والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين قال الامام ابن العزيز رحمه الله تعالى والرؤية حق لاهل الجنة. قال الامام الصحابي رحمه الله تخصيص اهل الجنة بالذكر يفهم منه نفي الرؤيا نفي الرؤية عن غيرهم. ولا شك في رؤية اهل الجنة بربهم في الجنة وكذلك يرونه في المحشر قبل دخولهم الجنة كما ثبت ذلك في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدل عليه قوله تعالى تحيتهم يوم يلقونه السلام واختلف في رؤيته للمحشر على ثلاثة اقوال احد وانه لا يراه الا المؤمنون الثاني يراه اهل الموقف مؤمنهم وكافرهم ثم يحتجب عن الكفار ولا يرونه بعد ذلك. الثالث مع المؤمنين المنافقون دون بقية الكفار وكذلك الخلاف في تكليمه لاهل الموقف. واتفقت الامة على انه لا يراه احد في الدنيا بعينيه ولم يتنازعوا في ذلك الا في نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة. منهم من نفى رؤيته بالعين ومنهم من اثبتها له صلى الله عليه وسلم. وحكى القاضي عياض في كتابه الشفاء اختلاف والصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم في رؤيته صلى الله عليه وسلم. وانكار عائشة رضي الله عنها ان يكون ان يكون صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعين بعين رأسه وانها قالت لمسرور حين سألها هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ فقالت لقد قف شعري مما قلت ثم قالت من حدثك ان محمدا قد رأى ربه فقد كذب. ثم قال وقال جماعة لقول عائشة رضي الله عنها وهو المشهور عن ابن مسعود وابي هريرة رضي الله عنهما واختلف عنه. وقال بانكار هذا وامتناع رؤيته في الدنيا جماعة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين. وعن ابن عباس رضي الله عنهما انه صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه وروى عطاء عنه رآه في قلبه ثم ذكر اقوالا وفوائد ثم قال واما وجوبه لنبينا صلى الله عليه وسلم والقول بانه رآه بعينه فليس فيه قاطع ولا نص والمعول فيها والمعول فيه على اية النجم. والتنازع فيها مأثور والاحتمال لها ممكن. وهذا القول الذي قاله ابي عياض رحمه الله هو الحق فان الرؤية في الدنيا ممكنة اذ لو لم تكن ممكنة لما سألها موسى عليه السلام. لكن لم يرد نصا بانه صلى الله عليه وسلم يرى ربه بعين رأسه بل ورد ما يدل على نفي الرؤيا. وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن ابي ذر رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك؟ فقال انا اراه وفي رواية رأيت نورا وقد روى مسلم ايضا عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه انه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه وفي رواية من نار لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. فيكون والله اعلم معناه معنى قوله لابي ذر رضي الله طبعا رأيت نورا انه رأى الحجاب ومعنى قوله نور انا اراه النور الذي هو الحجاب يمنع من رؤيته. فانا اراه اي كيف فكيف اراه والنور حجاب بيني وبينه يمنعني من رؤيتي فهذا صريح في نفي الرؤيا والله اعلم. وحكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الصحائف اتفاق الصحابة على ذلك. ونحن الى تقرير رؤيته لجبريل احوج منا الى تقرير رؤيته لربه تعالى. وان كانت رؤية الرب تعالى اعظم واعلى فان النبوة لا يتوقف لا يتوقف ثبوتها عليها البتة. وقوله بغير احاطة ولا كيفية هذا لكمال عظمته وبهائه سبحانه وتعالى. لا تدركه الابصار ولا تحيط به كما يعلم ولا يحاط به علما. قال تعالى لا تدركه الابصار. وقال تعالى ولا يحيطون به علمان. وقوله وتفسيره على ما اراد الله وعلمه الى ان قال لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا اي كما فعلت المعتزلة بنصوص الكتاب والسنة في الرؤية وذلك تحريف لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم عن مواضيعه. فالتأويل الصحيح هو الذي يوافق ما جاءت به السنة. والفاتد المخالف له فكل تأويل بمعنى لن يدل عليه دليل من السياق ولمعه قرينة تقتضيه فان هذا لا يقصده المبين الهادي لكلامه ان لو قصده لحث بالكلام تدل على المعنى المخالف لظاهره حتى لا يوقع السامع في النفس والخطأ. فان الله انزل كلامه بيانا وهدى. فاذا اراد به خلاف ظاهره ولم قصدي قرائن تدل على المعنى الذي يتبادر غيره الى فهم كل احد لم يكن بيانا ولا هدى فالتأويل اخبار بمراد المتكلم لا انشاء وفي هذا الموضع يغلط كثير من الناس فان المقصود فهم مراد المتكلم بكلامه. فاذا قيل معنى اللفظ كذا وكذا كان اخبارا بالذي عناه المتكلم فان لم يكن الخبر مطابقا كان كذبا على المتكلم ويعرف مراد متكلم بطرق متعددة منها ان يصرح بارادة ذلك المعنى. ومنها ان يستعمل اللفظ له معنى ظاهر له معنى ظاهر بالوضع ولا يبين ولا يبين ولا يبين بقرينة تصحب الكلام على انه لم يرد ذلك المعنى فكيف فاذا حف بكلامه ما يدل على انه انما اراد حقيقته وما وضع له كقوله تعالى وكلم الله موسى تكليما. وانكم ترون ربكم عيانا كما ترون الشمس الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب ليس دونها سحاب. فهذا مما يقطع السامع فيه بمراد المتكلم. فاذا اخبر عن مراده بما دل عليه حقيقة لفظه ليوضع له مع القرائن المؤكدة كان صادقا في اخباره. واما اذا تأول الكلام بما لا يدل عليه ولا اقترن به ما يدل عليه فاخباره بان هذا مراده عليه ما هو تأويل بالرأي وتوهم بالهوى وحقيقة الامر ان قول القائل نحمله على كذا او نتأوله بكذا انما هو من باب دفع دلالة اللفظ على ما وضع له. فان فان منازعه لما احتج عليه به ولم يمكنه دفع موروده دفع معناه وقال احمله على خلاف ظاهره. فان قيل بل للحمل معنى اخر لم تذكروه وهو ان اللفظ لما استحال ان يراد به حقيقته وظاهره. ولا يمكن تعطيله استدللنا بوروده وعدم ارادة ظاهره على ان هذا هو المراد تعاملناه عليه دلالة لا ابتداءات. قيل فهذا المعنى هو الاخبار عن المتكلم انه اراده وهو اما صدق واما اما كذب كما تقدم. ومن الممتنع ان يريد خلاف ان ان يريد خلاف حقيقته وظاهره. ولا يبين للسامع المعنى الذي اراده. فليقرنوا بكلام فيما يؤكد ارادة الحقيقة ونحن لا نمنع ان المتكلم قد يريد بكلامه خلاف ظاهره اذا قصد التعمية على السامع حيث يسوغ ذلك ولكن المنكر ان يريد بكلامه خلاف حقيقته وظاهره اذا قصد خلاف حقيقته وظاهره اذا قصد البيان والايضاح وافهام مراده فكيف المتكلم يؤكد كلامه بما ينفي المجاز ويكذبه غير مضى ويضربونه الامثال. فقوله فانه ما سلم في دينه الا من سلم الله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه. اي سلم نصوص الكتاب والسنة ولم يعترض عليها بالشكوك والشبه والتأويلات الفاسدة. او العقل يشهد بظل ما دل عليه النقل. والعقل اصل النقل فاذا عارضه قدمنا العقل. وهذا لا يكون قط لكن اذا جاء ما يهين مثل ذلك فان كان النقل صحيحا فذلك الذي يدعى فذلك الذي يدعى انه معقول انما هو مجهول. ولو حقق النظر لظهر ذلك وان كان النقل غير صحيح فلا يصلح للمعارضة عليكم السلام فلا يتصور ان يتعارض عقل صريح ونقل صحيح ابدا. ويعارض كلام من يقول ذلك بنظيره فيقال اذا تعارض العقل والنقل وجب تقديم النقل لان الجمع بين المدلولين جمع بين النقيضين ورفعهما رفع النقيضين وتقديم العقل ممتنع لان العقل قد دل على صحة السمع ووجوب وقبول ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم لو ابطلنا النقلة اللي كنا قد ابطلنا دلالة العقل. ولو ابطلنا دلالة العقل لم يصلح ان يكون معارضا للنقل. لان ما ليس بدليل لا يصلح لمعارضة شيء من الاشياء فكان تقديم العقل موجبا عدم تقديمه فلا يجوز تقديمه وهذا بين واضح فان العقل هو الذي دل على صدق السمع وصحته وان خبره مطابق لمخبرك اخبره فان جاز ان تكون الدلالة فان جاز ان تكون الدلالة باطلة لبطلان النقل لزم الا يكون العقل دليلا صحيحا. واذا لم يكن دليلا صحيحا لم ان يتبع بحال فظلا عن فظلا عن ان يقدم فصار تقديم العقل على النقل قدحا في العقل. فالواجب كمال التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم القيادة لامنه وتلقي خبره للقبول والتصديق دون ان يعارضه بخيال باطلي يسميه معقولا او او يحمله شبهة او شكا او يقدم عليه اراء الرجال وذبالة اذهانهم فيوحده بالتحكيم والتسليم والانقياد والاذعان كما وحد المرسل بالعبادة والخضوع والذل والانابة والتوكل. فهما توحيدان لا نجاة للعبد من عذاب الله الا بهما. توحيد توحيد المرسل وتوحيد متابعة الرسول. فلا يحاكم الى غيره ولا يرضى بحكم غيره ولا يقف وتنفيذ امره وتصديق خبره على عرضه على قول شيخه وامامه وذوي مذهبه وطائفته ومن يعظمه فان اذنوا له فان اذنوا له نفذه وقبل خبره. والا فان طلب السلام فوضه اليهم واعرض عن امره وخبره. والا حرفه عن مواضعه وتم تحريفه تأويله وحمله فقال نؤوله ونحمله فلئن يلقى العبد ربه بكل ذنب ما خلا الاشراك بالله خير له من ان يلقاه في هذه الحال. بل اذا بلغه الحديث الصحيح يعد نفسه كأنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهل يسوغ له ان يؤخر قبوله والعمل به حتى يعرضه على رأي فلان وكلامه ومذهبه؟ بل كان والمبادرة الى امتثال الى امتثاله من غير التفات الى سواه. ولا يستشكل قوله لمخالفته رأي فلان. بل تستشكل الاراء لقوله ولا يعارض ولا يعارض ولا يعارض نفسه في قياس بل تهجر وتلغى لنصوصه ولا يحرف كلامه عن حقيقته لخيالي يسميه اصحابه معقولا نعم هو مجهول وعن الصواب معزول ولا يوقف قبول قوله على موافقة فلان دون فلان كائنا من كان. قال الامام احمد حدثنا انس بن عياض حدثنا ابو حازم عن عن عمرو بن صعيب عن ابيه عن جده رضي الله عنه قال لقد جلست انا واخي مجلسا ما احب ان لي به حمرا نعم فاقبلت انا واخي واذا مشيخة من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند بابه عند باب من ابوابه. فكرهنا ان نفرق بينهم فجلسنا حجرة ذكروا اية من القرآن فتمارو فيها حتى ارتفعت اصواتهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا قد احمر وجهه يرميه بالتراب قولوا مهلا يا قوم وبهذا اهلكت الامم من قبلكم باختلافهم على انبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض ان القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا. وان حينما نزل يصدق بعضه بعضا فما عرفت منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه الى عالمه. ولا تكفي ان الله قد حرم القول على عليه بغير علم. قال تعالى قل انما ما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الا ولا تقف ما ليس ما ليس لك به علم فعلى العبد ان يجعل ما بعث الله به رسله وانزل به كتبه والحق الذي يجب اتباعه. سيصدق بانه حق وصدق وما سواه من كلام سائر الناس يعرض سيوافقك فهو حق وان خالفه فهو باطل وان لم يعلم هل خالفه او وافقه لكون ذلك الكلام؟ لكون ذلك الكلام مجملا لا يعرف مراد صاحب صاحبه او قد عرف مراده لكن لم يعرف هل جاء الرسول صلى الله عليه وسلم بتصديقه او بتكذيبه؟ فانه يمسك عنه ولا يتكلم الا بعلم. والعلم ما قام عليه الدليل والنافع منه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد يكون علم من غير الرسول صلى الله عليه وسلم عن غير الرسول صلى الله عليه وسلم لكن في في الامور الدنيوية مثل الطب والحساب والفلاحة واما الامور الالهية والمعارف الدينية فهذه العلم فيها ما اخذ عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا غير قوله قال ابن ابي العز رحمه الله قوله ولا تثبت قدم الاسلام الا على ظهر التسليم والاستسلام. قال الامام الصحابي رحمه الله هذا من باب وبالعكس قال ابن ابي العلم العز والشارع ليس قالوا الصحابي رحمه الله الا على ظهر التسليم والاستسلام قال الامام الصحابي رحمه الله قال ابن ابي العز رحمه الله هذا من باب هذا من باب الاستعارة اذ القدم الحسني لاذ القدم اذ القدم الحسفي لا تثبت الا على ظهر شيء. اي لا يثبت اسلام من لم يسلم لنصوص الوحيين وانقاذه اليها ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه. روى البخاري عن الامام محمد ابن شهاب الزهري رحمه الله انه قال من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا تسليم هذا كلام جامع نافع. وما احسن مثل المضروب للنقل مع العقل وهو ان العقل مع النقل كالعامي المقلد مع العالم شاهد من هو دون ذلك بكثير فان العامي يمكنه ان يصير عالما ولا يمكن للعالم ان يصير نبيا رسولا. فاذا عرف العامي المقلد عالما فدل عاميا اخر ثم اختلف المفتي والدال ثم اختلف المفتي والدال والدال فان المستفتي يجب عليه قبول المفتي دون الدال. فلو قال الدال الصواب معي دون المفتي لاني انا الاصل في علم تاب لانه مفتن. فاذا قدمت قوله على فاذا قدمت قوله على قوله قد احتسب الاصل الذي به اردت انه مفتن. فلزم القلب في فرعه يقول له المشتكي انت لما شهدت له بانه مفت ودللت عليه شهدت له بوجوب تقليده دونك. فموافقتي لك في هذا العلم المعين لا يستلزم موافقتك في كل مسألة. وخطأك فيما خالفت فيه المفتي الذي هو اعلم منك لا يستلزم خطأك في علمك بانه مفتن. هذا مع ان ذلك المفتي قد يخطئ. والعقل في علم ان الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم في خبره عن الله تعالى لا يجوز عليه الخطأ. فيجب عليه التسليم له والانقياد لامره وقد علمنا بالاضطرار من دين ان الرجل لو قال للرسول صلى الله عليه وسلم هذا القرآن الذي تلقيه علينا والحكمة التي جئتنا بها قد تضمن كل منهما اشياء كثيرة ناقب ما علمناه في عقولنا ونحن انما علمنا صدقك بعقولنا فلو قبلنا جميعنا تقوله مع ان عقولنا تناقض ذلك لكان ذلك قد حفيا علمنا فيما علمنا به صدقك فنحن نعتقد موجب الاقوال المناقضة لما ظهر من كلامك وكلامك نعرض عنه لا نتلقى منه هدى ولا علما لم يكن مثل هذا الرجل مؤمنا بما جاء به بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرضى منه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا بل يعلم ان هذا فليعلم ان هذا لو شاغل امكن كل احد الا يؤمن بشيء مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم اذ العقول متفاوتة والشبهات كثيرة وشياطين لا تزال تلقي تلقي الوساوس في النفوس فيمكن كل احد ان يقول مثل هذا في كل ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم وما امر به. وقد قال تعالى وما على الرسول الا البلاغ. وقال تعالى فهل على الرسل الا البلاغ المبين. وقال تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وقال سبحانه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين فقال جل وعلا حا ميم والكتاب المبين. وقال تعالى تلك ايات الكتاب المبين. وقال سبحانه ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون وقال تبارك وتعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ونظائر ذلك كثيرة في القرآن. فامر الايمان بالله واليوم الاخر اما ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم تكلم فيه بما يدل على الحق ام لا والثاني باطل وان كان قد تكلم على الحق بالفاظ مجملة محتملة فما بلغ البلاغ المبين وقد فما بلغ البلاغ المبين وقد شهد له خير القرون بالبلاغ واشهد الله عليهم في الموقف الاعظم فمن يدعي انه في اصول الدين لم يبلغ البلاغ المبين فقد فسر عليه صلى الله عليه وسلم. والحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ذكر في هذا الفصل مسائل من تلك المسائل التي ذكرها مسألة مكان الرؤية التي يثبتها اهل السنة رؤية الله عز وجل بالاجماع الا متعلقة باهل الجنة في الجنة واهل الجنة مجمعون اهل السنة على انهم يرون ربهم سبحانه وتعالى رجالا ونساء رجالا بالاجماع والنساء وقع في خلاف الصحيح ان النساء ايضا يرون ربهم سبحانه وتعالى وان كانت رؤيتهم تكون في قصورهم ودورهم لا انهم يخرجون مع الرجال الى المشاهد التي يجمعهم ربنا فيها في الجنات وانما يرونه في قصوره ومن اهل العلم من توقف في رؤية النساء لله عز وجل ومنهم من لم يشرك فاما النصوص فلم يأتي نص في اثبات رؤية النساء على وجه الخصوص وقد جاء في الرجال لم يرى ربنا في الصحيح ان عموم الايات الدال على رؤية الله تشمل الرجال والنساء حتى يأتي ما يخص النساء بالمنع والاصل عدم المنع وثانيا ان اعظم نعيم لاهل الجنة هو رؤية الله ولا شك ان النساء يشاركن الرجال في هذا النعيم ورؤية ربهم سبحانه وتعالى. اذا بالاجماع اهل الجنة يرون ربهم سبحانه وتعالى رجالا ونساء. اه اما ما اما فالمحل الثاني الذي وقع فيه خلاف في العرصات. وقبل ان نتكلم عن العرصات اهل السنة ايضا مجمعون على ان الله لا يراه احد في الدنيا على ان الله لا يراه احد في الدنيا وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فلم يرى احد ربه حتى يموت وما وقع من خلاف في محمد صلى الله عليه وسلم بين الصحابة وهل رأى ربه او لم يره؟ الذي عليه اكتب الصحابة تدل عليه النصوص انه لم يرى ربه صلى الله عليه وسلم والذي جاء ابن عباس انه قال رأى ربه بفؤاده وجاء له رآه برؤية عين لكن لم يعلق المرئي والصحيح لو قال في في الرؤية الشرعية قال رآه بعينه مراده جبريل عليه السلام. واما آآ ما يتعلق برؤية الله عز وجل قد جاء في حديث ابي ذر رضي الله تعالى في الصحيح انه قال هل رأيت ربك قال نور ان لا اراه. فالنبي صلى الله عليه وسلم نفى رؤيته لربه بهذا النص. وعائشة رضي الله تعالى عنها عندما سألها مسبوق عن رؤية رؤية الرسول ربي قالت لقد قلت شيئا قط به الشعرات وذكرت له الآيات الدالة على عدم رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لذلكت رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه سبحانه الاف الدنيا بقولك لا تدركه الابصار فالذي عليه جماهير السنة اهل السنة ان الرسول لم يرى ربه. وهذا هو القول الصحيح. اه اما المحل الثالث وقع في خلاف وهو في العرصات اه اما اهل النار في حال كونهم في النار فاهل السنة ايضا مجمعون على النملي لا يروا ربهم. اهل النار في نار لا يرون ربهم بالاجماع وانما وقع الخلاف في اهل النار في العرصات اثبت اهل السنة رؤية في رؤية الله لاهل الايمان وهذا قد جاء في حديث سعيد وابي هريرة في الصحيحين فيأتيهم ربهم في السنة يعرفونه فيتبعونه واختلف في الكفار والمنافقين. هل يرون ربهم في العرصات فمن اهل العلم من اثبت فيك الرؤيا مستدلا اه بتعليلات والا لم يأتي نصفي انهم يرون ربهم ابدا. وانما اخذ من قوله تعالى كلا انه عن ربه محجوبون قال لا حجب الا بعد رؤية. لا حجب الا بعد رؤية. هذا من جهة التعليم من جهة المفهوم من جهة هذا من جهة المفهوم. اما من جهة التعليم فذكروا ان العذاب يشتد والحرمان يعظم اذا رأى ربه ثم حجب عنه فان الذي يرى الجمال والبهاء والجلال ثم يحجب عنه اشد عذابا ممن يرى ثم ممن لا يرى اشد عذاب من؟ لا يرى. عندما يخبر شخص بجمال شخص وبهائه فلا يراه قد لا يتعاوى مصيبته الا اذا رآه ثم حجب عنه فقالوا هذا تعليم. فيكون يرى اهل الموقف ربهم ثم يحجبون عنه. ومع بربهم على القول بهذا فانه يراهم فانهم يرون ليس على رؤية اه رحمة ورضا وانما رؤية سخط وغضب يراهم ربنا برؤية سخط وغضب فكذلك منهم من قال ان المنافقين يرون ربهم دون الكفار واحتج هؤلاء بان الله عندما يأتي بالصورة التي يعرفونه فيها يجعل بينه وبينه اية فيسجد كل موحد الا المنافقين فتعود ظهورهم فقارا واحدا طباقا واحدة لا لا تنتني. فقالوا هذا يدل على ان المنافق يرى ربه لكنه يمنع. ولا كان ليس فيه ليس فيه دليل صريح على انهم يرون ربه سبحانه وتعالى. ولا شك ان الذي دل في النصوص ان الذي يرى ربهم المؤمنون واما غيرهم فلا دلالة صريحة فيه الا من جهة التعليم. وهو المفهوم وهذا الدلو المفهوم يحتمل ويحتمل يحجبون مع علمهم وما يقع في قلوبهم بتشوقهم وتفطر قلوبهم على رؤية الله عز قلت يحجبون من ذاك الله عز وجل على كل شيء قدير يعلق قلوبهم به ويملأ قلوبهم شوقا اليه ثم بعد ذلك يحجبهم عن رؤيته هي المسألة الثانية اذا خلاصتها ان اهل الجنة مجمعون على رؤية مجمعون على رؤية الله لا على رؤيتهم لله عز وجل ومجمعون على ان اهل النار والفنانة من لا يروا ربهم سبحانه وتعالى وانما مجمعون ايضا على ان اهل الدنيا لا يرون ربهم ومختلفون في حال كونهم في العرصات هل يرون او لا يروا ربه سبحانه وتعالى. ذكر فائدة قوله وتفسيره على ما اراد الله وعلمه على ما اراد الله وعلمه. هذا المعنى يتعلق بحقيقة الصفات وكل الصفات وكيفياتها اما من جهة المعاني فان المسلم يعلم ما اراد الله عز وجل بما يسمعه من كلام الله سبحانه وتعالى فالله تكلم بلسان عربي مبين وافهمنا دلالة الخطاب فاذا اخبر الله عز وجل انه سميع بصير عرفنا من ذاك انه سميع بصير. اما مراد الله بتلك الايات من تلك الايات من جهة كيفياتها فنقول الله اعلم بها. ونؤمن بها على مراد الله عز وجل. اما ان نقول اننا لا نعلم المعاني ولا الكيفيات فهذا كقول المفوضة وهذا قول باطل في الحقيقة نقول نعلم نعلم حقيقة نعلم المعاني واما الكيفيات فنفوضها الى الله عز وجل وقد يقال في تفويض المعاني على معرفة حقيقة كمالها حقيقتي كمالها اما حقيقة معناها فنحن نعرف ذلك السمع نعرف انه لم يدرك المسموعات لم يدرك المبصرات هذا معروف ومعلوم عند من تكلم بلغة العرب وعرف لغتهم. فيكون معنى قوله وتفسيره على ما اراد الله وعلمه اي تفسير الرؤية في كيفيتها وكيف الله يرد يقول الله اعلم ونؤمن بها على مراد الله كما قال الشام امنت بالله جاء لله على مراد الله وامنت بمن رسول الله وما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الشافي مراده ان الذي جاء نؤمن به وان عقلنا معناه او عقلنا شيء من معانيه على خلاف ما اراده الله فيكون قولنا امنا على مراد الله وان اخطأنا فان ايمانا السابق هو ان نؤمن بما هو على مراد الله سبحانه وتعالى في اسماء وصفاته واحكامه حتى ان العالم لو لو اجتهد وفي حكم شرعي واخطأ بعد اجتهاده وقال له بما اراد الله في هذا الحكم فانه يؤجر على جهة اجتهاده لا على جهة لا على جهة اصابة يؤجر على انه اجتهد فيؤجر على الاجتهاد وعلى حرصه في الحق وان اخطأ الصواب وان اخطأ الصواب. افاد هنا ابن ابي العلم اما المتكلم ان المتكلم الذي يتكلم بكلام آآ الاصل في كلامه ان يتكلم بما يعرف بما يعرف المراد من كلام بامور الامر الاول يعني كيف نعرف مراد المتكلم؟ نقول نعرفه بامور. الامر الاول ان يصرح بما اراد. ان يصرح بما اراد. هذا المعنى الثاني ان يتلفظ بالفاظ ظاهرها يعرب يعرف من ظاهرها دون ان يذكر قرينة تصرف ذلك الظاهر اي شخص تكلم؟ قال اعطني ماء يطهر من هذا اي شيء اعطني ماء الا اذا قال صرفه بقرينه اعطني ماء من البحر. اخذ له عيش البحر الان؟ ان غير الماء الذي هو غير ايدينا. فالاصل انه اذا تكلم بكلام يفهم من ظاهره انه المراد لا ينصر لا ينصرف عن غيره الا اذا كان هناك قرينة فاصرف ذلك المال وهذا مراده ان الله سبحانه وتعالى تكلم بكلام لا من واظح بين بل من اوظح الكلام فالله سبحانه وتعالى كلام تميز بالفصاحة التي بلغت منتهاها التي بلغت منتهاها كلام الله عز وجل في غاية ومنتهى الفصاحة. وثانيا ان بيانه من اعظم بيان واوضحه واتمه هو اشمله فلا يحتاج من يعرظ عن كلام الله حتى يبين مراد الله عز وجل. وثالثا ان الاصل في الالفاظ التي تكلم الله عز وجل بها الحقائق ظاهر الحقائق والظاهر ولا يصرف هذا الحقيقة الا بقرية تدل على صرف ذلك المال والقائمة ان تكون من كلام الله نفسه او من رسوله صلى الله عليه وسلم. اما ان نعطل النصوص ونبطلها بتحريف المحرفين وتأويل الجاهلين ونحملها ما لم تحتمل فهذا من التحريف الذي ذمه الله بقول يحرك الكلمة عن مواظيعه عندما قال الله وكلم الله موسى تكليم عرفنا من مراد الكلام الكلام الحقيقي هو المعنى في اللغة العربية ثم اكد الكلام بقوله تكليما اي لا ينصف الذهن الى غير الكلام الحقيقي. وثالث اللم اتى بالالفاظ الظاهرة الواضحة البينة انه الكلام الذي يعرض ولم يأت بما يصرف ذلك اللفظ عن المعنى المراد ولا شك ان الله لو اراد وان يكلفنا بغير هذا لكان التكليف مما لا يطاق لكان التكلفة مما لا يطاق فان الاصل ان يخاطب بما نعقل وبما نعلم بما نعقل اما ان نحمل هذا النص ونقول ان معناه وكلم الله بمعنى جرحه باصابع الحكمة والانابيع العلم فهذا لا يعرفه حتى الانبياء صلوات الله وسلامه يرجو هذا المراد من كلام الله عز وجل. او ان يقول في قوله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة اما الى هو مفرد الاء يقول هذه لا تدعو لا تدل عليه لغة ولا يفهم من ظاهر الخطاب ان المراد به رؤية الله عز وجل. فهذا الذي نحى اليه المعتزلة والجهمية اهل الكلام هو تعطيل لنصوص الوحيين من من كلام الله وكلام بهذه بهذه انت بهذا التحريف الباطل والتأويل الضال الذي ضلوا به واضلوا به امة محمد صلى الله عليه وسلم. بعد ذلك ذكر مسألة تعارض العقل والنقل وتقدير العقل على النقل والنقل على العقل وهي مسألة كلامية بحتة فان اهل الكلام اهل الكلام متفق فيما بينهم على ضلال وباطلهم ان العقل يقدم على النقل. وان العقل والنقل اذا تعارظا فان النقل هو المقدم. ويحتج بان العقل هو الذي دل على النقل ان العقل هو الذي دل على النقل ولولا العقل ما عرفنا النقل وهذا كلام باطل رده ابن القيم في صواعقه للاكثر من تسعة وتسعين وجها رحمه الله تعالى. واد قالوا اوظح من ان يوضح ابطال هذا القول اوظح من ان يوضح او ان نقول لا بين العقل والنقل تعارض ابدا. لا يوجد تعارض بين النقل. وقد الف شيخ الاسلام كتابا عظيما شاملا واسعا سماه درء التعارض بين العقل والنقل وانه لا يوجد حكما شرعيا يعارض عقلا ولا عقلا يعارض نقلا فالارض فالعقل والنقل متفقان متوافقان غير مختلفين ها؟ نعم فاذا فاذا وجد تعارض اذا وجد تعارفه من جهتين اما من جهة ضعف النقل واما من جهة ضعف العقل اما من جهة ضعف النقل واما من جهة ضعف العقل. اما ان يكون العقل صريح والنقل صحيح فلا يكون التعارض ابدا. فلا يكون التعارض ابدا واما شبهتهم ان النقل هو الذي دل على العقل ان العقل هو الذي دل على النقل فهذا وان كان يسلم له في اصله لكنه ليس اه كقاعدة وامرا كليا يستدل به على ابطال النقل بالعقل. بل نقول كما قال ذلك الذي رد هذا القول قال قولوا مثل العقل مع النقل كمثل كمثل المقلد مع العامي كمثل مقلد مقلد مقلد سأل عاميا عن مسألة فدله على مفسد فدله على نفسه فعندما دل العامي هذا هذا المقلد على اللطف فان هل هو العقل؟ العقل اخبرنا ان هذا هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وان كلامه معصوم لا يأتيه الزلل يأتيه الباطل بين الريال والخمسة فان خالف العقل قال لا نقول انا انا اخالف هذا النقل نقول انت اثبت صحته ولا يلزم دلالتك عليه ان نبطل ما اثبته قبل ذلك. فعندما يأتي مقلب او يأتي عامي يقول الست الذي علمتك ان هذا نفسي فان اطعته خالفته يقول انت بقولك هذا وجدي اي شيء افكنا انه مقدم عليك لانك انت تتبه لنفسك اي شيء انك جاهل وانك امن. لا لا تعرف احكام الشريعة. فاذا عارضته فممن ينزل منزلة الجاهل يعارظ العالم فلا اترك قول العالم لقولك ايها الجاهل لانك انت الذي دللتني على العالم واضح؟ فنقول اثباتك انه عالم فدلك عليه انه عالم فانك يثبت لنا انك اذا خالفته وانت جاهل انك انك مخالف للحق معارض للحق واما قولك والباطل وانك جاهل لا يمكن ان يؤخذ او ان نأخذ بقولك. كذلك العقل مع النقل العقل وان قلتم ان هو الذي اثبت ان كلام الله الله هو ان كلام الله وكلام رسول الله هو الحجة والبيان. ثم خالته العقل نقول لا تقابل قوة النقل الذي الذي اخبرته انه هو الصحيح وان هو الذي تكلم به ربنا وكل به رسوله صلى الله عليه وسلم فمخالفتك له لا تعني تقديمك عليه. بل تدل على انك ناقص وانك جاهل وان الكلام الذي لا يأتيه الباطل ليل والديه ولا من خلفه هو المقدم وهو الذي يؤخذ به. والعقل مع النقل كالنور مع البصر. كالنور مع البصر. فكما ان البسط لا حكم له الا مع واضح؟ فكذلك العقل لا حكم له الا مع الشرع الاعمى عندما عندما يفتح عين الذي يغمم عينيه يفتح عينيه في ظلام هل يرى شيء؟ نعم. يقول لا يرى شيئا ابدا. وانما يرى اذا اشرقت نور الرسالة. وانارت نور النبوة. فان اذ يبصر العقل فالعقل مع النقل كالنور مع البصر. فالبصر تابع للنور وكذلك العقل تابع للنقل واما قول الراجي ان القواطع العقلية مقدمة على القواطع النقلية فهذا من ابطل الباطل واكذب الكذب بل عقل له حد حد حده الله عز وجل لا يتجاوزه ولا تثبت قدم العبد على الاسلام الا وجه التسليم لا لله عز وجل وهذا الذي ذكره بعد هذا ان معارض النصوص ومخالفتها بالعقول او بالاراء ان هذا من مما مما يقدح في اسلام العبد وتسليمه لامر الله عز وجل وانما يثبت وانما يثبت العبد عن الاسلام وتثبت قدمه الاسلام اذا استسلم لله عز وجل وانقاد له وسلم لاوامره واخذ الدين كله ودخل في السن كافة اما معارضته بنقل يعني معارضته بعقل بعقل الشاطح او بعقل الناقص او بعقده اراء هو وحجج وشبه باطلة فهذا من الزيغ الذي اخبر الله عنه انه في قلوب اولئك الذين ازال الله قلوبهم والله اعلم واحكم اللهم