بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد في باب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم وذكر احاديث منها قال حدثنا الحسن ابن الربيع قال حدثنا ابو الاحوص عن الاعمش عن ابي سفيان ويزيد عن انس رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث انس ابن مالك في باب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الدعوة المذكورة هنا دعوة كان كثيرا ما يدعو بها صلوات الله وسلامه عليه كما جاء ذلك في هذا الحديث وفي حديث ام سلمة وحديث عائشة وغيرها من الاحاديث التي تروى عنه صلى الله عليه وسلم فكان كثير الدعاء بهذه الدعوة يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وتارة يقول يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك حتى ان زوجه ام سلمة رضي الله عنها قالت كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت له يا رسول الله او ان القلوب لا تتقلب قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه وهذا المعنى مكرر في القرآن الكريم في ايات كثيرة كقوله تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فالامر بيد الله تبارك وتعالى وقلوب العباد بيده يقلبها كيف شاء ويصرفها كيف شاء سبحانه وتعالى ومن دعوات اولي الالباب المذكورة في القرآن ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب فهذه دعوة يجدر بكل مسلم ان يكون كثير الدعاء بها لا سيما مع كثرة الفتن وكثرة الصوارف وكثرة تقلب القلوب بسبب ما تلقى من فتن الدنيا وشهواتها وملذاتها وصوادها وصوارفها ونفس امارة بالسوء وقرناء وخلطاء يدعون الى الشر والى الفساد حتى قال بعض اهل العلم ليس العجب ممن هلك كيف هلك ولكن العجب ممن نجا كيف نجا لان المغريات والصوارف والصواد كثيرة جدا فيحتاج العبد ان يلجأ الى الله عز وجل لجوءا صادقا ويكثر من هذا الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا او ثبت قلبي على دينك يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة وهذا الحديث الذي ساقه المصنف عن انس ابن مالك قال فيه انس كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك جاء في بعض المصادر التي خرجت هذا الحديث كالترمذي وابن ماجه وغيرهما جاء فيه ذكر زيادة مهمة وهي ان انس قال للنبي عليه الصلاة والسلام لما سمعه يكثر من هذا الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. قال قلت يا رسول الله امنا بك وبما وبما جئت به فهل تخاف علينا امنا بك وبما جئت بك وبما جئت به فهل تخاف علينا وانتبه للسؤال العظيم قال نحن وجد منا الايمان بك صدقناك واعتقدنا ان دينك هو الدين الحق وامنا بما جئت به وانه الدين الحق الذي لا يقبل الله دينا سواه عرفنا ذلك واقتنعنا به وقبلناه ورضيناه واصبح هو ديننا فهل بعد ذلك تخاف علينا قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء والله عز وجل قال في القرآن في القرآن الكريم يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ولهذا المؤمن عنده احسان في العمل والعبادة وفي الوقت نفسه عنده خوف من تقلب القلوب وتغير الاحوال وتأثر وتأثير الفتن ونحو ذلك والمنافق والعياذ بالله عنده اساءة في العمل وامن من مكر الله كما قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين مساءة وامن جمع بين مساءة وامن حال المؤمن في ايمانه انه يجاهد نفسه دائما وابدا على كمال الايمان وبلوغ عالي رتبه ورفيعها وفي الوقت نفسه يخاف عبد الله بن ابي مليكة وهو من علماء التابعين يقول ادركت اكثر من ثلاثين صحابيا كلهم يخاف النفاق على نفسه كلهم يخاف النفاق على نفسه وهذا من كمال ايمانهم وكمال خوفهم وعلمهم ان الامور بيد الله سبحانه وتعالى ومن خاف على نفسه النفاق وهو يدرك خطورة النفاق وعواقبه يلجأ الى الله ان يعيذه من النفاق وان يعيذه من الشرك وان يعيذه من الكفر امام الحنفاء قال في دعائه واجنبني وبني ان نعبد الاصنام ربي انهن اظللن كثيرا من الناس ربي انهن اضللن كثيرا من الناس قال ابراهيم التيمي رحمه الله ومن يأمن البلاء بعد ابراهيم اذا كان امام الحنفاء خاف من البلاء وسأل الله عز وجل ان يجنبه الشرك وان يجنب بنيه الشرك وكان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول كل يوم بعد صلاة الصبح وفي المساء ثلاث مرات اللهم اني اعوذ بك من الكفر ومن الفقر واعوذ بك من عذاب القبر لا اله الا انت يتعوذ بالله اذا اصبح ثلاث مرات من الكفر واذا امسى ثلاث مرات من الكفر وجاء ايضا عند الامام البخاري وسيأتي معنا لاحقا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل قلنا يا رسول الله اوليس الشرك ان يتخذ مع الله ند وهو الخالق فقال والذي نفسي بيده لشرك فيكم اخفى من دبيب النمل اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره قالوا بلى قال تقولون اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم وتأمل في كل ما تقدم الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى في النجاة من هذه الاشياء من الشرك من الكفر من النفاق من البدع من المعاصي من الضلال لا يمكن ان تكون لك نجاة من هذه الاشياء الا اذا نجاك الله ولا يمكن ان تسلم منها الا اذا سلمك الله لان الله هو الهادي وهو الموفق وهو تبارك وتعالى الذي بيده ازمة الامور والقلوب التي في الصدور قلوب جميع الناس طوع تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى يصرفها كيف يشاء جل وعلا يصرفها كيف يشاء يا مقلب القلوب قلب يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مقلب القلوب تقلب القلوب بتقليبه هو سبحانه وتعالى يقلبها كيف يشاء عن علم وحكمة قال ثبت قلبي على دينك اي اكتب لقلبي ثباتا على الدين اكتب لقلبي ثباتا على الدين وسلامة من الفتن والتقلب وفي اللفظ الاخر قال يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك اي اجعل قلوبنا منصرفة الى الطاعة ومقبلة عليها ومحافظة عليها فهذه معاشر الاخوة الكرام دعوة عظيمة يحتاج اليها كل مسلم بل يحتاج ان يكثر منها وان يدعو بها كثيرا يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك وقوله على دينك فيه اقرار من السائل ان الدين الذي يخظع له ويمتثل وينقاد له دين الله عز وجل الذي انزله على رسله وانبيائه ورظيه دينا لعباده كما قال جل وعلا اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا وكما قال جل وعلا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه نعم قال حدثنا ادم قال حدثنا شعبة قال حدثنا رجل من اسلم يقال له مجزأة. قال سمعت عبد الله ابن ابن ابي اوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالبرد والثلج والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب ونقني كما ينقى الثوب الابيض من الدنس من فوائد الحديث المتقدم بطلان التألي على الله سبحانه وتعالى والتألي على الله يكون بالقول على الله بلا علم كان يقول قائل والله لا يغفر الله لفلان او والله لا يرحم الله فلانا وربما قيلت هذه الكلمة من بعض الناس عند عندما يرى شدة طغيان رجل من الرجال وشدة فساده واعراضه وصده عن دين الله ربما في مثل هذا المقام قال قائل فلان لا يغفر الله له او والله لا يرحمه الله او لا يدخله الجنة او نحو ذلك فهذا تألي على الله سبحانه وتعالى وقول على الله بلا علم والقلوب بيد الله يصرفها كيف يشاء قد يكون القلب من اشد القلوب طغيانا وانحرافا وظياعا وظلالا ويكتب الله سبحانه وتعالى له هداية وصلاحا وتحولا قد يكون بالامس من اكثر الناس واليوم من اقوى الناس ايمانا الامر بيد الله الامر بيد الله تبارك وتعالى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام قال في الحديث ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها قد يعيش انسان حياته كلها كافرا او يعيش حياته كلها فاسقا ويكتب الله عز وجل له هداية منه تفضلا وتكرما منه سبحانه وتعالى في اواخر حياته وفي اواخر ايامه واذكر ان احد الطلبة بشرنا قبل وقت عن اسلام جدته التي جاوزت التسعين سنة جاوزت التسعين سنة وحاولوا معها مرات وكرات يقنعونها لتسلم وكانت تأبى ثمان الله شرح صدرها للاسلام واسلمت وماتت بعد اسلامها بثلاثة ايام وماتت بعد اسلامها بثلاثة ايام فالامر لله من بعد ومن قبل قد يكون الرجل تسعين سنة كافر وثلاثة ايام مسلم بل قد يكون حياته كلها كافر ويكتب الله له اسلاما قبل وفاته بلحظات الامر بيده سبحانه وتعالى وقد اورد ابن كثير في تفسيره لقوله تبارك وتعالى سورة آآ الانعام اورد قول الله جل وعلا في الذين نعم اورد قول الله جل وعلا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون عند تفسير هذه الاية اورد حديثا في سياق مطول وجود اسناده في قصة رجل اتى يبحث عن النبي عليه الصلاة والسلام راغبا في الدين ثم انه وجد النبي صلى الله عليه وسلم وكان الرجل على دابته راكبا ولما لقي النبي عليه الصلاة والسلام طلبا منه ان يعلمه الدين ويعلمه الاسلام فكان الرجل على الدابة والنبي صلى الله عليه وسلم واقف فقال له النبي عليه الصلاة والسلام تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ذكر له اركان الاسلام فقال الرجل وهو فوق الدابة اقررت قال الرجل اقررت ثم دخلت اه قدم جمله في حفرة جرذان الفأر الكبير الارض التي يكون حفرها الجرذان تكون هشة فدخلت رجل الجمل في في حفرة او في ارض هشة للجرذان فسقط الرجل من على الناقة على رقبته ومات من ساعته فكان حياته كلها كافر ولم يكن منه الاسلام الا للحظات معدودة للحظات معدودة فقال النبي صلى الله عليه وسلم قوموا الى صاحبكم وجاء في بعض الروايات اذا اردتم ان تروا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فهذا منهم ولهذا اوردها ابن كثير عند تفسيره لهذه الاية وفي رواية قال اذا اردتم ان تروا الذين عملوا قليلا واجروا كثيرا فهذا منهم وجاء في بعض الروايات انه قال اني رأيت الملائكة تدس الفاكهة في فيه جاء في بعض الروايات انه قال اني رأيت الملائكة تدس الفاكهة في فيه فالشاهد ان الامر لله الامر لله تبارك وتعالى وهنا ايضا ينبغي ان يتنبه الى امر عظيما للغاية نبه عليه العلماء رحمهم الله يتعلق بقوله عليه الصلاة والسلام وان وان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها نبه اهل العلم ان هذا انما يكون في حق من في في قلبه داخلة سوء وخبيئة فساد اما الصادق مع الله لا يخذله الله الصادق مع الله في مناجاته والتجائه ودعواته وسؤاله لا يخذله الله ولا يكون من هؤلاء الذين يعملون بعمل اهل الجنة حتى لا يكون بينه وبينها الا ذراع في سبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار ولهذا قال اهل العلم لا يعلم وهذا من فضل الله من صح اعتقاده سلم ايمانه وصدق مع الله ان يخذل في اخر ايامه بل يثبته الله وهذا هو ما يدل عليه قول الله تعالى يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ولهذا جاء في بعض روايات هذا الحديث وهي ثابتة انه عليه الصلاة والسلام قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهذه الرواية مفسرة ومبينة قال فيما يبدو للناس اي اعمى يقوم باعمال اهل الجنة في ظاهره اما في باطنه وفي قلبه ففيه خبايا سوء وفيه شيء من الفساد والخلل فمن كان كذلك هو الذي يخشى عليه اما من كان صادقا مع الله تبارك وتعالى عظيم الالتجاء الى الله كثير الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فالله جل وعلا لا لا يخيب حال من كان كذلك نسأل الله لنا اجمعين ان يثبت قلوبنا على دينه والا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا وان وان يهب لنا من لدنه رحمة انه تبارك وتعالى الوهاب ثم اورد رحمه الله تعالى هنا حديث عبدالله ابن ابي اوفى وقد مر معنا قريبا عند المصنف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الارض