وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالدينا والمسلمين قال الطحاوي رحمه الله ويل فويل لمن ضاع له في القدر قلبا ديما اصاحبي وفي نسخة فويل لمن صار قلبه في القدر قلبا سقيما لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرا كتيما وعاد بما قال فيه اخفاك قال الشارع رحمه الله القلب له حياة وموت ومرظ وشفاء وذلك اعظم مما للبدن قال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. اي كان ميتا بالكفر فاحيناه بالايمان القلب الصحيح الحي اذا عرض عليه الباطل والقبائح نفر منها بطبعه وابغضها ولم يلتفت اليها بخلاف القلب الميت فانه لا يفرق بين الحسد والقبيح كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه هلك من لم يكن له قلب يعرف به المعروف والمنكر. وكذلك القلب المريض بالشهوة فانه لضعفه يميل الى ما يعرض له من ذلك بحسب قوة المرض وضعفه. ومرض القلب نوعان كما تقدم مرض شهوة ومرض شبهة وارداهما مروا الشبهة واردوا الشبه ما كان من امر القدر وقد ينغض القلب واشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافي عن معرفة صحته واسبابها بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته. وعلامة ذلك انه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق وعقائده الباطلة فان القلب اذا كان فيه حياة تألم بورود القبيح عليه وتألم بجهله بالحق بحسب وما لجرح بميت وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحمل مرارة الدواء والصبر عليها فيؤثر بقاء الم على مشقة الدواء فان دواءه في مخالفة الهوى وذلك اصعب شيء على النفس وليس له انفع منه وتارة يوطن نفسه على الصبر ثم ينفسخ ولا يستمر معه لضعف علمه وبصيرته وصبره كمن دخل في طريق مخوف مفض الى غاية الامن وهو يعلم انه ان صبر عليه انقضى الخوف اعقابه الامن فهو محتاج الى قوة صبر وقوة يقين بما يصير اليه ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من الطريق ولم يتحمل مشقة ولا سيما ان عدم الرفيق واستوحش من من الوحدة وجعل يقول اين ذهب الناس فلي اسوة بهم وهذا حال اكثر الخلق وهي التي هلكاتهم بل بصير الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده اذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الاول الذين انعم الله عليهم من والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا. وما احسن ما قال ابو محمد عبد الرحمن ابن اسماعيل المعروف بابي شامة. في كتابه الحوادث الحوادث والبدع حيث جاء الامر بلزوم الجماعة والمراد لزوم الحق واتباعه وان كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرة لان الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الاولى من عهد النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضي الله عنهم ولا نظر الى كثرة اهل الباطل بعدهم وعن الحسن البصري رحمه الله انه قال السنة والذي لا اله الا هو بين الغالي والجافي واصبروا عليه رحمكم الله فان اهل السنة كانوا اقل الناس فيما مضى وهم اقل الناس فيما بقي الذين لم يذهبوا معه للاتراك في اترافهم ولا مع اهل البدع في بدعهم وصبروا على سنتهم حتى ربهم فكذلك فكونوا. وعلامة مرض القلب وعلامة مرض القلب عدوله عن الاغذية النافعة الموافقة له الى الاغذية بابا وعدوله عن دوائه النافع الى دواءه الضار فها هنا اربعة اشياء غذاء نافع ودواء شاف وغذاء ضار ودواء مهلك فالقلب الصحيح يؤثر النافع الشافي على الظالم المؤذي والقلب المريض بغد ذلك. وانفع الاغذية غذاء الايمان وانفع الادوية دواء القرآن وكل منه ما فيه الغذاء والدواء فمن طلب الشفاء في غير الكتاب والسنة فهو من اجهل الجاهلين واضل الظالين فان الله تعالى يقول قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقروا هو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد. وقال تعالى وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. ومن في قوله من القرآن ببيان الجنس لا للتبييض. وقال تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. فالقرآن هو الشفاء التام لجميع الادواء القلبية والبدنية. وادواء الدنيا والاخرة وما كل المؤهل للاستشفاء به واذا احسن العليم التداوي به ووضعه على دائه بصدق