بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا يا رب العالمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى قوله وان محمدا عبده ورسوله ونبيه المجدون وان محمدا عبده المصطفى ونبيه المجتبى ورسوله المرتضى. قال الامام ابن ابي العز رحمه الله الاصطفاء والاجتباء والارتضاء متقارب المعنى. واعلم ان كمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله تعالى وكلما ازداد العبد وكلما ازداد العبد تحقيقا للعبودية ازداد كماله وعلى درجته ومن توهم ان المخلوق يخرج عن العبودية بوجه من الوجوه. وان الخروج عنها اكمل فهو من اجهل الخلق واضليهم. قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. الى غير ذلك من الايات وذكر الله وذكر الله نبيه صلى الله عليه وسلم باسم العبد في اشرف المقامات. فقال بذكر الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده وقال تعالى وانه لما قام عبد الله عبد الله يدعوه وقال تعالى فاوحى الى عبده ما اوحى وقال تعالى وان كنت في ريب مما نزلنا على وبذلك استحق التقديم على الناس في الدنيا والاخرة. ولذلك يقول المسيح عليه السلام يوم القيامة اذا طلبوا منه الشفاعة بعد الانبياء عليهم السلام. اذهبوا الى محمد عبد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فحصلت له تلك المرتبة بتكميل عبودية عبوديته لله تعالى. وقوله وان محمدا بكسر همزته عطفا على قوله ان الله واحد لا شريك له. لان الكل معمول القول اعني قوله نقول في توحيد الله. والطريقة المشهورة عند اهل الكلام والنظر تقرير نبوة في الانبياء بالمعجزات لكن كثيرا منهم لا يعرف نبوة الانبياء الا بالمعجزات. وقرروا ذلك بطرق مضطربة والتزم كثير منهم انكار خرق العادات لغير الانبياء حتى انكروا كرامات الاولياء والسحر ونحو ذلك. ولا ريب ان المعجزات دليل صحيح لكن لكن الدليل غير محصور في غير محصور في المعجزات. فان ان من يدعيها اصدق الصادقين او اكذب الكاذبين. ولا يلتبس هذا بهذا الا على اجهل الجاهلين. فالقرائن واحوالهما تعرب عنه او تعرب عنهما تعرف بهما والتمييز بين الصادق والكاذب له طرق كثيرة فيما دون دعوى النبوة. فكيف بدعوى النبوة وما احسن ما قال حسان رضي الله عنه لو لم يكن وفيه ايات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر. وما من احد ادعى النبوة من كذابين الا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشيطان عليه. ما لمن لمن له ادنى تمييز فان الرسول لابد ان يخبر الناس بالمأمور بمأمور ويأمرهم بمأمور ولابد ان يفعل امورا يبين يبين فيها صدقة والكاذب يظهر في نفسي ما يأمر به وما يخبر وما يخبر عنه وما يفعله ما يبين ما يبين ما يبين به كذبه وجوه كثيرة والصادق ضده بل كل شخصين ادعيا امرا احدهما صادق والاخر كاذب لابد ان يظهر صدق هذا وكذب هذا ولو بعد مدة عيد الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال عليكم بالصدق عليكم بالصدق فان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب حتى يكتب عند الله صديقا. واياكم والكذب فان الكذب يهدي الى الفجور وان ويهدي الى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. ولهذا قال تعالى هل انبئكم على من تنزل شياطين تنزل على كل افاك اثيم يلقون السمع واكثرهم كاذبون. والشعراء يتبعهم الغاوون. الم ترى انهم في كل وادي يهيمون وانهم يقولون ما لا يفعلون. فالكفار ونحوهم وان كانوا احيانا يخبرون بشيء من الغيبيات ويكون صدقا. فمعهم من الكذب والفجور والفجور ما يبين ان الذي يخبرون به ليس ليس ملكي وليسوا بانبياء. ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد قد خبأت لك خبيئا وقالت دخ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك يعني انما انت كاهن وقد قال للنبي صلى الله عليه وسلم يأتيني صادقه وكاذب وقال ارى عرشا على الماء وذلك هو عرش الشيطان وبين ان الشعراء ويتبعهم الغاوون والغاوي الذي يتبع هواه وشهوته. وان كان ذلك مضرا له في العاقبة. فمن عرف الرسول فمن عرف الرسول وصدقه ووفاءه ومطابقة قوله لعمله علم علما يقينا انه ليس بشاعر ولا كاهن والناس يميزون بين الصادق والكاذب بانواع من الادلة حتى في المدعي للصناعات والمقالات يدعي الفلاحة والنساجة والكتابة او علم النحو والطب والفقه وغير ذلك. والنبوة مشتملة على علوم واعمال لابد ان يتصف الرسول بها. وهي اشرف العلوم واشرف فكيف يشتبه الصادق فيها بالكاذب؟ ولا ريب ان المحققين على ان خبر الواحد والاثنين والثلاثة قد اقتنوا به من القرائن ما يحصل معه العلم الضروري كما يعرف رضا الرجل وحبه وبغضه وفرحه وحزنه وغير ذلك مما في نفسه بامور تظهر على وجهه قد لا يمكن التعبير عنها. كما قال تعالى ولو نشاء لاريناكم في الارض تهم بسيماهم ثم قالوا لتعرفنهم في لحن القول. وقد قيل ما اصر احد سيريرة الا اظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه. فاذا كان المخبر وكذبه يعلم بما يقترن به من القرائن. فكيف بدعوة المدعي انه رسول الله؟ كيف كيف يقرأ صدق هذا؟ من كذبه؟ وكيف لا يتميز الصادق من ذلك في ذلك من الكاذب بوجه من الادلة. ولهذا لما كانت خديجة رضي الله عنها تعلم من النبي صلى الله عليه وسلم انه الصادق البار. قال لها لما جاءه اني قد خشيت على نفسي فقالت كلا والله لا يخزيك الله ابدا. انك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكلب وتقضي الضيف وتكسب المعدوم تعينه على نوائب الحق فهو لم يخفى فهو لم يخف من تعمد الكذب فهو يعلم من نفسه صلى الله عليه وسلم انه لم يكذب وانما خاف ان يكون قد عرض له عارض سوء وهو المقام الثاني فذكر خديجة ما ينفي هذا وهو ما كان مدبولا عليه من مكارم الاخلاق ومحاسن الشيم. وقد علم من سنة ومن سنة الله ان ان من جبله على الاخلاق المحمودة ونزهه عن الاخلاق المذمومة فانه لا يخزيه. وكذلك قال النجاشي لما استخبرهم عما يخبر به. واستقرأهم القرآن فقرأوا عليه ان هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة وكذلك ورقة ابن نوفل لما اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما رآه وكان ورقة قد تنصل وكان يكتب الانجيل بالعربية فقالت له خديجة اي اسمع من ابن اخيك ما يقول فاخبره فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى فقال هو فقال هذا هو الناموس الذي كان يأتي موسى وكذلك هرقل ملك الروم فان النبي صلى الله عليه وسلم لما كتب اليه كتابا يدعوه فيه الى الاسلام. طلب من كان هناك من العرب وكان ابو سفيان قد قدم في طائفة من قريش في تجارة الى الشام. وسألهم عن احوال النبي صلى الله عليه وسلم. فسأل ابو سفيان وامر الباقين ان كذب ان يكذبوا فصاروا بسكوتهم موافقين له في الاخبار. سألهم هل كان في ابائه من مال من ملك؟ فقالوا لا. قال هل هل قال هذا القول احد قبلك؟ قالوا لا وهودوا نسب فيكم؟ فقالوا نعم. وسالم هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقالوا لا. ما جربنا عليه كذبا. وسألهم هل اتبعه ضعفاء الناس ام اشرافهم ان الضعفاء اتبعوه وسألوا هل يزيدون ام ينقصون فذكروا انهم يزيدون؟ وسألهم هل يرجع احد منهم عن دينه سخطة له بعد ان يدخل فيه؟ فقالوا لا. وسألهم هل قاتلتموه فقالوا نعم وسألوا عن الحرب بينهم وبينهم فقالوا يدال علينا مرة وندال عليه اخرى. وسألهم هل يغدر؟ ذكروا انه لا يغدر. وسألهم بماذا يأمركم؟ فقالوا يأمرون ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وانهانا عما كان يعبد اباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. وهذه اكثر من عشر مسائل ثم بين لهم ما في هذه من الادلة فقال سألتكم هل كان من اباء في ابائه من ملك؟ فقلتم لا. قلت لو كان في ابائه ملك لقلت رجل يطلب ملك ابيه. لو سألتكم هل كان هذا القول فيه هل قال هذا القول فيكم احد قبله فقلتم لا فقلت لو قال لو قال هذا القول لو قال هذا القول احد قبله لقلت رجل ائتم بقول قيل قبله وسألتكم هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال؟ فقلتم لا. فقلت فقلت لقد علمت انه لم يكن ليدع الكذب على الناس ثم يذهب فيكذب على الله. وسألتكم وضعفاء الناس يتبعونه او اشرافهم فقلتم ضعفاؤهم وهم اتباع الرسل يعني في اول امرهم ثم قال وسألتكم هل يزيدون ام ينقصون؟ فقلتم بل يزيدون وكذلك الايمان حتى يتم وسألتكم هل يرتد احد منهم عن دينه سقطة له بعد ان يدخل فيه؟ فقلتم لا وكذلك الايمان اذا خالطت بشاشته القلوب لا يسخطه احدا لا يسخطه احد وهذا من اعظم علامات الصدق والحق. فان الكذب والباطل لابد ان ينكشف في اخر الامر. فيرجع عنه اصحابه ويمتنع عنه من لم يدخل فيه. والكذب لا يروج الا قليلا ثم ينكشف وسألتكم كيف الحرب بينكم وبينه؟ فقلتم انها دول وكذلك الرسل تبتلى وتكون العاقبة لها. قال وسألتكم هل يغدر؟ فقلت تملأ وكذلك الرسل لا تغضب وهو لما كان عنده من علمه بعادة الرسل وسنة وسنة الله وسنة الله فيهم انه تارة ينصرهم وتارة يبتليهم وانهم لا يخبرون علم ان هذا ان هذه علامات الرسل وان سنة الله في الانبياء والمؤمنين ان يبتليهم بالسراء والضراء لينالوا درجة الشكر والصبر كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء الا كان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن. ان اصابته السراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. والله تعالى قد بين في القرآن ما في ادانة العدو عليهم يوم احد من الحكمة. من الحكمة فقال ولا تهنوا ولا تحزنوا انتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. الايات الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على سنته في خلقه وحكمته التي بهرت العقول. قال وسألتكم عما يأمر به فذكرتم انه يأمركم ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. ويأمركم بالصلاة والزكاة والصدق والعفاف والصلة وينهاكم عما كان يعبد اباؤكم وهذه صفة النبي وقد كنت اعلم ان نبيا يبعث ولم اكن اظنه منكم ولوجدت اني اخلص اليه ولولا ما انا فيه من الملك لذهبت اليه وايكم ما تقولوا حق فسيملك موضع قدمي هاتين وكان المخاطب بذلك ابو سفيان وكان المخاطب بذلك ابو سفيان ابن حرب هو وحينئذ كافر من اشد الناس بغظا وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم قال ابو سفيان ابن حرب فقلت لاصحابي ونحن خروج. لقد امر عمرو بن ابي كبشة انه ليعظمه ملك بني الاصفر. وما زلت موقنا بان امر النبي صلى الله عليه وسلم سيظهر حتى ادخل الله عليه الاسلام وانا كاره. ومما ومما ينبغي ان يعرف ان ما يحصل في قلبي ان ما يحصل ان ما يحصل في قلبي بمجموع امور قد لا يستقل بعضها ببعض بل ما يحصل لانسان من شبع ولي وشكر وفرح وغم بامور مجتمعة لا يحصل ببعضها لكن لكن ببعضها قد يحصل بعض الامر وكذلك العلم بخبر من الاخبار فان خبر الواحد يحصل للقلب نوع ظن ثم الاخر يقويه الى ان ينتهي الى العلم فيتزايد ويقوى وكذلك الادلة على الصدق والكذب ونحو ذلك. وايضا فان الله سبحانه ابقى في العالم الاثار الدالة على ما فعله بانبيائه والمؤمنين من الكرامة وما فعله بمكذبيه من العقوبة كتواتر الطوفان واغراق فرعون وجنوده ولما ذكر سبحانه قصص الانبياء نبيا بعد نبي في سورة الشعراء كقصة موسى وابراهيم ونوح ومن بعده يقول في اخر كل قصة ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم. وبالجملة في العلم بانه كان في الارض من يقول انه رسول الله وان اقواما اتبعوهم وان اقواما خالفوهم وان الله نصر الرسل والمؤمنين وجعل العاقبة لهم وعاقبة اعدائهم هو من اظهر العلوم المتواترة ونقل اخبار هذه الامور يظهر واوضح من نقل اخبار من مضى من الامم من ملوك الفرس وعلماء الطب كبقراط وجيلان وجيلانوس وبطل وسقراط وافلاطون وارسطو واتباعه. ونحن اليوم اذا علمنا بالتواتر من احوال الانبياء واوليائهم واعدائهم علمنا يقينا انهم كانوا صادقين بالحق من وجوه متعددة من انهم اخبروا الامم بما سيكون من انتصارهم وخذلان اولئك وبقاء العاقبة لهم. ومنها ما احدثه الله لهم من نصرهم واهلاك عدوهم. اذا عرف الوجه الذي حصل عليه كغرق فرعون وغرق قوم نوح وبقية احوالهم عرف صدق الرسل ومنها ان من عرف ما جاء به الرسل من الشرائع بان ما جاء به الرسل من الشرائع وتفاصيل احوالها تبين ان لا تبين له انهم اعلم الخلق وانه لا يحصل مثل ذلك من كذاب جاهل وان فيما جاءوا به من الرحمة والمصلحة والهدى والخير ودلالة الخلق على ما ينفعهم ومنع ما يضرهم ما يبين انه لا يصدر الا عن راحم بر نقصد غاية الخير والمنفعة للخلق ولذكر دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من المعجزات وبسطها ولذكر دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من المعجزات وبسطها موضع اخر وقد افردها الناس بمصنفات وغيره بل انكار رسالته صلى الله عليه وسلم طعن في الرب تبارك وتعالى ونسبته الى الظلم والسفه والسفه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا بل جحد للرب بكل وانكار وبيان ذلك انه اذا كان محمد عندهم ليس بنبي صادق بل ملك ظالم فقد تهيأ له ان يفتري على الله ويتقول عليه ويستمر ويستمر حتى تحلل حتى يحلل ويحرم ويفرض الفرائض ويشرع الشرائع وينسخ الملل ويضرب الرقاب ويقتل اتباع الرسل وهم اهل الحق ويسبي نساءهم ويغنم اموالهم وديارهم ويتم له ذلك حتى يفتح الارض وينسب ذلك كله الى امر الله له به ومحبته له والرب تعالى يشاهده وهو يفعل باهل الحق وهو مستمر في رأي عليه ثلاثا وعشرين سنة. هو مع ذلك كل كل وما هو مع ذلك كله يؤيده وينصره ويعلي امره. ويمكن له من اسباب النصر الخارجية عن البشر وابلغ من ذلك انه يجيب دعواته ويهلك اعداء اعداءه ويرفع له ذكره وهذا هو عندهم في غاية الكذب والافتراء والظلم فانه لا اظلم ممن كذب على الله وابطل شرائعه انبيائه وبدلها وقتل اولياءه واستمرت نصرته عليه واستمرت نصرته عليه عليه دائمة. والله تعالى يقره على ذلك ولا يأخذ منه اليمين ولا يقطع منه الوتين فيلزمهم ان يقولوا لا صانع للعالم ولا مدبر فلو كان له مدبر قدير حكيم لاخذ على يديه ولقابله اعظم مقابلة وجعله نكالا للصالحين اذ لا يليق اذ لا يليق بالملوك غير ذلك. فكيف بملك الملوك واحكم الحاكمين؟ ولا ريب ان الله تعالى قد رفع له ذكره واظهر دعوته والشهادة له النبوة على رؤوس الاشهاد في سائر البلاد. ونحن لا ننكر ان كثيرا من الكذابين قام في الوجود وظهرت له شوكة. ولكن لم يتم امره ولم تطل مدته. اذا سلط الله عليه رسله باعهم فقطعوا دابرهم فقطعوا دابره واستأصلوه. هذه سنة الله التي قد خلت من قبل. اتينا الكفار يعلمون ذلك قال تعالى ان يقول الشامي يقولون شاعر نتربص قلت رب صوفاني معكم من المتربصين. افلا تراه يخبر ان كماله وحكمته وقدرته تأبى ان يقر من تقول عليه بعض الاقاويل بل لابد ان يجعله عبرة فلعباده كما جرت بذلك سنته في المتقولين عليه. وقال تعالى ان يقولوا نفترى على الله كذبا. فان يشاء الله يختم على قلبك. وهنا انتهى جواب الشرط ثم اخبر خبرا جازما غير معلق لانه يمحو الباطل ويحق الحق وقال تعالى وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء. فاخبر سبحانه ان فاخبر سبحانه ان من نفى عنه الارسال والكلام لم يقدروا حق قدره. وقد ذكر وقد ذكروا فروق بين النبي والرسول. واحسنها ان من نبأهم الله بخبر السماء ان امره ان امره ان يبلغ غيره فهو نبي الرسول وان لم يأمره ان يبلغ غيره فهو نبي وليس برسول. فالرسول اخص من النبي فكل رسول نبي وليس كل كل نبي رسول وليس كل نبي رسولا ولكن الرسالة اعم من جهة نفسها فالنبوة جزء من الرسالة اذ الرسالة تتناول النبوة وغيرها بخلاف فانهم لا يتناولون الانبياء وغيرهم بل الامر بالعكس فالرسالة اعم من جهة نفسها واخص من جهة اهلها وارسال الرسل من اعظم نعم الله على خلقه وخصوصا محمدا صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين. وقال تعالى وما ارسلناك الا رحمة للعالمين. يقول الصحابي رحمه الله تعالى الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر في هذا الفصل ما يتعلق محمد صلى الله عليه وسلم. وذكر في هذا صفات للرسول صلى الله عليه وسلم اول هذه الصفة اول هذه الصفات انه صلى الله عليه وسلم عبدا رسولا. ووصفه بالعبودية ليبين انه بشر وانه عبد لله عز وجل لا يرتقي الى منزلة الالوهية وتخصيصه بهذا بهذا الوصف ليرد على كل مبطل مبتدع ضال انزل رسول الله صلى الله عليه ان منزلة الاله كما هو حقيقة الصوفية والخرافيين والمبتدعة الذين الهوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلوه مالكا لشيء من النفع وجعلوه يعلم الغيب ويعلم السر واخفى ويعلم ويستطيع ان يجيب دعوة الداعي يرفع الضر عن المضرورين فاشركوا بالله عز وجل في رسوله صلى الله عليه وسلم. فبين انه عبد الله سبحانه وتعالى ذكر وصفه بالعبودية في اشرف مواضع النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا في مقام الاسراء بقوله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. وذكر في مقام الدعوة وانه لما قام عبد الله يدعوك وذكره في مقام الوحي فاوحى الى عبده ما اوحى وهذه رفض غابات الرسول صلى الله عليه وسلم الاسراء والدعوة والايحاء. فهو عبد صلى الله عليه وسلم واذا قال لا تطروني كما اطرت النصارى انما يقول عبد الله ورسوله. ومع وصفه بكونه عبدا صلى الله عليه وسلم فهو مرتضى المصطفى. فهو خيرة خلق الله عز وجل. وهو الذي رضي الله عنه وارضاه واصطفاه على سائر خلقه صلى الله عليه وسلم. هذه الصفة الاولى. ثم ذكر ما يتعلق بمسألة نبوته وبعثته ايوا دلالة صدقه اولا دلالة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا. فمنها الايات والمعجزات التي انزلها الله عز عز وجل عليه صلى الله عليه وسلم. فاعظم المعجزات التي انزلها الله على رسوله معجزة القرآن الذي يتلى الى قيام الساعة وفي هذا القرآن من البيان والفصاحة ما اعجز العرب مع كمال فصاحتهم وقوة بلاغتهم وسعة آآ لغتهم ومع ذلك تحداهم الله عز وجل واعجزهم بهذا القرآن. وهذا القرآن فيه مذهب ومن قبلنا وخبر من بعدنا. وفيه اخبار كثيرة تدل على ان الذي اتى به رسول من عند الله عز وجل. فان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف بالقراءة ولا يعرف بالاخذ عن عن اهل الكتاب وانما كان نبي امي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ ولا يكتب وكان يتيما في حجر ابيه وفي حجر عمه ثم قبل ذاك في حجر جده ثم انتقل الى حجر عمه ابي طالب ثم بعد ذلك ترعرع في في مكة يرعى الغنم على قراريط حتى اصبح تاجرا وهو لا يقرأ ولا يكتب ولا شعره بشيء من هذه الدعاوى حتى انزل الله عز وجل عليه جبريل في غار حراء فاخبره بانه نبي فاخبر الناس بان الله بعث وارسله فهذا من اعظم الادلة على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حيث انه يخبر باخبار قديمة قد وقعت من من اخبار قوم عاد وثمود وهود وموسى وعيسى وغيره من الامم السابقة التي لا يعلمها الا نبي. الامر الثاني اخباره ايضا بما سيكون. في المستقبل من حوادث وقد وقعت كما اخبر صلى الله عليه وسلم فهذا من دلالة على نبوته. من معجزات ايضا صلى الله عليه وسلم ما كان الحجر يسبح في يده. فكان في يأخذ الحجر فيسمع تسبيحه في يد وكذلك الطعام كان يسبح في يد النبي صلى الله عليه وسلم. من ذلك ايضا من ذلك ايضا ان الله عز وجل فلق له القمر وشق له القمر حتى رآه الناس انفلق فلقتين وانشق شقين شقة عن يمين وشقة عن يسار ومن ذلك ايضا صلى الله ان كان الماء ينبع من بين اصابعه ويضرب الارض فيخرج الماء وكل هذا من دلالات ومعجزات نبينا صلى الله عليه وسلم كذلك من المعجزات التي هي تدل على صدقه وعلى صدق نبوته صلى الله عليه وسلم. اولا ما تميز به من صدق اللهجة والامانة. ولا شك ان من اعظم ان يكذب على مخلوق لا شك انه لا شك انه اعظم تعاون يكذب على الخالق. فمن استحى ان يكتب على مخلوق لا شك انه لا يكذب على ربه وعلى مولاه كما قال حسان ان لو لم يأتي به بينة لكانت بديهته دالة على ذلك. اي بديهته ومنطقه وخبره صلى الله عليه وسلم يدل على ان نبي يدل على انه نبي. ثم ثم انظر الى حال حاله مع قومه. فالنبي صلى الله عليه وسلم نصره الله وايده. وايده بالمعجزات والقوة ولا شك ان الذي يكذب الرسول صلى الله عليه وسلم فانه يتهم الله بالسفه. ويتهم الله بالظلم. لان هذا النبي وهذا الرسول يدعي انه مرسل عند الله عز وجل وان الله بعثه وارسله وهو يغير شرائع الانبياء التي قبله وينسخها ويأمر وينهى ويحلل ويحرر ويخبر على الله عز وجل بان الله هو الذي امره بذلك. ثم الله سبحانه وتعالى لا يأخذه اخذ عزيز مقتدر. ولا ينتقم منه بخلاف من كان قبله من ادعياء النبوة فان الله عز وجل لم يبقي طاغوتا ولا كافرا ادعى الوهية او ادعى ربية او افترى على الله عز وجل الا واخذه ربنا سبحانه وتعالى فكيف هذا النبي يأتي ويدعي النبوة والرسالة وانه يحلل ويحرم ثم بعد ذلك الله يؤيده وينصره ويجري الايات على يديه ويظهر ويظهر قوله ويعلي كلمته ويظهر اتباعه وينتقم من اعدائه وهذا مشاهد له في كل غزوة وفي كل واقعة الى ان مات صلى الله عليه وسلم بل واتباعه الى قيام الساعة هم على هذا السبيل وهذا الطريق ما داموا متمسكون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا من اعظم الدلال على بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وانه رسول من عند الله عز وجل. والا لو لو اخذنا بالاستقراء ونظرنا في حال من كان هذا حال وهو كاذب فان الله اما ان يكون عالم بحاله وتركه فيكون هذا نوع ايش؟ نوع ظلم من الله عز وجل ان يأتي هذا الرجل مفتريا على الله فيقتل على الله انه نبي ورسول ثم يتركه الله عز وجل ولا يأخذه ولا ينتقم منه بل بخلاف ذلك يجعل الايات لكان هذا نوع ظلم من اه اذا اذا وصف الله بذلك تعالى الله عن هذا القول علوا كبيرا. او يكون الله جاهل لا يعلم ان هذا المفتري عن الكذب ويدعي النبوة والله لا يعلم ولا شك ان هذا لهما كفر بالله عز وجل. فلو لم يكن في اثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم الا هذه الجزئية لكفى بها دليلا على بعثته صلى الله عليه وسلم على رسالته فان الله ايده واعجزه وايده بالمعجزات وقواه ونصره وجعل اتباعه منصورون الى قيام الساعة. وكل خبر يخبر به فان الله يصدقه ويوقع ذلك الخبر الذي اخبر به وكل وكل امر يأمر به فان الله يأمر به ايضا فكلها دليل على اي شيء على انه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك لما سأل هرقل ابا سفيان عن هذا الرسول وعن هذا النبي ايش يدعو؟ اول اول صفاته انه يدعو الى الى امر تدعو اليه جميع الانبياء والرسل فهو يدعو الى اي شيء يدعو الى توحيد الله عز وجل ويدعو الى صلة الارحام والعفاف والعفة والصدقة ويأمر بكسر الاوثان والاصنام وكل هذه الاشياء اتت بها جميع الانبياء والرسل. هذي صفة من صفات الانبياء. ثانيا انه سأله هل يكذب؟ قال لا. وهذا من اعظم صفات الانبياء لان الكذب منافي للرسوم منافي للنبوة ولا والانبياء معصومون من الكذب معصومون من الكتبة هم معصوم ما يخل بشرفهم ويخل بدعوتهم فلما استدل بهذه الايات ان الدلالات انه انه لا يخون وانه لا يغدر وانه لا يكذب وانه وان الناس اللي يتبعونهم وانه ليس في انبياء ليس في ابائه ملك ولا وليس له ملك يطالبه استدل هرقل مع كفره وظلاله على ان هذا هو الرجل الذي اخبر به عيسى عليه السلام وبشر به اذ اخبر به عيسى وبشر به ايضا ابراهيم عليه السلام هو هذا النبي وصدق في قوله ان كان كما يملكن موضع قدمي هاتين وقد ملك ذلك صلى الله عليه وسلم على يد امتي عليهم عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اذا دلالة البعثة معجزات كثيرة جدا جدا جدا ولو يستطيع الواحد ان يقرر نبوته على كل كافر وعلى كل مخالف بهذه الدلالات وبهذه المعجزات ان الله ابقى دينه وان الله نصره وايده واخبر بوقائع تقع واوقع وقال اخبر بانها ستقع فهذا كله يدل على نبوة الله على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. هذه مسألة ما يتعلق ذكر مسألة اخرى وهي مسألة ما الفرق بين الرسول والنبي؟ آآ ذكر يذكر اهل العلم فروقا كثيرة اه مجملها ان الرسول هو الذي يرسل الى قوم مخالفين والنبي يرسل الى قوم موافقين ان الرسول اه يأتي بشرع جديد والنبي يأتي بشرع موافق ترى الذي قبله ان النبي هو الذي يوحى اليه بشرع لم يؤمن بتبليغه. والرس يوحى اليه بشرع يؤمر بتبليغ. ولا شك ان الفرق فيها نظر. فاما انه يرسل الى قوم مخالفين فهذا مال اليه شيخ الاسلام ابن تيمية واخذ بهذا القول وان النبي يرسل قوم موافقين موافقا لشريعة من قبله وهذا ايضا فيه نظا من جهة ان هارون عليه السلام كان كان رسول وهو ايضا موافق لشريعة موسى عليه السلام وهو ايضا رسول النبي عليه الصلاة والسلام. لكن اصح التعريف واجمل الذي يجمع ان نقول الرسول هو كل من اوحي اليه بشرع وامر بتبليغ على وجه الوجوب اما النبي هو كل نبي كل رجل ذكر اوحي اليه بشرع وامر بتبليغه لا على سبيل الوجوب. هو يأمر لكنه ليس عليه واجب بهذا الفرق يعني تستقيم الادلة وتستقيم كما قال تعالى وما ارسلهم قبل من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته مني واي شيء هو التلاوة والدعوة فاخبر الله عز وجل ان الرسل والانبياء يدعون الى الله سبحانه وتعالى فدعوة الرسل واجبة ودعوة الانبياء مستحب ولا يعقل اصلا ان يبعث الله النبي ولا يدعو. لا يعقل ان يبعث الله نبيا ويرسل رسولا ثم لامه. وقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس فيأتي النبي وليس معه احد والنبي ياتي النبي معه الرهط والنبي معه الرجلان والنبي وليس معه احد فما كان معه رهط الا بسبب اي شيء انه دعاهم وذكوا امرهم ونهاهم فهذا دليل على ان الانبياء الى الله عز وجل لكن الدعوة من جهتهم ليست عن وجوب وانما على الاستحباب. ولذلك ذكر ان النبوة والرسالة بينها خصوص وعموم. فكل رسول من جهة النبي اعم من جهة من جهة موضوع الرسالة. فكل رسول نبي كل رسول نبي. واما من جهة افراده من جهة ذواتهم فليس كل نبي رسول يعني من جهة الافراد لا النبي اوسع من رسوله لان الانبياء اكثر من الرسل. واضح؟ واما من جهة اه الرسالة فهي عم من جهة نفسها فكل رسول نبي من جهة افرادها فالنبي اعم من جهة افراد النبي اعم عموما هذا مختصر ما ذكر رحمه الله تعالى في هذا الفصل وبين وافاد وجعلنا ان ان نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ودلالته وصدقه ورسالته من اوضح الواضحات ومن ابين الدلالات على صدقه صلى الله عليه وسلم والله اعلم