صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين. قال ابن ابي العز رحمه الله تعالى وقد صار الناس في مسمى الاسلام على ثلاثة اقوال فطائفة جعلت الاسلام هو الكلمة وطائفة اجابوا بما اجاب به النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الاسلام والايمان حيث فسر الاسلام بالاعمال الظاهرة والايمان والايمان بالاصول بالخمسة وطائفة شعر الاسلام مرادفا للايمان وجاء بمعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ان الاسلام شهادة ان لا اله الا الله واقام الصلاة شعائر الاسلام هو الاصل هو عدم التقدير. مع انهم قالوا ان ان الايمان هو التصديق بالقلب. ثم قالوا الاسلام والايمان شيء واحد. لا يكون الاسلام هو التصديق وهذا لم يقله احد من اهل اللغة. وانما هو الانقياد والطاعة. قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لك اسلمت وبك امنت. وفسر الاسلام هذه الظاهرة والايمان بالايمان بالاصول الخمسة وليس لنا اذا جمعنا بينهما ان نجيب بغير ما اجاب به النبي صلى الله عليه وسلم. وان وان اسم الايمان فانه يتضمن الاسلام واذا اخرج الاسلام فقد يكون مع الاسلام بلا نزاع. وهذا هو الواجب وهل يكون مسلما ولا يقال له مؤمن وقد قدم الكلام فيه وكذلك هل يستلزم الاسلام الايمان؟ فيه النزاع المذكور وانما وعد الله بالجنة في القرآن وبالنجاة من النار باسم الايمان. كما قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. وقال تعالى سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كأرض السماء والارض. اعدت للذين امنوا بالله واما اسم الاسلام مجردا فما علق به في القرآن دخول الجنة لكنه فرضه اخبرا واخبر انه دينه الذي لا يقبل من احد سواه وبه بعث النبيين ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلا يقبل منه. فالحاصل ان حالة اقتران الاسلام بالايمان غير حالة افراد احدهما عند الاخر فمثل الاسلام من الايمان كمثل الشهادتين احداهما من الاخرى. فشهادة الرسالة غير شهادة الوحدانية فهما شيئان في الاعيان. واحداهما مرتبطة بالاخرى في انا والحكم كشيء واحد كذلك الاسلام والايمان لا ايمان لمن لا اسلام له ولا اسلام لمن لا ايمان له اذ لا يخلو المؤمن من اسلام لي يتحقق ايمانه ولا المسلم من ايمان به يصح اسلامه وانا ظاهر ذلك في كلام الله ورسوله وبكلام الناس كثيرة اعني في الافراد والاقتران. منها لفظ الكفر والنفاق فالكفر اذا ذكر مفردا في وعيد الاخرة دخل فيه المنافقون لقوله تعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله في الاخرة من الخاسرين. ولا ظاهره كثيرة. واذا قرن بينهما كان الكافر من اظهر من اظهر كفره المنافق من امن بلسانه ولم يؤمن بقلبه. وكذلك لفظ البر والتقوى ولفظ الاثم والعدوان ولفظ التوبة والاستغفار. ولفظ الفقير والمسكين وامثال ذلك. ويشهد الفرق بين الاسلام والايمان قوله تعالى قالت الاعراب امنت قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا الى اخر السورة وقد اعترضوها على هذا لان معنى الاية نقول اسلمنا انقذنا بظواهرنا فهم منافقون في الحقيقة. وهذا احد قولي المفسرين في هذه الاية الكريمة واجيب بالقول الاخر ورجح وهو انهم ليسوا بمؤمنين كامل الناس لا انهم منافقون كما نفى الايمان عن القاتل والزاني والسارق ومن لا امانة له. ويؤيد هذا سباق ويولد هذا سابق الاية سباق الاية وساقها فان السورة من اولها الى هنا في النهي عن المعاصي. واحكام بعض العصاة ونحو ذلك وليس فيها ذكر المنافقين. ثم قال بعد ذلك وان تطيعوا الله ورسوله لا يلته من اعمالكم شيئا ولو كانوا منافقين ما نفعتهم الطاعة. ثم قال انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يغتابوا الاية. يعني والله اعلم ان المؤمنين الكاملين ايمانهم هؤلاء لا انتم بل انتم منفي عنكم الايمان الكامل يؤيد هذا انه امرهم او اذن لهم ان يقولوا اسلمنا. والمنافق لا يقول يقال له ذلك ولو كانوا منافقين لنفى عنهم الاسلام كما نفى عنهم الايمان ونهاهم ان يمنوا باسلامهم فاثبت لهم اسلاما ونهاهم ان يمنوا على رسوله ولو لم يكن اسلاما صحيحا لقال لم تسلموا بل انتم كاذبون كما كذبهم في قوله نشهد ان كان لرسول الله. نشهد انك لرسول والله اعلم بالصواب وينتفي بعد هذا التقرير والتفصيل دعوة ترادف وتشجيع من الزم بان الاسلام من كان هو الامور الظاهرة لكان ينبغي ان لا يقبل الا ذلك ولا يقبل ايمانا مخلص وهذا ظاهر الفساد فانه قد تقدم تنظير الايمان والاسلام بالشهادتين وغيرهما وان حالة الاقتران غير حالة الافراط وانظر الى كلمة الشهادة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله الحديث ولو قال لا اله الا الله وانكروا الرسالة ما كانوا يستحقون العصمة بل لابد ان يقولوا لا اله الا الله قائمين بحقها ولا يكون قائما بلا اله الا الله حق القيام الا من صدق بالرسالة وكذا من شهد ان محمدا رسول الله لا يكون قائما بهذه الشهادة حق القيام الا من صدق هذا الرسول في كل ما جاء به. فانتظمت التوحيد واذا ظمت شهادة ان لا لا اله الا الله الى شهادة ان محمدا رسول الله كان المراد من شهادة ان لا اله الا الله اثبات التوحيد. ومن شهادة ان محمدا رسول الله في ذات الرسالة. كذلك الاسلام والايمان اذا قرن احدهم وبالاخر كما في قوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم لك اسلمت وبك امنت كان المراد من احدهما غير المراد من الاخر وكما قال صلى الله عليه وسلم الاسلام علانية والايمان في القلب. واذا فرض احدهما شمل المعنى الاخر وحكمه وكما في الفقير والمسكين ونظائره فان لفظي الفقير والمسكين اذا اجتمعا افترقا واذا افترقا اجتمعا فهل يقال في قوله تعالى اطعام عشرة مساكين؟ انه يعطى ان يقلوا دون المعذر او بالعكس هو كذا في قوله تعالى وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم. ويندفع ايضا تشنيع من قال ما حكم من امن ولم يسلم او اسلم ولم يؤمن في الدنيا والاخرة فمن اثبت لاحدهما حكما ليس بثابت للاخر ظهر بطلان قوله. ويقال له في مقابلة تشنيعه انت تقول المسلم والمؤمن والله تعالى يقول ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات فجعلهما غيرين وقد قيلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك عن فلان؟ والله والله اني لاراه مؤمنا قال او مسلما قال ثلاثا فاثبت له الاسلام وتوقف باسم الايمان ومن قالهما سواء كان مخالفا والواجب رد موارد النزاع الى الله ورسوله وقد يتراءى في بعض النصوص معارضة ولا معارضة بحمد الله تعالى ولكن الشأن في التوفيق وبالله التوفيق. واما الاحتجاج بقوله تعالى فاخرجنا من كان فيهما من المؤمن فاخرجنا من كان فيه من المؤمنين فما وجدنا غير بيت من المسلمين على ترادف الاسلام والايمان فلا حجة فيه. لان البيت المخرج كانوا موصوفين بالاسلام والايمان ولا يلزم من اتصاف بهما ترادهما ترادفهما والظاهر ان هذه المعارضات لم تثبت عن ابي حنيفة رضي الله عنه وانما هي من الاصحاب. فان غالبها ساقط لا يستطيع ابو حنيفة وقد حكى الطحاوي حكاية ابي ابي حنيفة مع حماد بن زيد وان حماد بن زيد لما روى له حديث اي الاسلام افضل الى اخره قال له الا تراه يقول اي اسلام افضل قال الايمان ثم جاء الهجرة والجهاد من الايمان فسكت ابو حنيفة وقال بعض اصحابه الا تجيبه يا ابا حنيفة؟ قال بما اجيبه وهو يحدثني بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن ثمرات هذا الاختلاف مسألة الاستثناء في الايمان وهو ان يقول الرجل انا مؤمن ان شاء الله والناس جهاد على ثلاثة اقوال طرفان ووسط منهم من يجيب وهو منهم من يحرمه ومنهم من يجيزه باعتبار ويمنعه باعتبار وهذا اصح الاقوال. اما من يوجبه فلهم مأخذان احدهما ان الايمان هو ممات الانسان عليه والانسان انما يكون عند الله مؤمنا او كافرا باعتباره الموافاة. وما سبق في علم الله ان يكون عليه وما قبل ذلك لا عبرة به. قالوا والايمان الذي يتأقرب الكفر يموت صاحبه كافرا ليس بايمان كالصلاة التي ارسلها صاحبها قبل الكمال والصيام الذي يفطر صاحبه قبل الغروب وهذا مأخذ كثير من كلابيا وغيرهم وعند هؤلاء ان الله يحب في الازل من كان كافر اذا علم منه انه يموت انه يموت مؤمنا. والصحابة ما زالوا محبوبين قبل اسلامهم وابليس ومن ارتد عن دينه وما زال الله ما زال الله يبغضه وان كان لم يكفر بعد. وليس هذا قول السلف. ولا كان ولا كان يعلل بهذا من يستثني من السلف في وهو فاسد فان الله تعالى قال قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله واخبر انه يحبه ان اتبعوا الرسول فاتباع الرسول شرط شرط المحبة والمشروط تأخر عني الشرط وغير ذلك من الادلة. ثم صار الى هذا القول طائفة غلوا فيه حتى صار الرجل منهم يستثني في الاعمال الصالحة. يقول صليت ان شاء الله نحو ذلك فيعني القبول ثم قال كثير منهم استثناء في كل شيء. فيقول احدهم هذا ثوبك ثوب ان شاء الله. هذا الحبل ان شاء الله. واذا قيل لهم هذا لا شك فيه يقولون نعم لكن ان شاء الله ان يغيره غيره. المأخذ الثاني ان الايمان المطلق يتضمن فعل ما امر الله به عبده كله. وترك وترك ما نهاه عنه كله فان قال الرجل انا مؤمن بهذا الاعتبار فقد شهد لنفسه انه من الابرار المتقين. القائمين بجميع ما امر ما امروا به وترك كل ما نهوا عنه فيكون من اولياء الله المقربين. وهذا من تزكية الانسان لنفسه ولو كانت هذه الشهادة صحيحة اكان ينبغي ان يشهد لنفسه بالجنة ان مات على هذه الحال وهذا مأخذ عامة السلف الذين كانوا يستثنون وان جوزوا ترك الاستثناء بمعنى اخر كما سنذكره ان شاء الله تعالى ويحتجون ايضا بجواز الاستثناء فيما لا شك فيه كما قال تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين وقال صلى الله عليه وسلم حين وقف على المقابر وانا ان شاء الله بكم لاحقون وقال ايضا اني لا ارض ان اكون اخشاكم لله وانا ضائع هذا. واما من يحرمه فكل من جعل الايمان شيئا واحدا. فيقول انا اعلم اني مؤمن. كما اعلم اني تكلمت بالشهادتين فقولي انا مؤمن كقولي انا مسلم فمن استثنى في ايمانه فهو شاك فيه. وسموا الذين استثنوا في ايمانهم الشكاكة واجابوا عني استثناء الذي في قوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله امنين بانهم يعودوا الى الامن والخوف. اما الدخول فلا شك فيه. وقيل لتدخلن جميعكم جميعكم او بعضكم. لانه علم ان بعض وفي كلا الجوابين نظر فانهم وقعوا فيما فروا منه منه فاما الامن والخوف فقد اخبر انهم يدخلون امنين من علمه بذلك فلا شك في الدخول ولا في الامن ولا في دخول الجميع او البعض فان الله قد علم من يدخل فلا شك فيه ايضا. فكان قوله ان شاء الله هنا تحقيقا للدخول. كما يقول الرجل فيما على ان يفعله لا محالة والله لا افعلن لافعلن كذا ان شاء الله. لا يقولها لشك في ارادته وعزمه ولكنما لا يحنث الحالف في مثل هذه اليمين انه لا يلزم بحصول مراده واجيب بجواب اخر لا بأس به وهو انه قال ذلك تعليما لنا كيف نستثني اذا اخبرنا عن مستقبل وفي كون هذا المعنى مرادا من النص نظر فانه ما سيق الكلام له الا ان يكون مرادا من اشارة النص واجاب الزمخشري بجوابين اخرين باطلين. وهما ان يكون الملك قد قاله قاله فاثبت قرآنا او ان الرسول قاله. واما من تجلس هنا وتركه وهو اسعد بالدليل من الفريقين وخير الامور اوسطها. فان فان المراد المستثنى احسن الله اليك. فان اراد المستثني الشك في اصل ايمانه منع من استثناء وهذا مما لا خلاف فيه. وان اراد انه مؤمن من المؤمنين الذين وصلهم الله في قوله انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم وتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون اولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورثم كريم. وفي قوله قال انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يغتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون. والاستثناء حينئذ جائز وكذلك من استثنى واراد عدم علمه بالعاقبة وكذلك من استثنى تعليقا للامر بمشيئة الله لا شك في ايمانه. وهذا القول في في القوة كما ترى. قوله وجميع ما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق. يشير الشيخ رحمه الله بذلك الى الرد على الجهمية والمعطلة والمعتزلة والرافضة. القائلين بان الاخبار قسمان متواترة واحد كن متواتر وان كان قطعي سند لكنه غير قطعي الدلالة فان الادلة اللفظية لا تفيد اليقين وبهذا قدح في دلالة القرآن على الصفات قالوا والاحاد لا تفيد العلم ولا يحتج بها من جهة طريقها. ولا من جهة متنها فسدوا على القلوب معرفة الرب تعالى واسمائه وصفاته وافعاله من جهة الرسول. وحال على قضايا وهمية ومقدمات خيالية سموها قواطع عقلية وبراهين يقينية وهي في التحقيق كسراب بقيعة يحسبه ضمان الماء حتى اذا لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب. او كظلمات في بحر ندي يغشاه الموج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يكن له ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. ومن العجب انهم قدموها على نصوص الوحي وعزلوا لاجلها فاقفلت قلوبهم من الاهتداء بالنصوص ولم يظفروا بقضاء العقول الصحيحة المؤيدة بالفطرة السليمة بالنصوص النبوية ولو حكموا النصوص الوحي لفازوا كوني صحيحا موافق لفطرة السليمة بل كل فريق من ابواب البدع يعلم النصوص على بدعته وما ظنه المعقولة وما وافقه قال انه محكم وقبل واحتج به وما خالفه قال انه متشابه ثم رده وسمه رد وسمى رده تفويضا او حرفه وسمى تحريفه تأويلا فلذلك اشتد انكار اهل السنة عليهم وطريق اهل السنة ان الا يعدلوا على النص الصحيح ولا يعارضوا بمعقول ولا قول فلان كما اشار اليه الشيخ وكما قال البخاري رحمه الله الله سمعت الحميدي يقول كنا عند الشافعي رحمه الله فاتاه رجل فسأله عن مسألة فقال قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا فطاب الرجل فطاب الرجل الشافعي ما تقول انت؟ فقال سبحان الله تراني في كنيسة تراني في في بيعة تراني ترى على وسطي زنار. اقول لك قظى رسول الله صلى الله وسلم وانت تقول ما تقول انت ونضعه ذلك بكلام السلف كثير. وقال تعالى وما كان لي مؤمنين ولا مؤمنة الا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم قبر الواحد اذا تلقت الامة الامة الامة بالقبول عملا به وتصديقا له يفيد العلم اليقيني عند جماهير جماهير الامة وهو احد قسمي ولم يكن بين سلف الامة في ذلك نزاع كالخبر عمر بن الخطاب رضي الله عنه انما الاعمال بالنيات والخبر ابن عمر رضي الله عنهما نهى عن بيع الولاء وهبته وخبر ابي هريرة رضي الله عنه لا لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها وكقوله يحرم عن ما يحرم من النسب وامثال ذلك وهو خبري الذي اتى مسجد قباء واخبر ان القبلة تحولت الى كابل فاستداروا اليها. وكان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسل رسله احادا يرسل كتبهم كتبهم على احد ولم يكن المرسل اليهم المرسل اليهم يقولون لا نقبله لانهم خبر واحد وقد قال تعالى هو الذي ارسل ارسل رسوله بالهدى ودين الحق لينجره على الدين كله. فلا بد ان يحفظ ان يحفظ الله حججه وبيناته على خلقه. لئلا تبطل حججه وبيناته. ولهذا الله من كذب على رسوله في حياته وبعد وفاته وبين حاله للناس. قال سفيان ابن عيينة ما ستر الله احدا يكذب في الحديث. وقال عبد الله ابن مبارك لو هم رجل في السحر في السحر ان يكذب في الحديث لاصبح الناس يقولون فلان كذاب. وخبر واحد وان كان وخبر الواحد وان كان يحتمل الصدق والكذب. ولكن التفريق بين صحيح وسقيمها او سقيمها لا ينال احد الا بعد ان يكون معظم وقته مشتغلا بالحديث والبحث عن سيرة الرواة ليقف عن احوالهم على احوالهم واقوالهم من شدة حذره من الطغيان والزلل وكانوا بحيث بحيث لو قتلوا لم يسامحوا احدا في كلمة يتقولها على رسول الله صلى الله عليه وسلم لانفسهم ذلك وقد نقلوا هذا الدين الينا كما نقل اليهم فهم يزكوا فهم يزكوا الاسلام وعصابة الايمان وهم نقاد الاخبار وصيارفة الاحاديث وقف المرء على هذا من شأنه وعرف حالهم وخبر صدقهم وورعهم وامانتهم ظهر له العلم فيما نقلوه ورووه. ومن له عقل ومعرفة يعلم ان اهل الحديث لهم من العلم باحوال نبيه وسيرته واخباره ما ليس لغيرهم ذي شعور. فضلا ان يكون معلوما لهم او مضمونا. كما ان النوحات من اخبار سيبويه والخليل واقوالهما ما ليس عند غيرهم وعند الاطباء من كلام فقراط وجاري نوس ما ليس عند غيرهم وكل ذي صنعة هو اخبر بها من غيره فلو البقال عن امر العطر او العطار عن البزر ونحو ذلك لعد ذلك جهلا كثيرا. ولكن النفاة قد جعلوا قوله تعالى ليس كمثله شيء مستند مستندا في رد الاحاديث الصحيحة كلما جاءهم حديث يخالف قواعدهم او اراءهم وما وضعته خواطرهم وافكارهم ردوه ليس كمثله شيء تلبيسا ثم تدريسه على من هو اعمى قلبا منهم وتهريفا لمعنى الاية عن مواضع لمعنى الاية عن مواضيع مواضعه ففهموا من اخبار الصفات ما لم يرده يريده الله ولا رسوله ولا فهم احد ولا فهمه احد من ائمة الاسلام انه يقتضي اثباتها تمثيلا بل بما للمخلوقين ثم استدلوا على بطلان ذلك بليس كمثله شيء تحريفا للنصين ويصنفون الكتب ويقولون هذا هذا اصول دين الاسلام الذي امر الله به وجاء من عنده ويقرون ويقرأون كثيرا من القرآن ويفيضون معناها الى الله تعالى من غير تدبر لمعناها الذي بينه الرسول. واخبر انه معناه الذي اراده الله. وقد ذم الله تعالى كتابي الاول على هذه الصفات الثلاث وقص علينا ذلك من خبرهم لنعتبر وننزجر عن مثل طريقتهم. فقال تعالى فتطمعون ان يؤمنوا بكم وقد كان منهم يسمعون كلام الله ثم يحرمونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون الى ان قال ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا الاماني ومنهم الا يظنون والاماني التلاوة المجردة ثم قال تعالى وويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به عملا قليلا. وويل لهم لمن كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون على نسبة ما كتبوه الى الله وعلى اكتسابهم بذلك فكلا الوصفين دمين. ان ينسب الى الله مالك من عنده وان وان يأخذ بذلك عوضا من الدنيا ما لم او رئاسة نسأل الله نسأل الله تعالى ان يعصمنا من الزبير في القول والعمل بمنه وكرمه. امين. ويشير الشيخ رحمه الله تعالى بقوله ان الشرع والبيان الى ان ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم نوعان شارع ابتدائي وبيان لما شرعه الله تعالى في كتابه العزيز وجميع عبادة الحق والنطق والاتباع. وقوله واهله في اصله سواء بالحقيقة ومخالفة الهوى وملازمة الاولى وفي بعض النسخ من الخشية والتقى بدل قوله بالحقيقة ففي العبارة الاولى يشير الى ان الكل يشاركون فيصل التفسير ولكن التصديق يكون بعضه اقوى من بعض واثبت كما تقدم تنظيره بقوة البصر وضعفه. وفي العبارة الاخرى يشير الى ان التفاوت بين المؤمنين باعمال القلوب واما التصديق فلا تفاوت فيه. والمعنى الاول اظهر قوة والله اعلم بالصواب. نعم وقفه شوي عيد من جديد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد رحمه الله تعالى ما يتعلق بالترادف بين الاسلام والايمان وهل هو مترادفان او متغايران. وذكر ان الناس في هذا المعنى لثلاثة اقوال منهم من يرى الترادف ومنهم من يرى التلازم وعدم والتغاير ومنهم من فصل في ذلك فقال فطائفة جعلت الاسلام هو الكلمة وطائفة الاجاوي ما اجابه النبي صلى الله عليه وسلم حين سئل عن الاسلام والايمان وطائفة جعلوا الاسلام مرادفا للايمان والصحيح في هذه الازمة كما قررناه سابقا ان الاسلام والايمان متغايران مترادفان او مفترقان متفقان مفترقان متفقان فالاسلام يلزم منه الايمان والايمان يلزم منه الاسلام. ولا يصح اسلام العبد بلا ايمان كما لا يصح ايمانه بلا اسلام. فلا بد للمسلم ان يكون معه اصل الاسلام فلابد للمسلم ان يكون معه اصل الايمان ولابد للمؤمن ان يكون معه اصل الاسلام فلا يمكن ان يكون مسلما وهو غير مؤمن. ولا يمكن ان يكون مؤمنا وهو غير مسلم فلا بد ان يجمع بينهما الا انهما اذا اجتمعا وذكرا الاسلام والايمان فانهما يتغايران من جهة حقيقتهما الايمان يراد به القول والعمل يراد به القول والعمل الظاهر والباطن وان كان بعض السلف يعبر عن الايمان بانه القول بان يعبر عن الايمان بانه العمل وعن الاسلام بانه القول الا ان الصحيح ان الايمان فاذا اطلق دخل فيه الاسلام دخل فيه الاسلام وكذلك الاسلام اذا اطلق دخل فيه الايمان اما اذا ذكر جميعا اصبح الاسلام له معنى والايمان له معنى فاذا جمع اصبح المسلم هو من عمل بالاعمال الظاهرة ومعه اصل الايمان وان ارتكب شيئا من الكبائر كالفسكاء الزنا او الخمر او ما شابه ذلك يبقى انه في دائرة الاسلام واما اذا ذكر المؤمن اذا ذكر المؤمن مع الاسلام فانما المراد بالمؤمن هنا الذي حقق كمال الايمان الواجب وهو الذي فعل ما اوجبه الله عليه وترك ما نهاه الله عنه ونهاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. وبهذا قال جماهير اهل السنة هذا بهذا قالوا قال جماهير وقد جاءت الادلة الدالة على ان الاسلام والايمان متغايران مثل قوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا فهنا بين الله عز وجل ان الاعراب ادعوا الايمان فنفى الله عنه الايمان الذي هو كمال الايمان الواجب واثبت لهم الاسلام. اما الذين قال وان الايمان ان الاسلام هنا ليس على الحقيقة وانما هو وانما هو على الاستسلام وهو اسلام المنافقين فهذا غير صحيح. لان الله سبحانه لم يثبت للمنافقين اسلاما لم يثبت للمنافقين اسلاما نفى عنهم ذلك كما قال تعالى والله انهم لكاذبون فاخبر انهم كاذبون بدعواهم انهم ليسوا ليسوا بشاهدين بالشهادة والرسالة فلا يقال ان الله اثبت لهم الاسلام والمنافق وان اظهر الاسلام فانه لا يثبت له من الشارع يثبت له من عامة الناس انها ظاهره الاسلام اما مما يكون يتعلق بالوحي يتعلق بخبر الله عز وجل فان الله لا يسمي المنافق لا يسميه مسلما لعلمه سبحانه وتعالى بحاله وانما اخبر عن هؤلاء انهم قالوا امنا فنفى عنهم ذلك لما اثبت لهم الاسلام لانهم اسلموا وشهدوا بالشهادتين واظهروا الاسلام من جهة الاعمال الظاهرة لكنهم حقيقة لم يبلغوا حقيقة الايمان الكامل الذي هو كمال الايمان الواجب من امتثال ما امر الله به وامر به رسوله صلى الله عليه وسلم ولا انثى وعما نهى الله عنه وعنه ونهى عنه رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا نقول ان الاسلام والايمان يفترقان ويجتمعان فاذا ذكر احدهما شمل الاخر واذا واذا اجتمعا كان لواء لكل واحد منهما معنى يخصه معنى يخصه وهذا مثل البر مثل البر ومثل مثل البر ومثل لفظ الكفر ومثل لفظ المسكين والفقير وما شابه هذه الالفاظ وما شابه هذه هذه الالفاظ ومما يدل على ان الاسلام والايمان متلازمان ان النبي صلى الله عليه وسلم فسر الايمان بالاسلام فسر الاسلام بالايمان وفسر الايمان ايضا بالاسلام صلى الله وعليه وسلم عندما جاء وفد ابن عبد القيس قالوا اخبرنا فقال ان تؤمن بالله قال ما الايمان؟ ثم فسر بقوله ان تشهد ان لا اله الا الله محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتوا الزكاة وادوا الخمس من المغرب فافاد هنا انه فسر الايمان باي شيء في اعمال الاسلام الظاهرة وايضا اخبر الله عز وجل ان الصلاة من الايمان في قوله تعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم فسمى الصلاة ايمانا فافاد ان الاعمال الظاهرة ايضا من الايمان وهذا كما ذكرت من لوازم الايمان لان الايمان متلازم من جهة الظاهر والباطن. فصلاح الباطن يستلزم صلاح الظاهر فصلاح الباطل يستلزم الظاهر ولا يلزم من صلاح الظاهر زي صلاح طراح الباطن قال رحمه الله تعالى ويشهد للفرق بين الاسلام والايمان ما ذكر هنا وقوله تعالى قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا قد بينا هذا ومنه ايضا قال هذا يدل يدل على ان الاسلام هنا ليس بمعنى الايمان وانما هو من اتى باصل الايمان اتى باصل الايمان ومعه الاسلام لكنه لم يبلغ حقيقة الايمان الكامل الذي هو كمال الايمان الواجب. واما الذي ذهب الى ان الاسلام هنا على النفاق فقد ذكرنا جوابه ان الله عز وجل لا يسمي المنافق مسلما ولا يسميه ايضا مؤمنا. ثم ذكر ايضا من الادلة ان الله سبحانه ذكر المغايرة في قوله ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات فافاد ان دائرة الايمان اعظم من دائرة الاسلام ولذلك اهل العلم يفسرون الدوائر هنا بثلاث دوائر ما يسمى بمراتب الدين مرتبة الاسلام ثبت الايمان مرتبة الاحسان كما جاء في حديث ابن الخطاب عندما سئل عن الاسلام وعن الايمان والاحسان فسر ذلك كله كلا بحسبه فسر الامام بالله وملائكته وفسر الاسلام باعمال بشرايع الاسلام الظاهرة وفسر الاحسان بان تعبد الله كانك تراه. فمع انه يلزم من هذه الثلاث يلزم من الايمان الاحسان ويلزم من الاحسان الاسلام. فكلها متلازمة فلا يمكن ان يكون مسلما وهو يعتقد ان الله لا يراه اعتقد ان الله لا يراه لا يسمى لا يسمى مسلم كما انه ان دعا انه مؤمن وهو يزعم ان الله لا يراه لا يسمى مؤمن فلابد للمسلم ان يكون معه اصل احسان ولابد للمحسن ان يكون معه اصل الاسلام والايمان ولكن دائرة الاحسان هي اوسع الدوائر من جهة الدخول من دخل في دائرة الاحسان فقد دخل لزاما في دائرة الايمان والاحسان. ولا يلزم الدخول في دائرة الاسلام ان يدخل في دائرة الايمان احسان فقد يكون في دائرة الاسلام لكنه لم يبلغ دائرة الايمان ولم يبلغ واذا واذا خرج من ذات الايمان فانه اذ سيخرج من دائرة الاحسان لزابا. وكما قال صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربه وهو مؤمن. ولا يسرق حين يسرق وهو تؤمن فاذا فعل هذه الكبائر نفي عنه اسم الايمان بنو في عنه اسم الايمان المطلق وان بقي معه مطلق الايمان لان الايمان اما ان يكون مطلقا او يكون مطلق الايمان او الايمان المطلق. فالايمان المطلق ينفى عن من وقع في كبيرة ولا ينفع عنه مطلق الايمان اي لابد ان يبقى معه شيء من الايمان فاذا انتفى الايمان الذي هو اصله خرج من دائرة الاسلام من ذهب اصل الايمان من قلبه فقد خرج من دائرة الاسلام واصبح كافرا بالله عز وجل قال ايضا هدى ما احتج البعض بقوله فاخرج من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت مسلمون هذا يدل على الترادف. وهذا ليس بصحيح بل ربنا سبحانه وتعالى ذكر انه انه اخرج من كان فيه من المؤمنين وهم آآ اهل لوط عليه السلام من آآ بناته وكانت معهم زوجه. فقال الله اخرج من كان منهم ثم قال فما وجدنا فيها غير بيت المسلمين اي ان هذا البيت وهو بيت لوط كان متصل بالوصفين بوصف الايمان بوصف الاسلام وقد ذكرنا انه يلزم من الايمان الاسلام فاذا كان مؤمنا لازم ذاك ان يكون ان يكون مسلما فهذا يدل على انهم ارتقوا في الدرجات فكانوا مؤمنين ومن كان مؤمنا لزمه ان يكون ايضا مسلما فدائرة الايمان تدخل فيها تباعا دائرة دائرة الاسلام فليس فيه دليل على الترادف وان الاسلام والايمان معناهما واحد وانما فيه انهم ارتقوا من درجة الى درجة وقد قال بعضهم ان المراد آآ بالمسلمين ان كان فيهم من يظهر الاسلام وهي زوج وهي زوج لوط عليه السلام فدخلت معهم في هذا الخطاب حيث انها كانت تدعي الاسلام ومتابعة لوط عليه السلام فاخرج من كان فيها من المسلمين فما وجدنا لفيها الا بيتا غير بيت للمسلمين فكانت معهم فخوبت بكونها ممن اظهر الاسلام لكن يبقى ان هذا الجواب ليس بصاحبه يحتج به من يقول ان ان الاسلام هنا ليس المراد بلسان الحقيقة وانما هو على الاستسلام. والصحيح ان هذا من باب انهم جمعوا بين الوصفين وصف ايمان ووصفة الاسلام فهم مؤمنون حقق كمال الايمان الواجب وهم كذلك ايضا مسلمون ايضا ذكر هنا رحمه الله تعالى مسألة الاستثناء في الايمان مسألة الاستثناء في الايمان وهي قول ان شاء الله وانا مؤمن ان شاء الله انا مؤمن وذكر ان المسعى ثلاث يقال على ثلاث طوائف طائفة اوجبت وطائفة منعت وطائفة توسطت. فيقول الرجل آآ قاله ليقول الرجل انا مؤمن ان شاء الله الناس بعدها اقوال طرفان وسط منهم من يوجبه يوجب الاستثناء في كل شيء ومنهم من يحرمه ومنهم من يجيد باعتباره يمنعه بعين الاعتبار وهذا اصح الاقوال فهناك من يوجب الاستثناء دائما. ويرى انك لا تقول شيء لن تقول معه ان شاء الله. لا في الايمان ولا في غيره. فيوجب ان تقول مؤمن ان شاء الله الا سادخل ساصلي ان شاء الله صليت ان شاء الله. ويرى ذلك واجب ولا شك ان الاستثناء في باب الايمان او في باب الاخبار او في باب آآ في باب الاخبار الذي وقع ان الاخبار بما وقع انه لا يشرع ان يقول الانسان فيه ان شاء الله الا في حالتين كما سيأتي معنا. اما اذا صلى الرجل او فعل شيء من الافعال فانه لا ينبغي ان يقول لذلك اني فعلت ذلك ان شاء الله. لانه قد وقع قد شاءه الله عز وجل فقوله ان شاء الله هنا انما هو انما هو من الكلام الذي عي في الكلام ولا ينفع ان يقال في هذا المقام ان شاء الله لان وقوعه وفعله له قد يدل على ان الله قد قد شاءه. وهناك من منع منه مطلقا اي منع من الاستثناء في الايمان مطلقا وقال انه لا يجوز ان يقول المسند ان شاء الله. وهذا القول هو قول الجهمية وقول المرجئة فالمرجئة يرون ان الاستتلاف الايمان دليل على كفر قائله وان من وان من استثنى في ايمانه فليس بمؤمن وهذه احد احد العلامات الفارقة بين اهل السنة والمرجئة ان المرجئة لا يرون الاستثناء في الايمان لا يرون الاستثناء في الايمان بل يرون ان من استثنى انه الشاك ومن شك فليس فليس بمؤمن وهذا ايضا قول باطل. فيبقى هنا هل هل يجب ان يقول هل هل يجب على المسلم ان يقول ان شاء الله في ايمانه او لا يجوز ان يستثني. الصحيح في هذه المسألة ان الاستثناء يجوز في حالتين بحالة المآل وفي حالة الكمال ان كان يقول ذاك من باب المآل ان شاء الله انا مؤمن مآلا اي انه يموت على الايمان ويموت على التقوى فلا بأس ليستثني في هذا يجوز استثناء في حالة المآل انا ان شاء الله مؤمن اي اموت على هذا الايمان وفي حالة ادراك الكمال انا مؤمن ان شاء الله ايمنني ادركت الايمان الذي اوجبه الله عز وجل عليه مؤمن ان شاء الله. اما من جهة اصل الايمان فلا يجوز ان يقول انا مؤمن ان شاء الله. اذا تعلق بالاصل فالاستثناء محرم. ويتعلق بالمآل والكمال فان الاستثناء مشروع الوجائز مشروع وجائز واذا كان السيف منهم من يرى انه يستثني وقد قال الامام احمد عند الاستهجان في العمل اي في تحقيق كمال العمل وما اوجبه الله عز وجل عليك فلك ان تستثني وهذا ونقل ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عندما سئل رجل قال ان كنت مؤمن فقد اخبرت انك في الجنة لان تزكيته وصفة او بانه مؤمن من باب تحقيق كماله وتحقيق اه كمال هذا الايمان يدل على انه يحكم لنفسه بالجنة لان الجنة يدخلها المؤمنون فعلى هذا كان السلف يرون الاستثناء في من جهة المآل ومن جهة الكمال اي على كمال الايمان يجب ان يقول انا مؤمن ان شاء الله من جهة انني حققت ما اوجبه الله علي ومن جهة المآل اي انني اموت وارجو ان اموت ان شاء الله على الايمان. اما في بباب اصل الايمان فلا يجوز المسلم ان يقول انا مؤمن ان شاء الله بل يقول انا مؤمن ويقطع بذلك ويقطع بذلك ولا يستثني هذا من جهة من جهة الخبر. اي شيء تخبر به فيما سيقع مستقبلا فانك تتبع ذلك في قولك ان شاء الله. ولا تقولن الا ان يشاء الله اي تتبع ذلك بقولك ان شاء الله. فمن السنة اذا اخبر الانسان بخبر سيفعله ان يتبع ذلك قوله ان شاء الله ويستثني في كل خبر يخبر به في كل خبر يريد فعله او يخبر بان هذا سيقع او سافعل كذا ان يتبع ذلك بقوله ان شاء الله واما يشرع ايضا الاستثناء في باب الايمان اذا اراد ان يفعل شيئا ان يقول عقب يمينه ان شاء الله فانها تنفعه من جهتين من جهة انها اذا لم تقع فانه لا يحنث من جهة ايضا له لا يأثم لا يأثم ويكون كاذبا في دعواه فهدى نقول الاستثناء في باب الاخبار في باب الاخبار التي التي ستقع مشروع وهو سنة. واما في الاخبار التي وقعت فهو غلو وجهل. في الاخبار التي وقعت كان يسأل آآ صليت فيقول ان شاء الله نقول هذا هذا جهل لانك قد صليت وقد آآ وقعت الصلاة لكن تبقى مسألة القبول تقول يعني اذا كان يقصد بذلك ان الله قبلها فيقول ارجو ان الله قبلها فان شاء الله ان الله قبلها وقد يقول ان شاء الله من باب من باب التبرك بالمشيئة من باب التبرؤ من باب التبرك من باب التبرك باسم الله عز وجل كما يقال عند زيارة الاموات وانا ان شاء الله بكم للاحقون اي لاحقون فهو واقع لا محالة لكن يستثنى هنا يذكر المشيئة هنا من باب انه سيقع انه يرجو ان على حال اهل الايمان فيلحق بهؤلاء المؤمنين فهذا يحتمل ان يقول ان شاء الله بكم بكم لاحقون اي على ما متم عليه من الايمان والاسلام ويحتم انه قال من باب التحقيق كما يقال ان شاء الله تحقيقا لا تعليقا وتبركا باسم الله عز وجل. هذا ما يتعلق لا فيجوز من يقول استثناء على جهة من جهة ما يموت عليه ومن جهة تحقيق كمال الايمان ثم ذكر مسألة ثالثة وهي مسألة خبر الاحاد والمتواتر خبر الاحاد والمتواتر. فقول وقال هنا قال هنا رحمة الله تعالى وجميع ما صح عن رسولنا صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق اهل السنة مجمعون على قبول كل ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرون ان ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاخبار يفيد ما يفيده ما يفيده كتاب الله عز وجل وكلام الله سبحانه وتعالى. فكلما صح وتلقته الامة بالقبول فانه ينزل منزلة المتواتر. المنزل ينزل منزلة المتواتر جهة من جهة ما يفيد من العلم اليقيني ومن جهة ما يفيد من القبول. وهذا ليس خاص بالاحكام حتى في العقائد. نقول خبر واحد حجة عند اهل السنة ولا يخالف في ذلك احد من بل اهل السنة مجمعون على حجية خبر واحد وقد ذكر البخاري في صحيح كتابا سماه حجية خبر الواح ذكر بذلك احاديث منها ان الانسان بعث معاذ الى اليمن وكان واحدا وبعث ايضا ابا موسى وبعث ايضا لحية ابنها الكلب وبعث غير واحد من اصحابه رسلا وسفراء الى الى غيره من الامم يدعونهم يدعون بالاسلام وكانوا وكانوا احاد ولم يبعث العشرات الى العشرات وانما كان يبعث الرسل واحادا واحدا تلو الاخر. وكانوا يخبرون بشرائع الاسلام. ومن تلك الشرائع ما يتعلق بالعقائد من توحيد الله عز وجل من ومن ما يتعلق بالشريعة الله عز وجل فهذا يدل على ان خبر الواحد حجة. فاذا صح الخبر عن رسولنا صلى الله عليه وسلم فانه يجب على المسلم ان ليقبل هذا الخبر وانما صار المعتزلة واهل الكلام والمعطلة الى رد خبر الاحاد ليردوا جميع الاحادي التي جاءت فيها اثبات شيئا من صفات الله عز وجل وما يتعلق ببعض صفات الله سبحانه وتعالى فقالوا ان خبر الاحاد لا يفيد العلم اليقيني وانما يفيد الظن وباب العقائد لا يقوم على الظن وانما يقوم على اليقين فدخلوا بهذا بهذه بهذا التقعيد على ابطال نصوص نصوص النبي صلى الله عليه وسلم التي فيها اثبات شيء من من العقائد ما يتعلق بصفات الله عز وجل بل انهم بالغوا في ذلك حتى قرروا ان القواطع العقلية مقدمة على على القواطع النقلية وقالوا ان العقل مقدم على النقل العقل اذا خالفه النقل فان النقل يرد ويقبل العقل. وجعلوا ذلك قاعدة لهم. وحتى قدموا العقل على نصوص الكتاب والسنة وقالوا ان قواطع العقول مقدمة على النقول ولو كان ذلك من كلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولكنهم لا يتجرأون على على رد لله مباشرة وانما يحرفونه ويتأولونه ويبطلون معناه ويحمل على معنى باطل غير المعنى الذي اراده الله عز وجل. فعلى هذا كان اهل السنة يرون ان خبر الواحد حجة وان كل ما افاده كلام او ان كل ما صح النبي صلى الله عليه وسلم فانه يفيد ما افاده كلام ربنا سبحانه تعالى بشرط ان يصح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بان ينقله العدول اه الظابطون باسناد متصل غير غير معلل ولا شاذ فاذا توفرت فيه شروط الصحة وقبل فانه يفيد ما يفيد ما يفيد آآ الخبر المتواتر. ولذلك قال العلم ان الخبر متواتر وما افادك العلم. فكل ما افادك العلم سواء كان حادرا او متواترا فانه يفيد يفيد اه فكل ما اباك من الاخبار فانه يسمى متواترا لانه افادك افادك اليقين بها افادك اليقين من هذا الخبر ان كان اه الاخبار المتواترة الاحد موجودة ولا ينكرها احد من اهل العلم. فهناك اخبار تواترة في نقلها وهناك اخبار لم يتواتر في نقلها. لكن يبقى هل يشترط في في قبول الخبر وفي القطع بما فيه من اخبار او او جعله حجة ويبنى عليه حكما شرعيا او عقيدة يكون متواترا نقول ليس ذلك بشرط بل متى ما صح الخبر عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ولو لم ينقله عدد كثير فانه يفيد فانه يفيد العلم اليقيني ويفيد ما يفيده المتواتر ويفيد ما يفيده المتواتر وفي ذلك تلقتها الامة بالقبول وافادت ما افاده المتواتف. فهذا اللي ذكره هنا هو ما يحتج اليه به الجهمية والمعطلة والمعتزلة من الاخبار الى متواتر واحاد حتى يردوا نصوصا النصوص الاحاد التي التي فيها شيء من اثبات صفات الله عز وجل فيردونها ويبطلونها ويرونها لا تفيد اليقين بل ردوا كلام الله قبل ذلك وقالوا انه لا يفيد ان ان القواطع النقلية لا لا لا تقدم على القواطع العقلية قال هنا من الشرع والبيان. سنة النبي صلى الله عليه وسلم تنقسم الى قسمين. اما ان تبتدأ تشريعا جديدا في شرع الله وسلم مثلما يشرع ربنا سبحانه وتعالى في كتابه وقد جاء في السنة ان الله ان ان النبي صلى الله عليه وسلم حرم ان تنكح المرأة على عمتها وعلى خالتها وهذا ليس بكتاب الله عز وجل فهذا شرع جديد شرعه رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو بوحي الله عز وجل. وهناك القسم الاخر ما يكون مفسرا مبينا مفصلا لما في كتاب الله عز وجل. اذا اخبار النبي صلى الله عليه اما ان يكون شرعا استقلالا ليس له آآ شرعا استقلالا لا يبتدأ شرعا ويبتدأ تشريعا جديدا من قبل نفسه صلى الله عليه وسلم بوحي الله عز وجل واما ان يكون خبره تفسيرا او توضيحا او تبيينا او كما قال هدى. واو بيانا لكلام الله عز وجل جاء في كتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فسرها في سنته الزكاة جاءت في كتاب الله ورسولنا بينها في سنته الحج الصيام جميع الشرائع التي جاءت في كتاب الله قد فسرها نبينا صلى الله عليه وسلم فهذا يسمى تفسير وبيان وهناك شرائع اخرى لم تأتي بكتاب الله ولكن جاءت في سنة رسولنا صلى الله صلى الله عليه وسلم فاهل بيقبلون ما شرعه وما بينه. يقبلون ذلك من جهة التشريع. ومن جهة البيع كما قال وجميع ما صح وسلم الى الشرع الذي هو شرع الله الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم ابتداء. والبيان الذي بينه من جهة ان اصل تشريعه في كتاب الله انما هو مبين له موضح مفسر له كله حق فلا يردون شيئا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل يقبلون ذلك كله. قال واهل السنة لا يعدلون عن النص اي اذا صح النص وجاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانهم لا يردونه ابدا بل يقبلونه ويسمعونه ويقولون سمعنا واطعنا ولا يعارضون خبر سلم لا بمعقول ولا بقول فلان ولا بقول علان. وانما يقولون سمعنا واطعنا. ولذلك ذكر قصة الشافعي قال تعالى عندما سأله رجل فقال فقال قضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا فقال الرجل الشافعي ما تقول انت؟ يعني هل قولك مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال الشمقولة قال سبحان الله تراني في كنيسة او تراضي في بيعة او ترى على وسط زلدارا. اقول لك قال اقول لك قال الرسول صلى الله عليه وسلم وانت تقول ما تقول انت؟ واي قول لي اي ان الشاة يقول هو هل انا الا متبع مطيع لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم؟ فكيف تقول ما تقول انت؟ فهل رأيتني نصرانيا؟ اي انني في كنيسة اذهب وتعبد بدين النصارى او بدين اليهود او علي زنار حتى تقول ما تقول انت حتى وعاظ النبي صلى الله عليه وسلم؟ وفي هذا دليل على ان من ردك وسلم ان صفة من صفات الكفار والمنافقين لان حال المؤمن مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم يقول سمعنا واطعنا سمعنا واطعنا ولا يقدم كلام احد على كلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا يقال بان هناك من اهل العلم من تجاوز حده وطغى في تعظيم متبوعه ومرؤوسه من العلماء فيرى ان كلام الائمة مقدم مقدم على كلام غيري على على كلام على كلام تولد صلى الله عليه وسلم ولكن لا يتجرأ بقول ذلك صراحة عندما يقول كل نص كل نص يخالف قول الامام فهو اما انه منسوخ او فيرد احاديث النبي صلى الله عليه وسلم ويحمل على انها منسوخة او مؤولة اذا خالفت كلام الامام وهذا لا شك انه من الغلو والباطل بل يرد كلام الامام ويبطل كلام الامام ويقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم بشرط ان يكون كلام لم يعارضه كلام له صلى الله عليه وسلم غيره لان كلام النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان هناك كلام له وجاء حديث عنه ايضا يعارض قوله السابق وهنا يشار اما الى النسخ واما الى التخصيص واما الى التقييد فلا بد من الجمع الى احاديث النبي صلى الله عليه وسلم. اما اذا جاءنا خبر عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وجاء من يعارضه من العلماء فاننا نرد قول العالم ونحسن الظن فيه انه انه لم يبلغه هذا النص او فهم على غير المراد او انه لم يصححه فهنا نحمل وكلامه على احسن المحابل ونرد قول العالم ونقدم قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا ينبغي لمن له اسلام رد لي ان يعرض يعني لا ينبغي لمن له اسلام ان يأخذ بقول احد سوى قول النبي صلى الله عليه وسلم وكما قال مالك عندما قال قال اذا رأيتم قولي مخالفا لما عندما قال كل يؤخذ من قول ويرد الا قول صاحب هذا القبر وقال شيظا اذا رأيتم قولي مخالفا لما رويتم فاظربوا بقول عرض الحائط وكما قال ابو حنيفة اذا جاء الخبر عن النبي فعلى الرأس والعين واذا جعل الصحابة على الرأس والعين ويجعل التابعين فهم رجال ونحن رجال اي انه وهو في طبقة في طبقة التابعين يعتبر يعتبر ابو حليوي طبقة للتابعين. اما اذا جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين كما قال ابو حنيفة فيما ذكر ابن ابي العز هدى عندما ناظره احمد حماد بن زيد في اه في قوله صلى الله عليه وسلم اي الاسلام افضل؟ فقال له صاحبه ما تقول يا قال واي قول اقول وهو يقول؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم اي ليس لي كلام مع قول النبي صلى الله طلب فسكت وسلم لما قاله حماد بن زيد رحمه الله تعالى فهذا القول الذي ذكره ان اهل السنة لا يعارضون قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا يردونه ويسمعون ويكون الجواب معه سمعنا واطعنا واهل السنة على هذا مجمعون متفقون على تقديم كلام الله كلام الله وكلام على كل كلام احد دونهما لا ابا بكر ولا عمر وكما قال ابن عمر عندما سئل عنه قال اقول قال الله ورسوله تقول قال ابو بكر وعمر وكما نقل ذاك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه وذكر انه قال يوشك ان تنزع عليكم الحجارة وان كان في اسناله ضعف اقول قال الله يا رسوله تقول قال ابو بكر وعمر اي ان الصحة كانوا معظمون لكلام كانوا معظمين لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال هنا ايضا قال بعد ذلك تعالى وقوله واهله في اصله سواء والتفاضل بالحقيقة ومخالفة الهوى ذكرنا ان الناس في الايمان متفاوتون. متفاوتون من جهة الاصل ومن جهة الكبائر على الصحيح. واما قول هنا واهل في اصله سواء تحمل كلام الطحاوي هنا على آآ على معنى الاصل الذي ليس بعده الا الكفر الاصل الذي ليس بعده الا الكفر. الناس في اصله سواء. واما من جهة اصل الايمان في القلوب فان الناس على الصحيح في مذهب اهل السنة انهم يتفاوتون في اصله كما يتفاوتون في فرعه. فالناس من جهة كمال الامام متفاوتون وهم ايضا في اصله متفاوت الا انهم يتفقون في جزء واحد الذي ليس بعده الا الكفر بالله عز وجل فهذا قد يقال ان الناس في اصل هذا سواء واما واما من جهة اليقين ومن جهة آآ حق اليقين وعين اليقين فالناس في ذلك يتفاوتون تفاوتا فليس ايمان جبريل كايماني كايمان الحجاج وليس كايمان ابو بكر الصديق كايمان افجر خلل كايمان افجر خلق الله عز وجل في اصله لا في اصله ولا في فرعه لا في اصله ولا في فرعه وذلك ذكر بعضهم عندما آآ رد على بعض المرجئة وقال له اتقول ان ايمان مريم عليها السلام ما لتلك الزارية وهي في حيهم المرجع سكت ذلك المرجع ولم يجب له او لم يأتي له بجواب فلا يقارن ايمان الصديق وايمان صديقة بايمان الفاجر والفاجرة. فهنا يدل على ان الناس في الايمان متفاوتون لا من جهة اصله ولا من جهة فرعه وكماله. بهذا يكون قد انهى ما يتعلق بباب الايمان. وما يتعلق ايضا بمسألة الارجاء وحال المرجئين وهل نرجو الله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد