بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد اللهم صلي وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى وان القرآن كلام الله منه بدأوا بلا كيفية قولا وانزله على رسوله وحيا وصدقه المؤمنون على ذلك حقا. وايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق كلام البرية فمن سمعه فزعم انه كلام البشر فقد كفر. وقد ذمه الله وعابه واوعده بسقر. حيث قال تعالى ساصليه سقر فلما اوعد الله بسقر لمن قال انها ان هذا الا قول البشر علمنا وايقينا او ايقنا انه قول خالق البشر ولا يشبه قول البشر قال الامام ابن ابي العز رحمه الله تعالى هذه قاعدة شريفة واصل كبير من اصول الدين. ظل فيه طوائف كثيرة من من الناس وهذا الذي حكاه الطحاوي رحمه الله وتعالى هو الحق الذي دلت عليه الادلة من الكتاب والسنة لمن تدبرهما وشهدت به الفطرة السليمة التي لم تغير بالشبهات والشكوك والاراء الباطلة. وقد افترق الناس في مسألة الكلام على تسعة اقوال احدها ان كلام الله وهو ما يفيض على النفوس من المعاني اما من العقل الفعال عند بعضهم او من غيره وهذا قول الصابئة والمتفلسفة. وثانيها انه مخلوق خلقه الله منفصل عنه. وهذا قول المعتزلة وثالثها انه معنى واحد قائم بذات الله هو الامر والنهي والخبر والاستخبار ان عبر عنه بالعربية كان القرآن وان عبر عنه بالعبرية كان توراة وهذا قول ابن كلاب وما وافقه كالاشعري وغيره. ورابعها انه حروف واصوات ازلية مجتمعة في الازل. وهذا قول طائفة من اهل الكلام ومن اهل الحديث وخامس وانه حروف واصوات لكن تكلم الله بها بعد ان لم يكن متكلما وهذا قول الكرامية وغيرهم. وسادسها ان كلامه يرجع الى ما يحدثه من علمه وارادته القائم بذاته وهذا يقول صاحب المعتبر ويميل اليه الرازي في المطالب العالية. وسابعها ان كلامه يتضمن معنى قائما بذاته وما خلقه في غيره وهذا قول ابو ابي منصور لما تريدي. وثامنها انه مشترك بين المعنى القديم القائم بالذات وبين ما يخلقه في غيره من الاصوات. وهذا قول ابي المعالي ومن تبعه سوى انه تعالى لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وهو يتكلم به بصوت يسمع وان وان نوع الكلام قديم وان لم يكن الصوت المعين قديما وهذا المأثور عن ائمة الحديث والسنة. وقول الشيخ رحمه الله وان القرآن كلام الله ان بكسر عطف على قوله ان الله واحد لا شريك له. ثم قال وان محمدا عبده المصطفى. وكسر همزة ان في هذه المواضع الثلاثة. لان معمول القول اعني قوله في اول كلامه نقول في توحيد الله وقوله كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا رد على المعتزلة وغيرهم فان المعتزلة تزعم ان القرآن الم يبدوا منها كما تقدم حكاية قولهم وقالوا واضافة عندك لم يبدو ايه او لم يبدأوا لم يبدو لمكتوبة ان القرآن لم يبدوا منه. هاي مكتوب منها. هم. من البدء نعم. نعم. كما تقدم حكاية قولهم قالوا واضافته اليه اضافة تشريف كبيت الله وناقة وناقة الله يحرفون الكلمة عن مواضعه وقولهم باطل فان المضاف الى الله تعالى معان واعيان فاضافة الاعيان الى الله للتشريف وهي مخلوقة له كبيت الله وناقة الله بخلاف اضافة المعاني كعلم الله وقدرته وعزته وجلاله وكبريائه وكلامه وحيائه وعلوه وقاره فان هذا كله من صفاته. لا يمكن ان يكون شيء من ذلك مخلوقا. والوصف من اوصاف الكمال وضده من اوصاف النقص قال تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم من حليهم عجلا جسدا له خوار. الم يروا انه لا يكلمهم ولا يهديهم فكان عباد العجل مع كفرهم اعرف بالله من المعتزلة فانهم لم يقولوا لموسى وربك لا يتكلم ايضا وقال تعالى عن العجل ايضا افلا يرون الا يرجعوا اليهم ولا يملك لهم ظرا ولا نفعا. فعلم ان نفي فعلم ان نفي رجع القول ونفي التكلم نقص يستدل به على عدم الوهية العجل غاية شبهتهم انهم يقولون يلزم منه التشبيه والتجسيم. فيقال لهم اذا قلنا انه تعالى يتكلم كما يليق بجلاله. انتفت شبهتهم الا ترى انه تعالى قال اليوم نختم على افواههم وتكلمون ايديهم وتشهد ارجلهم. فنحن نؤمن انها تكلم ولا نعلم كيف تتكلم وكذا قوله تعالى وقالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وكذلك تسبيح الحصى والطعام وسلام الحجر كل ذلك بلا فم يخرج منه الصوت الصاعد من الرئة المعتمد على مقاطع والى هذا اشار الشيخ رحمه الله بقوله منه بدا بلا كيفية قولا اي ظهر منه ولا يدرى كيفية تكلمه به. واكد هذا المعنى بقوله قوله اتى بالمصدر المعرف المعرف للحقيقة كما اكد الله تعالى التكليم بالمصدر المثبت للحقيقة النافي للمجاز في قوله وكلم الله موسى تكليما فماذا بعد بالحق الا الضلال. ولقد قال بعضهم لابي عمرو ابن العلاء احد القراء السبعة اريد ان تقرأ وكلم الله موسى تكليما بنصب الله. ليكون موسى هو المتكلم لا ان الله فقال له ابو عمر هب اني قرأت هذه الاية كذا فكيف تصنع بقوله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه فبهت المعتزلين في الكتاب والسنة من دليل على تكليم الله تعالى لاهل الجنة وغيرهم. قال تعالى سلام قولا من رب رحيم. عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين اهل التي في نعيمهم اذ سطع لهم نور فعرفوا فرفعوا ابصارهم. فاذا الرب جل جلاله قد اشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا اهل الجنة. وهو قول الله تعالى سلام قولا من رب رحيم. قال فينظر اليهم وينظرون اليه فلا يلتفتون الى شيء مما هم فيه من النعيم ما داموا ينظرون اليه حتى يحتجب عنهم وتبقى بركة بركته ونوره عليهم في ديارهم رواه ابن ماجة وغيره. فبهذا الحديث اثبات صفة الكلام واثبات الرؤيا واثبات العلو وكيف يصح مع هذا ان يكون كلام الرب كله معنى واحدة. وقال تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الاخرة. ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم بترك تكليمهم والمراد انه لا يكلمهم تكليم تكليما تكريم وهو الصحيح اذ قد اخبر في الاية الاخرى انه يقول لهم في النار اخسئوا فيها ولا تكلمون. فلو كان لا يكلم عباده المؤمنين لكانوا في ذلك هم واعدائهم سواء ولم يكن في تخصيص اعدائه بانه لا يكلمهم فائدة اصلا. وقال البخاري في صحيحه باب كلام الرب تبارك وتعالى مع اهل الجنة. وساق به عدة احاديث فافضل نعيم اهل الجنة رؤية وجهه تبارك وتعالى وتكليمه لهم فانكار ذلك انكار لروح الجنة واعلى نعيمها لروح الجنة واعلى نعيمها وافضله الذي ما طابت لاهلها واما استدلالهم بقوله تعالى الله خالق كل شيء والقرآن شيء فيكون داخلا في عموم كل فيكون مخلوقا فمن اعجب العجب وذلك ان افعال العباد كلها عندهم غير مخلوقة لله تعالى وانما يخلقها العباد جميعا ولا يخلقها الله فاخرجوها من عموم كل وادخلوا الكلام وادخلوا كلام الله في عمومها مع انه صفة من صفاته به تكون الاشياء المخلوقة اذ بامره تكون المخلوقات. قال تعالى والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر ففرق بين الخلق والامر فلو كان الامر مخلوقا للزم ان يكون مخلوقا بامر الله والاخر باخر الى ما لا نهاية له فيلزم التسلسل وهو باطل ورد باطلهم ان تكون جميع صفاتي ايوه وفرض باطلهم ان تكون جميع صفاتهم ان تكونوا جميعا تكون جميع صفاته مخلوقة كالعلم والقدرة وغيرهما وذلك الصريح الكفر فان علمه شيء وقدرته وحياته شيء وحياته شيء فيدخل ذلك في عموم كل فيكون مخلوقا بعد ان لم يكن تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. وكيف يصح ان يكون متكلما كلامي بكلام يقوم بغيره ولو صح ذلك للزم ان يكون ما احدثه من الكلام في الجمادات كلاما وكذلك ايضا ما خلقه في الحيوانات وفي الحيوانات يفرق حينئذ ولا يفرق حينئذ بين نطق ولا يفرق حينئذ بين نطق او نطق بين نطق او بين نطق وانطق وانما قالت الجلود انطقنا الله ولم تقل نطق الله بل يلزم ان يكون بكلام ان يكون متكلما بكل كلام خلقه في غيره زورا كان او كذبا او كفرا او هديانا. تعالى الله عن ذلك وقد طرد ذلك الاتحادية فقال ابن عربي وكل كلام في الوجود كلامه سواء علينا نثره ونظامه. ولو صح ان يوصف احد بصفة قامت بغيره لصح ان يقال للبصير اعمى. وللاعمي بصير لان البصيرة قد قام وصف العمى بغيره والاعمى قد قام وصف البصر بغيره. ولصح ان يوصف الله تعالى ان يوصف الله تعالى بالصفات التي خلقها في غيره من الالوان والروائح والطعوم والطول والقصر ونحو ذلك. وبمثل ذلك الزم الامام عبدالعزيز المكي بشرا المريسي. بين بين يدي المأمون بعد ان تكلم معه ملتزما ان لا يخرج عن نص التنزيل والزمه الحجة فقال بشر يا امير المؤمنين ليدع مطالبتي بنص التنزيل ويناظرني بغيره. فان لم يدع قوله ويرجع عنه ويقر بخلق الساعة والا فدمي حلال قال عبد العزيز تسألني ام اسألك؟ فقال بشر اسأل انت وطمع في فقلت له يلزمك واحدة من ثلاث لابد منها اما ان قل ان الله خلق القرآن وهو عندي ان كلامه في نفسه او خلقه طائر. مكانه في نفسه او خلقه قائما بذاته بذاته ونفسه او خلق او في غيره. قال اقول خلقه كما خلق الاشياء كلها. وحاد عن الجواب. فقال المأمون اشرح انت هذه المسألة ودع بشرا فقد انقطع. فقال عبد العزيز ان قال خلق كلامه في نفسه فهذا محال. لان الله لا يكون محل محل الحوادث المخلوقة. ولا يكون منه شيء مخلوقا. وان قال خلقه في غيره فيلزمه في النظر والقياس ان كل كلام خلقه الله في غيره فهو كلامه. وان قال خلقه قائما بنفسه وذاته فهذا محال لا يكون الكلام الا من الا من متكلم كما لا تكون الا الارادة الا من مريد. ولا العلم الا من عالم. ولا يعقل كلام قائم بنفسه يتكلم بذاته. فلما استحال من هذه الجهات ان مخلوقة علم انه صفة لله هذا مختصر من كلام الامام عبدالعزيز في الحيدة. وعموم وعموم وعموم كل في كل موضع بحسبه. ويعرف ذلك ارتكب القرائن الا ترى الى قوله تعالى تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم. ومساكينهم شيء ولم تدخل في عمومي شيء ولم تدخل في في عموم كل شيء دمرته الريح. وذلك لان المراد تدمر كل شيء يقبل التدمير بالريح عادة. وما يستحق التدمير. وكذا قول الله قوله تعالى حكاية عن بلقيس واوتيت من كل شيء والمراد من كل شيء يحتاج اليه الملوك وهذا القيد يفهم من قرائن الكلام. اذ مراد الهدهد انها ملكة كاملة في امر الملك غير محتاجته الى ما يكمل به امر ملكها. ولهذا نظائر كثيرة. والمراد من قوله تعالى خالق كل شيء اي كل شيء مخلوق. وكل موجود والله تعالى فهو مخلوق فدخل في هذا العموم افعال العباد حتما ولم يدخل في عموم الخالق تعالى وصفاته ليست غيره لانه سبحانه وتعالى هو الموصوف بصفات الكمال وصفات ملازمة لذاته المقدسة لا يتصور انفصال صفاته عنه كما تقدم الاشارة الى هذا المعنى عند قوله ما زال بصفاته قديما قبل خلقه بل نفس ما استدلوا به دلوا عليهم فاذا كان قوله تعالى الله خالق كل شيء مخلوقا لا يصلح ان يكون دليلا واما استدلالهم بقوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا فما افسده من استدلال فان جعل اذا كان بمعنى خلق يتعدى الى مفعول واحد كقوله تعالى وجعل الظلمات والنور وقوله تعالى اولم يروا اولم يرى الذين كفروا لان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما واجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون. واجعلنا في الارض رواسيا تميل بهم واجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم تدرون واذا تعدى الى مفعولين لم يكن بمعنى خلق قال تعالى ولتنقضوا الايماد بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا. وقال تعالى ولا تجعلوا الله عرظة لايمانكم وقال تعالى الذين جعلوا القرآن عضين. وقال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة مغلولة الى عنقك. وقال تعالى ولا تجعل مع الله الها اخر. وقال تعالى واجعلوا الذين هم عباد الرحمن اناثا ونظائره كثيرة فكذا قوله تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا وما افسد استدلالهم بقوله تعالى نودي نودي من شاطئ الايمن في البقعة المباركة في البقعة المباركة من الشجرة على ان الكلام خلقه الله تعالى في الشجرة فسمعه موسى منها وعموا عما عما قبل هذه الكلمة وما بعدها فان الله تعالى الا قال فلما اتاها نودي من شاطئ الوادي الايمن والنداء هو الكلام من بعد فسمع موسى عليه السلام النداء من حافة الوادي ثم قال في البقعة المباركة من الشجرة اي ان النداء كان في البقعة المباركة عند الشجرة كما تقول سمعت كلام زيد في البيت يكون من البيت لابتداء الغاية لا ان البيت هو المتكلم ولو كان كلام مخلوق في الشجرة لكانت الشجرة هي القائلة يا موسى اني انا الله رب العالمين. وهل قال اني انا الله رب العالمين غير رب العالمين؟ ولو كان هذا الكلام بدا من غير الله لكان قول فرعون انا ربكم الاعلى صدقا. اذ كل من الكلامين عندهم مخلوق قد قاله غير الله. ان قد فرقوا بين الكلامين على اصلهم الفاسد ان ذاك كلام خلقه الله في الشجرة وهذا كلام خلقه فرعون فحرفوا وبدلوه واعتقدوا خالقا غير الله. وسيأتي الكلام على مسألة افعال العباد ان شاء الله تعالى فان قيل فقد قال تعالى انه لقول رسول كريم. وهذا يدل على ان الرسول احدث اما جبريل او محمد صلى الله عليه وسلم. قيل ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر الرسول معرف انه مبلغ عن مرسله لانه لم يقل انه قول ملك او نبي. فعلم انه بلغه عن من ارسله به لانه انشأه من جهة نفسه وايضا فالرسول في احدى الايتين جبريل وفي الاخرى محمد صلى الله عليه وسلم فاضافته الى كل منهما تبين ان الاضافة للتبليغ اذ لو احدثه احدهما امتنع ان يحدثه اخر وايضا فقوله رسول امين دليل على انه لا يزيد في الكلام على الذي ارسل بتبليغه ولا ينقص منه بل هو امين على ما ارسل به يبلغه عن مرسله. وايضا فان ان الله قد كفر من جعله قول البشر ومحمد صلى الله عليه وسلم بشر فمن جعله قولا محمد صلى الله عليه وسلم بمعنى انه انشأه فقد كفر ولا فرق بين ان يقول انه قول بشر او جني او ملك والكلام كلام من قاله ابتداء مبتدأ لا من قاله مبلغا ومن سمع قائلا يقول قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزلي قال هذا شعر امرئ القيس ومن سمعه يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ فنوى قال هذا كلام الرسول صلى الله عليه وسلم. وان سمعه يقول الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين. قال هذا كلام الله ان كان عنده خبر ذلك والا قال لا ادري من كلام لا ادري من كلام من هذا ولو انكر عليه احد ذلك لكذبه ولهذا من سمع من غيره نظما ونثرا يقول له هذا كلام من؟ اهاءذا كلامك ام كلام غيرك وبالجملة باهل السنة كلهم من اهل المذاهب الاربعة وغيرهم من السلف والخلف. متفقون على ان القرآن كلام الله غير مخلوق. ولكن بعد ذلك تنازع المتأخرون في ان كلام الله هل هو معنى واحد قائم بالذات؟ لو انه حروف واصوات تكلم الله بها بعد ان لم يكن متكلما او انه لم يزل متكلما اذا شاء ومتى شاء وكيف شاء وان نوع الكلام قديم وقد يطلق وقد يطلق بعض المعتزلة على القرآن انه غير مخلوق. ومرادهم انه غير مختلق مفترى مكذوب. بل هو حق وصدق ولا ريب ان هذا المعنى منتف باتفاق المسلمين والنزاع بين اهل القبلة انما هو في كونه مخلوقا خلقه الله او هو كلامه الذي تكلم به وقام بذاته واهل السنة انما سئل سئلوا عن هذا والا فكونه مكذوب مفترى مما لا ينازع مما لا ينازع مسلم في مما لا ينازع مسلم في بطلانه. فلا شك ان مشايخ المعتزلة وغيرهم وغيرهم من اهل البدع معترفون بان معترفون بان اعتقادهم في التوحيد والصفات والقدر لم يتلقوه لا عن كتاب وسنة ولا عن ائمة الصحابة والتابعين لهم باحسان وانما يزعمون ان العقل دلهم عليه انما يزعمون انهم تلقوا من الائمة الشرائع ولو ولو ترك الناس على فطرهم السليمة وعقولهم المستقيمة لم يكن بينهم نزاع ولكن القى الشيطان الى بعض الناس اغلوطة من اغاليطه فرق بها بينهم وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد. والذي يدل عليه كلام الطحاوي رحمه الله انه تعالى لم يزل متكلما اذا شاء كيف شاء. واو ان نوع كلامه قديم وكذلك ظاهر كلام الامام ابي حنيفة رضي الله عنه في الفقه الاكبر فانه قال والقرآن كلام الله في المصاحف مكتوب وفي القلوب محفوظ. وعلى الالسن مقروء وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ولفظنا بالقرآن مخلوق وكتابتنا له مخلوقة وقراءتنا له مخلوقة. والقرآن غير مخلوق وما ذكره الله في القرآن حكاية عن موسى وغيره من الانبياء عليهم الصلاة والسلام وعن فرعون وابليس فان ذلك كله كلام الله واخبار عنهم كلام الله غير مخلوق وكلام موسى وغيره من المخلوقين مخلوق والقرآن كلام الله لا كلامه وسمع موسى عليه السلام كلام الله تعالى فلما فلما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو من صفاته لم يزل وصفاته كلها خلاف صفات المخلوقين يعلم يعلم لا كعلمنا ويقدر لا كقدرتنا ويرى رؤيتنا ويتكلم لنا ككلامنا انتهى. وقوله لما كلم موسى كلمه بكلامه الذي هو له من صفاته. يعلم منه انه حين جاء كلمه لانه لم يزل ولا يزال ازلا وابدا يقول يا موسى كما يفهم ذلك من قوله تعالى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه. ففهم منه الرد على من يقول من اصحابه انه معنى واحد قائم بالنفس ايتصور ان يسمع وانما يخلق الله الصوت في الهواء كما قال ابو منصور الما تريدي وغيره. وقوله الذي هو من صفاته لم يزل رد على من يقول انه حدث له وصف الكلام بعد ان لم يكن متكلما. وبالجملة فكل ما تحتج به المعتزلة. مما يدل على انه كلام متعلق بمشيئته وقدرته. وانه يتكلم اذا شاء وانه يتكلم بعد شيء فهو حق يجب قبوله وما يقول به من يقول ان كلام الله قائم بذاته وانه صفة له والصفة لا تقوم الا بالموصوف فهو حق يجب قبوله والقول فيجب الاخذ بما في قول كل من الطائفتين من الطائفتين من الصواب والعدول عما يرده الشرع والعقل من قول كل منهما. فاذا قالوا لنا فهذا يلزم ان تكون قامت به قلنا هذا القول مجمل ومن انكر قبلكم القيام ومن انكر قبلكم قيام الحوادث بهذا المعنى به تعالى من الائمة ونصوص القرآن والسنة تتضمن ذلك ونصوص الائمة والائمة ايضا مع صريح العقل ولا شك ان الرسل الذين خاطبوا الناس واخبرهم ان الله قال ونادى ونادى ويقول لم يفهموا لم يفهموه من هذه مخلوقات منفصلة عنه؟ بل بل الذي افهموهم اياه ان الله نفسه هو الذي تكلم والكلام قائم به لا بغيره وانه هو الذي تكلم به وقال كما قال عائشة رضي الله عنها في حديث الافك ولشأني في نفسي كان احقر من ان يتكلم الله في بوحي يتلى ولو كان المراد من ذلك كله ولو كان المراد بي من ذلك كله خلاف مفهومه لوجب بيانه اذ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. ولا يعرف في لغة ولا عقل قائل متكلم لا يقوم به القول والكلام وانما قام الكلام بغيره وان زعموا انهم فروا من ذلك حذرا من التشبيه فلا يثبتوا صفة غيره فانهم اذا قالوا يعلم لا كعلمنا قلنا ويتكلم ولا كلمنا وكذلك سائر الصفات وهل يعقل قاد وهل يعقل قادر لا تقوم به القدرة او حي لا تقوم به الحياة؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم اعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر. كان يقول عاقل انه صلى الله عليه وسلم عاد بمخلوق بل هذا بل هذا كقوله اعوذ برضاك من سخطك واعوذ بمعافاتك من عقوبتك وقوله اعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما اجد واحاذر وكقوله واعوذ بعظمتك ان نغتال من تحتنا وكل هذه من صفات الله من صفات الله تعالى وهذه المعاني مبسوطة في مواضعها وانما اشير اليها هنا اشارة وكثير من الحنفية على انه معنى واحد والتعدد والتكثر والتجزي والتبعض في الحاصل في الدلالات لا في المدلول. وهذه العبارات المخلوقة وسميت كلام الله لدلالتها وتأديه وتأديه بها فان عبر بالعربية فهو قرآن وان عبر بالعبرية فهو توراة فاختلفت العبارات ولا الكلام. فاختلفت العبارات الى الكلام قالوا وتسمى هذه العبارات كلام الله مجازا وهذا كلام فاسد فان لازمه ان معنى قوله ولا تقربوا الزنا هو معنى قوله واقيموا الصلاة ومعنى اية الكرسي هو معنى اية اية ومعنى سورة سورة الاخلاص هو معنى تبت يدا ابي لهب وتب. تبت يدا ابي لهب وكلما تأمل الانسان هذا القول تبين له فساده وعلم انه مخالف كل كلام السلف والحق والحق ان التوراة والانجيل والزبور والقرآن من كلام الله حقيقة وكلام الله تعالى لا يتناهى فانه لم يزل يتكلم بما شاء اذا شاء كيف يشاء ولا يزال كذلك قال تعالى لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا. وقال تعالى ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعدي سبت ابحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم ولو كان ما في المصحف عبارة من كلام الله وليس هو كلام الله وليس هو كلام الله لما حرم على الجنب والمحدث مسه ولو كان ما يقرأه القارئ ليس كلام الله لما حرم على الجنب قراءة القرآن. فكلام الله محفوظ في الصدور. مقرون بالالسنة مكتوب في المصاحف. كما قال ابو حنيفة رحمه الله في الفقه الاكبر وهو في هذه كلها حقيقة واذا قيل المكتوب في المصحف كلام الله فهم منه معنا صحيح حقيقي واذا قيل فيه خط فلان وكتابته فهم منه معنى صحيح حقيقة واذا قيل فيه مداد قد كتب به رغم منه معنى صحيح حقيقي. ثم اذا قيل المداد في المصحف كانت الظرفية فيه غير الظرفية المفهومة من قول القائل فيه السماوات والارض وفيه محمد وعيسى ونحو ذلك. وهذا وهذان المعنيان المغايم وهذان المعنيان مغايران لمعنى قول القائل فيه خط فلان الكاتب وهذه المعاني الثلاثة مغايرة لمعنى قول القائل فيه كلام الله ومن لم ومن لم يتنبه للفروق بين هذه المعاني ضل ولم يهتدي للصواب ثم كذلك الفرق بين القراءة التي هي فعل القارئ والمقروء الذي هو قول البارئ ومن لم يهتدي له فهو ضال ايضا. ولو ان انسانا وجد في ورقة مكتوبة على كل شيء ما خلى الله من خط كاتب معروف لقال هذا كلام لبيد حقيقة. وهذا خط فلان حقيقة وهذا كل شيء حقيقة وهذا حبر حقيقة ولا انتبه هذه الحقيقة بالاخرى. نعم. الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذه المسألة آآ كما ذكر ابن ابي العز انه اصل من اصول اهل السنة وقاعدة عظيمة عند اهل السنة وهي اثبات ان الله سبحانه وتعالى متكلم. وان الله سبحانه وتعالى متصل بصفة الكلام وانه يتكل بما شاء كيف شاء. وان الكلام صفة له ازلية ابدية سبحانه وتعالى متعلقة بمشيئته وعلمه سبحانه وتعالى. وقد ذكر في هذا المقام ان الناس في هذا الباب على طوائف او انقسوا في هذه المسألة على على ثمانية طوائف غير اهل السنة فاول من ذكر من هذه الطوائف الفلاسفة الذين قالوا هو ان كلام الله هو ما يفيض على النفوس من العقل الفعال من المعاني او الاقوال تفيض عن النفوس من العقل الفعال او ما يقوم مقامه وهذا هو قول الصابر المتفلسفة وهذا كفر بالله عز وجل هذا كفر بالله عز وجل حيث جعلوا ان العقل الفعال هو الذي يفعل وهو الذي يفيض عن عقول هذه وهذه الاوامر والنواهي وهذا كذب على الله سبحانه وتعالى كفر بالله عز وجل. الطائفة الثانية الذين قالوا ان القرآن مخلوق خلقه الله عز وجل منفصلا عنه. واما ان يكون قد خلق بشجرة او خلقه في غيره سبحانه وهذا هو قول الجهمية والمعتزلة. وهذه الطائفة هم اشهر طائفة انتشرت في زمن الامام احمد رحمه الله تعالى وبهم الفتنة على ائمة الاسلام تأثر بها خلفاء المسلمين كالمأمون والواثق والمعتصم والمتوكل حتى تاب الى الله عز وجل وابتلي المسلم بهذه بلاء عظيما بلاء عظيما حيث الزم الناس بهذا القول وامتحنوهم في انفسهم وسجنوهم وضربوهم حتى حتى يقولوا بان القرآن مخلوق غير انه ليس بكلام لله عز وجل وصبر في ذلك ائمة الاسلام كالامام احمد وغيره. ولهم حجج وبراهين وادلة كلها باطلة. لا تدعون كما سيأتي. الطائفة الثالثة وهم طائفة الاشاعرة والكلابية والماتوريدية وهذه الطائفة تكون معنى كلامها ان الكلام معنى قائم في ذات الله عز وجل انه فعلا قالوا في ذات الله عز وجل اما هذه الحروف وهذه الكتابات وهذا الذي يتكلم به فهو مخلوق لله عز وجل فهم في الحقيقة قولهم هو قول المعتزلة الا انهم كما قال شيخ الاسلام انهم لم يسترجل وانما هم مخانيث المعتزلة فلم يقولوا مخلوقا ولم يقولوا انه كلام الله عز وجل فجعلوه معن قائما في ذات الله عز وجل. وان جبريل هو الذي يعبر عن الله عز وجل بهذا القرآن وبهذه التوراة وبهذا الانجيل فجعلوا انها ان القرآن عبارة وحكاية وهو اولاهم الكلابي والاشارمعة والمعتزلة وهؤلاء ظهروا بعد القرون ظهروا في القرن الرابع حيث ان محمد قد ظهر في مسند الامام احمد لكن قول هذا لم ينتشر لانه كان قد ترعرع على مذهب المعتزلة. ونشأ على مذهب المعتزلة ونشأ على مذهب المعتزلة ثم ترك ثم انتقل الى مذهب ابتدع هو عندما رأى اصول المعتزلة اصولا فاسدة جعل هناك اصلا له وان القرآن كلام الله حقيقة لكنه لم يتكلم بصوت وحرف وانما تكلم وانما يضاف الكلام اليه يضاف معنى يضاف معنى قائما به سبحانه وتعالى وان الذي يسمع ويتلى ويقرأ انما هو كلام جبريل عليه السلام وان الله لم يتكلم بل هو خلق لله عز وجل وهذا هو معنى قول المعتزلة حقيقة لكنهم هابوا ان يقولون مخلوق مخالفتهم لسلف الامة ولمخالفتهم اجماع الصحابة واجماعة اهل السنة فقال هو هو غير مخلوق وهو كلام الله لكنه معنى القائم بنفسه. الطائفة الرابعة اثبتوا الكلام لله عز وجل انه صفة لله سبحانه وتعالى. الا انهم قالوا ان الله كان متعطل عن الكلام ثم تكلم اي كان الله عز وجل متعطل عن صفة الكلام ولم ولم يكتسب هذه الصفة الا بعد ما تكلم وكان قبل ان يتكلم ليس بمتكلم وهذا لا شك انه وصف نقص لله عز وجل. والله سبحانه وتعالى بصفاته ازلا كما بصفاته ابدا سبحانه وتعالى وهذا ينسب الى الكرامية وغيرهم. وهناك طائفة اخرى قالوا ان الكلام هو هو صفة لله عز وجل. لكن الله سبحانه وتعالى لا لا يتعلق كلام مشيئته وانه لا فرق وانه وانه يتكلم جملة واحدة ولا يسبق حرفا وانما لا يأخذ جملة واحدة وهذا لا شك انه يرده العقل ويرده النقل ويرده الواقع ايضا هذا قول مبتدع ضال وهم بهذا القول مبتدعون قولا لم يقله احد من اهل السنة ولا ولا شك ان كلام كلام المسلمين في هذا الباب ان الله يتكلم بمشيئته وكيف شاء وان كلامه وان كان قديم النوع فانه حادث الاحاد وان هذه الحروف وهذه الكلمات تخرج متتابعة كيف كيف ما شاء ربنا سبحانه وتعالى. اما مذهب اهل السنة الذي ذكره هنا فانهم يقولون ان ان الله سبحانه وتعالى متكلم متكلم كيف شاء وانه متصل بصفة الكماء بصفة الكلام كمالا له وانه لم وانه لم يعطل من هذه الصفة ابدا. بل كما انه بذاته ازلا كذلك هو بصفاته ازلا. كما انه بحياته وعلمه وقدرته كذلك هو ايضا بكلامه. الا ان الفرق بين الحياة والكلام ان الكلام يتعلق بمشيئة الله عز وجل متى ما شاء تكلم ومتى كما شاء سكت سبحانه وتعالى. اما الحياة فهي صفة ذاتية لازما لا زجاج لا تنفك عنه ابدا. بخلاف الكلام فانه صفة متعلقة مشيئة الله فنقول لك من جهة النوع هو هو صفة ذاتية من جهة الاحاد هو صفة فعلية فيتكلم متى شاء بما شاء وتعالى هذا ما يتعلق وان وان كلامه وان كلامه آآ يكون بحرف وصوت سبحانه وتعالى فالله ينادي ويناجي ويتكلم سبحانه وتعالى بما شاء فهذا هو معتقد اهل السنة انه يتكلم بصوت وحرف خلافا بغير من السالمية والكلوان من الكرامين يقول ان الله يتكلم لكن لا يتكلم لا بصوت ولا بحرف وان الحروف عندهم مخلوقة وهذا كما ذكرت هو قول باطل. عموما انه اخذ يرد على هذه الطوائف القائلين بان القرآن مخلوقا له سبحانه وتعالى. اولا ذكر آآ ذكر بعضهم ان اضافة الكلام لله عز وجل هي اضافة تشريف كما يضاف البيت لله عز وجل فيقال بيت الله او يقال ناقة الله يقال مسجد الله فهذه الاضافة اضافة تشريف فاخذوا من هذه الاضافة ان القرآن كذلك يضاف الى الله من هذه من هذه من هذا المعنى. والجواب على هذا ان المضاف الى الله عز وجل اما اضافة معاني واما مضاف واما اضافة اعيان والاعيان لا شك ان كل عين قائم بنفسها فان اضافتها الى الله تكون اضافة تشريف وتكريم. اما المعاني الى الله عز وجل تنقسم الى قسمين. معان هي صفات لا تقوم بغير الله عز وجل. وتقوم بالله سبحانه وتعالى. فاظافتها لله سبحانه وتعالى هي اظافة صفة الى موصوف ومعان لا تقوم بالله عز وجل وتقوم بغير الله سبحانه وتعالى فاضافتها الى الله اضافة مخلوق الى خالق مثال كذلك عندما نقول علم الله يكون العلم العلم يقوم بالله ولا يقوم؟ نقول العلم يقوم بالله عز وجل. فاضافته الى الله عز وجل يكون اضافة صفة الى موصوف يد الله سمع الله بصر الله كلام الله كل هذه الصفات تقوم بالله وليس هناك مانع من قيام هذه الصفات في ربنا سبحانه وتعالى اما اذا كانت هذه المعاني لا تقوم بالله عز وجل كما كما اضيف الى الله عز وجل اه روح عيسى عليه السلام كما قال تعالى وروح منه روح عيسى الى الله عز وجل نقول هذه اضافة مخلوق الى خالق. لان الروح لا تقوم بالله عز وجل وتقوم بعيسى. فاذا اضفناها الى الله كان اظافته كاظافة الاعيان لا كاظافة المعاني. فاول حجة نقول هذه الحجة باطلة. وان اظافة الكلام هو اظافة صفة الى موصوف لان الكلام يقوم الله عز وجل. وكما قال ابن ابي العز ان ان ان آآ كفرة اليهود الذين اتخذوا العجل مع اتخذوا العجل الها مع الله عز وجل كانوا اعرف بالله عز وكانوا اعرف بهذه الصفة من كان من هؤلاء الذين ينتسبون للعلم ويدعون انهم يعرفون النصوص ويعرفون العقل والنقل هم اجهل بالله من هؤلاء الكفرة حيث انهم لما قال لهم موسى فلا يرون انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا سلموا له واقروا بذلك. اذ لو كان هذا الامر معلوما عنده ان الله لا يتكلم لقالوا ايضا يا موسى اله وربنا الذي تعبده لا يتكلم لكنهم اقروا بان الله يتكلم وان هذا الاله الذي اتخذوه من دون الله عز وجل من صفات سلبه ونقصه انه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا. فلذلك نقول وصف الله بعدم الكلام هذا وصف نقص سلب ينزه الله عنه. ولا اي ان الذي يتكلم اكمل من الذي لا يتكلم ووصف الشخص بانه لا يتكلم هذا وصف نقص وسلب ايضا لا يلزم من الكلام عندما نثبت عز وجل ان انه يتكلم بلسان وشفتين وما شابه ذلك. فهذا هذه المخاليق التي نراها بين ايدينا الان يضاف اليها الكلام ومنها ما بلسانه ومنها من لا يتكلم بغير لسان فمثلا مثلا آآ نرى ان الله سبحانه وتعالى اخبرنا ان الجلود تتكلم واضح ان الجنود تتكلم وبالاجماع ان الجن ليس له لسان وشفتاه وليس له لسان وشفتان يتكلم بهما واخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هناك حصى حجر يسلموا عليه وهذا الحد ليس له لسان يتكلم بها وكان الطعام يسبح بيد النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ليس له ليس له انسان شفتان فلا يلزم من اثبات ان يكون متكلم بهذه الصفة. بل يتكلم يتكلم بعض المخلوقات وهو متكلم بغير ساء ولا شفتين ولا لهات ولا اسنان. فدل ايضا ان ان الله يتكلم يتكلم ولا يلزم من اثبات الكلام اثبات هذه اللوازم الباطلة. وعندما نثبت لله الكلام فاننا ننفي كيفية ذلك الكلام ومعنى ومعنا نفي الكنيفية انه ومعنا نفي الكيفية اننا لا نعلم كيف يتكلم الله عز وجل لكن نقول الله يتكلم الله سبحانه وتعالى يتكلم حقيقة وكلامه يكون بصوت وحرف. اما كيفية الكلام وهل يتكلم بلسان وهل يتكلم ولهذا يقول هذه اللوازم لا نعلمها وهذه اللوازم لا ندين الله بها لان الكيف مجهول لنا غير معلوم والا الله تكلم واذا وهو من اعظم ما ينعم به اهل الجنان عندما يكلمهم ربه ربهم سبحانه وتعالى ذلك خص الله عز وجل موسى بخصيصة عظيمة واتبعها رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي صفة التكليم ان الله عز وجل كلم موسى ولذلك امتدحوا بقوله وكلم الله موسى تكليما وكلمه ربه وهذا لا شك انه آآ خصيصا عظيمة موسى عليه السلام وقد نالها رسولنا صلى الله عليه وسلم وقد كلمه ربه سبحانه وتعالى فوق السماوات السبع. ولذلك ما استطاع موسى ان يصف كلام ربه من جماله جلاله وبهائه لم يستطع ذاك ولا يطيق احد اصلا ان يصف كلام الله عز وجل لان الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. مقصود وصف الكلام بسماع الصوت فسمعه موسى عليه السلام او سمعه محمد صلى الله عليه وسلم واما الكلام فهو الله متكلف بما نقرأه بين ايدينا من كتابه سبحانه وتعالى وهو القرآن اذا هذي بعظ الحجج انه قال ايظا من حججهم قالوا اذا اثبتنا الكلام لله عز وجل فانا نثبت اعراظا وحوادث تقوم الله عز وجل والله منزه عن الحوادث نقول هذا القول باطل واصل هذه المسألة اصلا اصل اصلها انها محدثة مبتدعة ضالة واصولها التي بنيتم عليها اصولكم هي اصول فاسدة لا نسلم بها ولا نقر بها ونقول تسميتكم هذه الصفات حوادث نقول هذا تسليم لا نسلم لكم به بل نقول هي صفات وليست حوادث وان كانت من جهة ان حادثة اي تتجدد من جهة الحدود كما قال تعالى وما يأتيه من ذكر ربهم وحدة لاستمعوه. المراد بالوحدة المتجدد الذي يحدث شيئا فشيء. لا انه حادث مخلوق حدث في الله عز وجل فلنقول هو محدث من جهة تجدده. اما من جهة اضافته لله عز وجل فانه يضاف الله عز وجل اذى فالله متكلم متكلم سبحانه وتعالى كما هو بعلمه قديما كذلك نقول بكلامه هو ازلي قديم سبحانه وتعالى وكما ذكرنا في اول هذه العقيدة قول الامام عندما قال له معنى الصفات له معنى الرب ولا مربوب كما وهو كما انه بذاته قديم هو ايضا بصفاته قديم سبحانه وتعالى ومن صفات الكلام. اذا دعوة ان الكلام حادث وان الله منزل على ان نقول اما قولكم ان الله منزه عن الحوادث اذا قصدتم بالحوادث المخلوقات فنسلم لكم ذلك ونقول الله عز وجل ليس محلا للحوادث. واما ان قصدتم بالحوادث اضافة الصفات الى الله عز وجل فنقول ليس بهذه تسمى احوال انما تسمى صفات تضاف الى الله عز وجل وانما نضيفه الى الله كما اظافها رسولنا له وكما اظافها الله سبحانه وتعالى لنفسه كما قال تعالى فاجره حتى يسمع كلام الله اضافه لنفسه. احتجوا ايضا بان القرآن شيء بان القرآن شيء والله سبحانه وتعالى والله خلق كل شيء فقالوا اذا كان القرآن شيء فانه مخلوق لله عز وجل وهذا من ابطل الباطل هذا من ابطل الباطل وينقض وينقض باطلهم بهم بانفسهم. فان شيء يطلق على كل شيء يطلق على كل شيء حتى ان ربنا سبحانه وتعالى يطلق عليه كلمة شيء كما جاء في الصحيح ليس ليس شيء اغير من الله عز وجل. ليس شيء اغير. فالله سمى نفسه شيء ايضا انه شيء والمراد بالشيء الذي يعلم او يصلح ان يؤول الى العلم فالله يعلم سبحانه وتعالى وهو شيء من هذا المعنى انه يعلم وله ذات وله صفات فهو شيء من هذا المعنى فعلى قولكم هذا ان الله ايضا داخل في مسمى الشيء الذي خلقه ربنا سبحانه وتعالى وهذا من اكفر الكفر كذلك جميع صفات الله العلم والقدرة حياة وجميع صفاته التي يثبتها المعتزلة والجهمية هي داخلة تحت مسمى شيء فيلزمكم ايضا بهذا القول ان تقولوا انها صفات خلق الله عز وجل وهذا كفر بالاجماع. وايضا من الا ان كل لا تفيد العموم الكلي لا وان كان كل من اصل من من اقوى صيغ العموم لكن القرائن قد تدل على ان هناك ما يخرج عن هذا فمن ذلك قوله تعالى تدمر كل شيء. الله عز وجل ذكر انها تدمر كل شيء. ثم ثم عق بعدها الاية فاصبح لا يرى الا مع مساكنهم شيء مساكنهم شيء ولم تأتي عليها الريح ولم يدمرها ربنا سبحانه وتعالى. وعندما ذكر الهدهد ذكر الهدهد عن اه بلقيس ان اوتيت من كل شيء كان من الاشياء التي لم تؤتها ملك ملك سليمان. كان سليمان يملك ملكا اعظم من ملكها. وهناك ممالك اخرى لا تملكها سبب وانما قصد الهدهد انها تملك ما يصلح للملك وما يكون مهيأ للملك. اذا كلمة كل لا تفيد العموم. ولو قلنا انها تفيد العموم فان ان القرآن وصفات الله عز وجل خارج عن هذا الشيء خارج عن كلمة هذا الشيء فيكون المعنى ان هذا اللفظ من العام الذي يراد به من العام المخصوص او من العام المخصوص فيكون الله خالق كل شيء يصلح كل شيء سواه تقوى الله وسوى صفاته سوى الله بذاته وصفاته فانه لا يدخل في مسمى شيء والعقلاء يفهمون من قوله الله خالق كل شيء ان كل شيء سوى الله انه مخلوق له ولا يدخل في ذلك صفاته كما لا يدخل في ذلك اسماءه سبحانه وتعالى اه سيأتينا بعد ذلك ما يتعلق بمسألة الاشاعرة وقولهم ان ذكر ايضا من الاشياء تحتج بها انه قالوا ان ان القرآن مجعول وكل مجعول مخلوق وجعلناه قرآنا عربية قالوا اجعلنا اي خلقناه قرآن عربي وهذا الجهاد من ابطل الباطل ايضا فان لجعل في لغة العرب تأتي بمعنى الخلق وتأتي بمعنى التصوير. واكبر دليل يدل على ذلك انهم قالوا وجعلوا لله كما قال سبحانه وتعالى عندما قال وجعلوا مع الله الها اخر. هل يقول قال انهم خلقوا مع الله الها اخر؟ وهل انتم تقولون ان هؤلاء الذين عبدوا الاله مع الله هل هم الذين خلقوا تلك الالهة؟ وخلقوا وخلقوا وخلقوا لله بنات وجعلوا لله بنات وجعل لله اناثا. هل نقول لان هؤلاء بمعنى جعل انهم خلقوا فيكون معنى الكلام ان هؤلاء البشر جعلوا لله عز وجل خلقه لله بنات خلقوا لله اناث سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبير وانا معا وجعلناه قرآنا عربيا اي سيرناه قرآنا عربية جعلناه جعلناها جعلنا القرآن بلسان عربي مبين لا انه مخلوق لله سبحانه وتعالى. سنقف على هذا ونكمل باذن الله عز وجل ما يتعلق بقول اهل ان القرآن معنى قائما بذات الله عز وجل وان الذي عبر به تعالى الله عن قول كبيرا