بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين قال الامام قال الامام العز بن عبد السلام قال الامام ابن ابي العز رحمه الله تعالى والقرآن في الاصل مصدر فتارة يذكر ويراد به القراءة قال تعالى وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا. وقال صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن باصواتكم. وتارة يذكر ويراد به المقروق قال تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم. وقال تعالى واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون. وقال صلى الله عليه وسلم ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف الى غير ذلك من الايات والاحاديث الدالة على على كل من المعيين من المعنيين المذكورين. فالحقائق لها وجود عيني وذهني ولفظي ورسمي. ولكن الاعيان تعلم ثم تذكر ثم تكتب كتابتها في المصحف هي المرتبة الرابعة واما الكلام فانه ليس بينه وبين المصحف واسطة بل هو الذي يكتب بلا واسطة ذهن ولا لسان. والفرق بين كونه في الاولين وبين كونه في رق منشور او في كتاب مكنون واضح فقوله عن القرآن وانه لفي زبر الاولين. اي ذكره ووصفه والاخبار عنه كما ان محمدا صلى الله عليه وسلم مكتوبا عندهم اذ القرآن انزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم لم ينزله على غيره اصلا. ولهذا قال في الزبر ولم يقل في الصحف ولا في الرق لان الزبر جمع زبور. والزبر هو الكتابة والجمع. فقوله انه لفي زبر الاولين هاي مزبور الاولين ففي نفس اللفظ في نفس اللفظ واشتقاقهما يبين المعنى المراد. ويبين كمال بيان القرآن وخلوصه من اللبس. وهذا مثل قوله الذين يجدون الذي يجدونه مكتوبا عندهم اي ذكره بخلاف قوله في رق منشور في رق مشهور اي لوح او او لوح محفوظ او كتاب مكنون لان العامل في الظرف اما ان يكون من الافعال العامة مثل الكون والاستقرار والحصول ونحو لذلك او او يقدر مكتوب في كتاب او في رق. والكتاب تارة يذكر ويراد به محل الكتابة. وتارة يذكر ويراد به الكلام المكتوب ويجب التفريق بين كتابة الكلام في الكتاب وكتابة الاعيان الموجودة في الخارج فيه. فان تلك انما يكتب ذكرها وكلما تدبر الانسان هذا المعنى وضح له الفرق وحقيقة كلام الله تعالى الخارجية هي وما هي ما يسمع منه او من المبلغ عنه. فاذا سمعه السامع علمه وحفظه فكلام الله مسموع له فكلام الله مسموع له معلوم محفوظ. فاذا قاله السامع فهو مقروء له متلو فان كتبه فهو مكتوب له مرسوم. وهو حقيقة في الوجوه كلها لا يصح نفيه والمجاز يصح نفيه فلا يجوز ان يقال ليس في المصحف كلام الله ولا ما قرأ القارئ كلام الله وقد قال تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وهو لا يسمع كلام الله من الله وانما يسمعه من مبلغه عن الله. والاية تدل على فساد قوله من قال ان المسموع عبادة عن كلام الله وليس هو كلام الله فانه تعالى قال حتى يسمع كلام الله ولم يقل حتى يسمع ما هو عبارة عن كلام الله. والاصل الحقيقة ومن قال ان المكتوب في المصاحف عبارة عن كلام الله او حكاية كلام الله وليس فيها كلام الله فقد خالف الكتاب والسنة وسلف الامة وكفى بذلك ضلالا. وكلام الطحاوي رحمه الله تعالى يرد يرد قول من قال انه معنى واحد لا يتصور سماعه منه وان المسموع المنزل المقروء المكتوب ليس كلام الله وانما هو عبارة عنه فان الطحاوي رحمه الله يقول كلام الله منه بدأ. وكذلك قال غيره من السلف ويقولون منه بدى واليه يعود وانما قالوا منه بدى لان الجهمية من المعتزلة وغيرهم كانوا يقولون انه خلق الكلام في محل. فبدأ كلام فبدأ الكلام من ذلك المحل فقال السلف منه بدأ اي هو المتكلم به فمنه بدا لا من بعض المخلوقات كما قال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. ولكن ولكن حق القول مني وقال سبحانه قل نزله رح القدس من ربك بالحق. ومعنى قولهم واليه يعود انه يرفع من الصدور والمصاحف لا يبقى سيبقى فلا يبقى في الصدور منه اية ولا في المصاحف كما جاء ذلك في عدة اثار. وقوله بلا كيفية اي لا تعرف كيفية به قولا ليس بالمجاز وانزله على رسوله صلى الله عليه وسلم وحيا. اي انزله اليه على لسان الملك فسمعه الملك جبريل من الله عز وجل سمع الرسول صلى الله محمد صلى الله عليه وسلم من الملك من الملك وقرأه على الناس قال تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا وقال تعالى نزل به الروح نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. وفي ذلك اثبات صفة العلو لله تعالى وقد ورد على ذلك ان انزال القرآن نظير انزال المطر وانزال الحديد وانزال ثمانية ازواج من الانعام والجواب ان انزال القرآن في ان انزال القرآن فيه مذكور ان انزال انه انزال من الله. قال تعالى حميم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم. وقال تعالى تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم. وقال تعالى تنزيل من الرحمن الرحيم. وقال تعالى تنزيل من حكيم حميد. وقال تعالى انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا انا كنا مرسلين. وقال تعالى فاتوا بكتاب من عند الله واهدى منه واهدى منه ما اتبعه ان كنتم صادقين. وقال تعالى والذين اتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل من ربك بالحق. وقال تعالى قلن انزله روح القدس من ربك بالحق. وانزال المطر مقيد بانه منزل من السماء. قال تعالى انزل من السماء ماء. والسماء العلو قد جاء في مكان اخر انه منزل من المزن والمزن السحاب وفي مكان اخر انه منزل من المعصرات وانزال الحديد والانعام مطلق فكيف يشتبه وهذا الانزال بهذا الانزال وهذا الانزال بهذا الانزال فالحديد انما يكون من المعادن التي في الجبال وهي عالية على الارض وقد قيل انه كلما كان كلما كان معدنه اعلى كان حديده اجود. والانعام تخلق بالتوالد المستلزم انزال الذكور الماء من اصلابها الى ارحام الاناث. ولهذا يقال انزل ولم ينزل ثم الاجنة تنزل من بطون الامهات الى وجه الارض. فمن المعلوم ان الانعام تعلو فحولها اناثها عند الوطئ وينزل ماء الفحل من علو الى رحم الانثى. وتلقي ولدها عند الولادة من علو الى سفل. وعلى هذا فيحتمل قوله وانزل لكم من الانعام. وجهين احدهما ان تكون من لبيان الجنس. الثاني ان تكون من الابتداء الغاية وهذان الوجهان يحتملان في قوله جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام وقوله وصدقه المؤمنون على ذلك حقا الاشارة والليل ما ذكره من التكلم به على الوجه المذكور وانزاله. اي هذا قول الصحابة والتابعين باحسان وهم السلف الصالح وان هذا حق وصدق. وقوله ايقنوا انه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية. فردوه على المعتزلة وغيرهم بهذا قولي ظاهر وفي قوله بالحقيقة رد على من قال انه معنى واحد قائم بذات الله لم يسمع منه. وانما هو الكلام النفساني لانه لا يقال لمن قام به كلام والثاني ولم يتكلم به ان هذا كلام حقيقة. ولا لزم والا للزي والا للزم ان يكون الاخرس متكلما. ولزم الا يكون الذي الذي في المصحف عند الاطلاق هو القرآن ولا كلام الله ولا كلام الله ولكن نعيبه ولكن عبارة عنه ليست هي كلام الله كما لو اشار اخرس الى شخص باشارة فهم بها مقصودة فكتب ذلك الشخص عبارته عن المعنى الذي اوحاه اليه ذلك الاخرس فالمكتوب هو عبارة ذلك الشخص عمن عن ذلك المعنى وهذا المثل مطابق غاية المطابقة لما يقولون. وان كان الله تعالى لا يسميه احد اخرس لكن عندهم ان الملك فهم منه معنى قائما بنفسه لم يسمع منه حرفا ولا صوتا بل فهم معنى مجردا ثم عبر عنه فهو الذي احدث نظم القرآن وتأليفه العربي او ان الله خلق في الاجسام كالهواء الذي هو دون الملك هذه العبارة ويقال ويقال لمن قال انه معنى واحد هل سمع موسى عليه السلام جميع المعنى او بعضه؟ فان قال سمعه كله فقد زعم انه سمع جميع كلام الله وفساد هذا ظاهره وان قال بعضه فقد قال يتبعظ وكذلك كل من كلمه الله او انزل اليه شيئا من كلامه ولما قال تعالى للملائكة اني جاعل في الارض خليفة. ولما قال لهم اسجدوا لادم وامثال ذلك هل هذا جميع كلامه او بعضه؟ او بعضه فان قال انه وجميعه فهذا مكابرة. وان قال بعضه فقد اعترف بتعدده. وللناس في مسمى الكلام والقول عند الاطلاق اربعة اقوال. احدها انه يتناول اللفظ معنا جميعا كما يتناول لفظ الانسان كما يتناول لفظ الانسان للروح والبدن معا. وهذا قول السلف. الثاني انه اسم لللفظ فقط والمعنى ليس تجوز والمعنى ليس جزء مسماه بل هو مدلول مسماه وهذا قول جماعة من المعتزلة وغيرهم. الثالث انه اسم للمعنى فقط واطلاق على اللفظ مجاز لانه دال عليه وهذا قول ابن كلاب ومن اتبعه. الرابع انه مشترك بين بين اللفظ والمعنى وهذا قول بعض المتأخرين من الكلابية ولهم قول ثالث يروى عن ابي الحسن انه مجاز في كلام الله حقيقة في كلام الادميين. لان حروف الادميين تقوم بهم فلا يكون الكلام قائما بغير المتكلم بخلاف كلام الله فانه لا يقوم عنده بالله. فيمتنع ان يكون كلامه وهذا مبسوط في موضعه. واما من قال انه معنى واحد واستدل بقول الاخطل ان ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فاستدلال فاسد ولو استدل مستدل بحديث في الصحيحين لقالوا هذا خبر واحد ويكون مما اتفق العلماء على تصديقه وتلقيه بالقبول والعمل به فكيف وهذا البيت قد قيل انه مصنوع منسوب الى الاخطل وليس هو في ديوانه. وقيل انما هو ان البيان لفي الفؤاد وهذا اقرب الى الصحة. وعلى تقدير صحته عنه فلا يجوز الاستدلال به فان النصارى قد ضلوا في معنى الكلام. وزعموا ان عيسى عليه السلام نفس كلمة الله. واتحد اللاهوت بالناسوت. اي شيء من الالهي بشيء من الناس افيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب وايضا فمعناه غير صحيح اذ لازموا ان الاخرس يسمى متكلما لقيام الكلام بقلبه. وان لم ينطق به ولم يسمع منه. والكلام على ذلك مبسوط في موضعه وانما اشير اليه اشارة وهنا معنى عجيب وهو ان هذا القول له شبه قوي بقول النصارى القائلين باللاهوت والناسوت فانهم يقولون كلام الله هو المعنى القائم بذات الله الذي لا يمكن سماعه وانما النظم المسموع مخلوق فافهام المعنى بالقديم فافهام المعنى القديم بالنظم المخلوق يشبه امتزاز اللاهوت بالناس الذي قالته النصارى في عيسى عليه السلام فانظر الى هذا الشبه ما اعجبه. ويرد قول ويرد قول من قال بان الكلام هو المعنى القائم بنفسه قوله صلى الله عليه وسلم ان صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. وقال ان الله ان الله يحدث من امره ما يشاء وان مما احدث ان لا تكلموا في الصلاة. متفق العلماء على ان