بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين قال الامام الصحابي رحمه الله تعالى والجنة والنار مخلوقتان. لا تثنيان لا تثنيان ابدا ولا تزيدان. فان الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق فخلق لهما اهلا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم الى النار عدلا منه وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر الى ما خلق له والخير والشر قدران على العباد. قال الشافعي رحمه الله تعالى اما قوله ان الجنة والنار مخلوقتان اتفق اهل السنة على ان الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الان. ولم يزل على ذلك اهل السنة حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية. فانكرت ذلك وقالت بل ينشئهم الله الله يوم القيامة وحملهم على ذلك اصلهم الفاسد الذي وضعوا به شريعة لم يفعله الله. وانه ينبغي ان يفعل كذا ولا ينبغي له ان يفعل كذا على خلقه في افعالهم فهم مشبهة في الافعال ودخل قال احسن الله في التهجم التجهم قال ودخل التجهم فيهم فصاروا مع ذلك معطلة وقالوا خلق الجنة قبل الجزاء عبث لانها تصير معطلة مدد متطاولة وردوا من النصوص ما خالف هذه الشريعة الباطلة التي وضعوها للرب تعالى وحرفوا النصوص عن مواضعها وظللوا وبدعوا من خالف شريعتهم. فمن نصوص الكتاب قوله تعالى عن الجنة اعدت للمتقين. اعدت للذين امنوا بالله ورسله وعن النار اعدت للكافرين ان جهنم كانت مرصادا. للطاغين مآبا. وقال تعالى ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة الماء وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى ورأى عندها جنة المأوى كما في الصحيحين عن الحديث انس رضي الله عنه في قصة الاسراء وفي اخره ثم انطلق به جبريل حتى اتي حتى اتى سدرة المنتهى فغشيها الوان لا ادري ما هي قال ثم دخلت دخلت الجنة فاذا فيها جناب للؤلؤ واذا ترابها المسك. وفي الصحيحين من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار. يقال هذا مقعدك هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة وتقدم حديث البراء بن عازم رضي الله عنه وفيه ينادي ينادي من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة فقال فيأتيه من روحها وطيبها وتقدم حديث انس بمعنى حديث البراء وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الحديث وفيه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت قامي هذا كل شيء وعدتم به حتى لقد رأيتني اخذ قطب من الجنة حين رأيتموني اقدم ولقد رأيت جهنم يحتم بعضها بعضا حين رأيتموني تأخرتم وفي الصحيحين واللفظ بالبخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال ان خسرت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وفيه فقالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك ثم رأيناك كعتاق فقال اني رأيت الجنة فتناولت عقودا ولو اصبته لاكلتم منه ما بقيت ما بقيت الدنيا ورأيت النار فلم ان ارى منظرا كاليوم قط افظع. ورأيت اكثر اهلها النساء. قالوا بما يا رسول الله؟ قال يكفرن قيل ايكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير ويكفرن الاحسان. لو احسنت الى احداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئا. قالت ما رأيت خيرا قط. وفي صحيح مسلم من حديث انس رضي الله عنه الله الذي ويل الذي نفسي بيده. لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا وبكيتم كثيرا. قالوا وما رأيت يا رسول الله؟ قال رأيت الجنة والنار. وفي الموطأ والسنن من حديث كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما نسمة المؤمن طيب يعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله الى جسده يوم القيامة فهذا صريح في دخول الروح الجنة قبل يوم القيامة. وفي صحيح مسلم والسنن ومسند من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الجنة والنار ارسل جبريل الى الجنة فقال اذهب فانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فيها فذهب فنظر اليها والى ما اعد الله لاهلها فيها فرجع فقال لا يسمع بها احد الا دخلها فامر بالجنة فحفت بالمكاره فقال ارجع وانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فيها قال فنظر اليها ثم رجع فقال وعزتي لقد خشيت الا يدخلها احد. قال ثم ارسله الى النار قال اذهب فانظر اليها والى ما اعددت لاهلها فيها. قال فنظر اليها فاذا هي يركب بعضها بعضا ثم فقال وعزتك لا يدخل احد سمع بها فامر بها فحفت بالشهوات ثم قال اذهب فانظر الى ما اعددت لاهلها فيها فذهب فنظر اليها فرجع فقال وعزتك لقد خشيت ان لا ينجو منها احد الا دخلها. وانا ظاهر ذلك في السنة كثير. واما على قول من قال ان الجنة الموعود بها هي الجنة التي كان فيها ادم ثم اخرج منها فالقول بوجودها الان ظاهر والخلاف في ذلك معروف. واما شبهة من قال انها لم تخلق بعد وهي انها لو كانت مخلوقة الان لوجب اضطرار ان تفنى يوم القيامة وان يهلك كل من فيها ويموت. لقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه وكل نفس وقوله وكل نفس كل نفس ذائقة الموت. وقد روى الترمذي جامعي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة اسري بي فقال يا محمد اقرئ امتك مني السلام اخبرهم ان الجنة طيبة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان وان وان فراشها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله قال هذا حديث حسن غريب. وفيه ايضا من حديث ابي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة. قال هذا حديث حسن صحيح قالوا فلو كانت مخلوقة مفروظا منها لم تكن كيعانا ولم يكن لهذا الغراس معنى. قالوا وكذا قوله تعالى عن امرأة نوح انها قالت ربي ائذن لي عندك بيتا في الجنة؟ فالجواب انكم ان اردتم بقولكم انها الان معدومة بمنزلة النفخ في الصور وقيام الناس من القبور فهذا باطل. يرده ما تقدم من الادلة وامثالها مما لم يذكر. وان اردتم انها لم يكن خلقه لم يكن الخلق جميع ما اعد الله فيها لاهلها. وانها لا يزال الله يحدث فيها شيئا بعد شيء اذا دخلها المؤمنون احدث الله فيها عند دخولهم امورا اخر. فهذا حق لا يمكن رده وادلتكم هذه انما تدل على هذا القدر واما احتجاجكم بقوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. فاوتيتم من سوء فهمكم معنى الاية واحتجاجكم بها على عدم وجود الجنة والنار. الان نظير احتجاج اخوانكم بها على ثنائهما ولخرابهما وموت اهلهما. فلم توفقوا انتم ولا اخوانكم لفهم معنى الاية. وانما وفق لذلك ائمة الاسلام فمن كلامهم ان المراد ان المراد كل شيء مما كتب الله عليه الهناء والهلاك هالك والجنة والنار خلقت خلقتا للبقاء لا للفناء وكذلك العرش فانه مسكوا الجنة وقيل المراد الا ملكه. وقيل الا ما اريد به وجهه وقيل ان الله تعالى انزل كل انزل كل من عليها فان. وقالت الملائكة هلك اهل الارض وطمعوا في البقاء فاخبر تعالى عن اهل السماء يرى انهم يموتون. فقال كل شيء هالك الا وجهه. لانه حي لا يموت. فايقنت الملائكة عند ذلك بالموت وانما قالوا ذلك توفيقا بينها بينها بينها وبين النصوص المحكمة الدالة على بقاء الجنة وعلى بقاء النار ايضا على ما عن قريب ان شاء الله تعالى وقوله لا تفتنيان ابدا ولا تبيدان هذا قول جمهور الائمة من السلف والخلف وقال ببقاء الجنة وفناء النار جماعة منه من السلف والخلف والقولان مذكوران في كثير من كتب التفسير وغيرها. وقال بفناء الجنة والنار الجهم ابن صفوان امام المعطلة. وليس له سلف قط. لا من الصحابة ولا من التابعين لهم باحسان ولا من ائمة المسلمين ولا من اهل السنة وانكره عليه وعامة اهل السنة وكفروه به وصاحوا به وباتباعه من اقطار الارض وهذا قاله وهذا قاله لاصله الفاسد الذي اعتقده هو امتناع وجود ما لا يتناهي من الحوادث. وهو عمدة اهل الكلام المذموم التي استدلوا بها على حدوث الاجسام. وحدوث ما لم يكن من الحوادث وجعلوا ذلك عمدتهم في حدوث ورأى الجهم ان ما يمنع من من حوادث من حوادث لا اول لها في الماضي يمنعه في المستقبل. ودوام الفعل عنده على الرب في المستقبل كما هو ممتنع عنده عليه في الماضي. وابو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة وافقه على هذا الاصل لكن قال ان هذا يقتضي ثناء الحركات. وقال بفناء حركاته للجنة والنار حتى يصيروا في سكون دائم. لا يقدر احد منهم على حركة وقد تقدم الاشارة على اختلاف الناس في تسلسل الحوادث في الماضي المستقبل وهي مسألة دوام فاعلية الرب تعالى وهو لم يزل ربا قادرا فعالا لما يريد فانه لم يزل حيا عليما قديرا ومن المحال ان يكون الفعل ممتنعا عليه لذاته ثم ينقلب فيصير منكرا لذاته من غير تجدد شيء وليس للاول حد محدود حتى يصير الفعل ممكنا له عند ذلك الحد ويكون ممتنعا عليه فهذا القول تصوروا فهذا القول تصوره كاف في الجزم بفساده. واما ابدية الجنة وانها لا تهنى ولا تبيد فهذا مما يعلم بالضرورة ان صلى الله عليه وسلم اخبر به قال تعالى واما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك عطاء غير مجدود اي مقطوع ولا ينافي ذلك كقول الا ما شاء ربك واختلف السلف في هذا الاستثناء فقيل معناه الا مدة مكثهم في النار وهذا يكون لمن دخل منه الى النار ثم اخرج منها لا لكل وقيل الا مدة مقام في الموقف وقيل الا مدة مقام في القبور والمواقف وقيل هو استثنان استثناه الرب وقيل هو استثناء استثناه الرب ولا يفعله كما تقول والله والله والله لاظلمنك الا ان ارى غير ذلك. وانت لا تراه بل تجزم ضربه وقيل الا بمعنى الواو وهذا على قول بعض النحاف وهو ضعيف يجعل الا بمعنى لا بمعنى لكن فيكون استثناء منقطعا ورجحه ابن جرير وقال ان الله تعالى لا خلف لوعده وقد وصل الاستثناء بقوله عطاء غير مجدود قالوا ونظيره ان تقول اسكنتك داري حولا الا ما شئت اي سوى ما شئت او ما شئت من الزيادة عليه. وقيل الاستثناء لاعلامهم بانهم مع خلودهم في مشيئة الله لا انهم يخرجون عن مشيئته ولا ينافي ذلك عزيمته وجزمه لهم الخلود كما في قوله تعالى ولئن شئنا لنذهبن بالذي اوحينا اليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا. وقوله تعالى فإن يشأ الله يختم على قلبك. وقوله قل لو شاء الله ما تلوت عليكم ولا ادراكم به. وانا ظاهره كثيرة يخبر عباده سبحانه ان الامور كلها بمشيئته. ما شاء كان وما لم وما لم يشأ لم يكن وقيل ان ماء بمعنى من؟ اي الا من شاء الله الا من شاء الله دخوله النار بذنوبه من السعداء وقيل غير ذلك وعلى كل تقدير الاستثناء من المتشابه وقوله عطاء غير مجلود محكم وكذلك قوله تعالى ان هذا لرزقنا ما له من نفاذ وقوله اكلها دائم وظلها وقوله وما هو منها بمخرجين وقد اكد الله خلود اهل الجنة في التأبيد في عدة مواضع من القرآن. واخبر انهم لا يذوقون فيه الموتى الا الموتة الاولى. وهذا الاستثناء المنقطع واذا واذا واذا ظممت ظممته الى استثنائي في قوله تعالى الا ما شاء ربك تبين لك المراد من الايتين واستثناء الوقت الذي لم يكون فيه في الجنة من مدة الخلود كاستثناء الموسم الاولى من جملة الموت فهذه موتة تقدمت على حياتهم الابدية وذاك مفارقة للجنة تقدمت على خلودهم فيها. والادلة من السنة على على الجنة ودوامها كثيرة في قوله صلى الله عليه وسلم من يدخل الجنة ينعم ولا ولا ندعس قال من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس ويخلد ولا يموت وقوله ينادي ينادي اهل الجنة ان لكم ان تصحوا فلا تسقموا ابدا وان تشبوا فلا تهرموا غدا وان تحيوا فلا تموتوا ابدا. وتقدم ذكر ذبح ذبح الموت بين الجنة والنار. ويقال يا اهل الجنة خلود فلا موت يا اهل النار. خلود فلا موت. واما ابدية ودوامها فلناس ذلك ثمانية اقوال. احدها ان من دخلها لا يخرج منها ابدا اباد. وهذا قول الخوارج والمعتزلة. الثاني ان اهلها يعذبون فيها ثم تنقلب طبيعتهم وتبقى طبيعة طبيعة نارية يتلذذون بها لموافقتها لطبعهم وهذا قول امام اتحادية ابن عربي الطائي الثالث انها لا يعذبون فيها الى وقت محدود ثم ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم اخرون. وهذا القول حكاه اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم واكذبهم فيه. وقد اكذبهم الله تعالى فقال عز من قائل وقال تمسنا النار الا اياما معدودة قل اتخذتم عند الله احدا فليخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون؟ بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار فيها خالدون. الرابع يخرجون منها وتبقى على حالها ليس فيها احد. الخامس انها تفنى بنفسها لانها حادثة وما ثبت حدوث استحالة بقاؤه. وهذا قول فهم وشيعته ولا فرق عنده في ذلك بين الجنة والنار كما تقدم. السادس تفنى حركات اهلها ويصيرون جمادى. لا يحسون بالم وهذا قول ابي الهذيل العلاف كما تقدم. السابع ان الله يخرج منها من يشاء. كما ورد في السنة ثم يبقيها ما يشاء ثم يفنيها فانه جعل لها امدا تنتهي اليه الثامن ان الله تعالى يخرج منها من يشاء كما هو في السنة ويبقى فيها الكفار بقاء لا انقضاء له كما قال الشيخ رحمه الله تعالى وما عدا هذين القولين الاخيرين البطلان وهذان القولان لاهل السنة ينظر ينظر في دليلهما. فمن ادلة القول الاول منهما قوله تعالى قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله ان ربك حكيم عليم. وقوله تعالى فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفيرا وشهيق. خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد ولم يأتي بعد هذين الاستثنائيين ما اتى بعد الاستثناء المذكور لاهل الجنة وهو قوله عطاء غير مجدود وقوله تعالى لابثين فيها احقابا. وهذا القول اعني القول فناء يريدون الجنة منقول عن عمر وابن مسعود ابي هريرة وابي سعيد وغيرهم. وقد روى عبد بن حميد في تفسيره المشهور بسنده الى عمر رضي الله عنه انه قال لو لبث اهل النار في النار كقدر رمل رمل رمي عالج لكان لهم على ذلك وقت يخرجون فيه. ذكر ذلك في تفسير قوله تعالى العابثين فيها احقابا قال والنار موجب غضبه والجنة موجب رحمته. وقد قال صلى الله عليه وسلم لما قضى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش من رحمته سبقت وفي رواية تغلب غضبي رواه البخاري في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قالوا والله سبحانه يخبر عن العذاب انه عذاب يوم عظيم واليم وعقيم ولم يخبر في موضع واحد عن النعيم انه نعيم يوم. وقد قال تعالى قال عذابي اصيبهم من اشاء من قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء وقالت حكاية عن الملائكة ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فلا بد ان تسع رحمته هؤلاء المعذبين ولو بقوا في العذاب لا الى غاية لم تسعهم وقد ثبت في صحيحه في الصحيح تقدير يوم القيامة بخمسين الف سنة والمعذبون فيها متفاوتون في مدة لبسهم في العذاب بحسب جرائمهم وليس في في حكمة احكام الحاكمين ورحمة ارحم الراحمين ان يخلق خلقا يعذبهم ابد الاباد عذابا سرمدا لا نهاية له. واما انه يخلق خلقا ينعم ينعم عليهم ويحسن اليهم نعيما سرمدا فمن مقتضي فمن مقتضى الحكمة والاحسان مراد بذاته والانتقام مراد بالعرض. قالوا وما ورد من خلود فيها وبالتأبيد وعدم الخروج وان عذابها مقيم وانه غرام. كله حق مسلم لا نزاع فيه وذلك يقتضي الخلود في دار العذاب. ما دامت باقية ما دامت باقية يخرج منها في حال بقائه اهل التوحيد. وفرق بين من يخرج من الحبس وهو حبس على وهو حبس على حاله. وبين من يبطل حبسه بخراب الحبس وانتقاضه ادلة القائلين بوقائها وعدم ثنائها قوله ولهم عذاب مقيم. لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون. فلن فلن نزيدكم الا عذابا فيها ابدا وما هم منها بمخرجين وما هم بخارجين من النار ولا يدخلون الجنة حتى يلجأ الجمل في سم الخياط لا يقضى عليهم فيموت ولا يخفف عنها عنه من عذابها. ان عذاب ان عذابها كان غراما. اي مقيما لازما. وقد دلت السنة المستقيمة انه يخرج من النار من قال لا اله الا الله واحاديث الشفاعة صبيحة في خروج عصاة الموحدين من النار. وان هذا حكم مختص بهم. فلو خرج الكفار منهم منها لكانوا بمنزلتهم ولم ولم يختصوا الخروج باهل الايمان الجن وبقاء الجنة والنار ليس لذاتهما بل ببقاء الله لهما. وقوله وخلق لهما اهلا قال تعالى وقد درأن لجهنم كثيرا من الجن والانس. الاية وانعام عائشة رضي الله عنها قالت دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى جنازة صبي من الانصار فقلت يا رسول الله طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه فقال او غير ذلك يا عائشة ان الله خلق الجنة اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب ابائهم وخلق للنار اهلا خلقهم لها وهم في اصلاب رواه مسلم وابو داوود والنسائي. وقال تعالى انا خلقنا انسانا من نطفة امشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا. انا هديناه السبيلا اما شاكرا واما كفورا والمراد الهداية العامة واعم منها الهداية المذكورة في قوله تعالى الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى. فالموجودات نوعان احدهما مسخر بطبعه والثاني متحرك بارادته فهذا الاول لما سخره له طبيعة وهذا الثاني هداية ارادية تابعة لشعوره وعلمه بما ينفعه ويضره ثم قسم هذا النوع الى ثلاثة انواع نوع لا يريد الا الخير ولا يتأثر منه ارادة سوء ولا يتأتى منه ارادة سواه كالملائكة. ونوع لا يريد الا ولا يتأتى منه ارادة سواه كالشياطين. ونوع يتأتى منه ارادة القسمين كالانسان. ثم اجعله ثلاث اصناف صنف صنفا يغلب ايمانه ومعرفته وعقله هواه وشهوته فيلتحق بالملائكة وصنف عكسه ويلتحق بالشياطين وصنفا تغلب شهوته البهيمة عقله ويلتحق بالبهائم والمقصود انه سبحانه اعطى الوجودين العلمي والعلمي فكما انه لا موجود الا بايجاده فلا هداية الا بتعليمه وذلك كله من الادلة على كمال قدرته وثبوته بوحدانيته وتحقيق ربوبيته سبحانه وتعالى. فقوله فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم الى النار عدلا منه الى اخره. مما يجب ان يعلم ان الله تعالى لا يمنع الثواب الا اذا منع الا اذا منع سببه. وهو العمل الصالح فانه ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا ولا هظما وكذلك لا يعاقب احدا الا بعد حصول سبب العقاب. فان الله تعالى يقول وما اصابكم من مصيبة فمن كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وهو سبحانه المعطي المانع. لا مانع لما عطاء ولا معطي لما منع لكن اذا من على الانسان بالايمان والعمل الصالح لا يمنعه موجب ذلك اصلا بل يعطيه من الثواب والقرب ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر حيث منعه ذلك فلا فالانتفاء سببه وهو العمل الصالح. ولا ريب انه يهدي من يشاء ويضل من يشاء. لكن ذلك كله حكمة منه وعدل. فمنعه للاسباب التي هي الاعمال الصالحة من حكمته وعدله. واما المسببات بعد وجود اسبابها فلا يمنعها بحال. اذا لم تكن اسبابا صالحة اما لفساد في العمل واما لسبب يعارض موجبه ومقتضاه ويكون ذلك لعدم المقتضي او لوجود المانع. واذا كان منعه وعقوبته من عدم الايمان والعمل الصالح. وهو لم يعطى ذلك ابتداء حكمة منه عدلا فله الحمد في الحالين وهو المحمود على كل حال كل عطاء منه فضل وكل عقوبة منه عدل فانه تعالى حكيم يضع الاشياء في مواضعها التي تصلح لها كما قال تعالى اذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتي رسل الله. الله اعلم حيث يجعل رسالته وكما قال تعالى وكذلك فتنا بعضهم في بعضهم ليقولوا اهؤلاء من الله عليهم من اليس الله باعلم بالشاكرين ونحو ذلك وسيأتي بهذا زيادة بيان ان شاء الله تعالى. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى والجنة والنار مخلوقتان. لا تفنيان ابدا ولا تبيدان فان الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلق. وخلق لهما اهلا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه من شاء منهم الى النار عدلا منه وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر الى ما خلق له والخير والشر مقدران على العباد هذا الباب يتعلق بمسائل الجنة والنار مسألة مشيئة الله عز وجل وتقديره وعدله وفضله سبحانه وتعالى ففي هذا الفصل مسائل كثيرة المسألة الاولى مسألة هل الجنة والنار مخلوقتان الان؟ ام انهما ستخلقان الذي عليه اهل السنة وهو متفق عليه بينهم ان الجنة والنار مخلوقتان وان الله سبحانه وتعالى خلقهما قبل ان يخلق الخلق وقد دلت الاحاديث الكثيرة على ان الله سبحانه وتعالى خلق الجنة والنار وان الجنة والنار موجودتان موجودتان فادم عليه السلام ادم عليه السلام اخرج من الجنة التي هي جنة النعيم وما ال المؤمنين وقد جاء في الصحيح ان الله عز وجل لما خلق الجنة امر جبريل ان ينظر اليها فقال يا ربي لا يسمع بها احد من خلقك الا دخلها. ثم حثها بالمكانة فقال فقال انظر فاذهب قال اذهب فانظر اليها فلما رأى قال ما اظن ان احدا يدخلها من شدة ما حفت به من المكان وكذلك النار وقد ذكر ابن ابي العز رحمه الله تعالى في مسألة وجود الجنة والنار وانها مخلوقة نصوص كثيرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله تعالى اعدت للمتقين. ومعنى قوله اعدتي هيأت وخلقت وجملت وزينت. والاعداد يسبق يسبق وجود الخلق. كذلك اعدت للذين امنوا بالله ورسله كذلك في النار اعدت للكافرين. كذلك قوله ان جهنم كانت مرصادا. وقوله ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى. والنبي صلى الله عليه وسلم قد رأى الجنة ثم اسلي به صلى الله عليه وسلم رأى الجنة وجاء ذلك في الصحيحين من حديث رضي الله تعالى عنه انه قال في قصة الاسراء ثم انطلق بي ثم انطلق بي جبريل ثم انطلق بي عليه السلام حتى اتى سدرة المنتهى فغشيها بالالوان لا ادري ما هي قال ثم دخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك. وجاء ايضا في الصحيحين عن ابن الله عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا مات احدكم او اذا ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ان كان من اهل الجنة من اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار. وكذلك حديث البراء الذي في السنن عند ابي داوود وغيره ثم ينادي مناد من السماء ان صدق عبدي ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا له بابا من الجنة فهذه تدل على ان الجنة مخلوقة وانها موجودة كذلك ما جاء في قصة كسوف الشمس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رأيت في مقامي هذا كل ان وعدتم به حتى لقد رأيتني او حتى لقد رأيت لي اخذ قطفا من الجنة. اخذ قطفا من الجنة حين رأيتموني تقدمت. فهذا دليل على ان اسم رأى الجنة وهو في وهو في السماء وهو وهو اللي رآها يوم خسف بالشمس كذلك جاء في الصحيحين ايضا قصة خزوع ابن عباس رضي الله تعالى عنه انه تقدم وانه تراجع صلى الله عليه وسلم فرأى الجنة ورأى النار. كذلك جاء في صحيح مسلم ابن مالك قوله ويل الله ويل الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. قال رأيت الجنة والنار وغيرها من الاحاديث الكثيرة عن نبينا صلى الله عليه وسلم التي تدل على ان الجنة والنار مخلوقتان وانهما الان موجودتان ويخالف في هذا الجهمية يخالف في هذا الجهمية والمعتزلة ويرون ان الجنة والنار تخلقان اذا قامت القيامة. واما الان فهي ليست بموجودة وليست بمخلوقة وعللوا ذلك بتعليل عقلي بتعليل عقلي فهو تعليل فاسد تعليل فاسد فقالوا ان خلقها الان دون ان يتنعم فيها احد او يعذب فيها احد عبث فيجب على الله ان يفعل الاصلح في زعمهم وهذا لا شك انه جراء على الله عز وجل وظلال وسفاهة من قائله ايضا تعللوا بدليل لا دليل فيه لهم فهو قوله تعالى كل شيء هالك الا وجهه. قالوا لو كانت مخلوقة لفنت ولا هلكت ولا هلك اهلها الذين هم فيها وهذا ايضا لا حجة فيه. بل نقول ان الجنة مخلوقة موجودة والنار ايضا مخلوقة موجودة. واما قولهم ان ذلك يقتضي العبث فهذا باطل. بل ربنا سبحانه وتعالى خلقها وزينها وجعلاها اهلا من والحور العين ومن الولدان المخلدين. وكذلك ايضا من ملائكة تطوف بها وتقوم على آآ شؤونها سخرهم الله عز وجل لذلك. ومع ذلك ايضا ان الله سبحانه وتعالى ادخل ادم فيها وابتلاه بالشجرة التي امره ان لا يأكل منها وايضا ان ارواح المؤمنين من اهل الايمان اذا ماتوا دخلت ارواحهم الجنة. فهذا كله يدل على ان الجنة في خلقها فائدة عظيمة وهي ان الارواح تنعم وان ادم دخل فيه وايضا من الفوائد في خلقه وايجادها قبل ودخولها ان النفوس تتشوق وتشتاق لها تدعو الله وتسأل الله عز وجل ان ان ينزلهم اياها فهذا كله من الحكم التي نعلمها وما لا نعلمه اكثر من ذلك. كذلك النار في خلقها وايجادها الان فيه من ارواح الفجار يعذبون فيها وارواح الكفرة يعذبون فيها ويعرضون عليها غدوا وعشيا وان الله سبحانه وتعالى يخوف بها عباده. ويحذرهم وينذرهم اياها. اما مسألة الهلاك كل شيء هالك الا وجهه فهذا ما شاء الله عز وجل اهلاكه فهناك اشياء لا تهلك من ذلك ما شاء الله له البقاء كعجب الذنب فانه لا يفنى كذلك ايضا الجنة والنار لا تفنيان كذلك ايضا الحور والولدان وكذلك الحور البلدان المخلدون ايضا لا يفنون وكذلك الكرسي والعرش والقلم واللوح المحفوظ هذي كلها لا تفنى فهذا معنى الا ما شاء ربك فما شاء الله له البقاء فانه لا يفنى ولا يهلك. مما شاء الله البقاء له مما شاء الله البقاء له هو الجنة والنار. اذا الجنة والنار مخلوقة وموجودة الان ولو كشفت او فتحت ابواب السماء وحيلة الحجب التي بيننا وبينها لرأيناها. والجنة في اعلى عليين. والنار في اسفل سافلين النار في سجين وفي اسفل الارض. ويؤتى بها يوم القيامة قادم سبعين الف زمام. مع كل زمام سبعون الف ملك تقرب الى ارض المحشر فهذه هي النار وهذه هي الجنة. اذا المسألة الاولى ان الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الان وان هناك من ينعم في الجنان وهناك من يعذب. والنعيم والعذاب هنا متعلق بالارواح وينال وينال وينال هذا العذاب ايضا وينال هذا العذاب الاجساد ينالها شيء من العذاب لكن العذاب يصب على الروح والجسد له تبع والجسد لها تبع. المسألة ذكر هنا قوله وخلق لهما قوله لا تفنيان ابدا ولا تبيدان ايضا مما يعتقد اهل السنة وهو معتقد الجماعة ان الجنة والنار لا تفنيان ان النار والجنة لا تثنيان اما الجنة فهذا محل اجماع بين اهل السنة والجماعة ان ان الجنة لا تفنى ولا تبيد وان نعيمها لا ينتهي وان اهلها خالدون فيها ابد الاباد. واما النار فالذي عليه عامة السلف ونقل فيه الاجماع ايضا ان النار ايضا لا تفنى وان عذاب اهله اعذاب اهله ايضا لا ينتهي. وان اهلها مخلدون فيها ابد الاباد جاء عن بعض السلف عن عمر وابي سعيد وابن مسعود وبعض ابي هريرة وجاء من السلف انهم قالوا ان النار يأتي عليها زمان ليس فيها احد فلو مكث فيها ما بقدر عدد رب عدد الرمل لخرج لخرج منها يوما وهذه الاثار اولا لا تخلو من ضعف وثانيا على فرض صحتها فان النار تنقسم الى قسمين نار موحدين ودار كفار. اما نار الموحدين نار الموحدين فهي التي تطفأ نارها ويخمد لهبها ولا يبقى فيها احد من اهل من اهل التوحيد واما نار الكفار فاهلها فيها مخلدون لا يفنون ولا يموتون وهم فيها خالدين ابد الاباد وقد وقد دلت الادلة الكثيرة من كتاب الله عز وجل ومن سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم ان الجنة والنار لا تفنيان ان الجنة والنار لا تفنيان. اما الجنة فهذا كما ذكرت محل اجماع. وقد ذكر الله عز وجل في ذلك قوله تعالى فيها خالدين فيها الا ما شاء الله وايضا جاءت في الحديث الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنه يؤتى بالموت فيذبح على باب الجنة فيقال يا اهل الجنة خلود فلا موت ويا اهل النار خلود فلا موت وهذا يدل على انهم خالدين فيها انهم خالدون فيها ابد الاباد وايضا جاءت احاديث كثيرة ايضا آآ ان النار من دخلها فانه يخلد فيها ابد الاباد كما ذكرنا قبل قليل في مسألة ذبح الموت وانه يقال لاهل النار خلود خلود فلا موت خلود فلا موت. فخالف في هذا الجهمية وقالوا ان الجنة لا تبقى والنار ايضا لا تبقى وان البقاء ان البقاء لا يكون الا لله وان كل حدث او كل حادث فانه لا بداية له فانه يمتنع يمتنع حوادث لا بداية لها ويمتنع حوادث لا نهاية لها فكل حادث لابد له من بداية ونهاية ومن ذلك الجنة ومن ذلك الجنة والنار. فقالوا لابد انها تفنى وتنتهي. واحتجوا ببعض الايات منها خالدين فيها الا ما شاء الله قالواها دليل على ان الخلود ليس ابدي لكن يجاب على مثل هذا ان قوله الا ما شاء الله اي الا ما شاء ربك وشيء مشيئة الله في اهل الجنة انهم فيها خالدون وان خلودهم وبقاؤهم متعلق بمشيئة الله عز وجل وان نعيم اهل الجنة وما وما يرون فيها من نعيم وبمشيئة الله عز وجل. وليس معنى ذلك ان قوله الا ما شاء ربك انهم يخرجون منها انهم يخرجون منها فهذا القول ليس بصحيح وقد اجاب ابن ابي العز على هذه المسألة وذكر ان هناك اقوال ذكر من ذلك اقوال منها قال واما بنية النوى ده فلناس ذكر اقوال اهل البدع وعنا حلم دخن لا ياخذ منها ابدا الاباد وهذا قول الخوارج وهذا قبل هذا قبل ان يذكر هذا القول. ذاك ما يتعلق المشيئة وقيل الاستثناء لاعلامهم هذا القول الاول قيل هو وقيل قال واختبث في هذا الاستثناء. فقيل الا فقيل معناه الا مدة مكثهم في القبور الا ما شاء ربك خالدين فيها الا مدة بقائهم في القبور فانهم لم يدخلوا في هذه الجنة. فاستثني من ذلك وهذا يقول لمن دخل منهم الى النار ثم اخرج منها لا يفرقون. يعني مثلا اهل التوحيد واهل الايمان يدخلون الجنة منهم من يدخل ابتداء ومنهم من يدخل انتهاء فالذين دخلوا بعد عذاب هم الذي يتعلق بهم الا ما شاء ربك اي شاء ربك لهؤلاء ان يعذبوا ثم يدخلوا ثم يدخلوا النار ثم يدخلوا الجنة وقيل الا مدة مقامهم في الموقف. وقيل الا مدة مقام في القبور والموقف وقيل هو استثناء استثناه الرب ولا يفعله يعني الله استثنى من باب التبرك بمشيئته مثل والله لاضربنك الا ان ارى غير ذلك. وانت لا تراه بل تجزم بضربه فهذا مثل كانه يقول انه استثناء استثناء لا يفعله وهذا قول وقيل الا بمعنى الواو وشاء ربك ليس الا الا ما شاء ربك وان يكون معنا وشاء ربك وقيل ان المعنى لكن لكن خالد فيها لكن ما شاء ربك فيكون استثناء منقطع لكن ما شاء ربك يعني متعلق بامر اخر والصحيح في هذا الصحيح في هذا هو ان الاستثناء هو هو الاعلامهم بانهم مع خلودهم في مشيئة الله لا انهم يخرجون عن مشيئته مع مع خلودهم فهم تحت مشيئة الله لا يخرجون عن مشيئته ولا ينافي ذلك عزيمته وجزمه لهم بالخلود. فيكون قوله الا ما شاء ربك ان المعنى ان مما شاءه الله واراده الله عز وجل ولكم الخلود والبقاء وانكم لا تخرجون منها ابد الاباد ابد الاباد. وان الامر كله يعود الى الى مشيئة الله عز وجل. هذا ما يتعلق في الجنة والنار وقيل انما بمعنى من اي الا من شاء الله دخوله النار بذنوبه من السعداء وقيل غير ذلك وعلى كل تقدير هذا الاستثناء من المتشابه. يقوله ابن ابي العز ان الاسلام والصحيح ان الا ما شاء اي ان الامر كله متعلق بمشيئة الله ومشيئة الله ومشيئة الله النافذة الماظية ان من دخل الجنة فيخلد فيها ومن دخل النار ممن استوجب العذاب يخرج فيها ايضا ابدا. والله ذكر ان عطاءه غير وذكر ايضا سبحانه وتعالى بان رزقه ان هذا لرزقنا ما له من نفاذ. وذكر ايضا اكلها دائم وظلها وقوله تعالى وما هم منها بمخرجين فهذه النصوص كلها تدل عليه شيء على ان اهل الجنة لا يخرجون منها ابدا وان من دخلها فانه لا يخرج منها ابدا. كذلك ايضا ما ذكر هنا في مسألة آآ ذكرهن بعض الادلة التي ذكرناها قبل قليل فهي ادلة التي جاءت من السنة على ان من دخل الجنة فانه لا يخرج منها ابدا قال اي اما مسأت النار فالجنة لا خلاف بين اهل السنة وكذلك النار نقول الصحيح الذي قاله المبتدعة كالجهمية ومن وافقهم انها تفنى وان اهلها يفنون وان هناك عدة اقوال بمسألة فناء النار ذكر هنا ثمانية اقوال ذكر ثمانية اقوال قول هو قول المعتزلة والخوارج القائلين بان من دخل النار فانه يخرج فيها ابدا وكل من دخل فهو كافر سواء كان ممن ممن ينتسب الى الاسلام او ينتسب الى غير الاسلام. وهذا قول باطل ومخالف في النصوص الكثيرة جاءت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم انه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان او مثقال حبة من خردل من ايمان. القول الثاني ان اهله يعذبون فيها ثم تنقلب ثم تنقلب طبيعتهم وتبقى طبيعة نارية يتلذذون بها لموافقتها لطبعهم. وهذا قول الاتحادية للعربي ابن عربي الطائي الكافر من ابطل الاقوال بل انه اذا انقلبت طبايعهم الى طبيعة نارية اصبح هذا ليس بعذاب واصبح هذا لهم بنعيم ومتعة الثالث قوله ان اهل يعذبون فيها الى وقت محدود يعذبون الى وقت محدود ثم يخرجون منها ويخلفهم فيها قوم اخرون وهذا قول اليهود كما قالوا ذاك نبينا صلى الله عليه وسلم قال ندخل فيها ايام ثم تخلفون فيها فقالوا كذبتم والله لا ندخلها ابدا الرابع يخرجون منها وتبقى على حالها ليس في احد فهذه القول الرابع يتعلق بفناء اهل النار لا بفناء النار. يتعلق بفناء يمكن ان نلخص اقوال القول اقوال هذه بناء اهل النار فناء النار فناء اهل النار والنار عدم فنائهما جميعا. فناء الحركات وبقاء الاجساد والنار يعني هناك خمسة اقوال تنتهي هذي الاقوال اللي ذكرها وهي انها تفنى هي نفسها ولا يفنى اهلها القول الثاني يفنى اهلها وتبقى هي القول الثالث تفنى الحركات وتبقى الاجساد القول الرابع لا لتنقلب طبيعتهم طبيعة نارية يتنعمون في عذابها القول الخامس القول الخامس او السادس انهم لا يخرجون منها ابدا. وكل من دخلها استوجب الخلود القول السابع ان ان الله يخرجنا من يشاء ويبقي فيها من يشاء ثم يفنيها فانه جعلها امدا تنتهي اليه الثامن ان الله تعالى يخرج من يشاء كمرض سنة ويبقى فيها الكفار بقاء لا انقضاء له وهذا القول الاخير هو القول الصحيح. هو الذي عليه عامة اهل السنة ان النار ان النار نارين اه وان النار ناران نار للكفار ونار للموحدين اما نار الموحدين فهي التي تخبت ويذهب ضوئها وعذابها ونارها ويخرج منها اهلها ولا يبقى فيها احد اما نار الكفار فهي النار التي لا يموتون فيها ولا يحيون بل هم فيها خالدون ابد الاباد لا يخرجون منها ابدا. وكل ما جاء فيه تعليق لخروج تعليق العذاب بالمشيئة او قوله لا بثيل فيها احقابا وما شابه ذلك فالاحقاب ليس فيها حد ينتهي وانما الاحقاب هي المدد الطويلة فيحمل ما جاء هنا على ما جاء خالدين فيها ابدا. جاءت ايات كثيرة كلها تدل على انهم انهم خالدون فيها ابدا فهذه النصوص التي فيها التخليد الابدي هي المقدم ويحمل ما اطلق هناك وما تشابه هناك على على ما احكم على ما احكم فلابثين في احقاب المراد بذلك هو المدد الطويلة. المدد الطويلة التي يبقى فيها اهل واما من قال انهم يلبسون احقابا ثم يخرجون فهذا ليس بصحيح ذكر هنا ان القب فناء النار جاء عن عمر بن الخطاب وابن مسعود رضي الله تعالى عنه وكذلك جعل ابي هريرة وابي سعيد. حديث ابن عمر اخرجه عبد العبد ابن حميد من طريق سليمان ابن حرب حدث حمام سلمة عن ثابت البناء الحسن. قال قال عمر بن الخطاب وهذا الاسناد ضعيف. هذا الاسناد ضعيف لانقطاعه فان الحسن لم يصل عمر بن الخطاب كما فهو ضعيف ولا رشيد حسي ايضا ضعيفة ايضا جاء امة ابن مسعود عليه رضوان الله قال يأتيني على جهنم زمان ليس فيها احد وكذلك عن ابي هريرة وكذلك آآ جاء عن ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه. وهذه الاثار تحمل على نار الموحدين. على نار قد اخذ الطبراني ابن مسعود رضي الله تعالى عنه وكذلك عن ابي هريرة اخرجه ابن القيم في حال الارواح من رواية اسحاق ابن راهوية قال حديث عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا به حدثنا شعبة عن يحيى ابن ايوب عن ابي زرعة عن ابي هريرة قال معنى ما انا بالذي لا اقول لو سيئة على جهنم يوم لا يبقى فيه احد فقرأ قوله تعالى فاما الذين يشقوا في النار اما الذين يشقوا في لهم فيها زفير وشهيق. قال عبيد الله وشيخ اسحاق كان اصحابه يقولون يعني به الموحدين وسنده صحيح. لكن ايضا في اسناده يحيى ابن ايوب ويحيى ابن ايوب المصري ليس بذلك الثقة ومع ذلك اذا قلنا بتحسين هذا الاثر فان معناه من انهم اهل التوحيد الذي يعذبون فيها ما شاء الله يعذبهم ويخرجون واما اثر ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه فقد روى عبد الرزاق عن ابن التيمي عن سمي الله التيمي عن ابيه عن ابي نظر عن جانب ابن عبد الله او ابي سعيد عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عن جابر او ابي سعيد او عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد قال وسمعت ابا مجلز يقول هو جزاؤه فان شاء الله تجاوز عن عذابه وهذا هذا الاثر وان كان رجاله ثقات لكنه يبقى يبقى في مسألة ما المراد بهؤلاء الذين يعذبون ما شاء ربك الذي عليه اهل السنة الذين يعذبون على هذه الصفة هم الموحدون من اهل القبلة وليس هناك نص صريح صحيح عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ان الذي يخرج من النار هم الكفار روى ابو داوود عن شعبة عن ابي بلج عن عمرو الميمون عن عبد الله بن عمرو قال ليأتيني على جهنم زمان تخفق ابوابها ليس فيها احد ثم قال يعقوب قال ابو داوود وحدث عن ابن سلمة عن ثابت قال سألت الحسن عن الحديث انكره وابو بلج هو اسمه يحيى ابن سليم وهذا الحديث قد انكره غير واحد وهو من منكرات ابي بلج يحيى ابن سليم وهو ليس بذلك الحافظ ومع ذلك يحمل ما ما ذكر عن عبد الله ابن عمرو على نار الموحدين ليس على نار الكفار اي يأتي على نار الموحدين اياتنا الموحدين تخفق ابوابها ليس فيها احد. هذا يحمل على نار الموحدين. ثم ايضا ذكر هنا اه ذكر ابن ابي العزرة تعالى في قوله تعالى لابت باحقابا اه ذكر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه قلنا انه ليس بصحيفة اسناده منقطع قال ايضا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قظى الله الخلق كتب كتابا فهو عنده فوق العرش. ان رحمتي سبقت غظبي وفيما تغلب غضب وهذا الحديث صحيح لكن لا حجة لان بعضهم احتج بهذا الحديث على ان من كمال رحمة الله عز وجل مقتضى رحمته انه اذا عذب اهل النار عذابا ابديا آآ لا ينقطع ولا ينتهي. ان هذا ينافي رحمة ربنا سبحانه وتعالى. وهذا ليس بصحيح فالله سبحانه وتعالى رحمته وسعت كل شيء وخص رحمته وكتبها للذين امنوا للذين امنوا. فالله عز وجل عندما يعذب اهل النار يعذبهم بعدله سبحانه وتعالى. وعندما ينعم اهل الجنان ينعمهم ايضا برحمته سبحانه وتعالى. فالاحتجاج بمثل هذه الاحاديث على انهم يخرجون نقول ليس بصحيح فتعذيبهم وتخليدهم في النار لا ينافي رحمة الله عز وجل لا ينافي رحمة ربنا سبحانه وتعالى قالوا ايضا هذا من ذكر مما احتج به القائلين بفناء النار قال قالوا فلا بد ان تسعى رحمته هؤلاء المعذبين. فلو بقوا في العذاب الى غاية لم تسعهم رحمته وقد ثبت الصحيح تقضي يوم القيامة بخمسين الف سنة والمعذبون فيها متفاوتون في مدة لبسهم في العذاب بحسب جرائمهم فهذا ما حكوه ولا شك ان ان من قال بهذا القول وقال ان ان آآ مضي في العذاب وقاضي العذاب ينافي رحمة الله له لمن يقول حتى ادخالهم النار وتعذيبهم النار ينافي معنى رحمة الله عز وجل فهذا ليس بصحيح ليس بصحيح. بل نقول ان الله سبحانه وتعالى رحمته ينالها من هو من اهلها واهلها هم اهل التوحيد اهل لا اله الا الله اما الذين ليسوا من اهل التوحيد وقد كفروا وصدوا عن سبيل الله عز وجل فهؤلاء لا تنالهم ولا تسعهم رحمة ربنا سبحانه وتعالى قال واما الذين قالوا بالبقاء احتجوا بقوله تعالى لهم ولهم عذاب مقيم وقوله لا يفتر عنهم وهم فيها مبلسون وقوله فلن نزيدكم الا عذابا وقوله تعالى خالدين فيها ابدا. وقوله وما هم منها بمخرجين وقوله وما هم من النار اه وقوله ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وقوله تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها وقوله ان عذابها كان غراما اي مقيما لازما مستمرا بهم نسأل الله العافية والسلامة. فهذه الايات كلها تدل على ان اهل النار اذا دخلوها انهم لا يخرج منها ابدا. يجيب بعضهم انه لا يلزم من خروجهم دخولهم الجنة بل يخرج من النار ويقولون ترابا. وخلاصة هذه المسألة ان نقول ان اهل النار اذا دخلوا النار الذين هم اهلها فان رحمة الله لا ولا تسعهم وهم فيها خالدون ابد الاباد. هم خالدون فيها ابد الاباد كما قال تعالى لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذاب. وهذه نصوص صريحة انه لا يقضى عليهم ولا شك ان الفناء نوع قضاء نوع قضاء فالموت فلا الموت يدخل ايضا فيه انه مات وقضي عذابه وفدى وايضا قول ولا يخفف فالله نفى القضاء ونفى الموت ونفى ايضا عنهم التخفيف ولا يخفف عنهم من عذابها. وقالوا وما هم بخارجين من النار وهذا لفظ مطلق عام. والاصل في العموم انه يبقى على عمومه حتى حتى يأتي ما يخصه وليس هناك ما يخصصه او يقيده وقد لك ربنا ولا يدخلون الجنة حتى يلج الهم في سم الخياط فهذه كلها تدل على اهلا على ان اهل النار اذا ادخلوها فانهم لا يخرجون منها ابد الاباد وانما يخرج منها من كان من اهل التوحيد ثم ذكر هنا ذكر ما يتعلق قال هنا فالموجودات نوعان احدهم مسخر بطبعه والثاني متحرك بارادته فهدى الاول لما سخره له طبيعة وهدى الثاني هداية ارادة هداية او هداية ارادية تابعة لشعوره وعلم ما ينفعه ويضره. يعني الخلق منهم من يهدى طبيعة ومنهم من يهدى بارادته وشعوره بما ينفعه ويضره. ثم قسم هذا يقول الهداية قبل اذكار الهداية هنا ذكر هنا قال وخلق لهما اهلا وهذا المعنى ان اهل الجنة واهل النار قد علمهم الله عز وجل وان اهل الجنة ان اهل الجنة يدخلونها جميعا ويفضل في الجنة اماكن ومنازل ينشئ الله عز وجل لها خلقا لم يعملوا خيرا قط ينشئ الله لها اهلا لم يعملوا خيرا قط يسكنه يسكنها اطرافها اي يسكنها اطراف يسكنهم اطراف الجنة. هذا اهل اهل الجنة. اما اهل النار فقد علم الله عز وجل اهلها وكتب اسمائهم واسماء ابائهم فلا يزاد فيهم احد ولا ينقص منهم احد والذين هم اهلها نوعان اهل يدخلونها مؤقتا او امدا واهل يدخلونها ابدا والذي يدخلونها ابدا لا يخرجون منها ابدا وقد علم الله عز وجل اهل الجنة من اهل النار واوجد وخلق هؤلاء من كان ميتا سيدخلها ومن لم يخلق الى الان سيخلقه الله عز وجل سيكون من اهل هاتين الدارين فان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة ولن تقوم القيام ولن تقوم الساعة حتى يخلقوا جميع اهل الجنة وجميع اهل النار ايضا قال هنا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا من شاء منهم الى الجنة فضلا اي هؤلاء الاهل الذين هم اهل الجنة قم دخلوا الجنة بمشيئة الله عز وجل ومشيئته سبحانه وتعالى تتشاء له من يدخل الجنة بها هي المشيئة العامة وذلك لعلم الله السابق ان هذا الذي شاء له دخول الجنة انه ممن يعمل بالخير ويستقيم على دين الله ويستقيم على طاعة الله عز وجل وكذلك من شاء الله له النار وانه من اهل النار شاءها له بعدله سبحانه وتعالى. الله لا يدخل النار احدا من اهل النار الا وهو مستحق لعذابها ولعلم الله السابق ان هذا الكافر او هذا الفجر الذي الذي استوجب النار بعمله انه انه هو الذي دخل ذلك بعمله هو الذي دخل النار بعمله. فالناس الذين هم اهل الجنة والنار هم اهلها بمشيئة الله السابقة وبعملهم ايضا ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فمن لم يدخل الجنة الا بسبب اعمالهم لكن اعمالهم هذه ليست سببا للمعاوضة انهم دخلوا الجنة انهم نالوا الجنة واخذوا اماكنهم بسبب اعمالهم وانما المراد ان اعمالهم هي التي تسببت بنيلهم رحمة الله عز وجل ودخولهم تحت رحمة ربنا سبحانه وتعالى وان اولئك الكفار الفجرة الذين كفروا وشاء الله لهم النار انهم دخلوا في هذه المشية لعلم الله السابق انهم يكفرون وانهم لا يؤمنون بالله عز وجل. وهذا الذي قصد هنا بقوله والموجودات تنقسم الى قسمين او الى اقلان غنوة. نوع لا يريد الا الخير ولا يتأتى منه اراد السوء كالملائكة. هؤلاء الملائكة خلقهم الله عز وجل لا يعصونه ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ونوع لا يريد الا الشر ولا يتأتى من امرأة الخير ابدا وهم كالشياطين فهؤلاء خلقوا من نار وليس لهم الا النار ونوع يتأتى منه المشي الارادتين عيارات القسمين كالانسان فالانسان اما ان يكون مريدا للخير ويغلب خيره على شره فهذا من اهل الجنة واما ان يكون شره غالب على خيره ويغلب ايمانه يعني يغلب شره كفره ونفاقه على ايمانه فهذا من اهل النار فيلحق بالشياطين. اذا الانس اما ان يلحقوا الملائكة واما ان يلحق بالشياطين وقسم يدور بينهما لكن هناك من الاعمال من تلحقه بالشياطين مباشرة كالكفر بالله عز وجل والشرك بالله سبحانه وتعالى. اذا قوله في الموجودات نوعان احد مسخر بطبعه اللي مصاب بطبعه ايش؟ الذي ليس له انه كالريشة في مهب الريح كالذين خلقوا لطاعة الله عز وجل كالملائكة البهائم التي تفعل ما خلقت لاجل طبيعة وليست مكلفة. هناك مخلوقات مكلفة ومخلوقات غير مكلفة. احدهما مسخر بطبعه وهو الذي خلق وعلى ان يجري على طبيعته كالملائكة طبيعتها ماذا؟ الخير وحب الخير البهائم طبيعتها انها غير مكلفة تشاء فتفعل ما خلقت له وهناك وهناك مخلوقات متحركة بارادتها. وهذا هم وهؤلاء هم المكلفون من الانس والجن والذي يعذب هو المكلف اما الذي مسخر بطبعه فان الله لا يعذبه سبحانه وتعالى قال ايضا وكل يعمل لما قد فرغ منه او فرغ له وصائر الى ما خلق له والخير والشر مقدرات على العباد اي ان العباد العباد خلقوا بعلم الله السابق ان هذا من اهل الجنة وان هذا من اهل النار وايضا خلقوا وسيعملون بما شاء الله لهم فالله شاء من اهل الجنة ان يعملوا بالخير ويطيعوا الله عز وجل وشاء من اهل الكفر ان يعملوا الكفر والضلال فيكون من اهل النار وهذه المشيئة العامة متعلقة ايضا بعلم الله السابق فالله سبحانه عندما شاء لهذا الايمان وشاء لهذا الكفر لعلمه السابق ان هذا اهلا انه يؤمن وانه متقبل للايمان. وان الكافر ليس اهلا يكون من اهل الايمان وهو متقبل للكفر ومعرض عن الايمان. فالله اجراء اه مشيئته وخلقه على ما علم سابقا سبحانه وتعالى. وكل يعمل لما قد فرغ له كما جاء رفعت الاقلام وجفت الصحف فكل يعمل لما خلق جاء في الصحيح عن ابي طالب الامام ابن حصين عندما يا رسول الله انعمل لامر انف او هاللعبة اللي امر نستقبله ام لا؟ قال بل لامر قد انف وانتهي منه فرغ منه. فقال فما العمل يا رسول الله؟ فلم العمل يا رسول الله؟ قالوا فلم العمل يا رسول الله قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له يعني نحن نعمل لامور قد فرغ منها وقد انتهي منها ايضا ولكن نعمل فان كلا ميسر لما خلق له. الذين هم من اهل الجنة فيعملوا بعمل اهل الجنة. والذين هم من اهل النار سيعملون بعمل عن النار قال هدى والمقصود انه سبحانه وتعالى اعطى الوجودين العين والعلمي فكما انه لا موجود الا بايجاده فلا هداية ايضا الا بتعليمه اي ان الله اوجد الخلق و اوجدهم عينا واوجد لهم الهداية العلمية فكما انه لا وجود الا بايجاد فلا هداية ايضا الا بتعليمه الوجود الموجود كله بايجاد الله عز وجل. وهداية الخلق كلها من الله سبحانه وتعالى ابي رحمه الله تعالى ان من شاء منه من الجنة فضلا. اي ان دخول اهل الجنة الجنة وبفظل الله عز وجل وبفظل الله سبحانه وتعالى وذلك ان الله وفقهم وهداهم الى طاعته وان دخول اهل النار النار هو بعدل الله عز وجل. والله تمنى الله تمنى وتفضل على عباده المؤمنين ان هداهم او الى طاعته وان حبب اليهم الايمان وزينه في قلوبهم وكره اليهم الكفر والفسوق والعصيان وهذا هو المراد بتوفيق الله بفظل الله عز وجل والا لو وكلهم الله الى انفسهم لظلوا وشقوا ولكن برحمة الله عز وجل ان الله تولى عباده المؤمنين وآآ حفظهم ووفقهم وحبب اليهم الايمان وشرح صدورهم للاسلام وزين ذلك كله في قلوبهم. اما الكفار ولعلم الله السابق فيهم فان الله خذلهم ومع خذلان لهم لم يظلمهم سبحانه وتعالى بل بين لهم الطريقين الحجج والبراهين وانزل عليهم الكتب وارسل اليهم الرسل حتى لا يبقى لاحد حجة على الله عز وجل. فهذا دخل الجنة بفضله وذاك دخل النار بعبده ولا شك ان اعظم ما يعطي الله العبد ان يعطيه الايمان واعظم ما يمنع الله العبد منه ان يمنعه من الايمان والتوحيد فهذا فهذا العطاء يعقبه جنة وذاك المنع يعقبه نار نسأل الله العافية والسلامة فنسأل الله ان يهدينا الى ما يحب ويرضى وان يجنبنا مساخطه وعذابه والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد