الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين. قال قال الصحابي رحمه الله تعالى والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب قال الشافعي رحمه الله تعالى قال تعالى فيومئذ فيومئذ وقعت الواقعة وانشقت السماء فيومئذ واهية والملك على ارجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية الى اخر السورة. يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا. انه ظن ان لا يحور بلى ان ربه كان به بصيرا وعدوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة ووضع الكتاب وترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احد حدا يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار الى اخر السورة رفيع الدرجات ذو العرش الاية الى قوله ان الله سريع الحساب واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون. وروى البخاري رحمه الله في صحيح عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس احد يحاسب يوم القيامة الا فقلت يا رسول الله اليس قد قال الله تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما ذلك العقد. فليس احد يناقش الحساب تاب يوم القيامة الا عذب يعني انه لو ناقش في حسابه لعبيده لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولكنه تعالى يعفو ويصفح وسيأتي بذلك زيادة بيان ان شاء الله وتعالى. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الناس يصعقون يوم القيامة. فاكون اول من يفيق. فاذا موسى اخذ لقائمة العرش فلا ادري افاق قبلي وهذا صعق في موقف القيامة اذا جاء الله بفصل قضاء واشرقت الارض بنوره فحينئذ يصعق الخلائق كلهم. فان قيل كيف تصنعون بقوله في الحديث ان الناس يصعفون يوم القيامة فاكون اول من تنشق عنه الارض فاجد موسى باطشا لقائمة العرش قيل لا ريب ان هذا اللفظ قد ورد هكذا ومنه الاشكال ولكنه دخل منه على الراوي حديث في حديث فركب بين اللفظين فجاء هذان الحديثان هكذا احدهما ان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون اول من يفيق كما تقدم والثاني ان ان انا اول من تنشق عنه الارض يوم القيامة فدخل على الراوي هذا الحديث في الاخر وممن نبه على هذا ابو الحجاج المجزي وبعده الشيخ شمس الدين المقيم وشيخنا الشيخ عماد الدين ابن كثير رحمهم الله وكذلك اشتبه على بعض الرواة فقال فلا ادري فاق قبلي ام كان ممن استثنى الله عز وجل والمحفوظ الذي تواطأت عليه روايات الصحيحة وهو الاول وعليه المعنى الصحيح فان الصعق يوم القيامة لتجلي الله لعباده اذا جاء لفصل القضاء. وموسى عليه السلام ان كان لم يصعق معهم فيكون قد جوزي بصعقة يوم تجلى ربه للجبل فاجعله دكا. فجعلت صعقة هذا التجلي عوضا صعقت الخلائق لتجلي الرب لتجلي الرب يوم القيامة فتأمل هذا المعنى العظيم ولا تهمله. وروى الامام احمد والترمذي وابو بكر ابن ابي الدنيا عن الحسن قال سمعت ابا موسى الاشعري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الناس يوم القيامة ثلاثة عروضات جدال ومعاذير. وعرضة تتطاير الصحف. فمن اوتي كتابه بيمينه وحوسب حسابا يسيرا ودخل الجنة. ومن اوتي كتاب بشماله دخل النار. وقد روى ابن ابي الدنيا عن ابن مبارك انه انشد في ذلك شعرا وطالت الصحف في الايدي منشرة. فيها السرائر والاخبار تطلع فكيف سهو سهوك والانباء واقعة عما قليل عما قليل ولا تدري بما تقع افي الجنان وفوز لا انقطاع له ام الجحيم فلا تقي ولا تدع تهوي بساكنها طورا وترفعهم. اذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا. طال البكاء فلم يرحم تبرعهم فيها ولا تغني ولا جزع لينفع العلم قبل الموت عالمه قد سار قوم بها الرجعى فما رجعوا. فقوله والصراط اي ونؤمن بالصراط هو جسر على جهنم اذا انتهى الناس بعد مفارقتهم كان الموقف الى الظلمة التي دون الصراط كما قالت عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل اين الناس يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات فقال هم في الظلمة دون الجسر. وبهذا الموضع يفترق المنافقون عن المؤمنين ويتخلفون عنهم. ويسبقهم المؤمنون ويحال بينهم بسور يمنعهم من اليه. وروى البيهقي بسند عن مسروق عن عبد الله قال يجمع الله الناس يوم القيامة اذا قال فيعطون نورهم على قدر اعمالهم. قال فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل بين يديه ومنهم من يعطى نوره فوق ذلك ومنهم من يعطى نوره مثل النخلة بيمينه ومنهم من يعطى دون ذلك بيمينه حتى يكون اخر ذلك من يعطى نوره على ابهام قدمه. يضيء مرة ويطفأ مرة اذا اضاء قدم قدمه واذا طفئ قام قال فيمر ويمر ويمرون على الصراط والصراط كحد السيف لاحظ مزلة فيقال لهم امضوا على قدر نوركم فمنهم من يمروك انقضاض الكوكب ومنهم من يمروك ريح ومنهم من يمر كالطرف ومنهم من يمر كشد الرحم ويرمل رملا فيمرون على قدر اعمالهم حتى يمر الذي نوره على ابهام قدمه تجر يد وتعلق يد وتجر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار قال فيخلصون فاذا خلصوا قالوا الحمد لله الذي نجانا منك نجانا منك بعد ان اراناك لقد اعطانا الله ما لم يعطى احدا الحديث واختلف المفسرون في المراد بالورود المذكور في قوله تعالى وان منكم الا واردها ما هو؟ والاظهر والاقوى انه قد اعطانا الله عز وجل ما لم يلق لقد اعطانا الله ما لم يعطي احدا. يعطي صح. قال واختلف المفسرون في مراد بالورود المذكور في قوله تعالى وان منكم والدها ما هو؟ والاظهر والاقوى انه المرور على الصراط قال تعالى ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا. وفي الصحيح انه صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يلج النار احد بائع تحت الشجرة. قالت حفصة فقلت يا رسول الله اليس الله يقول وان منكم الا واردها؟ فقال الم تسمعيه؟ قال ثم نجي الذين اتقوا ونذر الظالمين اشار صلى الله عليه وسلم الى ان ورود النار لا يستلزم دخولها. وان النجاة من الشر لا تستلزم حصوله بل يستلزم انعقاد سببه. فمن طلبه عدوه فمن طلبه عدوه ليدركوه ولم يتمكنوا منه يقال نجاه الله منهم ولهذا قال تعالى ولما جاء انفسنا جينا هدى فلما جاء امرنا نجينا صالحا ولم جاء منادينا شعيبا ولم يكن العذاب اصابهم ولكن اصاب غيرهم ولولا ما خصهم الله بهم من اسباب النجاة لاصابهم ما اصاب اولئك. وكذلك حال الوالدين يمرون فوقها على الصراط ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين في جهثيا. وقد بين صلى الله عليه وسلم في حديث جابر المذكور ان الورود هو المرور على الصراط روى الحاكم ابن نصر الوائلي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم علم الناس سنتي وان كرهوا ذلك. وان احببت الا توقف على الصراط طرفة عين حتى تدخل الجنة. فلا تحدثن فلا تحدثن في دين الله اي حدثا برأيك اورده القرطبي وروى ابو بكر احمد بن سلمان النجاد عن يعلى بن منية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقول النار للمؤمنين يوم القيامة تجزي مؤمن فقد اطفأ نورك لها بي فقوله والميزان ايها نؤمن بالميزان قال تعالى ونضع الموازين قسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا. وان كان مثقال حبة من خضر اتينا بها وكفى بنا حاسبين. وقال تعالى فمن موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. قال القرطبي