جاء في صحيح مسلم ان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع ظهره من الركوع يدعو اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما شئت من شيء بعد اللهم طهرني بالبرد والثلج والماء البارد اللهم طهرني من الذنوب ونقني كما ينقى الثوب الابيض من الدنس والكلام على معنى هذا الحديث مر معنا في الدرس الماظي نعم قال حدثنا عبد الغفار ابن داوود قال حدثنا يعقوب بن عبدالرحمن عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن دينار عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما انه قال قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول وفجأة نقمتك وجميع سخطك ثم اورد رحمه الله تعالى حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك وفجاءة وفجأة نقمتك وفجأة نقمتك. ورد هذا ورد هذا وقوله اللهم اني اعوذ بك مر معنا معنى معنى الاستعاذة وهي وهي وانها التجاء الى الله جل وعلا وطلب حماية منه ووقاية قال اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك زوال النعمة اي ذهابها وقوله نعمتك مفرد مضاف يشمل كل نعمة والمعنى اي اعوذ بك يا الله ان تزول عني وتذهب عني النعم التي انعمت بها علي وهذا يتناول نعمة الاسلام ويتناول نعمة الصحة نعمة المال نعمة الولد يتناول كل نعمة اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك اي استعيذ بك والتجئ اليك يا الله من ان تزول عني النعمة ان تزول عني النعمة بذهابها وهذا فيه ان الله سبحانه وتعالى هو المعطي المانع القابض الباسط المعز المذل الخافظ الرافع الذي بيده ازمة الامور ولهذا جاء الالتجاء هنا اليه جاء الالتجاء الى من بيده ازمة الامور. اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك لان النعمة من الله فهو الذي يعطي وهو الذي يمنع وهو الذي يقبض وهو الذي يبسط وهو الذي يخفض وهو الذي يرفع ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده فالنعمة بيد الله سبحانه وتعالى والذي تفظل بالعطاء وجاد بالكرم والسخاء هو الذي بيده زوال النعمة ولهذا كما ان العبد مفتقر الى الله سبحانه وتعالى في جلب النعم وتحصيلها فهو فهو ايضا مفتقر الى الله سبحانه وتعالى في بقاء النعم وثباتها وحفظها وقد قال الله عز وجل واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم وهنا من اعظم اسباب بقاء النعم وثباتها ودوامها شكر المنعم وعدم كفرانه سبحانه ولهذا قال العلماء قديما عن الشكر قالوا هو الجانب الحافظ قالوا والشكر هو الجانب الحافظ الجالب اي للنعم المفقودة والحافظ اي للنعم الموجودة وقيل قديما النعمة اذا سكرت قرت واذا كفرت فرت بقاء النعمة وعدم زوالها لابد فيه من من شكر المنعم وهنا انبه من دعا بهذه الدعوة اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك لا بد من لا بد مع الدعاء من فعل الاسباب لابد مع الدعاء من فعل الاسباب فمن اراد لنعمته الا تزول لا يستعملها فيما يسخط الله لان فعل ما يسخط الله سبب لزوال النعم ضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة يأتيها رزقها من كل مكان يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف مما كانوا يصنعون ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس فالكفر كفران النعمة كفران النعمة من اسباب زوالها ولهذا من يقول اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك يجب عليه ان يستعمل النعمة في مرضاة الله لا يكتفي بالدعاء بل لابد مع مع الدعاء من بذل الاسباب لابد مع الدعاء من بذل الاسباب قال اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك تحول العافية اي انتقالها والعافية تشمل الصحة والقوة وسلامة البنية ووغير ذلك من المعاني قال واعوذ بك من تحول عافيتك اي ان تتحول عني العافية وتنتقل مني وتنتقل وهذا فيه ان هذا الامر بيد الله عز وجل ان هذا الامر بيد الله جل وعلا ولهذا جاء هذا الالتجاء اليه قال واعوذ بك من تحول عافيتك وفجأة نقمتك او فجاءة نقمتك والفجأة او الفجأة هو الذي يأتي بغتة هو الذي يأتي بغتة لا ان يأتي تدريجيا وانما يباغت الانسان بغتة قال وفجأة نقمتك اي واعوذ بك من فجاءة النقمة والنقمة هي العقوبة والنقمة العقوبة التي يحلها الله سبحانه وتعالى بالانسان النقمة اذا اذا كانت فجأة او مفاجئة لا يتسنى للانسان انابة او اصلاحا او رجوعا اذا ده اذا دهته العقوبة واهلكته بذنبه لا يتمكن ولا يكون عنده مجال ليستعتب ويرجع قال واو فجاءة نقمتك ثم جمع قال وجميع سخطك وجميع سخطك اي استعيذ بك يا الله من كل امر يسخطك وهذا يتناول التعوذ بالله جل وعلا من الاثام كلها والذنوب جميعها ومن كل امر يسخط الله جل وعلا وفي الحديث اثبات السخط صفة لله وان الله عز وجل يسخط ويغضب وهناك امور تسخطه وتغضبه جل وعلا والعبد هنا يتعوذ بالله من جميع سخطه اي من كل امر يوصل العبد او يفضي بالعبد الى اه ان ان يحل عليه سخط الله وغضبه نعم نعم العافية جزء من من النعم لكن هذا تخصيص بعد تعميم ويأتي كثير في في الدعوات العافية نعمة وهي من اعظم النعم لكن خصت الذكر دلالة على اهميتها قد مر معنا ان من انه لم يؤتى احد بعد اليقين خير من العافية النعمة قال فيها تحول نعمتك. زوال نعمتك نعم النعمة قال زوال نعمتك ذكر في النعمة الزوال قال زوال نعمتك وفي العافية قال تحول عافيتك النعمة يكون اخذها من من الانسان بزوالها منه بزوالها منه وعدم بقائها عنده واما العافية فيكون زوالها بالتحول بحيث يتحول حال من كان معافى الى من كان صحيحا الى المرض تحول في الحال فتتحول حاله من المرظي مثلا من الصحة الى المرظ من الغنى الى الفقر فهذا تحول من حال الى حال فامر العافية تحول من حالنا لا الى حال اما فيما يتعلق بالنعمة فيكون بزوالها اي قبضها عنه واخذها منه وعدم ابقاءها معه او اتلافها عليه اما فيما يتعلق بالعافية قال وتحول عافيتك لان الانسان المعافى اذا ابتلي بذهاب العافية تحولت حاله من عافية الى الى مرظ ومن غنى الى فقر وهكذا نعم قال رحمه الله تعالى باب الدعاء عند الغيث والمطر قال حدثنا خلاد بن يحيى قال حدثنا سفيان عن المقدام بن شريح بن هانئ عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأى ناشئا في افق من افاق السماء ترك عمله وان كان في صلاة ثم اقبل عليه فان كشفه الله حمد الله. وان مطرت قال اللهم سيبا نافعا ثم اورد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الدعاء عند الغيث والمطر الدعاء عند الغيث والمطر والغيث والمطر منة الله سبحانه وتعالى على عباده وهو الذي ينزل الغيث وينشر الرحمة يجري البركة ويخرج للناس من بركات الارظ الامر بيده وهو المتفظل بذلك والمنعم والامر بيده سبحانه وتعالى قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم تتعلق بالدعاء عند نزول الغيث بالدعاء عند نزول الغيث وبيان ايضا حاله عند انعقاد السحاب اورد المصنف عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأى ناشئا في افق من افاق السماء ترك عمله وان كان في صلاة اذا رأى ناشئا اي بدأت السماء ينعقد فيها السحاب وينشأ فيها السحاب في الافق وبدأ السحابي يجتمع واوزاعه تلتئم بعضها الى بعض ويكثر في السماء فكان عليه الصلاة والسلام اذا رأى ناشئا في افق من افاق السماء ترك عمله وان كان في صلاة ثم اقبل عليه ان يتأمل وينظر في تسخير الله جل وعلا وتدبيره وقدرته جل وعلا على جمع هذا السحاب وعقده ولمه قال ثم اقبل عليه فان كشفه الله حمد الله انكشفه الله حمد الله وان مطرت قال اللهم سيبا وفي رواية صيبا نافعا والسحاب عندما ينعقد لا يخلو من احد امرين اما ان يكون نعمة او يكون نقمة اما ان يكون نعمة او يكون نقمة وعقوبة كما قال الله سبحانه وتعالى فلما رأوه عارظا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارظ ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها. فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم. كذلك نجزي القوم المجرمين فالسحاب قد يكون نقمة كما هي الحال في هؤلاء القوم وقد يكون نعمة وكان عليه الصلاة والسلام اذا انعقد السحاب يتغير لونه يتغير لونه عليه الصلاة والسلام ويدخل ويخرج فاذا انقشع قال الحمد لله الحمد لله لانه قد يكون فيه عقوبة فاذا انقشع تكون صرفت صرفت عن عن الناس قال فاذا انقشع قال الحمد لله. واذا مطر انزل مطرا هطلت السماء بالمطر باذن الله قال اللهم صيبا او صيبا نافعا. والصيب المطر نافعا وهذا فيه ان المطر قد يكون نافعا وقد يكون ضارا فهو يسأل الله عز وجل ان يجعله نافعا وقوله اللهم صيبا او صيبا نافعا قوله سيبا نافعا منصوب بفعل ما مقدر محذوف تقديره يجعله اللهم اجعله اجعل هذا المطر الذي نزل صيبا نافعا اجعله مطرا نافعا اي غير ضار وقوله نافعا عام لم يخص نوعا من النفع ليشمل نفع الارظ ونفع النبات ونفع البهائم ونفع الناس حتى تروى الارض وتروى الدواب والاعشاب والناس فيعظم نفعه قال اللهم صيبا نافعا اي مطرا او عطاء نافعا وهذه دعوة يستحب ان يقولها المسلم عندما ينزل المطر عندما ينزل مطر وهو يهطل وينزل تدعو بهذا الدعاء تقول اللهم ثيبا او اللهم صيبا نافعا والمعنى اي اللهم اجعل هذا الخير وهذا العطاء وهذا المطر الذي اكرمتنا به وانزلته علينا اجعله نافعا لنا اي غير ضار وجاء في الصحيحين من حديث زيد ابن خالد رضي الله عنه آآ اه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية على اثر سماء من الليل. على اثر مطر ثم قال عليه الصلاة والسلام اتدرون ماذا قال ربكم اتدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر الله يقول اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فمن قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب ومن قال مطرنا بنوء كذا وكذا كذلك كافر بي مؤمن بالكوكب وهذا وهذا فيه بيان لاحوال الناس عندما ينزل المطر فمنهم وهم المؤمنون بالله اذا نزل المطر شعروا ان هذه نعمة الله وان هذا فضل الله سبحانه فقالوا معترفين له بالنعمة والفضل مطرنا بفظل الله ورحمته اي هذا المطر الذي نزل فظل الله علينا ورحمته سبحانه وهذا الذي ينبغي ان يقوله المسلم عندما ينزل المطر مستشعرا نعمة الله مطرنا بفظل الله ورحمته والكافر بالنعمة هو الذي يقول مطرنا بنوء كذا وكذا مطرنا بنوء كذا وكذا وقد ذكر العلماء ان القائل لهذه الكلمة مطرنا بنوء كذا وكذا لا يخلو من حالتين اما ان يقول مطرنا بنوء كذا وكذا وهو يعتقد ان المطر انزله النوء وسخره النوم ودبره النوم فهذا كافر كفرا اكبر ناقلا من الملة او ان يكون ذلك وهو يعتقد ان ان الذي انزل المطر هو الله لكنه اظاف نعمة النزول الى النوم اظاف نعمة النزول نزول المطر الى النوم فهذا يكون كفره كفران نعمة لانه نسب النعمة الى غير المنعم مع اعتقاده في قرارة قلبه انها نعمة الله لكنه نسبها الى غير المنعم وهذا يجري على السنة الناس كثيرا وهو من الشرك الاصغر مثل قول القائل لولا قائد السيارة لمتنا لولا دولة قائد السيارة ومهارته لمتنا او لولا قبطان السفينة لغرقنا او لولا مهارة سائق الطائرة لسقطنا او مثلا قولهم لولا البط الذي عندنا والكلب الذي عندنا لسرقنا اللصوص ونحو ذلك. هذا كله من كفران النعمة وهو من الشرك الاصغر ينسب النعمة الى هذه الاشياء مع علمه لو سألته وما حصل ما يقول لك لا الذي تفضل عليه بذلك هو الله. لكنه عند حدوث النعمة ينسبها الى ماذا الى ما جعله الله سببا او الى ما لم يجعله الله سببا وهنا ننتبه الى ان نزول المطر لم يجعل الله له سببا النوم ليس انه سبب لنزول المطر سبب نزول المطر افتقار الناس الى الله واحتياجهم اليه والتزاؤهم اليه ولهذا يأتي في الاحاديث وفي الاثار ان الناس يكونون في قحط شديد وفي جدب وفي حاجة ماسة ثم يجتمعون على الصلاة ويقبلون على الله بصدق فتنعقد السماء بالسحاب وتنزل الامطار فنزول المطر هو سببه حاجة الناس وافتقارهم الى الله والتجاؤهم اليه وطلبهم منه سبحانه وتعالى ولهذا يجب على على العباد اذا نزلت الامطار ان يعرف انها نعمة الله ويقول رأسا مطرنا بفظل الله ورحمته مطرنا بفظل الله ورحمته واذا نزل المطر يدعون بهذا الدعاء اللهم صيبا نافعا كما كان يدعو بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى باب الدعاء عند الموت قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن اسماعيل قال حدثني قيس قال اتيت خبابا رضي الله عنه وقد اكتوى سبعا وقال لولا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت به اه قال رحمه الله تعالى باب الدعاء عند الموت هكذا في بعظ النسخ وفي نسخ اخرى وهو الاصوب والاقرب باب الدعاء بالموت باب الدعاء بالموت اي دعاء الانسان على نفسه بالموت عندما تصيبه مصيبة وعندما ينزل به بلاء او يصاب بمرض وسقم يعاني منه ويشتد عليه المرض او يصاب بكرب وشدة وهول عظيم فلا يحتمله فيدعو على نفسه بالموت كأن يقول اللهم عجل بموتي او اللهم امتني او اللهم ارحني من الدنيا هذه الساعة او اللهم اخرج روحي او غير ذلك من الكلام فهذا الدعاء دعاء الانسان على نفسه بالموت لا يجوز لا يجوز والمصنف رحمه الله عقد هذه الترجمة باب الدعاء بالموت اي الدعاء على النفس بالموت مبينا ان هذا الدعاء لا يجوز لنهي النبي صلى الله وسلم عليه عن ذلك واورد هنا حديث خباب رضي الله عنه وانه اكتوى سبعا اي سبع مرات وكان يعاني من مرض واشتد به وعانى من المرظ معاناة شديدة وتعبا منه تعبا شديدا واكتوى لاجله سبع مرات ولا يزال يعاني فقال وهو في المعاناة لولا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت لولا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا ان ندعو بالموت لدعوت وهذا فيه حرص الصحابة رضي الله عنهم مهما كانت حالهم ومهما كان امرهم على التقيد بما جاء عنه وصح عنه صلوات الله وسلامه عليه فيقول لولا ان رسول الله نهانا ان ندعو بالموت لدعوت اي من الشدة التي آآ اصابته والالم الذي اصابه ونهيه عليه الصلاة والسلام عن الدعاء بالموت جاء في احاديث كثيرة عنه عليه الصلاة والسلام قال صلى الله عليه وسلم لا لا يدعون احدكم على نفسه قال الا يتمنين احدكم لا يتمنين احدكم الموت لضر مسه لا يتمنين احدكم الموت لضر مسه لا يتمناه اي لا يطلبه لنفسه ويرجو ويرجوه لنفسه ويدعو على نفسه به لضر مسه اي بسبب ضر مسه وان كان قال وان كان ولا بد فاعلا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي تفوظ الامر الى الله اذا اصيب الانسان بمصاب والم وكرب شديد ولم يحتمل لا يجوز له ان يقول اللهم امتني او اخرج روحي من جسدي ان كان ولا بد فاعلا فليدعو بهذا الدعاء اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي. يفوظ الامر الى الله سبحانه وتعالى وفي وفي بعظ الروايات انه عليه الصلاة والسلام قال او في بعظ الاحاديث انه قال لا يتمنين احدكم الموت ضر مسه فاما محسنا فاما محسن فيزداد او مسيء فيستعتب لا يخلو حال المصاب من من حال رجلين اما محسن فان كتب الله له حياة يزداد احسانا واما مسيء فيكون ذلك مجال له ليستعتب ويتوب ويرجع الى الله سبحانه وتعالى وقد مر معنا قريبا قصة سلمان الفارسي مع المريض الذي عاده ماذا قال له قال ان المرض اذا اصاب المؤمن يكون كفارة ومستعتبا يكون كفارة ومستعتب يكون للمؤمن كفارة ومستعتبا فالمؤمن اذا اصابته مصيبة فان فسح الله له في الاجل فهذا زيادة في الخير والثواب وو واما ايضا ان يكون مجالا له ليستب ويتوب ويرجع الى الله سبحانه وتعالى فالشاهد ان ان المسلم اذا اصيب بمصاب وبمرظ او بشدة او بكرب لا يحل له بحال ان يدعو على نفسه بالموت انتبهنا لا يجوز له بحال ان يدعو على نفسه بالموت فكيف والعياذ بالله بان يقتل نفسه وهو ما يسمى بالانتحار مجرد الدعاء على النفس بالموت لا يحل لا يحل لا يحل ان يقول اللهم امتني اللهم اهلكني اللهم لا يحل له ذلك فكيف بان يباشر قتل نفسه بنفسه وهذا يحصل لبعض الناس من الكفار ومن رقيق الدين وضعيف الايمان والاعتقاد اذا اصاب بكرب شديد وبشدة وبمصاب عظيم يقتل نفسه بطرائق كثيرة اما ان يعلق نفسه والعياذ بالله بحبل يشرق نفسه او العياذ بالله يحرق نفسه احراقا بالنار كحال احدهم جاء الى الى الى احدى المحلات واشترى منها البطانيات مجموعة ثم ذهب الى محل البنزين واشترى منه بنزيما ثم صب البنزين على البطانيات ثم لف نفسه داخل البطانيات ثم اشعل نفسه ثم اشعل على نفسه داخل البطانيات واحترق تماما لا يحل للانسان مهما كان مصابه ان يدعو على نفسه بالموت فظلا عن عن ماذا فضلا عن ان يقتل نفسه بل الواجب الصبر والدعاء والتفويض وسؤال الله جل وعلا وان كان ولابد فاعلا يدعو بهذه الدعوة اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي وقتل النفس والعياذ بالله يكثر عند اهل الكفر عند اهل الكفر ويكثر فيهم جدا حتى ان حالات الانتحار وقتل النفس تعد عندهم بشكل يومي باعداد كبيرة حتى ذكر ان دولة من دول الكفر فتح فيها مؤسسة او شركة فتح فيها مؤسسة او شركة لمن اراد ان ينتحر تسهيل مهمة المنتحرين ويأتي الى الى الشركة ويقول انا اريد ان انتحر يقولون عندنا عدة طرق للانتحار تريد بالاغراق تريد بالاحراق تريد بانواع ثم يكتب لهم الطلب ويقر بانه يريد الانتحار بالطريقة الفلانية ويدفع المقابل ثم يدفع لهم المقابل ثم تنهى حياته على ايديهم بالطريقة التي اختارها وعندهم ايضا اساليب جيدة ومراعاة بعظ الامور يعطونها ابرة بنج ويعطونها امور يعني يأخذون معها الامور فهذه حال والعياذ بالله والضياع ظياع الكفر وظياع الدين وهنا ايها الاخوة اقول والله ثم والله اننا نحتاج الى ان نحمد الله كثيرا ان هدانا لهذا الدين. والله انها لنعمة واكثر الناس لا يعرفون هذا اكثر الناس على وجه الارض لا يعرفون هذا والله حباك واكرمك ومن عليك وعرفك بهذه النعم وعرفك بهذا الخير ويسر لك هذه الهدايات ودلك الى هذا الخير العظيم فعرفت الايمان وعرفت الاخلاص وعرفت الله وعرفت ما يفعل وما لا يفعل. وهذا كله من نعمة الله عليك. قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينة ليخرجكم من الظلمات الى النور فهذه نعمة الله سبحانه وتعالى فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله نعم حديث خباب لعلكم تذكرون سبق ان مر معنا في باب متقدم باب باب من بنى اورده المصنف بلفظ اتم من هذا اللفظ وعاد هنا لمناسبته لهذه الترجمة نعم قال رحمه الله تعالى باب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبد الملك بن الصباح قال حدثنا شعبة عن ابي اسحاق عن ابن ابي موسى عن ابيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهذا الدعاء رب اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري كله وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي خطئي كله. وعمدي وجهلي وهزلي. وكل عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت انت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شيء قدير نعم قال حدثنا ابن المثنى قال حدثنا عبيد الله ابن عبد المجيد قال حدثنا اسرائيل قال حدثنا ابو اسحاق عن ابي بكر ابن ابي موسى وابو بردة احسبه عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في في امري وما انت اعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي. وخطأي وعمدي وكل ذلك عندي ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم وقد مر معنا قريبا ترجمة بهذا اللفظ جمع فيها قدرا طيبا من دعوات النبي عليه الصلاة والسلام ثم اعاد عقد الترجمة لجمع طائفة اخرى من دعواته عليه الصلاة والسلام وبدأ هذه الترجمة بحديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهذا الدعاء رب اغفر لي خطيئتي وجهلي واسرافي في امري كله وما انت اعلم به مني الى اخر هذا الدعاء وهذا فيه استغفار النبي عليه الصلاة والسلام كنا عرفنا قريبا ان صيغ الاستغفار تنوعت في احاديثه عليه الصلاة والسلام وجاءت بصيغ متعددة ومتنوعة وجاء في كثير منها التفصيل في ذكر ما يستغفر منه جاء في كثير منها التفصيل في ذكر ما يستغفر منه مثل اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما انت اعلم به مني ومثل اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنه فهذا فيه تفصيل فيما يستغفر منه ومقام الاستغفار يقتضي هذا التفصيل لانه مقام طلب اقالة العثرات وغفران الزلات والتجاوز عن الخطيئات واذا نظر العبد الى اخطائه وذنوبه وجد فيها القديم والحديث ووجد فيها القليل والكثير وجد فيها المعلن والخفي وجد فيها الخطأ والعمد والجد والهزل فيجد ان اخطائه متنوعة وكثيرة فيناسب في مقام الاستغفار ان يستحضر انواع اخطائه وذنوبه ويطلب من الله عز وجل ان يغفرها له ارأيت لو انك قلت في استغفارك اللهم اغفر لي ذنبي كله هكذا قلت اللهم اغفر لي ذنبي كله اليس يشمل هذا هذا الدعاء اللهم اغفر لي ذنبي كله اليس يشمل المتقدم والمتأخر المعلن المعلن والمسر آآ القديم والحديث يشمل ذلك كله اذا قلت اللهم اغفر لي ذنبي كله فانه يشمل ذلك كله لكن لما كان مقام الاستغفار مقام طلب اقالة عثرات وتجاوز عن زلات وكانت زلات الانسان منوعة قديمة وحديثة اشياء يذكرها واشياء لا يذكرها اشياء خفية واشياء معلنة فناسب مقام الاستغفار ان ينوع الانسان في استحضار ما يستغفر منه فان هذا ابلغ ولهذا جاء عنه عليه الصلاة والسلام في عدد من صيغ الاستغفار الثابتة عنه التنويع في ذكر ما يستغفر منه. لماذا حتى تستحضرها لا تكتفي بان تقول اللهم اغفر لي ذنبي كله بل تقول اللهم اغفر لي ما قدمت وانت تستحضر لك ذنوب قديمة وما اخرت تستحضر لك ذنوب حديثة ما اعلنت لك ذنوب معلنة ما اسررت لك ذنوب خفية رب اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله اخره سره تستحضر هذه المعاني التي تأتي على انواع الذنوب التي وقعت فيها وهذه الصيغة التي في حديث ابي موسى هي من هذا القبيل يفصل عليه الصلاة والسلام في ذكر ما يستغفر من وهو مناسب تمام المناسبة لمقام الاستغفار قال كان يدعو بهذا الدعاء رب اغفر لي خطيئتي وجهلي خطيئتي اي ذنبي هو الذنب الذي وقعت فيه وارتكبته واقترفته اغفر لي خطيئتي وجهلي اي ما فعلته من من الذنوب بسبب الجهل وكل معصية يقع فيها العبد فهي بجهالة كل معصية يقع فيها العبد فهي بجهالة اي بسبب جهله والا لو عرف الله حق المعرفة وما ينبغي لهم من الذل والطاعة والبعد عن المعاصي لما عصاه قال وجهلي واسرافي في امري كله الاسراف هو التجاوز والتعدي فيسأل الله عز وجل ان يغفر له اسرافه في امره والاسراف هو التجاوز والتعدي في الامر. قال وما انت اعلم به مني وهذا فيه اقرار العبد بعدم علمه بذنوبه كلها بل كثير من ذنوب العبد ينساها ينساها العبد ولكن الله عز وجل بكل شيء محيط وبكل شيء عليم ولهذا قال هنا وما انت اعلم به مني قد قال الله عز وجل احصاه الله ونسوه فالعبد يذنب ويخطئ وتمر الايام وينسى ولو سئل عن بعض اعماله في يومه ليس في اسبوعه ولا شهره ولا سنته في يومه ربما نسي ولو قيل لاحدنا ماذا فعلت الصباح اليوم؟ يمكن بعض ذلك ينساه فضلا عن الذي قبل سنة او سنتين او عشر سنين او عشرين سنة ينساه تماما لكن الله عز وجل يحصي ذلك كله وسيجد العبد ذلك كله حاضرا في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ولهذا يقول العبد وما انت اعلم به مني مقرا بان علم الله محيط بكل شيء احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا قال اللهم اغفر لي خطئي كله اللهم اغفر لي خطئي كله اي اغفر لي جميع اخطائي وزلاتي وعثراتي اللهم اغفر لي خطئي كله وعمدي وجهلي وهزلي اي ما كان مني من خطأ على على وجه العمد والقصد وما كان مني من الخطأ على وجه الجهل وما كان مني من الخطأ على وجه الهزل فكل ما كان مني من خطأ سواء كان عمدا او جهلا او هزلا اغفره لي وهذا فيه انواع الاخطاء التي تقع من الانسان منها ما يكون عمد ومنها ما يكون جهل ومنها ما يكون على وجه الهزل قال وكل ذلك عندي وهذا فيه ان ابن ادم فيه انواع الاخطاء نظير قوله عليه الصلاة والسلام كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون ثم قال اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت ما قدمت اي ما قدمت من الذنوب والاخطاء في سالف ايامي وماضي ازماني وما اخرت اي ما وقع مني من الذنوب في اوقاتي المتأخرة فيسأل الله عز وجل غفران ذنوبه المتقدمة والمتأخرة قول ما قدمت وما اخرت نظيره في دعاء اخر اوله واخره نظيره قوله في الاستغفار اوله واخره اي اولا اول ذنوبي واخر ذنوبي قال وما اسررت وما اعلنت اي ما وقع مني من الذنوب سرا وما وقع مني من الذنوب علانية وجهرا قال وما اسررت وما اعلنت انت المقدم وانت المؤخر اسمان لله انت المقدم اي تقدم من تشاء بهدايته وتوفيقه واسعاده وادخاله الجنة واقالة عثراته وانت المؤخر تؤخر من تشاء بابقائه على الضلال وعلى المعاصي والاثام وعلى التفريط في التوبة تؤخر من تشاء وهذا نظير قوله تعالى فان الله يظل من يشاء ويهدي من يشاء من هداه الله قدمه ومن اظله الله اخره والله عز وجل هو المقدم وهو المؤخر ولا يمكن ان تتقدم درجة الى الخير الا اذا قدمك الله ولا يمكن ان يتأخر الانسان درجة في الظلال او درجة في الظلال الا اذا اظله الله فالامر بيد الله سبحانه وتعالى قال انت المقدم وانت المؤخر وانت على كل شيء قدير وانت على كل شيء قدير اي ان قدرتك يا الله شاملة لكل شيء لا يعجزك شيء في الارض ولا في السماء ومن ذلكم اقالة ذنوبي وغفران اخطائي وزلاتي ويتوسل الى الله بانه المقدم وانه تبارك وتعالى المؤخر وانه عز وجل على كل شيء قدير بان يقيل عثرته ويغفر زلته ويتجاوز عن ذنوبه كلها المتقدمة منها والمتأخر ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى الحديث من طريق اخرى وهي اقصر من هذا اللفظ الذي مر معنا معا قال حدثنا ابو عاصم عن حيوة قال حدثنا عقبة بن مسلم انه سمع ابا عبد الرحمن الحبوري عن الصنابحي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال اخذ بيدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ قلت لبيك قال اني احبك قلت وانا والله احبك قال الا اعلمك كلمات تقولها في دبر كل صلاتك قلت نعم قال قل اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الدعاء العظيم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل يقول معاذ رضي الله عنه اخذ بيدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا معاذ قلت لبيك قال اني احبك انظر جمال هذا الرفق انظر جمال هذا الرفق وكمال هذا النصح من النبي عليه الصلاة والسلام ومعاذ رضي الله عنه من صغار الصحابة من صغار الصحابة ويقال في ترجمته حب رسول الله يقال في ترجمته حب رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذا من هذا الحديث لان النبي عليه الصلاة والسلام قال له اني احبك قال له اني احبك وتأمل هنا هذا الرفق في التعليم والبيان والتلطف وحسن التودد منه صلوات الله وسلامه عليه اولا اخذ بيده والاخذ بيد الصغير بلطف وبهدوء وبرفق يؤنسه ويفتح قلبه ويشرح صدره ويجعله يقبل على من اراد ان ان يحدثه ليس كحال بعظ المعلمين الذين فيهم عنف وفيهم قسوة نعم يأخذ بيد التلميذ لكن لكنها تبقى مصابة بالالام اسبوعا او اكثر من اخذ الاستاذ بيده يمسك يد الطالب بقوة ويضغط عليها بشدة ويدفع دفعا شديدا ويقول افعل كذا او اترك كذا هذا يغلق قلب الطالب يغلق قلب الطالب ويجعله ينقبض ولا يحب ما يقوله له يمسك يده بمسكة شديدة ويصيح الطالب الما من مسكت يده وقبظة يده ثم يقول له افعل كذا او لا تفعل كذا. هذا يغلق قلبه ففي طريقة لغلق القلب وطريقة لفتح القلب والذي كان يفعله عليه الصلاة والسلام هو فتح القلوب فتح القلوب بالرفق باللين بالكلمة الطيبة بحسن التودد هذا كان هديه عليه الصلاة والسلام حدثني احد الاشخاص والشيء بالشيء يذكر يقول عندما كنت طالبا في السنة الاولى من المرحلة الابتدائية كنت واقفا عند باب الفصل وجاء المعلم وعليه آآ جزمة اعزكم الله جديدة يمشي بها يقول وانا واقف عند باب الفصل والدرس ما زال سيدخل الان يقول فقال لي لماذا واقف والدرس دخل مقدمة الجزمة ضربني مع ساقي ضربني بمقدمة الجزمة مع ساقي ودخلت وانا في في غاية الالم في غاية الالم واصبحتم من تلك الساعة وانا اشد انسان يعني على وجه اكرهه هذا الانسان واذا رأيته لا اطيق رؤيته ماذا كان يظير مثل هذا الاستاذ ونظائره كثير؟ ان يأخذ هذا الطالب برفق مثل ما اخذ النبي يا معاذ اني احبك كلام لطيف يفتح القلب هذا الذي يحدثني يقول تخرجت من الجامعة القصة في اولى ابتدائي يقول تخرجت من الجامعة واصبحت مدرسا وبعد هذا العمر الطويل رأيت الاستاذ رأيت الاستاذ وذهبت اليه وسلمت عليه قلت تعرفني؟ قال لا. قلت انا تلميذك قال ما شاء الله تذكرني الى الان اكثر الطلاب ينسون؟ قلت لا انا ما انساك قلت له انا ما انساك انا قال ما شاء الله انت انت ما شاء الله ذكي ويمدحني يقول قلت لا ابدا انا ما انساك لكن انا احدثكم بما قال وفيه عبرة وفائدة قال لكن يا استاذ انا اريد ان اسألك سؤال اريد ان اسألك السؤال اي الحيوانات المعروفة بالرفس اي الحيوانات التي معروفة بالرفس قال ايش؟ قلت له لا انت اجب على سؤالي قال فقال لي الحمار يقول فاشرت اليه قلت له انت انت ما تذكر لما يقول غضبان انا هذا الكلام له اكثر من عشرين سنة فمثل هذه المعاملات السيئة التي تكون بعض المعلمين بعض الاساتذة يظن الاستاذ انه ضرب الطفل او الطالب وانتهت بينما تبقى هذه جمرة في في قلب الطفل يمكن الى ان يموت والاستاذ ينساها ينسى يضرب ويمشي ينسى لكن الطفل لا ينسى ففرق بين مثل هذه المعاملات وبين معاملة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في طرق تغلق القلوب وطرق تفتح القلوب وتشرح الصدور. وهذا كان هدي نبينا عليه الصلاة والسلام قال اخذ بيدي اي اخذ اخذا رفيقا لطيفا مؤنسا اخذ بيدي وقال يا معاذ ايظا يناديه باسمه لا لا يلقبه بالقاب الحيوانات مثل بعضهم ولا ايظا يا طفل او يا كذا او باسمي يا معاذ وهذا ايضا يؤنس الانسان لما تناديه باسمه يا معاذ قلت لبيك وهذا ايضا لطف الخطاب منه والاستجابة قلت لبيك قال اني احبك قال اني احبك وهذه تفتح القلب الى اخر درجة قال اني احبك قلت وانا والله احبك معاذ يقول قلت انا والله احبك وهذا فيه شاهد لما تقدم في في السنة ان الرجل اذا احب اخا له في الله يخبره بذلك والنبي عليه الصلاة والسلام احب معاذا واخبره احب معاذا واخبره وهذا ايضا فيه تواضع النبي عليه الصلاة والسلام ولطف خطابه صلى الله عليه وسلم وحسن نصحه ثم قال الا اعلمك كلمات تقولها في دبر كل صلاة؟ وايضا هنا انظر لطف الخطاب عندما تقول لصغير تعرظ عليه عرظا لا تأمره امرا الا اعلمك كلمات تقولها دبر كل صلاة هذا ايضا من لطف الخطاب قال الا اعلمك كلمات تقولها في دبر كل صلاة؟ قلت نعم اي علمني قال تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وقد اتت هذه الدعوة على الخير كله بمقام العبادة والخضوع لله تبارك وتعالى اتت على الخير كله وهي دعوة جامعة يستحب للمسلم ان يقولها دبر كل صلاة وهل يقولها بعد السلام او قبله؟ قولان لاهل العلم هل يقولها بعد ان يسلم او قبل ان يسلم قولان لاهل العلم منهم من اختار انها تقال قبل السلام ومنهم من اختار انها تقال بعد السلام وشيخ الاسلام ابن تيمية يختار انها تقال قبل السلام لان ما كان من الدعاء يكون قبل السلام وما كان من الذكر يكون بعد السلام قال قال تقول اللهم اعني ومعنى اعني اي امدني بعونك لان المعين هو الله ومر معنا قريبا انت المستعان لا قدرة للعبد على القيام باي امر من الامور واي مصلحة من المصالح الا اذا اعانه الله تبارك وتعالى قال اللهم اعني على ذكرك اي على ان اقوم بذكرك وان احقق الذكر لك على الوجه الذي يرضيك ووشكرك اي واعني على القيام بشكرك وعرفنا ان الشكر القلب اعترافا وباللسان حمدا وثناء وبالجوارح عملا بطاعة الله تبارك وتعالى فانت تسأل الله هنا ان يعينك على ذلك كله وقوله وحسن عبادتك لم يقل وعبادتك وانما قال وحسن عبادتك قال تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا وذلك لان العبادة لا تقبل الا اذا اتصفت بالحسن ولا تكون العبادة حسنة الا بشرطين ان تكون لله خالصة وان تكون لسنة النبي صلى الله عليه وسلم موافقة ولهذا جاء عن الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى انه قال بمعنى قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة واذا فقولك في هذا الدعاء وحسن عبادتك فيه سؤال الله الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ومما ينبه عليه هنا ان هذه الدعوة ليست مختصة بادبار الصلوات بل يشرع لك ان تقولها بادبار الصلوات المكتوبة وايضا يشرع لك ان تقولها دعاء مطلقا في الاوقات المختلفة لانه جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما معناه من اراد ان يبلغ في الدعاء فليقل اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فهذه دعوة تحرص عليها ادبار الصلوات المكتوبة وايضا تحرص عليها في الاوقات المختلفة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم اهمكم الله الصواب وفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هنا سؤال يقول ارجو من سماحتكم الافادة عن اداب قراءة القرآن الكريم وهيئة وهيئة وضعه بين يدي القارئ لما اشاهده من البعض في وضع المصحف في اوضاع لا تليق به من وضعه على الارجل او بالقرب منها او خلف القارئ اثناء تربعه هذا السؤال مهم وهذه الايام ايام اقبال عظيم على تلاوة كتاب الله عز وجل كما قال بعض السلف اذا دخل شهر رمظان فانما هو اطعام الطعام وتلاوة القرآن والحمد لله يكثر اقبال المسلمين على تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبر اياته وهذا الاخ السائل طرح هذا السؤال من باب النصيحة والتعاون على البر والتقوى لما يلاحظه على على البعض عند قراءة القرآن من الاخلال ببعض الامور التي ينبغي ان تراعى مع كتاب الله عز وجل والذي ينبغي على المسلم ان يتنبه له هنا ان كتاب الله عز وجل محترم وان له حرمة وله مكانة وينبغي ان يحافظ عليه يحافظ عليه في المصاحف لا يعبث بها ويحافظ عليه في في المصاحف فلا تمتهن ولا توضع في اماكن لا تليق بها اما عند الاحذية او قريبا منها او يوضع على الارض قد جاء في سنن ابي ابي داود لما طلب عليه الصلاة والسلام التوراة في قوله تعالى قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين طلب وسادة ووضع التوراة وهذا اخذ منه اهل العلم الى ان المصحف كلام الله عز وجل يرفع ولا يظعه الانسان على الارظ وفي المساجد خصص اه كراسي للمصاحف يوضع عليها المصحف ويرفع عليها فاحترام المصاحف والعناية بها وايضا الرفق في في في تقليب المصحف لان بعظ الناس ايظا اذا قلب المصحف يقلبه تقليبا يعرضه للتلف والتمزق وهذا كله امر لا ينبغي ان يكون عليه المسلم يمسك المصحف باحترام وبادب مع كتاب الله عز وجل الكتب كتب العلم كلها محترمة فكيف بكتاب الله سبحانه وتعالى فهذا الذي اشار اليها السائل آآ في في في سؤاله هو تذكير منه بهذا الامر العظيم فجزاه الله خيرا على اه نصحه وان كان وقع في خطأ اسأل الله عز وجل ان يغفره له لما ذكر في المقدمة قال نطلب من سماحتك هذه كلمة كبيرة جدا ولا تصلح الا العلماء الكبار لكن مثلنا نحن صغار الطلبة نسأل الله ان يغفر لنا ويتجاوز عنا وان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع مجيب وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد. جزاكم الله خيرا. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك