بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين قال الامام الطحالي رحمه الله تعالى لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام. قال الامام ابن ابي العز رحمه الله تعالى قال الله تعالى ولا يحيطون به علما قال في الصحاح توهمت الشيء ظننته وفهمت الشيء علمته. فمراد الشيخ رحمه الله انه لا ينتهي اليه وهم ولا وهم ولا يحيط به علم. قيل الوهم ما يرجى كونه اي يظن انه من على صفة كذا. والفهم هو ما يحصله العقل ويحيط به. والله تعالى الا يعلم لا يعلم كيف هو الا هو سبحانه وتعالى. وانما نعرفه سبحانه بصفاته وهو انه احد صمد لم يلد ولم وندوة لم يكن له كفوا احد. قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. وقال الا هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. والله الخالق البارئ له الاسماء الحسنى يسبح لهما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم. قال الامام الطحاوي ولا يشبه الانام. قال الامام ابن ابي عز هذا رد لقول مشبهة الذين يشبهون الخالق بالمخلوق سبحانه وتعالى قال عز وجل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وليس المراد نفي كما يقول اهل البدع فمن كلام ابي حنيفة رحمه الله تعالى في الفقه الاكبر لا يشبه شيئا من خلقه ولا يشبهه شيء من خلقه. ثم قال بعد ذلك صفاته كلها خلاف صفات المخلوقين. يعلم لا كعلمنا ويقدر لك قدرتنا ويرى لك رؤيتنا انتهى. وقال نعيم بن حماد من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن انكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيه قال اسحاق ابن راهويه من وصف الله فشبهه من وصف الله فشبه صفاته بصفات احد من خلق الله فهو كافر بالله العظيم وقال علامة جهم واصحابه دعواهم على اهل السنة والجماعة على دعواهم على اهل السنة والجماعة ما اوذيعوا به من الكذب انهم مشبهون بل هم بل هم المعطلة وكذلك قال خلق كثير من من ائمة السلف علامة الجهمية تسميتهم اهل السنة مشبهة فانهما من احد من نفات شيء من الاسماء والصفات الا ويسمي المثبت له لها مشبها. فمن انكر اسماء الله تعالى بالكلية من غالية الزنادقة القرامطة والفلاسفة. وقال ان الله لا يقال له عالم ولا قادر يزعم ان يزعم ان من سماه بذلك فهو مشبه. لان الاشتراك بالاسم يوجب الاشتباه في معناه. ومن اثبت الاسم وقاله ومجاز كغالية الجهمية يزعم ان من قال ان الله عالم حقيقة قادر حقيقة فهو مشبه. ومن انكر الصفات وقال ان الله ليس له علم ولا قدرة ولا كلام ولا محبة ولا ارادة. قال لمن اثبت الصفات انه مشبه وانه مجسم. ولهذا ولهذا كتب مثال النفاة الصفات من فلهذا كتب مئات الصفات. كل هذا كتب نقاط الصفات. كمل. ولهذا كتب مثل نفاة الصفات من الجهمية والمعتزلة والرافضة ونحوهم كلها مشحونة بتسمية مثبتة الصفات مشبهة ومجسمة. ويقولون في كتبهم ان من جملة المجسمة قوما يقال لهم المالكية ينسبون الى رجل يقال له مالك بن انس وقوما يقال لهم الشافعي ينسبون الى رجل يقال له محمد بن ادريس حتى الذين يفسرون القرآن منهم كعبد الجبار والزمخشري وغيرهما يسمون كل من اثبت شيئا من الصفات وقالب الرؤية مشبها وهذا الاستعمال قد غلب عند من غالب الطوائف ولكن المشهور من استعمال هذا اللفظ عند علماء السنة المشهورين انهم لا يريدون بنفي التشبيه نفي الصفات ولا يصفون بكل ولا يصفون به كل من اثبت الصفات بل مرادهم انه لا يشبه المخلوق في اسمائه وصفاته وافعاله. كما تقدم من كلام ابي حنيفة انه انه تعالى يعلم ذاك علمنا يقدرونكم قدرتنا ويرى لك رؤيتنا وهذا معنى قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فنفى المثل واثبت الوصف. وسيأتي في كلام الشيخ اثبات الصفات تنبيها على انه ليس نفي التشبيه مستلزما لنفي الصفات. ومما يوضح هذا ان العلم الالهي لا يجوز ان لا يجوز ان يستدل فيه تمثيل يستوي فيه الاصل والفرع ولا بقياس ولا بقياس شمولي يستويه افراده فان الله سبحانه ليس كمثله شيء. فلا يجوز ان يمثل بغيره ولا لا يجوز ان يدخل هو وغيره تحت قضية كلية يستوي افرادها. ولهذا لما سلكت طوائف طوائف من المتفلسفة والمتكلمة مثل هذه الاقيسة في المطالب الالهية لم يصلوا بها الى اليقين بل تناقضت ادلتهم وغلب عليهم بعد التناهي الحيرة والاضطراب لما يرونه من فساد ادلتهم او تكافؤها ولكن يستعمل في ذلك قياس الاولى سواء كان لا تمثيلا او شمولا كما قال تعالى ولله المثل الاعلى. مثل ان يعلم ان يعلم ان كل ان كل كمال ثبت للممكن او للمحدث لا نقص فيه بوجه من الوجوه. وهو ما كان كمالا للوجود غير مستلزم للعدم بوجه. فالواجب القديم واولى به وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق المربوب المدبر المدبر وكل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه ثبت نوعه للمخلوق المربوب المدبر. فانما استفاده من خالقه وربه ومدبره فهو احق به منه وان كل نقص وعيب في نفسه لنفسه وهو ما تضمن سلب هذه العادة الكمال. اذا وجب نفيه عن شيء من انواع المخلوقات والممكنات محادثات فانه يجب نفوه عن الرب تبعا عن الرب تعالى بطريق الاولى. ومن اعجب العجب ان من غلاة نفاة الصفات الذين يستدلون بهذه الاية الكريمة على في الصفات او الاسماء ويقولون واجب الوجود لا يكون كذا ولا يكون كذا. ثم يقولون اصل الفلسفة هي التشبه بالاله على قدر الطاقة. على قدر الطاقة ويجعلون هذا غاية الحكمة ونهاية الكمال الانساني. ويوافقهم على ذلك بعض من يطلق هذه العبارة. ويرى عن ويروى عن النبي صلى الله عليه سلم انه قال تخلقوا باخلاق الله. فاذا كانوا ينفون الصفات فبأي شيء يتخلق العبد على زعمهم؟ وكما انه لا يشبه شيئا من مخلوقاته تعالى لا يشبهه شيء من مخلوقاته لكن المخالف في هذا ان فيها لكن المخالف في هذا النصارى والحلولية والاتحادية لعنهم الله. ونفي مشابهة شيء من مخلوقاته له ونفي ونفي مشابهة شيء من مخلوقاته له مستلزم لنفي مشابهته لشيء من مخلوقاته. فلذلك اكتفى الشيخ رحمه الله بقوله ولا يشبه الانام والانام الناس. وقيل الخلق كلهم وقيل كل ذي روح. وقيل الثقلان وظاهر وظاهر قوله تعالى والارض وضع للانام يشهد للاول اكثر من الباقي والله اعلم. نعم. الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه به اجمعين. اما بعد ذكر الامام الطحاوي رحمه الله تعالى قوله لا تدركه الاوهام ولا تبلغه ولا يشبهه الانام. هذه ثلاث عبارات نفى فيها الامام الطحاوي مشابهة المخلوق للخالق ونفى ايضا ان تدرك صفات ربنا سبحانه وتعالى بالاوهام او ان العقول بافهامها وسعة فهمها تبلغ ايضا كن هالصفات وهذا يعني ان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء. وان الله سبحانه وتعالى لا كفؤ له ولا ند له ولا سمي له وهذا امر مجمع عليه بين اهل الاسلام وقد اجمع اهل السنة ايضا على ان من شبه الله سبحانه وتعالى بخلقه انه كافر بالله عز وجل. وقد قال نعيم ابن حماد الخزاعي رحمه الله تعالى من شبه من من شبه الله فانما يعبد صنما. ومن عطر الله من صفاته فانما يعبد عدما. فالمشبه يعبد المشبه والممثل يعبد صنما لانه شبه الله سبحانه وتعالى بخلقه. وقوله لا تدركه الاوهام ان ان المرء او توهم الله باي صفة او باي كيفية فان الله سبحانه وتعالى بخلاف ذلك. لان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وكذلك العقول ولو بلغت مبلغا عظيما في الفهم فانها لا تدرك ولا تبلغ بفهمها حقيقة صفات الله عز وجل وان اشتركت الاسماء والالفاظ في معاني الصفات فان البول بينهما عظيم في حقائق الصفة في حقيقة الصفة وحقيقة معناها فان لله سبحانه وتعالى من ذلك الكمال. فكما ان المخلوقات تتفاوت مع انها تشترك جميعا في لفظ مشترك فالانسان يبصر والجراد يبصر الحشرات تبصر وشتان بين بصر الانسان بصر غيره كفى الانسان بصره في رأسه وهناك من بصره في غير ذلك الموضع. فاذا تباين تباينت المخلوقات في صفة واحدة فكيف بالخالق مع المخلوق سبحان ربنا وتعالى عما يقول الظالمون. اذا صفات ربنا واسماء ربنا سبحانه وتعالى هي كامنة تامة لا يعتريها نقص من وجه من الوجوه. والله سبحانه وتعالى له من صفاته له الصفات العليا وله الاسماء الحسنى وصفاته تثبت له على وجه الكمال المطلق. الذي لا يعتريه نقص. واما من يقول في بعضهم يزيد على اهذا عبارة ولا يصفه الواصفون؟ فهذه العبارة غير صحيحة. هذه العبارة غير صحيحة. فان الله سبحانه وتعالى وصفناه بما هو نفسه سبحانه وتعالى. فاما تشبيه صفات الله بصفات المخلوق او تكييف صفات الله عز وجل. فهذا الذي ننفيه وهذا الذي نبطله. اما قوله ولا يشبه الانام الاولى في ان في نفي التشبيه لن يقول ولا يماثله لان التشابه يطلق على التشابه من اي وجه. اما اما ان نفي الشبه او نفي آآ نفي الشبه يقتضي هنا النفي من كل وجه بخلاف المماثلة فانها تنفي آآ المماتة من كل من جميع وجوه الشيء الذي يمثل به والله سبحانه وتعالى يشابه خلقه من جهات. فالله سبحانه وتعالى يشابه خلقه من جهة الاسماء. ويشترك مع خلقه في اسماء تطلق عليه وتطلق على على مخلوقه الذي خلقه سبحانه وتعالى. ولذلك لم يأتي في القرآن ولا في السنة التعبير بنفي الشبه او انه قال لا يشبه شيء وانما الذي جاء في القرآن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لان الشبه الشبه يقتضي النفي من كل وجه. النفي من كل وجه. وكذلك المماثلة. فاذا قلت لا شبيه له فانك تنفي مشابهة الله عز وجل لخلقه حتى في الاسماء حتى في الاسماء والله سبحانه وتعالى كما ذكرت يشابه المخلوق بالاسماء المشتركة فالمخلوق يطلق عليه انه سميع والله يطلق عليه انه وكذلك يطلق على الله على الله عز وجل بصير ويطلق على المخلوق بصير. فعندما تقول لا مثل له فانك تعني انه لا يشابه من كل شيء اي لا يشابه الله الجميع من كل شيء من جهة حقائق الاسماء وحقائق الصفات. فالاولى التعبير بالمثل ولا يعبر بالشبع. ذكر هنا مسألة ثانية ومسألة الاقيسة التي يستعملها المبتدعة في اه باب في باب الصفات وفي باب الاثبات عز وجل الاقيس التي يذكرها اهل يذكرها اهل الكلام ويذكرها اهل البلاغة ايضا ما يسمى بقياس الشمول وقياس التمثيل وقياس الاولى. اما قياس الشمول فان هذا ممتنع في حق الله عز وجل. وقياس الشمول هو قضية كلية يستوي افرادها في شيء معين يستوي افرادها ويشترك افرادها في شيء معين وهو ما تساوى افراده في شبه او في مثل او ما شابه ذلك وذكرنا بالامس ان قضية ان آآ قياس الشمول يشبه بقضية عامة ان جميع انواع الخبز كلها تأتي من الدقيق فيشترك هؤلاء هذه الانواع كلها من خبز باشكاله وانواعه والوانه يشتركون في شيء واحد وهو ان انهم من بر او دقيق فهذا يسمى اشتراك في امر كلي اشتراك في امر كلي وهذي قضية سيسمى عند اهل العلم القياس الشمولي اي قسن هذا على هذا لاشتراكهما وتساويهما في شيء معين. اما قياس المثل فهو ايضا منفي في حق الله عز وجل وهو ان يمثل ربنا سبحانه وتعالى بخلقه. اما قياس الاولى فهذا الذي اثبته جمع من اهل السنة. فقالوا كل كمال في المخلوق كل كمال للمخلوق لا يأتي نقص من منا لا يعتريه نقص من بوجه من الوجوه فان الله اولى به سبحانه وتعالى يسمى بقياس الاولى وقد اثبته شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وجمع من المحققين اثبتوا لله عز وجل صفات من باب قياس الاولى من باب قياس الاولى وكذلك قالوا ان كل نقص ان كل سلب في المخلوق لا يكون فيه كمال بوجه من الوجوب فان الله احق ان ينفى احق ان ينفى عنه ذلك السلب لان الله له الكمال المطلق. وايضا احتجوا بحديث ابي هريرة في الصحيحين ان الله عز وجل خلق ادم على صورته ادم على صورته فيكون معنى ذلك ان كل كمال لادم فان الله اولى به لكن لابد ان يقيد بقيد ان يكون ذلك الكمال ليس فيه نقص من وجه من الوجوه. اما اذا كان فيه نقص بوجه من الوجوه فان الله ينزه عنه فان الله ينزه عنه. فمثلا الولد للمخلوق صفته كمال لكنه في حقيقته عندما نعرف معنى الولد وانه آآ يحتاجه الاب حتى يبقى اسمه بعد موته وحتى يعينه في حاجته ويقضي عليه ويقضي له حوائجه. كان هذا الولد في حق المخلوقية شيء نقص لانه بحاجة الى هذا الولد حتى يكمل نقص ذلك الاب. فاصبح هذا هو نقص بوجه من الوجوه. اذا كفاه الله عز وجل عن نفسه كذلك يوصف المخلوق بانه صفة كمال للمخلوق والذي لا ينام يكون فيه فيه عارض او علة منعته من النوم لكن النوم ايضا نقص بالنسبة للمخلوق لان الانسان لا ينام الا لتعبه ويحتاج للراحة حتى يكمل نشاطه حتى يعني آآ يستمر في حياته فدل هذا ان النوم منفي عن الله عز وجل لانه وان كان كان مخلوق فهو لا يكون كمان له الا لنقص الانسان فينفى عن ربنا سبحانه وتعالى. اذا نقول هذه الكلمات لا تدركه الاوهام ولا تبلغه الافهام ولا يشبه الانام. هذه كلها تنزيه لله عز وجل عن مشابهة خلقه والمعطل من الجهمية والمعتزلة يعيبون اهل السنة ويصفونهم بانهم بانهم مشبهة او بانهم ممثلة او بانهم مجسمة او بانهم خشبية او ما شابه ذلك. وهذا النبز هذا النبز وهذا النبز لا يضر اهل السنة فان اهل السنة عندما اثبتوا لله الصفات فانما اثبتوها اتباعا لكتاب الله عز وجل واقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم فان الله هو الذي اثبت ذلك لنفسه واثبت له رسوله صلى الله عليه وسلم حاله حال اهل السنة انما حال حال المتبع المتأسي بكلام الله وبكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. مع انهم اذا اثبتوا لم يمثلوا مع انهم يثبتون بلا تمثيل. ويثبتون بلا تكييف بل ايات الصفات واحاديث الصفات كما هي كما جاءت ويؤمنون بحقيقة معناها الا انهم لا يتعرضون لمعانيها من جهة التمثيل من جهة التكييف ولا معنى انهم لا يتعاملون معانيه انهم لا يثبتون المعاني وانما معناه انهم لا يتعرون المعاني من جهة التكييف ومن جهة التمثيل يثبتون معاني الصفات والاسماء ويؤمنون بها ويعتقدون ان ان لاسماء الله وصفاته معاني تليق بجلاله سبحانه قوله فالواجب القديم الواجب القديم والله مقصوده بالواجب القديم هو الله سبحانه وتعالى لان المحدث الممكن هو المخلوق والواجب القديم الذي الذي وجد بنفسه سبحانه وتعالى يسميه المتكلم يسميه المتكلمون بالواجب القديم على خطاب القوم وان الاولى ليقال ليقال فيه الله ولا يقال فيه الواجب ولا يقال فيه القديم بل يقال فيه الاول الله سبحانه وتعالى هو احق بتلك الصفة من خلقه. نعم. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى حي لا يموت قيوم لا ينام. قال ابن ابي العزرة رحمه الله قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. فنفي السنة والنوم دليل على كمال حياته وقيوميته قال تعالى الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل. وقال تعالى الوجوه للحي القيوم. وقال تعالى وتوكل على حال الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا. وقال تعالى هو الحي لا اله الا هو. وقال صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام. ولا ينبغي له ان ينام الحديث. لما الف الشيخ يروح الشيخ رحمه الله تعالى تشبيه اشار ما تقع به التفرقة بينه وبين خلقه بما يتصف به تعالى دون خلقه فمن ذلك انه حي لا يموت. لان صفة الحياة الباقية مختصة به تعالى خلقه فانهم يموتون ومنه انه قيوم لا ينام. اذ هو مختص بعدم النوم والسينة دون خلقه. فانهم ينامون وفي ذلك اشارة الى ان نفي التشبيه ليس المراد به نفي الصفات بل هو سبحانه موصوف بصفات الكمال لكمال ذاته. فالحي بحياة باقية لا يشبه الحي بحياة زائلة. ولهذا كانت الحياة متاعا ولهوا ولعبا قال تعالى وان الدار الاخرة لهي الحيوان. فالحياة الدنيا كالمنام والحياة الاخرة كاليقظة. ولا ولا يقال فهذه الحياة اخرة كاملة وهي للمخلوق لانا نقول الحي الذي لا لا نقول الحي الذي الحياة من صفاته باننا نقول الحي الذي الذي الحياة من صفات ذاته اللازمة له اللازمة لها هو الذي وهب المخلوق تلك الحياة الدائمة فهي دائمة بادامة الله لها لا من الدوام وصف لها لا لا ان الدوام وصف لازم لها لذاتها. بخلاف حياة الرب تعالى وكذلك سائر صفاته فصفات الخالق كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به. واعلم ان هذين الاسمين عن الحي القيوم مذكوران في القرآن معا في ثلاث سور كما تقدم. وهما من اعظم باسماء الله الحسنى حتى قيل انهما الاسم الاعظم. فانهما يتضمنان اثبات صفات الكمال اكمل تضمن واصدقا. ويدل القيوم على معنى الازلية ما لا يدل عليه لفظ قديم ويدل ايضا على كونه موجودا بنفسه وهو معنى كونه واجب الوجود. والقيوم ابلغ من القيام. لان الواو اقوى من الالف ويفيد قيامه بنفسه باتفاق المفسرين واهل اللغة وهو معلوم بالضرورة. وهل يفيد اقامته لغيره وقيامه عليه فيه فلان اصحهما انه يفيد ذلك. ايش يقول؟ هل يفيد؟ وهل يفيد اقامته لغيره وقيامه عليه؟ فيه قولان. اصحهما انه يفيد ذلك وهو يفيد دوام قيامه وكمال قيامه. لما فيه من المبالغة فهو سبحانه لا يزول لا يأثم. فان الافلة قد زال فان الآفلة قد زال دعاء اي لا يغيب ولا ينقص ولا يفنى ولا يعدم بل هو الدائب الباقي الذي لم يزل ولا يزال موصوفا بصفات الكمال. واقترانه بالحي يستلزم سائر صفاته الكمال ويدل على بقائها ودوامها وانتفاء النقص والعدم عنها ازلا وابدا ولهذا كان قوله الله لا اله الا هو الحي القيوم اعظم اية في القرآن كما ثبت ذلك في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. فعلى هذين الاسمين مدار الاسماء الحسنى كلها. واليه ما يرجع معانيها ان الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال. فلا يتخلف عنها صفة منها الا لضعف الحياة. فاذا كانت حياته تعالى اكمل حياة واتمها استلزم اثباتها اثبات اثبات كل كمال اثبات كل كمال يضاد نفيه كمال الحياة. واما القيوم فهو متضمن كمال غناه وكمال قدرته فانه القائم بنفسه فلا يحتاج الى غيره بوجه من الوجوه المقيم لغيره فلا قيام لغيره الا باقامته. فانتظم هذان الاسمان صفات الكمال اتم الانتظام. ايضا ذكر قوله حي لا يموت قيوم لا ينام. وهذا او اول اسم من اسماء الله عز وجل يأتي معنا في هذه العقيدة. فان من اسماء الله عز وجل اسم الحي. ويؤخذ من هذا الاسم صفة والله سبحانه وتعالى هو كمال الحياة التي لا يعتريها نقص لا من نوم ولا من سنة ولا غير ذلك وكذلك من اسمائه القيوم والقيوم هو الذي قائم هو الذي قام بنفسه واقام غيره سبحانه وتعالى والقيوم له كمال القيومية وكمال الاحاطة والادراك لجميع مخلوقاته سبحانه وتعالى. فما من مخلوق في هذا الكون الا قيامه بامر الله عز وجل فالله هو الذي يقيمه وهو الذي هو وهو الذي قام عليه سبحانه وتعالى. ففي هذين الاسمين اثبات كمال حياته وكمال قيوميته. ولذلك مرجع الاسماء كلها ترجع الى هذين الاسمين. ومن ومن اهل العلم من قال ان ان اسم الحي القيوم هو اسم الله الاعظم واسم الله الاعظم الذي من دعا به اجابه الله عز وجل. وقد جاء في حديث اسماء انت اسماء بنت الساكنة قال اسم الله في هذه الايات الثلاث. في اية في سورة البقرة وطه وال عمران عند الرجوع الى هذه الايات وجدناها هي قوله الله لا اله الا هو الحي القيوم الله لا اله الا هو الحي القيوم في وال عمران والحي القيوم في طه. فدل ان اسم الله الاعظم بهذا الحديث انه الحي القيوم او الله الله الله لا اله الا هو الحي القيوم. وهذه الاسماء الثلاثة لفظ الجلال هي الله والحي والقيوم. جميع الاسماء كلها ترجع الى هذه الاسماء ترجع الى الى هذه الاسماء. فالرحمن الرحيم والعزيز والعليم والغفور وكل اسماء الله ترجع الى من هو قائم به من هو حي قائم بنفسه مقيم لغيره فلا يتصور ان يكون رحيما وهو غير قيوم كما لا يتصورون رحيما وهو غير حي مرد الصفات كلها الى اسم الحي القيوم. فالله له من ذلك كمال الحياة وكمال القيومية. وقد فسر بعض اهل العلم بان القيوم هو الذي غيره وهذا تفسير باللازم فان الله هو القيوم وهو المقيم لغيره وبعضهم فسر القيوم بانه الذي لا يزول فان الله سبحانه هذا احتج بعض المبتدعة على ان الله لا يزول مع انه لا يتحرك فعطلوا فعطلوا الله من صفاته الفعلية وهذا تعريف وهذا تعريف باطل غير صحيح ان الله لا يزول معناه لا يتحرك. بل معنى ان الله لا يزول ويزال انه باق لا يفنى سبحانه وتعالى فان ايوبيات مقتضية بقاءه ودوامه سبحانه وتعالى ويدل على ذلك قوله هو الاول والاخر الذي له او ولي له الاولية المطلقة وله الاخروية مطلقة اي الاخرية المطلقة ايضا. فمعتقد اهل السنة ان الله اول فلا قبله شيء واخر فلا بعده شيء وان له الحياة الكاملة المطلقة وان له القيومية الكاملة المطلقة فهو الذي فهو القيوم بنفسه وهو الذي يقيم غيره وهو هو القائل على خلقه سبحانه وتعالى فالقيوم هو الذي يقيم مخلوقاته ويقوم عليهم بما ينفعهم وما يصلحه وهو القائل ايضا بنفسه سبحانه وتعالى فيؤخذ من هذا الاسم اسم القيوم لله عز وجل ويؤخذ من صفة القيام على خلقه بمصالحهم ما ينفعهم هذا معنى صفات اسم القيوم وصفة القيومية وصفة القيومية انه قيوم على خلقه لا يخرج احد قوتي وقدرتي وآآ حاجته الى ربه سبحانه وتعالى. تفريق بين التمثيل والتشبيه نقول ان التمثيل هو المشاة من كل وجه والتشبيه والمشاة من بعض الوجوه هذا الفرق بينهما. حتى يتضح التمثيل هو المماثلة من كل وجه والمماثلة من بعض الوجوه المشابهة من بعض الوجوه. فعندما ننفي التشبيه ايش يكون معناه؟ نفينا المشاه من كل وجه. اني اصبح يقول لا شبيه له حتى لو شاف بعظ الوجوه ننفيها. فعندنا نقول لاش حتى بعظ الوجوه الانفية وهذا غير صحيح فان الله يشابه بعظ الوجوه خلقه في اسماء وفي مشتركة اما عندما نقول ليس بمثله شيء فهو النفي المماثلة من كل وجه فالله لا يماثله احد من خلقه البتة لا يبنى نحن من خلقه البتة المماثلة كاملة لا في اسماء الله وحقائقها ولا في كمال معانيها. اذا قوله الحي القيوم معناه اثبات صفة الحياة وصفة القيومية وكل هذا المقام مقام اه اثبات لله عز وجل. وكل سلب جاء في القرآن فانه يقتضي ويتضمن كمال المدح ولذلك ذكر الله عز وجل سمة الحياة القيومية وعقبها بقوله لا تأخذه سنة ولا نوم بعد ذلك انه نفى عن نفسه السنة التي تنافي كمال حياته والنوم الذي ينافيك ما لا قيوميته سبحانه وتعالى. فالله لا لا يأخذه سنة ولا يأخذه نوم ولا يعتريه نقص بوجه من الوجوه ويذكر ان موسى عليه السلام عندما سأل ربه سبحانه وتعالى عن كيف فيقول يا موسى عندما سأله عندما سأل ربه اتنام يا ربنا؟ فقال الله عز وجل له خذ قارورتين بيدك ثم امسكهما ولا فمسكه موسى عليه السلام فلما اتى عليه وقت طويل اذا به ينعس وينام فاصتكت الزجاجة فانكسرت قال لو انام لا فسد هذا الخلق. وقد جاء في صحيح البخاري ومسند موسى قوله صلى الله عليه وسلم ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام من وصف الله بالنوم ووصفه بالموت او وصفه بانه تنقص اياخذه سنة او ضعف او يأخذه لغوب فقد كفر العظيم ووصف الله بالنقص والسلوك الذي يكفر به واصفه تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا والله اعلم. نعم