الله يحفظك. بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اما بعد قال الله تبارك وتعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله. يقول تعالى انما شرعنا لك يا محمد التوجه اولا الى بيت المقدس ثم صرفناك عنها الى الكعبة. ليظهر حال من يتبعك ويطيعك. ويستقبل معك حيثما توجهت ممن ينقلب على عقبيه اي مرتدا عن دينه. وان كانت لكبيرة اي هذه الفعلة وهو صرف حجه عن بيت المقدس الى الكعبة. اي وان كان هذا الامر عظيما في النفوس الا على الذي نهدى الله قلوبهم. وايقنوا للرسول وان كل ما جاء به فهو الحق الذي لا مرية فيه وان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. فله ان يكلف عباده بما شاء وان سخ ما يشاء. وله الحكمة التامة والحجة البالغة في جميع ذلك. بخلاف الذين في قلوبهم مرض فانه كلما حدث امر احدث لهم شك كما يحصل للذين امنوا ايقان وتصديق كما قال تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم يقول ايكم زادته هذه ايمانا. فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم. وقال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا اه ولهذا كان من ثبت على تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعه في ذلك. وتوجه حيث امره الله من غير شك ولا ريب من سادات الصحابة. وقد ذهب بعضهم الى ان السابقين الاولين من المهاجرين والانصار هم الذين صلوا الى القبلتين. وروى البخاري بتفسير هذه الاية عن ابن عمر قال بين الناس يصلون الصبح في مسجد قباء اذ جاء رجل فقال قد انزل على النبي صلى الله عليه وسلم قرآن وقد امر ان يستقبل الكعبة فاستقبلوها فتوجهوا الى الكعبة. ورواه مسلم والترمذي وعند الترمذي انهم كانوا ركوعا فاستداروا كما هم الى الكعبة وهم ركوع. وكذا رواه مسلم عن اسم مثله. وهذا يدل على على كمال طاعتهم لله ولرسوله وانقيادهم لاوامر الله عز وجل رضي الله عنهم اجمعين. وقوله وما كان الله اضيع ايمانكم اي صلاتكم الى بيت المقدس قبل ذلك ما كان يضيع ثوابها عند الله. وفي الصحيح من حديث ابي اسحاق السريع عن البراهين قال مات قوم كانوا يصلون نحو بيت المقدس فقال الناس ما حالهم في ذلك فانزل الله وما كان الله ليضيع ايمانكم. لو رواه الترمذي عن ابن عباس وصححه. رواه ابن اسحاق عن ابن عباس وما كان او ان يضيع ايمانكم اي بالقبلة الاولى وتصديقكم نبيكم نبيكم نبيكم واتباعه الى القبلة الاخرى. اي ليعطي اي ليعطيكم اجرهما جميعا. ان الله بالناس لرؤوف رحيم. وفي الصحيح ان رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي قد فرق بينها وبين ولدها فجعلت كلما وجدت صبيا من السبي اخذته فالصقته بصدرها وهي تدور انا ولدها فلما وجدته ضمته اليها وانقمته ثديها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اترون هذه طارحة ولدها في النار وهي تقدر على الا تطرحه. قالوا لا يا رسول الله قال فوالله لله ارحم بعباده هذه من هذه بولدها قال سبحانه وتعالى قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا. وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم عما يعملون. قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس كان اول ما نسخ من القرآن القبلة. وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر الى المدينة وكان اكثر اهلها اليهود. فامره الله ان يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود فاستقبلها رسول الله بضعة عشر شهرا. وكان يحب قبلة ابراهيم فكان يدعو الله فكان يدعو الى الله وينظر الى السماء فانزل الله. قد نرى تقلب وجهك في السماء الى قوله في ظلوا وجوهكم شطرة فارتاب من ذلك اليهود وقالوا ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب. وقال تونوا فثم وجه الله وقال تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبه روى الحاكم عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فهو اني وجهك شطر المسجد الحرام قال شطره قبله ثم قال صحيح الاسناد ولم يخرجه وهذا قول ابي العالية ومجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة والربيع بن انس وغيرهم. وقوله وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطرة. امر تعالى باستقبال الكعبة من جميع جهات الارض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا. ولا يستثنى من هذا شيء سوى النافلة في حال فانه يصليها حيثما توجه قالبه وقلبه نحو الكعبة. وكذا في حال المسايفة في القتال يصلي على كل حال وكذا من جهل جهة القبلة يصلي باجتهاده. وان كان مخطئا في نفس الامر لان الله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها. وقوله وان اوتوا الكتاب لا يعلمون انه الحق من ربهم اي اليهود الذين انكروا استقبالكم وانصرافكم عن بيت المقدس يعلمون ان الله تعالى سيوجهك بما في كتبهم عن انبيائهم من النعت والصفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وامته. وما خصه الله تعالى به وشرفه من الشريعة الكاملة العظيمة ولكن اهل الكتاب يتكاتمون ذلك بينهم حسدا وكفرا وعنادا. ولهذا تهددهم تعالى بقوله الله بغافل عما يعملون ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل اية. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى في تفسير وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينفرد على عقبيه هذه الاية تدل على ان الايات التي ينزلها ربنا سبحانه وتعالى تكون تمحيصا وتكون فتنة وتكون سببا في زيادة الايمان وتكون ايضا سببا في النفاق والكفر والارتداد عن دين الله عز وجل وذلك ان المؤمن الموحد الصادق يتقلب مع اوامر الله عز وجل اينما اتجهت اتجه معها ولا يجعل لقلبه ولا لعقله في استدراكا وانما يقول كما قال الله تعالى عن المؤمنين قالوا سمعنا واطعنا ولذا يقول الحسن البصري تعالى ليقل احدكم بماذا امرت؟ ولا يقل لماذا امرت فمن ذلك القبلة التي حولها ربنا سبحانه وتعالى من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام فهذا التغيير وهذا النسخ الذي هو اول نسخ وقع في كتاب الله عز وجل كان فتنة لكثير من الناس وقد اغتنم مثل هذه الشبهة ومثل هذه الامور يغتنمها دائما اهل الباطل. من اهل الكتاب وممن يوافقهم من المنافقين ولذلك ما تحدث حادثة او تقع واقعة يستطيع اهل الباطل يدخل بها قدحا في الاسلام الا واغتنموا ذلك فهذه عندما امر الله عز نبيه ان يتحول من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام وكلها جهات تتعبد لله عز وجل بها وانما نتوجه طاعة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولذا قال تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعدم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه فكثير من اولئك المنافقين قالوا ان كان على الحق فقد تركه وان كان على باطل فانه ليس بنبي دخلوا من هذا المعنى على انه لو كان نبيا كيف يستقبل امرنا ليست جهة ليست الجهة الصحيحة وان كان كان على حق فكيف ينصرف من الحق الى الباطل وهذا لا شك انها شبهة باطلة لان توجههم لبيت المقدس كان طاعة لله وانصراف من بيت المقدس الى المسجد الحرام كان ايضا طاعة لله سبحانه وتعالى فاينما تولوا فثم وجه الله وايضا ان الله سبحانه وتعالى استجاب لرغبة محمد صلى الله عليه وسلم قد نرى تقلب قبلة قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام فذكر ابن كثير هنا ان الله سبحانه وتعالى بين ان ان تحويل القبلة ليعلم الله عز وجل اي ليظهر علمه ليظهر علمه والا ربنا يعلم كل شيء من يتبع من ينقلب على قبره وان كانت اي هذا التحويل كبير وشاق الا على الذين الا الا على الذين هدى الله ودائما تأتي الحوادث وتأتي الفتن فلا يثبت فيها الا الا الصادقون. والا تكون شاقة وكبيرة الا على الذين امنوا والذين يرجون ربهم سبحانه وتعالى اه كما قال تعالى وما جعل الرؤية الا التي اريناك الا فتنة الا فتنة للناس والشجرة الملعونة القرآن. هذي ايضا الرؤية التي هي ليلة الاسراء وما اسم النبي صلى الله عليه وسلم كان فيها فتنة عظيمة لكثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتعاظموا ان يذهب النبي صلى الله عليه وسلم الى المسجد الاقصى ثم يعرج الى السماء ويعود من ليلته كيف يكون هذا فجاء ابو جهل يسخر من النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا ابا بكر تعلم ما يقول صاحبك؟ قال ما يقول قال يقول انه اسري به الى المسجد الاقصى ثم عرج به ثم رجع من ليلته قال ان قال فهو صادق ان كنت اصدقه في خبر السماء لا اصدق مثل هذا اي ان هذا من باب اولى ولذا كثير من ممن كان في ضعفي في ايمانه ضعف لما سمع مثل هذه القصة انتكس ورجع واصبحت له فتنة وكذلك الشجرة الملعونة التي يشاء الزقوم كيف تكون شجرة النار كشجرة تثمر ولها ثمرة ولا تحرقها النار. القلوب العقول الضعيفة لا تتصور هذا. لكن العبد المؤمن المطيع يعلم ان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير انه يقدر سبحانه وتعالى ان ينبت الاشجار الخظرة النظرة يثبتها ينبتها في ناره. وهو على ذلك قدير سبحانه وتعالى فمن هذا يأخذ العبد انه في وقت الشدة والفتن انه يلزم الكتاب والسنة وان يلزم منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى وان يثبت على الحق وان وان قال فيه من قال او تغير فيه من تغير ثم قال بعد ذلك وما كان الله ليضيع ايمانكم اي ما صلى اه ما صلى به اولئك الذين صلوا المسجد الاقصى اي هي صلاة ما كان لن يضيع ايمانكم اي صلاتكم والمسجد الاقصى قبل ذاك. ما كان الله ليضيع ثوابها وهم في ذلك الذين صلوا وماتوا هم مؤمنون مأجورون على تلك الصلاة تكتب لهم اجورهم عند الله عز وجل ومن صلى الى القبلة الى القبلة الى المسجد الحرام بعد ذلك يكتب اجره ايضا لطاعته لله سبحانه وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم. ثم ذكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان قوله وما كان ليضيع ايمانكم اي بالقبلة الاولى وتصديقكم واتباع القبلة الاخرى وهذا لا شك انه منقبة عظيمة لمن صلى القبلتين فامن بهذه وتلك وصلى طاعة لله ورسوله الى المسجد الاقصى ثم صلى الى المسجد الحرام. قال بعد ذلك قالوا في الصحيح قال ان الله بالناس لرؤوف رحيم. اي الله عز وجل بعباده رؤوف رحيم ورحمة الله واسعة ولله مئة رحمة انزل منها رحمة واحدة وبها تراحم الخلق كلهم يتراحم برحمة واحدة وادخر عنده مئة رحمة سبحانه وتعالى. وجاء في الصحيح ان رأى امرأة من سبي من السبي قد فرق او قد فرق بينه وبين ولدها. فجعت هذه المرأة من عظيم شفقتها ورحمتها بصبية كلما وجد صبيا اخذته والقمته ثديها تظنه صغيرة فحتى حتى وقعت على ولدها فلما وجدته ظمته اليها والقمته ثديها فقال وسلم اترون هذه الام بهذه الشفقة والرحمة والمحبة لجنينها اترونها ملقية ولدها في النار قالوا لا يا رسول الله. قال فوالله فوالله الله ارحم بعباده من هذه بولدها. فالحمد لله على هذه الرحمة العظيمة من ربنا سبحانه وتعالى. ثم قال تعالى قد نرى تقلب وجه السماء. وهذا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان كثيرا ما يقلب بصر السماء رجاء ان تنزل الاية التي تأمره ان يستقبل المسجد الحرام. قال عن ابن ابي طلحة عن ابن عباس كان اول ما نسمي القرآن القبلة. وذاك لما هاج المدينة وكان اكثر اهلها اليهود فامره الله ان يستقبل بيت المقدس وهذا نص صريح ابن عباس انه باستقبال المقدس ليس اجتهاد وانما هو بوحي من الله سبحانه وتعالى ففرحت اليهود ففرحت اليهود فاستقبله وسلم بضعة عشر شهرا وكان يحب قبلة ابراهيم فكان يدعو الى الله وهذا يقوي ايضا قول ما مر بنا سابقا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في مكة يصلي الى الكعبة كان يصلي في الحطيم كما جاء في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها او حديث هذه المسوة انه كان يصلي في الحطيم فلما هاجر المدينة امره الله عز وجل يصلي الى المسجد الاقصى فيكون القول في هذا ان امر بالصلاة المسجد الاقصى كان في المدينة وليس في مكة. كان في مكة يصلي الى الحطيم والى الكعبة اذا صلى في الحق من جهة الكعبة اصبحت الشاب خلف ظهره خلف ظهره فدل هذا انه كان يصلي الى جهة الى جهة الكعبة في مكة فلما هاجر امره الله عز وجل ان الى المسجد الاقصى ففرح اليهود بذلك. ان وافقهم في قبلتي والنبي كان يقلب وجهه في السماء وبصب السماء. رجاء ان يصرف الله قبلة الى جهة الى جهة القلة فلما يقول فلما وكان يحبك رضوان فكان يدعو الله وينظر الى السماء فانزل الله قد نرى تقلب وجه السلف والقبلة الى قال فولوا وجوهكم شطرة فارتاب من ذلك اليهود فقالوا ما ولاه عن القبلة التي كان عليها الا اه ما ولى من قبلتهم التي كانوا عليها قل لله هذا جوابه قل لله المشرق والمغرب. اي هذا القبلة للمشرق للمشرق هي لله. والتي للمغرب هي لمن؟ لله فاينما تولوا فتم وجه الله سبحانه وتعالى اي فتم جهة الله عز وجل وعندما امر الله الملائكة للسجود لادم المراد بذلك تحية وتعظيمه لا انه يكون قبلة لهم كذلك عندما نصلي الى جهة الكعبة ليس المراد عبودية الكعبة وانما ان نصلي عبود الله اتجاه اتجاه الكعبة وليس انا نصلي نكاده الصلاة لله والجهة هي الكعبة. فحيث امر الله عز وجل بالصلاة صلينا وحيث امرنا توجه توجهنا فالمشرق والمغرب كله لله واينما تولوا فثم جهة الله سبحانه وتعالى قالب فاينما تولوا فثم وجه الله وقال تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها وذكر وذكر بعد ذلك ما يتعين من القلة. هل المتعين القبلة يعينها ام جهتها؟ والصحيح في هذه المسألة ان القبلة كلما كلما قربت ضاقت وكلما ابتعدت اتسعت فهي كرأس المثلث كلما وصلت لرأسه تعينت جهة الكعبة وكلما ابتعدت اصبحت ايش؟ القبلة واسعة. اهل المشرق يستقبلون جهات المغرب اذا كان الكعبة في المغرب لهم واهل المغرب يستقبلون الكعبة الى جهة المشرق واهل الجنوب يستقبلون ما بين ما بين الشرق والغرب واهل الشمال يستقون بين الغرب ما بين المغرب والمشرق واهل الشرق يستقوى بين الشمال والجنوب كل هذا لهم قبلة والاصل اذا استطاع انه سيستقبل عينه انه انه يستقبلها واذا لم يستطع استقبل جهتها ولا يدقق فيها وقد كرم احمد تعلم تعلم ما يسمى القطب الجنوبي وما يسمى بالجدي رجاء تحديد القبلة يقول صلي الى جهتها وانت مصيب في ذلك انت اوصي بذاك وقد جاء حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال ما بين المشرق والمغرب قبلة فاذا صلى الانسان على جهة الكعبة اصابه فان كان يرى الكعبة لزمه عينها. واذا كان لا يراها لزمه الجهة التي التي تكون فيها جهة الكعبة. سيأتي معنا مسألة آآ هل القبلة عين الكعبة ام جهة الكعبة؟ والله تعالى اعلم. نعم