربي اغفر لي رب اغفر لي اي اسألك يا الله ان تغفر لاي ذنبي والغفر هو الستر والصفح والتجاوز فقوله اغفر لي ذنبي اي استره علي وتجاوزه عني واصفح عني قال رب اغفر لي فهذه دعوة عظيمة وجميع ما ورد في هذه الدعوة العظيمة من توسلات وسؤال كله جاء في سيد الاستغفار الذي سبق ان مر معنا عند المصنف قريبا حيث قال عليه الصلاة والسلام سيد الاستغفار ان تقول اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت فجميع ما جاء في هذا الحديث كله ورد في سيد الاستغفار فقوله هنا اوثق الدعاء مطابق تماما لقوله في حديث سيد الاستغفار سيد الاستغفار ان تقول الى اخره فاوثقوا الدعاء هو هذا الدعاء الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه في الدعاء العظيم الذي نعته ووصفه صلوات الله وسلامه عليه بسيد الاستغفار وهذا الاسناد فيه محمد ابن مسلم صدوق يخطئ لكن الحديث اتى عند الامام احمد بسند اخر يثبت به هذا الحديث ولو لم يثبت هذا الحديث من هذا الطريق عن ابي هريرة فانه ثابت بمضامينه كلها في حديث سيد الاستغفار الذي سبق ان مر معنا قريبا وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم للامة ان يقولوه كل صباح وكل مساء نعم قال حدثنا يحيى بن بشر قال حدثنا ابو قطن عن ابن ابي سلمة يعني عبد العزيز عن قدامة ابن موسى عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي. واجعل الموت رحمة لي من كل سوء. او كما قال ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث العظيم المشتمل على دعوة عظيمة كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان قال ابو هريرة رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واجعل الموت رحمة لي من كل سوء او كما قال هكذا ساقه المصنف رحمه الله تعالى بهذا اللفظ والحديث ثابت في صحيح مسلم بلفظ اتم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول في دعائه اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر هذا لفظ الحديث في صحيح مسلم وهنا تأمل هذه الدعوة العظيمة المباركة التي كان يدعو بها رسولنا صلى الله عليه وسلم لتدرك من خلالها فقرك الشديد الى الله تبارك وتعالى في امورك كلها الدينية والدنيوية والاخروية فانت فقير الى الله في صلاح دينك وفقير الى الله في صلاح دنياك وفقير الى الله في صلاح اخرتك ولا يمكن ان يصلح لك شيء من دينك او دنياك او اخرتك الا اذا اصلحه الله لك فالامر بيده جل وعلا الامر بيد الله تبارك وتعالى لا يمكن ان يصلح لك امر ولا ان تستقيم لك حال الا اذا اصلح الله عز وجل لك امرك وشأنك ولهذا جاء ايضا في دعاء اخر واصلح لي شأني كله. لا اله الا انت فالامر بيد الله وانت فقير الى الله عز وجل في صلاح دينك ودنياك واخرتك وتأمل ايضا كيف بدأ النبي عليه الصلاة والسلام هذه الدعوة المباركة بسؤال الله صلاح الدين قبل سؤاله صلاح الدنيا وهذا فيه من الفائدة ان العناية بصلاح الدين مقدمة والاهتمام به اولى مع ان كثير من الناس يعطي العناية في باب صلاح دينه الفضلة من وقته اما وقته فانه منهمك فيه في اصلاح دنياه ومعاشه بينما الاصل فالانسان ان يكون اهتمامه بدينه اعظم ولهذا ولهذا صح عنه في الدعاء ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولهذا هنا قدم سؤال الله تبارك وتعالى صلاح الدين وتأمل ايضا قوله هنا اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري لتدرك من خلال هذه الدعوة ان امرك لا يمكن ان ينتظم وحالك لا يمكن ان تستقيم الا اذا صلح دينك لا انتظام لامرك الا بصلاح دينك اما اذا ضاع دين الانسان انفرط امره وضاعت عليه دنياه واخراه كما قال الله سبحانه وتعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا فاذا ظيع الانسان دينه ان فرط امره انفرط امره وتشتت حاله وتبعثرت اموره ولم يستقم له حال ولا يمكن ان يستقيم لك حال الا اذا صلح دينك وهذا امر ادركه كثير من الناس بالتجربة حيث عاشوا حياة طويلة في الضياع والانحلال وتتبع الشهوات والفساد ثم لما من الله عليهم بالاستقامة اجتمع امرهم وصلحت حالهم وزانت امورهم والتأم شملهم وتحقق لهم مصالح كثيرة لم يكونوا لم يحصلوها ايام فسادهم وضياعهم قال واصلح لي ديني الذي فيه اصلح لي ديني الذي الذي هو عصمة امري اصلح لي ديني الذي هو عصمة امري فامرك لا عصمة له الا بالدين وكلما كنت اشد محافظة على دينك فهذا ابلغ في عصمة امرك وسلامتك من الضياع والسرور والمهالك والافات في الدنيا والاخرة ولعلك بهذا تدرك حاجتك الماسة بان تلح دائما على الله ان يصلح لك دينك الذي هو عصمة امرك وان تكون دعوتك بهذا الامر وسؤالك لهذا المطلب مقدما على امور الدنيا ثم قال واصلح لي دنياي التي فيها معاشي بان يرزقك الله عز وجل فيها الكفاف والعفاف والغنى والسلامة من السرور والافات قال واصلح لي دنياي اي اجعل دنياي صالحة واكون فيها سالما من الافات والسرور والبلايا والمحن وان ترزقني فيها الكفاف والعفاف والغنى اصلح لي دنياي وتأمل قوله التي فيها معاشي اي التي التي لي فيها معاش محدود وامد معدود لا اتجاوزه ولا اتعداه ومعاشك الذي جعله الله تبارك وتعالى لك في الدنيا لن تموت حتى تستتمه نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فلن تموت نفس حتى تستتم رزقها وما قسم الله تبارك وتعالى لها قال واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي اخرتي التي فيها معادي اي عودي الى الله سبحانه وتعالى اصلح لي اخرتي اي اصلح لي الدار الاخرة التي اعود فيها الى الله وارجع فيها الى الله والقى فيها الله سبحانه وتعالى الذي اليه العود واليه المرجع واليه المصير قال واصلح لي اخرتي التي فيها معادي وصلاح اخرتك يكون بامور كثيرة سلامتك من اهوال يوم القيامة ومرورك على الصراط ونجاتك من الدخول في النار ودخولك الجنة بسلام ورؤيتك لله تبارك وتعالى وهذا اكبر الانعام كل ذلك من صلاح اخرتك كل ذلك من صلاح اخرتك قال واصلح لي اخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير وهذه دعوة عظيمة جدا واجعل الحياة زيادة لي في كل خير اي اجعل كل يوم تكتبه لي او تكتب لي ان اعيشه في هذه الحياة اجعله لي زيادة خير ورفعة بحيث تكون حالي مع امتداد عمري ان يكون عمر ان يكون طول عمر مع صلاح عمل كما قال عليه الصلاة والسلام خيركم من طال عمره وحسن عمله واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ولا تكون الحياة زيادة لك في كل خير الا اذا كنت في كل ما تستقبل من ايامك محافظا على الاستقامة وملازما للطاعة ومجاهدا نفسك على ذلك فبهذا تكون الحياة زيادة للانسان في كل خير قال واجعل الموت راحة لي من كل شر اي انني بالموت آآ انتهي من السرور والمحن والبلايا واتخلص منها وادخل في نعيم لا شقاء معه ولذة لا عذاب معها وراحة لا نكد معها ومن رزق حسن الختام والموت على الايمان والخاتمة الطيبة فانه يدخل حياة هنيئة كريمة سعيدة لا شقاء معها بدءا من دخوله القبر لان القبر يكون له روضة من رياض الجنة وانتهاء بدخول الجنان وما فيها من انواع النعيم وصنوف الملذات نسأل الله الكريم من فضله. نعم قال حدثنا علي قال حدثنا سفيان قال حدثنا سمي عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء قضاء وشماتة الاعداء. قال سفيان في الحديث ثلاث زدت انا واحدة لا ادري اي وهن ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وفيه تعوذ من تعوذات النبي عليه الصلاة والسلام. وكنا عرفنا ان التعوذ هو الالتجاء الى الله والاعتصام به. وطلب الحماية والوقاية والعافية من الافات والشرور ذكر هنا تعوذا كان يتعوذ به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء شماتة الاعداء يقول الراوي سفيان في الحديث ثلاث زدت انا واحدة لا ادري ايتهن زدت واحدة اي في الحديث لا ادري ايتهن وهذا من دقته في الرواية رحمه الله وهذه التي زادها جاء في طريق اخرى ما يوضح انه زاد شماتة الاعداء زاد شماتة الاعداء على ان التعوذ من شماتة الاعداء صح عن النبي عليه الصلاة والسلام في غير هذا الحديث وعليه ربما يكون سفيان زادها عن اثر بلغه او حديث بلغ فدخل عليه حديث في حديث لكنها ثابتة عن النبي التعوذ بالله من شماتة الاعداء ثابت وعليه لا يظر قول سفيان هنا وواحدة زدتها لا يضر لان هذه الاربعة كلها ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه تعوذ منها فقول سفيان هنا انني زدت واحدة لا يؤثر لان الواحدة التي زادها هي شماتة الاعداء وقد ثبتت ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم التعوذ آآ منها في غير هذا الحديث فاذا التعوذ بالله من هذه الاربع ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام قوله اه كان يتعوذ من جهد البلاء الجهد هو العنت والمشقة التي تصيب الانسان مع البلاء البلاء البلوى التي تصيب الانسان ويلحقه فيها جهد ومشقة ومعاناة فيتعوذ بالله عز وجل من ذلك. قال اعوذ بك من جهد البلاء اي ان يصيبني بلاء يلحق بي جهدا وعنتا ومشقة هذا معنى قوله اعوذ بك من جهد البلاء وقوله ودرك الشقاء درك الشقاء اي ان يدركني الشقاء ان يدركني الشقاء والشقاء ضد السعادة وشقاء الانسان يكون بضياع دينه وفساد عقيدته وانحلاله في اخلاقه وسلوكه فيتعوذ بالله تبارك وتعالى من درك الشقاء اي من ان يدركني الشقاء من ان من ان يدركني الشقاء وهذه الدعوة التي يتعوذك بالله من درك الشقاء تتضمن سؤال الله التوفيق للثبات على الدين والمحافظة عليه لان السعادة في هذا الدين والشقاء في في ظياع هذا الدين او اظاعة هذا الدين قال ودرك الشقاء اي اعوذ بك من ان يدركني الشقاء وادراك الشقاء للعبد يكون بتاء بتعاطي او فعل العبد لاسباب الشقاء من الوقوع في المعاصي والتفريط في الطاعات ونحو ذلك قال وسوء القضاء وسوء القضاء ومعنى سوء القضاء اي سوء المقضي اي الاقضية التي يكون فيها سوء علي وضرر بي في ديني او في دنياي كان كان يكون المقضي والعياذ بالله كفرا او نفاقا او انواعا من المعاصي او يكون المقضي مصائب يفتن فيها الانسان ويظيع فكل ذلك داخل تحت هذا التعوذ اعوذ بك من سوء القضاء من سوء القضاء والمراد بالقضاء المقضي والمراد بالقضاء لان القضاء يطلق ويراد به فعل الله سبحانه وتعالى ويراد به المقضي مفعوله المنفصل عنه فقوله وسوء القضاء اي سوء المقضي واذا عرفت هذه الدعوة اذا عرفت هذه الدعوة دعوة النبي عليه الصلاة والسلام اعوذ بك من سوء القضاء تتبين من خلالها الخطأ الشائع في الدعاء على لسان كثير من الناس عندما يقول في دعائه اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه. هذا كلام خاطئ هذا كلام خاطئ وغير صحيح ولم يرد عن النبي عليه الصلاة والسلام كما يظنه بعظ الناس ولا عن الصحابة وانما هي دعوة مشتهرة بين الناس لا اصل لها ومعناها خاطئ ومتنافي مع ما جاء في هذا