المصلي اذا تكلم في الصلاة عامدا لغير مصلحتها بطلت صلاته. واتفقوا اتفقوا كلهم على ان ما يقوم بالقلب من تصديق بامور دنيوية وطلب لا يبطل الصلاة وانما يبطلها التكلم بذلك فعلم اتفاق المسلمين على ان هذا ليس بكلام. وايضا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله تجاوز لامتي عما حدثت به انفسها ما لم تتكلم به او تعمل به فقد اخبر ان الله عفا عن حديث النفس الا ان تتكلم ففرق ففرق بين حديث النفس وبين الكلام واخبر انه لا يؤاخذ بي حتى يتكلم به والمراد حتى ينطق به اللسان باتفاق العلماء. فعلم ان هذا هو الكلام في اللغة لان الشارع انما خاطب انا بلغة العرب وايضا في السنن ان معاذا رضي الله عنه قال يا رسول الله انا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال وهل يكب الناس في النار على مناخيرهم الى حصائد السنتهم فبين ان الكلام انما هو باللسان فلفظ القول والكلام وما تصرف منهما من فعل ماض ومضارع وامر واسم فاعل انما يعرف في القرآن والسنة وسائر كلام العرب اذا كان لفظا ومعنى. ولم يكن في مسمى الكلام نزاع بين الصحابة والتابعين لهم باحسان وانما حصل وانما حصل النزاع بين المتأخرين من علماء اهل البدع ثم انتشر. ولا ريب ان مسمى الكلام والقولف ونحوهما ليس هو مما يحتاج فيه الى قول الشاعر علم فان هذا مما تكلم به الاولون والاخرون من اهل اللغة وعرفوا معناه كما عرفوا مسمى الرأس واليد والرجل ونحو ذلك. ولا شك ان من قال ان كلام والله معنى واحد قائم بنفسه تعالى وان وان المتلو المحفوظ المكتوب المسموع من القارئ حكاية كلام الله وهو مخلوق فقد قال بخلق القرآن في المعنى وهو لا يشعر. فان الله تعالى يقول قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله افتراه سبحانه وتعالى يشير الى ما في نفسه او الى هذا المتلو المسموع. ولا شك ان الاشارة انما هي الى هذا المتنو المسموع بما في ذات الله غير مشاد اليه ولا منزل ولا متلوه ولا مسموع. وقوله لا يأتون بمثله. افتراه سبحانه يقول لا يأتون بمثل ما في نفسي اما لولا مما لم يسمعوه ولم يعرفوه. وما في نفس الباري عز وجل لا حيلة الى الوصول اليه. ولا الى الوقوف عليه. فان قالوا انما اشار الى حكاية ما في نفسه وعبارته وهو المتلو المكتوب المسموع. فاما ان يشير الى ذاته فلا فهذا صريح القول بان القرآن مخلوق. بل هم في ذلك اكثر من فان حكاية الشيء مثله وشبهه وهذا تصريح بان صفات الله تعالى محكية ولو كانت هذه التلاوة حكاية لكان الناس قد اتوا بمثل بكلام الله فاين عجزهم؟ ويكون التالي في زعمهم قد حكى بصوت وحرف ما ليس بصوت وحرف. وليس القرآن الا سورا مسورة وايات مسطرة في صحف مطهرة قال تعالى فاتوا بعشر سور مثله مفتريات. وقال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم. وما يجحد يأتينا الى الظالمون وقال سبحانه في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة. ويكتب لمن قرأه بكل حرف منه عشر حسنات. قال صلى الله عليه وسلم اما اني لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف وهو المحفوظ في صدور الحافظين المسموع على السن التاليين قال الشيخ حافظ الدين النسفي رحمه الله في المنار ان القرآن اسم للنظم والمعنى. وكذا قال غيره من اهل الاصول. وما ينسب الى ابي حنيفة رحمه الله ان من قرأ في الصلاة بالفارسية اجزأه فقد رجع عنه وقال لا تجوز القراءة مع القدرة بغير العربية وقالوا لو قرأ بغير العربية فاما ان يكون مجنونا فيداوى او زنديقا فيقتل لان الله تكلم