بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله نقول لا حيلة لاحد ولا تحول ولا تحول لاحد ولا حركة لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله. ولا قوة لاحد الا على ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله تعالى. وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره. غلبت مشيئته الشيعة كلها وغلبت وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وغير ظالم ابدا لا ينسب عما يفعل وهم يسألون. قال الشارف رحمه الله الله تعالى فقوله لم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون. قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. لا نكلف نفسا الا وسعها. وعن ابي الحسن الاشعري ان تكليف فما لا يطاق جائزا عقلا. ثم تردد اصحابه انه هل ورد بالشرع ام ام لا؟ واحتج من قال بوروده بامر ابي لهب بالايمان. فانه اخبر بانه لا يؤمن او انه سيصنع نارا ذات لهب وكان مأمورا بان يؤمن بانه لا يؤمن وهذا تكليف بالجمع بين ضدين وهو محال. والجواب عن هذا بالمنع لا نسلم انه مأمور بان يؤمن بانه لا يؤمن لا يؤمن. والاستطاعة التي بها يقدر على الايمان كانت حاصلة. وهو غير عاجز عن تقصير الايمان فما كلف اما ما يطيقه كما تقدم في تفسير الاستطاعة. ولا يلزم قوله تعالى به الملائكة انذروني باسماء هؤلاء مع عدم علمهم بذلك ولا للمصورين يوم القيامة احيوا ما خلقت وامثال ذلك لانه ليس بتكليف طلب فعل يثاب فاعله ويعاقب تاركه بل هو خطاب تعجيز. وكذا لا يلزم دعاة في قوله تعالى ربنا ولا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به. لان تحميل ما لا يطاق ليس تكليفا بل يجوز ان احمله جبلا لا يطيقه فيموت وقال ابن الانباري اي لا تحملنا ما يثقل علينا اداءه وان كنا مطيقين له عن تجشم وتحمل مكروه. قال فخاطب العرب على حسب على حسب ما تعقل فان الرجل منهم يقول للرجل يضربه ما انطيق النظر اليك وهو مطيق لذلك لكنه يثقل عليه. ولا يجوز بالحكمة ان يكلفه بحمل جبل بحيث لو فعل وان امتنع يعاقب كما اخبر سبحانه عن نفسه انه لا يكلف نفسا الا وسعها. ومنهم من يقول يجوز تكييف الممتنع عادة دون ان يمتنع بذاته. لان ذلك لا يتصور وجوده فلا يعقل الامر به بخلاف هذا. ومنهم من يقول ما لا يطاق للعجز عنه لا يجوز تكليفه. بخلاف ما لا يطاق بالاشتغال فانه يجوز تكليفه وهؤلاء الموافقون للسلف والائمة في المعنى لكن كونهم جعلوا ما ما يتركه العبد لا يطاق بكونه تاركا له مشتغلا بظد بدعة الشرعي واللغة فان مضمونه ان في علماء لا يفعله العبد لا يطيقه وهم التزموا هذا لقولهم ان الطاقة التي هي الاستطاعة وهي القدرة لا تكون الا مع الفعل فقالوا كل من لم يفعل فعلا فانه لا يطيقه وهذا خلاف الكتاب والسنة واجماع السلف. وخلاف ما عليه عامة العقلاء كما تقدمت الاشارة الى عند ذكر الاستطاعة. واما ما لا يكون الا مقارنة بالفعل فذاك ليس شرطا في التكليف. مع انه في الحقيقة انما هناك ارادة فعل. وقد يحتجون بقوله تعالى ما كانوا يستطيعون السمع انك لن تستطيع معي صبرا. وليس بذلك ارادة ارادة ما سموه استطاعة وهو ما لا يكون الا مع الفعل. وان الله ذم هؤلاء على لا يستطيعون السمع ولو اراد بذلك المطاعم لكان جميع الخلق لا يستطيعون السمع قبل السمع. فلم يكن لتخصيص هؤلاء بذلك معنى ولكن هؤلاء الحق وثقله عليهم اما حسد لصاحبه واما اتباع لله لا يستطيعون السمع. وموسى عليه السلام لا يستطيع الصبر من مخالفة ما يراه في ظاهر الشرع وليس عنده منه علم وهذه لغة العرب وسائر الامم فمن فمن يبغض غيره يقال انه لا يستطيع الاحسان اليه ومن يحبه يقال انه لا يستطيع عقوبته لشدة محبة محبته له لا لعجزه عن عقوبته فيقال ذلك فيقال ذلك للمبالغة. كما تقول لاضربنه حتى يموت والمراد والوغب الشديد فليس هذا عذرا فلو لم يأمر العباد الا بما يهونه لفسدت السماوات والارض. قال تعالى ولو اتبع الحق وهواءهم لفسدت الارض ومن بهن وقوله ولا يطيقون الا ما كلفهم به الى اخر كلامه. اي ولا يطيقون الى ما اقدرهم عليه وهذه الطاقة هي التي من بالتوفيق لا التي من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات ولا حول ولا قوة الا بالله دليل على اثبات القدر. وقد فسرها الشيخ بعدها في كلام الشيخ اشكال فان التكليف لا يستعمل بمعنى الاقدار وانما يستعمل بمعنى الامر والنهي. وهو قد قال لا يكلفه الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم وظاهر انه يرجع الى معنى واحد ولا يصح ذلك لانهم يطيقون فوق ما كلفهم به لكنه سبحانه يريد بعباده اليسرى والتخفيف كما قال قال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر فقال تعالى يريد الله ان يخفف عنكم وقال تعالى وما جعل عليكم في الدين من حرج ولو زاد فيما كلفنا به لاطقناه ولكنه تفضل علينا ورحمنا وخفف عنا ولم يجعل عنا في الدين من حرج ففي العبارة قلق فتأمله. وقوله وكل شيء يجري بمشيئة الله وعلمه وعلمه علمه وقضائه وقدره يريد بقضائه القضاء الكوني لا الشرعي. فان القضاء يكون كونيا وشرعيا وكذلك الارادة والامر والاذن والكتاب والحكم والتحريم والكلمات نحو ذلك. اما القضاء الكوني فبقوله تعالى فقظاهن سبع سماوات في يومين. والقضاء الديني الشرعي في قوله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. واما الارادة الكونية دينية فقد تقدم ذكرها عند قول الشيخ ولا يكون الا ما يريد. واما الامر الكوني ففي قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وكذا قوله تعالى واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترا فيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا. لاحد الاقوال وهو اقواها. والامر الشرعي في قوله تعالى ان الله امر بالعدل والاحسان الاية وقوله ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واما الاثم الكوني فبقوله تعالى وما هم لضارين به من احد الا باذن الله. والاذن الشرعي في قوله تعالى ما قطعت من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله. واما كتاب كوني ففي قوله تعالى وما يعمر بمعمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب ان ذلك على الله وقوله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون. والكتاب الشرعي الديني في قوله تعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس يا ايتها يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام واما الحكم الكوني ففي قوله ففي قوله تعالى عن ابن يعقوب عليه السلام فلنبرح الارض حتى ياذن لي ابي او يحكم الله لي وهو خير الحاكمين وقوله تعالى قال ربي احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون. والحكم الشرعي في قوله تعالى احلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم غير محل الصيد وانتم حرم ان الله يحكم ما يريد. وقال تعالى ذلكم حكم الله يحكم بينكم. واما التحريم الكوني ففي قوله تعالى قال فانها محرمة عليهم اربعين سنة حرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون. والتحريم الشرعي في قوله حرمت عليكم الميتة والدم. حرمت عليكم امهاتكم واما الكلمات الكونية في قوله تعالى وثمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل بما صبروا. وبقوله صلى الله عليه وسلم اعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر والكلمات الشرعية الكلمات الشرعية الدينية في قوله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن وقوله يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا الذي دل عليه القرآن من تنزيه الله نفسه عن ظلم العباد يقتضي قولا وسطا بين قبره القدرية وجبرية وليس ما كان من بني ادم ظلما وقبيحا يكون منه ظلما وقبيحا كما تقول القدرية ومعتزلة ونحوهم. فان ذلك تنفيذ لله بخلقه وقياس له عليهم هو الرب الغني القادر وهم العباد الفقراء المقهورون وليس الظلم عبارة وليس الظلم عبارة عن الممتنع الذي لا يدخل تحت قدرة كما يقوله من يقوله من المتكلمين وغيرهم يقولون انه يمتنع ان يكون في الموت مقدور ظلم بل كلما كان ممكنا فهو منه لو فعله عدل. اذ الظلم لا يكون الا من مأمور من غيره منهي والله ليس كذلك فان قوله تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما. وقوله تعالى ما يبدل القوم لدي وما انا بظلام للعبيد. وقوله تعالى وما ظلمناهم ولا لكن كانوا هم الظالمين وقوله تعالى ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. وقوله تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب. يدل على نقيض هذا القول. ومنه قوله الذي رواه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم. يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلت بينكم محرما فلا تظالموا فهذا دل على شيئين احدهما انه حرم على نفسه الظلم والممتنع لا يوصف بذلك. الثاني انه اخبر انه حرمه على نفسه كما اخبر انه كتب على الرحمة فهذا يبطل احتجاجهم بان الظلم لا يكون الا من مأمور منهي. والله ليس كذلك فيقال لهم هو سبحانه كتب على نفسه الرحمة وحرم على نفسه الظن وانما كتب على نفسه وحرم على نفسه ما هو قادر عليه لا ما هو ممتنع عليه. وايضا فان قوله فلا يخاف ظلما ولا هظما. قد السلف بانه بما ان توضع عليه سيئات غيره والهضم ان ينقص من حسناته كما قال تعالى ولا تزد وازرة وزر اخرى. وايضا فان الانسان لا يخاف من الذي لا يدخل الذي لا يدخل تحت القدرة حتى يؤمن من ذلك وانما يؤمن مما يمكن فلما امنه من الظلم فلا يخاف علم انه ممكن ومقدوم عليه وكذا قوله لا تختصموا لدي الى قوله وما انا بظلام للعبيد لم يعني بها نفي ما يقدر عليه ولا يمكن منه وانما نفى ما هو مقدور عليه ممكن وهو ان وهو ان وهو ان يجزأ بغير اعماله فعلى فعلى قول هؤلاء ليس الله منزها عن شيء من الافعال اصلا ولا مقدسا عما يفعله بل كل ممكن ممكن فانه لا ينزه عن فعله بل في منه حسن ولا حقيقة لفعل السوء السوء. فذلك ممتنع وممتنع لا حقيقة له. والقرآن يدل على نقيض هذا الكون في مواضع في مواضع نزه الله نفسه فيها كفعل ما لا يصلح له ولا ينبغي له فعلم انه منزها مقدسا عن فعل السوء. والفعل النعيم المضمون كما انه منزه مقدس عن وصف السوء والوصف المعيب المجموع ذلك كقوله تعالى افحسبتم انما خلقناكم عورة وانكم الينا لا ترجعون فانه نزه نفسه عن خلق الخلق عبثا وانكر على من حسب ذلك او هذا فعل وقوله تعالى افنجعل المسلمين كالمجرمين وقوله تعالى ان نجعل الذين امنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض ان نجعل المتقين كالفجار انكار على من جوز ان يسوي الله الله بين هذا وهذا وكذا قوله ام حسب الذين اجتبحوا السيئات ان نجعلهم كالذين امنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون انكار على من حسب انه يفعل هذا واخبار ان هذا حكم سيء قبيح وهو ما ينزه ما ينزه الرب عنه وروى ابو داوود وروى ابو داوود والحاكم في مستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وعبادة الصامت وزيد ابن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لو عذب اهل سماواته وارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم. وهذا الحديث مما يحتج به الجبرية واما القدرية فلا على اصولهم الفاسدة ولهذا قابلوه اما بالتكذيب او بالتأويل. واسعد الناس به اهل السنة الذين قابلوه بالتصديق وعلموا من عظمة الله وجلاله وقدر نعم الله على خلقه وعدم قيام الخلق بحقوق نعمه عليهم اما عجزا واما جهلا واما تفريقا واضاعة واما تقصيرا في المقدور والشكر ولو من بعض الوجوه فان حقه على اهل السماوات والارض ان يطاع فلا يوصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر. وان تكون قوة الحب والانابة والتوكل والخشية والخوف والرجاء جميعها متوجهة اليه ومتعلقة به بحيث يكون القلب عاكف على محبته وتألهه بل على افراده بذلك واللسان على ذكره وجوارح وقفا على طاعته. ولا ريب ان هذا مقدور في الجملة ولكن ولكن النفوس تشح به. وهي في الشح مراتب لا يحصيها الا الله تعالى واكثر المطيعين تشح تشح به نفسه من وجه وان اتى به من وجه اخر فان الذي لا تقع منه ارادة قادة تزاحم مراد الله وما يحبه منه. ومن الذي لم يصدر منه خلاف ما خلق له ولو في وقت من الاوقات. فلو وضع الرب سبحانه عدله على اهل لعذبهم بعدله ولم يكن ظالما لهم. وغاية ما يقدر ما يقدر توبة العبد من ذلك. واعترافه وقبول التوبة محض فضله واحسانه والا فلو عذب عبده عبده على جنايته لم يكن ظالما ولو قدر انه تاب منها لكان اوجب على نفسه بمقتضى فضله ورحمته انه لا يعذب من تاب وقد كتب على نفسه الرحمة فلا يسع الخلائق الا رحمته وعفوه ولا يبلغ عمل احد منهم ان ينجو امره من النار او يدخل به الجنة كما قال اطوع الناس لربه وافضلهم عملا واشدهم تعظيما لربه واجلالا لن ينجي لن ينجي احدا منكم عمله انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل. وسأله الصديق دعاء يدعو به في صلاته فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. ولا يغفر الذنوب الا انت اغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. فاذا كان هذا حال الصديق الذي هو افضل الناس بعد الانبياء والمرسلين فما الظن بسواه. بل انما صار صديقا بتوفية هذا المقام حقه الذي يتضمن معرفة ربه وحقه وعظمته وما ينبغي له ما يستحقه على عبده ومعرفة تقصيره فسحقا وبعدا لمن زعم ان المخلوق يستغني عن مغفرة ربه ولا يكون به حاجة اليها وليس وراء هذا الجهل بالله وحقه غاية فان لم يتسع فهمك لهذا فانزل الى وطأة النعم وما عليه من ووازن بين شكرها وكفرها فحينئذ تعلم انه سبحانه لو عذب اهل سماواته وارضه لعذبهم هو غير ظالم لهم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الامام رحمه الله تعالى ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم. وهو تفسير قوله لا حول ولا قوة الا بالله. نقوله لا حيلة لاحد ولا تحول لاحد ولا ولا تحول لاحد ولا حركة لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله تعالى. وكل شيء يجري مشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره غلبت مشيئته المشيئات كلها وغلب قظاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون هذا الفصل الذي عقده الطحاوي رحمه الله تعالى ليبين فيه ان الله سبحانه وتعالى يكلف العباد الا طاقتهم وان ما لا يطيقونه ولا يستطيعونه فان الله لا يكلفهم وقد اخرج اهل العلم من هذا مسألة وهي مسألة هل يكلف العباد بما لا يطاق مسألة بها بعض اهل العلم الى انه يجوز تكليف ما لا يطاق عقلا. وهذا القول عند الاشاعرة قال بعض قاله ابو الحسن الاشعري انه يجوز التكليف بما لا يطاق عقلا. وهذا القول ليس بصحيح. بل الذي عليه اهل السنة قاطبة وباتفاقهم ان الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسا الا وسعها لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها لا يكلف الله نفسا الا وسعها فلا يكلف العبد ما لا يطيق وما لا يستطيعه هذا الذي عليه اهل السنة ان التكليف بما لا يطاق وبما لا يستطاع ان الله لا يكلفه العباد وانما يكلفهم بما يستطيعون وانما يكلفهم بما يستطيعون والذي يؤمر به او ينهى عن اما ان يكون غير مستطاع لذاته اي لا يستطاع لذاته كمن يعني ان كان هناك امور لا تستطاع لذاتها فلا يستطيع الانسان ان يفعلها لذاتها. فوجود المعدوم او الامر بالمعدوم لا يمكن اتكئ به لعدم وجوده اصلا. وهذا غير مستطاع واما ان يكون غير مستطاع لذات العبد. يعود الاستطاعة للعبد اما العبد الذي لا يستطيع لفوات الات الاستطاعة منه فهذا ايضا لا يكلف. اذا لا يؤمر بما لا يستطاع. اما من جهة المأمور واما من جهة الفاعل اما من جهة المأمور به واما من جهة الفاعل لهما فالذي لا يستطاع من جهة فعله فان الله لا يأمر به وكذلك الله لا يأمر لا يأمر العاجز ان يفعل ما يعجز عنه ففاقد العقل لا يكلف بفقد عقله والعاجز لا يكلف بما لا يستطيع فعله والاصم لا يكلف بسماع ما لا يستطيع سماعه والابكم والاصواء ما شابه لك لا يكلف بالنطق فيما لا يستطيعه ولذلك ذكر ابن ابي العز رحمه الله تعالى هنا امثلة من جهة الذي الذي لا يطاق فقال رحمه الله تعالى والجواب عن هذا بالمنع فلا نسلم انه مأمور بان يؤمن بانه لا يؤمن ليس هناك يقول بعضهم الذي كتب الله عز وجل عدم ايمانه امره بالايمان امره بالايمان مخالف لما كتبه الله له فيقول مأمور بانه يؤمن لانه لا يؤمن. اي كيف يأمر بان يؤمن وهو مكتوب انه لا يؤمن. وهذا ليس بصحيح فالله انما وامره خاطبه وامره بما جعل له فيه اسبابه. فالايمان اسبابه قد وجدت في الكافر والحجة عليه قد قامت من نزول بالارسال الرسل وانزال الكتب وجعل له الالات التي تمكنه من قبول الحق. وانما كتب الله عز وجل عليه الا يؤمن لعلم السابق به لا لعجزه ولا لان المأمور غير مستطاع له. فالامام الكافر مستطاع للكافر مستطاع للكافر لان الله جعله عقلا وجعله مشيئة واختيارا وجعله ايضا الة تمكنه من الايمان لكن الله عز وجل علمه السابق لهذا الكافر انه لا يؤمن كابي لهب علم الله عز انه لا يؤمن ولعنه الله عز وجل وحكم عليه بالنار. فلا يمكن لابي لهب ان يؤمن. ليس لعدم قدرته واستطاعته ولكن العلم السابق به انه يموت كافرا ويموت عدوا للاسلام والمسلمين. اما من جهة الاستطاعة ومن جهة ما يطاق ان ابا لهب امر بما يستطيع وبما يطيقه وجعل الله له اسباب الاستطاعة والطاقة واذا يقول هنا فلا نسلم لانه مأمور بان يؤمن بانه لا يؤمن والاستطاعة التي بها يقد بها يقدر على الايمان كانت حاصلة. اذا هناك قدرة اعطاها الله عز وجل الكافر واعطاها المؤمن وفق المؤمن لهذه الطاقة ان يؤمن بها وحرم الكافر فلم تنفعه قدرته ولم تنفعه طاقته فحرم الايمان مات كافرا. اذا هما يشتركان في القوة والاستطاعة. لكن لو كان احدهما عاجز او امر ما لا يطيق فانه لا يدخل في حد في حد التكليف مثل قال هنا ولا يلزم قوله تعالى للملائكة انبئوني باسماء هؤلاء لعدم علم ذلك ولا للمصورين يوم القيامة احيوا ما خلقتم وامثالكم ليس بتكليف طلب فعل فعل يثاب فاعله. يقول بعضهم ان الله يأمر بما لا يطاق. وعللوا ذلك بمثل امر الله عز وجل والملائكة ان ان ينبئوه باسماء هؤلاء. قالوا هذا الملك لا تعلمه وقد امرهم الله بذلك. لكن هذا هل هذا الامر؟ ينبني عليه ثواب عقاب لا يمنعه وانما اراد الله بهذا الامر ان يظهر فضل ادم عليه السلام كذلك يقال يوم القيامة للذين للذين للذين للمصورين يقال لهم يوم القيامة احيوا احيوا ما خلقتم ايما صورتم نحن ما خلقتم. فهذا الامر هنا ليس من باب انهم سيحيون هذه الصور ولكن من باب تبكيتهم ومن باب عذابهم وليس هذا امر بانهم يحيون هذه الصور التي صوروها ورسموها وانما امرهم زيادة في عذابهم وزيادة في تبكيتهم فليس تكليف بما لا يطاق وهذا يعرفه يعرفه العرب من لغتهم بل هو خطاب يسمى عند اهل يسمى اللوبية خطاب ايش؟ خطاب تعجيز خطاب تعجيز. احي كذا بانه لن يحيي ولن يستطيع ان يحييه. وليس هو امر بما لا يطاق وكثير مما لا يطاق. كذلك لا يلزم يقول ايضا وكذا لا يلزم دعاء في قوله تعالى ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به قالوا ان دليل على انهم قد يكلفون بما لا يطيقون لكن هذا ايضا ليس فيه تكليم ما لا يطاق ولكن الطاقة تختلف طاقة يطيقها مع مشقة وطاقة لا يطيقونها اصلا. والذي لا يكلفون به والطاقة التي لا يمكن لا يمكن آآ الاستطاعة عليها. اما لا يستطاع عليه فقد يفعله وهو وهو ماذا؟ وهو مطيق له لكن يلحقه شيء من المشقة. وهذا الذي رفعه ربنا عن امة الاسلام الا يحملهم ما يشق عليهم ما يشق عليهم من ذلك ان الله فرض اول ما فرض الصلاة خمسين صلاة وهم يطيقون ذلك لكن في طاقتهم لها مشقة وحرج فخففها ربنا سبحانه وتعالى ان جعلها خمس صلوات في العمل وخمسين في الاجر فضلا منه سبحانه وتعالى. قال ابن الانباري اي لا تحملنا ما يثقل علينا اداؤه. وان كنا مطيقين له. هم مطيقون لكن اداؤه وتحملوا فيه شيء من الحرج فشقه اذا هذا قول والقول قال ومنهم من يقول يجوز تكليف الممتنع عادة دون الممتنع لذاته. لان ذاك لا يتصور وجوده فلا يعقل الامر به يعني هناك ممتنع لذاته وهناك ممتنع عادة اي لذات لا يمكن ان يوجد لا يمكن ان يوجد هذا الشيء فهو ممتنع لذاته وهناك ممتنع عادي العادة انه لا يوجد لكنه قد يوجد وهذا ايضا قول ضعيف والصحيح الصحيح ان ما لا يطاق فان الله لا يكلف عبادة به لا يكلف الله العباد ان يحملوا جبلا. لان هذا مما لا يطيقه العباد. لا يستطيع العبد ان يحمل جبلا. لان هذا ليس في طاقته لكن يستطع يحمل حجر فهذا يستطيع وان كان حجرا قد يعاني به مشقة لكنه يستطيع يستطيع عليه لا لا يكلف العباد ايضا لا العباد ايضا باحياء الموتى فهذا ليس لهم وليس عليهم قدرة فهو ممتنع. فلا يكلفون بذلك. قالوا منهم من يقول ما لا يطاق للعجز عنه لا منذ تكليفه ما لا يطاق للعجز عنه لا يزكليف بخلاف ما لا يطاق للاشتغال ضده. هذا القول اصاب فيه اصاب فيه واخطأ فيه ما اصاب فيه قولهم ما لا يطاق للعجز عنه لا يجوز تكليفه. اما لا يطاق للعجز عنه لا يجوز تكليفه. اما قوله بخلاف ما لا يطاق الابتغاء بظده فهذا ليس بصحيح. اذا اهل السنة اهل السنة يرون ان العبد لا يكلف ولا يلزم بامر لا يطيقه ولا يستطيعه لان الله لا يكلف نفسا الا وسعها ولا يكلف الله نفسا الا طاقتها واما الذي لا تستطيع ولا تطيقه فانهم لا يكلفونه العباد وهذا ما قصده رحمه الله تعالى ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم الله. اي ان العبد لا يطيق الا ما كلف. اما الذي لم لم يكلف به فانه فانه لا يطيقه العبد ولا يستطيع ان يفعله. وقد وقد من فظل الله عز وجل ان لا يكلف الله العباد بامر يطيقونه. لكن فيه حرج ومشقة يعني الله سبحانه وتعالى في تكليف عباده كلفهم ما فيه وسعهم. اما الذي ما اما الذي ليس فيه وسعهم فهذا لا يكلف الا وقد يترك الله عز وجل الامر بما يستطيعه العباد من حرج وشقة رحمة بعباده سبحانه وتعالى. قال وهو معنى قوله لا حول ولا قوة الا بالله. وهذا بمعنى التوفيق فالعباد الذين اعطاهم الله عز وجل القوة والاستطاعة وكلفهم بما يستطيعون ينتقلون الى مرحلة التوفيق لان الاستطاعة والقوة وسلامة الالات من اداء الفعل يشترك فيها المسلم والكافر. واما من خلت منه هذه فانه لا يكلف اذا اشترك في التكليف يفترقان في توفيق الله عز وجل وفي حرمانه. فالمؤمن المسلم قد وفقه الله عز وجل لطاعته وهو يعلم انه لا حول له ولا قوة له ولا انتقال ولا تحول من حال الى حال فيما يرضي الله الا بتوفيق الله عز وجل الا بتوفيق الله عز وجل. فلا تستطيع ان تصوم وان تقوم وان تصوم وان تحج وان تعمل اي عمل لله عز وجل الا بتوفيق الله عز وجل مع ان الالات موجودة والاستطاعة موجودة لكن التوفيق والاعانة محض فضل من الله عز وجل يعطيها الله عز وجل من يشاء من عباده سبحانه وتعالى ويحيي من يشاء عدلا منه سبحانه وتعالى يعطي العباد فظلا لمن اراد له الايمان ويحرم من شاء عدله لمن اراد له الخذلان. نسأل الله العافية والسلامة قال ايضا رحمه الله تعالى قال وهم التزموا هذا وقالوا اما لا يكون الا مقارن الفعل فذلك ليس شرطا في التكليف. مع انه يقول اما الاستطاعة لا يكون الا مقال الفعل فهذا ليس تبطل التكليف لان الشط هو ان تسقط الاستطاعة الامر ان يكون مستطيعا قبل الامر. اما بعد الامر فيلزم فيلزم مع الامر بقاء الاستطاعة. اما اذا خلا وقت الامر من الاستطاعة فانه لا يكلف. شخص مأمور بالقيام للصلاة يشترط فيه ان يكون تطيعا على القيام اذا لم يكن مستوى القيام فانه لا يكلف بالقيام فلا يكلف المقعد ان يقوم واقفا للصلاة لان هذا مما لا يستطاع ولا يطاق وانما يصلي على حسب استطاعته. صلي قائما فان لم تستطع فصلي جالسا فان لم تستطع فصلي على جنب. وهذي الاستطاعة هي التي لا يكلف الله فيها العباد الا وسعهم وقدرتهم واما قوله تعالى احتج بعض القوم في قوله تعالى ما كانوا يستطيعون السمع وقوله انك لن تستطيع معنا صبرا هذا يجري على لغة العرب انهم يقولون ما كان يستوي الصبر لمن لا يطيق ان يسمع لشيء مثل ما كان لبغضهم ولعدم رغبتهم في سماع قول النبي صلى الله عليه وسلم والسماع سماعان سماع الة وسماع استجابة. سماع يكون بالاذان وهذا حاصل. ومن ومن فقد هذه الالة لا يكلف بالسماع. واما من وجد الالة وهي الاذن وتمكن السماع يؤمر ايضا بسماع اخر وهو سماع الاستجابة. فالذي فالذي اخبر الدجل عن اهل القبور وما انت في القبور هو سماع سماع الالة وسماع ايضا الاستجابة هم لا يستجيبون ولا يسمعون ايضا ولا يسمعون من جهة اذانهم. اما من كان حيا واخبر رجل انهم لا يسمعون فالمراد هنا سماع الاستجابة. اما سلامة الالات فكانت فكانت عندهم وعقولهم معهم فهؤلاء ما كانوا يصلون السمع اي لا يستطيعون ان يسمعوا سماع مستجيب. سماع محب سماع من يريد الاتباع وانما يسمعون سماع من يريد المخالفة والاعراض وعدم الاستجابة لخبر وامر رسولنا صلى الله عليه وسلم قال ايضا ولا يطيقون الا ما كلفهم به ولا يطيقون الا ما كلفهم به. اي ولا يطيقون الا ما اقدرهم عليه اي ان الذي الذي كلفهم به هو الذي يطيقونه هو الذي يطيقونه. وقد وقد وقد ايضا نقول ان الله عز وجل قد يترك امرا يستطيع العباد به لكنه لم يكلفهم به كمال كمال رحمته كما ذكرنا في حديث الاسراء في قصة فرض الصلاة وان الله فرض عليها خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم وضع الله ذلك الى خمس صلوات الى خمس صلوات ففرض الخمسين اولا كان مما يستطيع العباد ويقدر عليه العباد ومما يطيقونه ولكن ولكن بكرم الله ولعظيم رحمة الله ولسعة فضله سبحانه وتعالى انتقل من الخمسين الى الخمس واعطى العبادة اجر الخمسين واعطى العباد اجر الخمسين اذا قوله ولا يطيقون الا ما كلفهم به الى اخر كلامه مراد ولا يطيقون على دون ان يلحقهم حرج ومشقة وما كلفهم وقد يكلف بما فيه حرج ومشقة لكن ربنا لكن ربنا سبحانه وتعالى قد فعل عندما دعوا ربهم ربنا وتحملنا ما لا طاقة لنا به قال قد فعلت قال قد فعلت قال ايضا هنا ذكر ايضا قال وقد فسرها الشيخ بعد ولكن في كلام الشيخ يقول الشيخ ابن ابي العز ولكن في كلام الشيخ اشكال فان التكليف لا يستعمل بعد الاقدار وانما معنى الامر والنهي وهو قد قال لا يكلفهم الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم وظاهره انه يرجع الى معنى واحد ولا يصح ذلك لانه هم يطيقون فوق ما كلفهم. هذا ما ذكرته قبل قليل ان العباد يطيقون فوق ما كلفهم. واما الذي لا واما الذي لا يستطيعونه فانه لا يكلفهم به سبحانه وتعالى. اذا نقول ضابط المسألة ان ما ان الله عز وجل لا يكلف العباد ما لا يستطيعون. واما قوله لا يكلفهم الا ما يستطيعون نقول هذا ليس بصحيح بل ان الله لم يكلفهم الا ما فيه سعتهم وقد يترك ما يطيقون رحمة بهم سبحانه وتعالى رحمة بهم سبحانه كما قال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقوله تعالى يريد الله ان يخفف عنكم وايضا يريدون الخفف عنكم ويريدون ان تميلوا ميلا عظيما وقوله تعالى وما جعلت في الدين من حرج. فالله سبحانه وتعالى يريد من التخفيف يريد من اليسر وقد يكون هناك شيء من العسر لكن الله وضعه عنا من باب فضله وكرمه سبحانه وتعالى. ثم ذكر هنا ايضا يقال ولو فلو زاد فيما كلفني العلم وهذا هو الشاهد فلو زاد فيما كلفنا به ماذا؟ لاطقناه ولكنه تفضل علينا ورحمنا وخفف عنا ولم يجعل لي في الدين من حرج ففي العبارة قلق اي هذا الذي ذكرت انه ان قول الامام الطحاوي وانه لا يكلفهم الا ما يطيقون ان هذا ليس ليس بصحيح وليس بمنضبط بل ان الله لا يكلف الا ما يطيقون. وان ما كلفه هو الذي يطيق نقول هذا ليس ليس بصحيح بل ان العباد يطيقون اكثر مما كلفهم ربهم سبحانه وتعالى ولكن فضل الله ورحمته وعظيم فضله على عباده انه يريده اليسر ويريده التخفيف سبحانه وتعالى. قال وكل شيء يجب مشيئة الله وعلمه وقضاءه وقدره وهذا هو الذي عليه اهل السنة ان جميع ما يكون في الكون هو بمشيئة الله وبعلم الله وبقضائه وقدره وليس هناك شيء يخرج عن مشيئة الله ولا عن قضاء الله ولا عن تقدير الله سبحانه وتعالى. وفصل هنا ان قضاء قضاء قضاء كوني وقضاء شرعي. وان الارادة ارادتان ارادة كونية وارادة شرعية. وكذلك الحكم وكذلك الكتابة انواع كثيرة فاما القظاء الكوني مثل قوله تعالى فقظائهن سبع سماوات القظاء هنا هو قظاء كوني واما القظاء الديني شرك قوله تعالى وقظى ربك الا تعبدوا الا اياه فكل قضاء يحبه الله ويرضاه فهو قضاء شرعي. وكل قضاء يتحتم وقوعه واخبر الله بوقوعه فهو كوني كذلك هناك امر كوني وهناك امر شرعي الامر الكوني قوله انما امر اذا اراد شيئا يقول له كن فيكون قوله واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفة بهذا امر كوني وهو حتم الوقوع فكل فاذا اردت فاذا اردت ان تعرف ان الله اراد بامة هلاكا وعذابا فانظر الى حال رؤساء وامرائي وعظمائهم اذا زادوا ترفا وفجور فسوقا فاعلم انهم قد قد استوجبوا عذاب الله عز وجل فيدمرهم الله تدميرا. اما الامر الشرعي مثل قوله ان الله يأمر بالعدل والاحسان هذا امر شرعي من الله سبحانه وتعالى وقول ان الله يأمرك ان تؤدوا الامانات الى اهلها كذلك هناك اذن من كوني واذن شرعي مثل قولي وما هم بضارين باحد من اذن الا الا من احد الا باذن الله. هذا هو الاذن الكوني ايظا لا يظره الا باذن الله عز وجل الذي هو الاذن الكوني. واما ابن الشرعي في قوله مثل قوله ما قطعت من لينة او تركتموها قائما باذن الله واما الكتاب الكوني ذكر ايضا الكتاب الكوني الكتاب الشرعي والحكم الكوني والحكم الشرعي. وايضا هناك ارادة كونية وارادة شرعية. والادلة على هذا كثيرة. ثم ايضا ذكر يتعلق بكلمات الله منها كلمات كونية ومنها كلمات شرعية وذكر ادلة على ذلك ذكر ابن ابي العزة وتعالى مثل في الكتاب الشرعي عليهم في ان النفس بالنفس هذا كتاب شرعي واما الكتاب الكوني مثل قوله تعالى الا في كتاب ان ذلك على الله يسير وما يعمر بمعمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب اي كتاب الكوني كذلك هناك كلمات كونية وكلمات شرعية ثم قال يفعل ما يشاء ان ربنا سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء كل ما شاءه ربنا فكل ما شاءه ربنا فانه يفعله سبحانه وتعالى والله على كل شيء على كل شيء قدير سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ويفعل ما شاء ويقول ويفعل ما يريد سبحانه وتعالى. قال وهو غير ظالم ابدا. الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه تفضلا ورحمة وكرما وجودا ولم يحرمه اي على نفسه عجزا او عدم قدرة منه سبحانه وتعالى وانما حرمه على نفسه من باب عدله من باب رحمته وكمال فضله وجوده واحسانه سبحانه وتعالى. فهو الذي حرم الظلم كما جاء في الصحيح عن ابي ذر ان الله يقول اني حرمت الظلم على نفسي اني حرمت الظلمات وحرمت على عبادي فلا تظالموا. فالله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه بمعنى انه انه آآ منع الظلم على نفسه سبحانه وتعالى ولم يمنعه احد عليه ولم يحرمه احد انما هو الذي الذي فعل ذلك ربنا سبحانه وتعالى ولم يتركوا عجزا وظعفا وان ما تركه لكمال عدله ولكمال رحمته وفضله سبحانه وتعالى قال هنا الذي دل عليه اذا يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا. في احسان المحسن وفي في تعذيب الكافر وفي تعذيب تاجر الله سبحانه لم يظلمه بل لو عذب خلقه كلهم لعذبه وغير ظالم له سبحانه وتعالى. قال الذي دل على القرآن من تنزيه الله نفسه عن ظلم العباد يقتضي قولا وسط بين قولي القدر والجبري الجبرية. هناك قدرية وهناك جبرية تحريم الظلم على على على الله عز وجل حمل القدرية على ان يجعلوا العبد هو الذي خلق فعل نفسه. وتحريم الظلم عند الجبرية حملوا ان الله لا يشاء ان الله لا يعذب عباده على على افعالهم ولا على ولا على اقوالهم وانما تعذبهم بمشيئته وينعمه بمشيئته فليس هناك ما يستوجب العذاب وليس هناك ما يستوجب ما يستوجب الانعام يقول فليس ما كان يقوله هنا ابن ابي العز ويقتضي قولا وسط بين قولي القدرية والجبرية فليس ما كان بني ادم ظلما وقبيحا فليس ما كان بني ادم ظلما وقد يكون منه ظلما كما تقول القدرية والمعتز ونحوهم. فان ذاك تمثيل لله بخلقه. وقياس له عليهم هو الرب الغني القادر وهم العباد الفقراء وليس الظلم عبارة عن مبتدع الذي لا يدخل تحته القدرة كما يقول من يقول من المتكلمين وغيرهم يقول انه يمتنع ان يكون في الممكن المقدور ظلم بل كل ما كان ممكنا فهو منه لو فعله عدل اذ الظلم لا يكون الا من مأمور من غير من غيره منهي والله ليس كذلك فان قوله ومن يعمل سوءا يعمل الصالحون فلا يخاف ظلما ولا هظما وقوله ما يبدل القول لدي وما انا بظلال العبيد وقوله وما ظلمناه ولكن ظلموا ولكن كانوا هم الظالمين وغير ذلك من الايات دلت على ان الله عز وجل ان الله سبحانه وتعالى لم يظلم العباد شيئا لم يظلم العباد شيئا وانما العباد هم الذين ظلموا انفسهم فالمعتزلة لما رأوا ان العبد آآ لا يمكن يكون تكون تكون افعاله مخلوقة لله عز وجل وان الله يعذبهم وهو الذي خلق افعالهم قالوا ان الله لم يخلق افعال العباد وان العبد هو الذي خلق فعل نفسه واما الجبرية فقالوا ان العبد له ولا اختيار وليس له اه عقل يختار به وانما افعاله مجبورة وحاله كحال الريشة بمهب الريح وحاله كحال الريش بمهب الريح وكالماء في القدر اجتمع غليانا فالعبد ليس له اختيار مشيا بل هو مجبور على اعماله والله يعذب هذا ويلعن هذا بمحض بمشيئته وليس هناك ما يوجب عذاب ليس هناك عمل يوجب عذابا وليس هناك عمل يوجب احسان وهذا قول باطل كما ان قول المعتزلة قول باطن لانهم جعلوا مع الله خالقا اخر وهو العبد. وكذلك القول الجبري قول باطل. لانهم لم يفرقوا بين المحسن وبين المسيء وجعلوا واعمالهم لا تأثير لها في تعذيب الله لهما. واذا هنا نقول ان اهل السنة قالوا ان العبد له مشيئة واختيار وان الله يعذبه على فعله وينعمه ايضا على فعله. وان آآ الكافر يعذب على ما عمل لا على ما شاءه الله له ولا على ما قدره الله له وانما يعذب على ما ترك من طاعة الله وفعل بمعصية الله عز وجل. قال ايضا قوله تعالى فلا يخاف ظلما ولا هضما قد فسره السلف بان بان الظلم ان توضع عليه سيئات غيره والهضم ان ينقص من حسناته. كما قال تعالى ولا تزر وزر اخرى. واما قولهم ففي الظلم انه ممتنع ان الظلم ممتنع. ولا يمكن ان يكون وان الله وان الله لا وان ان كل ما يفعله الله الجد ليس ظلما. وان الله يجب عليه ان يفعل اصلا كما تقول الملتزمة يقول هذا قول باطل. بل نقول ان الله قادر على الظلم ولا لكنه حرمه على نفسه لكمال عدله ولكمال فضله سبحانه وتعالى وهو الذي حرم ذلك على نفسه ولم يحرمه العباد عليه والله يفعل ما يشاء ويعمل ويخلق ما يشاء سبحانه وتعالى قال ايضا فان الانسان لا يخاف الممتنع الذي لا يدخل تحت القدرة حتى يؤمن ذلك وانما يؤمن من مما يمكن فلما امنوا من الظلم بقوله فلا يخاف علم ان ممكن ان ممكن مقدور عليه اي ان الظلم مقدور عليه لان الله يقول فلا يخاف ظلما ولو كان ممتنعا لما خافه المؤمن. ففي قوله فلا يخاف ظلما دليل على ان الله قادر على ان يظلم. وعلى ان يمنع لكنه لكمال عدله قال للمؤمن امله بانه لا يخاف. يقول ان من عز في هذا استدلالا فان الانسان لا يخاف الممتنع. هل يخاف الانسان بشيء ممتنع؟ لا يوجد انسان لا يخاف الا مما يمكن وجوده ووقوعه فلما قال الله عز وجل فلا يخاف ظلما افادنا ان الظلم قد يقع وان الله ليس يقع عند الله قادر على ان الله قادر على الظلم. لكن الله امتنع من ذلك لكمال عدله سبحانه وتعالى فلما امنوا من قوله فلا يخاف علم انه ممكن مقدور عليه وكذا قوله لا تختصر لدي الى قوم اما انا بظلام للعبيد يعني به نفي ما لا يقدر عليه لان الله يقدر على هم يقولون ان الله لا يقدر على الظلم. يقول المعتزلة ان الله لا يقدر على الظلم. هذا قول باطل بل نقول ان الله قادر عليه وليس في عدم المقدور عليه فيه مدح عندما نقول لا يقدر لا يقدر على كذا ليس فيه مدح عندما يكون مدحا اذا كان قادر عليه وتركه يستاهل الان لو قيل في حق المخلوق الان فلان لا يقدر يظلم هل هذا مدح المدح ان نقول هو قادر لكن منعه منعه عدله ورحمته وخوفه من الله عز وجل هذا الذي يحمد. اما الذي لا يستطيع او يمتنع ان يظلم لا يحمد بذلك وليس هذا مقام فالله يحمد انه لا يظلم لانه قادر على ان يفعلك ولكنه امتنع وتركه وحرمه على نفسه سبحانه وتعالى الكمال لكمال عدله قال ايضا والقرآن يدل على آآ قال القراء يدل على ان على نقيض هذا القول في مواضع في مواضع نزه الله نفسه فيها من عن فعل ما لا يصلح له ولا ينبغي فعلم انه منزه مقدس عن فعل السوء والفعل المعيظ المدن كما انه منزه مقدس عن وصف السوء والوصف المعيب المذوب وذاك قوله تعالى افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. وقوله تعالى افنجعل المسلمين كالمجرمين وقولهم نجعل الذين امنوا الصالحات كالغسل الارض ام نجعل متقيك كالفجار فهذي كلها ترد على من ترد على الجبري الذين قالوا ان الاعمال لا تقدم ولا تؤخر وان العبد لا لا يميزه عمله ولا يشيل عمله لانه لا اختيار له ولا بشيء وهذا لا شك انه تعطيل لحكمة الله وتعطيل ايضا كمال الله عز وجل وهذا انكار على من حاسب انه يفعل هذا واخوانه هذا حكم سيء وهو وهو مما ينزه الرب اي ان الله ينزه ان يكون هذا حاله وانه لا فرق بين المؤمن والفاجر وبين المتقي والفاجر وبين آآ المسلم والكافر هذا لا لا يليق بالله عز وجل والله منزه عن هذا قال وروى ابو داوود والحاكم استدرك من حديث ابن عباس عباد الصامت وزيد ابن ثابت قال ان الله لو عذب اهل السماوات والارض لعذبهم وغير ظالم لهم لو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم. هذا الحديث اما يدمغ به المعتزلة ويرد به على المعتزلة. وليس هو حجة ايضا القارئين بان الله يعذب عباده لما شاءوا لمحض مشيئته واختياره. وانما يقال هنا ان الله لو عذب اهل سماواته لعذبهم وهو غير ظالم لهم. وذلك اما تقصير في حق اما تقصير في واجب او وقوع في في محرم. وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم قال لو عذبني يقول يقول النبي صلى الله عليه وسلم لو ان الله عذبني وانا وابن مريم على هاتين لعذبنا وهو غير ظالم لنا اي بحق هذه الاعضاء حق هذه الاعضاء لها لها حق ولها ان تشكر فقد يعمل العبد اعمال اعمالا كثيرة فلا لا توافي نعمة البصر وحدها ولذلك جاء في عند احمد ذو الزهد ان رجل عبد الله خمس مئة عام فلما ماتا وادخلهم وارادوا ان قال خذوا عبدي الى الجنة برحمته قال يا ربي واين عملي؟ فاوتي به ووضع في الميزان واوتي بعمل خلفية عام. واوتي بنعمة البصر فرجحت نعمة البصر بنعمة بعمل خمسة عام فقال خذوا عبدي الى النار فقال يا ربي قال يا ربي برحمتك برحمتك. فهذه النعمة نعمة البصر فقط اتت على عبادة خمس مئة سنة. يبقى الاعضاء والجوارح ان العبد اذا لم يؤدي شكرها فانه يعذب عليه يوم القيامة. لكن من رحمة الله عز وجل ان الله عز وجل يقبل القليل جازي عليه الكثير سبحانه وتعالى. قال واسعد الناس اهل السنة الذي قاموا بالتصديق وعلموا ان عظمة الله تعالى وجلاله قدر اه قدر نعم الله على قدر نعم الله على خلقه ان الله عز وجل قدر نعم قال هنا قدر نعم الله على خلقه ان الله عظمة الله تعالى وجلاله قدر نعمة الله على خلقه اي قدر النعم على خلقه وعدم قيام بحقوق نعمه عليهم اما عجزا واما جهلا اي قدر النعم العباد لا لا يمكن ان يقوم بها اما عجزا واما جهلا اما ان يعجزوا ان يؤدوا شكر هذه النعم كلها واما جهلا وتفريطا واضاعة فالتعذيب يكون على اي شيء على عجزهم عن اداء شكرها او تفريطا على اداء حقها ولكن الله تفضل عباده فجازاهم على على القليل بالكثير ولم يؤاخذهم ربنا سبحانه وتعالى بما فرطوا فيه من جهة ما حصل من عدم اه اداء حق هذه النعم بل قبل منهم سبحانه تعالى نقابل هذه النعم الكثيرة ان يقروا ويعترفوا بربويته والوهيته ويصرف العبادة له ولا يعصوه فيما نهاهم عنه ولا يتركوا ما امرهم الله عز وجل به بل لو فعلوا وخالفوا معهم اصل التوحيد ومعهم دين الله عز وجل فانهم فان الله يقابلهم برحمته ومغفرته ورحمتي سبحانه وتعالى. واذا قال صلى الله عليه وسلم لن لن ينجي احدا منكم عمله قال انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني ربي برحمتي برحمته سبحانه وتعالى. اذا هذا ما ذكره ابن ابي العز او ذكره الصحابة وقبل ذلك يتعلق بمسائل مسألة آآ تكليف العباد بما بما يستطيعون يطيقون. ايضا ان كل شيء بمشيئة الله سبحانه وتعالى. وايضا ان الله يفعل ما يشاء وان الله لا يظلم العباد شيئا لا يظلم شيئا في على لا يظلم سيئا على اساءته ولا ولا يظل محسنا في على احسانه وانما يجازي هذا لفضله ويعاقب هذا بعدله فالمسيء لا يعاقب لا يعاقب الا بعدل الله عز وجل فلا يعطى سيئات اكثر من سيئاته ولا يمنع من حسنات له واما المحسن فلا فلا فلا يبخص شيئا من حسناته بل اذا عمل حسنة فان الله يقابلها بعشر حسنات الى سبع مئة ضعف وفضل الله عز وجل واسع يؤتيه من يشاء سبحانه وتعالى والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد