رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ووالدينا والحاضرين. قال الامام الصحابي رحمه الله ونرجو للمحسنين من المؤمنين لمن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته. ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم قال الشافعي رحمه الله سؤال المؤمن ان يعتقد هذا الذي قاله الشيخ رحمه الله في حق نفسه وفي حق غيره. قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهما اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. فقال تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين. وقال تعالى واياي فاتقون. واياي فارهبون فلا يخشون الناس ويخشون ومدح اهل الخوف وقال تعالى ان الذين هم من خشية ربهم يشيطون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون. وفي المسند والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة اهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف الا لا يقبل منه قال الحسن رضي الله عنه عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا ان ترد عليهم. ان المؤمن جمع احسانا وخشية والمنافق جمع اساءة وامنا. انتهى وقد قال تعالى ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم. فتأمل كيف جعل رجاؤهم مع اتيانهم بهذه الطاعات؟ فالرجاء وانما يكون مع الاتيان بالاسباب التي اقتضتها حكمة الله تعالى شرعه وقدره وثوابه وكرامته. ولو ان رجلا له ارض يأمل ان يعود عليها من مغالها ما ينفعه فاهملها ولم يحرثها ولم يبصرها ورجى ان يأتي من مغالها مثل ما يأتي من منحرث وزرع وتعاهد الارض لعده الناس من اسماء السفهاء. وكذا لو رجع وحسن ظنه ان يجيئه ولد من غير جماع. او يصير اعلم اهل زمانه من غير طلب طلب العلم وحرص وامثال ذلك وكذلك من من حسن ظنه وقوي رجاؤه في الفوز بالدرجات العلى والنعيم المقيم من غير طاعة ولا تقرب الى الله تعالى بمثال اوامره واجتناب نواهيه. ومما ينبغي ان يعلم ان من رجاء شيئا استلزم رجاءه امورا. احدها محبة ما يرجوه. الثاني خوفه من فواته. الثالث سعيه في تحصيله بحسب الامكان. واما رجاء لا يقارنه شيء من ذلك تشوفون من باب الاماني والرجاء شيء والاماني شيء اخر فكل فكل راج خائف والسائر على الطريق اذا خاف اسرع السيرة مخافة الفوات فقال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالمشرك لا ترجى له المغفرة لان الله نفي لان الله نفى عنه المغفرة وما سواه من الذنوب في مشيئة الله ان شاء الله غفر له وان شاء عذبه وفي معجم عند الله يوم القيامة عند الله عند الله يوم القيامة ثلاثة دواوين. ديوان ديوان ديوان لا يغفر الله منه شيئا. وهو الشرك بالله ثم من قرأ ان الله لا يغفر ان يشرك به. وديوان لا يترك الله منه شيئا. وهو مظالم العباد بعظهم بعظا. وديوان لا يعبأ الله به وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه. وقد اختلفت عبارات العلماء في الفرق بين الكبائر والصغائر. وستأتي الاشارة الى ذلك عند قول الشيخ رحمه الله واهل الكبائر من امة محمد في النار لا مقلدون ولكن ثم امر ينبغي التفطن له وهو انها كبيرة قد يغتنم بها من الحياء والخوف والاستعظام لها ما ما يلحقها بالصغائر. وقد يغتنم بالصغيرة من قلة الحياء وعدم المبالاة وترك الخوف والاستهانة بها ما يحيطه بالكبائر. وهذا امر مرجعه الى ما يقوم بالقلب. وهو قدر زائد على مجرد الفعل والانسان يعرف ذلك من نفسه وغيره. وايضا فانه قد يعفى لصاحب الاحسان العظيم ما لا يعفى لغيره. فان فاعل السيئات تسقط عنه عقوبة جهنم بنحو عشرة اسباب اه عرفت بالاستقراء من الكتاب والسنة. السبب الاول التوبة. قال تعالى الا من تاب. الا الذين تابوا والتوبة النصوح وهي الخالصة لا يختص بها ذنب دون ذنب لكن هل تتوقف صحته على ان تكون عامة؟ حتى لو تاب من ذنب واصر على اخر لا تقبل. والصحيح انها تقبل. وهل يجب وهل يجب والاسلام ما قبله من الشرك وغيره من الذنوب وان لم يتب منها ام لابد مع الاسلام من التوبة من غير الشرك حتى لو اسلم وهم مصر على الزنا وشرب الخمر مثلا الا لا يؤاخذ بما كان منهم في كفره من الزنا وشرب الخمر ام لابد ان يتوب من ذلك الذنب مع اسلامه او يتوب توبة عامة من كل ذنب وهذا هو الاصح انه لابد من التوبة مع مع وكون التوبة سببا لغفران الذنوب وعدم المؤاخذة بها مما لا خلاف فيه بين الامة. وليس شيء ان يكون سببا لغفران جميع الذنوب الى التوبة. قال تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه الغفور الرحيم. وهذا لمن تاب. ولهذا قال لا تقنطوا وقال بعدها وانيبوا الى ربكم. السبب الثاني الاستغفار قال تعالى وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون. لكن استغفار ثارتا يذكر وحده وتارة يقرن بالتوبة فان ذكر وحده دخل معه التوبة. كما اذا ذكر التوبة وحدها شملت الاستغفار فالتوبة تتضمن الاستغفار والاستغفار يتضمن التوبة وكل واحد منهما يدخل في مسمى الاخر عند الاطلاق واما عند الاقتران اذا اللفظتين بالاخرى فالاستغفار طلب وقاية شر ما مظى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخاف في المستقبل من سيئات اعماله ونظير هذا الفقير والمسكين اذا ذكر احد لفظين شمل الاخر واذا ذكرا معا كان لكل منهما معنى. قال تعالى اطعام عشرة مساكين فإطعام ستين مسكينة وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. لا خلاف ان كل واحد من الاسمين في هذه الايات لما افرد شمل المقلة والمعدم. ولما قرن احدهما بالاخر في قوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين كان المراد باحدهما المقل والاخر المعدم على خلاف فيه وكذا المحدث. احسن الله اليك. قال والاخر المعدم على خلاف فيه. وكذلك الاثم والعدوان والبر والتقوى والفسوق والعصيان. ويقرب من هذا المعنى الكفر والنفاق فان الكفر اعم فاذا ذكر الكفر شمل النفاق وان ذكر معا كان لكل منهما معنى وكذلك الايمان والاسلام على ما يأتي الكلام فيه ان شاء الله تعالى السبب الثلاث الحسنات فان الحسنة بعشرة بعشر امثالها والسيئات والسيئة بمثلها والويل لمن غلبت احاده اعشاره وقال تعالى ان الحسنات السيئات وقال صلى الله عليه وسلم اتبع السيئة الحسنة تمحها. والسبب الرابع من المصائب الدنيوية. قال صلى الله عليه وسلم ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا غم ولا هم من ولا حزن حتى الشوكة يشاكها الا الا كفر بها الا كفر بها من خطاياه. وفي المسند انه لما نزل قوله تعالى من يعمل سوء يجزى به. قال ابو بكر ان يا رسول الله نزلت قاصمة الظهر واينا لم يعمل سوى فقال يا ابا بكر الستنصب؟ الست تحزن؟ الست يصيبك اللأواء؟ فذلك ما تجزون به فالمصايب نفسها مكفرة وبالصبر عليها يثاب العبد. وبالتسخط يأثم. فالصبر والتسخط امر اخر غير غير مصيبة. فالمصيبة من فعل الله لا من فعل العبد وهي جزاء من من الله للعبد على ذنبه. ويكفر ذنبه بها وانما يثاب المرء ويأثم على فعله والصبر والسخط من فعل وان كان الثواب والاجر قد يحصل بغير عمل من العبد بل هدية من الغير او فضل من الله من غير سبب. قال تعالى ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. فنفس المرض جزاء وكفارة مما تقدم. وكثيرا ما يفهم من الاجر غفران الذنوب وليس وذلك مدلوله وانما يكون من لازمه. السبب الخامس عذاب القبر ويأتي الكلام عليه ان شاء الله تعالى. السبب السادس دعاء المؤمنين واستغفارهم في الحياة وبعد الممات. السبب السابع ما يهدى اليه بعد الموت من ثواب من ثواب صدقة او قراءة او حج ونحو ذلك. ويأتي الكلام على ذلك ان شاء الله تعالى. السبب وسام الاهوار يوم القيامة وشدائده. السبب التاسع ما ثبت في الصحيحين ان المؤمنين اذا عبروا الصراط اوقفوا على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعض من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة. السبب العاشر شفاعة الشافعين كما تقدم عند ذكر الشفاعة واقسامها. السبب الحادي عشر عفو ارحم الراحمين من غير شفاعة كما قال تعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فان كان ممن لم يشاء الله ان يغفر له لعظم جرمه فلابد من دخوله الى الى ياخذوا طيب ايمانه ليخلص ليخلص طيب ايمانه من خبث معاصيه. فلا يبقى في النار من في قلبه ادنى ادنى ما ادنى مثقال ذرة من ايمان. بل من قال لا اله الا الله كما تقدم من حديث انس رضي الله عنه. واذا كان الامر كذلك امتنع القطع لاحد معين من الامة غير من شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة ولكن نرجو للمحسنين ونخاف عليهم. نعم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. يقول رحمه الله تعالى نرجو للمحسنين من المؤمنين ان هو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم هذا القول منه رحمه الله تعالى يتنزل على اهل الاسلام. اما من ينزل هذا القول على عموم الخلق فهذا ضلال وجهل. وانما ينزل هذا القول على اهل الايمان والاسلام. فمن كان مؤمنا او كان مسلما متلبسا بشيء من المعاصي والذنوب. فهذا الذي تتنزل هذه الاقوال وهذا المعتقد فاهل السنة يعتقدون اولا انه لا يجزم ولا يقطع لاحد بجنة ولا بنار من اهل القبلة. الا من جزم له الرسول صلى الله الله عليه وسلم او بشر به الرسول صلى الله عليه وسلم كالعشرة المبشرين بالجنة ومن نص النبي صلى الله عليه وسلم انه من اهل الجنة كثابت ابن قيس وبلال والروميساء ام سليم من شابه هؤلاء وقد الحق شيخ الاسلام رحمه تعالى في هذا التنصيص ايضا من اجمع المسلمون على تزكيته وعلى اه فضله وانه من اهل الجنة. واخذ ذلك من قوله انتم شهود الله في ارضه فلا شك ان هذا يظل له وجه وله قوة لكن نقتصر على ما جاء به النص. فمن كان من اهل الاحسان. من كان من اهل الصلاح والتقوى رجونا له انه من اهل الجنة. وان الله سيدخله جنته سبحانه وتعالى ولا نأمن على هؤلاء ان يكونوا قد عصوا او قد فعلوا شيئا يستوجب عقابهم من الله سبحانه وتعالى كذلك المسيء الذي ارتكب المعاصي والذنوب فانا لا نقطعنه من اهل النار الا من قطع له الرسول صلى الله عليه وسلم واخبر انه من اهل النار وهذا الحكم يتعلق بالكافر خاصة فالكفار نقطع انهم من اهل النار اما من اهل التوحيد واهل القبلة فلا نقطع لمعين انه من اهل النار او نقول انه من اهل النار. نقطع ان الزناة يدخلون النار نقطع ان آآ اه قاتل النفس يدخل النار نقطع ان شارب الخمر يدخل النار لكن من جهة الجملة لا من جهة الاعيان اي من جهة العموم لا من جهة الاعيان من شرب الخمر استوجب النار. من زنا استوجب النار لكن فلان من الناس يشرب الخمر لا نقطعنه من اهل النار. بل نرجو ان بل نخاف عليه ونخاف عليه من العذاب ولا نؤيسه من رحمة الله عز وجل او نقنطه من رحمة الله او نيأس ونقنط ان الله لا يغفر له وهذه مسألة حال اهل الايمان من حال المؤمنين او حال الفساق المليين فمن كان من اهل الملة هو فاسق فانا نخاف عليه ولا نؤيسه ونقنطه ومن كان من اهل الاحسان فانا نرجو له ولا نؤمنه هذا هو ما يعتقده اهل السنة في باب اهل الايمان وانه لا لا يقطعون لاحد منهم بجنة او بنار وانما يرجون لمحسن ويخافون على المسيء. ذكر هنا ابن ابي رحمه الله تعالى ان من كان من اهل الاحسان ورجى ان يكون من الفائزين المفلحين فلابد ان يكون رجاءه صادق وذلك ان الرجاء هناك عدة هناك الرجاء يتلون ويمكن تقسيمه الى اقسام رجاء الصادقين فرجاء المغترين اي الكاذبين المخدوعين اما رجاء الصادقين فهم الذين قال الله تعالى فيهم ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله فتأمل امنوا وهاجروا وجاهدوا فاخبر انهم يرجون رحمة الله عز وجل فرجاء الصادقين هم الذين عملوا وتابوا واحسنوا ويمكن نقول ايضا نقسم رجاء التائبين ايضا رجاء التائبين ورجاء الصادقين ورجاء الكاذبين اما رجاء صادقين فهم الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة يعملون الحسنات يسابقون في الخيرات وهم وهم يخافون ان ان يرد الله اعمالهم ويرجون ان الله يقبل اعمالهم. ولذلك قال تعالى ان رحمة الله قريب من المحسنين فرحمة الله قريبة من المحسنين من كان يرج لقاء ربه فليعمل عملا صالحا فهذا ورجاء الصادقين واما رجاء التائبين فهو ذاك الذنب ذاك الرجل الذي اسرف على نفسه بالذوى والمعاصي ثم تاب الى الله توبة صادقة ناصحة ورجاء ان يقبل الله توبته فهذا له ما رجاه ويبلغه الله عز وجل ايضا ما اما القسم الثالث فهو رجاء المغتربين رجاء المخدوعين الكاذبين الذي وليس رجاء وانما يسمى اماني يسمى اماني ولا يسمى رجاء. وهو الذي يعمل الذنوب والمعاصي والسيئات. ولا يفعل الاسباب الموجبة لتحقيق رجب وتحصيله ثم يرجو رحمة الله كما يفعله كثير من العوام تجده متلطخا بالفجور متلطخا بالمنكرات ثم يقول ان الله غفور رحيم. نقول رحمة الله ومغفرته قريبة من المحسنين قريبة من من يرجو رحمة الله فعمل لها وعمل صالحا قال رحمه الله مما ينبغي ان يعلم ان من رجا شيئا هنا فائدة يقول من رجا استلزم رجاؤه امور. الامر الاول ان يحب ما رجاءه ان يحب ما رجاه. فاذا فاذا رجوت شيئا فانك تحب ذلك المرجو الامر الثاني ان تخاف وتحزن ان يفوتك ما ترجوه الامر الثالث ان تفعل الاسباب وتسعى في تحصيل الاسباب التي تبلغك ما رجوت. اما اذا كنت تريد الجنة وتعمل بخلافها فهذا حال المنافقين كما قال الحسن تقول حسن عملوا والله بالطاعات فاجتهدوا فيها وخافوا ان ترد عليهم ان المؤمن جمع احسانا وخشية والمنافق جمع اساءة وابناء. المنافق جمع اساءة فجور ومعاصي وذنوب ثم يرجو رحمة الله ولذلك ما احسن ما قال ابن مسعود كما عند البخاري قال المؤمن يرى ذنوبه كرجل جالس تحت اصل جبل يخشى ان يقع عليه. والمنافق يرى ذنوبه كذباب طار على انفه فقال بيده هكذا. واداره اي انه لا يرى لذنوبه اثرا ولا شك ان هذا يدل على انه لم يحقق ما رجاه ولم يسعى سعيا صادقا فيما يرجوه. ثم ذكر آآ ان الله سبحانه وتعالى ايضا يغفر نقول هذا ما يتعلق بالمخلوق اما ما يتعلق بالخالق فان الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فمن كان مسلما موحدا ولو اقبل على الله بالكبائر والمعاصي وبلغت ذنوبه عنان السماء فان الله اهل ان يغفر لهم ان يغفر له سبحانه وتعالى وان يقابل ذلك برحمته ومغفرته. لكن هذا هذا لا لا نتعلق به ونترك فعل الاسباب لكن نقول اما العبد ولو بلغ ما بلغ من الاذن والمعاصي فانه تشمله رحمة الله ويدخل تحت مشيئة تحت مشيئة الله عز وجل ولذلك جاء عند الطبراني من حديث عائشة رضي الله تعالى باسناد ضعيف انه قال الدواوير ثلاثة ديوان لا يغفر الله منه شيء وديوان لا يترك الله منه شيء وديوان لا يأبأ الله به. اما الديوان الذي لا يغفر منه شيء هو ديوان الشرك وذلك ان المشرك لا يغفر له وهو مخلد في نار جهنم. وديوان لا يترك الله لشيء حقوق العباد. فحقوق الخلق لابد ان يقتص لاصحاب من ممن ظلمهم وديوان لا يعبأ الله به ديوان ظلم العبد لنفسه من المعاصي والذنوب ومع ذلك نجزم ونقطع ونعتقد ان اصحابك منهم من يدخل النار ولذلك قال يقولون لقد اختلفت عبارات العلم في القرن في الفرق بين الكبار والصغار هذا مسألة ذكرنا ان الكبيرة وهي ما توعد عليه بلعن او بنار او بطرد من رحمة الله عز وجل او بحد من او علق به حد من حدود الدنيا فانها تكون كبيرة كالخمر والزنا واللواط وآآ ترك الصلوات وما شابه ذلك ثم ذكر هنا ما يتعلق بان الذنوب لها مكفرات الذنوب هذه لها مكفرات مكفرات متعلقة باسباب يفعلها العبد او يفعلها العباد ومكفرات مردها الى الله عز وجل وهي ذكرها شيخ الاسلام في فتاويه ان الذنوب تكفر بعشرة اسباب السبب الاول وهو اعظمها التوبة الصادقة. من تاب توبة صادقة غفر الله عز وجل له جميع الذنوب كما قالت الا من تاب لمن تاب غفر له ما تقدم من ذنبه والاسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ايضا ما قبلها السبب الثاني الكثرة الاستغفار قد يلهج لسانه دائم الاستغفار استغفر الله استغفر الله استغفر الله ولو كان مع استغفاره لم يعزم مفارقة فان استغفاره عبارة عن حسنات لكن لا شك ان المستغفر الذي استغفاره يكون عن ندم وخشية انه هو الذي يثاب المثابة العظيمة. اما من يستغفر رجاء يقلل آآ ما يسمى يقلل اثر السيئة عليه فهو حسن. حتى الذي يفعل المعصية ويقول استغفر الله استغفر الله وان كان مصرا هو خير من لا خير من لا يستغفر فالمستغفرون ثلاثة. مستغفر تائب نادم مستغفر مستهتر وانما يستغفر استهتارا وانه لا يبالي وهذا قد وهذا المستهتر الذي يستغفر استهزائنا وسخرية هذه ردة وخروج من دولة الاسلام مستغفر صادق لكنه غير عازم على الترك. وغير مفارق للذنب انما يستغفر في وقته ويعود للذنب مرة اخرى. فان كان استغفاره في وقت ندمه وعزمه على الترك فهذه توبة. وان رجع للذنب مرة اخرى. اما اذا كان مستغفرا الذنب معه مصرا عليه فهذا يخفف جرمه ويخفف عقوبته فالاستغفار ليرفع العذاب كما قال تعالى وما كانوا ليعذبهم وكما كان الله معذبهم وهم يستغفرون وقد جاء في الحديث اهلكت اهلكت العبادة بالذنوب واهلكوني بالتوبة والاستغفار التوبة تهلك الشيطان والاستغفار ايضا يهلك قال ايضا آآ من من الاسباب الفرق بين التوبة والاستغفار نقول التوبة تشمل الاستغفار التائب مستغفر والمستغفر ايضا هو تائب. لكن اذا كان استغفاره متضمنا للندم والعزم على المفارقة فهذه توبة واما اذا كان استغفار دون المفارقة فهذا استغفار دون توبة. يقول هنا الاستغفار يذكر وحده التوبة فان ذكر وحده دخل معه التوبة كما اذا ذكر التوبة شملت الاستغفار لكن نقول ان الاستغفار والتوبة بينهما خصوصا عموم فكل تائب مستغفر ولا يلزم من المستغرقون تائبا. فكل تائب لكن لا يلزم من كون المستوى الثالث. لكن نقول الاصل اذا ذكر المستغفرون فانه التائبون وذكر التائبون فان الاصل انهم يدخل فيهم المستغفرون ايضا. لكن وجد من يستغفر ويطلب المغفرة وهو غير تائب الثالث الحسنات ان الحسنات يذهبن السيئات الحسنة تعمل بعشر حسنات تكتب بعشر حسنات والسيئة تكتب السيئة الواحدة فاذا عمل العبد المعصية ثم اتبعها بالحسنة فان الله سبحانه وتعالى يمحو السيئة بالحسنة لكن تختلف تختلف السيئات من جهة العظم فهناك سيئات تبطل الاعمال فهناك سيئة لا تبطل قل في حسنة فسيئة الشرك لا تقابلها حسنة الا حسنة التوحيد فلابد ان يتوب ويرجع للتوحيد. اما حسنة الكبائر فيقابله اما سيئة الكبائر فيقابلها حسنة التوبة حتى لو فعل ما فعل من الحسنات فان الكبائر لا تكفر الا بالتوبة الصادقة لكن قد تأتي الحسنات الكثيرة فتضعف اتى رأى خطر الكبير على العبد الموازي يوم القيامة عندما تأتي الحسيات والحسنات توضع هذه الحدوثيات في في موازين فان رجحت السيئات على الحسنات كان حاله الى النار وان رجحت الحسنات عن السيئات كان حاله الى الجنة. فلو كان مصير الكبائر وقع في كبائر كثيرة ثم اكثر الحسنات الاعمال الصالحة فان الحسنات تنفعه يوم القيام فيما في باب الموازنة لان هذا معنى قوله الحسنات فالحسنة بعشر امثالها بمثلها ولذا قال ابن مسعود ويل من غلبت احاده عشراته. الرابع قال المصائب الدنيوية المصائب ايضا تكفر الذنوب المصائب تكفر الذنوب فاذا انسان اصيب ببلاء بهم او غم حتى الشوك شاكها الا كفر الله عن خطاياه. قد تمرض وهذا المرض يكفر السيئات كثيرة لكن هل يكفر الكبائر؟ نقول لا انما يكفر الصاف الصائب يكفرها الاعمال الصالحة يكفرها الامراظ والاسقام تكفرها اما الكبائر فيكفرها ديروها التوبة الى الله عز وجل الخامس قال عذاب القبر هذي اربع مكفرات في الدنيا اربع مكفرات الدنيا التوبة والاستغفار والحسنات والمصائب يبقى المكفرات في في دار البرزخ عذاب القبر مكفر. فان العبد اذا عذب في قبره كان العذاب هذا حاطا لسيئاته ومكفرا لذنوبه السادس دعاء المؤمنين عند الصلاة على الميت وبعد الموت اذا دعوا له واستغفروا له فان دعائهم واستغفارهم وشفاعتهم تكفر او يكفر الله بها شيئا من الذنوب والسيئات فكلما دعا له المؤمنون كلما حط الله عنه سيئة من سيئاته وذلك بحديث هريرة وحديث عائشة وفيه يصلي عليه حديث ابن عباس من يصلي عليه اربعون لا يشركون بالله شيء الا شفعهم الله فيه. في رواية مائة الا شفعهم الله عز وجل فيه. بل اذا صلى على ثلاثة صفوف ودعوا له الا شفعهم الله عز وجل في فائدة يجعل ان دعاء المؤمنين ينفع الميت بعد موته قال السابع ما يهدى اليه من الصدقات والاعمال الصالحة كقراءة القرآن كصيام كصدقة كدعاء هذا ينفع الميت بشرط ان يكون الميت من اهل قبول العمل اما اذا كان ممن لا يقبل عمله فلا تنفعه تلك الهدايا التي تهدى له من غيره قال السابع الجزء السابع قال الثامن الثابت بعد ذلك ذكر ما يتعلق باهوال يوم القيامة. فاذا فان هول المطلع شديد فاذا خرج المؤمن من قبره وراء اهوال القيامة فان شدة الهول ايضا يكفر الله بها عن سيئاته. التاسع عند الوقوف بعد بعد مجاورة الصراط فان هناك قنطرة يوقف فيها المؤمنون ويقتص بالبعض ببعض تسمى هذه خالي قنطرة خاصة باهل الايمان. هناك تصفية قبل الميزان يقتص من من الكافر للمؤمن ومن المؤمن للكافر حتى المؤمن اذا كان ظالم بذرية او معاهد او كافر وليس اهل ذاك الظلم فان الله يقتص لذلك الكافر بان يخفف الله عنه شيئا من عذابه كذلك اما اهل الايمان فالاقتصاص بعضهم بعض يكون اما الاقتصاص من اهل الجنة لان هناك اهل النار مع جنة وهناك اهل الجنة خاصة اما الاقتصاد الجنة فذلك بعد ان يجاوز الصراط اذا تجاوز صراط وتجاوزوا النار اوقفوا على قنطرة تسمى قنطرة التهذيب ينقى تلقى قلوبهم وتطيب اجسادهم وتهذب اخلاقهم ويقتص من بعضهم لبعض نسأل الله فظله قال شفاعة العاشر شفاعة الشافعي شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم شفاعة الاولياء والصالحين وهذا الشفاعة خاصة متى في عرصات القيامة الحادي عشر عفو ارحم الراحمين. الذي رحمته وسعت كل شيء فمن فاته هذا كله لم يبقى له الا النار. نسأل الله العافية والسلامة. من لم تدركه هذه المكفرات الاحدى عشر ولم يدركه رحمة رب السماوات والارض. فانه لا يكفره الا النار. نسأل الله العافية والسلامة. هذا ما يتعلق بقول ابن ابي العز رحمه الله تعالى والله اعلم