الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ونؤمن بالبعث وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان. قال الشارح رحمه الله تعالى الايمان بالمعازف مما دل عليه الكتاب والسنة والعقل والفطرة السليمة فاخبر الله سبحانه عنه في كتابه العزيز وقام الدليل عليه ورد على منكريه في غالب سور القرآن وذلك ان الانبياء عليهم السلام كلهم متفقون على الايمان بالاخرة فان الافرار بربه عام وفي بني ادم. وهو فطري كلهم يضر بالرب الا من عاندك فرعون بخلاف الايمان باليوم الاخر. فان منكري كثيرون ومحمد صلى الله عليه وسلم لما كان خاتم الانبياء. وكان قد بعث هو والساعة هو الحاشر المقفي بين تفصيل الاخرة بيانا لا يوجد لا يوجد في شيء من كتب الانبياء. ولهذا ظن طائفة من المتفلسفة ونحوهم انه لم يفسح يعادي الابدان الا محمد وصلى الله عليه وسلم. وجعلوا هذا حجة لهم في انه من باب التخيير والخطاب الجمهوري. والقرآن بين معاد النفس عند الموت ومعادن عند القيامة الكبرى في غير موضع. وهؤلاء ينكرون القيامة الكبرى وينكرون معاذ الابدان. ويقول من يقول منهم انه لم يخبر به الا محمد صلى الله وسلم على طريق التحرير وهذا كذب. فان القيامة الكبرى هي معروفة عند الانبياء من ادم الى نوح الى ابراهيم وموسى وعيسى وغيرهم عليهم السلام وقد اخبر الله بها من حين اهبط ادم فقال تعالى قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم الارض مستقر ومتاعا الى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون وفيها فلما قال ابليس اللعين قال ربي فانظرني الى يوم يبعثون. قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم. واما نوح عليه السلام فقال والله انبتكم الارض نباتا ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا. فقال ابراهيم عليه السلام والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين الى احد القصة. وقال ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب وقال ربي ارني كيف تحيي الموتى الاية. واما موسى عليه السلام فقال الله تعالى لما ناجاه ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فترضى. بل مؤمن ال فرعون كان يعلم المعاد. وانما امن بموسى قال تعالى حكاية ويا قومي اني اخاف عليكم يوم الثناء يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاص ومن يضل الله فما له من هاد. الى قوله تعالى يا قوم انما هذه الحياة الدنيا كما تعنون الاخرة هي دار القرار. الى قوله ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وقال موسى واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الاخرة انا هدنا اليك. وقد اخبر الله في قصة البقرة وكنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم اياته لعلكم تعقلون. وقد اخبر الله انه ارسل الرسل مبشرين ومنذرين في ايات من القرآن اخبر عن اهل النار انهم اذا قالوا لهم مخزنتها الم يأتكم غسل منكم يتلون عليكم ايات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا؟ قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين وهذا اعتراف من اصناف الكفار الداخلين جهنم ان الرسل انذرتهم لقاء يومهم هذا. فجميع الرسل اانذروا بما انذر به خاتمهم من اخواتي المذنبين في الدنيا والاخرة فعامة سور القرآن التي فيها ذكر وعدو والوعيد. يذكر ذلك يذكر ذلك فيها في الدنيا والاخرة. وامرنا نبيه ونقسم به على المعاد وقال وقال الذين كفروا لا تتفن الساعة قل بلى وربي لا تأتينكم عالم الغيب. وقال تعالى ويستنبونك حق وقل اي وربي انه لحق وما انتم بمعجزين. وقال تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم فذلك على الله يسير. واخبر عن قال اقتربت الساعة وانشق القمر. اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون. سأل سائل بعذاب واقع للكافر للكافرين ليس له دافع الى قال انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا. وذم المكذبين بالميعاد فقال قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين. الا ان الذين يمارون في ضلال بعيد. بل ادارك علمهم في الاخرة بل هم في شك منها بل هم منها عامون. واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلا وعدا عليه حق الى ان قال وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين. ان الساعة لاتية لا ريب فيها ولكن اكثر الناس لا يؤمنون. ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم وصم مأواهم جهنم كلما خبت يدناهم سعيرا. ذلك جزاهم بانهم كفروا باياتنا وقالوا ائذا كنا عظاما ورباة ائنا لمبعوثون خلقا جديدا اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض قادر على ان يخلق مثلهم وجعل لهم اجلا لا ريب فيه فابى الظالمون الا كفورا. وقالوا ائذا كنا عظاما ورفاة انا لمبعوثون خلقا جديدا. قل كونوا حجارة او حديدا او خلقا مما يكبر في صدوركم. فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم اول مرة وسينغضون اليك رؤوسهم ويقولون متى هو؟ قل عسى ان يكون قريبا. يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون الا بتم الا قليلا. فتأمل ما اجيب ما اجيب به عن عن كل سؤال سؤال عن التفصيل. فانهم قالوا اولا واذا كنا عظاما ورفاة ائنا لمبعوثون خلقا جديدا. وقيل لهم في جواب هذا السؤال ان كنتم تزعمون انه لا خالق لكم ولا رب فهلا كنتم خلقا لا يفنيه الموت كالحجارة والحديد وما هو اكبر في صدوركم من ذلك فان قلتم كنا خلقا على هذه الصفة التي لا تقبل البقاء. فما الذي يحول بين خالقكم ومنشئكم وبين اعادتكم خلقا جديدا. وللحجة تقرير اخر وهو كنتم من حجارة او حديد او خلق اكبر اكبر منهما فانه قادر على ان على ان يفنيكم ويحيل ذواتكم وينقلها من على حال ومن يقدر على التصرف بهذه الاجسام مع شدتها وصلابتها بالافناء والاحالة فما الذي يعجزه فيما دونها؟ ثم اخبر انه انهم يسألون انهم يسألون سؤال اخر او يسألون سؤالا اخر بقولهم من يعيدنا اذا استحالت جسومنا وبنيت فاجابهم بقوله قل الذي فطركم اول مرة فلما اخذتهم الحجة ولزمهم حكمها انتقلوا الى سؤال اخر يتعلنون به بعلل بعلل منقطع. وهو قولهم متى هو؟ فاجيبوا بقوله عسى ان يكون قريبا. ومن هذا قوله وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قل من قال من يحيي العظام وهي رميم. الى اخر السورة. ولو رام اعلم البشر وافصحهم واقدرهم على البيان يأتي ابي احصني من هذه الحجة او بمثلها بالفاظ تشابه هذه الالفاظ في الايجاز ووضع الادلة وصحة البرهان لما قدر. فانه سبحانه افتتح هذه الحجة بسؤال او هذا هو ملحد وترى جوابا فكان في قوله ونسي خلقه ما وفى ما وفى بالجواب واقام الحجة وازال الشبهة لو ما اراد سبحانه من تأكيد الحجة وزيادة تقليدها فقال قل يحييها الذي قل يحييها الذي انشأها اول مرة واحتج بالابداء عن الاعادة وبالنشأة الاولى عن النشأة الاخرى اي كل عاقل علما ضروريا ان من قدر على هذه قدر على هذه وانه لو كان عاجزا عن الثانية لكان عن الاولى اعجز واعجز فلما كان الخلق يستلزم قدرة قدرة الخالق على مخلوقه وعلمه بتفاصيل خلقه اتبع ذلك بقوله وبكل خلق عليم. فهو عليم بتفاصيل الخلق الاول وجزئياته وصورته وكذلك الثاني. اذا كان تام العلم كامل القدرة كيف يتعذر عليه ان يحيي العظام وهي رميم؟ ثم اكد الامر بحجة قاهرة وبرهان ظاهر يتضمن جوابا على ان سؤال ملحد اخر يقول العظام اذا صارت رميما عادت طبيعتها باردة يابسة والحياة لابد ان تكون مادة مادتها وحاملها طبيعة طبيعته وحاملها طبيعته حارة رطبة بما يدل على امر البعث. ففيه الدليل والجواب فقال الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون. فاخبر سبحانه باخراج هذا العنصر الذي هو في غاية الحرارة واليبوسة. من الشجر الاخضر المنتلي بالرطوبة والبرودة والذي يخرج الشيء من ضده وتنقاد له مواد المخلوقات وعناصرها. لا تستعصي عليه هو الذي يفعل ما انكره الملحد ودفعه من يحيى العظام وهي رميم ثم اكد هذا الدلالة من الشيء الاجل الاعظم على الايسر الاصغر فان كل عاقل يعلم ان من قدر على العظيم جليل او على ما دونه فهو على ما دونه بكثير اقدر واقدر فمن قدر على حمل قنطار فهو على حمل اوقية اشد اقتدارا فقال اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم. واخبرنا الذي ابدع السماوات والارض على جلالتهما وعظم شأنهما وكبر اجسامهما. وسعة وجيب خلقهما اقدر على ان يحيي عظاما قد صارت رميما. فيردها الى حالتها الاولى كما قال في موضع اخر. لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون. وقال اولم يروا ان الله الذي خلق السماوات والارض ولم يعي بخلقهن بقادر على ان يحيى الموتى. ثم اكد سبحانه ذلك زينه ببيان اخر وهو انه ليس فعله بمنزلة غيره الذي يفعل بالالات والكلفة والتعب والمشقة ولا يمكنه الاستقلال بالفعل بل لابد معه من ومعين بل يكفي في خلقه لما يريد ان يخلقه ويكونه نفس ارادته وقوله للمكون كن. فاذا هو كائن كما شاءه واراده. ثم فختم هذه الحجة باخبارها ان ملكوت كل شيء بيده. فيتصرف فيه بفعله وقوله واليه ترجعون. ومن هذا قوله سبحانه ايحسب ايحسب الانسان وان يترك سدى. الم يكن نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين الذكر والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى فاحتجى سبحانه على انه لا يتركه مهملا عن الامر والنهي. والثواب والعقاب وان حكمته وقدرته تأبى ذلك اشد الاباء. كما قال تعالى حسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون الى اخر السورة فان من نقله من النطقة الى العلقة ثم الى المضغة ثم شق سمعه وبصره وركب فيه الحواس والقوة والعظام والمنافع والاعصاب والرباطات التي هي اشده. واحكم خلقه واحكم خلقه غاية الاحكام. واخرجه على هذا الشكل والصورة التي هي والصوت واحسن الاشكال كيف يعجز عن اعادته وانشائه مرة ثانية. ام كيف تقتضي حكمته وعناية من يتركه سدى؟ فلا يليق ذلك حكمتي ولا تعجز عنه قدرته. وانظر الى هذا الاحتجاج العجيب بالقول الوجيز الذي لا يكون اوجز منه والبيان الجليل. الذي لا يتوهم واوضح او منه ومأخذه ومأخذه قريب الذي لا تقع الظنون على على اقرب منه. وكان في القرآن من مثل هذا الاحتجاج. كما في قوله تعالى يا ايها ناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة. الى ان قال وان الله يبعث من في القبور. وقوله تعالى ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين. الى ان قال ثم انكم يوم القيامة تبعثون. وذكر قصة اصحاب الكهف وكيف ابقاهم موتى ثلاثمئة سنة شمسية. وهي ثلاث مئة وتسع سنين قمرية وقال فيها وكذلك اثرنا عليهم ليعلموا انه عبد الله حق وان الساعة لا ريب فيها. والقائلون بان الاجسام مركبة من الجواهر المفردة لهم في المعادي خبط واضطراب وهم فيه على قولين منهم من يقول تعدم الجواهر ثم تعاد. ومنهم من من يقول تفرق الاجزاء ثم تجتمع. فورد عليهم الانسان الذي يأكله حيوان وذلك الحيوان اكله انسان فان اعيدت تلك الاجزاء من هذا لم لم تعد لم تعد من هذا واورد عليهم ان الانسان يتحلل دائما فماذا الذي يعاد؟ هو الذي كان وقت الموت فان قيل بذلك لزم لزم ان يعاد على صورة ضعيفة. وهو خلاف ما جاءت به النصوص وان كان غير ذلك فليس بعض الابدان بولا من بعض فادعى بعضهم ان الانسان اجزاء اصلية لا تتحلل ولا يكون فيها شيء من ذلك الحيوان الذي اكله الثاني. والعقلاء يعلمون اذا بذل الانسان نفسه كله يتحلل ليس فيه شيء باق وصار ما ذكروه في المعادي مما قوى شبهة المتفلسفة في انكار معادي الابدان والقول الذي عليه السلف وجمهور العقلاء ان الاجسام تنقلب من حال الى حال فتستحيل ترابا ثم ينشئها الله نشأة اخرى كما استحال في النشأة الاولى فانه كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة ثم صار عظاما ولحما ثم انشأه خلقا سويا. كذلك الاعادة يعيده الله بعد ان يبلى كله الا الا عجب الذنب كما ثبت النبي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل ابن ادم يبلى الا عجب الذنب منه خلق ابن ادم وفيه يركب وفي حديث اخر ان الارض تمطر مطرا كمني الرجال ينبتون في القبور كما ينبت النبات. فالنشأتان نوعان تحتاجين يتفقان ويتماثلان لوجه ويفترقان ويتنوعان من وجه. والميعاد بعينه وان كان بين لوازم الاعادة ولوازم البداءة فرق. فعجب الذنب هو الذي يبقى واما سائره فيستحيل. فيعاد من المادة التي استحال اليها ومعلوم ان من رأى شخصا وهو صغير ثم رآه وقد صار شيخا. علم ان هذا هو ذاك. مع انه دائما في تحلل واستحالة وكذلك سائر الحيوان والنبات رأى شجرة وهي صغيرة ثم رآها كبيرة قال هذه تلك وليست صفة تلك النشأة الثانية مماثلة لصفة هذه النشأة حتى يقال ان الصفات هي من ان الصفات هي المغيرة لا سيما اهل الجنة اذا دخلوها فانهم يدخلون على صورة ادم طوله ستون ذراعا كما ثبت في الصحيحين وغيرهما وروي ان عرضه عرضه سبعة اذرع وتلك نشأة باقية غير معرضة للافات. وهذه النشأة فاسدة معرضة للافات. وقوله وجزاء الاعمال قال تعالى مالك يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين. والدين الجزاء. يقال كما تدين تدان اي كما تجازي تجازى. وقال تعالى جزاء جزاء بما كانوا يعملون. جزاء وفاقا. من جاء بالحسنة فله عشر امثالها. ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها وهم لا يظلمون. من جاء بالحسنة وله خير منها وهم من فازعي يومئذ امنون. وما جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تلزمهم الى ما كنتم تعملون؟ من جاء بالحسنة ولو خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا ما كانوا يعملون وامثال ذلك. وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل من حديث ابي ذر الغفاري رضي الله عنه يا عبادي انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. وسيأتي بذلك زيادة بيان عن قريب ان شاء الله تعالى. الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ونؤمن بعث وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب. قوله رحمه الله تعالى نؤمن بالبعث اي ان اهل سنة بل المسلمون مجمعون على ان الله سبحانه وتعالى يبعث الخلائق بعد موتهم ومن انكر البعث فقد كفر بالله العظيم. قد كفر بالله العظيم. والبعث من امور الايمان من امور الايمان التي يجب على المسلم ان يؤمن بها. وان يعتقدها ان الله سبحانه وتعالى يبعث الناس بعد موتهم والبعث متعلق بالارواح ومتعلق بالابدان. فالارواح لا تفنى وانما تنتقل من حال الى محال الارواح لا تفنى ولكنها تنتقل من حال الى حال. واما الابدان فان الفناء يلحقها كل شيء بني آدم يفنى الا عجب الذنب. كل ابن ادم يبلى الا عجب الذنب وعجب الذنب هو عظم صغير يكون في اسفل ظهر انسان انت الانثى كان او او ذكر كل شيء يبدأ من ادم الا عجب الذنب. ومن هذا العجب الانسان مرة اخرى. يعاد البدن الذي تحلل واستحال في التراب والذي بدأ خلقه وبدأ نشأته قادر على اعادته. قادر على كما قال تعالى وضرب لنا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مرة فليس الاعادة اعظم من البدءة الله ابتدأ وهو قادر على الابتداء واقدر على الاعادة. بل هو على كل شيء قدير سبحانه وتعالى فقد دلت النصوص الكثيرة على ان الله سبحانه وتعالى يبعث الخلائق وانه يعيدهم وانه يعيدهم وتعالى يوم القيامة. كما قال تعالى وهذا قد انكر بعضهم كما ذكر ابن ابي العز هنا. ان ان ان الامر باعادة الابدان واعادته لم يفصح به الا محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا قبر الفلاسفة قول باطل. هم ان اعادة الابدان هو تخييل. وان الابدان لا تعود حقيقة مرة اخرى. لانها فنت وبليت ولم يبقى منها شيء وانما تعاد اذا اذا اعيدت اجساد اخرى وابدان اخرى. وهذا هو ايضا قول الجهمية فالجهمية يقول هذه الاجساد التي عصي الله عز وجل فيها لا تعاد بنفسها وانما يعاد غيرها يخلق الله عز وجل بدنا جديدا فينفخ فيه الروح وهذا لا شك انه قول باطل بل الذي يعاد هو الذي ابتدأ الله خلقه الجسد الذي عصى والذي اطاع هو الذي ينعم وهو الذي يعاقب. وان يعذب جسدا لم يعصي الله فهذا منافي لكمال عدل الله عز وجل ان ينعم جسد ما اطاع الله ايضا منافي لعدل الله عز وجل سبحانه وتعالى. بل الذي ينعم هو الجنس الذي اطاع الله. والذي يعذب هو الذي عصى الله سبحانه وتعالى. واما قولهم ان الانبياء لم لم يفصحوا باعادة الابدان. ولم يذكروا ذلك ولم فهذا كذب وزور الله سبحانه وتعالى ذكر عن انبيائه عليهم السلام انهم ذكروا المبدأ وذكروا المعاد وذكروا بعد بعده فقال ربنا سبحانه وتعالى عن ادم عليه السلام قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض هو متاع للاخير قال فيها تحيوا وفيها تموتون ومنها تخرجون. فهذا دليل صريح ان الله اخبر عن اخبر ادم انه فيها يحيى وفيها يموت ومنها يخرج يوم القيامة. وايضا ذكر الله عن ابليس انه قال ربي قال ربي فانظرني الى يبعثون. قال فانك من المنظرين الى يوم الوقف المعلوم. وايضا ذكر ربنا عن نوح عليه السلام قوله ثم يعيدكم فيها ويخرجكم اخراجا فاخبر الله عز وجل لنوح ان اخبر الله عز وجل ان نوحا قال لقومه ثم يعيذكم فيها ويخرجكم نراجع مما افاد فيه نوح عليه السلام قومه انهم يبعثون يخرجون بعد موتهم. وقال ابراهيم في قوله تعالى والذي اطلع يغفر لي خطيئتي يوم الدين فاثبت انه هناك يوم تعاد فيه الابدان وايضا قوله تعالى رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنات يوم يقوم الحساب. رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب ففيه ان ابراهيم اخبر ان هناك يوم تقام فيه الابدان ويحاس فيه الخلائق. وايضا قصته عندما سأل ربه قال ربي ارني كيف تحيي الموتى. وكذلك موسى عليه السلام ذكر قوله ان الساعة اتية اكاد اخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى وكذلك صاحب موسى عندما قال ويا قومي اني اخاف عليكم يوم التناد الى غيره من الايات الكثيرة تدل على ان الناس يبعثون يوم القيامة وان من ترى البعث فقد كفر كما قال تعالى وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب فاخبر الله عز وجل ان الكفار يعتقدنهم لا يبعثون. وقالت معقول ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب. فكان كفار قريش ينكرون البعث وينكرون عاتي الارواح والاجساد مرة اخرى. فكفرهم الله عز وجل بذلك وادلة البعث والحساب والجزاء في كتاب الله كثيرة متواترة متظافرة من الكتاب ومن السنة والمسلمون مجمعون على ان ناس يبعثون يوم القيامة وانهم يبعثون بارواحهم واجسادهم. هناك اقوال باطلة وهناك من يرى ان البعث متعلق الابدان دون الارواح وهناك من يرى ان البعث متعلق بابدان غير الابدان التي هلكت وهناك من ينكر اعادة كلية اما اما الارواح فهي فهي لا تفنى وانما الذي يفنى هو الجسد فهذا آآ هو قول الفلاسفة والزنادق الذي يرون ان الله سبحانه وتعالى لا يبعث الابدان ولا يعيدها. وهذا نوع انكار لبعث الله عز وجل. بل الذي عليه المسلمون ان الله يبعث الاجساد ويعيدها كما خلقها اول مرة سبحانه وتعالى. ثم ذكر الادلة الدالة على ان الله يبعث هذه الاجساد. فذكر دلالة من الادلة الدالة على البعث ان الله هو الذي ابتدى خلق هذا الانسان. ودائما المبدأ اعظم من الاعادة المبدأ اعظم من الاعادة الذي يبتدأ شيئا يكون عليه اعادته اسهل فمن ابتدأ وقيل له اعده فان الاعاء تكون وسوى هذا في في منظور البشر وفي قدرات البشر ان الذي يصنع شيئا ويبتدل صنعه ثم يطالب باعادته ان اعادته عليه اسهل من ابتدائه. اما بالنسبة ربنا سبحانه وتعالى فهو على كل شيء قدير. ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى لكن هذا نوع دلالة ان الذي بدأهم هو الذي يعيدهم كما قال تعالى وضرب لنا مثله ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم؟ فاجابه ربنا قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم. فهذا من الادلة الدالة ايضا ادلة ان الله سبحانه وتعالى جعلنا في هذه الدنيا امثلة وهي انك ترى الارظ خاشعة فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت كذا اعادة الناس وبعثوا من جديد كحال الارض التي نزل عليها ماء فاهتزت وربت وانبت من كل زوج بهيج ثم اصبحت هشيما صفراء تذروها الرياح ثم ينزل الله المطر مرة اخرى فيعيدها ويحييها مرة ثانية هكذا الانسان كان نظرا وحي ثم مات ثم يعيده الله عز وجل حيا نظرا مرة اخرى كحال هذا النبات. ثم ذكر ايضا من الادلة ان الله عز وجل خلق ما هو اعظم من هذا الانسان. كما قال تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس بان الله الذي الذي خلق هذه السماوات وخلق هذه الاراضين وخلق هذه المخلوقات العظام لن يعجزه سبحانه وتعالى ان يعيد هذا الانسان ببدنه وروحه وان يبعثه مرة مرة اخرى. فمن قدر على العظيم فهو يقدر على ما هو ادنى من ذلك. والله بيده كل شيء وامره كن فيكون ولا يعجل شيء في الارض ولا في السماء. قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى؟ الم يكن نطفة من مني يمنى؟ ثم كان علقة فخلق فسوى. فجعل منه الزوجين والانثى اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى الذي ابتدى خلق الانسان من نطفة نطفة قذرة نطفة قذرة تقع في الرحم فينشئ الله من هذه النطفة انسان يتحرك ويتكلم ثم يجعل علقة ثم بعد العلقة مضة ثم بعد المضغة عظاء يكسو العظاما ثم يكسو العظام لحما ثم ينشئه خلقا اخر فيخرج طفلا ثم ثم بعد يكون يافعا غلاما شابا شيخا كهلا كبيرا الى ان يموت الله سبحانه وتعالى هو الذي يقلبه في هذه الاطوار اليس ذلك الذي خلق هذا الانسان وجعل الذكر اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى؟ بلى وربي ان انه لقد افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. ثم ساق الادلة الدالة على ذلك في قوله يا ايها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب. وهذا هو اصل خلق الانسان لو خلق من تراب وهو ادم عليه السلام. لان خلق الانسان تدرج ادم خلق من تراب وحواء خلقت من ضلعه الايسر. حواء لم تخلق من تراب وانما خلقت من ضلعه الايسر فخلقت من شيء حي. ثم خلق الله ذرية ادم من ماء مهين. اذا لم يخلق من تراب الا ادم عليه السلام لم يخلق من التراب الا ادم عليه السلام بالنسبة للبشر وكذلك البهائم خلق الله عز وجل كلها من ماء الذي خلق شيء من ماء سبحانه وتعالى. اما اما ذرية ادم عليه السلام فخلق من ماء مهيب. نطفة تلقح بويضة ثم ينشئ الله عز وجل منها هذا الانسان يكون نطفة ثم ثم علقة اي علقة قطعة دم تعلق في الرحم ثم مضغة كمضغة اللحم التي تمضغ ثم يركب في هذه المضغة كبد الانسان وقلبه ثم يصوره سبحانه وتعالى في هذا الرحم حتى يخرج من هذا الرحم بهذا هذا الشكل قال فان فان خلقناكم ثم من نطفة الى ان قال وان الله يبعث من في القبور فلا شك ان الذي خلق الانس خلقي ابتدى خلقه قادر على ان يعيده ويبعثه يوم القيامة. ثم ذكر ايضا ان الذي عليه عامة السلف وهو اجماع بين لهم ان البعث متعلق ان البعث متعلق بالروح ان البعث متعلق بالجسد والبدن الذي فنى وبلى وان الله هو الذي يعيده اما الارواح فانها بعد قبض الابدان اما ان تكون الى نعيم واما ان تكون الى عذاب. ثم اذا كان يوم القيامة جمع الله الارواح كلها في ما يسمى سور عظيم ينفخ فيه اسرافيل. فاذا نفخ اسرافيل في هذا السور انتشرت الارواح انتشار الجراد في الارض. فتنطلق كل روح الى الى البلد التي خرجت منه فارقته. ثم يبعث الناس والخلائق الى ربهم سبحانه وتعالى وذكر ان النشأ نشأتان نشأة دنيوية ونشأة ابتداء ونشأة معاد فالنشأة الاولى هي التي خلق الله الانسان فيها من نطفة من ماء مهين ثم ترعرع ثم يموت ويفنى ويبلى منه كل شيء الا عجب الذنب ثم نشأة اخرى تركب من عجب ويلاحظ ان الانسان ينشأ ينشأ مرتين المرة الاولى من ماء مهين والمرة الثانية من عجب الذنب. المرة الاولى وان بالبويضة ويشبه آآ النشأة الاولى التي هي النطفة. كما ان النطفها المني الذي يلقح به بلاد البويضة ينبت من الانسان كذلك اذا كان يوم القيامة انزل الله عز وجل ماء كمني الرجال فيلقح هذه هذه الحبة التي هي عجب الذنب. ثم يتركب منه خلق الانسان. يكون عظاما ثم يكتب العظام لحما ثم يرسل الله الارواح الى الاجساد فتبعث من القبور مرة اخرى. اذا هذا المنشأ النشأة الاخرى. الفرق بين النشأتين النشأة الاولى يلحقها الفناء والنشأة الاخرى لا يلحقها فناء ولا موت. النشأة الاولى يعتريها ما يعتريها من من المنغصات والكوادر ينعم ويعذب على حسب حاله. والنشأة الاخرى يبعث الله الخلائق فمنهم من يعذب ابدا. ومنهم من يعذب ابدا ومنهم هم من يدخل الجنة ابتداء وينعم. فالنشأة الاخروية النشأة الثانية ليس ليس يعقبها فناء. والنشأة الاولى يعقبها يعقبها وهذه النشأتان نشأة نشأة نشأة التي هي نشأة دنيوية والنشأة الاخروية التي متعلقة بالبعث والنشور فالله سبحانه وتعالى يبعث الابدان ويعيدها كما كانت وليس هناك بدل يبعث غير البدن الذي فارقته الروح فكل روح فارقت بدن فان البدن هو الذي يعود وهو الذي يرجعه ربنا سبحانه وتعالى وهو الذي ينعم وهو الذي يعذب ان كان طائعا نعم وان كان عاصيا واراد الله تعذيبه عذب هذا البدن الذي عصى الله عز وجل ثم يكون بعد ذلك الجزاء اذا بعثوا وجمعوا يكون الجزاء والحساب فينعم المطيع ويعذب المسيء والناس الى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير فريق يتنعم في الجنان وفريق يتعذب في النيران نسأل الله العافية والسلامة والله اعلم