الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى قوله نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان الله واحد لا شريك له. قال الامام ابن ابي العز رحمه الله اعلم ان التوحيد اول دعوة الرسل واول منازل الطريق واول مقام يقوم فيه السالك الى الله عز وجل قال تعالى لقد ارسلنا نوحا الى قومه قال يا قومي اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال هود عليه السلام لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال صالح السلام لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال شعيب عليه السلام لقومه اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. وقال تعالى ولقد بعثنا في كل لامة رسولنا نعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. وقال الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. ولهذا كان الصحيح ان اول واجب يجب على ايجب على المكلف شهادة ان لا اله الا الله للنظر ولا القصد الى النظر ولا الشك. فما هي اقوام كما هي اقوال لارباب الكلام بل ائمة السلف كلهم متفقون على ان اول ما يؤمر به العبد الشهادتان. ومتفقون على ان من فعل ذلك قبل البلوغ لم يؤمر تجديد ذلك عقيب بلوغه. بل يؤمر بالطهارة والصلاة اذا بلغ او ميز عند من يرى ذلك. ولم يوجب احد منهم على وليه ان يخاطبه حينئذ بتجديد الشهادتين وان كان الاقرار بالشهادتين واجب باتفاق المسلمين. ووجوبه يسبق وجوب الصلاة. لكن هو ادى لكن هو ادى هذا الواجب قبل ذلك. وهنا مسائل تكلم فيها الفقهاء كمن صلى ولم يتكلم بالشهادتين. او اتى بغير ذلك من خصائص الاسلام ولم يتكلم بهما هل يصير مسلما ام لا؟ والصحيح انه يصير مسلما بكل ما هو من خصائص الاسلام. فالتوحيد اول ما يدخل به الاسلام واول اول ما يخرج به من الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة. وهو اول واجب وهو اول واجب واخر واجب فالتوحيد اول الامر واخره اعني توحيد الالهية فان التوحيد يتضمن ثلاث انواع احدها في الصفات والثانية توحيد الربوبية وبيان ان الله واحد خالق كل شيء. والثالث توحيد الالهية وهو استحقاقه سبحانه وتعالى ان يعبد وحده لا شريك له اما الاول فان نفاة الصفات ادخلوا نفي الصفات في مسمى التوحيد كجهم بن صفوان ومن وافقه فانهم قالوا اثبات الصفات يستلزم تعدد الواجب وهذا القول معلوم الفساد بالضرورة فان اثبات ذات مجردة عن جميع الصفات لا يتصور لها وجود في الخارج وانما الذهن قد يفرض المحال ويتخيله. وهذا غاية التعطيل. وهذا القول قد افضى بقوم الى القول بالحلول اتحاد وهو وهو اقبح من كفر النصارى فان النصارى خصوه خصوه بالمسيح وهؤلاء عموا جميعا عموا جميع المخلوقات ومن هذا التوحيد ان فرعون وقومه كامل الايمان عارفون بالله على الحقيقة ومن فروعه ان عباد الاصنام على الحق والصواب وانهم ان ما عبدوا الله لا غير ومن فروعه انه لا فرق في التحريف ومن فروعه انه لا فرق في التحريم في التحريم التحليل بين الام والاخت والاخت والاجنبية ولا فرق بين الماء والخمر والزنا والنكاح والكل من عين واحدة. لا لا بل هو العين الواحدة ومن ان الانبياء ضيقوا على الناس. قال تعالى تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. واما الثاني وهو توحيد الربوبية كالاقرار بانه خالق كل وانه ليس للعالم صانعان متكافئان في الصفات والافعال. وهذا التوحيد حق لا ريب فيه. وهو الغاية عند كثير من اهل النظر والكلام طائفة من الصوفية وهذا التوحيد لم يذهب الى نقيضه طائفة معروفة من بني ادم بل القلوب مفطورة على الاقرار به اعظم من كونها مفطورة على بغيره من الموجودات كما قالت الرسل فيما حكى الله عنهم قالت رسلهم افي الله شك فاطير السماوات والارض واشهر من عرف من عرفت تجاهله وتظاهره بانكار الصانع فرعون وقد كان مستيقنا به في الباطن كما قال له موسى فقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر. وقال تعالى عنه وعن قومه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. ولهذا لما قال وما رب على وجه الانكار له تجاهل العارف. قال له موسى رب السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين. قال لمن حوله الا تستمعون قال ربكم ورب ابائكم الاولين قال ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون قد زعم طائفة ان فرعون سأل موسى مستفهم مستفهما عن الماهية. وان المسئول عنه لما لم تكن له ما هي عجز موسى عن الجواب وهذا غلط وانما هذا استفهام انكار وجحد كما دل سائر ايات القرآن على ان فرعون كان جاحدا لله نافيا له لم يكن مثبتا له طالبا للعلم بما هي طالب العلم بماهيته فلهذا بين لهم موسى انه معروف وان اياته وان اياته ودلائل ربوبيته اظهر واشهر من ان يسأل عنه بما بل هو سبحانه اعرف واظهر وابين من ان يجهل. بل معرفته مستقرة في الفطر اعظم من معرفة كل معروف. ولم يعرف ولم يعرف عن احد من الطوائف انه قال ان العالم له ان العالم له صانعان متماثلان في الصفات والافعال فان الثانوية من المجوس والمانوي القائلين بالاصلين النور النور والظلمة وان العالم سواء ان العالم صدر عنهما متفقون على ان النور خير من الظلمة وهو الاله المحمود وان ظلمة شريرة مذمومة وهم متنازعون في الظلمة هل هي قديمة او محدثة؟ فلم يثبتوا ربين متماثلين وعن من نصارى القائلون بالتثليث فانهم لم يثبتوا للعالم ثلاثة ارباب ينفصل بعضهم عن بعض. بل متفقون على ان صانع العالم واحد. على ان صانع العالم واحد. ويقولون باسم الابن والاب وروح القدس اله واحد. وقولهم في التثليث متناقض في نفسي. متناقض في نفسه وقولهم في الحلول افسد من ولهذا كانوا مضطربين في فهمه وفي التعبير عنه لا يكاد واحد منهم يعبر عنه بمعنى معقول ولا يكاد اثنان يتفقان على معنى واحد فانهم يقولون هو واحد بالذات ثلاثة بالاقنوم والاقاليم يفسرونها تارة بالخواص وتارة بالصفات وتارة بالاشخاص وقد فطر الله العباد على فساد هذه الاقوال بعد التصور التام. وبالجملة فهم لا يقولون باثبات خالقين متماثلين. والمقصود هنا ان لانه ليس في الطوائف من يثبت للعالم صانعين متماثلين مع ان كثيرا من اهل الكلام والنظر والفلسفة تعبوا في اثبات هذا المطلوب وتقريره من اعترف بالعجز عن تقرير هذا بالعقل وزعم انه يتلقى انه يتلقى من السمع والمشهور عند اهل النظر اثباته بدليل التمانع وهو انه لو كان للعالم صانعا فعند اختلافهما مثل ان يريدا مثل ان يريد احدهما تحريك جسم اخر وتسكينه او يريد احدهما احياء هو الاخر اماتته فاما ان يحصل مرادهما او مراد احدهما او لا يحصل مراد واحد منهما والاول ممتنع لانه يستلزم الجمع بين الدين والثالث ممتنع لانه لانه يلزم خلو الجسم عن الحركة والسكون وهو ممتنع ويستلزم ايضا عجز كل منهما والعالم لا يكون الها واذا حصل مراد احدهما دون الاخر كان هذا هو الاله القادر. والاخر عاجز والاخر عاجزا لا يصلح للالهية وتمام الكلام على هذا الاصل معروف في موضعه. وكثير من اهل النظر يزعمون ان دليل التمانع هو معنى قول الله تعالى لو كان فيهما الهة الا ان الله لفسد تام لاعتقادهم ان توحيد الربوبية الذي قرروه هو توحيد الالهي الذي بينه القرآن ودعت اليه الرسل عليهم السلام ليس الامر كذلك بل التوحيد الذي دعت اليه الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الالهية المتضمن توحيد الربوبية وهو عبادة الله وحده لا شريك له فان المشركين من العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وان خالق السماوات والارض واحد كما اخبر تعالى عنهم بقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله. وقال تعالى قل لمن الارض ومن فيها ان كنتم تعلمون سيقولون لله قل افلا تذكرون. ومثل هذا كثير في القرآن ولم يكونوا يعتقدون في الاصنام انها مشاركة لله في خلق العالم. بل كان حالهم فيه كحال امثالهم من مشركي الامم من الهند والترك والبربر وغيرهم. تارتي ان هذه تماثيل ان هذه تماثيل قوم صالحين من الانبياء والصالحين ويتخذونهم شفعاء ويتوسلون به ويتوسلون بهم الى الله هذا كان اصل شرك العرب. قال تعالى حكاية عن قوم نوح وقالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودوا ولا سواعا. ولا يغوث ويعوق وقد ثبت في صحيح البخاري وكتب التفسير وقصص الانبياء وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف ان هذه اسماء قوم صالحين من قوم في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الامد فعبدوهم وان هذه الاصنام بعينها صارت الى قبائل العرب ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما قبيلة قبيلة وقد ثبت في صحيح مسلم عن ابي الهياج الاسدي قال قال لعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه الا ابعث على ما بعثني به على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم. امرني الا ادع قبرا مشرفا الا سويته. ولا تمثالا الا طمسته. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في مرض موته لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا. قالت عائشة رضي الله تعالى عنها ولولا ذلك لابرز قبره ولكن كره ان يتخذ مسجدا. وفي الصحيحين انه انه ذكر في مرض موته كنيسة بارض الحبشة وذكر من حسنها وتصاوير فيها فقال ان اولئك اذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير اولئك الشرار عند الله يوم القيامة وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم انه قبل انه قال قبل ان يموت بخمس ان من كان منك ان من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور انبيائهم وصالحيهم مساجد الا الا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني انهاكم عن ذلك ومن اسباب الشرك عبادة قيادة الكواكب واتخاذ الاصنام بحسب ما يظن انه مناسب للكواكب من طباعها. وشرك قوم ابراهيم عليه السلام كان فيما يقال من هذا الباب ذلك الشرك بالملائكة والجن واتخاذ الاصنام لهم وهؤلاء كانوا مقرين بالصانع وانه ليس للعالم صانعان ولكن اتخذوا هؤلاء شفعاء كما اخبر عنهم تعالى بقوله والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم وما لا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئنا الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون. وكذلك كان حال الامم سالفة المشركين الذين كذبوا الرسل كما حكى الله تعالى عنهم في قصة صالح عليه السلام عن التسعة الذين تقاسموا بالله اي تحالفوا بالله لنبيتن واهله فهؤلاء المفسدون المشركون تحالفوا بالله على قتل نبيهم واهله وهذا بين وهذا بين انهم كانوا مؤمنين بالله ايمانا فعلم ان التوحيد ان التوحيد المطلوب هو توحيد الالهية الذي يتضمن توحيد الربوبية. قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وقال تعالى منيبين اليه واتقوه. واقيموا الصلاة ولا تكونوا من مشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا. كل حزب بما لديهم فرحون. واذا مس الناس ضرون دعوا ربهم منيبين اليه. ثم اذا اذاقهم منه رحمة اذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما اتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون. اما انزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون واذا اذقنا الناس رحمة فرحوا بها وان تصبهم سيئة بما قدمت ايديهم اذا هم يقنطون. وقال تعالى افالله شك فاطر السماوات وقال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة. فابواه يهودان يهودانه او ينصرانه او يمجسانه ولا يقال ان معناه يولد ساذجا لا يعرف توحيدا ولا شركا. كما قال بعضهم لما قال بعضهم لما تلونا ولقوله صلى الله عليه وسلمات لولا ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما فيما يروي عن ربه عز وجل خلقت عبادي حنفا فاجتالتهم الشياطين والحديث وفي الحديث المتقدم ما يدل على ذلك حيث قال يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولم يقل ويسلمانه. وفي رواية يولد على الملة. وفي اخرى وعلى هذه الملة وهذا الذي اخبر به صلى الله عليه وسلم والذي تشهد به الادلة العقلية بصدقه منها ان يقى منها ان يقال لا ريب ان الانسان قد يحصل له من الاعتقادات والايرادات ما يكون حقا. وتارة ما يكون باطلا وهو وهو حصن. وهو حساس متحرك بالايرادات ولابد له من احدهما ولابد له من مرجح لاحدهما ولا نعلم انه اذا عرض على كل احد ان يصدق ان يصدق وينتفع وان يكذب مان بفطرته الى ان يصدق وينتفع. وحينئذ فالاعتراف بوجود الصانع الايمان به هو الحق او نقيضه. والثاني فاسد قطعا تعين الاول فوجب ان يكون في الفطرة ما يقتضي معرفة الصانع والايمان به. وبعد ذلك اما وبعد ذلك اما ان يكون في فطرته محبته انفع للعبد اولى والثاني فاسد قطعا. فوجب ان يكون في فطرته محبة ما ينفعه. ومنها انه مفطور على جلب المنافع ودفع المضاري بحسه. وحينئذ ان لم تكن فطرة كل واحد مستقلة بتحصيل ذلك بل يحتاج الى سبب معين للفطرة كالتعليم ونحوه. نعين سم بل يحتاج الى سبب معين للفطرة كالتعليم ونحوه فاذا وجد شرط وانتفى المانع وانتفى المانع استجابت لما فيه من المقتضي لذلك ومنها ان يقال من المعلوم ان كل نفس قابلة للعلم وارادة الحق ومجرد التعليم والتحظير لا يوجب العلم والارادة ولولا ان في النفس قوة تقبل ذلك والا فلو علم الجاهل والبهائم والا فلو علم الجاهل والبهائم لم يقبلا ومعلوم ان حصول اقرارها بالصانع ممكن من غير سبب منفصل من خارج. وتكون الذات كافية في ذلك. فاذا كان المقتضي قائما في النفس وقدر عدم المعارض فالمقتضي السالم عن المعارض يوجب مقتضاه اعلم ان الفطرة اعلم ان الفطرة السليمة اذا لم يحصل لها ما يفسدها كانت مقرة بالصانع عابدا له ومنها ان يقال انه اذا لم يحصل المفسد الخارج ولا المصلح الخارج كانت الفطرة مقتضية للصلاح لان المقتضي فيها للعلم والارادة قائم والمانع منتف ويحكى عن ابي حنيفة رحمه الله ان قوم من اهل الكلام ارادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية فقال لهم اخبروني قبل ان نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دجلة تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها. وتعود بنفسها فترسي بنفسها وتفرغ ترجع وكل ذلك من غير ان يدبرها احد. فقالوا هذا محال لا يمكن ابدا. فقال لهم اذا كان هذا محال في سفينة فكيف في هذا كله علوه وسفله وتحكي هذه لو تحكى هذه الحكاية. ايضا عن ابي عن غير ابي حنيفة. ولو اقر رجل بتوحيد الربوبية الذي يقر بها هؤلاء النضام ويفنى فيه كثير من اهل التصوف ويجعلونه غاية السالكين. كما ذكره صاحب منازل السائرين وغيره. وهو مع ذلك ومع ذلك ان لم ان لم يعبد الله وحده ويتبرأ من عباده. وهو مع ذلك لم يعبد الله وحده ويتبرأ من عبادة ما سواه. كان مشركا من جنس امثاله من والقرآن مملوء من تقرير هذا التوحيد وبيانه وضرب الامثال له. ومن ذلك انه يقرر توحيد الربوبية ويبين انه لا خالق الا الله. وان مستلزم ان لا يعبد الا الله فيجعل الاول دليلا على الثاني. اذ كانوا يسلمون في الاول وينازعون في الثاني. فيبين لهم سبحانه ان اذا كنتم تعلمون انه لا خالق الا الله وحده وانه هو الذي يأتي وانه هو الذي يأتي العباد بما ينفعهم ويدفع عنه ما يضرهم لا شريك له في ذلك فلما تعبدون غيره وتجعلون معه الهة اخرى كقوله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. فالله خير اما يشركون اما ما خلق السماوات والارض وانزلكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم ان تنبيتوا شجرها االه مع الله؟ بل هم قوم يعدلون ويقول تعالى في اخر كل اية اإله مع الله اي اإله مع الله فعل هذا وهذا استفهام انكار يتضمن نفي يتضمن نفي ذلك وهم كانوا مقرين بانه لم يفعل ذلك غير الله فاحتج عليهم بذلك. وليس المعنى انه استفهام هل مع الله اله كما ظنه كما ظنه كما ظن بعضهم بان هذا المعنى لا يناسب سياق الكلام. والقوم كانوا يجعلون مع الله الهة اخرى كما قال تعالى ائنكم لتشهدون ان مع الله الهة اخرى قل لا اشهد وكانوا يقولون اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب. لكنهم ما كانوا يقولون ان معه اله جعل الارض قرارا واجعل خلالها انهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا. بل هم يقرون بل هم مقرون بان الله وحده فعل هذا. وهكذا الايات وكذلك قوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا الله ما لكم ويا الناس اعبدوا الله اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. وكذلك كقوله في سورة الانعام قل ارأيتم ان اخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم؟ من اله غير الله يأتيكم به؟ وامثال ذلك. واذا كان توحيد الربوبية الذي يجعله هؤلاء النضال ومن وافقهم من الصوفية هو الغاية في التوحيد داخلا في التوحيد الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب. فليعلم ان دلائل متعددة كدلائل اثبات الصانع ودلائل صدق الرسول. فان العلم فان العلم كلما كان الناس اليه احوج كانت ادلته اظهره رحمة من الله بخلقه والقرآن قد ضرب الله للناس فيه من كل مثل. وفيه وهي المقاييس العقلية المفيدة للمطالب الدينية. لكن القرآن يبين الحق في الحكم والدليل فماذا بعد الحق الا الضلال؟ وما كان من المقدمات معلومة ضرورية متفقا عليها استدل بها ولم يحتاج الاستدلال عليها والطريقة الفصيحة في البيان ان تحذف وهي طريقة القرآن بخلاف ما يدعيه الجهال الذين يظنون ان القرآن ليس فيه طريقة ليس فيه طريقة برهان بخلاف ما قد يشتبه ويقع فيه نزاع فانه يبينه ويدل عليه. ولما كان الشرك في الربوبية معلوم الامتناع عند الناس كلهم باعتبار اثبات قلقين متماثلين في الصفات والافعال وانما ذهب بعض المشركين الى ان تم خالقا خلق بعض العلم كما يقول كما يقوله الثانوية في الظلمة كما يقوله القدرية في افعال الحيوان وكما يقوله الفلاسفة الدهرية في حركة الافلاك او حركات النفوس او الاجسام الطبيعية فان هؤلاء يثبتون صورة محدثة بدون احداث بدون احداث لاهية فهم مشركون في بعض الربوبية وكثير من مشركي العرب وغيرهم قد يظن في الهته شيئا من نفع او ضر بدون ان يخلق الله ذلك. فلما كان هذا الشرك في الربوبية موجودا في الناس بين القرآن بطلانه كما في قوله تعالى لاتخذ الله من ولد هو ما كان معه من اله اذا لا ذهب كل اله بما خلق ولا على بعضهم على بعض. فتأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز الظاهر. فان الاله الحق لابد ان يكون خالقا فاعلا يوصل الى عابده النفع ويدفع عنه الضر. فلو كان معه سبحانه اله اخر يشركه في ملكه لكان له خلق وفعل. وحين اذ فلا يرضى تلك الشركة فان بل ان بل ان بل ان قدر على قهر ذلك الشريك وتفرده بالملك والالهية دون فعل وان لم يقدر على ذلك وان لم يقدر على ذلك انفرد بخلقه وذهب بذلك الخلق كما ينفرد ملوك الدنيا بعضهم عن بعض بملكه اذ لم اذ نعم عن بعض كما ينفرد ملوك كما ينفرد ملوك الدنيا بعضهم عن بعض بملكه اذا لم اذا لم يقدر المنفرد منهم على قهر الاخر اذا لم يقدر المنفرد منهم على قهر الاخر والعلو عليه فلا بد من احد ثلاثة امور. اما اما ان يذهب كل اله بما خلق وسلطانه. او اما ان يعلو بعضهم على البعض واما ان يكونوا تحت قهر ملك واحد يتصرف بهم كيف يشاء. ولا يتصرفون بي. ولا يتصرفون فيه بل يكون وحده هو الإله وهم العبيد المربوبون المقهورون من كل وجه وانتظام امر العالم كله واحكام امره من ادل دليل على ان مدبره اله واحد وملك واحد ورب واحد لا اله لا اله للخلق غيره ولا رب لهم سوى كما قد دل الدليل كما قد دل دليل التمانع على ان خلقنا ان خالق العالم واحد على ان خالق العالم واحد لا رب غيره ولا اله سواه. فذلك فذلك تمانع في الفعل والايجاد. وهذا تمانع في العبادة والاله فكما يستحيل ان يكون للعالم ربان رباني خالقان متكافئان كذلك يستحيل ان يكون لهم الهان معبودان. نعم فالعلم بان وجود العالم العالمي على عن صانعين متماثلين ممتنع لذاته مستقر في الفطر معلوم بصريح العقل بطلانه. فكذلك تبطل الي هيء. فكذلك تبطل الالهية اثنين. فالاية الكريمة موافقة لما ثبت واستقر في الفطر من توحيد الربوبية دالة مثبتة مستلزمة لتوحيد الالهية وقريب من معنى هذه الاية قوله تعالى لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا وقد ظننا طوائف ان هذا دليل التمانع الذي تقدم ذكره وهو انه لو كان للعالم صانعان الى اخره وغفلوا عن مضمون الاية فانه سبحانه واخبر انه لو كان فيهما الهة غيره ولم يقل ارباب. وايضا فان هذا انما هو بعد وجودهما. وانه لو كان فيهما وهما موجودتان الهة سوى وايضا فانه قال لفسدتا وهذا فساد بعد الوجود. ولم يقل ولم يقل لم يوجد. ودلت الاية على انه لا يجوز ان يكون فيه الهة متعددة بل لا يكون الاله الا واحد. وعلى انه لا يجوز ان يكون هذا الاله الواحد الا الله سبحانه وتعالى. وان فساد السماوات والارض نلزم من كون الالهة فيهما متعددة ومن كون الالهة ومن كون الاله الواحد غير الله وانه لا صلاح لهما الا بان يكون الاله فيه ما هو الله وحده لا غيره. فلو كان للعالم الهان معبودان لفسد نظامه كله. فان قيامه انما هو بالعدل. وبه قامت السماوات والارض واظلموا الظلم على الاطلاق واظلموا الظلم على الاطلاق الشرك واعدل عدل التوحيد وتوحيد الالهية متضمن لتوحيد الربوبية دون العكس فمن لا تقدر على ان فمن لا يقدر على ان يخلق يكون عاجزا والعاجز لا يصلح ان يكون الها. قال تعالى ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم وقال تعالى افمن يخلق كمن لا يخلق فلا تذكرون. وقال تعالى قل لو كان معه الهة الا الله. وقل لو كان معه الهة كما يقولون اذا الى ذي العرش سبيلا وفيها للمتأخرين قولان احدهما لاتخذوا سبيلا الى مغالبته. والثاني هو الصحيح المنقول عن السلف كقتاده وغيره وهو الذي ذكره ابن جرير ولم يذكر غيره ولم يذكر غيره لاتخذوا سبيلا بالتقرب اليه. كقوله تعالى ان هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه وذلك انه قال لو كان معه الهة كما يقولون وهم لم يقولوا ان العالم له صانعان بل جعلوه معه الهة اتخذوه شفعاء وقالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى بخلاف الاية الاولى والله اعلم. الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول ابن ابي العز الحنفي رحمه الله تعالى آآ معلقا على قول الامام الطحاوي نقول بتوحيد الله معتقدين ان الله واحد لا شريك له. في هذا المقطع اراد ان يبين الشارح رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى فرض على عباده توحيده وان التوحيد الذي حصل فيه النزاع والخلاف بين الامم ورسلهم هو توحيد الالوهية وتوحيد الالوهية. اما توحيد الروبية فهذا قد استقر في الفطر. الايمان به والتسليم لله عز عز وجل فيه ولم يحصل خلاف ولا نزاع بين الرسل وما من في هذا التوحيد. كما ذكر ذلك ربنا في كتابه في قوله ولئن سألتم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المحي المميت المدبر. بل جميع مشركي العرب كانوا يقرون بهذا الامر مع ان هذا الامر الذي اقر به مشرك العرب يرى عباد الجهمية والمتصوفة الجهمية انه الغاية من التوحيد وانه نهاية مطلب الموحدين وخاصتهم ان يقروا بان الله هو الخالق الرازق المدبر. ولا شك ان هذا قول باطل. قول باطل ان ليس هذا هو المراد الذي اراده الله عز وجل بارسال الرسل وانزال الكتب. وان كان ايمان بان الله هو الخالق الرازق المدبر. مما استقر فطوة مما امروا بالايمان به لكن ليس هو معنى لا اله الا الله فان مع لا اله الا الله ان لا معبود بحق الا الله وانه الاله المستحق الالهية فاطال المقام واطال الكلام رحمه الله تعالى في تبيين هذا الامر فانه اراد ان يبين ان ما ذهب اليه النظار وما قاله المتكلمون من ان مع لا اله الا الله انه الخالق الرازق او انه الغني عما سواه الفقير اليه ما عداه ان هذا غير صحيح وليس هو معنى ليس هو معنى الاله. فان الاله والمألوف والمألوف والمعبود. وآآ الاقرار بان الله هو الخالق الرازق المدبر هذا من باب اعتقاد القلوب وايقانها واقرارها بان الله هو الخالق الرازق المدبر وكفار قريش اهل مشرك العرب كانوا يقرون بهذا الامر ومع ذلك لم يدخل احد منهم في الاسلام. وعلى هذا نقول ان لان الاقرار وبتوحيد الربوبية لا يعصم دما ولا يدخل صاحبه في الاسلام بل لابد لمن اقر بتوحيد الربوبية ان تبيعه بتوحيد الالوهية فان الله سبحانه وتعالى يعقب دائما بعد بعد امر خلقه بانه الخالق الرازق ان يعبدوه عندما يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض. فالله سبحانه وتعالى يقرر توحيد الربوبية ليلزم عباده بتوحيد الالوهية وهذا الذي آآ يعرفه العلماء ومن استقرأ كلام الله عز وجل ان الله يقرر العباد انهم يقرون به او يذكرهم بتوحيدهم بانهم يقرون به. ثم يلزمهم بتوحيد الالوهية. اذا اه المسألة الاولى ان اقراره بتوحيد الربوبية لا يكفي صاحبه في الدخول في الاسلام ولا يعصم دمه ولا ماله حتى يتبع ذلك توحيد الالوهية. المسألة الثانية التي طرقها المؤلف ايضا رحمه الله تعالى او الشالح مسألة ما اول ما يجب على المكلف؟ اول ما يجب على المكلف الذي عليه سلف هذه الامة ان اول ما يجمع المكلف هو الايمان بالله والايمان بالله وان الله والاله وحده سبحانه وتعالى وانه لا معبود سواه وانه لا معبود سواه سبحانه وتعالى وهذا الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم وكان يعلم اصحابه اياه وكان يقول قولوا لا اله الا الله تفلحوا وكان يأمرهم بان يعبدوا الله وان يدعوا عبادة الاوثان والاصنام. فهذا الذي جاء به وسلم ان يقروا بان الله والاله وانه المعبود وان يصرفوا عبادتهم له سبحانه وتعالى. وان آآ وان توحيد الربوبية يأتي ان توحيد الربوبية كان مستقرا في الفطر ولا يعرف ولا يعرف في العرب من انكر توحيد الربوبية الا ما ذكره الشارع في خاتمة هذا الكلام ممن اشركت عروبية هم طوائف ستة سنذكرها باذن الله عز وجل. المسألة الثالثة مسألة التقليد في الاصول. ذكر مسألة وهي ان عند عند المتكلمين من وغيرهم ان اول ما يجب على المكلف هو الشك. هو الشك ان يشك في الهه وان يشك في الله عز وجل. ثم ينظر في الادلة ثم بعد ذلك يوقن بايمانه وبالهية اله سبحانه وتعالى. وهذا لا شك انه ان الانسان اذا عرف ربه سبحانه وتعالى وازداد علما بي كان افضل. لكن نلزم الناس بالشك ونلزم الناس بالنظر فهذا غير صحيح. والصحيح عند عند سلف هذه الامة ان ان تقليد العامي يصح به اسلامه ان تقليد العوام وان وان الايمان بالتقليد انه يعصم يصاحبه ويعصم دمه وماله ويكون من اهل الاسلام بهذا التقييد بشرط ان يكون على يقين ان يكون على يقين بهذا الايمان وعوام المسلمين الذي يقول الذين يعبدون الله عز وجل ويؤلهونه ويعتقدون ربيته كلهم على هذا المعنى فهم في يقين تام بل قد لا يبلغه اكابر اولئك النظار ولذلك يذكر ان الامام ان الرازي لما مر على امرأة عجوز ومعه الف طالب معه معه عدد ضخم وعدد كبير من اتباع وتلاميذه وتلامذته فقالت من هذا الرجل الذي بهذا الحجم وبهذا الامة؟ فقالوا هذا هذا امام الرازي خطيب الري فقالت ومن هذا؟ قال هذا الذي اثبت وجود الله من الف وجه. اثبت وجود الله من الف وجه. فقال تلك العجوز بفطرتها وبسريقتها افي الله شك؟ فاطر السماوات والارض حتى يحتاج الف وجه. والله لو لم يكن في قلبه شك لما احتاج الى ذلك. وكل شيء في هذا الكون ينادي على الله عز وجل وما من اية لتدل على انه واحد سبحانه وتعالى ولذلك هذه العجوز بفطرتها لما سمعت قول هؤلاء الاتباع الامام انه يثبت وجود الله من الف وجه فذكرت اية واحدة وهي قوله وهي قوله تعالى افي الله شك فاطر السماوات والارض اي ليس في وجود الله روبية الله والهية الله شك الا عند من وقع في قلبه زيغ او او حيرة ولذلك يقول شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عندما يقول وهل يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليل بل قد بالغ شيخ الاسلام في في هذا المقام وسمى الله بالدليل وكان يقول هو دليل الحيارى وذكر الامام احمد كان يدعو الله بهذا الدعاء يا دليل الحيارى دلني ويرى ان الله والدليل كل شيء ان كل شيء يدل على الله عز وجل ولا يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دور الله المثل الاعلى فكل ما في هذا الكون ينادي على وحدانية الله وعلى رؤيته وعلى الوهيته سبحانه وتعالى. اذا مسألة التقليد في باب الاصول الصحيح انه يصح به اسلام المقلد ان يكون تقليده على يقين دون شك وريب فاذا حقق شروط لا اله الا الله وهي العلم واليقين والاخلاص والصدق والمحبة والانقياد والقبول قل فانه مسلم موحد مؤمن ولو لم يعرف من ادلة من ادلة الله شيء او من ادلة وجود الله شيء ومن هدي الله شيء وان انما اذا حقق التوحيد الذي جاء به جاءت به الرسل فانه المسلم الذي ينجو به يوم القيامة ولذلك جاء في صحيح مسلم في قصة معاوية ابن حكم السلمي رضي الله عن في تلك الجار التي غضب عليها ووصف على خدها ثم اراد ان يعتقها فامر به ان يأتي بها فلما قال من انا؟ قالت انت رسول الله قال قال اين الله؟ قالت السبحة قال اعتقها فانها مؤمنة وهي جارية الحديث والسن لا تعرف انما عرفت انه رسول الله وعرفت ان وعرفت ان الله في السماء فهذه المسألة انا نقول الصحيح انه يجوز التقليد حتى في الاصول ويسوى يثبت الاسلام العبد ولو كان مقلدا في ذلك دون النظر في الادلة والبراهين والحجج ولا شك ان كلما كان ايمان العبد مدعم بالحجج والبراهين كان اكمل. وآآ كما يتفق اهل ان كل ما ازداد العبد علما كلما ازداد تكليفا وكلما ازداد تكليف كلما ازداد اجرا وعظم اجره عند الله عز وجل. فيعظم الاجر بعظم بعظم التكليف. والتكليف يعظم بعظم العلم. المسألة الرابعة ادلة وجود الله عز وجل ذكر هنا ادلة روبيته والوهيته سبحانه وتعالى. وادلة وجود الله يعني يبالغ النظار في اثبات وجود الله بدليل التمانع العقلي التمانع العقلي يدندن حوله دائما النظارة والمتكلمون على اثبات وجود الله. وان هذا الخلق في دقة تدبيره. وبديع حسنه حسن لطف الله عز وجل فيه انه يدل على انه ليس له الا خالق واحد اذ لو كان هناك خالق اخر لحصل التنازع والتشاق والاختلاف وذهب كل اله وكذهب كل خالق بما خلق فيمتنع عقلا ان يكون هناك اكثر من اله والله سبحانه وتعالى ذكر الدليل في كتابه ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولا على بعض ولا بعض فلا يخرج هذه القسم ثلاثة احوال اما ان يذهب كل اله ما خلق واما ان يحصل التنازع والاختلاف واما ان يعلو بعضهم على بعض في قسمة رابعة اذا الاله الذي يعلو ولا شك ان الذي له الكمال المطلق في قدرته وقوته ومن؟ وربنا سبحانه وتعالى وان ان كل معبود سواه فعبادته باطلة وهو مربوب لله مخلوق لله عز وجل لا يملك نفعا ولا ضرا من دون الله عز وجل هذه بعض المسائل التي اه قد ذكرها ابن ابي العز في مقدمة اه كلامه على انا نقول في توحيد الله معتقدين وذكر ان التوحيد ينقسم الى ثلاث توحيد الربوبية وتوحيد الالوهية وتوحيد الاسماء والصفات وان هذه الاقسام جاءت في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وانها استقرأت من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وبين ان النزاع الامم وخلافهم انما كان بتوحيد وذكر ان توحيد الربوبية لم لم يخالف فيه احد الا من كابر كفرعون لعنه الله وكلمجوس الذين قالوا ان للخلق خالقين خالق الخير وخالق الشر وهم المعنوية وايضا مجوس هذه الامم القدرية الذي قالوا ان العبد يخلق افعال نفسه فهذه الطوائف الثلاثة التي ذكرها المؤلف اشركوا في توحيد الاوروبية مكابرة والا في الحقيقة هم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر وان كل ما سواه فانه مغلوب له مربوب له فالظلم تبع للنور والنور هو الاغالب. وكذلك العبد عندما يخلق افعال نفسه عند القدرية فهو داخل تحت خلق عموم خلق الله عز وجل ولا يخرج عن قدرة الله سبحانه وتعالى. والله اعلم واحكم صلى الله عليه وسلم