نستأذن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى قال الامام العز ابن عبد السلام رحمه الله تعالى في الطحاوية. بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فانه لما كان اصول الدين اشرف العلوم اذ هو العلم اذ شرف العلم بشرف المعلوم وهو الفقه الاكبر بالنسبة الى فقه الفروع. ولهذا سمى الامام ابو حنيفة رحمه الله او رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في اوراق من اصول الدين الفقه الاكبر وحاجة العباد اليه فوق كل حاجة وضرورتهم اليه فوق كل لضرورة لانه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة الا بان تعرف ربها ومعبودها وفاطرها. باسمائه وصفاته وافعاله ويكون مع ذلك كله احب اليه مما سواه. ويكون سعيها فيها يقربها اليه دون غيره من سائر خلقه. ومن من المحال ان تستقل العقول بمعرفة ذلك وادراكه على التفصيل. فاقتضت رحمة العزيز الرحيم ان بعث الرسل به معرفين واليه داعين ولمن اجابهم مبشرين ولمن خالفهم منذرين وجعل مفتاح دعوتهم وزبدة رسالتهم معرفة المعبود سبحانه باسمائه وصفاته وافعاله اذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من اولها الى اخرها. ثم يتبع ذلك اصلان عظيمان. احدهما تعريف الطريق تعريف الطريق الموصل اليه وهي شريعته المتضمنة لامره ونهيه. والثاني تعريف السالكين ما لهم به. ما لهم بعد الوصول اليه من النعيم المقيم فاعرف الناس بالله عز وجل اتباعهم للطريق الموصل اليه واعرفهم بحال السالكين عند القدوم عليه. ولهذا سمى الله ما انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم روحا لتوقف الحياة الحقيقية عليه ونورا لتوقف الهداية عليه فقال تعالى يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده. وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب والايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا. وانك لتهدي الى صراط مستقيم. صراط الله الذي له ما في السماوات وما في في الارض الا الى الله تصير الامور. ولا روح الا فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا نور الا في الاستضاءة به وسماه الشفاء كما قال قال تعالى قل هو للذين امنوا هدى وشفاء فهو وان كان هدى وشفاء مطلقا. لكن لما كان المنتفع بذلك هم المؤمنين خصوا بالذكر والله تعالى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق فلا هدى الا فيما جاء به. ولا ريب انه يجب على كل احد ان يؤمن بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ايمانا عاما مجملا. ولا ريب ان معرفة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن التفصيل. على التفصيل فرض على الكفاية فان كذلك داخل في تبليغ ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم. وداخل في تدبر القرآن وعقله وفهمه. وعلم الكتاب والحكمة وعلم الكتاب والحكمة وحفظ الذكر والدعاء الى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. والدعاء الى سبيل الرب بالحكمة والموعظة الحسنة والمجاهدة والمجادلة بالتي هي احسن ونحو ذلك مما اوجبه الله على المؤمنين فهو واجب على الكفاية منهم. واما ما يجب على اعيانهم فهذا يتنوع بتنوع قدرهم وحاجتهم ومعرفتهم وما امر به اعيانهم ولا يجب على ولا يجب على العاجز عن سماع بعض او عن فهم دقيقه ما يجب على القادر على ذلك. ويجب على من سمع وسمع النصوص وفهمها من علم التفصيل. ما لا يجب على من لم يسمعها ويجب على المفتي والمحدث والحاكم ما لا يجب على من ليس كذلك. وينبغي ان يعرف ان عامة من ظل في هذا الباب او عجز فيه عن معرفة فانما هو لتفريطه في اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وترك النظر والاستدلال الموصل الى معرفته. فلما اعرضوا عن كتاب ضلوا كما قال تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا؟ قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه. الا يضل في الدنيا ولا يشقى في الاخرة ثم قرأ هذه الايات وكما في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان انها ستكون فتن. قلت فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبرا وخبر ما بعدكم. وحكم ما بين حكم ما بينكم هو الفصل وليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله. ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله. وهو حبل الله المتين وهو الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتبس به الالسن ولا تنقضي عجائبه ولا تشبع منه العلماء. من قال قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم. الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على مثل هذا المعنى ولا يقبل الله من الاولين والاخرين دينا يدينون به الا ان يكون موافقا لدينه الذي شرعه على السنة رسل الذي شرعه على السنة رسله عليهم السلام. وقد نزه الله تعالى نفسه عما يصفه العباد الا ما وصفه الا ما وصفه به المرسلين بقوله سبحانه سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فنزه نفسه سبحانه عما يصفه به الكافرون ثم سلم على المرسلين لسلامة ما وصفوه به من النقائص والعيوب. ثم حمد نفسه على تفرده بالاوصاف التي يستحقوا عليها كمال الحمد ومضى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خير القرون وهم الصحابة والتابعون لهم باحسان ليوصي به الاولين الاخر ويقتدي فيه ويقتدي فيه اللاحق بالسابق وهم في ذلك كلهم بنبيهم محمد صلى الله عليه وسلم مقتدون وعلى منهاجه سالكون كما قال تعالى في كتابه العزيز قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني فان فان كان قوله ومن اتبعني معطوفا على الضمير في قوله فهو دليل على اتباعه. على اتباع على ان اتباعه هم الدعاة هم الى الله وان كان معطوفا على الضمير المنفصل فهو صريح ان اتباعه هم اهل البصيرة فيما جاء به دون غيرهم. وكلا المعنيين حق وقد ابلغ الرسل وقد بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين. واوضح الحجة للمستبصرين وسألك وسلك سبيله خير ثم خلف من بعدهم خلف اتبعوا اهواءهم وافترقوا. فاقام الله لهذه الامة من يحفظ عليها اصول دينها. كما اخبر الصادق صلى الله عليه وسلم بقوله لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم. وممن قام بهذا الحق من علماء المسلمين. الامام ابو جعفر احمد بن محمد بن سلامة الازدي الطحاوي تغمده الله برحمته بعد المائتين فان مولده سنة تسع وثلاثين ومائتين ووفاته سنة وعشرين وثلاثمئة فاخبر رحمه الله عما كان عليه السلف ونقل عن الامام ابي حنيفة النعمان ابن ثابت الكوفي وصاحبيه ابي يوسف يعقوب يعقوب ابن ابراهيم ابي ابن ابراهيم الحميري الانصاري ومحمد بن الحسن الشيباني رضي الله تعالى عنهم ما كانوا يعتقدون من اصول الدين ويدينون به رب العالمين. وكلما بعد العهد ظهرت البدع وكثر التحريف الذي سماه اهله والى تأويلا ليقبل وقل من يهتدي الى الفرق بين التحريف والتأويل. اذ قد يسمى صرف الكلام عن ظاهره الى معنى اخر. الى معنى اخر يحتمله اللفظ في الجملة تأويلا. وان لم يكن ثم قرينة توجب ذلك. ومن هنا حصل الفساد. فاذا سموه تأويلا قبل وراجع على من لا الى الفرق بينهما فاحتاج المؤمنون بعد ذلك الى ايضاح الادلة ودفع الشبه الواردة عليها وكثر الكلام والشغب وسبب ذلك اصغاؤهم الى شبه المبطلين وخوضهم في الكلام المذموم الذي عابه السلف ونهوا عن النظر فيه والاشتغال به والاصغاء اليه امتثالا لامر ربهم حيث قال واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره. فان معنى الاية يشملهم وكل من التحريف الانحراف على مراتب فقد يكون كفرا وقد يكون فسقا وقد يكون معصية وقد يكون خطأ. فالواجب اتباع المرسلين واتباع ما انزله الله عليهم وقد ختمهم الله بمحمد صلى الله عليه وسلم فجعله اخر اخر الانبياء وجعل كتابه مهيمنا على ما بين يديه من كتب السماء وانزل عليه الكتاب والحكمة وجعل دعوته عامة لجميع الثقلين الجن والانس. باقية الى يوم القيامة وانقطعت به حجة العباد على الله وقد بين الله وقد بين الله به كل شيء واكمل له ولامته الدين خبرا وامرا وجعل طاعته طاعة له ومعصيته معصية له واقسم بنفسه انهم لا يؤمنون حتى يحكموه فيما شجر بينهم. واخبر ان المنافقين يريدون ان يتحاكموا الى غيره. وانهم اذا دعوا الى الله والرسول وهو الدعاء الى الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم صدوا صدودا وانهم يزعمون انهم انما ارادوا احسانا وتوفيقا كما يقوله كثير من المتكلمة والمتفلسفة وغيرهم انما نريد ان نحسن الاشياء بحقيقتها اي ندركها ونعرفها ونريد بين الدلائل التي يسمونها العقليات وهي في الحقيقة جهليات وبين الدلائل النقلية المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسلم او نريد التوفيق بين الشريعة والفلسفة وكما وكما يقوله كثير من المبتدعة من المتمسكة والمتصوفة انما نريد الاعمال بالعمل الحسن والتوفيق بين الشريعة وبين ما يدعونه من الباطل الذي يسمونه حقائق وهي جهل وضلال وكما يقوله كثير من المتكلمة والمتأثرة انما يريد الاحسان بالسياسة الحسنة والتوفيق بينها وبين الشريعة وبين الشريعة ونحو ذلك. فكل من طلب ان يحكم في شيء من امر الدين غير ما جاء به صلى الله عليه وسلم ويظن ان ذلك حسن وان ذلك جمع بينما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وبينما يخالفه فله نصيب من ذلك بل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كامل كاف كامل يدخل فيه كل حق وانما وقع التقصير من كثير من المنتسبين اليه فلم يعلم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الامور الكلامية الاعتقادية ولا في كثير من الاحوال العبادية ولا في كثير من الامارة السياسية او او نسبوا الى شريعة الرسول صلى الله او نسبوا الى شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم بظنهم وتقليدهم او نسبوا الى شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم بظنهم وتقليدهم ما ليس منها. واخرجوا عنها كثيرا مما هو منها. فبسبب جهل هؤلاء وضلالهم وتفريطهم. وبسبب عدوان اولئك وجهلهم ونفاقهم كثر النفاق ودرس كثير من علم الرسالة بل انما يكون البحث التام والنظر القوي والاجتهاد الكامل فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ليعلم ويعتقد ويعمل به ظاهرا وباطنا. فيكون فيكون قد تلي حق تلاوته والا يهمل منه شيء وان وان كان العبد عاجزا عن معرفة بعض ذلك او العمل به فلا ينهى عما عجز فلا ينهى عما عجز عنه مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بل حسبه ان يسقط عنه اللوم بل حسبه ان يسقط عنه اللوم لعجزه. لكن عليه ان يفرح بقيام غيره به. ويرضى بذلك ويود ان قائما به والا يؤمن ببعضه ويترك بعضه بل يكون بل يؤمن بالكتاب كله وان يصانع ان يدخل فيه ما ليس منه من رواية او رأي او يتبع ما ليس من عند الله اعتقادا او عملا كما قال تعالى ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون. وهذه كانت طريقة السابقين وهي طريقة التابعين لهم باحسان الى يوم القيامة. واولهم السلف القديم من التابعين الاولين. ثم من بعدهم من هؤلاء ائمة الدين المشهود لهم هم عند الامة الوسط بالامامة. فعن ابي يوسف رحمه الله تعالى انه قال لبشر المريسي العلم بالكلام هو الجهل. والجهل بالكلام هو العلم اذا صار الرجل رأسا في العلم في الكلام قيل زنديق او رمي بالزندقة اراد بالجهل به اعتقادا عدم صحته فان ذلك علم نافع او به الاعراض عنه او ترك الالتفات الى اعتباره فان ذلك يصون الرجل يصون علم الرجل وعقل. فان ذلك يصون علم الرجل وعقله فيكون علما فيكون علما بهذا الاعتبار والله اعلم. وعنه ايضا انه قال من طلب العلم بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء افلس ومن طلب غريب الحديث كذب وقال وقال الامام الشافعي رحمه الله حكمي في اهل الكلام ان يضربوا بالجريد والنعال بالجريد والنعال ويطاف بهم بين في والقبائل ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام. وقال ايضا رحمه الله تعالى شعرا كل العلوم سوى القرآن مشغلة الا الحديث والا الحديث والا الفقه في الدين والعلم العلم ما كان العلم ما كان فيه قال حدثنا وما سوى ذاك وسواس الشياطين وذكر الاصحاب في الفتاوى انه لو اوصى لعلماء لعلماء بلده لا يدخل المتكلمون واوصى انسان ان يوقف في ان يوقف من كتبه ما هو من كتب بالعلم فأفتى السلف ان يباع ما فيها من كتب الكلام ذكر ذلك بمعناه في الفتاوى الظهيرية فكيف يرام الوصول الى علم الأصول بغير اتباع ما جاء ابي الرسول صلى الله عليه وسلم ولقد احسن القائل ايها المهتدي ليطلب علم كل علم عبد لعلم لعلم الرسول تطلب اتصحح اصل كيف اغفلت علم اصل الاصول؟ ونبينا صلى الله عليه وسلم اوتي فواتح الكلم وخواتمه وجوارحه وبعث بالعلوم الكلية والعلوم الاولية والاخروية على اتم الوجوه. ولكن كلما ابتدع شخص بدعة اتسعوا في جوابها. فلذلك صار كلام المتأخرين كثيرا قليل بركات بخلاف كلام المتقدمين فانه قليل كثير البركة لا كما يقوله ضلال المتكلمين وجهالتهم ان طريقة القوم من المنتسبين الى الفقه انهم لم يتفرغوا لاستنباط الفقه وضبط قواعده واحكامه اشتغالا منهم بغيره. والمتأخرون تفرغوا لذلك فهم افقه. فكل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير السلف وعمق علومهم وقلة تكلفهم وكمال بصائرهم وتالله ما امتاز عنهم المتأخرون الا بالتكلف والاشتغال بالاطراف التي كانت همة القوم مراعاة اصولها وضبط قواعدها وشد معايدها وهممهم مشمرة الى المطالب العالية في كل شيء. فالمتأخرون في شأن والقوم في شأن اخر وقد جعل الله لكل شيء قدرا. وقد شرح هذه العقيدة غير واحد من العلماء. ولكن رأيت بعض بعض الشارحين قد قائل اهل الكلام المذموم واستمد منهم وتكلم بعباراتهم. والسلف لم يكرهوا التكلم بالجوهر والجسم والعرب. وانما نحو ذلك لمجرد اصطلاحا جديدا على معان صحيحة كالاصطلاح على الفاظ العلوم الصحيحة ولا كرهوا ايضا الدلالة على الحق والمحاجة لاهل الباطل بل كرهوه لاشتمال على امور كاذبة مخالفة للحق. ومن ذلك مخالفتها الكتاب والسنة. ومن ذلك مخالفتها الكتاب والسنة. ولهذا لا تجد عند اهلها من اليقين والمعرفة ما عند عوام المؤمنين فضلا عن علمائهم والاستمال مقدماتهم على الحق والباطل كثر كثر المراء والجدال وانتشر القيل والقال وتولد لهم عنها من الاقوال المخالفة للشرع الصحيح والعقل الصريح ما يضيق عنه المجال. وسيأتي لذلك زيادة بيان عند قوله فمن رام علم ما حضر عنه علمه. وقد احببت ان اشرحها سالكا طريق السلف. بعباراتهم وانسجوا على منوالهم متطفلا لعلي ان انظم في سلكهم وادخل في عدادهم واحشر في زمرتهم مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. ولما رأيت النفوس مائلة الى الاختصار عاثرته على التطويل والاسهام. وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب. وحسبنا ونعم الوكيل الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الكتاب هو كتاب الامام الطحاوي. كتاب آآ سار فيه جامعه على الاعتقاد الامام ابي حنيفة وتلميذيه وصاحبيه ابو يوسف ومحمد بن حسن الشيباني. وقد وافق هؤلاء ائمة اهل السنة في مجمل اعتقادهم. وان كان رحمه الله تعالى اخطأ في مواضع من كتابه هذا خالف فيها مذهب اهل السنة وسيأتي ايضاح ذلك ولكنها في الجملة تعتبر هذه العقيدة معتقد لاهل السنة والجماعة. لكن لا نقول انها عقيدة اهل السنة والجماعة وانما يقال فيها عقيدة الطحاوية او عقيدة الطحاوي. وقد اهتم رحمه تعالى بما ينقل عن ابي حنيفة وعن ابي يوسف وعلى محمد بن الحسن وجعلهما في ذلك قدوة له رحمه الله تعالى ورحمهم وهم في الجملة من اهل السنة والجماعة خالفوا في بعض في باب الايمان قالوا في ذلك. وقد ذكر الفاظا لم يثبتها لم يثبتها اهل السنة. في في الجهات والاعراض وسيأتي ايضاح ذلك في مقامه وفي وقته. المسألة الثانية اذا هذه المسألة الاولى ان هذا الكتاب ينسب لحمد ابن سلامة الطحاوي او حمد ابن الطحاوي على خلاف اهل العلم وهو كتاب كما ذكرت الفه آآ سالكا في معتقد ائمة الاحناف وهم ابي وهم ابو حنيفة وابو وابو يوسف ومحمد الحسن. المسألة الثانية اه ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فضل علم الاصول. وفظل علم العقائد. وذكر ان ان العلم يشرف بشرف معلومه. وذكرنا ان شرف الشيء يكون من جهات ثلاث. شرف الشيء يكون من جهات ثلاث. الجهة الاولى من جهة موظوعه والجهة الثانية من جهة غرضه والجهة الثالثة من جهة حاجة الناس اليه. وفي النظر في باب العقائد في كتب العقائد ننظر ان موضوعها يتعلق باي شيء يتعلق بذات الله سبحانه وتعالى من باب اثبات الاسماء له والصفات له ولا شك ان هذا اشرف علم. علم يتعلق بذات الله عز وجل فتثبت له ما اثبته لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم. وتعرف ما يليق بالله سبحانه وتعالى وتصرف عنه وتمنع ان يضاف اليه ما ليس له سبحانه وتعالى لا شك ان هذا من اشرف العلوم ايضا يشرف ايضا من جهة غرضه. الغرض هو ان نعبد الله على الوجه الصحيح. وان نعرف الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى فعرظ الطب اعظم من غرض من غرض النجارة فان الطب يتعلق بالابدان والنجاة تتعلق بالاخشاب والابواب ولا شك ان من كانت صنعته الطب كان اشرف واكرم ممن صنعته النجارة. فكيف؟ فهنا ايضا نقول ان غرض هذا العلم غرضه معرفة الله سبحانه وتعالى وكيف نعبده على الوجه الذي يليق به سبحانه وتعالى وكيف نعتقد له ما يليق به ربنا سبحانه وتعالى الامر الثالث حاجة الناس يشرف العلم ايضا من جهة حاجته ولا شك ان العبد بحاجة للهدى اشد من حاجته الى الطعام والشراب فان اه العبادة لا خير لهم ولا حياة لهم ولا سعادة لهم الا بمعرفة الطريق الى الله سبحانه وتعالى واه وكيف الوصول اليه؟ وكيف يكونون على ما يرضي ربهم سبحانه وتعالى فحاجتهم الى هذا العلم وعلم العقائد هو اعظم ما يحتاجه العبد فان باب العقائد تزل فيه الاقدام وتزل فيه الافهام فان الرجل قد يعتقد اعتقادا فاسدا يخلد فيه في نار جهنم ابدا بخلاف لو ترك امرا من الامور الشرعية او وقع في منكرا من المنكرات الشرعية فانه وان عذب فان مآله الى الجنان. اما الذي يخطئ في باب الاعتقاد خطأ يكفر به ويضل به فانه يترتب على ذلك الخلود الابدي السرمدي في نار جهنم. فمن كذب الله في اسمائه وصفاته ولم ولم يضفها اليه سبحانه وتعالى فان كالجهمية وغيره فقد اجمع اهل العلم على كفرهم وانهم كافرون بالله عز وجل خارجون من سبعين فرقة اذا هذا العلم ينشر من ثلاث جهات من جهة موضوع من جهة غرض موضوعه ومن جهة غرضه ومن جهة حاجة الناس اليه. المسألة الثالثة ايضا تكلم عنها المؤلف رحمه الله تعالى تكلم عن اقسام العلوم لا شك ان العلم ينقسم الى محمود ومذموم. العلم ينقسم الى قسم محمود ومذموم وان العلم المحمود هو العلم الذي ارتضاه ربنا سبحانه وتعالى وزكى اهله به ورفع جاتهم عنده سبحانه وتعالى فان هذا العلم والعلم يتعلق بثلاثة اشياء يتعلق بالله عز وجل يتعلق بالله ويتعلق بامره ويتعلق بالجزاء المترتب على ذلك الامر. واذا قال قال ابن القيم رحمه الله تعالى العلم اقسام ثلاثة والحق والحق ذو تبيان علم باوصاف الاله واسمه علم باوصاف الاله وفعله وكذلك الاسماء للرحمن. اذا هذا يتعلق بعلم الاسماء الصفات وهنا هذا الكتاب يتعلق بعلم الاسماء والصفات كذلك يتعلق ايضا من العلوم الفاضلة والتي يحمد العبد بها ان يتعلم الامر والنهي وما يأمرك الله عز وجل به وما ينهاك الله عز وجل عنه وهذا ايضا يدخل في علم الشريعة. الامر الثالث من العلم التي يمدح صاحبها ويثاب عليها ان يقصد بتعلمه معرفة الجزاء المترتب على الاعتقاد الصحيح وعلى امتثال اوامر الله عز وجل. اذا علم باوصاف الاله واسمائه علم بامره ونهيه علم بما يترتب على ذلك الامتثال من الجزاء من الجزاء في الجنات ومن ترك عليه من العقوق في النار لمن خالف وعصى. هذه اقسام العلوم التي يتعلمها العبد. اما يتعلم اما يتعلم ما يتعلق باوصاف الاله واسمائه او فعله. كذلك باوامره ونواهيه يتعلق ايضا بالجزاء والحساب. هذه اقسام العلوم وما بعد ذلك فانه فظل آآ يدخل تحت عموم علوم الكفايات تحت علوم الكفايات. فمن العلوم ما هو كفائي؟ ومنه ما هو عيني. اما العين فهو ليتعلق بكل مسلم يس لا لا يسعه جهل ذلك الشيء وخاصة ما يتعلق بعلم العقائد وبعلم احكام الدين التي تجب على كل مسلم ومسلمة فانه يلزم كل سيتعلم هذه علوم اما العلوم الكفائية فهي التي يكفي في تعلمها اه او يكفي في ان يتعلمها البعض كعلم الفرائض وعلم اه وعلم احكام البيوع وما شابه فان هذه العلوم ليست علوم عينية متعينة على كل مسلم وانما تتعلق ببعض الناس واذا قام بها من يكفي واستطاع ان يرفع الا يرفع الحاجة عن الناس فان الاثم يرتفع وينتفي عن جميع الامة. المسألة الرابعة ذكر ايضا ذم الكلام وعلم الكلام هو علم احدثه المبتدعة من الجهمية والمعتزلة ومن نحى نحوهم وسلك سبيلهم فانهم عارضوا كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بسفسطة العقلية وقرمطة النقلية. حرفوا النصوص وحرفوها وكذبوا الله في كلام وكذب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نقله فهم محرفون مخالفون منحرفون عن هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فرد النقليات بالعقليات ردوا النقليات بالعقليات ورد القواطع النقلية بالقواطع العقلية كما زعموا والذي عليه والذي عليه اجماع اهل الاسلام ان العقل لا يخالف النقل بل ان العقل ينادي بصحة العقل وكذا بل ان العقل ينادي ينادي على التزام اتباع النقل وعدم مخالفته ولا يوجد بين العقل والنقل البتة فان وجد فهو بسبب امرين اما ضعف في النقل واما ظعف في العقل اما ان يوجد عقل صريح ونقل صحيح فلا فلا اختلاف فلا تعارض بينهما البتة. ولذلك قال امام الائمة محمد بن اسحاق بن خزيمة متحديا ان يأتي تقصد له بحديث بحديث بحديث يخالف العقل او بحديثين متعارضين الا وجمع بينهم وقد الف شيخ الاسلام كتابا لا يعرف انه سبق اليه رحمه الله تعالى كتاب در تعارض العقل والنقل. وقد قال ابن القيم لا يعرف في الارض كتاب مثل هذا الكتاب. ولا يحسن احدا الاحد ان يأتي على منواله فقد اجاد وافاد وقد ذكر ابن القيم مئة وجها في صواعقه انه لا يتعارض بين العقل والنقل وهذا امر عليه بين اهل السنة انه لا تعاظي العقل والنقل. فعلم الكلام علم مذموم. كما قال الشافعي الحكم فيهم ان يجلب النعال ان يجلب من طلب اه ومن تكلم في علم العقائد بالكلام فقد تزنق كما قال ابو يوسف رحمه الله تعالى وكما قال شاعرهم نهاية اقدام العقول عقال لست من بحثنا سوى قيلا وقالوا وغاية دنيانا اذى ووبال فهم فهم في شقاء وفي تعاسة خرج من الدنيا ولم يفهموا شيء حتى يقولوا حتى يقولوا حتى يقول امام الحرمين وقد خاض هذا البحر الخضم قال خرجت من لقد صرت لقد فضت البحر الخضم وخرجت من الدنيا وانا لا اعرف شيئا وفي الاثبات الرحمن على العرش استوى. واقرأ في النفي ليس كمثله شيء. وها انا اموت على عقيدة عجائزي. ليس بور. فهؤلاء خرجوا ان الدنيا وكانوا في وحشة في اجسامهم قبل قبورهم كانوا في وحشة في اجسام قبل قبورهم. فمقصودنا بالعز الحيض في هذه المقدمة ان يبين ان السلامة كلها تكون بلزوم الصراط المستقيم. وكما قال الطحاوي لا لا تثبت قدم الاسلام للعبد الا بثبوت على صراط الاسلام وان العبد متى ما زل عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم فانه هو الهالك الضال وقد ذكر اثر علي بن ابي طالب الذي رواه الترمذي رحمه تعالى من حديث الحارس علي بن ابي طالب انه سبق قال عندما قالها ستكون فتن. قلت فما المخرج يا رسول الله؟ قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم. وهذا الحديث لا يصح مرفوع النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو من قول علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وهو كلام عظيم عليه عليه انوار النبوة وعليه يعني آآ دلائل قاله صلى الله عليه وسلم اذا هذه المقدمة قدمها ابن ابي العز بين شرحه لهذه العقيدة. وقد اجاد وافاد ابن ابي العز الحنفي سلك مسلك السلف الصالح في تبين معتقد اهل السنة وحاول ان يوضح بعض الاشكالات التي وقع فيها الطحاوي وحاول ان يحملها على مذهب اهل السنة رحمه الله تعالى وجزاه الله عز وجل خير الجزاء ولا يعرف شرحا للعقل الطحاوية اوسع واشمل من شرح ابن ابي العز الحنفي وقد تأثر واستفاد كثيرا من شيخ الاسلام ابن تيمية ومن ابن القيم رحمهم الله تعالى وهو ينقل عنهما كثيرا في هذا الكتاب والله اعلم واحكم صلى الله عليه وسلم نبينا محمد