الحديث هنا يسأل الله ان يعيده من سوء القضاء وهذا طلب طلب من الله عز وجل ان يرد عنه سوء القضاء. فكيف يقال اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه فتترك هذه الدعوة ويدعى بهذا الذي صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام فتقول في دعائك اللهم اني اعوذ بك من سوء القضاء ولك ايضا ان تقول في هذا الباب ما تقدم معنا قريبا وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا اما الدعوة التي اشرت اليها فهي دعوة غير صحيحة ولا مستقيمة فلا يدعى بها قال وشماتة الاعداء اي واعوذ بك يا الله من ان يشمت بي عدوي والعدو يشمت عندما تحل بالمسلمين القوارع والمصائب و البلايا فيشمت بهم عدوهم وهنا يتعوذ بالله تبارك وتعالى من من شماتة الاعداء اي لا تشمت بي عدوا ولا حاسدا فهذه اربعة امور كان يتعوذ آآ صلوات الله وسلامه عليه بالله منها وينبغي على المسلم ان ان يحافظ عليها واظنها مرت معنا قريبا اليس كذلك مرت معنا قال حدثنا عبيد الله عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن عمرو ابن ميمون عن عمر رضي الله عنه انه وقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الخمس من الكسل والبخل وسوء الكبر وفتنة الصدر وعذاب القبر هذي مرت معنا في الحديث رقم اربع مئة وواحد واربعين باب باب شماتة الاعداء الباب رقم مئتين وستة واورد الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء وشماتة وشماتة الاعداء ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس من الكسل والبخل وسوء الكبر وفتنة الصدر وعذاب القبر هذا الحديث بدأه عمر رضي الله عنه بقوله كان يتعوذ من الخمس. اي من امور خمسة وذكر الرقم امكن في التعليم واضبط للفائدة وعندما تروي فيما بعد هذا الحديث كان يتعوذ من الخمس لو نسيت منها واحدة تبدأ تبحث عنها لانك تحفظ انها خمس بخلاف ما لو حفظتها بدون رقم لو ضاع منها واحدة ربما لا تنتبه لكن اذا حفظتها بهذه الطريقة الخمس او خمس كذا فان هذا اضبط في العلم وامكن في الفائدة قال كان يتعوذ من الخمس من الكسل الكسل عرفنا معناه قريبا وانه فتور الانسان وتوانيه وارتخاؤه مع قدرته على القيام بالشيء فالكسل ترك للعمل عن قدرة لكن فتورا وتوانيا اما العجز فهو ترك العمل لعدم القدرة هذا هو الفرق بين العجز والكسل الكسول عنده قدرة الكسول عنده قدرة ان يباشر العمل لكن لا يقوم لفتور همته لان لان الكسل ظرب عليه باطنابه فلا يقوم اما العاجز فانه يترك الشيء لعدم قدرته عليه هذا هو الفرق بين العجز والكسل قال والبخل اي واعوذ بك من البخل والبخل هو شح الانسان بماله شح الانسان بماله وبما اتاه الله سبحانه وتعالى من الخير فلا ينفق ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه قال وسوء الكبر ان يتعوذ بالله من سوء الكبر اي عندما يكبر الانسان ويمتد به العمر ثم يصاحب كبره سوءا بسبب الضعف في في القوة والضعف في العقل فيتعوذ بالله تبارك وتعالى من ان يصل في كبره الى مثل هذه الحال الى مثل هذه الحال سوء الكبر و بعض الناس عندما يا يكبر وتضعف منه القوى قد تظهر عليه امور من كرة وامور ليست لائقة ولا طيبة فالسلامة منها داخلة في دعوتك هنا وسوء الكبر ومثلها تماما وان ارد الى ارذل العمر وايضا مثلها واعوذ بك من الهرم كله مر معنا سابقا وقوله فتنة الصدر اي الفتنة التي تكون في في الصدر من الشكوك والعياذ بالله في الدين والوساوس التي يلقيها الشيطان الرجيم وايضا النفس الامارة بالسوء. كل ذلك يتناوله قولك وفتنة الصدر قال وعذاب القبر اي واعوذ بك ان اعذب في قبري هذه خمس دعوات وردت في هذا الحديث نعم. ماذا في اسناده عندكم فسوق الضعيف تخرج المشكاة ضعيف ابي داوود ليس في شيء من الكتب الستة قال كذا قال وقد اخرجه اصحاب السنن الا الترمذي لكن ذكر فيه شيء الا كأن كأن الشيخ رحمه الله رجع الى تصحيح الحديث وجعله صحيحا لغيره فلعل احد الاخوة يراجع هو هو ها الاسناد مم الاسحاق السبيعي عن عن ايوه لا صححه لغيره الشيخ تراجع عن تظعيفه وصححه لغيره في في في آآ سنن ابي داوود في سنن ابي داوود لكن يحتاج الى مراجعة ولعل احد الاخوة الافاضل يراجع ويفيدنا بذلك نعم قال حدثنا مسدد اما شواهد الحديث العامة مر معنا كثير منها. نعم. شواهد صحته العامة مر معنا. نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا معتمر قال سمعت ابي قال سمعت انس بن مالك رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم واعوذ بك من فتنة المحيا والممات واعوذ بك من عذاب القبر ثم اورد رحمه الله تعالى انا في النسخة مسجل من فترة ملاحظة صحيح لغيره عن الشيخ لكن آآ يعني اؤكد على الاخوة البحث عن ان هذا الموضع في كتبه ولعله في في في كلامه على سنن ابي داوود والحديث موجود اه في في سنن ابي داوود ثم اورد رحمه الله تعالى عن انس ابن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم واعوذ بك من فتنة المحيا والممات واعوذ بك من عذاب القبر هذه امور كان يتعوذ صلوات الله وسلامه عليه بالله منها يتعوذ بالله من العجز والكسل وقد عرفناهما والفرق بينهما وايظا الجبن عرفناه والهرم نظيره في الحديث المتقدم قوله وسوء الكبر وفي حديث ايضا سابق ان ارد الى ارذل العمر وقوله واعوذ بك من فتنة المحيا والممات اي ان افتن في في حياتي وعند مماتي عن عن دين قال واعوذ بك من فتنة المحيا والممات وايضا يتناول الفتنة في الممات اي بعد الممات في القبر عندما يأتي الفتانان ملكان ويجلسان الميت ويسألانه من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ هذه فتنة تكون للانسان في الممات ويشملها هذا التعوذ قال واعوذ بك من عذاب القبر اي من ان اعذب في قبري وعذاب القبر حق نعم قال حدثنا المكي قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن ابي هند عن عمرو بن ابي عمرو عن انس رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال ثم ذكر حديث انس من طريق اخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن تعوذ هنا من امرين الهم والحزن او الحزن الهم والحزن اه الم كلاهما الهم والحزن الم يصيب القلب وشدة تصيب القلب لكن الشدة التي تصيب القلب قد تكون متعلقة بالماضي وقد تكون متعلقة بالواقع بالواقع وقد تكون متعلقة بالمستقبل فاذا كان شيئا يتعلق بماضي الانسان يعني تذكر امورا ماظية فتألم قلبه لاجلها. فهذا الذي يسمى الحزن او الحزن واذا كان يتعلق بامور قادمة فهذا يسمى هم اذا كان مخاوف الم القلب ناشئ عن مخاوف في امور قادمة واتية فهذا يسمى هم واذا كان الم القلب عن امور واقعة يعايشها الانسان فهذا يسمى غم فاذا الهم والحزن والغم كلها الام تصيب القلب فان كان الالم يتعلق بشيء ماضي فهو الحزن واذا كان يتعلق بالواقع فهو الغم واذا كان يتعلق بامور مستقبله فهو الهم فاذا قول هنا اعوذ بك من الهم والحزن يعني اعوذ بك من الم يصيب قلبي سواء في امور الماضية او في ماذا؟ او فيما استقبله من حياتي يتعوذ بالله من من ان يصيبه قلبه الم وارق ومعاناة وتعب سواء فيما يتعلق بالماضي او فيما يتعلق المستقبل ولهذا في قول الله سبحانه وتعالى ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا قال انفسرون لا تخافوا اي مما انتم قادمون عليه ولا تحزنوا مما انتم مفارقونه من الاهل والاولاد لانهم في حفظ الله سبحانه وتعالى ورعايته هذا معنى قوله اعوذ بك من الهم والحزن وقوله واعوذ بك من العجز والكسل معناه ممر العجز والكسل كل منهما ترك للعمل لكن العجز ترك له لعدم القدرة عليه والكسل ترك له لعدم الارادة له مع القدرة عليه هذا الفرق بين العجز والكسل قال واعوذ بك من العجز والكسل العجز عدم القدرة على القيام بالعمل والكسل عند العبد قدرة على القيام بالعمل ولكن ماذا ولكن ارادته ضعيفة وهمته متدنية فلا يعمل فلا يعمل لكسله ولهذا يمضي المجدون في الطاعات والخيرات وهو كسله والعياذ بالله يمنعه من من الخير ويحول بينه وبين الخير واحيانا يكون في الانسان شيء من العجز البدني الذي قد يعوقه قد يعوق عن بعض الاعمال ان يأتي بها على تمامها ولكن قوة ارادته وعظيم رغبته يجعله يأتي بالعمل مثل ما يأتي به الاصحاء الذين لا لم يصابوا بشيء من هذه الاضرار وبالمقابل ترى في الناس اناسا ممتعين بكامل الصحة والقوة ولكنهم مضيعين لابواب الخير بهذه المناسبة اذكر فائدة استفدتها في هذا المسجد من رجل اندنوسي لم يكلمني ولم اتكلم معه لكنه افادني فائدة لها اكثر من خمسة وعشرين سنة لا انساها ما حييت وهي فائدة من انفس الفوائد كانت الصلاة في هذا المسجد في العشر الاواخر من رمضان عندما يتهجدون في الثلث الاخير من الليل كانوا يصلون خمس تسليمات التسليمة الاولى يقرأ فيها الامام جزءا كاملا الركعة الاولى نصف جزء والركعة الثانية نصف جزء ثم التسليمة الثانية يقرأ الامام جزءا كاملا الركعة الاولى نصف جزء والركعة الثانية نصف جزء ثم التسليمات الثلاثة البواقي في كل تسليمة نصف جزء مقسومة ربعين ربع وربع فيكون في الليلة ثلاث اجزاء ونصف ثلاث اجزاء ونصف يصلى في في التهجد في في اخر الليل فكان هذا الرجل الاندلسي احدى رجليه مقطوعة لا اذكر اليمنى او اليسرى مقطوعة من من عند الركبة وكان يأتي الى المسجد نسميها المغازل العصي التي توضع في العضد يمشي عليها برجل واحدة ومرة صلى امامي تماما كان امامي تماما فصلى التهجد كله كاملا من اوله الى اخره رأي العين انا بنفسي رأيته على قدم واحدة بدون العصي بدون العصي لا اقول احد حدثني هذا ترون عني انا عيني رأته امامي مباشرة لم يكن بيني وبين احد فصلاها كاملة ثلاث اجزاء ونصف على قدم واحدة وكان يعني ينهض بحذر حتى يقوم ويثبت نفسه على قدم واحدة ويقف مستمرا على قدم واحدة يصلي وفي الشارع من لهم قدمين كثيرون واقدام صحيحة ونشيطة ومحرومين من من هذا الخير فاحيانا يكون عند الانسان عجز في بدنه لكن ارادته العالية ورغبته العظيمة وصدقه مع الله عز وجل فتجده يقبل على العبادة وترى اخرين اصحاء واقوياء ومتعين بالقوة والنشاط واقدامهم وصحتهم ونشاطهم ضائع في الذهاب هنا وهناك او يذهب يطالع النساء او يذهب الى هذا هذا شغل قدميه وهذا نشاطه يذهب في هذه الامور ولهذا جميل بالانسان ان يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز ومن الكسل واذكر ان رجلا كان يأتي الى هذا المسجد توفي رحمة الله عليه كان يأتي الى هذا المسجد وهو مسن في في صلاة التهجد والتراويح وكانت بنيته ضعيفة جدا ويتحامل على نفسه ويقوم بثقل الى ان ينتصب قائما ويستمر قائما وجسمه لا يحمله لكن عنده ارادة حتى اذكر ان رجلا عمره ستين سنة اتاني مرة قال انا استحييت من من فلان استحيت من فلان انا اصلي جالس لكن لما رأيته وهو بهذا الظعف وبهذا العمر تسعين سنة ويقوم ويصلي قائم يقول والله استحييت منه واصبحت اقوم اصليها كلها