بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد في باب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم الحديث قبل الاخير قال حدثنا الوليد بن صالح قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن ابي انيسة عن يونس تبني خباب عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يدعو اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة اللهم اني اسألك العافية في ديني واهلي استر عورتي وامن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن يساري ومن فوقي واعوذ بك ان اغتال من تحتي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما في بيان هذه الدعوة العظيمة التي كان يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل جاء في بعض طرق هذا الحديث حديث ابن عمر كما عند الترمذي وابي داوود وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذه الدعوة كل صباح ومساء كان يقول هذه الدعوة كل صباح ومساء فهو من جملة الاذكار التي يسرع للمسلم ان يأتي بها كل يوم في صباحه ومسائه تأسيا بالرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه جاء في سنن ابي داوود والترمذي وغيرهما في رواية ابن عمر لهذا الحديث قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح وقوله لم يكن يدعها هذا دليل على المواظبة اليومية في الصباح وفي المساء والعناية العظيمة بهذا الدعاء ولهذا يتأكد على كل مسلم ان يقتدي بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام في المحافظة على هذا الدعاء العظيم يقوله مرة اذا اصبح ومرة اذا امسى كما كان يفعل ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة العفو هو التجاوز عن الذنوب وغفرانها والصفح عنها والعافية هي الوقاية والحفظ والعافية فهي الوقاية والحفظ والوقاية تطلب لا الدين والدنيا للمال للاهل للولد للنفس كل ذلك تطلب له العافية كل ذلك تطلب له العافية يطلب من الله عز وجل ان يقي الانسان في دينه وان يقيه في اخرته وان يقيه في ماله واهله فكل ذلكم تطلب فيه العافية والعافية هي الوقاية من الشرور والافات والبلايا قال اللهم اني اسألك العفو والعافية في الدنيا والاخرة العافية في الدنيا بان يقيك الله عز وجل في دنياك من الفتن والسرور والامور المهلكات يقيك من ذلك كله اللهم عافني في في في دنياي والعافية في الاخرة ان ينجيك من النار ومن سخطه وعقابه واهوال يوم القيامة وايضا ما يكون في القبر وهو اول منازل الاخرة فالعافية في الاخرة تتناول ذلك كله ثم قال اللهم اني اسألك العافية في ديني العافية في الدين بان يقيك الله عز وجل في دينك من ان تبتلى بانحراف في الدين او زيغ او ظلال او هوى او بدعة او انحراف او غير ذلك قال اللهم عافني في ديني بحيث يبقى دينك محفوظا سالما من النواقص والنواقض لان الدين له نواقص وله نواقض فنواقضه تهدمه من الاساس ونواقصه تنقص من مكانته وتظعف من شأنه وقدره وقولك اللهم اني اسألك العافية في ديني فيه سؤال الله جل وعلا ان يحفظ عليك دينك بحيث لا تتطرقوا اليه ضلالة ولا يداخله انحراف ولا تقع فيه بزيغ او نحو ذلك من الامور التي ينتقض بها الدين او او ينتقص ويصاب بالوهن والضعف فهذا دعاء عظيم تسأل الله عز وجل ان يعافيك في دينك وتستشعر قيمة هذا الدعاء عندما تدرك الفتن التي تحدق بالناس وتعصف بهم وتأتيهم من كل جانب تصدهم عن الدين الذي خلقوا لاجله واوجدوا لتحقيقه قال اللهم اني اسألك العافية في ديني واهل اي اسألك يا الله ان تعافيني في اهلي بان تحفظهم من الفتن وتقيا من الفواحش ما ظهر منها وما بطن وتحميهم من الشرور والمصائب والافات فيكونون محفوظين بحفظ الله سبحانه وتعالى قال اللهم اني اسألك العافية في ديني واهل قال واستر عوراتي ولفظه في ابي داوود اللهم استر عوراتي وهنا قال الله واستر عورتي ولفظه في في سنن ابي داوود بالجمع عوراتي اللهم استر عوراتي والعورة العورة هي كل ما يسوء الانسان انكشافه من عيوبه واخطائه وزلله فهذه كلها عورة للانسان لا لا يحب ان تنكشف ويحب ان يبقى مستورا بستر الله يحب ان يبقى مستورا بستر الله اللهم استر عورتي اي ابقها على الستر ولا افتظح بين الناس بل ابقى مستورا تسترها علي في الدنيا وتغفرها لي في الاخرة وهذا فيه فضيلة انستار الانسان بستر الله عز وجل وعدم المجاهرة بالذنوب والاخطاء ولا يزال الانسان بخير ما دام يستحي ويستتر ويسأل الله تبارك وتعالى العفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار وتؤلمه ذنوبه واخطاؤه قال اللهم استر عورتي ويدخل في عموم قوله استر عورتي ستر العورة التي هي في في الرجال ما بين السرة الى الركبة وفي النساء جميع بدن المرأة بدون استثناء وفي النساء جميع بدن المرأة بدون استثناء فيتناول قوله استر عورتي ايظا العورة التي هي في الرجل ما بين السرة الى الركبة وفي المرأة بدنها كاملا وايضا تتأكد هذه الدعوة بمثل هذا الزمان الذي استهان فيه كثير من النساء بامر الستر والعفاف والحشمة والحياء واصبح عدد من النساء في كثير من المناطق والدول والمناطق لا تبالي فهذه تكشف ساعدها وتلك تبدي نحرها واخرى تمشي حاسرة عن ساقها بلا حياء لا من الله ولا من خلقه وهذا تهتك وخروج عن العفة والحياء والستر والحشمة فتحتاج المرأة ان تكون مواظبة كل يوم في الصباح والمساء على هذا الدعاء اللهم استر عورتي اللهم استر عورتي وفي الوقت نفسه تكون مطبقة عمليا ستر عورتها فتقول في صباحها اللهم استر عورتي واذا بدا لها الخروج في امر لازم وفي ظرورة ملحة فانها تخرج غير متبرجة بزينة تخرج غير متبرجة بزينة تخرج محتشمة مستترة محتجبة بعيدة عن فتن الناس بلباس الزينة ووضع الاطياب والعطورات ونحو ذلك مما يفعله بعض النساء اللاتي ابتلينا بهذا المرض مرض الفتنة فتخرج سلاحا للشيطان واداة للفتنة والعياذ بالله فالمرأة في مثل هذا الزمان تحتاج الى المواظبة على هذا الدعاء مع تحقيق مضمونه ومقصوده بملازمة العفاف والستر والحشمة قال اللهم استر عورتي وامن روعتي ولفظه في ابي داوود روعاتي وامن من الامن وهو ضد الخوف اي اكتب لي امنا لا خوف معه قال تعالى الذي اطعمهم من جوع وامنهم من خوف وقول امن روعاتي كما هو اللفظ عند ابي داوود بالجمع لان الامور التي تروع الانسان وتخيفه في هذه الحياة متعددة وتأتيه من جهات مختلفة فهذا يخيفه وذاك يخيفه و فالروعة تأتيه من جهات ويروع من جهات عديدة ولهذا جمع قال امن روعاتي اي امني من كل امن يروعني ايا كان ومهما كان قال اللهم امن روعاتي ان يجعلني اعيش في امن قد مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم من اصبح منكم امنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكانما حيزت له الدنيا بحذافيرها وتأمل هذه المعاني التي ذكرت في الحديث وما ذكر عندنا هنا في هذا الدعاء قال من اصبح امنا في سربه قال هنا امن روعاتي معافا في بدنه الدعاء كله قائم على سؤال الله العافية في الدين في الدين والاخرة في الدنيا والاخرة في الدين والاهل والمال فهو قائم على سؤال الله تبارك وتعالى العافية ثم قال هنا واحفظني اي يا الله من بين يديه ومن خلفي وعن يميني وعن يساري لفظ ابي داوود عن شمالي وعن يساري ومن فوقي واعوذ بك لفظ ابي داوود بعظمتك ان اغتال من تحتي وهنا طلب وتوجه الى الله عز وجل بسؤال الحفظ من جميع الجهات حفظ من جميع الجهاد من الجهة الامامية والجهة الخلفية وعن اليمين وعن الشمال ومن فوق ومن تحت فانت بهذه الدعوة تطلب من الله سبحانه وتعالى ان يحفظك من جميع جهاتك ومن المعلوم ان البلايا والمصائب والمحن والنوازل التي تحل بالانسان لا تأتي من جهة واحدة فقد تأتي من الوراء وقد تأتي من الامام قد تأتي من اليمين وقد تأتي من الشمال وقد تأتي من فوق وقد تأتي من تحت فهي من جهات لا تأمن من اي جهة يأتيك البلاء فانت تسأل الله تبارك وتعالى هنا ان يحفظك من من البلاء والفتن من جميع جهاتك من جميع جهاتك ويدخل في هذا المطلب الحفظ من الشيطان والوقاية من كيده وشره وقد قال الله سبحانه وتعالى عنه انه قال ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين فهو يأتي يأتي للانسان من من الاطراف فيدخل في قولك احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي يدخل في هذا الحفظ من الشيطان والشيطان يأتي للانسان من جميع الجهات يأتي للانسان من جميع الجهات ويختبر الانسان اي غفلة تأتيه من اي جهة يدخل عليه منها فقد يدخل من اليمين وقد يدخل من الشمال وقد يدخل من الامام وقد يدخل من الخلف يدخل على الانسان في فتنه ووصده عن دين الله من جهاته من جهته كما واضح في الاية الكريمة ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم يقول ابن القيم رحمة الله عليه في احد كتبه يقول مثل الشيطان مع الانسان مثل رجل معه قطعة لحم مثل رجل معه قطعة لحم قطعة اللحم هي الدين معه قطعة لحم وامامه كلب جائع وامامه كلب جائع ويطيف به يطيف به من كل الجهات والرجل امامه قطعة اللحم فاذا يحتاج من صاحب قطعة اللحم ان يكون في يقظة تامة منتبها لجميع الجهات لان هذا الكلب الجائع اي غفلة تكون من صاحب هذه القطعة من اللحم فانه سيهجم ويأخذها وهكذا الشيطان مثل الكلب يطوف على الانسان من جميع جهاته يطلب سلب دينه يطلب بذلك سلب دينه فيطوف عليه كلما غفل الانسان سلب من دينه ما استطاع الى ان يبقى الانسان مسلوب الدين والعياذ بالله الى ان يبقى مسلوب الدين ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين اكثر الناس يكونون ضحايا لفتنه والعياذ بالله وصده عن دينه عن دينهم؟ وكم من الناس دخلوا والعياذ بالله في الحفر مفتونين بفتنة الشيطان اعاذنا الله واياكم وحمانا وحماكم فاذا هذه الدعوة تحتاج اليها في هذا الجانب جانب الوقاية من الشيطان وتحتاج اليها ايضا في جانب الوقاية من الفتن عموما والمصائب والنوازل والقوارع والامراض والاسقام كل ذلك كل ذلك يتناوله قولك اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وفيما يتعلق بالتحت قال واعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي ميزها بهذا الامر وذلك ان هلاك الانسان هلاك الانسان من جهة الارض يحدث كثيرا يحدث كثيرا وذلك في حق اقوام اكرمهم الله عز وجل بالسمع والبصر والفؤاد والجسم الطيب والمال والرزق الى غير ذلك والارظ ايظا الساكنة المطمئنة وسخر لهم فيها انواع النعم ثم اخذوا يمشون على هذه الارض بالمحاربة لله ولرسوله ومعاداة دينه ومعاداة اولياءه وفعل القبائح والشنائع وعظائم وعظائم الذنوب يمشون على هذه الارض التي التي جعلها الله سبحانه وتعالى لهم قرارا وهيأ لهم فيه انواع النعم وصنوف المنن ليعبدوا الله سبحانه وتعالى عليها وليمشوا عليها مطمئنين ولا ليقضوا عليها مصالحهم فلما كانت حالهم على هذه الارض بهذا الوصف عاقبهم الله سبحانه وتعالى بانواع من العقوبات التي تأتي من جهة التحق اما بالغرق واما بالخسف واما بالزلازل تهتز الارض من تحتهم وانظر نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بهذه الارظ الساكنة واعتبر هذه النعمة عندما تحدث الزلازل في بعض المناطق احيانا يحصل زلزال لا تستمر مدته الا دقيقة او دقيقتين فيموت فيه مئات الالاف انظر الى نعمة سكون الارض وطمأنينتها وانك تمشي على ارض ساكنة ليست رجراجة لو كانت الارض التي تحتك رجراجة تهتز وتتحرك كيف تنام؟ كيف تبني؟ كيف تزرع؟ كيف تمشي كيف تحقق مصالحك فهذه نعمة الله سبحانه وتعالى فاذا كان الانسان يمشي على هذه الارض بمحاربة الله ودينه واولياءه وفعل عظائم الذنوب وشنائعها لم يعرف نعمة الارظ التي وهبه الله عز وجل اياها وسخرها له تستحق هذه العقوبة وهنا يقول اعوذ بعظمتك ان اغتال من تحتي ان يعاقب بعقوبة تكون من التحت اما بالغرق او بالخشي او بالزلازل او بالفيضانات او بالطوفان او بغير ذلك من انواع المهالك التي تكون من جهة التحت ولعلك رأيت ان هذه الدعوة العظيمة المباركة تعطيك تحصينا كاملا باذن الله من جميع جهاتك تعطيك تحصينا من جميع جهاتك. لانك تسأل الله عز وجل فيها الحفظ. والحافظ هو الله الله خير حافظا تسأل الله عز وجل ان يحفظك من جميع جهاتك حري بكل مسلم ان يكون مواظبا على هذا الدعاء العظيم المبارك كل يوم مرتين مرة في الصباح ومرة في المساء كما كان نبينا صلوات الله وسلامه عليه يفعل ذلك وقد جاء عنه الحث على هذا الدعاء ونظائره كما في حديث ابي بكر رضي الله عنه في المسند وغيره انه عليه الصلاة والسلام قال سلوا الله العفو والعافية قال سلوا الله العفو والعافية نعم قال سلوا الله العفو والعافية فانه لم يعطى احد بعد اليقين خير من العافية. لم يعطى احد بعد اليقين خير من العافية وهنا فيه سؤال سؤال الله عز وجل العفو والعافية. والعفو يتعلق بالذنوب تجاوز عنها الصفح وتكفير السيئات والعافية تتعلق بالوقاية والحفظ وقاية الإنسان في دينه واخرته ودنياه واهله وماله نعم قال حدثنا علي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عبد الواحد ابن ايمن قال حدثنا عبيد بن رفاعة الزراقي عن ابيه رضي الله عنه انه قال لما كان يوم احد وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى اثني على ربي عز وجل فصاروا خلفه صفوفا فقال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما اعطيت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم اني اسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم اني اسألك النعيم يوم العيلة والامن يوم الحرب اللهم عائذا بك من سوء ما اعطيتنا وشر ما منعت منا اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان. واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين واحيينا مسلمين والحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين. اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك واجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين اوتوا الكتاب اله الحق قال علي وسمعته من محمد بن بشر واسنده ولا اجيء به ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث رفاعة الزرقي رضي الله عنه قال لما كان يوم احد اي يوم معركة احد التي دارت بين المسلمين وكفار آآ مكة كفار قريش قال وانكفأ المشركون اي رجعوا قائمين خاسرين قال وانكفأ المشركون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استووا حتى اثني على ربي عز وجل استووا اي قوموا صفوفا مستوية اراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يثني على الله وان يتوجه اليه تبارك وتعالى بالدعاء فامر الصحابة ان يستووا اي ان يقوموا صفوفا مستوين ولهذا قال فصاروا خلفه صفوفا فقال عليه الصلاة والسلام اللهم لك الحمد كله اللهم لك الحمد كله والحمد عرفنا معناه وانه الثناء على الله سبحانه وتعالى الثناء على الله سبحانه وتعالى على اسمائه الحسنى وصفاته العليا والثناء عليه جل وعلا على نعمه على عباده التي لا تعد ولا تحصى مع حبه وتعظيمه واجلاله جل وعلا قال الحمد آآ اللهم لك الحمد كله اي اولا واخرا ظاهرا وباطنا سرا وعلانية الحمد كله لله لانه سبحانه وتعالى ولي النعمة ومسديها ولانه تبارك وتعالى ذو الجلال والكمال في اسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكبريائه. فالحمد كله لله تبارك وتعالى قال اللهم لا قابض لما بسطت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعدة لما قربت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما اعطيت هذه كلها توسلات الى الله عز وجل بتدبيره وتصريفه للامور وان الاشياء كلها معقودة بقضائه وقدره وطوع امره وتسخيره وتدبيره فلا يكون في هذا الكون من حركة او سكون او حياة او موت او قيام او قعود او مرض او صحة او غير ذلك الا باذنه. ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فبدأ عليه الصلاة والسلام بالثناء على الله والاقرار بان الامور كلها بيده وطوع تسخيره وتدبيره جل وعلا وقوله اللهم لا قابض لما بسطت لا قابض لما بسطت اي شيء كتبت له البسط والسعة والبقاء والدوام ليس لاحد ان يقبضه او يمنعه او يحول من تحقيق هذا الذي اردته قال لا لا قابض لما بسطت اذا اذا كتب الله سبحانه وتعالى لعبد من عباده بسطا في الصحة او بسطا في المال او بصا في الرزق او غير ذلك من انواع البسطة التي يكتبها جل وعلا فهل يستطيع احدا كائنا من كان ان يقبض شيئا كتب الله عز وجل لعبده ان يبسط له لا والله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعدي. فهو سبحانه وتعالى القابض الباسط فهو جل وعلا القابظ الباسط قال ولا مقرب لما باعدت ولا ما ولا مباعدة لما قربت هذا نظير ما تقدم معنا قريبا في الدعاء انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت فما كتب الله سبحانه وتعالى له تقدما وعلوا ورفعة ما كتب الله سبحانه وتعالى له ذلك هل يستطيع احد ان يباعده عن هذا الذي كتبه الله له؟ لا قال لا لا مقرب لما باعدت ولا مباعدة لما قربت من قربه الله وقدمه ورفعه لا يستطيع احدا كائنا من كان ان يبعده عن ذلك وهذا فيه تنبيه عظيم للمؤمن ان صلتك بالله سبحانه وتعالى بان يحفظ عليك دينك بان يحفظ عليك دينك وان يسلم لك دينك وان يعافيك في دينك فاذا استجاب الله لك في ذلك وحفظك وعافاك في دينك وقربك لا يستطيع احدا ان يباعدك او ان يفتنك او ان يصرفك لانك محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى قال لا ما لا مباعد لما قربت وايضا قوله لا مقرب لما بعدت من اخره الله عز وجل وابعده وطرده واحق عليه سخطه وغضبه هل يستطيع احدا ان يقربه ابدا فالله عز وجل هو الخافظ الرافع المقدم المؤخر لا يستطيع احد احد كائنا من كان ان يقرب ما باعده الله او ان يباعد ما قربه الله سبحانه وتعالى قال ولا معطي لما منعت ولا مانع لما اعطيت اي ما كتبته لعبد من عطاء ورحمة ونعمة وفضل لا يستطيع احد منعه وايضا ما منعه الله سبحانه وتعالى عنا عبده من الخير او الرحمة او النعمة او الفضل لا يستطيع احد كائنا من كان ان يعطيه ولهذا جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف رفعت الاقلام وجفت الصحف فاذا هذا كله من الاقرار المتعلق توحيد الربوبية وان الله سبحانه وتعالى المسخر المعطي المانع المقدم المؤخر القابض الباسط المعز المذل المكرم المهين الى غير ذلك الامر كله بيده جل وعلا قال اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعدة لما قربت ولا معطي لما منعت ولا معطي ولا مانع لما اعطيت بعد هذه التوسلات العظيمة والالتجاءات المباركة والتوجهات الى الله سبحانه وتعالى بهذه الاقرار العظيم لله هذه المعاني بدأ المطلوب والسؤال قال اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ولاحظ سؤال البسط وكان في توسله الى الله سبحانه وتعالى بدأ بقوله اللهم لا قابض لما بسطت فهذا فيه الاقرار بان القابض الباسط هو الله جل وعلا وان ما كتبه الله سبحانه وتعالى لعبده من البسط لا احد يستطيع منعه فلما ذكر ما تقدم من التوسلات ذكر هنا مطلوبه وسؤله فقال اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ابسط علينا اي وسع علينا في ذلك وسع علينا في البركة والرحمة والفضل والرزق. اعطنا من ذلك كله عطاء واسعا اعطنا من ذلك كله عطاء واسعا البسط هو السعة في العطاء البسط هو السعة في العطاء وهنا طلب ان يوسع له جل وعلا في في عطاءه ونواله في البركة والرحمة والفضل والرزق. قال اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك وقوله في جميع هذه الاربعة بركاتك رحمتك فضلك رزقك فيه اقرار من العبد ان الفضل فضل الله. والبركة بركة الله والرحمة رحمة الله. والرزق رزق الله سبحانه وتعالى وان الفضل بيد يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ثم قال اللهم اني اسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم اني اسألك النعيم المقيم وهذا فيه سؤال الله سبحانه وتعالى نعيم الجنة نعيم الجنة ونعيم الدار الاخرة قال النعيم المقيم اي الباقي الدائم المستمر الذي لا يحول ولا يزول قد مر معنا قريبا في الدعاء اللهم اني اعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وهنا قال النعيم الذي لا يحول ولا يزول يزول بانتزاعه وذهابه ويحول بانتقاله انتقاله مثلا من صحة الى مرض من غنا الى فقر من عافية الى سقم قال النعيم الذي لا يزول ولا يحول لا يزول اي لا ينتزع ويذهب عن الانسان بل هو باق دائم ولا يحول اين يتحول ولهذا اهل الجنة في الجنة نسأل الله عز وجل لنا اجمعين من كريم فضله واسع منه لا لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب هذا شأنه اما النعيم الذي في الدنيا هو نعيم يحول ونعيم يزول يكون الانسان صحيحا فيمرض يكون نشيطا فينصب ويتعب اما هذه المعاني ليست موجودة في الجنة. لان نعيم الجنة لا يحول ولا يزول لا يحول ولا يزول لا يحول لا يحول نعيم الانسان بحيث ينتقل من نشاط الى نصب من صحة الى مرض كل هذا لا يكون ولا ايضا ينتزع النعيم ويذهب من الانسان بل هو باق قال اللهم اني اسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول وايضا هذه الدعوة فيها تنبيه الى ان نعيم الدنيا نعيم زائل نعيم الدنيا نعيم زائل وو وامر ليس باق للانسان بل هو فان وذاهب ولا يبقى منه شيء ولو اوتي الانسان الدنيا بحذافيرها لا تبقى له او لا يبقى لها احداهما لا تبقى له ربما تنتزع منه وتذهب يكون في في المساء من اغنى الناس وفي الصباح من افقرهم وفي الصباح من افقرهم او لا يبقى هو للنعمة اما بموت او مرض ولهذا بعض الناس عنده من الاموال ما لا حد له لكنه لا يتلذذ بشيء منه لان صحته لان صحته لا لا لا تساعده على التلذذ بهذا النعيم. عنده اموال لا حد لها عنده اموال لا حد له لكن لا يستطيع ان يتلذذ بشيء من ذلك وذكرت لكم مرة قصة رجل وهو من العمال يعمل بالاجرة عند صاحب قصر وصاحب اموال طائلة جدا اوسع الله عز وجل له في في المال كان عنده قصر وفيه من انواع الاشجار والفواكه والثمار وكان عنده عامل يعمل بالاجرة فجاء الصباح وهو في قوته ونشاطه العامل وجاء معه بزبدية كبيرة فيها اللبن وفوق الزبدية رغيف من الخبز كبير وضعه على على زبدية اللبن وجلس في الحديقة معه المسحاة ويضرب بقوة لساعد قوي ويحفر الارض واذا ضرب الارظ اصبح لها صوت من قوة ظربته وصاحب هذه الاملاك رجل مريظ في انواع كثيرة من الامراض في بدنه وممنوع من اطعمة كثيرة وما في وما في حديقة من الفواكه والثمار ممنوع منه وبنيته ضعيفة وجالس على شرفة الحديقة ينظر الى هذا العامل القوي النشيط الذي يعمل عنده بالاجرة ثم لما جاء الضحى عمل فترة ثم لما جاء الضحى جلس واستراح قليلا ثم اخذ رغيف الخبز بيده القوية واخذ ينهش الخبز ويأكل ثم مسك زبدية اللبن كاملة ودفعها بكاملها الى الى جوفه وقام نشيطا قويا وهذا ينظر اليه فقال ليته يأخذ مالي كله ويعطيني صحته ليته يأخذ مالي كله ويعطيني صحته لان هذا المال كله ليس مستفيدا منه ولا منتفعا به فقد يكون عند الانسان المال الطائل الذي لا حد له لكنه لا ينتفع منه بشيء لانه ليس عنده صحة تعينه على الاستفادة من هذا المال ولهذا نعيم الدنيا يحول ويزول ونعيم الاخرة مقيم لا يزول ولا يحول ولهذا قال واسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اي نعيما الاخرة ونعيم الجنة قال اسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم اني اسألك اللهم اني اسألك النعيم يوم العيلة والعيلة هي الفقر العيلة هي الفقر وشدة الحاجة قال واسألك النعيم يوم العيلة وهذا فيه سؤال الله سبحانه وتعالى ان يسد حاجته وان يغنيه من فقره وان وان يعيذ عبده من حاجة الناس والافتقار اليهم ومد اليد قال اللهم اني اسألك النعيم يوم العيلة اي يوم الفقر بحيث لا افتقر الا اليك ولا احتاج الا اليك قال واسألك النعيم يوم العيلة والامن يوم الخوف والامن يوم الخوف اي ان تؤمنني عندما يصيبني او ينتابني خوف قد كان عليه الصلاة والسلام اذا خاف عدوا قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم قال والامن يوم الخوف اي ان تؤمنني في كل مقام يكون فيه خوفا او اعتداء او ظلما النسخة عندنا يوم الحرب نعم عندي والامن يوم الخوف الامن يوم الخوف هو نفسه الامن يوم الحرب الحرب يكون فيها خوف ومما يوضح ذلك الحديث الذي اشرت اليه قال قال كان عليه الصلاة والسلام اذا خاف عدوا كان اذا خاف عدوا قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ نعوذ بك من شرورهم فقول الله واسألك الامن يوم الخوف او يوم الحرب يعني ملاقاة العدو اي ان تؤمننا في مثل ذلك في مثل ذلك المقام وهذا ما حصل للنبي عليه الصلاة والسلام واصحابه في معركة احد في معركة بدر امنهم الله ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة نعاسا يغشى طائفة منكم فانزل عليهم امنه امنهم وامن قلوبهم والعدو من اطرافهم ومن حولهم ومن الله عليهم بنوم وسكينة حتى انه جاء عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه يقول ما كان فينا يوم احد من فارس الا المقداد يقول وقد رأيتنا وقد معنى والكلام بمعناه وقد انزل الله علينا النعاس امنة ما فينا الا رجل نائم ما فينا الا رجل نائم حتى ان الرجل بيده سيفه فيسقط من النوم والعدو قريب منهم حولهم لكن انزل الله عليهم نوم فسكنت قلوبهم واطمأنت يقول ما فينا الا رجل نائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد يديه الى الله يبكي ويدعو الله ماد يديه الى الله عز وجل يبكي ويدعو الله سبحانه وتعالى قال والامن يوم الخوف اللهم والامن يوم الخوف اللهم عائد بك من سوء ما اعطيتنا اللهم اللهم عائذا بك من سوء ما اعطيتنا اي اني عائد مستعيذ بك طالب عودك يا الله من سوء ما اعطيتنا ما اعطيتنا اي من نعمة ومنة وعطية وقد يعطى الانسان النعمة مثل الصحة او المال او الولد او نحو ذلك ويكون عليه فيها سوءا قد يكون العطاء برضا وقد يكون العطاء بغير ذلك ولهذا سأل الله سبحانه وتعالى ان يعيذه من سوء ما اعطاه بحيث يكون ما اعطاهم من مال او نعمة او ولد او نحو ذلك عطاء خير وعطاء رظا وعطاء بركة لا سوء فيه قال وشر ما منعتنا وشر ما منعتنا اي ما منعتنا اياه من من الخير او من النعمة او غير ذلك نعوذ بك من شر ذلك وقد يمنع الانسان من من المال او يمنع من العافية ويكون في ذلك خير له وقد يمنع منها ويكون فيها شر له قد يمنع من المال فيكون فقيرا ويكون فقره خير له وقد يكون فقره شر عليه قد يكون فقره شر عليه مثل بعض الناس يكون فقره شر عليه لان بعضهم لا يتورع حال فقره من الغش مثلا من الخداع من المكر من الفواحش من اجل تحصيل المال باي طريقة فيكون فقره شر عليه واخر قد يمنع من المال ويكون منع المال منه خير عليه ولهذا هنا يقول عائذا بك من سوء ما اعطيتنا وشر ما منعتنا وشر ما ما منعتنا اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا. اللهم حبب الينا الايمان. يعني اجعل الايمان حبيبا في قلوبنا تحبه قلوبنا تأنس له تحبه تجد له لذة وطعما وحلاوة وعندما يكون الايمان حبيبا لقلب انسان يعظم تمسكه به وتعظم محافظته عليه وعنايته به ورعايته له قال اللهم حبب الينا الايمان اي اجعل يا الله الايمان حبيبا الى قلوبنا حبيبا الى قلوبنا وهذا دعاء ولابد مع الدعاء من فعل الاسباب ومما يعينك على حب الايمان ان تقرأ في محاسن الدين وتعرف فظائله وخيراته وبركاته وعوائده الحميدة عليه في الدنيا والاخرة قال حبب الايمان حبب الينا الايمان ان يجعل الايمان حبيبا الينا وزينه في قلوبنا وزينه في قلوبنا اي اجعل قلوبنا متزينة بزينة الايمان وهذا فيه ان الايمان اكمل زينة بان الايمان اكمل زينة واعظم لباس كما قال الله تعالى ولباس التقوى ذلك خير قال اللهم زينا اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين هذا مستفاد من قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من والله ونعمة والله عليم حكيم قال وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان اي اجعل هذه الامور مكروهة عندنا مبغوضة عندنا نكرهها ونبغضها ولا نحب شيئا منها الكفر والفسوق والعصيان والكفر هو الخروج من من من هذا الدين والانتقال منه باي امر ناقل من الملة باي امر ناقل من الملة والانتقال من الملة يكون بامور كثيرة ونواقض عديدة جاء بيانها في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فقولك اللهم كره الينا الكفر يشمل ان يكره الله عز وجل اليك الكفر بكل نواقضه بكل نواقضه وهذا يتطلب منك ان تعرف الكفر وتعرف نواقضه وتعرف خطورته عليك حتى تكون مبغضا له كارها له قال والفسوق والعصيان اي كره الينا الفسوق وكره الينا العصيان والفسوق هو الخروج من الطاعة والعصيان هو فعل المعاصي والذنوب وذكرها مرتبة حسب خطورتها فبدأ بالكفر وهو اخطرها ثم الفسوق ثم العصيان قال وجعلنا من الراشدين اي اجعلنا من عبادك الراشدين اهل الرشاد والرشاد ظد الغواية الراشد ضد الغاوي كما ان الظال ضد المهتدي قد قال الله عز وجل في مدح نبيه قال ما ضل صاحبكم وما غوى اي هو هذا الراشد ونبينا عليه الصلاة والسلام نعت الخلفاء الراشدين بذلك قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين الراشد ضد الغاوي والضال ضد المهتدي والراشد هو الذي يعمل بما علم والمهتدي هو الذي يعلم العلم الذي يهتدي به الى طريق الحق والخير ولهذا اذا جمع بين الرشاد والهداية فان الرشاد يعني العلم العمل الصالح والهداية تعني العمل العلم النافع الهداية تعني العلم النافع واذا جمع بينهما هذا اذا جمع بينهما اما اذا افرد كل منهما فانه يتناول الاخر وعليه فان قوله واجعلنا من الراشدين معناه اجعلنا ممن عرفوا الحق ولزموه وعملوا به قال واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين واحيينا مسلمين اللهم توفنا مسلمين واحيينا مسلمين. هكذا لفظه عندكم قال اللهم توفنا مسلمين واحيينا مسلمين في غير هذا الدعاء بالدعاء على في الدعاء للميت قال عليه الصلاة والسلام اللهم من احييته منا فاحيوا على الاسلام ومن توفيته فتوفه على الايمان هنا قال اللهم توفنا مسلمين واحيينا مسلمين توفنا مسلمين ايوفقنا للوفاة على الاسلام بحيث ان نبقى ثابتين عليهم وحافظين عليه مستقيمين عليه الى ان الى ان نموت هذا معنى قوله توفنا مسلمين واحيانا مسلمين اي احينا على الاسلام اي على الاعمال والطاعات والقربات التي يتقرب بها اليه قال اللهم توفنا مسلمين واحيينا مسلمين والحقنا بالصالحين ايلحقنا بعبادك الصالحين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ومعنى قوله الحقنا بهم اي وفقنا لنعمل بعملهم حتى نلحق بهم ونكون معهم ومنهم قال والحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين غير خزايا ولا مفتونين اي اعذنا يا الله من الخزي اعذنا من من الخزي وخزي الانسان يكون باضاعته لدينه خزي الانسان يكون باضاعته لدينه وانحرافه عنه فيلقى الله فيلقى الله عز وجل يوم القيامة وهو من اهل الخزي وفي دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فالخزي يوم القيامة في حق من ضيعوا دينهم قال غير خزايا ولا مفتونين اي غير مفتونين في ديننا بامر يصرفنا عنه ويحول بيننا وبين حفظه والمحافظة عليه قال غير خزايا ولا مفتونين ثم قال اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك اللهم قاتل الكفرة يسأل الله عز وجل ان ان يقاتل الكفرة بان يحل عليهم عقوبته ونقمته وسخطه وان ينصر عباده المؤمنين عليهم قال اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك اي دينك الذي خلقت عبادك لاجله واوجدتهم لتحقيقه الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك فيسأل الله عز وجل ان يقاتل هؤلاء الكفرة ولما يسأل الله عز وجل ان يقاتل كل كافر وانما قال قاتل الكفرة الذين هذا وصفهم اما الكافر الذي لا لا يحارب المسلمين ولا يقاتلهم لا يدعى عليه بل يدعى له لا يدعى عليه بهذا الدعاء بل يدعى له ويتلطف به قال الله عز وجل لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين قال واجعل عليهم رجزك وعذابك اي احل عليهم عقوبتك وسخطك ونكالك قال اللهم قاتل الكفرة الذين اوتوا الكتاب اله الحق قاتل الكفرة الذين اوتوا الكتاب وخص هؤلاء بالذكر لما كان منهم من معاداة للنبي عليه الصلاة والسلام ولكونهم ضيعوا دينهم الذي انزله الله تبارك وتعالى عليهم وعرفهم به فتخلوا عن هذا الدين واحالوه الى دين محرف ودين مبدل فاضاعوا دينهم قال الذين اوتوا الكتاب اله الحق وفي قوله اله الحق اقرار بان الالوهية لله وحده رب العالمين وما سواه فكل الوهية او تأليه لما سواه فهي ظلال وباطل كما قال الله سبحانه وتعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل وان الله هو العلي الكبير فالله عز وجل هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فهذا دعاء عظيم دعا به النبي عليه الصلاة والسلام يوم احد قال علي علي هنا هو شيخ المصنف شيخ الامام البخاري رحمه الله تعالى قال وسمعته من محمد ابن بشر واسنده ولا اجيء به قوله ولا اجيء به يعني يقول لا اتقنه لا اتقنه لا اضبط روايته له هذا معنى قوله لا اجيء به اي لا اجيء به متقنا لا اضبطه لا لا اتقنه هذا معنى قوله ولا اجيء به هذا الدعاء اورده الامام الذهبي في بعض كتبه وايضا ورد في في في في المستدرك الحاكم والذهبي له تلخيص لمستدرك الحاكم فعندما اورد الذهبي هذا الحديث في تلخيص المستدرك قال الحديث معنا مع نظافة اسناده منكر قال مع نظافة اسناده منكر والشيخ الالباني رحمه الله تعالى علق على كلام الذهبي هذا بقوله كذا قال اي الذهبي ولم اعرف لقوله وجها ولم اعرف لقوله وجها اي وصفه لهذا الحديث بانه منكر فهل هناك علة من وقف عليها الذهبي من خلالها حكم على هذا الحديث بالنكارة الله اعلم بذلك والشيخ الالباني رحمة الله عليه يقول لم اقف او لم اعرف لقوله وجها اي لقول الذهبي في هذا الحديث بانه منكر يقول لم اعرف له وجها حكم حكم الذهب على هذا الحديث بالنكارة جاء في تلخيصه للمستدرك وجاء ايضا في تاريخ الاسلام كتابه تاريخ الاسلام قال حديث غريب منكر رواه البخاري في الادب المفرد نعم قال رحمه الله تعالى باب الدعاء عند الكرب قال حدثنا مسلم قال حدثنا هشام قال حدثنا قتادة عن ابي العالية عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب السماوات والارض ورب العرش العظيم ثم عقد المصنف رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الدعاء عند الكرب والكرب هو الشدة التي تصيب الانسان والالم الذي يصيب قلب الانسان بسبب ما يحل به من مصيبة او نازلة او نحو ذلك فيصاب القلب بالم وشدة تتعب الانسان وتؤرقه فلا يهدأ له بال ولا تنام له عين ولا يطمئن ولا تطمئن له حال وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام دعوات عظيمة وعديدة يقولها المسلم في الكرب وعقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة لايراد جملة من احاديث النبي عليه الصلاة والسلام فيما يقوله المسلم عند الكرب والموظوع موظوع جديد وما بقي من الوقت لا اظنه يسمح الكلام على احاديث هذا هذه الترجمة او هذا الباب فلعلها تؤجل الى لقاء الغد باذن الله تبارك وتعالى ونسأل الله عز وجل ان يمن علينا اجمعين بالعلم النافع والعمل الصالح والعتق من النار وان يبارك لنا في اعمالنا واوقاتنا واسماعنا وابصارنا وقلوبنا وذرياتنا ازواجنا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يحبب الينا الايمان وان يزينه في قلوبنا وان يكره الينا الكفر والفسوق والعصيان وان يجعلنا من الراشدين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين يقول السائل اليس في كل كافر يكذب رسل الله فقوله اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك وكذلك قوله اللهم قاتل الكفرة الذين اوتوا الكتاب كذلك الا يدل على الدعاء على جميع الكفار التكذيب لله ولرسوله درجات هناك تكذيب مع محاربة ومعاداة ومبارزة للدين وهناك تكذيب وهو عدم التصديق بهذا الدين لكنه ليس عن عن معاداة ليس عن معاداة لاهل هذا الدين بل احيانا يكون من من الكافر آآ رفق باهل الايمان وتعاطف معهم مساعدة لهم الى غير ذلك من المعاني ولهذا الكفار ليسوا على درجة واحدة. ولهذا ايضا كانت عقوبتهم في النار متفاوتة فالكافر المحارب امره يختلف عن الكافر غير المحارب واذا تأملنا سنة النبي عليه الصلاة والسلام فيما يتعلق بالكفار نجد ان الامر يختلف من كافر الى اخر بحسب حال الكافر في كفره وعتوه وعناده ومحاربته للدين واهله ووجود هذه الخصال فيه او عدمها فالمعاملة مع هؤلاء تختلف ليست على رتبة واحدة قد مر معنا قريبا عندما قال الصحابة او عندما قال الطفيل للنبي صلى الله عليه وسلم ان دوسا كذبوا الله ورسوله ادعوا الله عليهم فمد يديه عليه الصلاة والسلام وظن الصحابة انه سيدعو عليهم فقال اللهم اهد دوسا واتي بهم فقال عليه الصلاة والسلام اللهم اهد دوسا واتي بهم بل جاء عنه عليه الصلاة والسلام الدعاء للكفار في امور غير ذلك مثل ما جاء في الصحيح لما جاءوا للنبي عليه الصلاة والسلام وقالوا استسقي لمضر ومظهر قوم من الكفار قالوا استسقي لمضر قال النظر هكذا قال عليه الصلاة والسلام المضر قالوا نعم فمد يديه عليه الصلاة والسلام وقال اللهم اسفي مضر وانزل الله عليهم الغيث وقال العلماء انه عليه الصلاة والسلام فعل ذلك تأليفا لهم تأليفا لهم ولهذا الكفار يختلفون يختلفون هناك كافر محارب كافر معادي كافر متسلط باغي على المؤمنين وعلى هذا الدين وكافر مسالم ليس منه اذى وليس منه شر والله جل وعلا قال عن هذا النوع الاخير قال لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسط اليهم ان الله يحب المقسطين وفي السنة وقد مر معنا طرف مبارك من هديه عليه الصلاة والسلام دعوات كثيرة لافراد من من الكفار بالهداية وهدى الله سبحانه وتعالى خلقا منهم باستجابته سبحانه لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ومما مر مع دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لوالدة ابي هريرة كان ابو هريرة يدعوها للاسلام وكان في كل مرة في كل مرة يدعوها للاسلام تسمعه في الدين وفي النبي ما ما يغضبه فذهب الى النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله ادع الله لام ابي هريرة ادعوا الله لامي ابي هريرة فقال عليه الصلاة والسلام اللهم اهد ام ابي هريرة فذهب ابو هريرة الى بيته فرحا مسرورا بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام ولما وصل البيت واذا بوالدته تغتسل واذا بوالدته تغتسل وقالت مكانك يعني لا تدخل علي كانت قد نزعت ثيابها وتغتسل ثم لبست درعها وخرجت اليه وقالت اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله استجاب الله عز وجل دعوة نبيه عليه الصلاة والسلام فانطلق ابو هريرة الى النبي صلى الله عليه وسلم مسرورا يبشره بدخول امه ففي الاسلام واجابة الله عز وجل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فيها فانطلق يبشره ثم طلب منه دعاء اخر. قال يا رسول الله ادعوا الله ان يحبب ابا هريرة وامه للمسلمين وان يحبب المسلمين لهم قال فلم يوجد مسلم قال بعض الرواة لم يوجد مسلم الا وهو يحب ابا هريرة وامه لا يوجد مسلم الا وهو يحب ابا هريرة وامه. لماذا؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابي هريرة ودعا لامه ان يحبب ان يحببهم للمسلمين وان يحبب المسلمين اليهم لهذا قال بعظ الرواة لا يوجد مسلم الا وهو يحب ابا هريرة وامة والشواهد على على على ذلك كثيرة جدا نعم يقول وفقك الله يا شيخ ذكرت قاعدة ان الالتزام بالاذكار الواردة في السنة افضل من غيره فهل الحديث الضعيف الذي فيه ذكر او دعاء ولكن معناه صحيح يدخل في هذه القاعدة من حيث انه افضل من غيره القاعدة تتعلق بالسنة الثابتة القاعدة تتعلق بالسنة الثابتة والافضل لا للمسلم في كل وقت ما كان موافقا للسنة في ذلك الوقت فمثلا عند الاذان سماعك للمؤذن وترديدك معه افظل من تلاوة القرآن. مع ان تلاوة القرآن افظل الذكر لكن عندما يؤذن المؤذن افضل من تلاوة القرآن ان تسمع المؤذن وان تردد معه ولهذا الافضل في كل وقت الاوفق للسنة في ذلك الوقت بحيث يهتدي المسلم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيما صح وثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه اما ما لم يثبت فلا فلا يشمله ذلك خاصة فيما يتعلق بالاذكار الرواتب والادعية المقيدة والاذكار المقيدة لا يعمل بشيء الا بما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام. اما الدعاء المطلق دعاء المسلم المطلق في حاجاته لو دعا بدعوة صحيحة المعنى في حاجة من حاجاته دعا بدعوة ولم يتخذها سنة الراتبة او او او دعاء موظفا في الاوقات او مخصصا في الايام ودعا بها لحاجته فلا بأس بذلك حتى لو لم يرد لفظها في السنة فالمسلم يدعو الله عز وجل بما شاء من حاجاته ومطالبه الصحيحة فيما فيه مصلحة له في دينه ودنياه لا بأس بذلك ولا يلزم في مثل ذلك ان يكون لفظه ثابتا عن النبي عليه الصلاة والسلام نعم جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك