لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين قال الامام ابن ابي العز رحمه الله تعالى قوله ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر فمن ابصر هذا اعتبر وعن مثل قول كفار زجر وعلم ان الله بصفاته ليس كالبشر قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى لما ذكر فيما تقدم ان القرآن كلام الله حقيقة منه بدأ نبه بعد ذلك على انه تعالى بصفاته ليس كالبشر نافيا للتشبيه نافيا للتشبيه عقب الاثبات يعني انه تعالى وان وصف بانه متكلم لكن لا يوصف بمعنى من معاني البشر التي يكون الانسان بها متكلما فان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وما احسن المثل المضروب للمثبت للصفات من غير تشبيه ولا تعطيل. باللبن الخالص السائغ للشاربين يخرج من بين فرثه التعطيل من بين فرط التعطيل ودم التشبيه. والمعطل يعبد عدما والمشبه يعبد صنما. ويأتي بكلام الشيخ ومن لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيل وكذا قول وهو بين التشبيه والتعطيل. اي دين الاسلام ولا شك ان التعطيل شر من التشبيه. لما ساذكره ان شاء الله تعالى مثل ما وصف الله به نفسه ولا ما وصف به رسوله تشبيها. بل صفات الخالق كما يليق به وصفات المخلوق كما يليق به. وقوله من ابصر هذا اعتبر اي من نظر بعين بصيرته فيما قاله من اثبات الوصف ونفي التشبيه ووعيد المشبه اعتبر وانزجر عن مثل قول الكفار قال ابن ابي العز رحمه الله تعالى والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناضرة وتفسيره على ما اراد الله تعالى وعلمه وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم كما قال ومعناه على ما فهم كما قال ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا فانهما وسلم في دينه الا من سلم الله عز وجل ولرسوله الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه. قال الامام الطحاوي رحمه الله المخالف في الرؤية الجهمية والمعتزلة ومن تبعه من الخوارج والامامية وقولهم باطل مردود بالكتاب والسنة وقد قال بثبوت الرؤيا الصحابة والتابعون وائمة الاسلام المعروفون بالامامة في الدين. واهل الحديث وسائل طواف اهل الكلام المنسوبون الى السنة والجماعة. وهذه المسألة من اشرف مسائل اصول الدين واجلها وهي الغاية التي شمر اليها المشمرون وتنافس فيها المتنافسون وحرم وحرمها الذين هم عن ربهم محجوبون وعن بابه مطرودون. وقد ذكر الشيخ رحمه الله من الادلة قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وهي الى ربها ناظرة وهي من اظهر الادلة واما من ابى الا تحريفها بما يسميه تأويلا فتأويل نصوص الميعاد والجنة والنار والحساب اسهل من تأويلها على ارباب التأويل. ولا يشاء مبطلوا ان يتأول النصوص ويحرفها عن مواضعها الا وجد الى ذلك من السبيل. ما وجده متأول هذه وهذا الذي افسد الدنيا والدين وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والانجيل. وحذرنا الله ان نفعل مثلهم وابى المبطلون الا سلوك سبيلهم. وكم جنى التأويل الفاسد على على الدين واهله من جناية فهل قتل عثمان رضي الله عنه الا بالتأويل الفاسد؟ وكذا ما جرى في يوم الجمل والصفين ومقتل الحسين رضي الله عنه والحرة وهل خرج الخوارج معتزلة المعتزلة ورفضت الروافض وافترقت الامة على ثلاث وسبعين فرقة الا بالتأويل الفاسد واضافة النظر الى الذي هو محله في هذه الاية وتعديته باداة الى الصريحة في نظر العين واخلاء الكلام من قرينة تدل على خلاف حقيقته وموضوعه صريح في ان الله اراد بذلك العين التي في الوجه الى الرب جل جلاله. فان النظر له عدة استعمالات بحسب صلاته وتعديه بنفسه فان عدي بنفسه فمعناه القفوة والانتظار كقوله انظرونا نقتبس من نوركم وان عدي بفي فمعناه التفكر والاعتبار كقوله اولم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وان عد الى فمعناه المعاينة بالابصار كقوله تعالى انظروا الى ثمره اذا اثمر. فكيف اذا اضيف الى الوجه الذي هو محل البصر؟ وروى ابن مردويه بسند لابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله وجوه يومئذ ناضرة من البهاء والحسن الى ربها ناظرة قال في وجه الله عز وجل عن الحسن قال نظرت الى نظرت الى ربها فنظرت بنوره. وقال ابو صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما الى ربها ناظرة. قال انظروا الى وجه ربها عز وجل. وقال عكرمة وجوه يومئذ ناضرة. قال من النعيم الى ربها ناظرة؟ قال تنظر الى ربها نظرا ثم حكى عن ابن عباس رضي الله عنهما مثله. وهذا قول كل مفسر من اهل السنة والحديث. وقال تعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. قال الطبري قال علي ابن ابي طالب وانس ابن مالك رضي الله عنهما هو النظر الى وجه الله عز وجل. وقال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فالحسنى الجنة والزيادة هي النظر الى وجهه الكريم. فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. والصحابة من بعده. كما روى مسلم في صحيحه عن صهيب قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار نادى مناد يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه فيقولون ما هو؟ الم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار في كشف الحجاب فينظرون اليه فما اعطاهم شيئا احب اليهم من النظر اليه وهي الزيادة. ورواه غيره باسانيد متعددة والفاظ اخر معناها ان الزيادة النظر الى وجه الله عز وجل. وكذلك فسرها الصحابة رضي الله عنهم روى ابن جرير عن عن جماعة منهم ابو بكر الصديق وحذيفة ابو موسى الاشعري وابن عباس رضي الله عنهم وقال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون. احتج الشافعي رحمه الله وغيره من الائمة بهذه اية عن الرؤية لاهل الجنة ذكر ذلك الطبري وغيره عن المزاني عن الشافعي وقال الحاكم حدثنا الاصم حدثنا الربيع بن سليمان قال حضرت قال محمد قال حضرت محمد بن ادريس الشافعي رحمه الله وقد جاءته رقعة من الصعيد فيها ما تقول في قول الله عز وجل كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فقال الشافعي لما ان حجب هؤلاء في السخط كان في هذا دليل على ان اولياءه يرونه في الرضا. واما استدلال المعتزلة بقوله تعالى قال لن تراني وبقوله تعالى لا تدركه الابصار. فالايتان دليل عليهم اما الاية الاولى. فالاستدلال منها على ثبوت رؤيته من وجوه سوى انه لا يظن بكليم الله ورسوله الكريم واعلم الناس بربه في وقته ان يسأل ما لا يجوز عليه بل هو عنده من اعظم المحال. الثاني ان الله لم ينكر عليه سؤاله ولما سأل نوح عليه السلام ربه نجاة ابنه انكر عليه سؤاله وقال اني اعظك ان تكون من الجاهلين. الثالث انه تعالى قال لن تراني ولم يقل اني لا ارى ولا تجوز رؤيتي او لست بمرئي والفرق بين الجوابين ظاهر الا ترى ان من كان فيكم حجر فظنه رجل طعاما فقال اطعمنيه فالجواب الصحيح انه لا يؤكل. اما اذا كان طعاما صح ان يقال انك لن تأكله. وهذا يدل على لانه سبحانه مرئي ولكن موسى عليه السلام لا تحتمل قواه رؤية رؤيته في هذه الدار. لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته تعالى. يوضحه الوجه الرابح وقوله ولكن انظر الى فان استقر مكانه فسوف تراني. فاعلمه ان الجبل مع قوته وصلابته لا يثبت للتجلي في هذه الدار. فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف الخامس ان الله سبحانه قادر على ان يجعل الجبل مستقرا. وذلك ممكن وقد علق به الرؤيا. ولو كانت محالا لكان النظير لكان نظير ان يقول ان استقر الجبل فسوف اكل واشرب وانام. والكل عندهم سواء. السادس قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا فاذا جاز ان يتجلى للجبل الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب. فكيف يمتنع ان يتجلى لرسله واوليائه في دار كرامته؟ ولكن الله تعالى الا اعلم موسى عليه السلام ان الجبل اذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار فالبشر اضعف. السابع ان الله كلم موسى وناداه وناجاه ومن جاز عليه ومن جاز عليه التكلم والتكليف وان يسمع مخاطبتك وان يسمع وان يسمع مخاطبه كلامه بغير واسطة فرؤيته اولى بالجواز. ولهذا لا يتم انكار رؤيته الا بانكار كلامه وقد جمعوا بينهما. واما دعواهم تأبيد النفي بلن. وان ذلك يدل على نفي الرؤية في الاخرة. ففاسد فانها لو قيدت تأبيدي لا يدل على دوام النفي في الاخرة. فكيف اذا اطلقت؟ قال تعالى ولن يتمنوه ابدا. مع قوله ونادوا يا ما لك ليقض علينا ربه ولانها لو كانت للتأبيد المطلق لما جاز تحديد الفعل بعدها. وقد جاء ذلك قال تعالى فلن ابرح الارض حتى ياذن لي ابي. فثبت ان لن لا تقتضي النفي المؤبد. قال الشيخ جمال الدين ابن مالك رحمه الله تعالى ومن رأى النفي بلا مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعدد. واما الاية الثانية فالاستدلال بها على الرؤية من وجه حسن لطيف. وهو ان الله تعالى انما فذكرها في سياق التمدح ومعلوم ان المدح انما يكون بالصفات الثبوتية. واما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح فلا يمدح به. وانما يمدح الرب تعالى بالنفي اذا تضمن امر وجوديا كمدحه بنفي السنة والنوم المتضمنة كمال القيومية ونفي الموت المتضمن كمال الحياة ونفي والاعياء المتضمنة كمال القدرة ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير المتضمنة كمال ربوبيته والهيته وقهره ونفي الاكل والشرب تضمن كمال صمديته وغناه ونفي الشفاعة عنده الا باذنه المتضمن كمال توحده وغناه عن خلقه. ونفي الظلم المتضمن كمال عدله وعلمه وغناه ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه المتضمنة كمال علمه واحاطته ونفي ونفي المثل المتضمنة لكمال وصفاته. ولهذا لم يتمدح لم يتمدح بعدم محض لا يتضمن امرا ثبوتيا. فان المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم. ولا يوصف الكامل بامر يشترك به هو المعدوم فيه. فاذا المعنى انه يرى ولا يدرك ولا يحاط به. فقوله لا تدركه الابصار. يدل على كمال عظمته وانه اكبر من كل شيء وانه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به فان الادراك هو الاحاطة بالشيء وقد وهو قدر زائد على الرؤية كما قال تعالى فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون. قال كلا ان معي ربي سيهدين. فلم ينفي موسى عليه السلام كلام الرؤيا وانما نفى الادراك فالرؤية والادراك كل منهما يوجد مع الاخر وبدونه. فالرب تعالى يرى ولا يدرك كما يعلم ولا يحاط به علما وهذا هو الذي فهمه الصحابة والائمة من الاية كما كما ذكرت اقوالهم في تفسير الاية بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رأيها من ادراكها على ما هي عليه واما الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم الدالة على الرؤية فمتواترة. رواها رواها اصحاب السحاب اصحاب اصحاب الصحاح والمسانيد وسوى المسانيد والسنن فبنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر قالوا لا يا رسول الله. قال هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم ترونه كذلك. الحديث اخرجه في الصحيحين بطوله. وحديث ابي موسى الخدري رضي الله عنه ايضا في الصحيحين نظيره. وحديث جرير بن عبدالله البجلي قال كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة اربعة عشرة فقال انكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته. الحديث اخرجه في الصحيحين وحديث صهيب رضي الله عنه المتقدم رواه مسلم وغيره. وحديث ابيه موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنتان من فضة انيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب انيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين ان يروا ربهم تبارك وتعالى الا رداء الكبرياء الا رداء الكبرياء على وجهه في اخرجه في الصحيحين. ومن حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه وليلقين الله احدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له. فليقولن الم ابعث اليك رسولا فليبلغك فيبلغك فيقول بلى يا رب. فيقول الم اعطيك مالا وافضل عليك؟ فيقول بلى بلى يا رب. الحديث اخرجه البخاري في صحيحه. وقد روى وقد روى روى احاديث احاديث الرؤية نحو وقد روى احاديث الرؤية نحو ثلاثين صحابية. ومن احاط بها معرفة يقطع بان الرسول صلى الله عليه وسلم قالها ولولا اني ولولا اني التزمت الاختصار لسقت ما في الباب من الاحاديث. ومن اراد الوقوف عليها فليواظب سماع الاحاديث من احاديث نبوية. فان فيها الرؤية انه يكلم من شاء اذا شاء وانه يأتي الخلق لفصل القضاء يوم لفصل القضاء يوم القيامة. وانه فوق العالم وانه يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب وانه يتجلى لعباده وانه يضحك الى غير ذلك من الصفات التي سماعها على الجهمية بمنزلة الصواعق. وكيف تعلم اصول الدين وكيف تعلم اصول دين الاسلام من غير كتاب ولا من غير كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكيف يفسر كتاب الله بغير ما فسره به رسوله صلى الله عليه وسلم واصحاب رسوله عليه الصلاة والسلام. الذين نزل القرآن بلغتهم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. وفي رواية من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ابو بكر الصديق رضي الله عنه وسئل ابو بكر الصديق رضي الله عنه عن قول الله تعالى وفاكهة وابى ما الاب؟ فقال اي سماء تظلني واي ارض تقلوني اذا قلت في كتاب الله ما لا اعلم. وليس تشبيه رؤية الله تعالى برؤية الشمس والقمر تشبيها لله. بل هو تشبيه الرؤيا بالرؤيا. لا تشبيه والمرئية بالمرئية ولكن فيه دليل على علو الله على خلقه والا فهل فهل تعقل رؤية بلا مقابلة؟ ومن قال يرى لا في جهة فليراجع عقله فاما ان يكون مكابرا لعقله او في عقله شيء والا فاذا قال يرى لا امام الرائي ولا خلفه ولا عن يمينه ولا عن يساره ولا فوقه ولا تحته. رد عليه كل من سمعه بفطرته السليمة. ولهذا الزم معتزلة من نفى العلو بالذات بنفي الرؤية وقالوا كيف تعقل رؤية بغير جهة؟ وانما لم نره في الدنيا لعجز ابصارنا. لا لامتناع نادي الشمس اذا حدق الرائي البطحة اذا حدق الرائي البصر في شعاعها ضعف عن رؤيتها لا الامتناع في ذات المرء بل لعجز الرأي كان في الدار الاخرة اكمل اكمل الله قوى الادميين حتى اطاقوا رؤيته. ولهذا لما تجلى الله للجبل وخر موسى صعقا فلما افاق فقال سبحانك تبت اليك وانا اول المؤمنين بانه لا يراك حي الا مات ولا يابس الا تدهده الا تدهدها ولهذا كان البشر يعجزون عن رؤية الملك في صورته الا من ايده الله كما ايد نبينا صلى الله عليه وسلم. قال تعالى وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر. قال غير واحد من السلف لا يطيقون ان يروا الملك في صورته فلو انزلنا اليه ملكا لجعلناه في سورة وحينئذ يشتبه عليهم هل هو بشر او ملك؟ ومن تمام نعمة الله علينا ان يبعث فينا رسولا منا. وما وما الزم وما الزمهم المعتزلة وما الزمهم وهم المعتزلة هذا الالتزام الا لما وافقوهم المعتزلة هذا وما الزمهم معتزلة هذا الالزام الا لما وافقوهم الا لما وافقوهم على انه لا داخل العالم ولا خارجه. لكن قول من اثبت قول من اثبت موجودا يرى لا في جهة اقرب الى العقل من قول من اثبت موجودا قائما بنفسه لا يرى ولا في جهة. ويقال لمن قال بنفي الرؤيا الانتفاء لازمها وهو الجهة اتريد بالجهة امرا وجوديا او امرا عدميا؟ فان اردت بها امرا وجوديا كان التقدير كل ما ليس في شيء ان موجود لا يرى وهذه المقدمة ممنوعة ولا دليل على اثباتها بل هي باطلة فان سطح العالم يمكن ان يرى وليس العالم في عالم اخر وان اردت بالجهة امرا عدميا كانت المقدمة الثانية ممنوعة فلا نسلم انه ليس في جهة بهذا الاعتبار. وكيف يتكلم في اصول الدين لمن لا يتلقاه من الكتاب والسنة وانما يتلقاه من قول فلان واذا زعم انه يأخذه من كتاب الله لا يتلقى تفسير كتاب الله من احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولا ينظر فيها ولا فيما قاله الصحابة رضي الله عنهم والتابعون لهم باحسان. المنقول الينا عن الثقات النقلة الذين غيرهم النقاد فانهم لم ينقلوا نظم القرآن وحده بل نقلوا نظمه ومعناه ولا كانوا ولا كانوا ولا كانوا يتعلمون القرآن كما يتعلم الصبيان بل يتعلمونه بمعانيه ومن لا يسلك سبيلهم فانما يتكلم برأيه ومن يتكلم برأيه وما يظنه دين الله ولم يتلقى ذلك من الكتاب والسنة فهو مأثوم ان اصاب ومن اخذ من الكتاب والسنة فهو مأجور وان اخطأ لكن ان اصاب يضاعف اجره قوله نعم الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد في هذا الفصل ختم مسألة القرآن وكلام الله عز وجل بقوله بقول المغيرة ابن الوليد عندما قال ان هذا الا قول البشر. ولا شك ان استدلال ابن ابي العز الحنفي تعالى بهذه الاية مذهب اهل السنة وان اهل السنة يرون ان القرآن هو كلام الله عز وجل منه بدا واليه يعود وان الله تكلى بصوت وحرف وان القراب كيفما تصرف هو كلام الله حفظ او قرأ او سمع او تلي فهو كلام الله عز وجل. وان من قال ان القرآن كلام البشر ترى كفر باجماع المسلمين وتكفيره يكون بعينه لا بنوعه. اما من قال ان القرآن كلام الله ووصى بالخلق فهذا ايضا قد وفره عامة المسلمين كفره عامة العلماء ووصى من قال بهذا القول انه كافر بالله عز وجل وقد نقل الطبراني عن خمس مئة عار من علماء المسلمين تكفير الجهمية القائلين بان القرآن مخلوق مخلوق لله عز وجل وهذا من ابطل الباطل بل القرآن كلام الله والله يتكلم كيفما شاء ومتى شاء سبحانه وتعالى بصوت وحرف سبحانه وتعالى. ثم لما ان هذه المسألة وهي مسألة الكلام واثباتها لله عز وجل. انتقل الى مسألة الرؤية والرؤيا كما ذكر الشارح رحمه الله تعالى مما اتفق عليه اهل السنة مما اتفق عليها اهل السنة وقد وافق اهل السنة في هذه ايضا بعض المبتدعة في اثبات الرؤية الا انهم خالفوا في مسألة وهي هل الرؤية تثبت في جهة او في غير جهة؟ اما المعتزلة والخوارج الجهمية ومن وافقهم فكلهم يقولون ان الله لا يرى وان الله سبحانه وتعالى لا يرى ولا يرى سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرة. اما اهل السنة فاثبتوا ان الله يرى بايات الرؤية له سبحانه وتعالى. واثبتوا ايضا بان الله يرى. بان الله يرى وتراه الابصار يوم القيامة بل اعظم نعيم لاهل الجنان هي رؤية الله عز وجل. وكما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى لو اعلم اني لا ارى الله ما عبدته وذلك ان كمال النعيم وعظيمه وتمامه انما يكون برؤية ربي سبحانه وتعالى ورؤية جماله وبهائه وجلاله وتعالى. اه اما الايات التي ساقها وتدل على اثبات الرؤية فهي كثيرة جدا في كتاب الله عز وجل. ذكر منها قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وذكر قول ايات الزياد الذين احسنوا الحسنى وزيادة وذكر ايضا ادلة آآ تفيد معنى الرؤية مثل قوله تعالى ان كلا ان مع ربهم مثل محجوبون. فلا حجب الا اذا رأى غيرهم. وعموما الاحاديث في هذا المعنى كثيرة واما الاحاديث فقد ذكر قوام السنة الاصبهاني وذكر غير واحد من كشيخ وذكر ايضا من اتى بعده كشيخ الاسلام ابن تيمية ان احاديث الرؤية متواترة من ناحية الرؤيا متواترة وقد نقلها الجمع الكثير عن رسولنا صلى الله عليه وسلم في رؤية الله عز وجل وانه يرى حقيقة من ذلك ما في الصحيحين عن شعبة انهم قال انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر وجعل ابي سعيد وجعل جرير وجعل ابي هريرة احاديث وعن جاء ابن عبد الله وعن غير واحد من الصحابة ان ان الناس يرون ربهم سبحانه وتعالى رؤية حقيقية. اما نفاة الرؤيا من الجهمية والمعتزلة فاحتجوا بعمومات وبتعليلات. اما من جهة النقل الذي احتجوا به فاحتجوا باية وهي قوله تعالى لن تراني في قول الله لموسى كما سأله ان يرى ربه قال لن تراني وقالوا هذا دليل على ان الله لا يرى. وهذا الاستدلال استدلال باطل. استدلال باطل فالله سبحانه وتعالى نفى رؤيته في ذلك المقام نفى رؤيته في ذلك المقام فقال لن تراني ثم هذا النفي لو كان يراد به التعبيد كما يقول الجهمية وان لن تفيد التأبيد المؤبد لما علق الرؤية بشيء ممكن وهو ولكن انظر الى الجبل انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلا شك ان الله قادر على ان يتجلى للجبل والجبل يستقر لكن كاد ان الله استفاد في هذه الاية انك يا موسى لا تستطيع الان ان تراني لضعفك فاذا كان الجبل بصلابته حجمه وشموخه لا لا يصبر لتجلي الله عز وجل فكيف بهذا المخلوق الضعيف من البشر الذي يريد ان يرى الله عز لذلك قال الامام مالك رحمه الله تعالى الفان لا يستطيع رؤية الباقي. فاذا كان يوم القيامة اعطى الله عز وجل اهل بصرا باقيا لا يفنى حتى يتمكن من رؤية الباقي سبحانه وتعالى. ومما يدل ايضا على ان لن لا تفيد التأبيد ولا تفيد النفي المؤبد هي تفيد النفي لكن لا تفيد النفي المؤبد. ما ذكره الله عز وجل عن تمني الموتى لاهل النار. كما قال عن اليهود ولن ابدا. فلو كان النفي يفيد التأبيد لما عق بعد لم بقوله ابدا. واخبر الله عز وجل ان اهل النار يوم اذا دخلوا النار يقولون وينادوا بمالك ليقضي علينا ربك فهم يتمنون الموت يوم يتمنون الموت في النار اذا افاد قوله لن تراني لن يتمنوه ابدا اي ما داموا احياء ولم يفد ذلك التأبيد المطلق بل يوجد من اليهود من يتمنى الموت فافادت لنا ان تفيد النفي لكنها لا تفيد التأبيد لا تفيد فقد يكون نفي مؤقت فحجتهم بهذه الاية نقول لا حجة فيها وانما الذي نفاه الله عز هو الرؤية في ذلك الوقت وفي ذلك المقام ان الله لا يستطيع موسى ان يراه بصره. فعلق الرؤيا بشيء ممكن. ثالثا ايضا ان الله عز وجل لم يعب على موسى سؤاله وطلبه اذ لو كان سؤاله اذ لو كان سؤال موسى باطلا او لا يجوز او لا يصح ان يسأل ان يسأل هذا السؤال لنبهه ربنا سبحانه وتعالى ولنهاه عن السؤال لقوله نوح عليه السلام لا تسألني ما ليس لك به علم. فالله عز وجل عاب على نوح سؤاله ان يلحق به ابنه وولده وقال لا تأني ما ليس لك به علم. اما هنا فلم يعد الله عز وجل على موسى سؤاله وانما قال انظر الى الجبل. فان استقر الجبل فسوف رادف افاد ان الرؤية ان ان سؤال موسى لا عيب فيه وان سؤال موسى اه هو كمال واه طلب عظيم لكنك موسى الان لا تستطيع ان تراني بضعفك لا تستطيع ان تراني لضعفك ولذلك علق الرؤيا بشيء منك وهو الجبل. هذه الاية تحتج بها الجهم فجوا ايضا بقوله تعالى لا تدركه الابصار. وقالوا هنا لا تدرك الابصار تفيد النفي المطلق في من جهة الادراك من جهة الادراك. وهذا ايضا نقول لا حجة فيه. فان الادراك شيء والرؤية شيء اخر. وعندما ينفى الادراك لا يعني ذلك ولا يلزم من ذلك نفي لا في الرؤية لا في الرؤية فذكر الله عز وجل في كتابه عن عن موسى وقومه عندما قال انا لمدركون انا فلما اول ذكر من اول ما ذكر قال فلما تراءى الجمعان ماذا قال اصحاب موسى؟ انا لمدركون فاثبت الرؤيا ونفى الادراك اثبت الرؤية ونفى الادراك. فلا يلزم من نفي الادراك نفي الرؤيا. وهذا دليلها من القرآن ما ذكره الله عز وجل موسى وقومه عندما قال الله فلما تراءى الجملين رأى بعضهم بعضا. قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا. الادراك بمعنى الاحاطة وبمعنى آآ الاحتواء لهذا المرء هذا الذي نفاه نفاه موسى وقال كلا اي لا يستطيع ذلك ولن يستطيع يدركون او يحيطون وقد انجاه الله عز وجل وكذلك يكون النفي في قوله تعالى لا تدركه الابصار بمعنى ان الابصار لا تستطيع ان تحيط بالله رؤية ولا تستطيع الابصار ان ترى الله بجلاله وكماله وكبره سبحانه وتعالى وانما ترى وجهه وجماله وبهاءه ترى الوجه والجبال اما رؤية الله على وجه الادراك والاحاطة فلا يدركه احد من خلقه كما لا يدرك سبحانه وتعالى ولا يحاط به بسمعه وبصره وعلمه فكل فكل صفات الله عز وجل كل صفات الله عز وجل لا تدرك على وجه الكمال والتمام ويدرك شيئا من معانيها اما ادراك على وجه الكمال فقد نفاه الله عز وجل لا يحيطون بشيء لا بعلمه فالبشر لا يحيطون بعلم الله ولا يحيطون بحقيقة سمع الله ولا بحقيقة بصر الله ولا بحقيقة قدرة الله وقوة الله فجميع الصفات التي لله عز وجل البشر لا يستطيعوا ان يدركوا حقيقتها على وجه الاحاط والادراك التام. فكان المنفي هنا لا تدرك الابصار اي ادراك الاحاطة. ولنا في خلق الله عز وجل مثلا انت الان ترى السماء ولا تدركها. هل يستطيع الانسان اذا رأى السماء ان يدرك جميع زوايا السماء ويرى من كل الجهات نقول له وانما ترى جهة واحدة وهذا الذي هذه الرؤية لجهة اثبت لها لكن الادراك نقول لا تدرك السماء كله والارض كذلك قد ترى جزء من الارظ لكن لا تدرك جميع الارض. فالذي نفاه الله عز وجل هو الادراك للرؤية. ايظا هنا فائدة ان النفي المحظ في القرآن والسنة ليس مدحا لله عز وجل ولم يأتي في كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على ان النفي مدحا وانما يفيد النفي المدح اذا افاد ضد ذلك اذا افاد ضد ذلك وضد ذلك عندما قال لا تلك الابصار لاي شيء لعظمته وكبريائه وكبره سبحانه وتعالى وان رؤي وان رؤي والا المعدومات لا ترى ولا مدح فيها عندما لا ترى اما الذي يرى ولا يحاط يكون هذا وجه المدح فيه. عندما نقول ترى مثلا هذه السماء وترى شيئا منها ولا تستطيع ان تدرك جميع هذه الاجزاء اليس مدحا لها؟ لكن عندما لا ترى السما هل فيها مدح؟ انه يقول السماء لا نراها. ليس في السماء مدح لان المعلومات ايضا لا ترى. لكن اذا اثبت رؤيتها ونفيت الاحاطة والادراك لها هذا وجه المد. ولذلك الذي نفاه الله فيه دلالة اثبات الرؤية فيه دلالة اثبات الرؤية. لاننا وان رأيناه سبحانه وتعالى فاذا كماله وكبره وعظمه لا يدرك سبحانه وتعالى. هذه اذا الدلالة استدل بها الجهمية في نفي الرؤية بهذه الاية نقول لا حجة فيها وكل باطل يحتج بمبطل فان باطله الذي احتج فيه فيه ما يبطل قوله وينفيه كل محتج بدليل يحتج به على باطل فان هذا الدليل فيه ابطال لقوله وباطن الذي استدل بهذه الايات عليه وهذا لا نحن نبطل بها اقوال الجهمية ونحتج بها ايضا على رؤية عن رؤية الله. كما احتجنا لن تراني على اثبات الرؤية كذلك نقول في باب لا تلف الابصار نستدل بهذا اي شيء على ان الله يرى حقيقة وان الابصار تراه يوم القيامة. هذه المسألة دي مسألة آآ الاية ذكرها اما من جهة التعليل فقالوا ان الرؤيا تقتضي التحييز. وتقتضي التجسيم ونقول هذا الاقتضاء الذي اقتضيتموه قضاء باطل اقتضاء باطل. اما قولكم ان الله عز وجل تقصد الجسم ان له ذات؟ نقول نعم لله ذات. وهذه الذات قائمة على صفات يعني قائمة بها او قائم بها صفات الله عز وجل كالسمع والبصر واليد والقدم وما شابه ذلك نقول هذا ثابت لله عز وجل ولا ننفيه ولا لا ننكره ولا ننكره. اما ان اردتم آآ ان ان السماوات تحيط به او ان آآ شيئا من مخلوقاته يحيط به فهذا باطل والله فوق كل شيء سبحانه وتعالى الله فوق كل شيء ونثبت الجهة كما اثبتها النبي صلى الله عليه وسلم كما اثبتها النبي صلى الله عليه وسلم سيارة بيضة مسألة نقول اما احاديث التي جاءت في مسألة احتجاج بان الرؤية تقتضي التجسيم نقول هذا باطل وانما نثبت ان لله عز وجل بات لها صفات تليق به سبحانه وتعالى وان الله في جهة العلو وان الله في جهة العلو كما جاء في صحيح مسلم في قصة عمرو كامل عمرو الاسلمي رضي الله تعالى عنه في قصة جارية قال اين الله؟ قالت في السماء فقال اعتقها فانها مؤمنة وايضا في قوله فانكم سترون ربكم كما ترون القمر فيه اثبات رؤية الله في جهة في جهة العلو واجمع اهل السنة على ان من قال ان الله في كل مكان انه كافر بالله عز وجل وان من قال ان الله في شيء من مخلوقاته كافر ايضا باجماع اهل السنة وانما اهل السنة على علو الله سبحانه وتعالى واجمعوا على ان نفاة العلو كفار بالله عز وجل. اذا نثبت رؤية الله ونثبت ان رؤيتنا له حق ان رؤية اهل الجنة نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم انها حقيقة وتكون في العرصات وتكون ايضا في الجنات. وهذا هو اعظم نعيم يعطاه اهل الجنة ان يروا ربهم وانما تعظ منزلة اهل الجنان بقدر اه رؤيتهم لربهم فمنهم من يراه غدوة وعشيا منهم من يراه دون ذلك ومنهم من يراه دون ذلك ومنهم من يراه كل جمعة ومنهم من يراه في كل شهر فالله يفضل عباده بالرؤية على قدر بقربهم وتفضلهم عنده سبحانه وتعالى. اذا هذه مسألة الرؤية واثباتها عند اهل السنة والجماعة. اه نبه على مسألة قول للمتكلمين من الاشاعرة وغيرهم فالاشاعرة يثبتون الرؤيا يثبتون الرؤيا لكنهم ينفون الجهة وهذا ينافي العقل نقل يلافي العقل والنقل. فلا يمكن لشيء ان يرى وهو في غير جهة لا يمكن ان يرى في غير جهة. فان ارادوا جهة تحيط بها المخلوقات نقول هذا باطل وليست الجهة التي نثبتها وان اردتم الجهة العلو وهذه الجهة العلو بالنسبة لنا وهي اعلى المخلوقات فنقول نعم والله فوق مخلوقاته ويرى من جهة العلو التي هي فوقنا. واثبات وادلة اثبات علو الله عز وجل اكثر من ان تحصى اكثر من ان تحصى فجميع ذكر ابن القيم ان هناك الف دليل على اثبات علو الله عز وجل وقبل ذلك الفطر العقول كلها تنادي على ان الله في العلو. فاذا اثبتنا الرؤيا فلازمنا ان نثبت ايضا في العلو وقد جاء النص ان الله يرى في جهة في قوله كما ترون القمر فاثبت حقيقة الرؤية وشبه الرؤية بالرؤية كما نرى القوم فوق رؤوسنا فكذلك سأل الله عز وجل فوق فوق قال سبحانه وتعالى وان رؤيته له حقيقة بالابصار والعيان. رؤية له حقيقة بالابصار والعيان والله اعلم وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد