شوف بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين برحمتك يا ارحم الراحمين قال الله تبارك وتعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي ان كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الرسول عليكم شهيدا. وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع رسولا ممن ينقلب على عقبيه. وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله اه وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم روى البخاري عن البراء رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الى بيت المقدس ستة عشر شهرا او سبعة عشر شهرا وكان يعجبه ان تكون قبلته قبل البيت وانه صلى اول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على اهل المسجد وهم راكعون قال اشهد بالله لقد صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل مكة فدارك ما هم قبل البيت وكان الذي مات على القبلة قبل ان تحوا قبل ان تحول قبل البيت رجالا قتلوا لم ندري ما نقول فيهم فانزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم انفرد به البخاري من هذا الوجه ورواه مسلم من وجه اخر. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس ان رسول الله لما هاجر الى المدينة امره الله ان يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود واستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة ابراهيم فكان يدعو الله وينظر الى السماء فانزل الله عز وجل اي نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما عن قبلتهم التي كانوا عليها فانزل الله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فقد جاء في هذا الباء وقد جاء في هذا الباب احاديث كثيرة وحاصل الامر انه قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر باستقبال السخط من بيت المقدس. فكان بمكة يصلي بين الركنين فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس. فلما هاجر الى المدينة تعذر الجمع بينهما. فامره الله بالتوجه الى بيت المقدس قاله ابن عباس والجمهور. وفي صحيح البخاري عن البراء بن عازب ان الخبر وصل قوما من الانصار وهم في صلاة العصر نحو بيت المقدس فتوجهوا نحو الكعبة. وفي الصحيحين ايضا عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال يجاؤهم ات فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن قوم الى الشام فاستداروا الى الكعبة وبهذا دليل على ان الناس خلايا يلزم حكمه الا بعد العلم به. وان تقدم نزوله وابلاغه. لانهم لم يؤمروا باعادة والمغرب والعشاء والله اعلم. ولما وقع هذا حصل لبعض الناس من اهل النفاق والريب والكفرة من اليهود ارتياب. وزيغ عن الهدى وتخبيط وشك وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ان قالوا ما لهؤلاء تارة يستقبلون كذا وتارة يستقبلون كذا فانزل الله جوابهم في قوله اي الحكم والتصرف والامر كله لله فاينما تولوا فثم وجه الله وليس برا ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله اي الشأن كله في امتثال اوامر الله فحيث ما وجهنا جهنا في الطاعة بامتثال امره ولو وجهنا في كل يوم مرات الى جهات متعددة فنحن عبيد وفي تصرفه حيث ما وجهنا توجهنا وهو تعالى حيث ما وجهنا توجهنا وهو تعالى له بعبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وامتي عناية عظيمة مبنية على اسمه تعالى وحده لا شريك له اشرف بيوت الله في الارض اذ هي بناء ابراهيم الخليل عليه السلام المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وقد روى الامام احمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني في اهل الكتاب انهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها وعلى القبلة التي هدانا الله لها وعلى قولنا خلف الامام امين. وقوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا. يقول تعالى انما حولناكم الى قبلة ابراهيم عليه السلام واخترنا لكم لنجعل لكم خيار الامم لتكونوا يوم القيامة شهداء على الامم جميعا معترفون لكم بالفضل والوسط وها هنا الخيارون الخيار والاجود. كما يقال قريش اوسط العرب نسبا ودار اي خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه اي اشرفهم نسبا ومنه الصلاة الوسطى التي هي افضل الصلوات وهي العصر كما ثبت في الصحاح وغيرها ولما جعل الله هذه الامة وسطا خصها باكمل باكمل الشرائع واقوى من المناهج ووضوح المذاهب. كما قال تعالى هو اجتباكم وما جعل عليكم الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم وسماكم المسلمين من قبل وفي هذا يكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس وروى الامام احمد عن ابي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعى نوح يوم القيامة فيقال له هل بلغت؟ فيقول نعم فيدعى قومه فيقال لهم هل بلغكما يقولون ما اتانا من نذل وما اتانا من احد. فيقال لنوح من يشهد لك؟ فيقول محمد وامته قال فذلك قوله وكذلك جعلناكم امة قال والوسط العدل فتدعون فتشهدون له بالبلاغ ثم يشهد عليكم ورواه البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة روى الامام احمد وايظا عن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجلين واكثر من ذلك فيدعى قومه ابلغكم هذا فيقولون له. فيقال له هل بلغت قومك؟ فيقول نعم. فيقال من يشهد لك فيقول محمد وامته؟ فيدعى وامته فيقال لهم هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون نعم فيقال وما علمكم فيقولون جاءنا نبينا صلى الله عليه وسلم فاخبرنا ان الرسل قد بلغوا فذلك قوله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا. قال عدلاء على الناس يكون الرسول عليكم شهيدا. وروى الامام احمد عن ابي الاسود انه قال اتيت المدينة فوافقتها وقد وقع بها مرض. فهم يموتون موتا ذريعا سئل عمر بن الخطاب فمرت به جنازة فاثني على صاحبها خير. فقال وجبت وجبت ثم مر باخرى فاثني عليها شر فقال عمر وجبت فقال ابو الاسود ما وجبت يا امير المؤمنين قال قلت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد له اربعة بخير ادخله الله الجنة قال فقلن وثلاثة قال فقال وثلاثة. قال فقلنا واثنان. قال واثنان. ثم لم نسأله عن الواحد. وكذا رواه البخاري والترمذي والنسائي وقوله تعالى وما جند. نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى عند قوله تعالى سيقول السفهاء من الناس ما ولاه من قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب. قوله سيقول السفهاء من الناس لك لك اهل التفسير فيما نقل عن غير واحد ان السفهاء هم اليهود والمنافقون فسموا سفهاء لانهم سفهوا الحق ردوه ولم يقبلوه مع وضوحه وظهوره فاليهود تركوا الحق مع انه محمدا صلى الله عليه وسلم لم يكن من بني جنسهم لانه كان من العرب واما المنافقون فهم تبع لاولئك الكفرة فسماهم الله عز وجل سفهاء سيقول السفهاء من الناس الاغبياء الجهال الحمقى الذي سفه الحق ورده ولم يقبله. سيقولون ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الى المسجد الاقصى. الى المسجد الاقصى وحيث انه صلى اليه موافقة للانبياء قبله. ولذا اختلف العلماء هل امر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة المسجد الاقصى او انه فعل ذلك اجتهادا انه كان يصليه لكونه مقتديا مهتديا بالانبياء قبله فذهب جماعة العلم وهو الصحيح انه امر بالصلاة الى المسجد الاقصى لانه جاء في البخاري من حديث عبد الله بن العاص ان النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عنه قال ما هو اشد شيئا رأيته من النبي صلى الله عليه وسلم من قومك قال اشد ما رأيت انه بينما كان يصلي في الحجر تجي عقد للوعيط فخلقه ووجه الدلالة انه كان يصلي في الحجر وصلاة بالحج تكون الى جهة اي جهة الى جهة اليمن الى جهة اليمن وليس الى جهة الشاب فلو كان يصلي الى جهة الشام وفي مكة لكانت صلاته من الجهة المقابلة اي من جهات بين الركنين الركن اليماني والركن الحجر الاسود فيصلي بينهم حتى يستقبل الشام هذا الذي كان يفعله يفعله فحديث البخاري يدل انه كان يصلي الى جهة القبلة الى جهة الكعبة ولم يكن يستقبل المسجد الاقصى. لكن لا شك وبالاجماع وبدلالة القرآن انه كان يصلي الى قبلة اهل المشرق الى قبلة اهل الشام الى قبلة اليهود والنصارى. حيث انهم يصلون الى المشرق اليهود. فقال فقال هؤلاء السفهاء من اليهودي ومن المنافقين ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان في مكة كان يستطيع ان يستقبل الكعبة ويستقبل هاد الشعب ولكنه لما هاجر المدينة لم يكن يستطيع ان يستقبل المسجد الحرام لان الكعبة بخلاف جهة الشاب حيث اذا كان المدينة تكون الكعبة خلف ظهره والشام كلامه فلا بد اذا اراد يستدبر ان يستدبر ان ان يستقبل الشاب ان يستدبر الكعبة بخلاف عندما كان في مكة ولذا قال هؤلاء اليهود ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها واليهود كانوا فرحين بان بان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الى الجهة التي يصلون اليها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقلب بصره في السماء لعل الوحي ينزل ان يستقبل الكعبة فانزل الله عز وجل ذلك وكانت فتنة لهم واذا قال تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم الى المسجد الحرام الى المسجد الى المسجد الاقصى وذلك ان اناس ماتوا وهم يصلون الى المسجد الاقصى ولم يدركوا التحويل الى جهة القبلة فقول هنا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها اي الى المسجد الاقصى. فقال الله تعالى قل لله المشرق والمغرب. يهدي من يشاء الى صراط مستقيم وهذه الجهات نصلي اليها طاعة لله عز وجل فصلاتنا المسجد الاقصى عبادة لله عز وجل وتحولنا الى المسجد الحرام عبادة لله عز وجل فنحن مأجورون في كلا الحالتين من صلى الى المسجد الاقصى قبل ان تحول مأجور. ومن صلى بعد ما حولت ايضا هو مأجور. وهذا يدل على ان اول ما نسخ من الاحكام استقبال المسجد الاقصى فحول الى استقبال المسجد الحرام والنبي صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر كان يصلي الى البيت المقدس تصلي لي ستة عشر شهرا وكان يحب ان يستقبل المسجد الحرام فجاء فنزل الوحي عليه وامر باستقبال القبلة حتى ان اناسا ممن ممن كانوا في جاءهم الامر فقيل في صلاة العصر وقيل في صلاة الصبح فسمعوا مناديا اي يقول ان القبلة قد قد غيرت الى المسجد الى المسجد الحرام يقول فخرج ممن كان يصلي معه فمر على اهل المسجد وهم راكعون قال اشهد بالله لقد صليت قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت بمعنى دار الامام ودار النوم كلهم جميعا اصبح الموت في مكان الامام والامام في مكان المأمومين لانه استدبر المسجد الاقصى واستقبل المسجد الحرام فهذا اول استقبال للمسجد الحرام كان في المدينة بعد ان صلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعة عشر شهرا وقيل ستة عشر شهرا تكره حديث البراء الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحهما ان النبي صلى الله عليه وسلم بعدما هاجر كان يصلي الى المسجد الاقصى مدة ستة عشر شهرا ثم حول الى المسجد الحرام وكما قال ابن اسحاق عن البراء قال كان يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر الى السماء ينتظر امر الله عز وجل فانزل الله قوله قد نرى تقلب وجهك في السماء فان قلة ترضاها فولي وجهك نطر المسجد الحرام فقال جلوس وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل ان ننصرف الى القبلة ننصرف الى القبلة. نعم. وكيف بصلاته نحو بيت المقدس فانزل الله قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم اي صلاتكم وقوله قال وقال وقال سؤل الناس وهم اهل الكتاب ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فانزل الله قوله سيقول السفهاء من الناس فذكر علي ابن ابي طلعة ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هاجر الى المدينة امره الله عز وجل ان يستقبل بيت المقدس. وبهذا نجتمع تجمع من الادلة هذا القول هو اقوى ما يقال هنا وان استقباله المسجد الاقصى لديكم في مكة وانما كان في المدينة ودليل ذلك انه لما كان في مكة كان يصلي اين تصلي في الحطيم اي في الحجر والحجر عندما كان يصلي فيه تكون الشام خلف ظهره فعلى قول ابن عباس هذا يكون امره صلى الله عليه وسلم باستقبال المسجد الاقصى في المدينة لا في مكة. جمعا بين الادلة وقول ابن عباس الذي يقوي قول من قال انه بصلاة المسجد الاقصى كان مأمورا مأمور بالصائم في المسجد الاقصى اقتداء بالانبياء قبله يقول ففرحت اليهود فاستقبله وسلم بضعة عشر شهرا وهذا اقوى ما يقال في هذه المسألة وكان يحب قبلة ابراهيم فكان يدعو الله وينظر الى السماء فانزل الله قوله فولوا وجوهكم شطره من ذاك اليهود وقالوا ما ولاوا عن قبلتهم شبهة ان كنت على حق فقد تركت الحق الذي كنت عليه وان كنت على باطل فعبدت الله مدة من الزمن وانت على باطل وما علم هؤلاء انه عبد الله الى المسجد الاقصى بامر وانصرف ايضا بامر واليهود لا ترى النسخ. اليهود ممن ينكر النسخ اما في شريعتنا فالله ينسخ من امره وحكمه ما يشاء. الى ان قال قل لله المشرق والمغرب اي ان هذه الجهات انما يصلى اليها عباد الله وليس تعظيما لها انما تصلى عبودية الله سبحانه وتعالى ثم ذكر احاديث كثيرة وقد جاء بهذا الباب احاديث كثيرة حصل انه قد كان امر باستقبال الصخرة من بيت المقدسي. الصخرة هذه انما امر باستقبال المسجد اقصى ولم يؤمر باستقبال الصخرة لم يؤم استقبال الصخر وانما امر بالصلاة الى المسجد الاقصى الى المسجد الاقصى الى القدس. ولم يؤمر نبينا صلى الله عليه وسلم بان يصلي الى الصخرة فكان مكة يصلي بين ركنين فتكون هذا القول الذي فيه اشكال قول ابن كثير هنا فكان مكة يصلي بين الركنين فتكون بين يديه الكعبة وهو مستقبل صخرة بيت المقدس نقول هذا غير صحيح. بل ثبت انه كان يصلي في مكة الى جهة اليمن. وليس لو كان يصلي الى جهة الشام ويجعل الكعبة بينه وبين المسجد الاقصى وقول ابن عباس يقوي هذا القول وهو قوله ان ان الامر بالصلاة للمسجد الاقصى كان في المدينة ولم يكن ولم يكن في مكة هذا اقوى ما يقال ثم ذكر احاديث البراء بن عازب ان الخبر وصل قوم من انصارهم في صلاة العصر نحو بيت المقدس فتوجهوا نحو الكعبة وذاك حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه بينما الناس بقبا في صلاة الصبح اذ جاءهم ات فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انزل عليه الليلة قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها وكانت وجوه الى الشام فاستداروا الى الكعبة. هذا يدل ايضا ان من ابتدأ صلاته الى غير جهة القبلة ثم اخبر بجهة القبلة باجتهاد يعذر به فان صلاته صحيحة ولا يؤمر ولا يؤمر باستئناف الصلاة. من ابتدى صلاته الى جهة غير صحيحة مجتهدا غير مفرط ثم علم القبلة الصحيحة في اثناء صلاته لا يؤمر باعادة الصلاة وانما يؤمر بالبناء عليها وصلاته صحيح ويتحول فقط يتحول الى القبلة الصحيحة ودليل ذلك ان الصحابة رضي الله لما علموا بجهة القبلة التي امروا بالتوجه اليها وقد توجهوا قبل ذلك الى المسجد الاقصى لم يستألف الصلاة وانما بنوا عليها وتحولوا فقط وينزل هؤلاء منزلة من جهل ثم علم هؤلاء ظن كانوا يظنون ان يعني كانوا يصلون الى جهة القبلة الصحيحة والمجتهد الذي يعذر باجتهاده في ابتداء صلاته التي صلاها يكون مصيبا في اجتهاده. الصلاة والجهل تصلى اليها صحيحة. فاذا علم الصواب على ذلك انتقل الى الصواب وكانت لكلا الحالتين مصليا صلاة صحيحة ثم ذكر ايضا اه قول وقوله في هذا دليل على ان الناس لا يلزم الحكم الا بعد العلم الناسخ لا يلزم حكمه الا بعد العلم. لماذا؟ وجه الدليل ان هؤلاء انما عملوا بالناسخ بعد ما علموا. وافاد ايضا ان صلاتهم قبل العلم بالناسخ يعني هم الان يعني صلوا الفجر والنبي نزل عليه صلوا عليه صلوا صلوات كثيرة قبل ان يأتيهم الخبر بان القبلة قد نسخت فهل يقال بقضاء صلاة الاستاذ؟ يقول لا. لان لان احكام النسخ لا تترتب الا بعد العلم. فاذا كان الانسان لا يعلم فانه يعذر بذلك الجهل اذا كان مثله يعذر بجهله. قالوا فيها دليل على ان الناسخ لا يلزم حكمه الا بعد العلم به وان تقدم نزوله وابلاغه لانهم لم يؤمروا باعادة العصر والمغرب والعشاء. يعني نزل المغرب تنزل العصر تحويل القبلة وصلوا المغرب والعشاء ولم يؤمروا بالاعادة قال ولما وقع هذا حصل لبعض الناس من النفاق والريب والكفرة من اليهود ارتياب وزيغ عن الهدى وتخبيط وشك وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. قال اي قالوا ما لهؤلاء يستقبلون الشام وتارة يستقبلون الكعبة وهكذا. فانزل الله قوله قل لله المشرق والمغرب فانما تودوا فثم وجه الله. اي الحكم والتصرف والامر كله لله فاينما تولوا فثم وجه الله اي فثم الجهة جهة الله الوجه هنا يراد به الجهة وان كان يوصف الله عز وجل بان له وجه وقال تعالى اليس البر ليس ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن. يعني مسألة استقبال الجهات هذه ليس والبر من امن بالله واليوم الاخر. اي الشأن كله في امتثال اوامر الله فحيث ما وجهنا توجهنا. فالطاعة في الامتثال في امتثال فحيث ثم وجهها توجهنا بالطاعة لامره ولو وجهنا في كل يوم في كل يوم مرات الى جهات متعددة فنحن عبيده وفي تصرفه وخدامه حيث وجهنا توجهنا وهو تعالى له بعبده ورسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه وامته عناية عظيمة. اذ هداهم الى قبلة ابراهيم الخليل عليه السلام وامتن عليهم ان جعل توجههم الى جهة الكعبة التي هي افضل البقاع واحب البقاع الى الله عز وجل واقدس واقدس الاماكن واشرف المساجد مسجد البيت المسجد الكعبة الذي هو افضل المساجد فبيته اشرف البيوت فهو اشرف بيت في الارض اللي بناه ابراهيم عليه السلام ثم قال روى المحمد عن عائشة رضي الله تعالى وصححه ابن خزيمة قالت قال وسلم ما حسدكم اهل الكتاب على شيء ما حسدوكم على يوم الجمعة التي هدانا الله لها؟ وعلى القبلة التي هدانا الله لها وعلى قول امين خلف الامام هذه الثلاث تحسدنا عليها يهود. الجمعة لان اليهود طلبت الجمعة فاخطأتها الى السبت. والنصاطلة فاخطأت الى الاحد وهدى الله هذه الامة اليه شيء الى الجمعة كذلك الصلاة الى الكعبة مما تحسد عليه اليهود لانه افضل بقاع واحب البقاع الى الله عز وجل وقول امين خلف الامام وهذا اسناد رواه احمد وابن خزيم باسناد صحيح. ثم قال بعد امتداحا لهذه الامة وان الله فضل على جميع الامم وجعلها عدولا خيارا. وكذلك جعلناكم امة وسطا. اي عدولا خيارة مفظلة على جميع الامم فهذه الامة هي افضل الامم وليس قبلها امة افضل منها وما ذكر الله في وصف اليهود انهم وفضلكم وفضلتم على العالمين هو التفظيل قبل وجود امة محمد صلى الله عليه وسلم. اما بعد وجود امة محمد صلى الله عليه وسلم فليس هناك امة افظل من امة محمد صلى الله عليه وسلم. وقد بين الله فضله بقوله انه امة وسطا. والوسطية هنا بمعنى الخيار العدول ولذلك يجعل الله هذه الامة يوم القيامة شهداء على الناس. يجعل هذه الامة شهداء الناس كل نبي يأتي ويقول انني قد بلغت فتقول امته ما بلغ فيقول لك من شهود فيجعل الله هذه الامة شهداء للانبياء على اممهم ولا شك ان جعلهم شهداء تزكية تزكية لهم واظهارا لفضلهم فقال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. اي انما حولناكم الى قبة ابراهيم واخترناها لكم لنجعلكم خيار الامم. لتكون يوم القيامة شهداء الامم بان الجميع معترفون لكم بالفضل والوسط فيتم فظل والوسط هنا الخيار والاجود كما يقال قريش اوسط العرب نسبا اي افضلها واخيرها ودارا اي خير وكان سلم وسطا في قومه اي في افضل قومه وخيار قومه وسميت الصلاة الوسطى وسطى لانها افضل الصلوات الوسطى اي افضلها وخيرها. فالصلاة العصر هي افضل الصلوات وخير الصلوات والله سبحانه وتعالى خص هذه الامة باكمل الشرائع خصها باكمل الشرائع وهي شريعة الاسلام وخص بافضل الكتب وهو القرآن. وخص بافضل الانبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم وخص باقوى المناهج واوسطها واعدلها واوضح المذاهب وابينها فقال تعالى هو اجتباكم وما جاء عليكم في الدين من حرج. ملة ابيكم ابراهيم وسماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ثم ذكر حديث ابي سعيد ان نوحا يوم القيامة يدعى فيقال هل بلغك فتقول متى ما بلغ؟ فيقول هل لك من شاهد؟ فيا فتشهد امة محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطاء ومن شروط الشهود ان يكون عدلا خيارة فكونهم شهداء اي هم عدول عدول عدول الخيار وذكر انه يجيء يوم القيامة النبي ومعه الرجلان واكثر من ذلك فيدعى قومه هذه دعاة فضل الامة حتى يأتي محمد صلى الله عليه وسلم وتأتي امته قد سدت الافق من جميع الجهات. فيقال هذه امتك ومعهم سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب. وذكر ايضا حديث انه يقال وهل بلغت؟ فيقول نعم. فيقول من يتسلكت؟ فيقول ام محمد وامة محمد صلى الله عليه وسلم وامته فيدعى محمد صلى الله عليه وسلم وامته فيقال لهم هل بلغ هذا قومه؟ هل بلغ هذا قومه؟ قالوا نعم. فيقال وما علمكم؟ فيقولون جاء صلى الله عليه وسلم فاخبرنا ان الرسل قد بلغوا فذاك قوله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا. قال عدلا وقال لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. وايضا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمر بن الخطاب عند البخاري وغيره انتم شهود الله في ارضه. فهذه الامة امة خيار عدول. شهود على الخلق وهذا كله تفضيل امة والله قال كنتم خير امة اخرجت للناس فافظل الامم امة محمد وخير الامم امة محمد اجرها مضاعف واجرها عظيم وهم وهم اكثر من شطر الجنة. بل الجنة مئة وعشرون صفا. لهذه الامة منها ثمانون صفا يعني الامة منها ثمانون صفا نحن ثلثا الجنة وبقية والثلث والثلث الباقي يقسم على بقية الامم فهذا فضل الله يؤتيه من يشاء فاجرها مضاعف وعملها قليل ومنزلته عند الله عظيمة والله تعالى اعلم