قال العلماء اذا قضى الحساب كان بعده وزن الاعمال قال القرطبي قال العلماء اذا انقضى الحساب كان بعده وزن الاعمال لان الوزن للجزاء فينبغي ان يكون بعد بعد المحاسبة. فان المحاسبة لتقرير الاعمال والوزن لاظهار مقاديرها ليكون الجزاء بحسبها. قال وقوله ونضع الموازين القسط ليوم القيامة. يحتمل ان يكون ثم موازين متعددة توزن فيها الاعمال ويحتمل ان يكون المراد الموزونات فجمع فجمع باعتباره تنويع الاعمال الموزونة والله اعلم. والذي دلت عليه السنة ان ميزان الاعمال له كفتان حسيتان مشاهدتان. روى الامام احمد من حديث ابي عبد الرحمن الحبري قال سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله سيخلص رجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة وينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول له اتنكر من هذا شيئا؟ وظلمك كتبت الحافظون؟ قال لا يا رب. فيقول الك عذر او حسنة؟ فيبهت الرجل فيقول لا فيقول بلى ان لك عندنا حسنة واحدة لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فيقول احضروا فيقول يا رب ما هذه البطاقة؟ ما هذه السجلات؟ فيقول انك لا تظلم. قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة. قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم. وهكذا رواه الترمذي وابن ماجة وابن ابي الدنيا من حديث الليث زاد الترمذي الا يثقلوا مع اسم الله شيء وفي سياق اخر توضع الموازين يوم القيامة فيؤتى بالرجل فيوضع في في كفة الحديث وفي هذا السياق فائدة جديدة لان العامل يوزن مع عمله. ويشهد له ما روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انه لا يأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة. فقال اقرأوا ان شئتم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا. وروى الامام احمد عن ابن مسعود انه كان يجتني سواكا من الاراك. وكان دقيقا الساقين فجعلت الريح تكفأها. فضحك القوم منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما تضحكون؟ قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه فقال والذي نفسي بيده له ما اثقل في الميزان من احد وقد ورد في الحديث ايضا بوزن الاعمال انفسها كما في صحيح مسلم عن ابي ما لك من الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والطهور شطر الايمان والحمد لله تملأ الميزان الحديث وفي الصحيحين وهي خاتمة كتاب البخاري قوله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان الى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وروى الحافظ ابو بكر البيهقي عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بابن ادم يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان ويوكل به ملك فان ثقل فان ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق سعد فلان سعادة لا يشقى بعدها ابدا. وان خف ميزانه نادى الملك صوت يسمع الخلائق شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها ابدا. فلا يلتفت الى ملحد معاند يقول الاعمال اعراظ لا لا تقبل الوزن وانما يقبل الوزن يقبل الوزن الاجسام فان الله يقلب يقلب يقلب الاعراض اجساما كما تقدم وكما روى الامام احمد عن ابي هريرة رضي الله الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يؤتى بالموت كبشا اخضر فيوقف بين جنة ونار فيقال يا اهل الجنة فيشرائيون وينظرون ويقال يا اهل النار فيشرئبون وينظرون ويرون هنا ان قد جاء الفرج فيذبح ويقال خلود لا موت ورواه البخاري بمعناه فثبت وزن الاعمال والعامل وصحائف الاعمال. وثبت ان الميزان له كفتان والله اعلم بما ورد ذلك من الكيفيات. فعلينا الايمان بالغيب كما اخبرنا الصادق صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان وهي خيبة من ينفي وضع الموازين القسطة ليوم القيامة كما اخبر الشارع بخفاء الحكمة عليه ويقدح في النصوص بقوله لا يحتاج الى الميزان الا البقال والهوال. وما احراه بان يكون من الذين لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا. ولو لم يكن من الحكمة هو في وزن الاعمال الا ظهور ظهور عدله سبحانه لجميع عباده فلا احد احب اليه العذر العذر من الله. من اجل ذلك ارسل الرسل مبشرين ومنذرين. فكيف ووراء ذلك من حكم ما لا اطلاع لنا عليه. فتأمل قول الملائكة لما قال الله لهم اني جاعل في راضي خليفة. قال وتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فنحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون. وقال تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا. وقد تقدم عند ذكر الحوض كلام القطبي رحمه الله ان الحوض قبل الميزان والصراط بعد الميزان ففي الصحيحين ان المؤمنين اذا عبروا اذا عبروا الصراط وقفوا وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتصوا لبعضهم من بعض اذن لهم في دخول الجنة وجعل القرطبي في التذكرة هذه القنطرة صراطا ثانيا للمؤمنين خاصة وليس يسقط منه احد في النار والله تعالى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. ذكر رحمه الله تعالى ما يتعلق بالعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب. مما يعتقد اهل السنة والجماعة انهم يعرضون على الله سبحانه في عالم وان الخلق يعرضون على ربهم كما قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية. والناس في عرضهم على الله عز وجل منهم من يعرض عرظ عرظ حساب ومنهم من يعرض عرظ تبكيت واذلال واهانة. والمؤمنون الذين يعرضون على الله ينقسمون الى قسمين بين بل يعرظ فيحاسب حسابا يسيرا ومن يعرظ فيحاسب حسابا شديدا. ومن هو من ايش الحساب عذب فالناس يعرضون على ربهم الناس يوم القيامة يعرضون على الله عز وجل وتعرض عليهم اعمالهم خيرا فخيرا وشرا فشرا. كما قال تعالى يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية وكما قال تعالى فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وينطلق الى اهله مسرورا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا وقوله تعالى وعرضوا على ربك صفا. وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة فالناس كلهم يعرضون على الله. ويخرجون في صعيد واحد. ثم بعد ذلك يتفرقون ويطلب من كل امة تتبع ما كانت تعبد فيتبع من كان يعبد المسيح سورة المسيح من كان يعبد عزيرا صورة عزير وتصور لهم الاوثان والالة كانوا يعبدون لله عز وجل. فتهوي بهم في نار جهنم فتهوي بهم في نار جهنم يتهافتون فيها. تكسر ظهورهم وتجمع ايديهم وارجلهم الى اعناقهم. ثم يلقون ثم يقول بعد ذلك الحساب والحساب يحاسب المسلم ويحاسب غيره الا ان الكافر ليس حساب حساب من له حسنات يجزى بها او حسنات يسأل عنها انما سؤاله وحسابه سؤال تبكيت واذلال واهانة بخلاف المسلم فانه يحاسب ليجازى على حسناته وينظر في سيئاته اما يعاقب واما ان يغفر الله له. فالخلق يحاسبون وقفوه منهم مسؤولون. والله يقول فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان. اي لا يسأل عن ذنبه سؤال من من يستعلم لان الله يعلم كل شيء سبحانه وتعالى. فلا يسألون سؤال من يستعلم ذنوبهم هل فعلوا ولم يفعلوا وانما يسألهم ويقفهم ليسألهم عن هذه الاية التي عملوها. حتى يقروا ويشهدوا على انفسهم جاء في الحديث ان ابن ادم يجحد اذا قرن بدون يجحد انه فعل فيختم الله على فيه وتتكلم يديه وتتكلم رجليه. واول ما يتكلم بابن ادم فخذه يتكلم وينطق بما عمل. حتى يقال يقول ذلك الكافر الفاجر سحقا لكن وبعدا انما انا عنكن اجادل اي انما اجادل عنكن حتى لا اعذب انا واياكم في ختم الله على افواههم وتكلمه سبحانه وتعالى ايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون. اذا قال هنا ايضا آآ يوم ثم بين هنا الادلة الدالة على ان هؤلاء تسجل جميع اعمالهم كما قال تعالى وضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة. الا احصاها. هذا دليل على ان اعمال بني ما دام تحصى وانها تكتب فكفر الكافر يكتب وسيئاته تكتب وجميع اعماله وفجوره يكتب اما ما كان من في الدنيا فانه يجازى عليه في الدنيا بصحة ومال وعطاء. ولا يبقى له يوم القيامة الا السيئات يجعلها الله يعني السيئات لتبقى اما حسناته التي عملها من احسان واطعام وفعل معروف وما شابه ذلك فيجعلها الله يوم القيامة هباء منثورا فلا تقوموا في ذلك المقام لها قائمة. اذا هذا الكتاب يحصي على ابن ادم ما كان يعمله اما المؤمن فتأتي حسناته وسيئاته واما الفاجر فانما تأتي فقط السيئات قال ايضا ذكر هنا ايات وادلة تدل على ان الله يحاسب عباده ويجازيه بيوم القيامة على اعمالهم وذكر ما جاء في الصحيحين في الصحيح عن عائشة رضي الله تعالى عنها انه قال ليس احد يحاسب بالقيامة الا هلك فقلت يا رسول الله اليس الله يقول فاما من اوتي كتابه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. فقال وسلم انما ذلك العرض وليس يناقش الحساب يوم القيامة الا عذب. يعني مقصوده انه اذا ناقشه ربنا وحاسبه حساب تدقيق فانه حتما سيكون هناك ما يوجب عذابه. ما يوجب عقابه. لان ابن ادم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عذبني ربي انا وعيسى ابن مريم على هاتين لعذبنا وهو غير ظالم لنا. فحقوق فحقوق الرب على العباد ولا يمكن لعبد ان يأتي ما اوجب الله عليه. فلو حاسب الله العبد حساب دقيق وسؤال آآ ومناقشة فحتما سيوجب فحتما سيوجد ما يوجب عقابه وعذابه. ولكن من رحمة الله ولطف الله بالعبد انه لا يدقق عليه حساب وانما يكون حسابه عرظا حتى جاء في بعظ الاحاديث ان الله اذا عرظ على العبد بعظ سيئاته وايقن انه قد هلك الذي اعرض بعض السيئات قال غفرت سترتها عليك سترتك سترتها عليك وانا اغفرها لك اليوم وانا اغفرها لك اليوم بل جاء انه يعرض على سيئاته وتخبى عليه كبائره فلا يراها يقول فيقول الله سترتها لك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم. يعني لو كشفت هذه لاستوجب ان يعذبه الله عز وجل ذكر ايضا هناك ايضا حديث قال هنا حديث قالوا في الصحيح قال ان الناس يصعقون يوم القيامة فاكون اول من يفيق. فاذا موسى اخذ بقاعدته من قوائم العرش فلا ادري افا قبلي ام لا. هذي ايضا ان الناس يصعقون. الناس اذا خرجوا من قبورهم للحساب والجزاء يقفون في ارض المحشر خمسين الف عاما في يوم القيامة مقداره خمسين الف سنة وهو وهو يوم عظيم يوم عظيم يهمهم ذلك الامر. يسألون من يشفع لهم عند ربهم حتى يأتي لفصل القضاء. فاذا اتوا ابن ادم ثم ابراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد صلى الله عليه وسلم يقول انا لها انا لها. عندما يشفع رسول الله صلى الله عليه وسلم في فصل القضاء ويأتي رب ويتجلى لعباده المؤمنين في ظلل من اذا تجلى صعق جميع اهل الموقف ولم يبقى احد منهم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فافيق من هذه الصعقة فارى موسى امامي اخذ بقائمة العرش يقول النبي صلى الله عليه وسلم فلا ادري افاق قبلي والافاقة تدل على التشريف والتفظيل لانه اذا افاق اول من يفيق من هذه الصعقة هو من افاقه الله والله لا يفيق الا احب عباده اليك فاول من يفيق من الصعقة محمد صلى الله عليه وسلم لكن يبقى موسى كيف افاق قبله؟ نقول كما هو الصحيح ان موسى اصلا لم يصعق ان موسى لم يصعق لان الله وتعالى عدل وقد صعق موسى قبل ذلك. فلما تجلى رب الجبل جعله دك فخر موسى صعقا موسى قد صعق يوم تجلي ربنا للطور. يوم تجلي ربنا للطور صعق فلما تجلى ربنا في عرصات القيامة صعق كل من لم يصعق قبل ذلك الا موسى انه قد جوزي بصعقة الطور فليس في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم واخذ بقائم العرش انه افضل من محمد صلى الله عليه وسلم. وانما ترك ولم يصعق لانه صعق قبل ذلك وهذا هو الصحيح. قال ايضا ذكر ايضا الحديث ان الناس يصعقون في عرصات القيامة. ثم بعد ساقهم وقيامهم يحصل الحساب والجزاء يحصل الحساب والجزاء. قال قال يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرظات ثلاث عرظات فعرظتان جدال ومعاذير اعتدال فيما بينهم ويعتذر بعضهم وعرضة تطاير الصحف يعني العرظة الاولى والثانية جدال ما فعلت وفعلت ويا رب ومعاذير اخطأت يا رب هبت الناس ولم اهبك. هبت الناس ورجوتك. خفت الناس ورجوتك يا ربي فيعتذر اما فعل من الذول المعاصي وعرضة انما هي جدال اي جدال لم افعل ويقرره بذنوبه فيمكن وبعضهم يجحد ذلك يتطبق الجلود وتنطق الافخاذ تصدق الايدي والارجل والعرضة الاخيرة التي يكون بعدها تمايز الناس فاخذ كتاب يمينه واخذ كتابه بشماله. وهذا الحديث في اسناده ضعف حديث التطاير المعادن والجدال حي ضعيف فان لغة الحسن عن ابي موسى والحسن لم يسمع من ابيوس هاش رضي الله تعالى عنه شيئا. قال ايضا لمن هنا العرض والحساب وقراءة الكتاب كتاب فالانسان ايضا لا يدخل الجنة الا وقد عرظ عليه كتابه واخذ كتابه ولا يدخل الكافر والفاجر نار الا وقد رأى كتابه ورأى ما قدمت يداه ورأى ما فعل وقدم في دنياه وهو المراد بعرض القراءة الكتاب. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا فقالوا مالي هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فهم رأوا في كتبهم جميع اقواله وجميع اعمالهم ويرى كتابه في عنقه اي انه قد قيد هذا الكتاب معه فاذا خرج كتابه معه يقرأه يوم القيامة منشورة ينشر له ويقرأه امام الناس اذا قرأ الكتاب كان الثواب والعقاب على هذا الكتاب فالفاجر يعاقب على ما في كتابه من الكفر والضلال فيخلف نار جهنم والمؤمن يثاب على ما في كتاب فيدخل الجنة قال ايضا والثواب والعقاب يكون في الجنة. ثم ذكر ايضا ما يتعلق بالصراط اي ان هناك صراط يضرب على متن جهنم وهو صراط عظيم كالقنطرة يجتاز به الى الجنة والناس يمرون على الصراط الذي يمر على الصراط من ينتسبون الى القبلة وهم اتباع الانبياء من المسلمين اما الكفرة الذي لا يتبعون الانبياء كالملاحدة والزنادقة والمشركين الوثنيين فهؤلاء يتساقطون في جهنم قبل ذلك. وانما يمر من يظهر الاتباع. يمر يمر من يظهر الاتباع او ينتسب الى ديانة. فاليهود يمروا موسى عليه السلام. والنصارى مع عيسى عليه السلام. وكل نبي ومعه اتباعه فيه المنافقون وفيهم الصادقون فالمنافق والفاجر من اتباع الانبياء هم بين ساقط وبين مخدوش بين من يسقط فيخلد كالمنافق وبين من يسقط ويعذب فيخرج وبين من يخدش فينجو وكذلك هذه الامة يمرون على الصراط ايضا واول من يشتال الصراط هو محمد صلى الله عليه وسلم وقد وقع خلاف بين السنة هل الرسول يمر او لا يمر والصحيح انه قال فانا او فاكون اول من يجيز جاء في الصحيح قال فاكون اول من يجيز الصراط. ثم امته صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ثم يتتابع الانبياء واممهم تباعا اه والصراط بعد الحوض والميزان بعد ما يشرب الناس من الحوض ويوزنون في الموازين ينصب الصراط ويكون ذاك بعد اخذ الكتب وبعد تعاطي الكتب فمن اخذ كتاب يمينه فسينجو من الصراط ومن اخذ كتابه وهي مسألة ايضا خلافية هل يأخذ المؤمن كتابه شمالا؟ ام انه بالكافر؟ على خلاف بينهم والصحيح ان اخذ الكتاب الشمال يأخذه الكافر فالمسلم ياخذ كتاب شمال على انه له خسارة له له مطلق الخسارة وليس له الخسارة المطلقة يخسر ثم ينجو بخلاف الكافر والفاجر فان له الخسارة المطلقة ليس بعدها فلاح ونجاح. هذا الصراط لا يصح في وصفه الا حديث واحد وهو انه دحهم مذلة لاحظوا المزلة صح فيه الخبر وجاء ايضا انه اروع من الثعلب واحد من السيف وادق من الشعرة واحر من الجمر. جاء ذلك بلاغا عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه الامر الثالث الصراط الصراط يضرب في جهنم وهو بمعنى المرور على متن وقد اخترع في قوله تعالى وان منكم الا واردها قال بعضهم ان الورود والدخول انه ما من احد سيدخل النار ما من احد الا سيدخل النار. ودخول النار ليس دخول تعذيب فمنهم من يتأول انه يدخل لكننا لكن لهب النار يطفأ ومنهم من يقول يدخل ونور المؤمن يغلب على نور على نار النار ومنهم من يره الصحيح ان ورودها المرور ان الورود هو الورك ما جا لك عن جهة ابن عبد الله في صحيح مسلم. الى النبي صلى الله عليه وسلم وكما جاء عن حفصة وكما جاء عن ابي هريرة. ان الورود المرور فيمرون على متن على متن جهنم. فالكافر فالفاجر والمنافق يسقطان في النار والمسلم التقي النقي ينجو من هذا الصراط. ومنهم من يخدش فينجو ومنهم من يكردس على وجهه في نار جهنم. والناس يمرون بقدر ايمانهم واعمالهم ليس بقوة ابدانهم. يمرون على كلمح البصر كالبرق الخاطف كاجاود الركاب والخيل كمن يمشي كالهرولة كالمشي من يحبو حبوا من من اه يخدش وينجو وقد جاء في ذلك حديث عبد رضي الله تعالى عنه الذي فيه حال الناس في الصراط. ثم ذكر ايضا الميزان والميزان الذي ينصب القيام هي موازين ثلاثة هناك كما قال تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فهناك موازين كثيرة تنصب للخلائق وهذه الموازين تتعلق بثلاثة امور. موازين تتعلق بالاعمال وموازين تتعلق بالصحائف وموازين تتعلق بالابدان. ومن ثقل بدنه ثقلت صحيفته بل ثقل بدنه صح ثقلت اعماله. فتوزن الاعمال اثقل ما يوضع في الميزان تقوى الله وحسن الخلق وتوزن الكتب والصحائف كحديث البطاقة ويوزر ابن ادم ان الرجل السمين لا يجري عند الله جناح بعوضة والعاضل يوزن مع عمله. ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزل عند الله جناح بعوضة قال هدى فلا يلتفت الى ملحد معانق معاند يقول الاعمال اعراظ لا تقبلوا الوزن وانما يقبل الوزن الاجسام وهذا انما يقولها احمق جاهل وذلك بان الله سبحانه وتعالى يقلب تلك الاعراض جواهر واجسام ويجعلها مجسدة لها لها وزن ولها ثقل كما ان الموت عندما يذبح لا يذبح الموت حقيقة وانما يذبح تذبح صورة ملك الموت ملك الموت هو الذي يذبح وليس يذبح الموت حقيقة. فالاعمال توزن والصحائم توزن الميزان له كفتان ولسان وعلى المسلم الموحد ان يؤمن بخبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ويقابل ذلك بالتسليم والايمان وكما قال الطحاوي في اول كتاب ولا تثبت قدم الاسلام ولا تثبت قدم العبد على الاسلام الا بمقام التسليم فحتفاء اسلام العبد يكون بتسليمه لخبر الله واستسلامه لاوامر الله عز وجل. فمن لم يسلم بخبر الله ولم يستسلم لامر الله فليس ذلك بمسلم. انما فتثبت قدم الاسلام على مقام التسليم. والاستسلام لامر الله وشرعه ودينه. والله تعالى اعلم