بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا قال الامام الصحابي رحمه الله تعالى وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد. قال الشافعي رحمه الله تعالى اختلف الناس في العبادة الاختيارية فانزعمت الجبرية رئيس جهل من صفاء الترمذي ان التدبير في افعال الخلق كلها كلها لله تعالى وهي كلها اضطرارية المرتعش والعروق النابضة وحركات الاشجار واضافتها الى الخلق مجاز وهي على حسب ما يضاف الشيء الى محله دون ما يضاف الى محصله وقابل معتزلة فقالوا ان جميع الافعال الاختيارية من جميع الحيوانات بخلقها لا تعلق لها بخلق الله تعالى مختلف فيما بينهم ان الله تعالى يقدر على افعال العباد وقال اهل الحق افعال العباد بها صاروا مطيعين وعصاة. وهي مخلوقة لله تعالى والحق سبحانه وتعالى منفرد بخلق المخلوقات. لا خالق لها الجبرية قلم في اثبات القدر فنفوا صنع العبد اصلا كما غلت المشبهة باثبات الصفات فشبهوا والقدرية نبات القدر جعلوا العبادة مع الله تعالى ولهذا كانوا مجوس هذه الامة بل اردى من المجوس من حيث ان المجوس اثبتت خالقين وهم اثبتوا خالقين وهدى الله المؤمنين اهل السنة لما فيهم الحق باذنه الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. فكل دليل صحيح يقيمه جبريل انما يدل على ان الله خالق كل شيء. وانه على كل شيء قدير وان افعال العباد من جملة مخلوقاته. وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا يدل على ان العبد ليس بفاعل في الحقيبة ولا مريد ولا وان حركاته الاختيارية ايظا حركاته الاختيارية بمنزلة حركة مرتعش وهبوب الريح وحركات الاشجار. وكل دليل صحيح مقيم قدري يدل على ان العبد فاعل لفعله حقيقة. وانه مريد له مختار له حقيقة. وان اضافته ونسبته اليه اضافة حق. ولا يدل على انه غير مقدور الله تعالى وانه واقع بغير مشيئته وقدرته. فاذا ضممت ما مع كل طائفة منهما من الحق الى حق الاخرى فانما يدل ذلك على ما دل عليه القرآن وسائر كتب الله المنزلة. من العموم قدرة الله تعالى ومشيئته لجميع ما في الكون من الاعياد والافعال. وان العبادة فاعلون لافعالهم حقيقة وانهم وانهم يستوجبون عليها المدح والذم. وهذا هو الواقع في نفس الامر فان ادلة الحق لا تتعارض والحق يصدق بعضه بعضا هذا المختصر عن ذكر ادلة الفريقين ولكنها تتكافئ وتتساقط ويستفاد من دليل كل فريق بطلان قول الاخرين ولكن اذكر شيئا مما استدل به كل من الفريقين ثم ابين انه لا يدل على ما استدل عليه من الباطل. فمما استدلت به الجبرية قوله تعالى وما رميت اذ رميته ولكن الله رمى. فنفى الله عن نبيه الرمي واثبتوا لنفسه سبحانه فدل على انه لا صنع للعبد. قالوا وجزاء غير غير مرتب على الاعمال بدليل قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد اتى بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله في رحمة منه وفضل. ومما استدل به قدريته قوله تعالى فتبارك الله احسن الخالقين. قالوا جزاء مرتب على الاعمال ترتيب الحوض كما قال تعالى جزاء مما كانوا يعملون. وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون ونحو ذلك. فاما ما استدلت به الجبرية من قوله وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى فهو دليل عليهم لانه تعالى اثبت لرسوله صلى الله عليه وسلم رميا. لقوله اذ رميت. فعلم ان المثبت غير المنفي فعلم ان المثبت غير المنفي وذلك ان الرمي له ابتداء وانتهاء فابتداؤه الحذف وانتهاء الاصابة وكل من منهما يسمى رميها. فالمعنى فحينئذ والله تعالى اعلم وما اصبت اذ حفت ولكن الله اصاب والا فطرد قولهم وما صليت اذ صليت ولكن الله صلى وما صمت اذ صمت وما زنيت اذ زنيت وما سرقت اذ سرقت وفساد هذا ظاهر واما ما تركته واما تركته الجزاء على الاعمال فقد ظلت فيه الجبرية والقدرية وهدى الله اهل السنة وله الحمد والمنة فان الباء التي النبي غير الباء التي في الاثبات فالمنفي بقوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد الجنة بعمله باء العوض وهو ان يكون العمل كالثمن بدخول لدخول الرجل الى الجنة كما زعمت المعتزلة ان العامل يستحق دخول الجنة على ربه بعمله. بل ذلك برحمة الله وفضله. والباء التي بقوله تعالى جزاء بما كانوا يعملون ونحوها باء السبب اي بسبب عملكم والله تعالى هو خالق الاسباب والمسببات فرجع الكل الى محض فضل الله ورحمته. واما المعتزلة بقوله تعالى فتبارك الله احسن الخالقين. فمعنى الاية احسن المصورين المقدرين. والخلق يذكر ويراد به التقدير. وهو المراد هنا بدليل تعالى الله خالق كل شيء اي الله خالق كل شيء مخلوق فدلت افعال العباد في عموم كل وما افسد قولهم وما افسد قولهم في ادخال كلام الله تعالى في عموم كل الذي هو صفة من صفاته يستحيل عليه ان يكون مخلوقا. واخرجوا افعالهم التي هي مخلوقة من عموم الكل وهو يدخل في عموم الكل الا ما هو مخلوق؟ ذاته المقدسة وصفاته غير داخلة في هذا العموم ودخل سائر المخلوقات في عمومها وكذا قوله تعالى والله خلقكم وما تعملون ولا لان ماء مصدرية اي خلقكم وعملكم اذ سياق الاية يا اباه. لان ابراهيم عليه السلام انما انكر عليهم عبادة منحوت الى النحت. والاية تدل على لان الحوت المخلوق لله تعالى وهو ما صار منحوتا الا بفعله فيكون ما هو من اثار فعله مخلوقا لله تعالى ولو لم يكن النحو مخلوقا لله تعالى لم يكن منحوت مخلوقا له بل الخشب او الحجر لا غير. وذكر ابو الحسين البصري امام المتأخرين من المعتزلة ان العلم بان العبد يحدث فعله ضروري وذكر ان افتقار الفعل الفعلي المحدثة المحدث. وذكر الرازي ان افتقار الفعل المحدث ان الممكن الى مرجح يجب وجوده عنده. ويمتنع عند عدمه ضروري وكلاهما صادق فيما ذكره من العلم الضروري ثم ادعى كل منهما ان هذا العلم ضروري يبطل ما ادعاه الاخر من الضرورة. غير مسلم بل كلاهما صادق فيما ادعاه من العلم الضروري وانما وقع غلطه في انكار في انكاره مع مع الاخر من الحق. فانه لا لا منافاة بين كون العبد محدثا بفعله وكون هذا الاحداث وجب وجوده بمشيئة الله تعالى كما قال تعالى ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها فقوله فالهمها اجورها وتقوى اثبات للقدر بقوله فالهمها واثبات لفعل العبد باضافة الفجور والتقوى الى نفسه ليعلم انها هي الفاجرة بالمتقية وقوله بعد ذلك قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها اثبات ايضا لفعل العبد ونظائر ذلك كثيرة. وهذه شبهة اخرى من شبه القول التي فرقتهم بل مزقتهم كل ممزق. وهي انه قالوا كيف يستقيم الحكم على قولكم بان الله يعذب المكلفين على ذنوبهم وهو خلقها فيهم؟ فان العدل في تعذيبهم على ما هو خالقه وفاعله فيهم السؤال لم يزل مطلوقا في العالم على السنة الناس وكل منهم يتكلم في جوابه بحسب علمه ومعرفته. وعنه تفرقت بهم الطرق. فطائفة اخرجت افعالهم عن عن قدرة الله تعالى وطائفة انكرت الحكم والتعليم. وسدت باب السؤال وطائفة اثبتت كسبا لا يعقل. جعلت الثواب والعقاب عليه طائفة التزمت لاجله وقوع مقدور بين قادرين ومفعول بين فاعلين وطائفة ملتزمة الجبر وان الله يعذبهم على ما لا يقدرون وهذا السؤال هو الذي اوجب هذا التفرق والاختلاف. والجواب الصحيح عنه ان يقال ان ان ما يبتلى به العبد من الذنوب الوجودية. وان كانت لله تعالى فهي عقوبة له على ذنوب قبلها فالذنب يكسب فالذنب يكسب الذنب ومن عقاب السيئة ومن عقاب السيئة السيئة بعدها ذنوبك الامراض التي يورث بعضها بعضا. يبقى ان يقال فالكلام في الذنب الاول الجاري لما بعده من الذنوب يقال هو عقوبة ايضا على عدم فعل ما خلق وفطر عليه فان الله سبحانه خلقه لعبادته وحده لا شريك له وفطره على محبته وتألهه والانابة اليه. كما قال تعالى فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها فلم يفعل ما خلق له فطر عليه من محبة الله وعبوديته والانابة اليه. عوقب على ذلك بان زين له الشيطان ما يفعله من الشرك والمعاصي فانه صادف قلبا خاليا قابل للخير والشر. ولو كان فيه الخير الذي يمنع ضده لم يتمكن منه الشر كما قال تعالى كذلك للنصر عنه السؤال والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. وقال ابليس بعزتك لاكونينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. وقال الله عز وجل هذا صراط علي مستقيم. ان عبادي ليس لك سلطان والاخلاص خلوص القلب من تأله ما سوى الله تعالى وارادته ومحبته لخلص فخلص لله فلم يتمكن منه الشيطان اما اذا صادفه فارغا من ذلك تمكن منه بحسب فراغه. فيكون جعله جعله مذنبا مسيئا في هذه الحال عقوبة له على عدم هذا الاخلاص. وهي محض العدل فيكون سقف ذلك العدم من خلقه من خلقه فيه. قال ان قلت فذلك العدل من خلقه فيه؟ قيل هذا سؤال فاسد فان العدم كاسمه لا الى تعلق التكوين والاحداث به. فان عدم الفعل فان عدم الفعل ليس امرا وجوديا حتى يضاف الى الفاعل بل هو شر والشر ليس الى الله سبحانه كما قال صلى الله عليه وسلم في حديث الاستفتاح لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس اليك. وكذا في حديث الشفاعة يوم القيامة حين يكون يقول له الله يا محمد فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس اليك. وقد اخبر الله تعالى ان تسليط الشيطان انما هو على الذين يتولونه والذين هم المشركون فلما تولوه دون الله واشركوا به معه عوقبوا على ذلك بتسليطه عليهم. وكانت هذه الولاية والاشراف عقوبة خلوا خلوه قال وكانت هذه الولاية والاشراك عقوبة خلو القلب واغراضه بالاخلاص فالهامه البر البر والتقوى ثمرة هذا الاخلاص ونتيجته والهام عقوبة على قلوبهم الاخلاص. فان قلت ان كان هذا الترك امرا وجوديا عاد السؤال جدع. وان كان امرا عدميا فكيف يعاقب على عدم البحث؟ قيل ليس هنا وكف النفس ومنعها عما تريده وتحبه فهذا قد يقال ان الامر الوجودي وانما هنا عدم وخلو من اسباب الخير فهذا العدم هو محض خلوها ما هو انفع شيء لها والعقوبة على الامر العدمي هي بفعل السيئات لا بالعقوبات لا بالعقوبات التي تناله بعد اقامة الحجة عليها عليه فلله فيها عقوبتان احداهما جعله مدرنا خاطئا وهذه عقوبة عدم اخلاصه وانابته واقبالي على الله وهذه العقوبة قد لا يحس بالمها او هذه موافقتها شهوته وإرادته. وهي في الحقيقة من اعظم العقوبات. والثانية العقوبات المؤلمة بعد فعله للسيئات. وقد قارن الله تعالى بين هاتين العقوبتين في قوله تعالى فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شيء فهذه العقوبة فهذه العقوبة الاولى ثم قال حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فهذه هل كان يمكنهم ان يأتوا بالاخلاص والانابة والمحبة له وحده من غير ان يخلق ذلك في قلوبهم ويجعلهم مخلصين له منيبين اليه محبين له ام ذلك المحظوظ جعله في قلوبهم والقائه فيها؟ قيل لا بل هو المحض منته وفضله. وهو من اعظم الخير الذي هو بيده والخير كله بيده ولا يقدر احد ان يأخذ من الخير الا ما اعطاه ولا يتقي من الشر الا ما وقاه. فان قيل فاذا فان قيل فاذا لم يخلق ذلك في ولم وفقوا له ولا سبيل ولا سبيل له اليه بانفسهم. هذا السؤال وكان منعهم منه ظلما. القول بان العدل هو تصرف المالك بما يشاء لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. قيل لا يكون سبحانه بمنعه من ذلك ظالما وانما يكون المانع ظالما اذا منع غيره حقا لذلك عليه وهذا هو الذي حرمه الرب على نفسه واوجب على نفسه خلافه. اما اذا منع غيره ما ليس بحق له بل هو محض فضله ومنته عليه لم يكن ظالما بمنعه ومنع الحق ظلم ومنع الفضل والاحسان عدل وهو سبحانه العدل في منعه كما هو المحسن المنان بعطائه. في قيل فاذا كان العطاء والتوفيق احسانا ورحمة فهلا كان العمل له والغلبة كما ان رحمته تغلب غضبه قيل المقصود في هذا المقام ايام ان هذه العقوبة ان هذه العقوبة المترتبة على هذا والمنع المستلزم للعقوبة ليس بظلم بل هو محض العدل. وهذا سؤال عن الحكمة التي اوجب تقديم العدل على الفضل في بعض المحال. وهلا وهلا وهل وهلا سوى بين العباد بالفضل؟ وهذا السؤال حاصله فيما تفضل على هذا ولن يتفضل على الاخر. وقد تولى الله سبحانه الجواب عنه في قوله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء الله ذو الفضل العظيم. وقوله بان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله بان لا يعلم اهل الكتاب الا يقدرون على شيء من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم. ولما سأله اليهود والنصارى عن تخصيص هذه الامة باجرين واعطائهم هم اجرا قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا لا. قال فذلك فضلي اوتيه من اشاء. وليس بحكمة اطلاع كل فرد من افراد الناس على كمال حكمته في عطائه ومنعه بل اذا كشف الله عن بصيرتي عن بصيرة العبد حتى ابصر طرفا يسيرا من حكمته في خلقه وامره وامره وثوابه وعقابه وتخصيصه وتأمل وتأمل احوال محال ذلك استدل بما علمه على ما لم يعلمه. ولما استشكل ولما استشكل اعدائه المشركون هذا التخصيص قالوا اهؤلاء من الله عليهم من بيننا؟ قال تعالى مجيبا لهم اليس الله باعلم بالشاكرين؟ فتأمل هذا فتأمل هذا الجواب ترى في ظمنه انه سبحانه اعلم بالمحال الذي يصلح لغرس شجرة النعمة فتثمر بالشكر من المحل الذي لا يصلح لغرسها. ولو غرست فيه لم تثمر فكان غرسها هناك لا يليق بالحكمة كما قال تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته. فان قيل اذا حكمتم باستحالة الايجاد من العبد فاذا لا فعل للعبد اصلا. قيل العبد فاعل لفعله حقيقة وله قدرة حقيقة. قال تعالى وما تفعلوا من خير يعلمه الله. فلا تبتأس بما كانوا يفعلونه وامثال ذلك. واذا ثبت قوم العبد فافعاله نوعان. نوع يكون منه في غير اقتران قدرته وارادته فيكون صفة له ولا يكون فعلا كحركات مرتعش. ونوع يكون منه مقارنا بايجاد قدراتي واختياره فيوصف بكونه صفة وفعلا وكسبا للعبد كالحركات الاختيارية. والله تعالى هو الذي جعل العبد فاعلا مختارا. وهو الذي يقدر على ذلك وحده لا شريك له ولهذا انكر السلف الجبر فان الجبر لا يكون الا من عاجز ولا يكون الا مع الاكراه. يقال الاب يقال للاب ولاية اكبار البكر الصغيرة على النكاح وليس له اجبار البالغ اي ليس له ان يزوجها مكرها. والله تعالى لا يوصف بإجبار بهذا الاعتبار انه سبحانه خالق والارادة والمراد قادر ان يجعله مختارا بخلاف غيره. ولهذا جاء في الفاظ الشارع الجبل قال ولهذا جاء في الفاظ الشارع الجبل دون الجبر كما قال صلى الله عليه وسلم لاشد عبد القيس ان فيك خلتين يحبهما الله الحلم والانا. فقال الخلقين بهما ام خلقين جبلت عليهما فقال بل خلقين جبلت عليهما فقال الحمد لله الذي جبرني على خلقين يحبهما الله ورسوله الله تعالى انما يعذب عبده على فعله الاختياري والفرق بين العقاب على الفعل الاختياري وغير الاختياري مستقر في الفطر والعقول. واذا قيل خلق فعلي من خلق الفعل مع العقوبة عليه ظلم كان بالمنزلة ان يقال خلق اكل السم ثم حصول الموت به ظلم فكما ان هذا سبب للموت فهذا سبب عقوبة ولا ظلم فيهما فالحاصل ان فعل العبد فعل له حقيقة ولكنه مخلوق لله تعالى ومفعول لله تعالى ليس هو نكسة فعلي ان ليس هو نفس فعل الله وفرق بين الفعل والمفعول والخلق والمخلوق. والى هذا المعنى اشار الشيخ رحمه الله تعالى بقوله وافعال العباد خلق والكسب من العباد اثبت للعباد فعلا وكسبا واضاف الخلق الى الله تعالى والكسب هو الفعل الذي يعود على فاعله منه نفع او ظرر كما قال تعالى لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت. نعم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد. هذه المسألة التي ذكرها الطحاوي واطال ابن ابي العز رحمه الله تعالى في تبيينها وقع فيها خلاف عظيم بين اهل السنة والمبتدعة. فالمبتدعة في هذا الباب في افعال العباد على طرفي يقين منهم من يجعل العبد خالقا لفعل نفسه ومنهم من يجعل العبد لا تدبير له ولا مشيئة وانه كالريشة في مهب الريح ويراه مجبورا على فعله. فالقدرية وهم المعتزلة قالوا ان العبد يخلق فعل نفسه. واصلوا في ذلك اصلا. وجعلوه اصلا من اصولهم احد اصولهم الخمسة وهو اصل العدل وزعوا بهذا الاصل ان العبد لا يخلق ان العبد ان العبد افعاله مخلوقة له وعند الله لا يخلق افعال العباد. وان الله لا يخلق افعال العباد. بل العبد هو الذي يخلق على نفسه حتى لا يعذب العبد على شيء لا يفعله وانما يعذب على فعله فاصلوا اصل العدل وهو تأصيل فاسد قابل هؤلاء الجهمية الذين قالوا بالجبر قالوا بالجبر وان العبد مجبور على على افعاله على افعاله وهو كالريشة بمهب الريح وكالميت مع المغسل لا مشيئة له ولا اختيار. وان الله عز وجل هو الذي خلق طاعة المطيع. ومعصية المعاصي وليس للعبد في ذلك فعل وانما هو محض فضل من مشيئة الله وتخصيص وارادته فيعذب هذا وينعم هذا احسانه ولا لاساءته وانما اراد الله ان يعذب هذا فعذبه واراد ان يجازي ذلك باحسانه فجازاه. لا انه استوجب شيئا من ذلك بعمله وهذان القولان قولان باطلان والطائفتان الطائفتان كل منه معه حق معهما شيء من الحق فاخذت اهله فاخذ اهل السنة واخذ اهل الحق والصواب الحق في من الطائفتين فالذين قالوا ان العبد له مشيئة من المعتزلة اخذ اهل السنة هذا القدر من المعتزلة وقالوا ان العبد له مشيئة ولكنه لا يخلق افعال نفسه. واخذ من الجبرية ان افعال العباد مخلوقة لله عز وجل فجمعوا بين المسألتين وهي مسألة ان ان العبد افعال مخلوقة لله عز وجل وان جميع ما يفعله العبد مخلوق لله وبين انه بمشيئته فقالوا ان الله يعذب وينعم على مشيئة العبد وفعله لا على خلق الله لا على خلق الله لا على خلق الله له ما عمل الله سبحانه وتعالى خلق طاعة المطيع وخلق معصية العاصي وعذبهما ونعمهما على فعلهما ومشيئتهما واختيارهما هذا الذي عليه اهل السنة احتجت احتج هؤلاء المبتدعة وهؤلاء الضلال بادلة على مذهبهما وقد ذكر ابن ابي العز هدى رحمه الله تعالى بعض الشبه التي يتعلق بها او تتعلق بها الطائفتان المعتزلة والجهلية الجبرية فمما استدلت به الجبرية على مذهبهم الباطل قوله تعالى وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى قالوا هنا الله كالربي عن محمد صلى الله عليه وسلم مما يدل على ان فعله مخلوق لله عز وجل وان رميه وفعله لا مشيئة له ولا تدبير وانما الذي يدبره ويفعل ذلك وربنا سبحانه وتعالى وهذا الاستدلال استدلال فاسد. فان هذا الدليل الحق وهو كلام ربنا سبحانه وتعالى اثبت فيه رمي المخلوق وان له رمي وان له فعل. واذا قال وما رميت اذ رميت. فقوله اذ رميت دليل على ذات الرمي لمحمد صلى الله عليه وسلم فالباب في غير المسلم. فالمثبت هدى او المنفي هنا غير غير المثبت فقال وما رميت نفى هنا واثبت اثبت بعد قولي وما رميت اذ رميت. فهناك مثبت وهناك منفي وليس المنفي المثبت وانما المنفي في هذا الكلام في كلام ربنا الاصابة فمحمد صلى الله عليه وسلم رمى وابتدأ الربي واما اصابته وجعله يعض المشركين لانه اخذ اخذ كفا من حصباء فضرب بها وجوه الكفار فما بقي احد منهم الا واصابه الشيء بذلك الحصى فهو رضى واما ايصال ذلك الى جميع الكفار في ذلك الوقت هو رمي ربنا سبحانه وتعالى فاصبح الابتداء وهو فعله صلى الله عليه وسلم والابتلاء وهو الهدف والاصابة هو الذي تفضل الله عز وجل به وهو الذي اخبر وما رضيت لم تصب لم تصب انت ذلك اذ ربيت ولكن الله هو الذي اصابهم وعبهم بهذه العقوبة فهذا الدليل استدل به الجهلية والجبرية دليل عليهم. وجه الدلالة عليهم انه اثبت الربي لمحمد صلى الله عليه وسلم استدلوا ايضا بقوله صلى الله عليه وسلم عند ابي هريرة في الصحيح وفيه الرسول قال لن يدخل احد الجنة بعمله قال ولا انت يا رسول الله؟ قال لا انا الا ان يتغمدني الا يتغمدني الله برحمة منه وفضل قاد لي على ان العبد اعماله لا يجازى عليها. ولا يعاقب عليها وانما يتفضل الله على هذا ويعذب ذاك محض مشيئته ولا شك ان هذا القوم من ابطل القوم من ابطل الاقوال. فكيف يعذب الله مطيعا ويلعب عاصيا وفاجرا. فالذي اطاع والذي عصى اذا قلنا انه ليس لهم مشيئة ده فعل فان هذا يدل على ان الله عذب هذا بغير وجه ونعم هذا من جهة فضله وهذا الذي هرب منه المعتزلة هذا الذي هرب منه المعتزلة عندما سمعوا قول الجهرية ومثل هذه الاقوال قالوا كيف يعذب ربنا رجلا واناسا ليس لهم تدبير وليس لهم مشية وليس لهم امر. فكيف يعذبهم كذا تأسروا اصل العدل حتى يخرج من هذا الاشكال وهذا لا شك انه باطل سواء الجواب او السؤال او الشبهة الشبهة باطلة والجواب ايضا باطل. بل نقول ان ان قوله تعالى بما كنتم ان قول لا يدخل الجنة بعمله المراد بالداء هدى هي باء المعاوضة لان الله يقول ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فاثبت ان دخولهم بعملهم واثبت في هذا الحديث انه لن يدخل الجنة احد بعمله. وهذا لا يعد تعارضا ولا اختلافا. لان الباء هناك ليست الباء هدى. الباء في قوله تعالى قال ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون الباهونات السابية اي سبب دخولكم الجنة هو هو عملكم الصالح. وسبب ارتقائكم في الدرجات هو عملكم الصالح واما قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة احد بعمله بل باء هنا العوظ فليست فليست الجنة عوضا لهذه الاعمال. فالعبد لو عمل دهره كله لم يكن ذلك لم يكن بهذا العمل حقه الذي يعتاظ به ان يكون له الجنة مقابل عمله يعني مقابل عمله فالله سبحانه وتعالى جوزنا نعمة نعمة البصر. لو ان الله عز وجل نعمة البصر بعمل لادم كله لاتت نعمة البصر على هذه الاعمال لعبة البصر فقط فكيف لعبة السمع ونعمة اليدين ونعمة الرجلين وادى العبد فقط عمل ليشكر الله عز وجل على نعمه تتقلب لما كانت اعماله لباكا تعبان عوضا لي النعم التي تتقلب فيها فكيف تكون عوضا للجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر طيب اذا الباء هنا ليست المعاوضة وانما هي اي ليس الباء في قوله ادخل في قول ما كنتم تعملون هي السابية لقوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة احد بعمله يا من باب عنده البنت هنا العوظ اي ليس الجنة عوض لاعمالكم اي انها توازيها وان هذا العمل ان هذا العمل يقابل يقابل الجنة من جهة المعاوضة. وانما دخول الجنة برحمة الله عز وجل. فاعمال العباد لا تبلغهم مثل هذه المنازل ولكن فضل الله عز وجل هو الذي يبلغهم هذه المنازل هذا بعض ما استدل به الجهمية. قابله ايضا القدرية المعتزلة فقالوا من ادلتهم التي استدلوا بها من كتاب الله فتبارك الله احسن الخالقين قالوا دليل على ان هناك اكثر بالخالق. الله اخبر ان هناك خالقين. ان هناك خالقون. وقال فتبارك الله احسن الخالقين مما يفيد ان هناك اكثر من خالق. فقال دليل على ان العباد خالقين لافعالهم. وهذا دليل في غير محله فكما قال هدى اه قال كما قال هدى اه في قوله فتبارك احسن قال فبمعنى احسن المصورين المقدرين والخلق يذكر ويراد به التقدير وهو المراد هنا اي تبارك الله عز وجل احسن المقدرين احسن المقدرين لانت تخلق ما تفدي وغيرك يخلق ثم لا يفني. بمعنى لانت تخلق ما تثري اي تخلق ما تخلق لانت تخلق ما تثري وبعض القوم يفري ثم وبعض القوم يخلق ثم لا يفري اي بعضهم يقدر فانت تخلق اي تقدر ما تفري اي ما تخلقه وتريده وبعض القوم يخلق ثم لا يفري اي يقدر ثم لا يفري. فيكون المعدة بمعنى التقدير بمعنى التقدير. فالله احسن المقدرين والتقدير هنا يشترك فيه يشترك به الخلق فالخلق يقدرون كما قال تعالى عنده فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر فاثبت الله عز وجل لهذا الهالك انه قدر ومعنى قدر انه له نظر وتأمل وفكر ثم اه قال ان هذا الا سحر يؤثر فهذا هو التقدير هدى. والقول الثاني ايضا ان قوله فاحسن الخالقين ان الخلق بمعنى بمعنى الايجاد والايجاد بان يجمع شيئا يعني خلق هذه الصورة بمعنى صورها او خلق هذا بمعنى اوجده يقول لا حرج في ذلك قد يقال ان فلان خلق هذه السيارة بعد انه صنعها وهو ايجادها آآ او خلق آآ بمعنى قدرها خلقها السابع تقدير هو الذي قدرها وهو الذي فكر فيها نقول لا حرج لا بأس بذلك. اما يحمل ذلك على ان العبد هو الذي خلق فعل نفسه فهذا من ابطل الباطل وليس هناك خالق بمعنى الموجد للاشياء من عدم ومحدث لها من عدم غير ربنا سبحانه وتعالى. فكل شيء مخلوق لله عز وجل قل فتبارك الله احسن الخالقين بمعنى المصورين بمعنى المصورين بمعنى المقدرين. فالله خالق كل شيء وليس هناك الا خالق او مخلوق. فكل المخلوقات خلق لله عز وجل. وافعال العباد خلق لله سبحانه وتعالى. والله خلقكم وباء تعملون. ففي هذا دليل على ان الله خلقنا وخلق عملنا والله خلقكم وما تعملون وايضا حديث حذيفة ان الله صانع كل صانع وصدعته صانع كل صانع وصدعته فيفيد هذا ايضا ان العبد افعاله واقواله كلها مخلوقة لله عز وجل استدلوا ايضا استدلوا ايضا بان من ادلة استدل بها اي هذا من ادلتهم ادلتهم الاخرى الدليل العقلي. اي كيف يخلق الله افعال العباد ويعذبهم على ما خلق كيف يعذبه ربنا على ما خلق. وهذه المسألة وهي مسألة ان الله عز وجل كيف يعذب العباد على ما خلقه نقول خلق الله عز وجل بافعال العباد ولاعمالهم جرت بعد علم الله عز وجل وهذا يدخل في مراتب القدر التي ذكرناها قبل وذلك ان القدر يدل على اربع مراتب على مرتبة العلم وعلى مرتبة الكتابة وعلى مرتبة المشيئة. وعلى مرتبة الخلق فمرتبة العلم هي علم الله السابق المتعلق بذاته سبحانه وتعالى فالله علم ما سيفعله العباد وما سيعمله العباد ثم كتب ذلك في اللوح المحفوظ اي علم الله من سيطيعه ومن سيعصيه ومن ومن سيهتدي ومن سيظل ومن سيأمن ومن سيكفر ثم كتب هذا كله في اللوح المحفوظ ثم شاء ذلك ربنا اي هذا هذه هذا العلم الذي علمه الله شاءه ربنا سبحانه وتعالى والا لو شاء ربنا لما كفروا ولو شاء ربك ما فعلوا ولكن الله شاء ذلك بمشيئة كورية واجرى مشيئته على ما علم ربنا سبحانه وتعالى. ثم خلق ذلك الخلق على ما شاء وعلى ما علم ربنا سبحانه وتعالى فالله يعذبهم على افعالهم لا على خلق مشيئته لهم وذلك لان الخلق والمشيئة متعلقة بعلم الله السابق. وربنا لم يترك لعباده عذرا ولم ولم يترك لهم حجة يخاصمونه بها سبحانه وتعالى. لانه جعلهم عقلا وجعلهم مشيئة. وجعل لهم قدرة واستطاعة وارسله الرسل واعز لهم الكتب وابرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته. فهداهم النجدين ووضح لهم الطريقين بين لهم اسباب النجاة واسباب الهلاك ولذلك جاءت الادلة الكثيرة الدالة على ان الذي يهدي وان الذي يضل هو الله حتى ان ابليس لعنه الله اقر بذلك. ربي يبدأ ربي بما اغويتني. فاضاف الغواية الى الى رب يده الذي ارواه والله اغواه لعلمه السابق في ابليس انه من الغاوين ومن الكافرين ومن الضالين. والله ذكر ايضا ونفسي وما فالهبها فجورها وتقواها فاثبت انه الهب الفجور للفاجر والهب التقوى للتقوى. وبعدها فالهبها اي تركه ربنا سبحانه وتعالى دون توفيقه وجعله متبعا لنفسه وهواه. جعله متبعا لنفسه وهواه. يقول فقوله فالهبها فجورها وتقواها اثم باتوا للقدر بقوله فالهبها واثبات الفعل للعبد اضافة الفجور والتقوى الى نفسه ليعلم ان هي الفاجرة والمتقية وقال تعالى قد افلح من زكاها وقد خاب الدساها فافلح من زكى نفسه بطاعة الله وخاطب الدساب بمعصية الله عز وجل قال وهذه شبهة اخرى من شبه القوم التي فرقتهم ومزقتهم كل ممزق وهي قد قال كيف يستقيم الحكم على قوله بان الله يعذب المكلفين على ذنوبه وخلقها فيهم. فاين العدل؟ هذه شبهته وهذه اعظم ما اظلهم في هذا الباب حتى اصلوا اصل العدل. قالوا هذا السؤال لم يزل مطروقا في العالم على السنة الناس. وكل يتكلم او في جواب حسب علم ومعرفته وعدوى تفرعت وعدو تفرقت بهم الطرق كطائفة اخرجت افعالهم عن قدرة الله كما هو مذهب معتزلة فطائفة اخرجت افعال قدرة الله وطائفة انكرت الحكم والعقاب. وانكرت انكرت الحكم وليس الحكم هنا انكرت الحكم والتعليل. او الحكم الى الحكم الحكم الحكم والتعليل بمعنى الحكم وسدت باب السؤال. وطائفة اثبتت كسبا لا يعقل. وهذه الطائفة الثالثة وهي طائفة الاشاعرة الاشاعرة لما نظروا الى قول الجهمية وان العبد لا شيء له اختيار وانه كالريح في كالريح وينهب الريح ونظر الى قول المعتزلة احدثوا قولا لا وجود له بعد حتى قال وثلاث ثلاث ليس لها وجود طفرة النظار وكسب الاشعري فالاشعري اوجد قولا قولا محدثا وهي مسألة ما قوله الكسب. وهو ان العبد يعذب على كسبه وهذا الكسب هو ما يوجد عند الفعل وما يوجد عند الفعل تضر معنا هل العبد؟ هل القدرة متعلقة قبل الفعل او في اثناء الفعل؟ هم يرون انه متعلق باثناء الكسب فيعذب على كسبه الذي يوجد عند الفعل. وهذا الذي قال هدى وطال كبسا لا يعقل جعلت الثواب والعقاب عليه وطائفة التزمت لاجله وقوع مقدور بين بين قادرين. ومفعول بين فاعليه وطائفة ومعتزلة وطائفة الجبرا وان الله يعذب على ما لا يقدرون عليه. وهذا السؤال هو الذي اوجب هذا التفرق والاختلاف. والجواب يقول ان يقال ما يبتلى به العبد من الذنوب والوجودية وان كانت خلقا لله تعالى فهي عقوبة. الان اراد ان يطرق ان ذنوب العباد التي يقع فيها العباد التي قدرها الله عز وجل هي عقوبة من الله عز وجل وعقوبة الله في بالذنوب لسببين اما لذنوب سابقة واما لتقصير في طاعة امر بها فالعبد يعاقب بالذنب يعاقب بالذنب بذنب سبقه. عصى الله بذنب فعوق بذنب اخر. فتتابع الذنوب عليه والجواب ايضا ايضا ان الذنوب تعاقب بها اذا قصر في واجب او فعل معصية فانه يعاقب ايضا بذنب على وهذا الذي قرره ابن ابي العزيز ولكن يقال ايضا من الجواب الجواب الاخر وهو ان الله علم ان هذا يطيع وان هذا يعصي وان الله عز وجل علم ما سيفعله العباد وما سيصل اليه من ارادات واقوال وافعال ثم كتب سبحانه وتعالى عنهم في لوحه المحفوظ وشاء ذلك شاءت مشيئة كونية ثم اوجده وخلقه ثم اوجده وخلقه كونوا هذا الوجود الذي هي الذنوب والمعاصي اللي وقع فيها العباد انما هي لعلم الله السابق في هؤلاء لعلم الله السابق في هؤلاء انهم يعصونه ابليس لما علم الله من نفسه الكبر وانه لا يطيع الله امر الله بالسجود فابى. فالله لعنه قبل ان يبتلع وطردوا قال يبتلع في اي شيء في علمه السابق. واما في الوجود فلم يلعب ولم يطرد الا بعد الا بعد ابتداعه قد ترى من الناس الان من هو من خيرة خلق الله ويدعى له بالرحمة ويثنى عليه بالطيب وهو ممن لعنه الله في اللوح المحفوظ. ويكون وتكون خاتمته ضيق او ملحد فهذا حاصل يعرف اناسا كانوا من خيرة خلق الله علما وعملا وتقوى ثم ال بهم الحال الى اصبحوا زنادقة كفارة فالعبرة بالحال التي يصير عليها العبد والبال الذي يؤول اليه العبد. فعلم الله السابق هو الذي جرت به المقادير. وحصل به خلق وافعالهم واقوالهم. اذا مسألها وذكر مسألة ان الله عز وجل عاقبهم بها الذنوب باي شيء. لذنوب سابقة والذنوب السابقة عوقبت بترك واجب او فعل معصية وهكذا لكن هذا الجواب يحتاج الى يحتاج الى وصف والاقرب في هذا الجبل يقال ادى الله عز وجل وقدر عليه بذلك لعنده السابقة في العلم السابق في اقوالهم وافعالهم وما ستؤول واعتقاداتهم ثم بتقرأ ذلك انه لماذا حرم هذا ووفق هذا بسبب مسألة التوفيق والحرمان مسألة التوفيق والحرمان او مسألة التوفيق والخذلان ومسألة التوفيق والخذلان هذي مسألة ينازع فيها المعتزلة وينازع فيها الجبرية. واما اهل السنة فيثبتونها يثبتون هذه هل هذه المسألة وبدأ التوفيق؟ والتوفيق يتعلق ان الله يوفق المطيع لطاعته ويخذل العاصي عن طاعته ويلهبه الفجور والعصيان نسأل الله العافية والسلامة وهذا من اعظم العقوبات ان يحرمك ربك التوفيق وان يمنعك من الايمان والبلد والهدى ليس بدع بان الله يجبرك على البر ولكن الله عز وجل يحرمك فضله. وفضله توفيقه وابتلاله سبحانه وتعالى يتركك لنفسك ولهواك. فالعاصي قد ترك لنفسه وهواه. والمؤمن اعاده الله بتوفيقه. وايضا هذا التوفيق والحرمان ليس لذواتنا ليس لذات ان هذا ذاته بيضاء او هذا ذاته سوداء او هذا حسن وجميل وذاك قبيح وسيء وانما لعلم الله السابقة لعلم الله السابق ايضا ان هذا قلبه يحب الخير ويريده فيوفق وادى كذلك قلبه لا ولا يريد فيخذل ويحرم والا ربنا هدى النجدين ووضح الطريقين ودعا الناس الى الحسنى والى طاعته قال فكذلك نصب عن السوء والفحشاء انه بالعباد المخلصين فصرف عنه السوء والفحشاء لاي شيء لاخلاصه السابق لو علم الله فيه ليعلم انه في ليعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما اخذ بكم الله اذا علم للعبد الصدق والاخلاص عصمه وحفظه. واذا علم الله من قلبه الفجور والكبر فان الله يخذله قال هذا قال تعالى هذا صراط عليه مستقيم ان عبادي ليس لك عليهم سلطان اي ان الشيطان لا يستطيع ان يجبر الناس على معصية الله. ولا ان يسوقهم الى الكفر والضلال. وانما يتبعونه باهوائهم ايضا بشهواتهم. هذا ما يتعلق بهذا الفصل. والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وبارك على نبينا محمد