وايمان وقبول تاء واعتقاد جازم واستيفاء لم يقاوم الداء لم يقاوم الداء ابدا. وكيف تقاوم الادواء كلام رب كلام رب الارض والسماء الذي لو نزل على اذا صدعها او على الارض اذا قطعها فما من مرض من امراض القلوب والابدان الا وفي القرآن سبيل الدلالة على دواءه وسببه والحمية والحمية منه لمن رزق الله فهما في كتابه وقوله لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرا كتيما اي طلب بوهمه في البحث عن الغيب سرا مكتوما اذ القدر سروا الله في خلقه فهو يروم ببحثه الاطلاع على الغيب. وقد قال تعالى عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا. الى اخر السورة. وقوله وعاد ما قال فيه اي في القدر افاك كذابا اثيما اي مأثوما. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه به اجمعين. يقول ابن يقول الطحاوي رحمه الله تعالى فويل لمن ضاع له في القدر في القدر قلبا سليما. وفي ضبط وفي رواية الاخرى او في نسخة اخرى فويل لمن صار قلبه في القدر قلبا سقيما. ولا شك ان العبارة الثانية اوضح وآآ ادل على ما اراد رحمه الله تعالى فهو هنا يتوعد ذلك الذي ظل قلبه في القدر وظل سبيله في القدر وتخبط تخبط الجهمية او تخبط المعتزلة فان الناس الذين ظلوا في القدر انما ظلوا بسبب سقم قلوبهم بسبب مرضها وبسبب زيغها فانما زاغت قلوب لانهم زاغوا زاغوا فازاغ الله القلوب سبحانه وتعالى. وذلك انهم اثروا الادواء. والادواء والاغذية الضارة على الاغذية النافعة والادواء النافعة وذلك ان مرض ان مرض القلب لا يأتي فجأة وانما يأتي باسباب اسباب سابقة وتأخر العلاج الذي يسبق العلاج الاسباب التي توجب للقلب مرضه وسقمه حتى يصل به الحال الى ان يموت نسأل الله السلامة. اولا ان يتغذى وقلب الاغذية الفاسدة الاغذية الفاسدة الغير النافعة. فالغذاء الفاسد يفسد القلب يفسد القلب ويسلك السبيل الظالم الذي ينحيه عن سبيل الذين انعم الله عليهم وعن سبيل الرسل والانبياء. فاذا تغذى الاغذية الضارة الشبهات والشهوات واخذ يدلل قلبه دائما حولها. عندئذ يسقم هذا القلب. عندما عندئذ هذا القلب. فان تأخر الشفاء بل وزاد ذلك ان يأخذ ادوية ضارة وغير نافعة زاد سقمه وزاد بلاؤه. وهذا الذي حصل مع نوفات القدر ونفاة آآ قدرة الله عز وجل وعلمه او نفات خلقه ومشيئته سبحانه وتعالى انما اوتوا من شبهات من شبهات غذوا قلوبهم بها وذلك انهم اعتادوا عن الحق بالباطل. واعتادوا على الغذاء النافع بالباطل. فالله سبحانه وتعالى بين الادوية النافعة وبين الاغذية في كتابه سبحانه وتعالى فما من شبهة في اه ما من شبهة الا وفي القرآن شفاؤها وفي السنة ايضا ما يزيلها. الا ان هؤلاء تابعوا المتشابهات فظلوا واضلوا نسأل الله العافية والسلامة. فلاجل هذا يقول ويل لمن لمن ضاع قلبه لمن لمن نويل لمن صار قلبه في القدر سقيما. وسقامته في القدر لانه تربى على شبهات باطلة وتغنى على شبهات باطلة. اول الشبهات ان قدموا عقولهم على النصوص قدموا عقولهم على النصوص واعملوا عقولهم واخروا النصوص. هذا من اعظم الاغذية الفاسدة التي يتضر بها من سلك هذا مسلك. الامر الثاني انهم جعلوا جعلوا النصوص لها ظاهر وباطن. وان الباطل يعلمه الا هم وما الله يعلمه عامة الناس. فجعل النصوص تأويلات وتحريفات حرفوها وتأولوها تأويلهم تأويل باطل. الامر الثاني ايضا انهم لم يعتمدوا على الكتاب والسنة فيما يقولون وانما اعتمدوا على اراء الجهال واراء المخرفين من دعاة الضلال عمرو بن عبيد المعتزلي وكذلك واصل بن عطاء قبله وكذلك قبله من سوسن الذي هو من ابن اختي او لوط ابن اختي آآ ابن اختي عاصم الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فهي اخذوا هذا العلم الفاسد من هؤلاء الضلال. فلما كانت القول قد امتلأت بهذه الشبهات اتوا على القدر نفوه وعطلوه وهم في هذا ايضا من جهة مرض القلوب بمعنى دركات منهم من نفى العلم كله واثبت ان الله لا يعلم بالاشياء الا بعد وقوعها وهذا قد وصى به المرظ الى القتل والى الموت فاصبح ميتا وليس آآ لجرح بميت ايلاه. آآ النوع الثاني الذي هو دونه في المرض والسقم من خلق الله لافعال عباده او نفى مشيئة الله العامة وقال للعبد ان الله ان الله لا يشاء الفساد ولا يشاء الضر ولا يشاء الكفر فعطل الله عن مشيئته وجعل مشيئة الاب اقوى بمشيئة الله سبحانه وتعالى. فهذه الشبهات التي استقرت في قلوب هؤلاء واصلوا عليها اصل العدل جعل قلوبهم سقيمة مريضة. جعل قلوبهم قلوبهم سقيمة مريضة فاسدة ضالة. ثم بعد امتلأت القلوب بالمرض وامتلأت القلوب بهذه الاسقام. لم يبحثوا عن الدواء الذي هذه الاسقام ويدفعها ويبعدها وانما ازدادوا بمرضهم لمرض واتوا بادوية ضارة مؤذية غير نافعة فزاد ضلالة وزاد فساده. لذلك ما من صاحب بدعة يعني كما جاء في مالك وعن بعض الصحابة ان الله ان الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة. ولذلك سئل مالك النار القتال بذلك قال انظروا الى اي شيء تحول فان اخر الحديث اشد عليه من اوله فكما قال حديث الخوارج قال يمرقون الدين فلا يقول الدين فتنظر النصر الى الخوف لا ترى بذلك شيء فهو خروجه لا يمكن ان يرجع لانه يرجع ولا يعلق منه شيء فكذلك اهل البدع اذا خرجوا من خرج بدعتهم لا يمكن ان الى الاصل وانما يرجع الى بدعة اخرى. يقول فاخره اشد عليهم بالاول اذا قال ثم لا يعودون فيه ثم لا يعودون فيه وقد جعلنا سن الطبراني ان الله حاجب التوبة عن كل صاحب بدعة. اذا هذا الذي اراده ان من اضاع قلبه في القدر واصبح قلبه ضالا منهم من يكفر بهذا بهذا الضلال ومنهم من هو مبتدع ضال يضلل ويبدع ببدعته اما معتزلة الذين هم اه قالوا ان العبد يخلق افعال نفسه وان العبد مشيئته تنفث دون اعلى اقوى بمشيئة الله لا شك ان هذه الاقوال كفرية وان يكفر لكنه لا يمكن ان نكفره بعينه حتى تدفع هذه الشبهات التي يتعلقون بها ثم ان دفعت واقروا واصروا كفروا بعد ذلك باعيانهم العلم فهؤلاء كفر باجماع المسلمين لان هذه المسألة يمكن ان يعذر احد بجهله لان علم الله عز وجل مما تظاف النصوص ويدل على اثباته ومن ومن الله بعدم العلم فانه يصفه بالجهل تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. هذا ما يتعلق بهذه المسجد. ثم قال عن ذلك قد التمس بوهم في فحص الغيب يعني سبب مرار الخلق في القدر اي شيء انهم ارادوا ان يكشفوا سر الله عز وجل ارادوا ان يكشفوا سر الله سبحانه لذلك يقول ان القدر هو سر الله في خلقه. يكشفه يوم القيامة سبحانه وتعالى ابن عباس نظام التوحيد لمن كذب القدر اختل نظامه. فهؤلاء لم دخل في باب القدر ارادوا ان يكشفوا ان يلتمسوا بوهمهم وضلالهم يلمسوا فحص الغيظ يلمسوا في فحص سرا يعني يريد ان يكشف لماذا يموت هذا كافرا؟ ولماذا يموت هذا مؤمنا؟ لماذا يحكم على هذا بالكفر؟ ولماذا يحكم على هذا؟ بالنار؟ ولماذا هذا يخلق مريضا وهذا يخلق معاثا ولماذا؟ فدخلوا في سر الله عز وجل ولذلك قال كما قال شيخ الاسلام في نيته اصل ضلالة الخلق من كل فرقة الخوض في افعال الله بعدة فهو يريد للعلة التي دفعها الله لماذا فعل الله ذلك؟ والاصل ان المؤمن في افعال الله ان يقول امنا وسلمنا وصدقنا ولا يعترض لماذا وانما يفعل امنت بالله وبرسله ولا يعترض على خلق الله ولا قدره فهو اراد يتفحص الغيب وسر الله وسره فرجع بذلك كئيبا وعالما قال فيه افاك اثيما اي عاد انه كاذبا مفتريا فالمعتزلة لما هذا النظام على هذا السر رجعوا بتأصيل اصل فاسد وهو اصل العدل وقالوا بعد ان دخلوا في القدر والغير وغيب القدر ولماذا الله قالوا ان الله لا يخلق افعال العباد لانه اذا خلقها فانه غير عادل يخلقهم يخلق افعالهم ويعذبهم هذا يقتضي ايش؟ يا اخوان عندهم الظلم. علوا كبيرا. فقالوا العبد لا يخلق فعل نفسه. الله الله لا يخلق فيها العبد وانما العبد هو الذي يخلق نفسي الله لا يشاء الكفر ولكن العبد شاء الكفر. فمشيئة العبد تنفذ ومشيئة الله لا تنفذ عند هؤلاء. ولا شك ان هذا من اعظم الظرفات بعد ان دخلوا في سر القدر عادوا بهذا الكذب وبهذا آآ الافتراء وبهذا الضلل العظيم حتى جعلوا لهم اصلا سموه اصل العدل فهذا من ابطل الباطل اذا كلامه على قبلته كلام رصين وكلام واضح وبين ان هؤلاء اللي ظلوا بالقدر انما سبب ضلالهم قلوبهم التي تغذت بالغذاء الفاسد وتداولت الادوية الضارة غير النافعة فخرجوا لنا بهذه المعتقدات الكفرية الضالة نسأل الله العافية والسلامة قاعدة ان كل من ظل في باب العقيدة بمرض في قلبه بمرض في قلبه مرض الشبهات ومن ظل في من جهة الشهوات لمرض القلب يسمى مرض مرض الشهوة فالمرض مرضان مرض شبهة ومرض شهوة عافانا الله واياكم منها جميعا والله اعلم