به بهذه اللغة والاعجاز حصل بنظمه ومعناه. وقوله من سمعه وقال انه كلام البشر فقد كفر. لا شك في تكفير لا شك في تكفير من انكر ان القرآن كلام الله. بل قال انه كلامه بل قال انه كلام محمد او غيره من الخلق ملكا كان او بشرا. واما اذا اقر انه كلام الله ثم اوله حرف فقد وافق قول من قال ان هذا الا قول البشر. ان هذا الا قول البشر في بعض في بعض ما به كفر. واولئك الذين استذلهم الشيطان وسيأتي الكلام عليه عند قول الشيخ ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب ما لم يستحله ان شاء الله تعالى. وقوله لا يشبه قول البشر يعني انه اشرف وافصحوا واصدقوا. قال تعالى ومن اصدق من الله حديثا. وقال تعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله وقال تعالى قل فاتوا بعشر سور مثله. وقال تعالى قل فاتوا بسورة مثله. فلما عجزوا وهم فصحاء العرب مع العداوة عن الاتيان بسورة مثله تبين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم انه من عند الله واعجازه من جهة نظمه ومعناه لا من جهة احدهما فقط هذا مع انه قرآن عربي غير ذي عوج بلسان عربي مبين اي باللغة العربية فنفي المشابهة من حيث التكلم ومن حيث النظم والمعنى لا من حيث الكلمات والحروف. والى هذا وقعت الاشارة بالحروف المقطعة في اوائل السور. اي انه في اسلوب كلامهم وبلغتهم التي يتخاطبون بها الا ترى انه يأتي بعد الحروف المقطعة بذكر القرآن؟ كما في قوله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. وقوله تعالى الف لام ميم الله لا اله الا هو الحي القيوم. نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة والانجيل. وقوله تعالى الف لام ميم صاد كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه تنذر به وذكرى للمؤمنين وقوله سبحانه الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم. وكذلك الباقي ينبههم ان هذا الرسول الكريم لم يأتكم بما لا تعرفونه بل خاطبكم بلسانكم. ولكن اهل المقالات الفاسدة يتضرعون بمثل هذا الى نفي تكلم الله به وسماع جبريل منك كما يتذرعون بقوله تعالى ليس كمثله شيء الى نفي الصفات. وفي الاية ما يرد عليهم قولهم وهو قوله تعالى وهو السميع البصير. كما في قول تعالى فاتوا بسورة مثله ما يرد على من ينفي الحرف فانه تعالى فانه فانه قال فاتوا بسورة ولم ولم يقل فاتوا بحرف او بكلمة واقصر سورة في القرآن ثلاث ايات. ولهذا قال ابو يوسف ومحمد رحمهم الله ان ادنى ما يجزئ في الصلاة ثلاث ايات انتصار او اية طويلة لانه لا يقع الاعجاز بدون ذلك والله اعلم الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد يذكر ابن ابي العز رحمه الله تعالى على كلام الامام الطحاوي مسائل المسألة الاولى التي ذكرها اثبات ان القرآن كلام الله عز وجل وهذه المسألة اجمع عليها اهل السنة وان القرآن لفظه ومعناه هو كلام ربنا سبحانه وتعالى. وان القرآن كيفما تصرف مسموعا او متلوا او محفوظا فانه كلام الله عز وجل. خلافا لمن قال انه عبارة او حكاية عن كلام الله عز وجل والمخالفون في هذا الباب كالاشاعرة والماتوردية. ومن قال بقولهم او من قال ان القرآن هو حروف بلا معاني. او معان بلا حروف كلها اقوال باطلة مخالفة لما عليه اهل السنة والجماعة. ولا يعرف عن احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. او عن احد من الصالح من قال بهذا القول الكفري الباطل بل كلهم مجمعون مسلمون على ان القرآن هو كلام الله حقيقة وان الله تكلم به وان حروفه ومعانيه كلها من عند الله عز وجل وهذا معنى قوله منه بدأ واليه يعود وقوله منه بدأ اي ان القرآن ان القرآن هو كلام الله عز وجل الذي ابتدأ قوله به وتكلى به ابتداء هو ربنا سبحانه وتعالى وان نقله الينا جبريل عليه السلام ونقله الى محمد صلى الله عليه وسلم ونقله محمد الينا صلى الله عليه وسلم فانه كيفما تصرف هو كلام الله. والعبرة بمن تكلم لا بمن نقله العبرة بمن نقى بمن تكلم ابتداء لا بمن نقله فكل قائد مقولة يتناقلها الناس لا يقول احد ان هذه المقولة لفلان الذي نقلها وانما يقال هذا كلام فلان الذي ابتدأ القول بها وكذلك القرآن فان الذي ابتدأه هو كلام الله عز وجل. والقرآن هو جزء من كلام الله عز وجل ليس هو كل كلام الله عز وجل. بل هناك من كلام ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وكلام الله لا نهاية له فهو يتكلم بما شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى. وقوله واليه يعود هذا متعلق بالقرآن الذي هو بين ايدينا الان. هذا القرآن يدرس كما يدرس وشي الثوب كما جاء في حديث ابن ماجة الذي رواه ابن حراشا حذيفة انه وسلم قال يدرس الاسلام كما يدرس وشي الثوب ولا يبطل شيء حتى يسرع للقرآن في ليلة. يشرع للقرآن في ليلة. فلا يبقى منه شيء من كان يحفظه يذهب صدره ومن كان يكتبه قد ذهب من مصحفه فلا يبقى منه شيئا في الارض فلا يبقى منه شيء في الارض وهذا في اخر الزمان وهذا اليه يعود اي قبل قيام الساعة القرآن يرفع من الارض من الصحف ومن ومن المصاحف ومن فلا يبقى فيه حرف في هذه البسيطة. اذا هذا معنى اليه يعود. واما قوله بلا كيفية هذا يعود الى التكلم اللي تكلم الله عز وجل به والله سبحانه وتعالى عندما نثبت انه تكلم حقيقة بصوت وحرف فلا يعني ذلك تكييف كلامه ولا يعني ايضا ان الله لا يتكلم بكيفية بل اهل السنة يثبتون الكيفيات لكنهم يجهلون حقيقتها يجهلون حقيقة الكيف ولذلك لما سئل مالك ربيعة وقبله ام سلمة على الاستواء قالت الكيف مجهول. ولم تقل ليس له كيفية. فنفى العلم بالكيفية وكذلك نقول ان الله يتكلم بكيفية يعلمه هو سبحانه وتعالى. اما من جهتنا نحن فلا نعلم كيفية ذلك الكلام. ولذلك نقول بلا كيفية نقول في اثبات الصفة تكلم بلا كيفية اي نعلمها لا انه ليس له كيفية مطلقة اي قول الامام الطحاوي هنا بلا كيفية مراده بلا كيفية نعلمها نحن واما من قال ان الله يتكلم بلسان فهذا قول باطن وتشبيه تمثيل للخالق بالمخلوق وهذا لم يقله احد من اهل في السنة وهو قول باطل بل نقول ان الله يتكلم ولا يلزم ان يكون كلامه بلسان او بشفتين او ما شابه ذلك وهذا لازم يرده اننا نرى اشياء تتكلم وليس منها هذه الجوارح. فالله سبحانه وتعالى اخبرنا ان الايدي يوم القيامة تنطق وتتكلم الافخاذ وتتكلم الجنون وبالاجماع انها تتكلم بغير لسان يخرج منها وكذلك تأتي سورة البقرة يوم القرد تتكلم ولم يلقى ان تتكلم بلسان ومراد اتيان البقرة وال ما يتكلمون هو ثوابهما واعروا الثواب يكون عرضا قائما فيتكلم بامر الله عز وجل اذا ثبت ان هناك من المخلوقات ما يتكلم ولا يتكلم بلسان ولا بشفتين. ودليل ذلك ايضا من السنة ما ثبت في الصحيحين عن جانب ابن عبد الله وعن آآ انس بن مالك في حنين الجذع عندما حن حنينا سمعه من سمع من صلى الله عليه وسلم وهو حن بلا لسانه ولا شفتين وكذلك عندما تكلم وسبح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلم سبح وهو بغير لسان ولا شافتين عموما نقول ان الله يتكلم بلا كيفية نعلمها بلا كيفية نعلمها ثم اخذ مع ذلك رحمه الله تعالى يرد على قول من يقول ان القرآن ان القرآن معنى قائما بذات الله عز وجل. وقد ذكرنا سابقا ان المخالفون في هذا الباب هم الجهمية والمعتزلة والاشاعر والماتوريدية الا ان المعتزل والجهمية صرحوا وقالوا ان القرآن مخلوقا لله عز وجل. وهم يقولون ان الله عز ان هذا القرآن ليس بكلام البشر هو كلام الله واضافته الى الله عز وجل اضافة مخلوق لخالق ومعنى غير مخلوق اي غير مفترى. هذا هو قول الجهمية والمعتزلة. اما اما الاشاعرة والكلابية فقالوا ان القرى الذي بين ايدينا هو معنى ومعنى كلام الله عز وجل واما حروفه وآآ ما يكتب في المصاحف فهو مخلوق لله عز وجل فحقيقة قولهم انه قول المعتزلة والجهمية ان القرآن مخلوق وانه حباء عبارة او حكاية لكلام الله عز عز وجل. واحتج هؤلاء بحجج باطلة. احتجوا بحجج باطلة. من مما مما احتجوا به وذكره الامام ابن ابي العز. قول قول الاخطر النصراني الكافر الذي ينقل عنه قال ان البيان ان الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان عليه دليل اي ان ليس دليلا على هذا البيان وهذا البيت اولا يرد عليه من وجوه. الوجه الاول ان هذا البيت بهذا اللفظ لا يثبت في ديوان الاخطل وانما الثابت فيه قول ان البيان لفي الفؤاد ان البيان لفي الفؤاد وانما جعل اللسان عليه دليلا. ففرق بين البيان وفرق بين الكلام. والكلام لا يسمى كلام الا اذا خرج وتلفظ به المتلفظ. ايظا مما يرد به مما يرد به ان الاخرس ان الاخرس قد يعبر عما في نفسه ولا يسمى متكلما بل يسمى اخرسا وليس في ذلك من ولا مدحا ولا تفظيلا لمن لمن يعبر عنك لا بل هذه منقصة ومسبة له انه لا يستطيع ان يعبر عما في نفسه ولا يستطيع ان يقول بما في نفسه ويحتاج من يعبر عن مراده اه يكون قولهم ان هذا عبارة ان الله لا يتكلم وانه شبيه اخرس تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اخبرنا ان الله تجاوز عن الامة ما حدثت به انفسها ما لم تتكلم او تعمل او تفرق بين حديث النفس وبين الكلام وسمى ما حدث به الانسان نفسه انه لا يسمى كلاما وفي لغة العرب ايضا ان الكلام لا يسمى الا يتلفظ به المتكلم. اما قبل ذلك فانه يسمى حديث نفس او اه بيان في الصدور. وذاك ما ينقل ان عنا بعضهم نقل انه الخطاب قال قد زورت في نفسي كلاما فهذا اللفظ بهذه اللفظة لا يثبت وهو قول حديث موضوع بهذا اللفظ وفي صحيح البخاري ومسلم لكن ليس فيه زورت في نفسي كلام وانما الذي فيه زورت في نفسي حديثا. فاذا قول الاشاعرة ان هذا ليس الله حقيقة وانما هو عبارة وحكاية حقيقة قولهم هو قول المعتزلة الا ان المعتزلة كانوا في هذا المقام ارجل منهم وصرحوا بما وهؤلاء تخنثوا وتأنثوا فلم يستطيعوا ان ان يصرحوا بباطلهم وضلالهم فارادوا ان يجمعوا بين قولين قول اهل السنة وقول المعتزلة فقالوا والله يتكلم والكلام معنى قائم في ذاته والقرآن ليس بكلامه حقيقة وانما هو عبارة وحكاية عن كلام الله عز وجل ولو ولو ويظا مما يرد عليهم بذلك ان ان موسى عليه السلام سمع كلام الله عز وجل فاذا سمع المعنى فهل سمع معنى كلامه كله او؟ بعظهم يقول لا يتبعه كلام الله عز وجل وانه معنى واحد لا يتبعظ وهذا مما لا يقبله عقل ولا نقل لان كلام الله متباين متغاير منه ما هو امر ومنه ما هو نهي ومنه ما هو خبر ومنه ما هو حكم وهذا لا يقول هؤلاء الجهمية وان نسبوا الى الاشعرية اذا هذه الاقوال وهذه الشبهة التي احتج بها هؤلاء هؤلاء المبتدعة الضلال في كلام الله عز وجل لا حجة لهم فيها ابدا. ثم ذكروا ايضا ان قول ان كون القرآن منزل عند الله عز وجل لا يعني ان الله تكل به ابتداء. وقاسوا ذلك على على الانزال الذي ينزل على يقاسوا ذلك على الحديد وعلى الماء وما شابه هذا وقال هذا ينزل وهو مخلوق. ونقول المراد بالانزال انه نزل من اعلى. فالقرآن نزل من عند الله عز وجل تنجيب العزيز الحميد تنجيب الحكيم الحميد. فالقرآن نزل عند الله ابتداء اي هو الذي تكلم به. ونزل من عنده سبحانه وتعالى. وكل انزال جاء في القرآن فانه يفيد الانزال من اعلى الى اسوأ وليس كل انزال اضيف الى الله عز وجل يكون كلاما له او صفة له وانما يضاف لله عز وجل ما لنفسه من الصفات اذا تقوم بغيره وانما تقوم به سبحانه وتعالى. فالكلام يقوم بالله عز وجل واضافته الى الله اضافة صفة صفة اضافة صفة الى موصوف واما غيره من المخلوقات التي اضيفت اليه ولا تقوم به فان اضافتها الى الله عز وجل اضافة تشريف واضافة مخلوق لا خالق ايضا احتجاجهم ايضا رد عليهم بقول الاخطل ان هذا هو معتقد النصارى يرد ايضا على الاخطل ان الاخطر في معتقده فاسد فالنصارى يعتقدون ان اللاهوت حل بالناسوت وان وان الله لا يتكلم وان الناسوت هو الذي هو الذي كان جزءا من من اه من ذات سبحانه وتعالى فاصبح ممتزجا بالمخلوق فهو عنده بالكلمة مخلوقة وهذه المخلوقة حلت بمخلوق فهم فهم متخبطون في اصل اعتقادهم الكفري الضال الذي يعتقد فيه ان الله عز وجل حل في عيسى عليه السلام وانه جامع مريم وانه انزل تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا واختلط بهذا الناسوت حتى انتج ابنا هو له تعالى الله عن قول علوا كبيرا هو عيسى عليه السلام فكان ممزوجا بين اله وبين مخلوق وهذا من ابطل الباطل. فمعتقدهم في هذا المقام باطل. وقولهم الذي بنوا عليه ايظا يكون باطلا. فالاحتجاج بقول من يرى ان الله يتجزأ وان شيئا منه يكون في خلقه دليل على اي شيء على بطلان ما احتج به ذلك المحتج وعجبا لمن يترك قول الله وقول رسوله يحتج بقول الاخطل النصراني كما قال ذلك شيخ الاسلام ابن القيم. بعد ذلك ذكر ان من قال ان قال هو كلام البشر انه كافر بالاجماع وهذا لا خلاف بين اهل العلم من قال ان القرآن كلام النبي صلى الله عليه وسلم او هو كلام البشر كفى بالاجماعين ايا كان ذلك القائل ويكون تكفيره من جهة التعيين والعين لا من جهة النوع والقول بل يقال من قال القرآن كلام البشر انه كافر بعينه سبب ذلك انه كذب الله في قوله فالله يقول انا عندما قال سبحانه وتعالى في قصة ابن المغيرة مع سلم قامه بقول البشر فنفى انه يكون هذا الكلام هو كلام البشر. واما الجهمية والمعتزلة وكل من خالف السنة في هذا المقام فانهم لا يقولون ان القرآن هو كلام محمد ويقول كلام الله هم يقولون كلام الله عز وجل لكنه مخلوقا له. واما من صرح انه مخلوق انه كلام البشر وانه كلام يا محمد او كلام عيسى وصححه كلام جبريل عليه السلام فانه يكون في هذا كافرا لتكذيبه لتكذيبه لله عز وجل وليس بقول البشر. من قال ان ان القرآن كلام محمد فهو كافر لتكذيبه لله عز وجل. اما ان قال هو كلام الله وهو مخلوق لله جل فهذا يكفر من جهة من جهة انه انه جعل كلامه مخلوق وهي كما قال الامام اللالكائي انهم كفرهم خلفية عالم ونقل ان اهل السنة يكفرون كل من قال ان القرآن مخلوق. كل من قال قوامهن هو قول هذا كفر ولا كند تنزيل الحكم على عينه. لابد ان ان تقام الحجة وتبين له الحجة وتدفع الشبهة التي يتدرع بها حتى يكفر بعينه. هذا ما يتعلق بما ذكره رحمه الله تعالى الله تعالى اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم نبينا محمد