والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله عالم والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق. قال ابن ابي العز رحمه الله تعالى قال تعالى واذا اخذ ربك بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم. الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين يخبر سبحانه وتعالى انه انه استخرج ذرية بني ادم من اصلابهم شاهدين على انفسهم ان الله ربهم ومليكهم وانه لا اله الا هو وقد وردت احاديث في اخذ الذرية من صلب ادم عليه السلام وتمييزهم الى اصحاب اليمين والى اصحاب الشمال وفي بعضها الاشهاد عليهم بان الله ربهم منها ما رواه الامام احمد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اخذ الميثاق من ظهر ادم عليه السلام بنعمان عرف فاخرج من صلبه كل ذريته كل ذرية ذراها فنثرها بين يديه ثم كلمهم قبلا. قال الست بربكم قالوا بلى شهدنا الى قوله المفطرون. ورواه النسائي ايضا وابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك وقال صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وروى الامام احمد وروى الامام احمد ايضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه سئل عن هذه الاية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال ان الله خلق ادم عليه السلام ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذريته قال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية قال خلقت هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون فقال رجل يا رسول الله ففيما العمل؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت حتى يموت على عمل على عمل من اعمال اهل الجنة. فيدخل به الجنة واذا خلق العبد للنار استعماله بعمل اهل النار حتى يموت على عمل من اعمال اهل على على عمل من اعمال اهل النار فيدخل به النار. ورواه ابو داوود والترمذي والنسائي وابن ابي حاتم وابن جرير وابن حبان في صحيحه. وروى الترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق لما خلق الله ادم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته الى يوم القيامة. وجعل بين عيني كل انسان منهم وبيصم النور ثم عرضهم على ادم فقال فقال اي رب من هؤلاء؟ قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم ما بين عينيه فقال اي رب من هذا؟ قال هذا رجل من اخر الامم من ذريتك يقال له داوود قال ربي كم عمره؟ قال ستون سنة قال اي رب زده من عمري اربعين سنة فلما انقضى عمر ادم جاء ملك الموت قال جاء ملك الموت قال اولم يبقى من عمر اربعون سنة قال اولم تعطي ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته ونسي ادم فنسيت ذريته وخطأ ادم فخطأ ثم قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجه. وروى الامام احمد ايضا عن انس ابن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للرجل من اهل النار يوم القيامة ارأيت لو كان لك ما على الارض من شيء اكنت مفتديا به قال فيقول نعم. قال فيقول هل اردت منك اهون من ذلك؟ ايش؟ فيقول قد اردت منك اهون من ذلك. قد اخذت عليك من ظهر ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي واخرجه في الصحيحين ايضا. وفي ذلك احاديث اخر ايضا كلها دالة على ان الله استخرجوا ذرية ادم من صلبه وميز بين اهل النار واهل الجنة. ومن هنا قال من قال ان الارواح مخلوقة قبل الاجساد. وهذه الاثار لا تدل على الارواح الاجساد قوم مستقرا ثابتا. وغايتها ان تدل على ان بارئها وفاطرها سبحانه صور النسمة. وقدر خلقها وقدر خلقها اجلها وعملها واستخرج تلك الصورة من مادتها ثم اعادها اليها وقدر خروج كل فرد من افرادها في وقته المقدر له ولا يدل على لانها خلقت خلقا مستقرا واستمرت موجودة ناطقة كلها في موضع واحد ثم يرسل منها الى الابدان جملة بعد جملة كما قالها ابن كما قاله ابن حزم فهذا لا تدل الاثار عليه. نعم الرب سبحانه يخلق منها جملة بعد جملة على الوجه الذي سبق به التقدير اولا. فيجيء الخلق الخارجي مطابقا للتقدير السابق كشأنه سبحانه في جميع مخلوقاته فانه قدر لها اقدارا واجالا وصفات وهيئات ثم ابرزها الى الوجوه مطابقة لذلك التقدير السابق فالاثار المروية في ذلك انما تدل على القدر السابق وبعضها يدل على انه سبحانه استخرج امثالهم وصورهم وميز اهل السعادة من اهل الشقاوة واما الاشهاد عليهم هناك فانما هو في حديثين موقوفين على ابن عباس وابن عمر رضي الله وابن عمرو رضي الله عنهما ومن ثم قال قائلون من السلف والخلف ان المراد ان المراد بهذا الاشهاد انما هو فطرهم على التوحيد كما تقدم في حديث ابي هريرة رضي الله الله عنه ومعنى قوله شهدنا اي قالوا بلى شهدنا انك ربنا وهذا قول وهذا قول ابن عباس ابي بن كعب وقال ابن عباس رضي الله عنه ايضا اشهد بعضهم على بعض وقيل شهدنا من قول الملائكة والوقف على قوله بلى وهو قول جاهدين والضحاك والسدي وقال السدي ايضا هو خبر من الله تعالى عن نفسه وملائكته انهم شهدوا على على اقرار بني ادم والاول اظهر ما عداه احتمال لا دليل عليه وانما يشهد ظاهر الاية للاول. واعلم ان من المفسرين من لم يذكر سوى القول بان الله استخرج ذرية ادم من ظهره واشهدهم على انفسهم ثم اعادهم كالثعلبي والبغوي وغيرهما. ومنهم من لم يذكره فذكر انه نصب لهم الادلة على ربوبيته ووحدانيته. وشهدت بها عقولهم وبصائرهم التي ركبها الله فيهم كالزمخشري وغيره ومنهم من ذكر القولين كالواحدي والرازي والقرطبي وغيرهم. ولكن نسب الرازي قول الاول الى اهل السنة والثاني الى المعتزلة. ولا ريب ان الاية لا تدل على القول الاول يعني اعني ان الاخذ كان من ظهر ادم وانما فيها ان الاخذ من لبني ادم وانما ذكر الاخذ من ظهر ادم والاشهاد عليهم هناك في بعض الاحاديث وفي بعضها الاخذ والقضاء بان بعضهم بان بعضهم الى الجنة وبعضهم الى النار كما في حديث عمر رضي الله عنه في بعضها الاخذ واراءة ادم اياهم من غير قضاء ولا اشهاد. كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه والذي به الاشهاد على الصفة التي قالها اهل القول الاول موقوف على ابن عباس وابن عمرو وتكلم فيه اهل الحديث ولم يخرجه احد من اهل الصحيح غير الحاكم مثل مستدرك على الصحيحين والحاكم معروف تساهله رحمه الله. والذي فيه القضاء بان بعضهم الى الجنة وبعضهم الى النار دليل على القدر وذلك شواهده كثيرة ولا نزاع فيه بين اهل السنة وانما يخالف فيه القدرية المبطلون المبتدعون. واما الاول فالنزاع فيه بين اهل السنة من السلف والخلف ولولا ما كان ولولا ما التزمته من الاختصار لبسطت الاحاديث الواردة في ذلك وما قيل من الكلام عليها وما ذكر فيه من المعاني المعقولة ودلالة الالفاظ ودلالة الفاظ الاية الكريمة. قال القرطبي رحمه الله وهذه الاية مشكلة. وقد تكلم العلماء في تأويلها فنذكر ما ذكروه من ذلك حسب حسب ما وقفنا عليه فقال قوم معنى الاية ان الله اخرج من ظهر بني ادم بعضهم من بعض قالوا اشهدهم على انفسهم الست بربكم دلهم بخلقه على توحيده. لان كل بالغ يعلم ضرورة ان له ربا واحدا الست بربكم اي قال فقام ذلك مقام الاشهاد عليهم والاقرار منهم كما قال تعالى في السماوات والارض. قالتا اتينا طائعين ذهب الى هذا القفال واطنب وقيل انه سبحانه اخرج الارواح قبل خلق الاجساد وانه جعل فيها من المعرفة ما علمت به ما ما علمت به ما خاطبها ثم ذكر القرطبي بعد ذلك الاحاديث الواردة في ذلك الى اخر كلامه. واقوى ما يشهد لصحة القول الاول حديث انس المخرج في الصحيحين الذي فيه قد اردت منك ما هو اهون من ذلك قد اخذت عليك من ظهر ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي ولكن قد روي من طريق اخرى قد سألتك اقل من ذلك وايسر فلم تفعل. فيرد الى النار وليس فيه في ظهر ادم وليس في الرواية الاولى اخراجهم من ظهر ادم على الصفة التي ذكرها اصحاب القول الاول. بل القول الاول متضمن لامرين عجيبين احدهما كون الناس تكلموا حين واقروا بالايمان وانه بهذا تقوم الحجة عليهم الى يوم القيامة. عليهم يوم القيامة. والثاني ان الاية دلت على ذلك والاية لا تدل عليه بوجوه احدها انه قال من بني ادم ولم يقل من ادم الثاني انه قال من ظهورهم ولم يقل من ظهره وهذا بدل بعض او بدل اشتمال وهو احسن الثالث انه قال ذريتهم ولم ولم يقل ذريته. الرابع انه قال واشهدهم على انفسهم اي جعلهم شاهدين على انفسهم ولابد ان الشاهد ذاكرا لما شهد به وهو انما يذكر شهادته بعد خروجه الى هذه الدار. كما تأتي الاشارة الى ذلك لا يذكر شهادة قبله الخامس انه سبحانه اخبر ان حكمة هذا الاشهاد اقامة الحجة عليهم لئلا يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. الحجة انما قامت عليهم الرسل والفطرة التي فطروا عليها كما قال تعالى رسلا مبشرين ومنذرين. لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. فالسادس بذلك لئلا يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين ومعلوم انهم غافلون عن الاخراج لهم من صلب ادم كلهم واشهادهم جميعا ذلك جميعا ذلك الوقت فهذا لا يذكره احد منهم. السابع قوله تعالى او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم فذكر حكمتين في هذا الاخذ والاشهاد. الا يدعوا الغفلة او يدعوا التقليد فالغافل لا شعور له والمقلد متبع في تقليده لغيره ولا ولا تترتب هاتان الحكمتان الا على ما قامت به الحجة من الرسل والفطرة. الثامن قوله افتهلكنا بما ما فعل المبطلون؟ لو عذبهم بجحودهم وشركهم لقالوا ذلك. وهو سبحانه انما يهلكهم بمخالفة رسله وتكذيبهم. فلو اهلكم بتقليد ابائهم في شركهم من غير اقامة الحجة عليهم بالرسل لاهلكهم بما فعل المبطلون واهلكهم مع غفلتهم عن معرفة عن معرفة بطلان ما كانوا عليه. وقد اخبر سبحانه انه لم يكن ليهلك وبظلمي وانا غافلون وانما يهلكهم بعد الاعذار والانذار بارسال الرسل. التاسع انه سبحانه اشهد كل واحد على نفسه انه ربى انه ربه وخالقه واحتج عليه بهذا الاشهاد في غير موضع من كتابه كقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله فهذه هي الحجة التي اشهدهم على انفسهم بمضمونها وذكرتهم بها رسله بقوله افي الله شك فاطر السماوات والارض؟ العاشر انه جعل هذه اية وهذه وهي دلالة الواضحة البينة المستلزمة لمدلولها بحيث لا يتخلف عنها المدلول. وهذا شأن ايات الرب تعالى. فانها ادلة معينة معينة كن على مطلوب معين مستلزمة للعلم به. فقال تعالى وكذلك نفصل الايات ولعلهم يرجعون. وانما ذلك بالفطرة التي فطر الناس عليها تبديلا لخلق الله فما من فما من مولود الا يولد على الفطرة لا يولد مولود على غير هذه الفطرة. هذا امر مفروغ منه لا يتبدل ولا يتغير واتقدم وقد تقدمت الاشارة الى هذا والله اعلم. وقد تفطن لهذا ابن عطية وغيره ولكن هابوا مخالفة ظاهر تلك الاحاديث التي تصريحوا بان الله اخرجهم واشهدهم على انفسهم ثم اعادهم وكذلك حكى القولين الشيخ ابو منصور الماتريدي في شرح التأويلات ورجح القول الثاني وتكلم عليه وما لا اليه ولا شك ان الاقرار بالربوبية امر فطري والشرك حادث طارق والابناء تقلدوه عن الاباء فاذا احتجوا يوم القيامة بان الاباء اشركوا ونحن على عادتهم كما يجري الناس على عادة ابائهم في المطاعم والملابس والمساكن يقال لهم انتم كنتم معترفين بالصانع. مقرين بان الله ربكم لا شريك له وقد شهدتم بذلك على انفسكم فان شهادة المرء على نفسه وهو اقراره بالشيء ليس الا فقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم. وليس المراد ان يقول اشهدوا على نفسي بكذا بل من اقر بشيء فقد شهد على نفسه به. فلما عدلتم عن هذه المعرفة والعم عن هذه المعرفة والاقرار الذي شاهدتم به على انفسكم الى الشرك بل عدلتم عن المعلوم المتيقن الى ما لا الى ما الى ما لا حقيقة تقليدا لمن لا حجة معه بخلاف اتباعه في العادات الدنيوية فان تلك لم يكن فان تلك لم يكن عندكم ما يعلم به فسادها فهو فيه مصلحة لكم بخلاف الشرك فانه كان عندكم من المعرفة والاشهاد على انفسكم ما يبين فساده وعدولكم فيه عن الصواب فان الدين الذي يأخذه الصبي عن ابويه هو دين التربية والعادة. وهو لاجل مصلحة الدنيا. فان الطفل لابد له من كافل واحق الناس به ابواه ولهذا جاءت الشريعة بان الطفل مع ابويه على دينهما في احكام الدنيا الظاهرة وهذا الدين لا يعاقبه الله وهذا الدين لا يعاقبه الله عليه على الصحيح حتى يبلغ ويعقل وتقوم عليه الحجة. وحينئذ فعليه فعليه ان يتبع دين العلم والعقل. وهو الذي يعلم بعقله هو انه دين صحيح فان كان اباؤه مهتدين كيوسف الصديق مع ابائه قال قال تعالى واتبعت ملة اباء ابراهيم واسحاق ويعقوب وقال عقوبة وقال وقال ليعقوب وبنوه نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق. وان كان الاباء مخالفين للرسل كان عليه ان يتبع الرسل كما قال تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما. فمن اتبع دين ابائه بغير بصيرة وعلم. بل يعدل عن الحق المعلوم اليه فهذا اتبع هواه. كما قال تعالى واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله. قال بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا اولو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وهذه حال كثير من الناس من الذين ولدوا على الاسلام يتبعوا احدهم هم اباهم فيما كان عليه من اعتقاد ومذهب. وان كان خطأ وان كان خطأ ليس هو. وان كان خطأ وان كان خطأ ليس هو فيه على بصيرة بل هو من مسلمة الدار ولا لا مسلمة الاختيار. وهذا اذا قيل له في قبره من ربك؟ قال ها ها لا ادري. سمعت الناس يقولون شيئا فقلت فليتأمل اللبيب هذا المحل ولينصح نفسه وليقم لله ولينظر في من اي الفريقين هو؟ والله الموفق فان توحيد الربوبية لا يحتاج الى دليل فانه مركوز في الفطر واقرب واقرب ما ينظر فيه المرء امر نفسه لما كان نطفة وقد خرج من بين الصلب والترائب عظام الصدر ثم صارت تلك النطفة في قرار مكين في ظلمات ثلاث وانقطع عنها تدبير الابوين وسائر الخلائق ولو كانت موضوعة على لوح او طبق واجتمع حكماء العالم حكماء العالم على ان يصوروا منها شيئا لم يقدروا ومحال توهم عمل الطبائع فيها بانها موات عاجزة ولا توصف بحياة ولكن يتأتى من المواتي فعل فعل وتدبير فاذا تفكر في ذلك فاذا تفكر في في ذلك وانتقال هذه النطفة من حال الى حال علم بذلك توحيد الربوبية فانتقل منه الى توحيد الالهية فانه واذا علم بالعقل ان له ربا اوجده كيف يليق به ان يعبد غيره. وكلما تفكر وتدبر ازداد غي يقينا وتوحيدا. والله الموفق لا رب ولا اله سواه كمل كمل. قول يقال الامام الصحابي رحمه الله وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه وكذلك افعاله فيما علم منهم فيما علم منهم ان يفعلوه. قال ابن ابي العز رحمه الله قال تعالى ان الله بكل شيء عليم. وقال تعالى وكان الله بكل شيء عليما. والله تعالى موصوف بانه بكل شيء عليم ازلا ولم يتقدم علمه بالاشياء جهالة وما كان ربك نسيا. وعن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس رأسه فجعل من كتب ثم قال ما منكم من احد ما من نفس اسرة الا قد كتب الله مكانها من الجنة والنار. والا قد كتبت شقية او سعيدة. قال فقال رجل يا رسول الله افلا نمكث على كتابنا وندع فقال من كان من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة. ومن كان من اهل الشقاوة فسيصير الى عمل اهل الشقاوة. ثم قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. اما اهل السعادة فيسر فيسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة ثم فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى في الصحيحين وقال الامام الطحاوي رحمه الله وكل ميسر لما خلق والاعمال بالخواتيم والسعيد من سعى من سعد والسعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضاء الله. قال ابن ابي العز رحمه الله تقدم حديث علي رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم فيه اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وعن زهير عن ابي الزبير عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال جاء سراقة بن مالك ابن جشعم. فقال يا رسول الله بين لنا ديننا كأننا خلقنا الان فيما العمل اليوم فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير ام فيما يستقبل؟ قال لا بل فيما جفت به الاقلام وجرت به المقادير. قال ففيما العمل؟ قال زهير ثم تكلم ابو الزبير بشيء لم افهمه لم افهمه فسألت ما قال فقال اعملوا فكل ميسر رواه مسلم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل ليعمل عمل اهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من اهل النار وان الرجل ليعمل عملي ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنة خرجه في الصحيحين وزاد البخاري وانما الاعمال بالخواتيم وفي الصحيحين ايضا عن الله ابن مسعود رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم ثم يرسل اليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر اربع كلمات يكتب رزقه واجله واجله وعمله وشقي ام سعيد. يكتب رزقه واجله وعمله وشقي ام سعيد فهو الذي لا اله غيره ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل يدخل فيدخلها فيدخلها وان احدكم ليعمل بعمل اهل النار حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع. فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة فيدخلها والاحاديث في هذا الباب كثيرة. وكذلك الاثار عن السلف. قال قال ابو عمر ابن عبد ابن عبد البر الله في التمهيد قد اكثر الناس من تخريج الاثار في هذا الباب. واكثر المتكلمون من الكلام فيه واهل السنة مجتمعون على الايمان بهذه الاثار اعتقادها وترك المجادلة فيها وبالله العصمة والتوفيق. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه به اجمعين. اما بعد في هذا الفصل يذكر ابن ابي العز رحمه الله تعالى شارحا كلام الامام الطحاوي في مسألة ميثاق واخذ الله عز وجل له من عباده ذكر في هذه المسألة ان الميثاق اختلف اختلف اهل العلم فيه وذكر في ذلك ادلة تدل على ان الميثاق انه ما اخذه الله عز وجل من ظهور بني ادم وهذا الميثاق الذي ذكره رحمه الله تعالى هل هو الميثاق الفطري الذي يذهب اليه عامة اهل العلم ان الميثاق الذي اخذه الله عز وجل هو فطرته التي فطر الناس عليها ان يعبدوا وان يوحدوه سبحانه وتعالى انه اهل للعبادة والتوحيد سبحانه وتعالى او ان المراد بالميثاق وان الله سبحانه وتعالى اخرج من ادم ذريته ونشرهم كالذر ثم بعد ذلك عروبيته فشهدوا ونطقوا بلسان القال لا بلسان الحال انه ربهم سبحانه وتعالى. اذا هذان هما القولان الذي وقع فيه والخلاف اولا ما هو الميثاق؟ الميثاق هو ان يوثق الموثق قول من يريد ايثاقه اما بفعله واما بقوله وهو الاشهاد والاقرار الميثاق والاقرار بان يقر الذي اخذ على الميثاق بما اريد ان يقر به فالميثاق هو اقرار الخلق بان الله هو الخالق الرازق المدبر المحي المميت. وانه ربهم والههم سبحانه وتعالى. وثمرة الخلاف بين هذين القولين يعني يلخص في مسألة هل الميثاق حجة مستقلة؟ او هو او هو او هو ليس بحجة وانما هو من باب المنة من الله عز وجل على خلقه ان ان ان جعل في فطرهم وفي قلوبهم ان يقروا بان الله الخالق الرازق المحنت وانه اله الرب ثم تأتي الرسل بعد ذلك مذكرة بذلك الميثاق هذه هي ثمرة الخلاف. من رأى ظن الله سبحانه وتعالى اخذ من بني ادم ومن ذريته اخذ بريء من ظهورهم ذريتهم واشهدهم انه الخالق الرازق وانه ربهم والههم قالوا كل من انكر هذا توحيد ولم يأتي به فانه كافر بالله عز وجل خالد مخلد في نار جهنم وان الحجة قائمة عليه بهذا الميثاق وهذا قال به جمع من آآ المعتزلة وقال ايضا جمع وقال به المعتزل قال بجمع من اهل السنة. والقول الثاني وهو الذي على جماهير اهل السنة تلة ان الحجة ليست قائمة بهذا الميثاق. وانما هذا الميثاق على قول من يراه حقيقة ان الله عز وجل اخذ من بني ادم من ظهور وانطاقهم بلسان قالهم على انه ربهم ان هذا فقط من باب من باب ان يقروا بما يقر بما يقر بما جاءت به الرسل بعد ذلك وبما جاء به الكتاب ونطق به فانه يتذكرون ذلك الميثاق فيقولوا فيؤمنون به وليس حجة مستقلا هو بذاته. وهذا القول اذا قلنا به اصبح الخلاف على ذلك لا ثمرة له بعد ذلك لا ثمرة له وانما يظهر الخلاف اذا قلنا انه حجة بذاته اما فاذا قلنا ليس بحجة واصبح المسألة هل هو حقيقة او هو هل هو قال اصبح لا ثروة له من جهات التحقيق والتطبيق الذين قالوا بان الله سبحانه وتعالى اخذ من بني ادم ظهورهم اه ذريتهم وانطقهم وذروة ونشر ثم بان الله هو الخالق الرازق ليس لهم في الباب الا حديثين. حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنه وحديث عبد الله ابن عمرو. والحديثان كلاهما لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا. فحديث ابن عباس ذكره في اول هذا الكتاب ذكر من طريق كلثوم الجبر عن اول حديث ذكره ابن عباس رضي الله تعالى عنه الذي فيه كلثوم ابن جبر عن مجاهد ابن عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس كلثوم ابن جبر عن ابن عباس وهذا الحديث قد اختلف فيه على كلثوم بن جبر. فرواه جمع من الحفاظ كابن عليا وعبدالوهاد بن سعيد. وغيره واحد من عن كلثوم عن سعيد عن ابن عباس من قوله عن ابن عباس من قوله ورفعه بعضهم فجعله الى النبي صلى الله عليه وسلم وقد رجح الحفاظ كابن ابي حاب حاتم الرازي تعالى وغيره ان الصحيح في هذا الحديث انه موقوف. وقد يقال في علة اخرى وهي تفرد كلثوم بن جبر عن مجاهد بهذا الحديث عن سعيد نعم. عن سعيد الجبير تفرد به كلثوم جبر وقد وقع الخلاف عليه فهذا ايضا علة اخرى لتفرده بهذه المسألة العظيمة وهي مسألة ان الله عز وجل نشر واخرج من بني من ادم من ظهره ذريته الى قيام الساعة ثم اشهدهم هذا يحتاج الى نقل فاصل سعيد له اصحاب كثر وابن عباس له اصحاب كثر وتفرد كلثوم بهذا الخبر يدل على على وهمه وعلى علتي لكن لو قلنا بصحته فالحديث موقوف على على ابن عباس رضي الله تعالى عنه وكذلك قول عبد الله ابن عمرو انه موقوع ابن عباس وعلى هذا يكون تكون الاذكار يكون هذان الاثران من مما اخذه ابن عباس وابن عمرو من بني اسرائيل من بني اسرائيل وليس فيه حجة على الصحيح ومما يوهن هذا القول القول بان الله عز وجل اخرج من بني ادم اه من من ظهور ذريتهم يوهنه اشياء كثيرة الامر الاول ان الله سبحانه وتعالى ذكر من من ظهورهم وليس ظهر ادم فالاخراج اصبح متعلق بجميع بجميع الذرية ليس ادم فقط بين ابن عباس يرى انه اخرج من ادم من ظهره ذريته الى قيام الساعة. والله يقول من ظهورهم من ذريتهم من ظهورهم فجعل الضوء الخروج بجميع الذرية من جميع الظهور وهذا يدل على ان الخروج كان من جميع من جميع الخلق من جميع الخلق الى قيام الساعة واشهدهم على انفسهم هذا اولا. الامر الثاني ايضا ان آآ ان هذا الميثاق الذي اخذ الله عز وجل وقال ان الحجة قال به لا اذكره المسلم ولا يذكره عاقل ان الله اخرجه من صلب ابيه وانه انطقه واشهده وانه نطق وشهد وان الملك شهد بذلك على هذا الاشهاد هذا لا يذكر عاقل والله لا يؤاخذ الانسان بغير ما يعقل ويذكر ولا ولا ما ولا ما لا يذكره البتة. فدل هذا على ضعف هذا القول ان القول انه حقيقي وان واخر البني ادم وهو من ذريتهم ظهورا اخذ من بريان من ظهور ذريتهم انه الصحيح والقول الثاني الذي لا مقال به مجاهد وقال به عطاء من السلف ومال اليه ايضا الامام شيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم وابن ابي العز الحنفي وابن كثير والحسن البصري قبلهم كذلك هو قول جميع السلف ان الاخذ هو بلسان الحال لا بلسان القال. وان الله عز وجل جعله من الادلة والبراهين الدالة على ان الله هو الخالق الرازق والمحيي المميت الذي تستوجب عبادته. فيكون القول الاول فيه ضعف وفيه مكان والقول الثاني وهو الصحيح ان المراد هو الاشهاد بالحال لا بالقال وان المراد واخذه من ظهوري منذ واخرج من ذريته من ظهورهم ان كل مولود يولد على الفطرة وان ما مولود يولد الا وقد اقام الله عليه والحجج التي تدل على انه على ان له خالق ورازق ومدبر هو الله سبحانه وتعالى. فالادلة العقلية. والادلة النقلية السبعية كلها تدعو عليه شيء على ان لهذا الكون خالقا ولهذا الكون مدبرا يوجب على كل من عقل هذا المعنى ان يرضي الله عز وجل ربه وعلى هذا يمكن ان نفصل فنقول ان مسألة الانكار الربوبية لا يعذر الانسان بالجهل بها البتة بينما الجهل بحال الالوهية انه قد يعرض بها الانسان في حال في حال لم تبلغ الحجة ولم تقم عليه الحجة انه يعذر من جهة حكمه الاخرى اي حكم الاخروي. اما الذي ينكر توحيد الربوبية البتة ولا يرى ان له ربا ولا خالق رازق ان الحجة قائمة عليه باي شيء بفطرة الله التي فطر الله الناس عليها وبما فيه من الدلائل والبراهين الدالة على ان لهذا الخلق خالق هذا قول قد يعني آآ يقال به في هذه المسألة خاص بس الربوبية ان من انكر ان له خالق وان له رازق ومدبر وليس هناك ربا الكون انه لا يعذر لا في الدنيا ولا يعذر في الاخرة وان الحجة قائمة عليه بالفطرة فطر الله عز وجل الناس عليها. هذا قال بجمع قد قال فيه الاجماع بعض اهل العلم نقله بعضهم بالاجماع وهذا الاجماع نقل العزب عبد السلام ان هذا دل عليه الاجماع ولكن ليس هناك آآ اجماع صريح لكن قد يقال بهذا القول ان من انكر توحيد الربوبية ان الحجة قامت بالفطرة التي فطر الله الناس عليها. اما ان نقول ان الميثاق اه حجة بذاته مستقلة. كل من انكرت الحجولية انه انه يعذب في النار فهذا ليس بصحيح. والله يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا هذا فيما يتعلق من اقر في الحروب ولذلك ما يوجد من انكر به الا طوائف قلة طوائف قلة اما مكابرة وعنادة والا عند التحقيق والنظر لا يوجد من ينكث الحروبية البتة حتى الملاحدة يقرون بان لهذا الكون مدبر وخالق لكنهم كما قال تعالى وجحدوا بها واستيقظتها انفسهم ظلما وعلوا. اذا المسألة القول الصحيح في هذه المسألة ان الميثاق الذي اخذ آآ هو بان الله عز وجل الله عز وجل اخذ من ظهره من ظهور بني ادم كلهم وان الله عز وجل فطر الناس على اقرار الوهية رؤيته وان الادلة والبراهين التي يراها الخلق تنادي على ان لهذا الخلق خالق ومدبر ورب وبذلك قالوا قالوا بلى اي اننا انت ربنا وانت خالقنا وقاتل الملائكة شهدنا على هذا الاقرار الفطري الذي قال الله عز وجل الناس عليه وهذا هو قول الصحيح انه ان الميثاق المراد بالميثاق الفطري الذي فطر الله عز الناس عليه. ابن حزم وافقه يرى ان بهذا الحديث ما نبهه وبهذا لان الارواح خلقت خلقت قبل الاجساد وانها ناطقة ومنتقلة وانها باقية قبل ثم بعد ذلك خلق الله الاجساد الارواح اياها. وهذا القول ليس بصحيح. فلو فرضنا وسلمنا بان الله اخرج الارواح كلها فان المراد بذاك انه اخرجها من صلبها من اصلابها وهي قطفا ثم بقدرته وقوله كلفة فكانت فكانت ارواح ناطق متكلمة ثم بعدما نطقت وشهدت رجعت الى ما كان عليه سماء مهينا في اصلاب في اسراب اه اصحاب في اصلاب اصحابها. وليس لانها خرجت وبقيت ليس فيها انها خرجت. وبقت اذا سلمنا ان خروج ارواح حقيقي. وهنا مسألة وهي مسألة هل ما جاء من ان الله عز وجل ان ادم ان الله قال عز وجل فرأى اسودته عن يمينه وسد عن شماله قال هؤلاء اصحاب النار وهؤلاء اصحاب الجنة بالنسبة للمؤمنين على اهل الجنة واليسار اهل الجنة هل هذا هو معنى الاية؟ نقول لا وكل ما ورد ان ادم رأى كما في حديث الاسراء انه كان ينظر يمينه فيرى فيضحك ويرى عن يساره فيبكي. وقال هؤلاء لاهل الجنة فقد اعلم باسمائهم واسماء ابائهم وهؤلاء اهل النار علم باسماء واسماء ابائهم هذا الحديث يتعلق بالقدر لا بالميثاق. وان الله سبحانه وتعالى علم اهل النار كلهم. علم اهل النار كلهم منذ ان خلق الان الى اخر من يخلق ربنا سبحانه وتعالى باسمائهم واسماء ابائهم وعلم اهل الجنة ايضا كلهم باسماء واسماء باملة ان يذهب الله الارض من عليها فاهل الجنة قد علموا واهل النار قد علموا وليس فيه وليس فيه عندما اخرج الله من ادم ذريته ان هذا هو الميثاق الذي اشهدهم فالاية شيء والمسح على ظهر ادم واخراج من صلبه ذريته فقال هؤلاء لاهل الجنة وهؤلاء اهل الجنة وهؤلاء النار هذا شيء وذاك شيء فهنا يتعلق بمسألة القدر وان الله سبحانه وتعالى علم العباد عاملون وما يؤولون يوم يصل اليه من نعيم او جحيم ومن عذاب ومن اه آآ جنة فهذا قد علم. اما الذي في الاية واذا اخذ واذا اخذ ربكم بني ادم من دون ذرية واشرن الى انفسنا لسوء ربكم قالوا بلى. هذه الاية من رواتبها الميثاق الفطري الذي فطر الله الناس عليه ودلهم ودلت الادلة والبراهين السمعية والمشاهدة والايات على ان ان لهذا الخلق خالقه الاقرار بان الله هو الخالق الرازق سبحانه وتعالى. وعلى هذا كلا القولين كلا القولين اذا خلت بالقول ان الميثاق حجة نقول لا لا لا ينبني عليها كبيرة خلاف سواء قلنا ان الله اخرج من ادم ذريته وانطقهم وشهدوا فان ليس فيه حجة على ان العبد يعذب بهذا الميثاق واذا قلنا ان واذا قلنا انه انه ان المراد بذاك الفطرة نقول لا تعارض في هذا القول سواء قلنا بقول ابن جرير طبعا وافقه انه حقيقي ولكن ليس حجة على اه العباد في تعذيبهم. او قلنا بقول الحسن ومن وافقه من كمجاهد والحسن وغيره انه ميثاق. اه وجود البر وادلة وان كل ميثاق متعلق بصلب كل بصلب كل من خلق الله عز وجل سيخلقه الى قيام الساعة فان الله فطرهم جميعا على ان يغروا بربيته سبحانه وتعالى. كما يتعلق بمسألة الميثاق. قال بعد ذلك رحمه الله تعالى ذكر احاديث ابن عباس قلنا اسناده ضعيف اسناده صحيح موقوف وكذلك ذكر حديث آآ ابي هريرة حديث ابن الخطاب الذي قال ورواه احمد عن عن عمر ابن الخطاب انه سئل عن هذه الاية فقال سمعت يقول ان الله خلق ادم ثم مسح على ظهر بيمينه فاستخرج منه ذريته قال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون. اولا اه سياق هذا الحي عند هذا منكر وباطل. والصحيح ان المسح هنا يتعلق بمسألة من هم اهل النار ومن هم اهل الجنة وليس فيه ما يدل على انهم قالوا رب شهدنا بان انك ربنا والهنا وانا في فقط ان الله مسح على ظهر ادم سبحانه وتعالى فاخرج من هذا الصلب جميع ذريته اهل النار جميعا واهل النار واهل الجنة. وهذا الاسناد ابن الخطاب فيه الصحيح بانه من طريق سايب اليسار عن الخطاب. وسليمان هذا اجتمع فيه امران انه مجهول مجهول اولا والامر الثاني انه لم يسمع الخطاب وقد جاء بطريق اخر فيه زياد ربيعة بن يزيد وهو ايضا رجل مجهول ولا يعرف ومع ذلك من زاده ليس بالحافظ يعتمد عليه الحديث بهذا الاسناد نقول ضعيف ومنكر والصحيح ان قول عمر هنا لا يتعلق بالاية البتة وانما يتعلق بمسألة مسح ظهر ادم واخراج في ذريته منه عليه السلام ثم اعلاه بان هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فلا دخل له في الميثاق وما يتعلق بذلك. ذكر ايضا حديث ابي هريرة الاجراءات تتم من حيث الطريق هشام بن سعد عن سعيد عن ابي هريرة. قال وسلم لما خلق الله مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته الى يوم القيامة جعل بين عيني كل انسان منهم وبيصا من نور ثم عرضوا على ادم فقال اي رب من هؤلاء؟ قال هؤلاء ذريتك فرأى رجل منهم فاعجبه ما بين عينيه فقال اي رب من هذا؟ قال هذا رجل من اخر الامم من ذريتك يقال له داوود قال ربي كم عمره؟ قال ستون سنة قال اي رب زده من عمري اربعين سنة فلما فلما انقضى عمر ادم جاءه ملك الموت قال اولم يبقون اربعون سنة؟ قال او لم تعطها ابنك داود؟ فجحد ادم فجحدت ذريته ونسي ادم فنسيت ذريته وخطأ ادم فخطئت ذريته هذا حديث رواه الترمذي واحمد من طريق هشام بن سعد وهشام بن سعد وان اخرج له مسلم فالصحيح ان هشام بن سعد يقبل حديثه خاصة فيما رواه عن زيد ابن اسلم. اما من غير طريق زيد ابن اسلم فان فيه فان فيه ضعف وهذا يعتبر من الاحياء فيها نكارة من جهة قوله جحد ادم فجحدت ذريته فوصف ادم الجحود لا شك ان هذا من مما مما لا ثم يقبل من هذا الحديث خاصة واما وكذلك ان انه اعطى ادم من عمره اربعين سنة ايضا فيه فيه نكارة فالحي بهذا الاسناد فيه هشام بن سعد فيه ضعف وقد حسنه الترمذي وغيره. وقد صححه بعضهم. لكن يبقى الحديث فيه هذه العلة وتفرد هشام بن سعد بهذا الحديث وان صح احلىه او حسنناه فلا حرج في ذلك. قال مع ذلك آآ واصح ما يقال في الميثاق قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين قال يقال رجل من اهل النار يوم القيامة ارأيت لو كان لك ما على الارض من شيء اكنت مفتديا به؟ قال فيقول نعم فيقول الله تعالى قد اردت منك اهون لذلك قد اخذت عليك في ظهر ادم الا تشرك بي شيئا فابيت الا ان تشرك بي. هذا الحديث هو اصح ما ورد في هذا الباب من جهة ان الله عز وجل اخذ من ادم من ذريته انه اشهد على انه لا انه ربهم والههم. لكن الحديث هذا بهذا اللفظ جاء بلفظ اخر دون ذكر اخراج اه اخراج من ظهر ادم. وانما اردت منك الا اشبه بيتي الا ان تشرك بي شيئا وهذا يقوي ان ان الاخذ انما كان من جميع من جميع ظهور بني ادم لا من جهة ادم وحده. فالاقرب والله اعلم ان مسألة الميثاق علقوا الفطرة وان الاخذ الذي اخذ الله من ظهور بني ادم وانه اشهدهم بهذا الاخذ الحقيقي كما قال تعالى واشهدهم بلسان الحال لا بلسان القال اي اشدنا ان بما يروه من الايات والبراهين والحجج ان الله عز وجل هو خالقهم وهو مدبره سبحانه وتعالى قال بعد ذلك والمسألة الثانية ذكر هنا مسألة وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه ذلك افعال فيما علم منهم ان يفعلوه. هذه المسألة يتعلق بعلم الله عز وجل وعلم الله سبحانه وتعالى متعلق بما بما هو كائن وما هو ما سيكون. فكل ما هو كائن ويكون وكان فقد تعلق به علم الله عز وجل. اما الذي لا وجود له ولا وليس بكائن فلا تعلق فيه بعلم الله سبحانه وتعالى. اذا علم الله متعلق بما هو كائن وما يكون وما كان. اما ما لم يكن ولن يكون فلا تعلق في بعلم الله سبحانه وتعالى. الامر الثاني ان هذا العلم ان هذا العلم مما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ. الله سبحانه وتعالى علم الاشياء ازلا ثم كتب اللوح المحفوظ مما كتب اللوح المحفوظ عدد اهل الجنة وعدد اهل النار وحال الخلق من جهة النجاة والعذاب من جهة النجاة والشقاء والسعادة اهل الجنة قد علموا باسمائهم واسماء ابائهم الى اخر من يخلق الله سبحانه وتعالى وكذلك اهل النار قد علموا فلا يزاد من اهل الجنة احدا ولا ينقص من اهل النار احدا. فاهل الجنة الان قد علموا واهل النار قد علموا وعلم حال الحاضرين وحال السامعين وحال اي شخص في هذا الوجود علم حاله هل هو من اهل الجنة؟ او هو من اهل النار وانما يعمل العباد فيما فيما خلقوا له فمن كان من اهل الجنة سيعمل بعملي اهل الجنة ومن كان من اهل النار فسيعمل بعمل اهل النار. اذا هذا يتعلق بعلم الله وقدر الله عز وجل وان الله سبحانه وتعالى علم اهل النار من اهل الجنة وان كل سيعمل بما بما خلق له. قال بعد ذلك وهذه المسألة التي بعدها وكل ميسر لما خلق له هذي فيه رد على من يعتمد على القدر ويقول اذا كان اهل الجنة قد علموا اهل النار واهل النار قد علموا فلما العمل لما نعمل يا رسول الله الامر وقد قظي ام نستأنف؟ قال بل هو امر قد قظي اليس عملا جديدا او فدى به وانما هو عمل وانما هو امر قد قضي وانتهى وعلم وعلم الله عز وجل اهل النار من اهل الجنة فقال علي يا رسول فبما العمل؟ اذا كان قد فرغ منه قد انتهى منه وقد علم اهل الجنة قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وانما الاعمال بالخواتيم يعني جمع بين مسألتين المسألة الاولى انك مكلف ان تعمل بعمل اهل الجنة وان تسلك مسلك اهل الجنة وان تطرق مطارق اهل الجنة الى ان تموت على هذا العمل وهذا الذي انت مكلف به ومأمور به من الله سبحانه وتعالى. الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى ولو علم الانسان ابتداء حياته بعمل اهل الشقاء وهو من اهل الجنة فان الله سيوفقه يوفقه بعد ذلك الى ان الا بعمل اهل الجنة ليدخل الجنة. ولن يدخل النار احد من اهل الجنة. ولن يدخل الجنة احد من اهل النار ممن علم الله انه من تلك الدارين. فيكون فعلا ان الانسان مأمور بالعمل وان من لم يعمل فليعمل فليعلم ان العبرة بالخواتيم وانك اذا رأيت رجلا سلك ما سلك اهل النار فانك لا تدري على اي حال يموت قد يوفقه الله قبل موته فيعمل كما جاء ابن سعد الساعد وابن مسعود رضي الله تعالى عنه ان الرجل ليعبي عمل الجنة حتى لا يبقى بينه ما بينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب الذي كتبه الله عز وجل فيعمل بعمل الجنة فيدخلها وحديث مسعود حديث سهل فيما يبدو للناس فيعمل الجنة وهو من اهل النار وفي باب الناس من اهل النار ويعمل اهل الجنة فيدخلها المقصود ان العبرة بالخواتيم وان الانسان لا يعلم عليه حال يموت فان هذا المسلم مأمور وملزم بان يسأل الله الثبات وان يثبته على الطريق والدين. وان يعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى يدعو الله صباح مساء يميته على الدين والتوحيد والاسلام والا يزيغ قلب عداء اذ هدى فانما الاعمال بالخواتيم والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد