بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين الى محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله سبحانه وتعالى ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن لهم مسلمون تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكن ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. يقول تعالى محتجا على المشركين من العرب ابناء اسماعيل وعلى الكفار من بني اسرائيل وهو يعقوب ابن اسحاق ابن ابراهيم عليه السلام بان يعقوب لما حضرته الوفاة والصابنيه بعبادة الله وحده لا شريك له فقال لهم قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق. وهذا من باب التغليب لان اسماعيل عمه قال نحاس والعرب تسمي العم ابا. تسمي العم ابا. نقله القرطبي. وقد وقد استدل بهذه الاية الكريمة لمن جعل الجد ابا وحجب به الاخوة كما هو قول الصديق حكاه البخاري عنه من طريق ابن عباس وابن الزبير ثم قال البخاري ولم مختلف عليه واليه ذهبت عائشة ام ام المؤمنين وبه يقول الحسن البصري وطاؤوس وعطاء وقال مالك والشافعي واحمد في المشهور عنه انه يقاسم الاخوة وحكي ذلك عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وزيد ابن ثابت وجماعة من السلف والخلف وقوله اله واحدة اي نوحده بالالوهية ولا نشرك به شيئا غيره. ونحن له مسلمون اي مطيعون خاضعون كما قال تعالى وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون. والاسلام هو ملة الانبياء قاطبة وان تنوعت واختلفت مناهجهم. كما قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون والايات في هذا كثيرة والاحاديث فمنها قوله صلى الله عليه وسلم نحن معشر الانبياء اولاد علات ديننا واحد وقوله تعالى تلك امة قد خلت اي مضت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. اي ان السلف الماضين من ابائكم من الانبياء والصالحين لا ينفعكم انتسابكم اذا لم تفعلوا خيرا يعود نفعه عليكم. فان لهم اعمالهم التي عملوها ولكم اعمالكم ولا تسألون عما كانوا يعملون. ولهذا جاء في الاثر من بطأ به عمله لم يسرع به نسمه وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بالملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. روى محمد بن اسحاق عن ابن عباس قال قال عبد الله بن صورية الاعور لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما الهدى الا ما نحن عليه فاتبعنا يا محمد وقالت النصارى مثل ذلك فانزل الله عز وجل وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا وقوله قل بل ملة ابراهيم حنيفة اي لا نريد ما دعوتم اليه من اليهودية والنصرانية بل نتبع ملة ابراهيم حنيفا اي مستقيما. قال ومحمد بن كعب وعيسى ابن جارية وقال مجاهد الربيع ابن انس حنيفا اي متبعا وقال ابو قلابة الحنيف الذي يؤمن بالرسل كلهم من اولهم الى اخرهم قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل الى ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي من ربهم لا نفرق بين احد منهم. ونحن له مسلمون. ارشد الله تعالى عباده المؤمنين الى الايمان بما انزل اليهم بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مفصلا. وما انزل على الانبياء المتقدمين مجملا ونص على اعيان من الرسل واجمل ذكر بقية الانبياء والا يفرقوا بين احد منهم بل يؤمن بهم كلهم ولا يكونوا كان قال الله فيهم. ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض حقا. وروى البخاري عن ابي هريرة قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لاهل الاسلام. فقال صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم. وقولوا امنا بالله وما انزل الينا. وروى مسلم وابو داوود والنسائي عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثر ما يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر بآمنا بالله وما انزل الينا الاية والاخرى بالله واشهد بانا مسلمون. وقال ابو العارية والربيع وقتادة الاسباط بنو يعقوب اثنا عشر رجلا. ولد كل رجل منهم امة من الناس فسموا فسموا الاسباط. وقال الخليل ابن احمد وغيره الاسباط في بني اسرائيل كالقبائل في بني اسماعيل وهذا ان المراد بالاسباط ها هنا شعوب بني اسرائيل وما انزل الله من الوحي على الانبياء الموجودين منهم كما قال موسى لهم. اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم الملوك. وقال تعالى وقطعنا مدنتي عشرة اسباطا. قال القرطبي والسبط الجماعة والقبيلة الراجعون الى اصل واحد وقال قتادة وامر الله المؤمنين ان يؤمنوا به ويصدقوا بكتبه كلها وبرسله وقال سليمان بن حبيب انما امرنا ان نؤمن بالتوراة والانجيل ولا نعمل بما فيهما وروى ابن ابي حاتم عن معقل ابن يسار. قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم امنوا بالتوراة والزبور والانجيل القرآن قال سبحانه وان امنوا بمثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم صبغة الله ومن احسن من الله صبغة ونحن له عابدون. يقول تعالى فان امنوا يعني الكفار من اهل الكتاب وغيرهم بمثل ما امنتم به ان ايها المؤمنون من الايمان بجميع كتب الله ورسله. ولم يفرقوا بين احد منهم فقد اهتدوا اي فقد اصابوا الحق وارشدوا اليه. وان تولوا اي عن الحق الى الباقي بعد قيام الحجة عليهم فانما هم في شنقاقهم الله اي فسينصرك عليهم ويظفرك بهم وهو السميع العليم رواه ابن ابي حاتم اخبرنا زياد بن يونس حدثنا نافع بن ابي نعيم قال ارسل الي بعض الخلفاء مصحف عثمان ابن عفان ليصلحه قال زياد فقلت له ان الناس ليقولون ان مصحفهم كان في حجره حين قتل. فوقع الدم على فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. فقال نافع بصرت عيني بالدم على هذه الاية وقد قدم. وقوله صبغة الله قال الضحاك عن ابن باسم دين الله وكذا روي عن مجاهد وابي العالية وعكرمة وابراهيم والحسن وقتادة والضحاك وعبدالله ابن كثير وعطية العوف والربيع بن انس والسدي نحو ذلك وانتصاب صبغة الله اما على الاغراء كقوله فطرة الله اي الزموا ذلك عليكم يقال بعضهم بدلا من قوله ملة ابراهيم قال سبحانه ولا تحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون. ام تقولون ان ابراهيم اين هو اسحاق ويعقوب؟ الاسباط كانوا هودناء ونصارى. قل انتم اعلم ام الله الله بغافل عما تعملون. تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون يقول تعالى مرشدا نبيا صلوات الله وسلامه عليه الى درء مجادلة المشركين قل اتحاجوننا في الله اي تناظروننا في توحيد الله والاخلاص والانقياد واتباع اوامره وترك زواجره. المتصرف فينا وفيكم المستحق الاخلاص الالهية له وحده لا شريك له ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم. اي نحن براء. اي نحن برءاء منكم ومما تعبدون وانتم برءاء منا كما قال في الاية الاخرى وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما اتعملون؟ وقال تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني الى اخر الاية وقال تعالى اخبارا عن ابراهيم قومه قال تحاجوني في الله الى اخر الاية. وقال تعالى لم ترين الذي حاج ابراهيم في ربه قال في هذه الاية الكريمة ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون. اي نحن برآء منكم كما انتم برآء منا. ونحن لهم مخلصون اي في العبادة والتوجه ثم انكر تعالى عليهم في دعواهم ان ابراهيم من ذكر بعده من الانبياء والاسباط كانوا على ملتهم. اما اليهودية واما النصرانية فقال قل انتم اعلم ام الله يعني بل الله اعلم وقد اخبر انهم لم يكونوا هودا ولا نصارى كما قال تعالى ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصر غنيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين. الاية والتي بعدها وقوله ومن اظلم ممن كتم شهادة قال الحسن البصري كانوا يقرأون في كتاب الله الذي اتاهم ان الدين الاسلام وان محمدا رسول الله ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط كانوا برءاء من اليهودية والنصرانية. فشهدوا لله بذلك واقروا على انفسهم الله فكتموا وشهادة الله عندهم فكتبوا شهادة الله عندهم من ذلك وقوله وما الله بغافل عما تعملون. تهديد ووعيد شديد. اي ان اي ان علمه محيط بعلمكم اي ان علمه محيط بعملكم وسيجزيكم عليه ثم قال تعالى تلك امة قد خلت اي قد مضت لها ما كسبت ولو ما كسبتم اي لهم اعمال ولكم اعمالكم ولا تسألون عما كانوا يعملون وليس يغني عنكم انتسابكم اليهم من غير متابعة منكم لهم ولا تغتروا بمجرد النسبة اليهم حتى وتكونوا مثلهم منقادين لاوامر الله واتباع رسله. الذين بعثوا مبشرين ومنذرين فانه من كفر بنبي واحد فقد كفر بسائر الرسل ولا سيما بسيد الانبياء وخاتم المرسلين ورسول رب العالمين. الى جميع الانس والجن من المكلفين صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر انبياء الله اجمعين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد لكى ربنا سبحانه وتعالى فقال سبحانه ام كنتم شهداء ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا. ونحن له مسلمون. تلك امة قد قالت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون في هذه او في هذه الايات اشفاق اشفاق الوالد وعظيم اهتمامه بولده فها هو يعقوب الكريم ابن الكريم عليه صلوات ربي وعلى رسولنا اتم الصلاة واتم التسليم يجمع بنيه ويوصيهم بعبادة الله وحده ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك وادخلوا في مسمى الاباء العم ابراهيم وهو ابوهم واسماعيل وهو عمهم ففي هذه الاية ان الجد وان العبد وان العم ايضا ينزل منزلة الاب. واذا قال النبي صلى الله عليه وسلم العم صنو ابيه. فهو امام منزلة الاب فيؤخذ من هذا ان المسلم مأمور ان يحرص على نصيحة اولاده وتربيتهم وان كانوا وان كان في الدرجة العليا من العبادة بان هؤلاء هم دخل في هؤلاء البنين يوسف عليه السلام دخل في هؤلاء بني يوسف وهو نبي من انبياء الله عز وجل وبقية الاسباط وهم ايضا على خلاف بين العلماء هل هم انبياء او لا فالراجح انهم انهم من الصالحين وليسوا من الانبياء فان كان بعض اهل العلم يرى انهم انبياء ايضا لكن الصحيح ان فعلتهم التي فعلوها مع يوسف تنافي كونهم انبياء ومع توحيدهم واقرارهم قال يعقوب لهم ما تعبدون من بعدي؟ قالوا نعبد الهك وهذا يذكرنا ايضا بخوف ابراهيم عليه السلام واجنبني وبني ان نعبد الاصنام فاذا كان امام الحنفاء يخشى على بنيه من عبادة الاصنام كذلك ايضا يعقوب الذي هو الكريم ابن الكريم يخشى ان يعبد ابناءه غير الله عز وجل فكيف بغيرهم من سائر الخلق؟ قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون اي مطيعون خاضعون وامتثلوا ثم قال تعالى تلك امة قد خلت اي خلت من خلوه من الدنيا وخروجه من الدنيا لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون لان من الناس من يحتج بالامم السابقة. وخاصة اذا كان الاحتجاج مخالفا لشريعة الله عز وجل فانه لا حجة فيه خاصة اذا كانت شريعة من قبلنا تخالف شريعتنا فهذه الشريعة تكون لهم لهم ما كسبوا ولنا ما كسبنا يقوم الكثير يقول تعالى محتج على المشركين من العرب ابناء إسماعيل وعلى الكفار من بني إسرائيل يحتج عليهم بقول من؟ بقول يعقوب الذي هو اسرائيل وهو وهو ابو بني اسرائيل. بنو اسرائيل ينسبون الى يعقوب ولا ينسبون الى ابراهيم من جهة انهم على ان ابراهيم كان يهوديا او نصراني وانما هم ينسبون الى بني اسرائيل الذي هو يعقوب عليه السلام. يعقوب بن اسحاق ابن ابراهيم عليهم الصلاة والسلام بان يعقوب لما حضرته الوفاة وصى بنيه بعبادة الله وحده لا شريك له ثم قال هنا وهذا يقول ذكر العمق وهذا من باب التغليب لان اسماعيل عمه قال ابن النحاس هنا قال النحاس والصحيح انه ابو جعفر ابن النحاس وهو له كتاب اسمه اعراب القرآن وكتاب اسمه معاني القرآن. قال ابن النحاس والعرب تسمي العم ابى. العرب تسمي العم ابى والنبي قال الم تعلم يعمل العبد صنو ابيه فيصله الاب. قال وقد استدل بهذه الاية ما ذهب اليه من قال في مسألة المواريث ان الاب يحجب الاخوة ومذهب اكابر الصحابة مذهب وابكر والخلفاء. ولذا قال البخاري يختلف عليه ذهب الى هذا القول ابو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه وذهب اليه ايضا ابن الزبير وابن عباس رضي الله تعالى واجمعين وذهبت اليه عائشة وبه قال ابن احمد رحمه الله تعالى وهو قول الحسن وهو قول الحسن والطاغوس وعطاء وذهب جمهور الفقهاء الى ان الجد يقاسم الاخوة يقاسم الاخوة ويشاركهم في بقية المال والصحيح انه اذا ما اذا هلك هالك عن جد وعن بنت واخوة فان البنت تأخذ النصف والباقي للجد تعصيبا ويسقط الاخوة جميعا هذا هو الصحيح والراجح كما قال ابن الزبير انه جعل جعل الجد ابى وبالاجماع اذا كان هناك اب اسقط الاخوة وانما الخلاف في الجد فمنهم من يرى انه يشارك الاخوة لان من جهة القرابة هذا يعني الاخوة ومن جهة ابيه والجد ايضا من جهة ابيه. قالوا هذا وجه المشاركة فسر الوفاء جعلوه المشتركة ان يتقاسم ان يتقاسم الاخوة مع الجد. يتقاسم الاخوة مع الجد اما اذا كان السدس احظ له تركيا السدس وان كانت تعصيا وان كان المقاسمة احظ له اعطي المقاسمة. الى ان قال والراجح كما ذكرت الراجح انه ان الجد اب ان الجد ينزل منزلة الاب ويحجب الاخوة قول الها واحدا اي يوحده بالالوهية ولا نشرك معه غيره وقوله نحن مسلمون اي مطيعون خاضعون. والله سبحانه وتعالى له اسلم في السماوات والارض طوعا وكرها اما اسلامه طوعا واختيارا واما اسلامه كرها وذلا وخضوعا فالخلق كلهم عبيد لله عز وجل. ان عبودية اختيار واما عبودية قهر وذل قال والاسلام ملة الانبياء جميعا وهذا يسمى بالاسلام العام ان الاسلام اسلامان اسلام خاص واسلام عام فالاسلام الذي هدى ونحن له مسلمون هو الاسلام العام وهو الطواعية والخضوع لله عز وجل بتحقيق بتحقيق الهيته وعبوديته وهذا معنى قوله تعالى ان الدين عند الله الاسلام. فكل من جاء بدين غير الاسلام الذي يقبله الله عز وجل فانه لا يقبل منه وكل دين بعد بعث محمد صلى الله عليه وسلم فهو دين منسوخ ولا يسمى بعد بعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم لا يسمى ذلك اسلاما الا اسلامه ودينه الذي جاء به وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من يهودي ولا نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار قول تلك امة قد خلتني قد مضت لها ما كسبت ولكم ما كسبت بمعنى لها اعمالها ولكم ايضا اعمالكم. لا تسألون عن اعمالهم ولا يسألون عن اعمالكم ثم قال فقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا. النصارى تقول العرب كونوا هودى يحصل في الهدى والنجاة والنصارى تقول ايضا كونوا كونوا نصارى تهتدوا فجعل هداية محصورة في التهود والتنصر. وقالوا ذاك محمد صلى الله عليه وسلم كما قال ذلك ابن اسحاق فيما رواه عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان عبد الله ابن سوري الاعور اليهودي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأله قال ما الهدى الا ما نحن عليه؟ يقول هذا الرجل عبد الله بنصوريا ما الهدى الا ما نحن عليه؟ فاتبعنا يا محمد تهتدي فقالت النصارى مثل ذلك فانزل الله قوله بل ملة ابراهيم بل ملة ابراهيم حنيفا. اي ان كنتم صادقين وتريد الهداية فثعابت تبع ملة ابراهيم عليه السلام الذي لم يكن يهوديا ولم يكن نصرانيا. فان اردتم الهدى والنجاة فعليكم باتباع ملة ابراهيم. ومن اتبع ملة ابراهيم لزم من يتبع شريعة محمد صلى الله عليه وسلم قال اي لا نريد ما دعوتم اليهود والنصرانيين بل نتبع طريقة وملة ودينا ابراهيم عليه السلام الذي كان حنيفا مستقيما كما قال ذلك ابن كعب القرظي وعيسى ابن جارية وقال مجاهد حنيفا اي متبعا وقيل الحي الذي يؤمن بالرسل كل من اوله الى اخره والحديث هو المائل يطلق هو من الكلمات المتضادة ومن الالفاظ المتظادة مستوى مما يسمى بالاشتراك اللفظي لكنه اشتراك اللفظي متضاد الحنيف يطلق على المستقيم والحديث يطلق ايضا على الماء مع انها نفخ واحد ويطلق على معنيين متغايرين متضادين فكان المعنى حريفي من جهة الاستقامة هي الاستقامة على دين الله عز وجل وتوحيده وكان المعنى المائل اي المائل بكليته عن الباطل الى الحق فهذا هو معنى الحديث. ثم قال قولوا امنا بالله وما انزل الينا وما انزل ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط وما اوتي موسى وعيسى وما اوتي النبي من ربه لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ارشد الله تعالى عباده المؤمنين الى الايمان بما انزل اليهم بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان من امن محمد يلزمه ان الايمان بجميع الانبياء والرسل الذين سبقوا محمد صلى الله عليه وسلم. ويكون الامام بحسب علمه فكلما ازداد علمه بالامير والرسل لزمه الايمان بهم واذا قال تعالى كذبت قوم نوح المرسلين مع انه لم يبلغ الا الا رسول واحد فجعل تكذيب الرسول الواحد تكذيبا لجميع الرسل. كذلك من كذب محمد صلى الله عليه وسلم فقد كذب جميع الانبياء. واذا جاءت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ان نؤمن بجميع الانبياء والرسل بل يقول الرسل يوم القيامة عندما تقول اممهم يا ربنا ما بلغونا فيقول الله هل لكم من شهداء فيقول النبي نوح وعين الانبياء نعم لنا امة محمد تشهد لنا فتشهد امة محمد على الامم السابقة. نعم نعلم نشهد يا ربنا ان نوح قد بلغ. وان هود قد بلغ. كيف علمتم ذلك؟ قال بما انزلت رسولنا انه قد بلغ الرسالة فارشد الله عباده المومن الايمان ما انزل اليهم بواسطة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مفصلا وما انزل على الانبياء المتقدمين مجملا ونص على عيال من الرسل وهذا يسمى الايمان التفصيلي. الايمان بمن جاء ذكره في كتاب الله والسنة من الرسل والانبياء. هذا ايمان تفصيل والايمان الاجمالي ان نؤمن ان هناك من رسل الله ما لا يعلمهم الا الله. الرسل قد خصصناهم عليك وغسلا لم نقصصهم عليك فهناك رسل كثير لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. وان الذين ذكروا الذين يذكروا لا نفرق بين احد منهم ولا يعني اداب التفريق ان لا نفاضل بينهم بما اننا لا نفرق اي نعتقد ونؤمن انه جميع انهم كلهم رسل الله عز وجل والا من جهة التفضيل فافضل اولي العزم على افضله ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم نوح وقبل ذلك كله على الاطلاق هو رسولنا صلى الله عليه وسلم. اما الكفرة واهل الكتاب من الكفرة فيريد ان يفرق بين الله ورسله. ويقول نؤمن بعض الكتاب ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا ذلك سبيلا. اولئك هم الكافرون حقا. قال ذكر البخاري عن ابي هريرة قال كان اهل الكتاب يقرأون التوراة بالعبرانية ويفسرون العربية لاهل الاسلام فقال رسولنا صلى الله عليه وسلم لا تصدقوا اهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله قلناها وما انزل الينا. وهذه قاعدة اذا حدثكم بنو اسرائيل فلا تصدقوا ولا تكذبوا. وما جاء عن بني اسرائيل لا يخرج عن ثلاث حالات اما ان يكون مخالفا لشرعنا فهو مردود بشرعنا واما ان يكون موافقا لشرعنا فنقبله لقبول شرعنا له واما ان يكون واما يكون لا مخالف ولا موافق فهذا الذي نرويه ولا نصدق ولا نكذبه ورواه مسلم في صحيح عن ابن عباس ايضا قال كاسم من اكثر ما يصلي الركعتين اللتين قبل الفجر يقرأ فيهما قل امنا بالله وما انزل الينا والاية الاخرى قولوا امنا بالله واشهد بانا مسلمون من سورة ال عمران احداهما البقرة والثانية من ال عمران ثم قال وقائم العالي والربيع قتادة الاسباط بنو يعقوب فذكر هنا ابراهيم واسماعيل وقدم اسماعيل على اسحاق قدمه لان اسماعيل هو بكر هو بكر ابراهيم وانه اكبر من اسماعيل اسماعيل اكبر من اسحاق وهذا مما يؤيد ان الذبيحة هو من؟ واسماعيل. فاسماعيل هو الذبيح عليه السلام فتحسدنا اليهود او يحسدنا اليسرى على هذه على هذه الخصيصة ولذلك يقول بنو اسرائيل ان الذبيحة من واسحاق. هذا ليس بصحيح فاسماعيل هو المبشر به. هو المبشر به من جهة انه ولد لابراهيم على كبر. فكان هو الذي بلغ معه السعي واما اسحاق فقد ولد بعد بعد ذلك قول واسحاق ويعقوب احتج بهذه الاية من قال للاسباط انبياء لان الله ذكرهم انهن يؤمن به فقال باول الاسباط انبياء والاسباط هم بنو هم بنو يعقوب الاسباط هم بنو يعقوب وهم اثنى عشر رجلا ولد كل رجل منهم امة من الناس فسموا الاسباط اي الاسباط هم من تفرق من بني يعقوب عليه السلام وقال الخليل الاسباب بني اسرائيل كالقبائل في بني اسماعيل. هناك اسباط وهنا قبائل. وهذا الاسباط هنا شعوب بني اسرائيل وما انزل الله من الوحي على الانبياء فيدخل في هذا المعنى يقول والاسباط ان المراد بالاسباط هنا من انزل عليه من الانبياء منهم وليس المقصود هم الابناء الذين هم ابناء يعقوب. وهذا ارجح ان الاسباط هم شعوب بني اسرائيل وكان في اولئك الشعوب هم رسل انبياء فمنهم مثلا موسى ومنهم ايضا ايوب ومنهم ايضا داوود وسليمان كل هؤلاء من الاسباط من الاسباط الذين تفرقوا موسى عليه السلام هو من اه سبطي يعقوب من سبطي يوسف عليه السلام من سبط من اجداده يوسف عليه السلام وغيره من اه من من الاسباط الاخرى. قال هنا كما قال موسى اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوك وقال تعالى فقطعناهم باثنتي عشرة اسباطا امما. قال القدوة الست الجماعة والقبيلة الراجع الى اصل واحد. ثم قال قال فان امن مثل ما امنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم وهذه الاية فيها بشارة لكل مؤمن ان كافيه هو الله. وان حافظه هو الله وان اعداء الامة وان تكاثروا واجتمعوا فان الله يكفي عباده المؤمنين. فان حصل الايمان فقد اهتدوا وان امتنعوا من الاهتداء فانما هم في شقاق اي في خلاف ونزاع ومع ذلك ان تسلطوا وتعتدوا وتعدوا فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. ثم قال يقول تعالى فان امنوا يعني الكفار من اهل الكتاب غيري بمثل ما امنتم به من الايمان بجميع كتب الله ورسله ولم يفرق بين احد منهم فقد اهتدوا اي فقد اصابوا الحق وارشدوا اليه. وان تولوا الى الحق بعد قيام الحجة عليهم فانما هم في شقاق فسيكفيكهم الله من جهة انه سينصرك عليهم ويظهرك بهم وهو السميع العليم. ذكر ابن ابي حاتم باسناده عن نار الذي نعيم قال ارسل الي بعض الخلفاء مصحف عثمان بن عفان ليصلحها فقال قال زياد فقلت له ان الناس ليقولون ان مصحفه كان في حجره حين قتل. ولذلك ابن عثمان رضي الله تعالى عنه امتنع من قتال من اراده وامر واقسم على من كان عنده ان يخرج من عنده وان لا يراق في ذاته شرطة الحجاب. فدخل عليه اولئك الخوارج وهو يقرأ القرآن. وحزوا رأسه والمصحف بين يديه رضي الله تعالى عليه وما تحرك فوقعت قطرات دمه على هذه الاية فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم. وقد كفاه الله فكل من شارك في قتل عثمان اما انه قتل او مات محروقا او تقطع كله لم يبقى منهم احد الا وانتقم الله عز وجل منه. وهذا مصداق قوله فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم قولوا صبغة الله قال الظحك ابن عباس دين الله وكذا روي عن مجاهد وابي العالي وعكرمة وقال بمعنى صدقة الله بمعنى فطرة الله صبغة الله بمعنى فطرة الله واذا قال ومن احسن الله صبغة. اي من احسن الله فطرة ودين سبحانه وتعالى فالصبغة هنا هو دين الله اي ومن احسن دينا من دين الذي شرعه ربنا سبحانه وتعالى واي فطرة اكمل واتم؟ من الفطرة التي فطر الله الناس عليها. ثم قال قل اتحاد في الله وهو ربنا وربكم ولنا اعمالنا ولكم اعمالكم ونحن له مخلصون. يقول الله تعالى مرشى نبيه صلوات الله وسلامه عليه الى الى درء مجادلة المشركين عندما حاجوه اي تناظروننا في توحيد الله والاخلاص له والانقياد واتباع اوامره وترك زواجره. وهو ربنا وربكم المتصرف فينا وفيكم المستحق الخاص الاخلاص الالهي وله وحده لا شريك له ولدى اعمال ولكم اعمالكم اي نحن برءاء ولا تحاجون في الله المحاج الان هي في توحيد الله وان الله هو المستحق العبادة فهؤلاء يقول الله عز وجل ليس مستحقا العبادة وحده. وان هناك الهات اخرى تعبد مع الله عز وجل فيقول الله قل اتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم وانتم تقرون بان الله هو ربكم. هم يقرون بذلك ولئن سألتم من خلق السماوات ليقولون الله ثم قال فان لم تقبلوا فلنا اعمالنا ولكم اعمالكم. اعمالكم وهذا في اول الاسلام في اول في اول الدعوة كان النبي مأمور بالكف مأمور بالكف وعن المقاتلة ونحن في اعمالنا له مخلصون وانتم في اعمالكم مشركون ثم قال لليهود ام تقولون لاهل الكتاب؟ ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسقط كانوا هودنا ونصارى. هذا القول كذب ولم يكن ابراهيم يهوديا ولا نصراني ولكن كان حنيفا مسلما. وكذلك ايضا اسحاق ويعقوب لم يكن من هذا. لم يكن وانما يعقوب كان يسمى باسرائيل واسرائيل في لغته في اللغة السريالية وبمعنى عبد الله لا يسمى بعبد الله هاي اسرائيل ثم بعد ذلك سموا اليهود لانهم قالوا هدنا اليك او نسبة الى جبل يقال هود في فلسطين. والنصارى نسبة الى انهم لا صاروا عيسى عليه السلام فلم يكن ابراهيم ولا اسماعيل ولا اسحاق ولا يعقوب ولا الاسباط كانوا هودا او نصارى. في هذا يقال ان الاسباط لاي شيء هم ابناء يعقوب كانوا هودا او نصارى. قل اانتم اعلم بالله فمن اغلى ممن كتم شهادة عنده من الله. اي من اولئك الاحبار الذين يعلمون انه لم يكن إبراهيم يهودي ولا نصرانيا وانما حملهم على ذلك الحسد قال الحسن كانوا يقرأون في كتاب الله الذي اتاهم ان الدين الاسلام وان محمدا رسول الله وان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب كانوا براء من اليهودية والنصرانية كان في كتبهم فشهدوا لله بذلك واقروا على انفسهم لله فكتبوا شهادة الله عندهم ومن ذلك قوله وما الله بغافل عما تعملون اي تهديدا ووعيدا شديدا اي ان العلم محيط بعملكم وسيجازيكم عليه ثم قال بعد ذلك قال تلك امة قد خلت اي هؤلاء الذين مضوا قد خلت ومضت مضت اجالهم وانتهت آآ دنياهم لها ما كسبت من اعمالهم ولكم ما كسبتم من اعمالكم لا تسألون عما كانوا يعملون ولا يسأل ايضا عما كنتم تعملون وايضا قال انا براء منكم عندما قال دنا اعمالكم اعمالكم كما قال سبحانه وتعالى انا برى منكم واما تعبدون الله وانتم برءاء ايضا منا كما قال وان كذبوك قل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل. وبراءتهم اي انكم مفارقون لاعمالنا كافرون بها لا ترون صحتها ونحن ايضا بريئون مما تعملون. وقالت فان حالب قل اسلمت وجه الله من اتبعني. ونقرأ ايات تدل على ان ان النور تبرد من الكفار والمشركين غير الله عز وجل كما يتبرأ الكفار والمشركون من اهل التوحيد. الكفار الروافض وجميع اهل العبادة الفاسدة والباطنة يتبرأون من اهل التوحيد. ويبغضونه ويعادونه كما ان اهل التوحيد يتبرأون ايضا من اولئك المشركين الذين يعبدون غير الله عز وجل. نقف على قوله سيقول السفهاء من الناس والله تعالى اعلم