قائمة التعوذ بالله من العجز والكسل من اعظم او من اكثر ما نحتاج اليه في في هذا الوقت الكسل اه اثر فينا تأثيرا كبيرا نسأل الله ان يعيذنا واياكم من العجز ومن الكسل ثم قال والجبن والبخل عرفنا فيما سبق الفرق بين الجبن والبخل ان كلا منهما ان كلا منهما امتناع عن الاحسان امتناع عن الاحسان للناس فاذا كان هذا الامتناع امتناع عن الاحسان بالمال فهذا يسمى ماذا بخل واذا كان امتناع عن نفع النفع بالبدن فهذا يسمى جبن فالجبان الذي لا ينفع الناس ببدنه والبخيل الذي لا ينفعهم بماله هذا الفرق بين الجبن البخل قال وضلع الدين اي واعوذ بك من ضلع الدين وغلبة الرجال ظلع الدين اي ثقل الدين ظلع الدين اي ثقل الدين والدين حمل ثقيل على الانسان الدين حمل ثقيل على الانسان ولهذا يتعوذ بالله تبارك وتعالى من ضلع الدين اي من ان يكون عليك دين فيثقل كاهلك وقد جاء في حديث صح عن نبينا في المسند وغيره انه قال صلى الله عليه وسلم قال لا تخيفوا انفسكم بعد امنها لا تخيفوا انفسكم بعد امنها قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال الدين فالدين له ثقل ولا يحس بثقل الدين الا من يعرف خطورة الدين والنبي صلى الله عليه وسلم قال ان ان الميت مرتهن بدينه ففدينا حمل ثقيل وعبء كبير فله ثقل على الانسان له ثقل على الانسان والانسان لا يزال بخير اذا كان اذا كان عليه دين ويحس بثقله لا يزال بخير وهو حريص على سداده اما اذا كان محمل والعياذ بالله من الديون للناس ولا يحس بها هذي مصيبة هذا كيف يكون امره عندما يلقى الله عز وجل وهو يحمل ديونا واموالا وحقوقا للناس فبعض الناس استمرأ استمرأ اكل اموال الناس بالباطل واستدان منهم وهو لا ينوي سدادها ولا ينوي ردها فهذه تعد مصيبة عظيمة فاذا من الخير بالانسان اذا كان عليه دين ويحس بثقله فهذا من من من الخير باذن الله ومن الخير ايضا ان تدعو الله وقد جاء مكاتبا الى علي بن ابي طالب رظي الله عنه يشكو الدين الذي عليه فقال الا اعلمك دعاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عليك من الدين مثل الجبل لاداه الله عنك لو كان عليك من الدين مثل الجبل وتأمل مثل الجبل في الدلالة على ثقل الدين وظلع الدين قال لاداه الله عنك قال ان تقول اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك وكل من عليه دين ينبغي ان يحافظ على هذه الدعوة المباركة. اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك قال وضلع الدين وغلبة الرجال غلبة الرجال اي تسلطهم علي تسلطهم علي بالعدوان والبغي والايذاء ونحو ذلك هذا معنى قوله وغلبة الرجال فهذه امور اربعة او امور ثمانية كان يتعوذ منها عليه الصلاة والسلام في هذه الدعوة العظيمة نعم قال حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا عبد الرحمن المسعودي عن علقمة ابن مرفد عن ابي عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني انك انت المقدم والمؤخر لا اله الا انت ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وفيه استغفار النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الصيغة قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني انك انت المقدم والمؤخر لا اله الا انت هنا تفصيل في باب الاستغفار وهو حسن في هذا المقام مقام الاستغفار لان مقام الاستغفار هو مقام طلب الاقالة من العثرات وعثرات العبد كثيرة منها القديم ومنها الحديث ومنها الخفي ومنها المعلن ومنها الكثير ومنها القليل فكان جميلا بالعبد عندما يستغفر ان يفصل مثل هذا التفصيل وحتى يستحضر ذنوبه بانواعها ويطلب من الله ان يقيله وان يعفو عنه فعندما تقول اللهم اغفر لي ما قدمت من الذنوب وما اخرت اي ما وقع مني من الذنوب متقدما في اول زماني وما وقع مني من الذنوب متأخرا في اخر زمانه وما اسررت وما اعلنت اي ما وقع مني من الذنوب سرا بدون اطلاع الناس وما اعلنت اي ما ما قمت به من الذنوب على وجهي العلانية وقوله اسررت واعلنت اي عن الناس اما الرد سبحانه وتعالى فالسر عنده علانية والغيب عنده شهادة لا تخفى عليه خافية سواء منكم من اسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار قال وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني وهذا فيه ان العبد قد يفعل ذنوبا كثيرة وينساها لكن الله عز وجل يحصيها عليه. احصاه الله ونسوه ولهذا قال هنا وما انت اعلم به مني وفي دعوة اخرى او تعود اخر صح عنه عليه الصلاة والسلام اللهم اني اعوذ بك من شر ما علمت واعوذ بك من شر ما لم اعلم واعوذ بك من شر ما عملت واعوذ بك من شر ما لم اعمل فالعبد يلتجئ الى الله سبحانه وتعالى ويطلب منه تبارك وتعالى ان ان يعيده من من ذنوبه كلها القديم والحديث السر والعلانية وايضا ما خفي عنه ما خفي عليه من من ذنوبه فيسأل الله تبارك وتعالى ان يغفر له ذلك كله. وما انت اعلم به مني وهذا فيه ان الله تبارك وتعالى احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ولا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء ثم قال انك انت المقدم والمؤخر هذا توسل الى الله بهذين الاسمين هذا توسل الى الله بهذين الاسمين والاتيان بهذين الاسمين في هذا المقام في غاية المناسبة لانك انت تطلب من الله ان يقدمك تطلب من الله ان يقدمك باقالة عثراتك وتسأله ان يعيذك من ان لا يؤخرك بابقائك على ذنوبك وخطاياك لم تغفر لك والتقديم والتأخير بيده هو سبحانه وتعالى المقدم والمؤخر فناسب هذا المقام طلب الاقالة من الذنوب القديمة والحديثة الاول والاخر ناسب هذا المقام ان تتوسل الى الله تبارك وتعالى بهذين الاسمين انك انت المقدم والمؤخر اي لا تقدم لاحد ورفعة في الدرجات وعلو في في المنازل الا من قدمته وايضا لا تؤخر لاحد اه سفول وظياعا الا ما من اخرته وهذا هو معنى قوله تبارك وتعالى فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء من هداه قدمه ومن اظله اخره التقديم والتأخير بيده تبارك وتعالى. افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات فالامر بيده تبارك وتعالى. قال لا اله الا انت وهذا ختم لهذا الدعاء بكلمة التوحيد لا اله الا الله. وكنا عرفنا فيما سبق فائدة جليلة جدا وهي انه كثيرا ما يأتي الجمع بين الاستغفار والتوحيد في ادعية كثيرة جدا ثبتت عن نبينا منها مر معنا قريبا سيد الاستغفار وايضا قوله عليه الصلاة والسلام من قال استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه. غفرت له ذنوبه ولو كان فر من الزحف وايضا دعوة ذا النون لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فكثيرا ما يأتي الجمع بين التوحيد والاستغفار وفي كل منهما التوحيد والاستغفار غفران للذنوب اما التوحيد فهو يمحو اصل الشرك. واما الاستغفار فهو يمحو فروعه من الذنوب والمعاصي كما نقلت لكم سابقا في ذلك كلمة شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والله تعالى اعلم وصلى الله سلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الله الصواب وفقكم للحق. نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم. وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله اله الا انت استغفرك واتوب اليك