بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين قال الامام الصحابي رحمه الله تعالى قوله ولا شيء يعجزه. قال الامام ابن ابي العز رحمه الله تعالى لكمال في قدرته قال تعالى ان الله على كل شيء قدير. وكان الله وقال تعالى وكان الله على كل شيء مقتدرا وقوله تعالى وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض انه كان عليما قديرا. وقوله تعالى وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ولا يؤوده اي لا يكلفه ولا يثقله ولا يعجزه. فهذا فهذا النفي لثبوت كمال ضده وكذلك كل نفل يأتي من صفات الله تعالى في الكتاب والسنة انما هو لثبوت كمال ضده كقوله تعالى ولا يظلم ربك احدا بكمال عدله. لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض لكمال علمه. وقوله تعالى وما مسنا من لغوب لكمال قدرته. وقوله تعالى لا تأخذه سنة ولا بكمال حياته وقيوميته. وقوله تعالى لا تدركه الابصار. لكمال جلاله وعظمته وكبريائه. والا فالنفي الصرف لا فيه الا الا يرى ان قول الشاعر قبيلة لا يغدرون بذمة ولا يظلمون الناس حبة خردل. لما لما اقترن بنفي الغدر والظلم عنهم ما ذكره قبل هذا البيت هو بعده وتصغيرهم بقوله قبيله. اعلن ان المراد عجزهم وضعفهم لا كمال لا كمال قدرتهم وللاخر وقول الاخر لكن قومي وان كانوا ذوي عدد ليسوا من الشر في شيء وانهانا. لما اقترن بنفي الشر عنه ما يدل على المهم علم ان المراد عجزهم وضعفهم ايضا. ولهذا يأتي الاثبات للصفات في كتاب الله مفصلا والنفي مجملا. عكس عكس طريقتها للكلام المذموم انهم يأتون بالنفي المفصل والاثبات المجمل يقولون ليس بجسم ولا شبح ولا جثة ولا صورة ولا لحم ولا دم ولا شخص ولا جوهر ولا عرب ولا به لون ولا طعم ولا رائحة ولا ولا مجسة ولا بذي حرارة ولا برودة ولا رطوبة. ولا يبوسة ولا طول ولا عرض ولا عمق ولا اجتماع ولا اقتراب ولا يتحرك ولا يسكن ولا يتبعظ ولا بذيب ولا وليس بذي ابعاد واجزاء وجوارح واعضاء وليس بذي جهات ولا بذي يمين ولا شمال وامام خلف وفوق وتحت ولا يحيط به مكان ولا يجري عليه زمان ولا يجوز عليه المماسة والعزلة ولا الحلول ولا الحلول في الاماكن. ولا بشيء من صفات الخلق الدالة على حدوثهم ولا يوصف بانه متناه ولا يوصف بمساحة ولا ذهاب في الجهات. وليس بمحدود ولا والد ولا مولود ولا به الاقدار ولا تحجبه الاستار الى اخر ما نقله ابو الحسن الاشعري رحمه الله عن المعتزلة. وفي هذه الجملة حق وباطل ويظهر ذلك لمن يعرف الكتاب والسنة وهذا النفي المجرد مع كونه لا مدح فيه فيه اساءة ادب فانك لو قلت للسلطان انت لست بزبال ولا كساح ولا حجام ولا حائك ولا لعذبك على هذا الوصف وان كنت صادقا وانما تكون مادحا اذا اجملت النفي فقلت انت لست مثل احد من رعيتك انت اعلى منهم واشرف واجل اذا اجملت في النفي اجملت في الادب والتعبير عن الحق بالالفاظ الشرعية النبوية الالهية وسبيل اهل السنة والجماعة والمعطلة يعرضون عما قاله الشارع من الاسماء والصفات ولا يتدبرون معانيها ويجعلون ما ابتدعوه من المعاني والالفاظ هو المحكم هو المحكم الذي يجب اعتقاده واعتماده. واما اهل الحق والسنة والايمان فيجعلون ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو الحق الذي يجب اعتقاده واعتماده. والذي قاله هؤلاء اما ان يعرضوا عنه اعراض عراضا جمليا او يبين او يبين حاله تفصيلا. ويحكم عليه بالكتاب والسنة لا يحكم به على الكتاب والسنة يحكم عليه بالكتاب والسنة لا يحكم به على الكتاب والسنة. والمقصود ان غالب عقائد وان ان غالب عقائدهم السلوب ليس بكذا ليس بكذا اما الاثبات فهو قليل. وهو انه عالم قادر حي واكثر النثر المذكور ليس متلقا عن الكتاب والسنة. ولا عن الطرق العقلية التي سلكها غيره من مثبتة الصفات فان الله تعالى قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ففي هذا الاثبات ما يقرر معنى النفي المراد انفراده سبحانه بصفات الكمال. فهو سبحانه وتعالى موصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسله. ليس كمثله شيء في صفاته ولا في اسمائه ولا في افعاله مما اخبرنا به من صفاته وله صفات لم لم يطلع عليها احد من خلقه كما قال كما قال رسوله الصادق صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب اللهم اني اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته وحدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي. وسيأتي التنبيه على فساد طريقتهم في الصفات ان شاء الله تعالى. وليس قول الشيخ رحمه الله ولا ولا شيء يعجزه من النفي المذموم فان الله تعالى قال وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الارض انه كان عليما قديرا. فنبه سبحانه وتعالى في اخر الاية على دليل انتفاء العجز وهو كمال العلم والقدرة. فان العجز انما ينشأ اما من الضعف عن القيام بما يريده الفاعل. واما من عدم علمه به والله تعالى الا يعزب عنه مثقال ذرة وهو على كل شيء قدير. وقد علم ببدائل ولقد علم وقد علم ببدائه ببدائه العقول والفطر كمال قدرته وعلمه فانتفى العجز لما لما لما بينه وبين لما بينه وبين القدرة من التضاد ولان العاجز لا يصلح ان يكون تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. قوله ولا اله غيره. هذه كلمة التوحيد التي دعت اليها الرسل كلها. كما تقدم واثبات التوحيد لهذه الكلمة باعتبار النفي والاثبات المقتضي للحصر. فان الاثبات المجرد قد يتطرق اليه الاحتمال. ولهذا والله اعلم لما قال تعالى والى اله واحد قال بعده لا اله الا هو الرحمن الرحيم. فانه قد يخطر قد يخطر ببال احد خاطر شيطاني. هب ان هب ان اله واحد فلغيرنا اله غيره فقال تعالى لا اله الا هو وقد اعترض صاحب المنتخب على النحويين في تقدير الخبر في لا اله الا هو فقال تقديره لا اله في الوجود الا الله. فقال يكون ذلك نفيا لوجود الاله ومعلوم ان نفي الماهية اقوى في التوحيد الصرفي من نفي الوجود. فكان الكلام على ظاهره والاعراض عن هذا الاضمار او لا؟ واجاب ابو عبدالله محمد بن ابي الفضل مرسي في رأيه في ري الضمان فقال هذا كلام من لا يعرف لسان العرب فان اله في موضع مبتدأ قال سيبويه وعند غيره اسم لا وعلى التقديرين فلابد من خبر للمبتدأ والا كما قاله من الاستغناء عن الاضمار فاسد. واما قوله اذا لم يضمر يكون نفيا للماهية فليس بشيء لان نفي الماهية هو نفي الوجود. لا تتصور الا مع الوجود فلا فرق بين لا ماهية ولا وجود. وهذا مذهب اهل السنة خلافا للمعتزلة. فانهم يثبتون ماهية عارية عن الوجود. والا والا والا الله مرفوع بدلا من لا اله. لا يكون خبرا لله ولا للمبتدأ. وذكر الدليل على ذلك. وليس المراد هنا ليس المراد هنا ذكر الاعراب بل المراد دفع الاشكال الوارد على النحاة في ذلك. وبينوا انهم وبيانوا انه من جهة المعتزلة. وهو وهو فاسد فان قوله في الوجود ليس تقييدا لان العدم ليس بشيء. قال تعالى وقد خلقتك من قبل ولم تكن شيئا. ولا يقال ليس قوله غيره كقوله الا الله لان غيرا تعرب باعراب الاسم الواقع بعد الا فيكون التقدير للخبر فيهما واحدة. ولهذا ذكرت هذا الاشكال وجوابه هنا قوله قديم بلا ابتداء والحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال الماتن رحمه الله تعالى ولا شيء يعجزه. ايضا هذا فيما يتعلق بذات ربنا سبحانه وتعالى وان الله متصف بالقدوة القدرة التامة الكاملة والله سبحانه وتعالى لا يعجز شيء في الارض ولا في السماء بل هو القادر على كل شيء وهو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى وكل ما اراده الله سبحانه وتعالى فهو قادر عليه وما يشاؤه هو ايضا قدير عليه سبحانه وتعالى فالله قادر على ما اراد. وكل ما اراد فهو قادر عليه سبحانه وتعالى. ذكر ابن ابي العز الحمر تعالى في هذا المقطع قواعد القاعدة الأولى التي ذكرها ان اهل السنة في مقام الإثبات والنفي يثبتون مفصلا وينفون مجملا بخلاف اهل البدع فان نفيهم مفصل واثباتهم مجمل. فان نفيهم مفصل واثباتهم مجمل ولذلك عندما تقرأ في عقائد المبتدعة تجدهم يسلبون يصفون الله بصفات السلب ومعنى ذلك ان يقولوا الله لا ينام الله لا يتعب الله لا يعجز الله لا يضعف الله ليس بجاهل و يتتابعون في مثل بهذه الصفات وهذا النفي ليس فيه مدح عندما تقول لشخص انت لست بجاهل او انت لست بجايع او انت لست بضعيف لا يعني ذاك انه عالم او قوي او انه ذا قدرة فقاعد اهل السنة انهم يثبتون مفصل وينفون مجمله كما قال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فالنفي هنا نفي مجمل. والاثبات جاء في القرآن مفصل. القاعدة الثانية ان كل نفي في القرآن كل نفي جاء في القرآن فانه يفيد كمال ضد ما نفي فانه يفيد كمال ضد ما نفي. ولم يأتي بالقرآن نفي محض. لم يأتي بالقرآن ولا في السنة. نفي محض فعندما يقول ربنا سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم تجد ان ربنا سبحانه وتعالى قد بين يدي هذا النفي قوله الله لا اله الا هو الحي القيوم. فاثبت كمال حياته واثبت كمال قيومته سبحانه وتعالى. ثم عق مع ذلك بقوله لا تأخذه سنة ولا نوم. فافاد ان هذا الذي يراد به كمال الضد. فاذا كان لا تأخذ صلة فانه يفيد كمال حياته سبحانه وتعالى. وعندما يقول لا تأخذ ايضا ولا نوم يفيد ايضا كمال قيوميته سبحانه وتعالى وهذا الذي جرى عليه ابن الامام الطحاوي عندما قال ولا شيء يعجزه فمراد بهذا النفي ان يثبت كمال الضد لله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى متصف بكمال القدرة له سبحانه وتعالى وصفة القدرة وان الله قدير هذه من ذهب اثبتها اثبتها اكثر الطوائف من مبتدعة وغيرهم اما اهل السنة فمجمعون على اثبات وقد كفر اهل العلم من انكر قدرة الله عز وجل او وصف الله بالعجز من وصف الله بالعجز وانه غير قادر كفره اهل السنة. اذا القاعدة الثانية ان النفي الذي جاء في القرآن او ما جاء في السنة من نفي فانه يفيد كمال ضد كمال الضد مما نفي. فعندما نقول لا تأخذ سنة من النوم فمراده الذي له الحياة كما القيومية كذلك لم يلد ولم يولد كمال الصمدية له سبحانه وتعالى ولا تجد في القرآن اية اية والتي في القرآن اية سيقت لنفي شيء عن الله عز وجل الا وتجد ما يسبقها من اثبات ولا تجد نفيا محضا ليس بالقرآن نفي محض ولا في السنة نفي محض وانما ان جاء النفي فانه يسبق باثبات يفيد كمال ما نفي يفيدك ما لا يفيد الكمال ضد ما نفي هذا ما يتعلق بقوله ولا يعجزه شيء. واما قوله ولا اله غيره هذا هو اثبات التوحيد لله عز وجل وان وان الاله الحق هو الله سبحانه وتعالى. وان كل اله سواه ممن يعبد من دونه سبحانه وتعالى فالهيته باطلة الاهيته باطلة ولا يصح ايمان العبد ولا يصح توحيده ولا يصح اسلامه حتى يعتقد ان كل اله سوى الله فانه معبود بباطل واله بباطل ومن الهه وعبده او تأله نفسه فانه كافر باجماع المسلمين كافر باجماع المسلمين. ولا يخالف في ذلك الا من طمس الله بصيرته واعمى قلبه من اه قبوريين وخرافيين او اتحادية او حلولية فهم الذين يرون ان كل كل معبود في الارض فهو الله سبحانه وتعالى تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. وهذه الكلمة ولا اله غيرها هي ولا اله غيره. هو معنى كلمة التوحيد لا اله الا الله. وقد ذكر عز هنا ان لا النافية هذه قد حذف خبرها وشاع في هذا الباب حذف الخبر اذ المراد منه قد ظهر وقدر الخبر عن بعض انه قال لا اله موجود ورد هذا القول وابطله وهو الحق فانها قول قول من يقول ان الخبر المحذوف تقديره موجود هذا تقدير باطل وهذا قد يصب في مذهب الحلول والاتحادية. فان الاتحاد الحلول يقولون ان كل اله ان يعبدوا في الارض فهو الله. فكل ما بين السماء والارض هو الله سبحانه وتعالى سواء من قالوا اتحد الله بمخلوقات واولياءه او قال ان الله حل بخلقه او باوليائه فهم يرون ان كل موجود الكون فهو الله وهذا كفر بالله العظيم. والتقدير للخبر التقدير الصحيح للخبر لا بحق لا اله بحق. فيكون خبرنا المحذوف هنا تقديره بحق. لا اله بحق الا الا الله ان الاستثناء هنا استثناء مفرغ لا اله غيره هذا هنا لا اله الا الله نقول استثناء مفرغ من جميع الاحوال اي فنقول هنا كل مستثنى من جميع الالهة وهو استثناء منقطع لان لا اله من من لا اله بحق الا الله. فالاستثناء الذي استثني منه هو قول بحق وهو الخبر المحذوف فيكون المعنى لا اله بحق الا الله والا الالهة موجودة الالهة التي تعبد من دون الله موجودة بل في الهند وحدها ما يقارب الف اله يعبد من دون الله عز وجل. والارض مليئة بمن يعبد غير الله سبحانه وتعالى ومن يؤله واحجارا واشجارا فلو قيل انه لا اله موجود الا الله لاصبح تصحيحا لجميع المذاهب الباطلة والالهة المعبودة بغير الله عز عز وجل فالخبر الصحيح في هذا المقام ان نقول لا اله بحق الا الله. ومنهم من يقدر الخبر بكائن وهذا ايضا غير صحيح عند بعض النحويين يقدروا الخبر لا اله كائن الا وهو معنى موجود. فالصحيح ان تقدير كائن او موجود هذا التقدير غير صحيح والتقدير عند اهل السنة قولهم لا اله بحق. نعم. قوله قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء. قال تعالى هو الاول والاخر. وقال صلى الله عليه وسلم اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. فقول الشيخ رحمه الله قد بلا ابتداء دائما بلا انتهاء هو معنى اسمه الاول والاخر. والعلم بثبوت هذين الوصفين مستقر في الفطر فان الموجودات لا بد ان تنتهي الى واجب الوجود لذاته قطعا في التسلسل فاننا نشاهد حدوث الحيوان والنبات والمعادن وحوادث الجو في السحاب والمطر وغير ذلك وهذه الحوادث وغيرها ليست ممتنعة فان الممتنع لا يوجد ولا واجبة الوجود بنفسها فان واجب الوجود بنفسه لا يقبل العدم. وهذه كانت معدومة ثم وجدت فعدمها ينفي وجوبها ووجودها ينفي امتناعها. وما كان قابلا للوجود والعدم ان لم يكن وجوده بنفسه. كما قال تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون. يقول سبحانه احدثوا من غير احدثوا من غير محدث. ام هم احدثوا انفسهم ومعلوم ان الشيء المحدث لا يوجد نفسه فالممكن الذي ليس له هو من نفسه وجود ولا عدم لا يكون موجودا بنفسه. بل ان حصل ما يوجده والا كان معدوما. وكل ما امكن وجوده بدلا من عدمه وعدم وعدم بدلا من وجوده وليس له من نفس وجوده فليس له من من نفس وجود ولا عدم لازم له. واذا تأمل الفاضل غاية ما يذكره المتكلم والفلاسفة من الطرق العقلية وجد الصواب منها يعود الى بعض ما ذكر في القرآن من الطرق العقلية بافصح عبارة واوجزها. وفي طرق من تمام البيان والتحقيق ما لا يوجد عندهم مثله. قال تعالى ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا. ولا نقول لا ينفع الاستدلال بالمقدمات الخفية والادلة الطويلة فان الخفاء والظهور من الامور النسبية فربما ظهر لبعض الناس ما خفي على غيره ويظهر للانسان الواحد في حال ما خفي عليه في حال اخرى وايضا فالمقدمات وان كانت خفية فقد يسلمها بعض الناس وينازع فيما هو اجلى منها. وقد تفرح النفس وقد تفرح النفس بما علمته بالبحث النظر ما لا تفرح بما علمته من الامور الظاهرة ولا شك ان العلم باثبات الصانع وجوب وجودة امر ضروري فطري وان كان يحصل لبعض الناس من الشبه ما يخرجه الى الطرق النظرية. وقد ادخل المتكلمون في اسماء الله تعالى القديم. وليس هو من الاسماء الحسنى فان القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن هو المتقدم على غيره. فيقال هذا قديم للعتيق وهذا حديث للجديد. ولم يستعملوا هذا الاسم الا في المتقدم على غيره لا فيما لم يسكنه كما قال تعالى حتى عاد كالعرجون القديم. والعرجون القديم الذي يبقى الى حين وجود العرجول الثاني فاذا وجد الجديد قيل للاول قديم. وقال وتعالى واذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا اذك قديم. اي متقدم في الزمان وقال تعالى قال افرأيتم ما كنتم تعبدون انتم الاقدمون فالاقدم مبالغة في القديم ومنه القول القديم والجديد للشافعي رحمه الله. وقال تعالى يقدم قومه يوم القيامة فاوردهم نار ان يتقدموا ويستعمل منه الفعل لازما ومتعديا. كما يقال اخذني ما قدم وما حدث. ويقال هذا قدم هذا قدم هذا وهو يقدمه ومنه سميت القدم قدما. لانها تقدم بقية بدن الانسان. واما ادخال القديم في اسماء الله تعالى فهو مشهور عند اكثر اهل الكلام. وقد انكر ذلك كثير من السلف والخلف منهم ابن ابن حزم. ولا ريب انه اذا كان مستعملا في نفس التقدم فانما الى الحوادث كلها فهو احق بالتقدم من غيره. لكن اسماء الله تعالى هي الاسماء الحسنى التي تدل على خصوص ما يمدح به. والتقدم في اللغة مطلق لا يختص بالتقدم على الحوادث كلها فلا يكون من الاسماء الحسنى. وجاء الشرع باسمه الاول وهو احسن من القديم. لانه يشعر بان ما بعده ايل اليه وتابعه بخلاف القديم والله تعالى له الاسماء الحسنى لا الحسنة. قوله آآ قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء. وصف الامام تعالى بان الله قديم. وهذا الوصف منه رحمه الله جريا على عادة اهل زمانه وقد يخاطب وقد يخاطب الامام والعالم الناس على ما جرى على عادتهم وما تعارفوا على في خطابهم والا لا شك ان اسم القديم لا يطلق على الله عز وجل والله سبحانه وتعالى لا يسمى بالقديم ولا يوصى بصفة قدم والذي جاء في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله هو الاول والاخر والاول اسلم واصح من كلمة القديم فان الاول جاء فيه جاء به النص اولا. وثانيا ان الاول هو الذي يفيد يفيد الازلية والاولية المطبخ لا في القديم فانه يفيد القدم الذي تقدم على غيره ولا يفيد الاولية المطلقة وثالثا ان المسلم مأمور ان يقتصع ما جاء فيه النص وان يتوقف على ما جاء به الشارع. وايضا ان اسماء الله وصفاته اسماء اسماء الله وصفاته توقيفية فلا يجوز ان يوصف الله او يسمى الله باسم الا وجاء في السنة او جاء في القرآن اما ليصفه اما ان يصف الله نفسه به واما ان يصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم او تجمع الامة على وصف الله بذلك الوصف او تسميه بذلك كان اسم اما قوله قديم فهذا الاسم لا يجوز اطلاقه على الله عز وجل ولا يسمى الله به سبحانه وتعالى لعدم ثبوت النص فيه. وانما قاله المتكلمون وجرى به وجرت به السنتهم ليثبتوا قدم الله عز وجل وقول قديم الى ابتداء هذا متعلق بذات الله وصفاته واسمائه فالله سبحانه وتعالى له الاولية المطلقة في اسمائه وفي صفاته وفي وفي ذاته سبحانه وتعالى. فالله سبحانه وتعالى هو هو اه هو هو الاول الذي لم يسبقه شيء كما هو الاخر الذي ليس بعده شيء وهو الظال الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء وقوله قدم ودائم الى انتهاء اثبات اثبات الاولي والاخروي لله عز وجل اثبات الاولية والاخروية لله سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاتي خلافا لما يقول المتكلمون ان اسماء الله حادثة او ان صفات الله حادثة او ان افعال الله حادثة بل نقول ان الله بذاته واسماء وصفاته ايضا كانت معه سبحانه وتعالى. وقد دل على ذلك في الصحيحين حصين قال كان الله ولا غيره كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء. فالله كان ولا شيء معه من مخلوقاته. وهذا يمنع تسلسل الحوادث في الازل ويمنع ايضا في الدوام وهذا عند مذهب اهل السنة ان الحوادث لها اولية والحوادث لها اخروية الا ان الله عز وجل يبقي ما شاء من مخلوقاته كالجنة والنار فلا يفنيهما سبحانه وتعالى وما اراد الله عز وجل بقاءه هذه المخلوقات كلها متعلقة بارادة الله عز وجل. فعندما الله عز وجل متصف بالخلق قبل ان يوجد خلقا. قبل ان يوجد خلقا بالرب قبل ان يكون هناك مربوبا. ومتصف بالسميع وصفة باسم السميع وبصفة السمع. قبل ان يوجد هناك مسموعا وكذلك مبصرا وكذلك متكلمة وكذلك عالما فله الصفات والاسماء الازلية التي لم تكن حادثة في ذاته سبحانه وتعالى والله منزل ان يكتسب شيئا من صفاته او من اسمائه او انه يكتسب ذلك من مخلوقات سبحانه وتعالى وهذا كما سيأتي او معنى الرب ولا مربوب ومعنى الخالق ولا مخلوق فالله متصل بالرزق ومتصل بالخلق قبل ان يوجد مخلوقا وقبل ان يوجد مرزوقا خلافا للاشاعر والمتكلمة القائلين ان الله سبحانه وتعالى لم يوصف بالرزق الا بعد ما رزق. ولم يوصف بالخلق الا بعد ما خلق لم يوصف بالرب الا بعد ما وجد خلق هذا قول باطل. بل نقول صفات الله ازلية مع ذاته سبحانه وتعالى وكذلك اسماؤه ازلية تسمى بها ربنا سبحانه وتعالى قبل ان يوجد خلقه وقبل ان يوجد مخلوقاته والله اعلم واحكم اللهم صلي على نبينا محمد