بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين. قال الصحابي رحمه الله تعالى والمؤمنين كلهم اولياء الرحمات. قال الشارخ قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون. الولي ان الولاية من التي هي ضد العداوة. وقد قرأ حمزة ما لكم من ولايته من شيء بكسر الواو والباقون بفتحها فقيل هما لغتان فقيل بالفتح النصرة وبالكسر الامارة قال الزجاج وجاز الكسر في تولي بعض القوم بعض بعضا جنسا من الصناعة والعمل وكل ما كان كذلك مكسور مثل خياطة ونحوها. فالمؤمنون اولياء الله والله تعالى وليهم قال الله تعالى الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. والذين كفروا اوليائهم الطاغوت ويخرجونهم من النور الى ظلمات. وقال تعالى ذلك بان الله مولى الذين امنوا الكافرين لا مولى لهم والمؤمنون بعضهم اولياء وبعض قال تعالى والمؤمنون والمؤمنات عراظهم اولياء بعض وقال تعالى ان الذين امنوا وهاجروا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. والذين اووا ونصروا اولئك بعضهم اولياء بعض الى اخر السورة قال تعالى انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا والذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون فهذه النصوص كلها ثبت فيها موالاة المؤمنين وبعضهم لبعض. وانهم اولياء الله وان الله وليهم ومولاهم. فالله يتولى عباده المؤمنين. فيحبهم يحبونه ويرضى عنهم ويرضون عنه. ومن عاد له وليا فقد بارزه بالمحاربة وهذه الولاية من رحمته واحسانه ليست كولاية المخلوق للمخلوق لحاجته اليه قال تعالى وقل الحمد لله وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا فالله تعالى كل عام وانتم بخير. والله تعالى ليس له ولي من الذل بل لله العزة جميعا خلاف خلاف الملوك. وغيرهم ممن يتولاه ذله وحاجته الى ولي ينصره والولاية ايضا نظير وايمان فيكون مراد الشيخ ان اهلها في اصلها سواء وتكون كاملة وناقصة فالكاملة تكون للمؤمنين والمتقين. كما قال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون. لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة فالذين امنوا وكانوا يتقون. منصوب على انه صفة اولياء الله او بدل منه او باظمار امدحه او في او مرفوع باظمار هم او خبر ثان دي ان دي ان هو واجيز فيه الجر بدلا من ضميري عليهم. وعلى هذه الوجوه كلها فالولاية لمن كان من الذين امنوا وكانوا يتقون. وهو اهل الوعد المذكور في الايات الثلاث هي عبارة عن موافقة الولي الحميد في محابه ومساخطه ليست بكثرة صوم ولا صلاة ولا تمزق ولا رياضة. وقيل الذين امنوا اهتدى والخبر له بشرى وهو بعيد لقطع الجملة عما قبلها وانتثار نظم الاية ويجتمع في ويجتمع في المؤمن ولاية من وجه وعداوة وعداوة من وجه. كما قد يكون فيه كفر وايمان وشرك وتوحيد وتقوى وفجور ونفاق وايمان وان كان في هذا الاصل نزاع لفظي بين اهل السنة ونزاع معنوي بينه وبين اهل البدع كما تقدم في الايمان ولكن موافقة الشرع في اللفظ والمعنى اولى من بالمعنى وحده. قال تعالى وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. قال تعالى قل كل كل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا الاية وقد تقدم الكلام على هذه الاية وانهم ليسوا منافقين على اصح القولين. وقال صلى الله عليه وسلم اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها واذا حدث اذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا وعد اخلف واذا خاصم فجر في رواية واذا اؤتمن خان بدل واذا وعد اخلف اخرجه في الصحيحين. وحديث شعب الايمان تقدم وقوله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من كان في قلب مثقال ذرة من ايمان فعلم ان من كان معه من الايمان اقل القليل لم يخرج في النار وان كان معه كثير من النفاق فهو يعذب في النار على قدر ما معه من ذلك ثم يخرج من والطاعات من شعب الايمان والمعاصي من شعب الكفر. وان كان رأس شعب الكفر الجحود ورأس شعب الايمان التصديق. واما ما يروى مرفوعا الى النبي صلى الله عليه منهم قال ما من جماعة اجتمعت الا وفيهم ولي لله لا هم يدعون به ولا هو يدري بنفسه فلا اصل له وهو كلام باطل فان الجماعة قد يكونون يكونون كفارا وقد يكونون فساقا يموتون على الفسق. واما اولياء الله الكاملون فهم الموصوفون في قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم انهم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة الاية والتقوى هي المذكورة في قوله تعالى ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين الى قوله اولئك الذين صدقوا واولئك هم المتقون وهما وهم قسمان مقتصدون ومقربون فالمقتصدون الذين يتقربون الى الله بالفرائض من اعمالهم بالقلوب والجوارح والسابقون الذين يتقربون الى الله بالنوافل بعد الفرائض كما في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد وارزني بالمحاربة وما تقرب الي عبدي بمثل ادائي ما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى لا احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني اذا هو ما ترددت بشيء انا فاعله ترددي على انقظ نفسي عبد المؤمن يكره الموتى واكره مساءته. والولي خلاف خلاف العدو وهو مشتق الولي وهو الدنو والتقرب فولي الله هو من والى الله بموافقته في محبوباته والتقرب والتقرب اليه لمرضاته وهؤلاء كما قال الله تعالى فيهم ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. قال ابو ذر رضي الله عنه لما نزلت هذه الاية قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر لو عمل الناس في هذه الاية كتبتهم والمتقون يجعل الله لهم مخرجا مما ضاق على الناس ويرزقهم من حيث لا يحتسبون. فيدفع الله عنهم المضار ويجلب لهم المنافع ويعطيهم يعطيهم الله اشياء يطول شرحها من المكاسبات والتأثيرات. قال رحمه الله تعالى واكرمهم عند الله اطوعهم واتباعهم من قرآن قال الشارح اي اكرم المؤمنين هو الاطوع لله والاتبع للقرآن وهو الاتقى والاتقى هو الاكرم. قال تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وبالسنن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا فضل لعربي على اعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لاجل على اسود ولا لاسود على ابيض الا بالتقوى. الناس من ادم وادم من تراب وبهذا الدليل يظهر ضعف تنازعهم في مسألة الفقير الصابر والغني الشاكر وترجيح احدهما على الاخر وان التحقيق ان التفصيل لا يرجع الى ذات الفقر والغنى. وانما يرجع الى الاعمال والاحوال والحقائق. فالمسألة فاسدة في نفسها فان التفضيل عند الله بالتقوى وحقائق الايمان. لا بفقر ولا غنى. ولهذا والله اعلم قال عمر رضي الله عنه الغنى مطيتان لا ابالي ايهما ركبت ركبت والفقر والغنى ابتلاء من الله تعالى لعبده كما قال تعالى تأمل الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني الاية واذا استوى الفقير الصابر والغني الشاكر في التقوى استوي في الدرجة وان احدهما فيها فهو الافضل عند الله فان الفقر والغنى لا لا يوزنان وانما يوزن الصبر والشكر. ومنهم من احال مسألة من وجه اخر اخوانا الايمان نصف وصبر ونصفه الشكر فكل منهما لابد له من صبر وشكر وانما اخذ الناس فرعا من الصبر وفرعا من الشكر واخذوا بالترجيح فجردوا فجردوا غنيا منفقا متصدقا بادنا ما له في وجوه القرب شاكرا لله عليه وفقيرا متفرغا لطاعة الله ولاوراد العبادات صابرا على فقره وحينئذ يقال ان اكملهما اطوعهما واتبعهما فان تساويا تساوت درجتهما والله اعلم. ولو ولو صح التجريد لصح ان يقال ايهما افضل معافى شاكر او مريض صابر ومطاع شاكر او مهان صابر وامن ذاكر او خائف صابر ونحو ذلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن ثم ذكر ابن ابي العز على هذا اللفظ على هذه المقولة الادلة الدالة على ان كل مؤمن وليا لله سبحانه وتعالى من ذلك قوله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون للذين امنوا وكانوا يتقون وقوله وبين هنا رحمه الله تعالى ان الناس في ولايتهم وفي تولي الله لهم انهم على درجات منهم من له الولاية المطلقة ومنهم من له مطلق الولاية وذلك على حسب تحقيق الايمان وتكميله في قلب العبد وعلى هذا نقول ان الولاية هي بمرادف الايمان والاسلام. فكما ان هناك ايمان مطلق فكذلك هنا ولاية مطلقة وكما ان هناك مطلق الايمان فكذلك هنا مطلق الولاية ومطلق الولاية تكون لكل مسلم. مطلق الولاية تكون لكل مسلم. فكلما ازداد العبد ايمانا كلما زاد ولاية الله له حتى يبلغ اعلى درجات الولاية حتى يبلغ اعلى درجات الولاية فيؤخذ من هذا ان جميع المسلمين اولياء لله عز وجل ان جميع المسلمين اولياء لله سبحانه وتعالى. وان الولاية تزيد على قدر ايمان العبد وتقواه المسلم ولي لله سبحانه وتعالى الله يحفظه ويتولاه. والمؤمن ولي لله عز وجل وحفظ الله له وولاية الله له اعظم واكبر والمحسن السابق ايضا ولي لله عز وجل وله من ولاية الله الاكمن والاتم وكلما ازداد العبد طاعة لله عز وجل كلما زالت ولاية الله له واذا تولى الله العبد يتولى الله العبد فان الله ناصره ومؤيده وحافظه فان ولاية الله بمعنى الحفظ والنصرة والتأييد الله ولي الذين امنوا اي هو الذي ينصرهم ويحفظهم ويكلأهم ويرعاهم سبحانه وتعالى. بخلاف الكفرة والفجرة فانهم ليسوا لهم ولاية ليس لهم ولاية من الله عز وجل الا ما يسمى بالولاية العامة للتعم جميع الخلق لان هناك بمعنى ان الله سبحانه وتعالى يقدر مقادير الخلق كلها بما فيها من الخير والشر للمؤمن والكافر. اما الولاية التي هي ولاية الله لاهل الايمان فهي خاصة بالمسلمين فهي خاصة بالمسلمين ولذلك يقسم الناس في باب الولاية على ثلاث اقسام القسم الاول من له الولاية المطلقة. هو الذي حقق كمال الايمان. والقسم الثاني من له مطلق الولاية. من له مطلق الولاية والقسم الثالث من ليس لون الولاية شيء وهو الفاجر الكافر واعظم ما يستجلب ولاية ربنا سبحانه وتعالى ولاية الله عز وجل هي طاعته كما جاء في ابو هريرة في الصحيحين في صحيح البخاري حديث هريرة وصحيح البخاري انه قال لا يزال ولا يزال يتقرب الي بالنوافل قال صلى الله عليه وسلم ما تقرب الي يقول الله عز وجل ما تقرب الي عبدي بشيء احب مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها فبه فبه يسمع فبه يبصر ولذلك في اولها قال من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب ولذلك تعظم نصبة يعظم تعظم نصرة الله لعبده كلما ازدادت ولايته لله سبحانه وتعالى وتولي الله له. فالذين يحاربون اولياء يا الله ويعادونهم ويتربصون ويبطشون بهم فان خصمهم هو الله سبحانه وتعالى من عاد لي وليا فقد اذنته بالحرب وهذا عام لجميع المسلمين هذا عام لجميع المسلمين الا ان الصديقين والسابقين والمصلحين والصالحين لهم من الولاية اعظم لهم الولاية اعظم فهذا معنى الولاية لو انهم كلهم اولياء الرحمن اي المؤمنون كلهم اولياء الرحمن. ونقول ايضا ان المسلمين ايضا هم اولياء لله عز وجل. ولهم من الولاية بقدر ايمانهم وبقدر اسلامهم وبين هنا معنى الولاية والولاية فمنهم من يقرأ آآ بالفتح ومما يقرأها بالكسر والجبور على قراءتها بالفتح ما لكم من ولايتهم من شيء اي من نصرتهم وتأييدهم من شيء. ومنهم من يقرأه من ولايتهم كما قرأ ذلك حمزة. والذي يعنينا هنا معنى الولاية ومعنى الولاية ان بمعنى النصرة والتأييد والحفظ والرعاية والكلى. فالله سبحانه وتعالى يكلأ عباده وينصره تراهم ويؤيدهم سبحانه وتعالى. ثم ذكر بعد ذلك ان الولاية نظير الايمان ومعنى قوله ومعنى هذا القول ان الوظير الايمان ان الايمان منه ما هو كمال ومنه ما هو ناقص وان من الناس من له الولاية المطلقة ومن الناس من له مطلق الولاية. فالمسلم له مطلق الولاية والمحسن له الولاية المطلقة. والمحسن له الولاية المطلق على قدر تحقيق العبد للايمان تكون ولاية الله له تكون ولاية الله له وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان في حديث القدس عن ربه وتعالى وما زال عبدي وما يزال تقربني بالنوافل حتى احبه. فاذا اتى العبد من فرائض ثم اتبع ذلك بالنوافل ولزمها تابع على اتيانه بها فان الله يتولاه حتى يكون عبد رباني يسمع بالله ويبصر بالله ويمشي بما يرضي الله يتكلم بما يرضي الله ويبطش بما يرضي ربه سبحانه وتعالى. ثم ذكر بعد ذلك قال قوله اكرمهم عند الله اي اكرم الاولياء واكرم المؤمنين واكرم عباده اتقاهم واطوعهم واتبعهم للقرآن فكلما ازداد العبد تقوى وازداد العبد ايمانا ويقينا وطاعة لربه سبحانه وتعالى كلما كان اكرم واحب الى الله عز وجل كما قال تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم. والله سبحانه وتعالى ينظر الى صورنا الى اشكالنا ولكن يمضي الى قلوبنا واعمالنا سبحانه وتعالى. والناس انما انما يرتفعون وتعلوا منازلهم وتعلوا درجات عند الله عز وجل وتصديقهم لا بنسبهم ولا بحسبهم ولا بجاههم ولا بسمو بصفاء الوانهم ولا بشيء من مظاهر الدنيا وانما تكون الولاية ويكون الفضل ويكون التكريم على قدر طاعة العبد لله عز وجل. فكلما كان لله اطوع كلما كان الله كلما كان عند الله اكرم. ومن يهن الله فما له مكرم اي من يعصي الله ويخالف امر الله ويعرض عن طاعة الله عز وجل فقد اهانه الله سبحانه وتعالى. فكل من عصى الله فقد اهانه الله كل من عصى الله فقد اهانه الله حال معصيته لان المعصية نوع ذل ونوع اهانة فاذا خذلك الله عز وجل تركك للذنوب والمعاصي واذا اكرمك الله سبحانه وتعالى حجبك ومنعك من الوقوع في الذنب. ولذا قال تعالى ومن يهن الله فما له من مكرم فقوله تعالى واكرمه عند الله اطوعهم واتباعهم للقرآن اي كلما ازداد العبد طاعة وازداد اتباعا لكتاب الله ولسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم كان اكرم عند الله سبحانه وتعالى. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ان ان اباكم واحد. وان ان ربكم واحد وان رقم واحد وانه ليس وانه ليس لعربي فظع الاعجمي ولا لاحمر على اسود فظل الا بالتقوى. كلكم لادم وادم من تراب فانما التفاضل والرفعة تكون بالايمان والتقوى لا بالاحساب ولا بالانساب بل الاحساب والانساب تنقطع يوم القيامة تنقطع يوم القيامة ولا تنفع اصحابها ولا اهلها وانما ينفعهم الايمان والتقوى واذا قال ذكر هنا بعض الادلة الدالة على تكريم الله فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي ان اكرمني وهذا التكريم الذي يظنه العبد تكريما يكون بكثرة المال او وبحسن الجاه والنسب. وليس بتكريم انما التكريم الحقيقي ان يكرر بطاعة الله عز وجل وما احسن ما قالوا من مهران قال هانوا على الله فعصوه ولو كرموا ولو كرموا عليه لعصمهم. فالعبد اذا عصى الله فقد هان على الله سبحانه وتعالى. واما اذا اذا اكرمه الله وحفظه الله واعزه الله عز وجل فان الله يحول بينه وبين المعاصي والذنوب فهذا ما يتعلق بهاتين المسألتين بهذين المقطعين وهي اي شيء يكرم العبد وباي شيء تكون الولاية؟ الولاية المطلقة والتكريم التام يكمل ويكون العبد على قدر ايمانه وتقواه وتضعف هذه الولاية ويضعف هذا التكريم كلما ابتعد العبد عن طاعة ربه سبحانه وتعالى واعرض حتى يسلب التكذيب كله ويسلب الولاية كلها ويكون ذلك بالكفر والخروج من دائرة الاسلام فاذا دخل في دائرة الاسلام دخل في دائرة التكريم والولاية. واذا خرج من دائرة الاسلام خرج من التكريم والولاية. وانتقل الى الى العداوة والذل والهوان وقد يجتمع في العبد وقد يجتمع في العبد حب وبغض وولاء وعداء فقد يحب الله العبد من جهة ويبغضه من جهة اخرى يحبه لتوحيده وايمانه ويبغضه لما وقع فيه من المعاصي يفعل كما يفعل الخلق بعضه بعضهم مع بعض وانت تحب المؤمن لايمانه وتكرهه لمعصيته وكبيرته وفسقه وما شابه ذلك. لكن يبقى انه يحب لما معه من التوحيد والايمان. وكذلك ربنا سبحانه وتعالى يحب المسلمين ويحب المؤمنين ويحب المحسنين ويبغض من تلبس ببعض المنكرات والمعاصي كالزنا والفواحش والمنكرات يبغضهم الله عز وجل من جهة من جهة ارتكاب ما حرم الله ولا يرضى لعباده هذا الكفر ولا هذا الفسوق ولا هذا العصيان. ويحب اهل الايمان التوحيد لما هم فيه من الايمان وطاعة الله وتوحيده واسلامهم الذي تلبسوا به والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم نبينا محمد