العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين. قال الامام الطحال رحمه الله تعالى والمعراج حق وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة الى السماء ثم الى حيث شاء الله من العلا اكرمه الله بما شاء واوحى اليه ما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فصلى الله عليه في الاخرة والاولى. قال الامام ابن ابي العز الله تعالى المعراج افعال من العروج اي الاية التي يعرج فيها اي يصعد وهو بمنزلة السلم لكن لا نعلم كيف هو وحكمه كحكم غيره من المغيبات نؤمن به ولا نشتغل بكيفيته. وقوله قد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم بشخصية اليقظة اختلف الناس في فقير كان الاسراء بروحه ولم يفقد جسده نقله ابن اسحاق عن عائشة ومعاوية رضي الله عنهما ونقل عن الحسن البصري نحوه ينبغي ان يعرف الفرق بين ان يقال كان الاسراء مناما وبين ان يقال كان بروحه دون جسده وبينهما فرق عظيم. فعائشة ومعاوية رضي الله عنهما يقولا كان مناما وانما قال اسري بروحه ولم يفقد جسده صلى الله عليه وسلم وفرق ما بين الامرين. اذ ما يراه النائم قد كونوا امثالا مضروبة للمعلوم في الصورة المحسوسة فيراك انه قد عرج به الى السماء وذهب به الى مكة وروحه لم تصعد ولم تذهب وانما يا ملك الرؤيا ضرب له المثال فما اراد ان الاسراء كان مناما وانما اراد ان الروح ذاتها اسري بها ففارقت الجسد ثم عادت اليه ويجعلان هذا من خصائصه صلى الله عليه وسلم فان غيره لا تنال ذات روحه الصعود الكاملة الى السماء الا بعد الموت. وقيل كان الاسراء مرتين مرة يقظة ومرة مناما واصحاب هذا القول كانهم ارادوا الجمع بين حديث شريك وقوله ثم استيقظت وبين سائر الروايات وكذلك منهم من قال بل كان مرتين مرة قبل الوحي ومرة بعده ومنهم من قال بل ثلاث مرات مرة قبل الوحي ومرتين بعده وكلما عليهم لفظ زادوا مرة للتوفيق. وهذا يفعله ضعفاء اهل الحديث والا فالذي عليه ائمة النقل ان الاسراء كان مرة واحدة بمكة بعد البعثة قبل الهجرة بسنة وقيل بسنة وشهرين ذكره ابن عبد البر رحمه الله. فقال الشمع وقال الشيخ شمس الدين ابن القيم رحمه الله يا لهؤلاء الذين زعموا انه كان مرارا وكيف صاغ لهم ان يظنوا انه في كل مرة تفرض عليه الصلوات خمسين ثم يتردد بين ربه وبين موسى عليه السلام حتى تصير خمسة فيقول امضيت فريضتي وخففت عن عبادي. ثم يعيدها في المرة الثانية الى خمسين ثم يحطها الى وقد غلط الحفاظ شريكا في الفاظ من حديث الاسراء ومسلم اورد المسند منه ثم قال فقدم واخر وزاد ونقص لم يسرد الحديث فاجاد رحمه الله انتهى كلام الشيخ شمس الدين رحمه الله. وكان من حديث الاسراء انه صلى الله عليه وسلم اسري به بجسده في اليقظة في اليقظة على الصحيح من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى راكبا على البراق صحبة جبريل جبريل عليه السلام فنزل هناك توصلنا بالانبياء اماما وربط البراق بحلقة باب المسجد وقد قيل انه نزل ببيت لحم وصلى فيه ولا يصح عنه ذلك البتة. ثم به من بيت المقدس تلك الليلة الى السماء الدنيا فاستفتح له فاستفتح له جبريل ففتح له فرأى هناك ادم ابا البشر عليه السلام فسلم عليه فرحب به ورد عليه السلام واقر بنبوته ثم عرج به صلى الله عليه وسلم الى السماء الثانية فاستفتح له فرأى فيها يحيى بن زكريا عليه السلام وعيسى ابن مريم عليه السلام فلقيهما فسلم عليهما. فرد عليه السلام ورحبا به بنبوته ثم عرج به الى السماء الثالثة. فرأى فيها يوسف عليه السلام فرد عليه فرد عليه السلام ورحب به واقره بنبوته ثم عرج به الى السماء الرابعة فرأى فيها ادريس عليه السلام فسلم عليه ورحب به واقر بنبوته ثم عرج به الى السماء الخامسة فرأى فيها هارون ابن عمران عليه السلام فسلم عليه ورحب به واقر بنبوته ثم عرج به الى السماء السادسة فلقي فيها موسى عليه السلام فسلم عليه ورحب به واقر بنبوته. فلما جاوزه بكى موسى عليه السلام. فقيل له ما قال ابكي لان غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من امته اكثر مما يدخلها من امتي. ثم عرج به صلى الله عليه عليه وسلم الى السماء السابعة فلقي فيها ابراهيم عليه السلام فسلم عليه ورحب به واقر بنبوته ثم رفع صلى الله عليه وسلم الى سدرة المنتهى ثم رفع له البيت المعمور ثم عرج به الى الجبار جل جلاله وقدوة وتقدست اسماؤه فدنا منه حتى اذا كان قاب قوسين او ادنى فاوحى الى عبده ما اوحى وفرض عليه وفرض عليه خمسين صلاة. فرجع حتى مر على موسى قال بما امرت؟ قال بخمسين صلاة. فقال ان امتك لا تطيق ذلك. ارجع الى ربك فاسأله التخفيف لامتك. فالتفت اليه جبريل عليه السلام كأنه يستشيره في ذلك فالتفت اليه جبريل عليه السلام كأنه يستشيره في ذلك فاشار ان نعم ان شئت فعلى به جبريل عليه السلام حتى اتى به حتى بي اتى به الجبار تبارك وتعالى وهو في مكانه هذا لفظ البخاري في صحيحه وفي بعض الطرق وفي بعض الطرق فوضع عنه عشرا ثم نزل حتى مر بموسى عليه السلام فاخبره فقال ارجع الى ربك تسأله التخفيف فلم يزل يتردد بين موسى عليه السلام وبين الله تبارك وتعالى حتى جعلها خمسة فامره موسى عليه السلام رجوعي وسؤالي التخفيف فقال صلى الله عليه وسلم قد استحييت من ربي ولكن ارضى واسلم فلما نفذ نادى مناد قد امضيت فريضتي وخففت عن عبادي. وقد تقدم ذكر اختلاف الصحابة رضي الله عنهم في رؤيته صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل رأسه وان الصحيح انه رآه بقلبه ولم يره بعين رأسه وقوله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى وقوله ولقد رآه نزلة اخرى صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ان هذا في المرء جبريل رآه رآه مرتين في على صورته التي خلق عليها واما قوله تعالى في سورة النجم ثم دنا فتدلى فهو غير الدنو والتدلي المذكورين في قصة الاسراء فان الذي في سورة ودنو جبريل وتدليه كما قالت عائشة وابن مسعود رضي الله عنهما فانه قال تعالى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالافق الاعلى ثم دنا فتدلى. فالضمائر كلها راجعة الى هذا المعلم الشديد شديد القوي. واما الدنو والتدلي الذي الذي هو الذي في حديث الاسراء فذلك صريح في انه دنو الرب تعالى وتدليه. واما الذي في سورة النجم انه رآه نزلة اخرى عند المنتهى فهذا هو جبريل رآه مرتين مرة في الارض ومرة عند سدرة المنتهى. ومما يدل على ان الاسراء بجسده في اليقظة قوله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. والعبد عبارة عن مجموع الجسد والروح كما ان الانسان اسم لمجموع الجسد والروح هذا هو المعروف عند الاطلاق. وهو الصحيح فيكون الاسراء بهذا المجموع ولا يمتنع ذلك عقلا ولو جاز استبعاد صعود البشر لجاز استبعاد نزول الملائكة وذلك يؤدي الى انكار النبوة وهو كفر. فان قيل فما الحكمة في الى بيت المقدس اولا. فالجواب والله اعلم انه كان ذلك اظهارا لصدق دعوى الرسول صلى الله عليه وسلم المعراج. حيث سأله حيث سألته قريش عن نعت بيت المقدس فنعته لهم واخبرهم عن عيرهم التي مر عليها في طريقه. ولو كان عروجه الى السماء من مكة لما حصل ذلك اذ لا يمكن اطلاعهم على ما في السماء لو اخبرهم عنه. وقد اطلعوا على بيت المقدس فاخبرهم بنعته. وفي حديث المعراج دليل على ثبوت صفة العلو لله تعالى من وجوه لمن تدبره وبالله التوفيق. وقوله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الملح يتعلق بمسألة المعراج والاسراء. الاسراء برسولنا صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. والمعراج والعروج به صلى الله عليه وسلم. من المسجد الاقصى الى منتهى السماء السابعة الى ان اتى ربه سبحانه وتعالى. ومسألة الاسراء والمعراج ثابتة عند اهل السنة بالاتفاق وقد ذكرها الله عز وجل في كتابه قوله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله انما وقع خلاف بين اهل السنة في آآ عدد الاسراء والمعراج. وفي هل الاسراء كان بروحه صلى الله عليه وسلم وبجسده به او يقظة ومناما هذا خلاف وقع فيه بعض اهل العلم. والسبب في ذلك ما ذكره ابن ابي ما ذكره ابن ابي العز رحمه الله تعالى من حديث ابن اسحاق عن معاوية وعائشة انهما قال اسري بروحه ولم يسرى بجسده وهذا الاسناد اسناد اسناد منقطع وما ذكره ابن اسحاق عن عن عائشة وعن معاوية لا يصح عنهما رضي الله تعالى عنهما فحديث عائشة منقطع ولا يعرف من رواه عن ابن اسحاق وحديث معاوية ايضا فيه انقطاع وبل هو معضل فالراوي عن معاوية لم يدرك ولم يسمع منه شيئا فالحديث منكر عن معاوية وعن عائشة رضي الله تعالى عنها. واما من قال انه اسري به آآ مناما فاخذ بحي شريك بن عبدالله بن المنم الذي رواه البخاري في صحيحه ثم استيقظت وحديث شريك هذا قد اعله الحفاظ وخطوه في عشر مواضع من نقله لهذا الحي فالحيث رواه جمع من اهل العلم ولم يذكروا هذه الاخطاء التي اخطأ فيها شريك بن عبد الله وقد اخرج اخرج هذا الحي البخاري وذكره مسلم فقال فيه فزاد شيئا فزاد فزاد وقدم واخر ولم يذكر متن هذا الحديث لعلته رحمه الله تعالى فالصحيح ان رواية شريك بقوله ثم استيقظ انه لا يصح وقوله انه اسري بمرتين لا يصح وكل ما ذكره شريك في هذا الحديث من اخطاء تفرد بها فانها لا تقبل فانها لا تقبل. فقد اخطأ في عشر مواضع ذكرها الحافظ ابن الحجر في فتحه على هذا الحديث اذا القول الصاعد عند اهل السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم اسري بروحه وجسده. وهذا معنى قوله تعالى سبحان الذي اسرى بعبده. فالعبد لا يطلق عليه اسم العبد الا اذا اجتمع فيه الروح والجسد. لا يطلق عليه اسم العبد الا يجتمع فيه الروح والجسد هذا اولا. وثانيا ان الاسراء بالروح والجسد هو اكمل معجزة واكمل في الاعجاز. اذ اذ لو كان الاصابة بالروح لم تنكر قريش ذلك لان الانسان قد يبلغ بروحه مبلغ السماوات السبع وهو في فراشه ولم يكن في هذا يعني ما ينكر. فان النائم اذا نام خرجت روحه وسبحت في الافق وسبحت في ملكوت السماء ثم ترجع الى مكان صاحبها في ساعة او في دقائق تصل الى اعلى السماوات وتنزل. فلم يكن هذا محل اعجاز او او تعجب منكما تعجبوا واستغربوا ان يذهب الى الى الى الاقصى الى مسجد الى المسجد الاقصى ثم يعرج الى السماء السابعة ثم يرجع في ليلته انه موضع الاعجاز وهذا موضع التعجب منهم. فلذلك استنكروا هذه القصة واصبحت فتنة لبعض اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن لم لمن لم يرسخ ايمانه فقد فتن في هذه القصة خلط من كان مسلما مرتدا ثم منهم من ثبت ومنهم من رجع. المقصود ان الاسراء كان بالروح والجسد. المسألة الثانية الاسراء كان يقظة ولم يكن مناما. اما قول شريك في الحديث ثم استيقظ هي زيادة من كرة ولفظ منكر ولا يصعد وسلم قال ثم استيقظت وانما رجع الى فراشه. الامر الثالث ايضا ان الاسراء مرة واحدة مرة واحد ولم يتكرر وكان اسراءه صلى الله عليه وسلم قبل بعثته قيل بثلاث سنوات وقيل بسنتين وقيل بسنة وقيل بسنة وشهرين واقربهن لو كان قبل قبل هجرته وليس قبل بعثته ان الاسراء كان قبل الهجرة قيل بسنتين وثلاث وقيل بسنة واصح الاقوال انه كان قبل الهجرة بسنة واحدة ولم يشرى به قبل ذلك ولم يسرى به صلى الله عليه وسلم بعد بعد ذلك بروحه وجسده لم يصب صلى الله عليه وسلم مرة واحدة وهو عندما كان في مكة بيت ام هاني رضي الله تعالى عنها. هذه مسألتنا ذكر هنا في الحديث مسألة التدلي والدنو وذكر ابن ابي العز رحمه تعالى ان ان التدلي والدنو الذي في الاية ليس هو التدلي والدنو الذي في الحديث. اما التدلي والدني في الحديث فهي لفظة من كرة. وقد تفرد بها الشريك ابن عبد ابي نمر. والصحيح انها لا لا تثبت واما في الاية ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين او ادنى فهذا المراد به جبريل عليه السلام فهو الذي محمد صلى الله عليه وسلم فاوحى الى عبدي ما اوحى اي اوحى الى اوحى جبريل الى عبده محمد صلى الله عليه وسلم ما اوحى. اما التدني في الحديث فهو منفردات شريف ابن عبد الله وهو احد اخطائه التي تفرد بها رحمه الله تعالى. اذا خلاصة هذا المبحث ان ان المعراج حق. وان الاسراء حق. وقد رأى في معراجه انبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم ورأى منازلهم في السماوات فرأى ابني الخالة في السماء الثانية ورأى ادم في السماء الدنيا ورأى في السماء الثالثة وراء ادري في السماء الرابعة ورأى هارون في السماء الخامسة ورأى موسى في السماء السادسة ورأى إبراهيم في السماء السابعة بيت المعمور ورأى من ايات ربه الكبرى في ذاك المقام ورأى سدرة المنتهى ورأى وسميت المنتهى لانه ينتهي اليها ما عرج اليها وينتهي اليها ما من اعلى منها وهي مجمع بما يؤخذ وينزل الى الله سبحانه وتعالى. اذا هذه الايات التي رآها الرسول وسلم رآها حقيقة فرآها يقظة صلى الله عليه وسلم ثم رجع الى فراشه ولم ولم تذهب حرارة جسد على الفراش من قصر المدة التي التي ذهب فيها ورجع صلى الله عليه وسلم ولم يلقوا الانبياء بروح جسده الا عيسى عليه السلام رآه بروحه وجسده لان عيسى رفع الا وهو وهو حي عليه السلام فرآه محمد صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده وقد صلى بالانبياء اختلف هل صلى بهم باجساد وارواحهم او صلى بارواحهم فقط على قولين والاقرب انه صلى بهم بارواحهم واجسادهم وهذا اكمل في الاعجاز والله تعالى اعلم واحكم