بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد في باب الدعاء عند الاستخارة. الحديث الثاني قال حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثنا سفيان ابن حمزة قال حدثني كثير ابن زيد عن عبد الرحمن ابن كعب قال سمعت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد مسجد الفتح يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الاربعاء فاستجيب له بين الصلاتين من يوم الاربعاء قال جابر ولم ينزل بي امر مهم غائظ الا توخيت تلك الساعة فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الاربعاء في تلك الساعة الا عرفت الاجابة. بسم الله الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد اورد المصنف الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما في باب الاستخارة او الدعاء عند الاستخارة وقد مر معنا ان الاستخارة فهي من محاسن هذا الدين ومن منة الله تبارك وتعالى على عباده المؤمنين وهي عوض لاهل الاسلام عن زجر الطير والاستقسام بالازلام الذي كان عليه اهل الجاهلية في في جاهليتهم وضلالهم حيث كان الواحد منهم اذا بدت له حاجة من سفر او تجارة او غير ذلك زجرا الطير او استقسم بالازلام ثم بعد ذلك يمضي او لا يمضي في حاجته وهي حال قائمة على الجاهلية والضلال تعوض الله تبارك وتعالى امة الاسلام بالدعاء دعاء الله تبارك وتعالى الذي هو مفتاح كل خير وعوضهم بهذه الصلاة ودعاء الاستخارة الذي صح وثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم. وقد مر معنا حديث جابر في ذكر دعاء الاستخارة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمه اصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن ثم بعد ذلك اورد رحمه الله هذا الحديث عن جابر رضي الله عنه قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد مسجد الفتح يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الاربعاء فاستجيب له بين الصلاتين من يوم الاربعاء. قال جابر ولم ينزل بي امر مهم غائظ الا توخيت تلك الساعة فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الاربعاء في تلك الساعة الا عرفت الاجابة ايراد الامام البخاري رحمه الله تعالى لهذا الحديث حديث جابر في هذه الترجمة التي هي دعاء الاستخارة ودعاء الاستخارة تكون في الامر الذي يهم العبد ويشغل باله ولا يعرف عاقبته عاقبته ومآله وفي مثل هذا ارشد العبد في مثل هذه الحال ارشد العبد الى ان يستخير الله وان يدعو الله تبارك وتعالى فاورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذا الحديث تنبيها منه الى ان من يستخير الى ان من يستخير الله جل وعلا في حاجة من حاجاته يناسب ان يتحرى اوقات الاجابة في صلاة الاستخارة ودعائها في صلاة الاستخارة ودعائها كثلث الليل الاخر والساعة التي تكون في يوم الجمعة يتحرى وقت الاجابة اذا كان في الامر الذي يستخير الله تبارك وتعالى فيه سعة اما اذا كان امرا عاجلا وظرفا طارئا وسيقدم عليه مباشرة او لا يقدم فانه يستخير دون ان يتحرى وقت. اما فاذا كان عنده سعة في الامر فتحري الاوقات الفاضلة في الدعاء او لا لان من اسباب الاجابة والتوفيق في في الدعاء تخير الوقت الفاضل تخير الوقت الفاضل للدعاء والسنة دلت في غير ما حديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم ان ثمة اوقات الاجابة فيها احرى. ان ثمة اوقات الاجابة فيها احرى من غيرها فتحري مثل هذه الاوقات في الدعاء هو من اسباب الاجابة والتوفيق في في في المطلوب باذن الله تبارك وتعالى فيكون ايراد الامام البخاري رحمه الله تعالى لهذا الحديث هنا لاجل هذا الامر تنبيها به الى تحري الوقت الذي يرجى ان تكون فيه الاجابة احرى من غيره اورد هنا حديث جابر رضي الله عنه في دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في قال هذا المسجد مسجد الفتح في هذا المسجد مسجد الفتح ومسجد الفتح هو احد المساجد التي تعرف في هذا الزمان بالمساجد السبعة وهي على التحقيق من كلام اهل العلم والراسخين فيه ليس لها اصل صحيح في سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن صحابته الكرام رظي الله عنهم وما يروى فيها في فضلها وفي فضل الصلاة فيها او تحري الدعاء فيها او نحو ذلك كل ما يروى من ذلك لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يثبت منه شيء عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن صحابته الكرام بل لم يثبت فضيلة لمساجد في في المدينة تتحرى الصلاة فيها الا مسجدين. هذا المسجد مسجد النبي عليه الصلاة والسلام وقد قال صلى الله عليه وسلم في بيان فضله صلاة في مسجدي هذا خير خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام والمسجد الاخر مسجد قباء قد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه يأتي مسجد قباء كل سبت راكبا وماشيا وصح عنه ان من تطهر في بيته واتى مسجد قباء وصلى فيه صلاة كان كاجر عمرة. وهذا ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه فليس في المدينة مساجد يشرع قصدها وتحري الصلاة فيها الا هذين المسجدين مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ومسجد قباء وما سواها من المساجد ليس عليها اثارة من علم او مستند صحيح من سنة النبي عليه الصلاة والسلام وهدي صحابته الكرام رضي الله عنهم وارضاهم وما يروى في في ذلك من الاحاديث كلها احاديث لما تثبت كما بين ذلك غير واحد من اهل العلم ومن ذلكم فتوى قيمة للجنة الدائمة للافتاء برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه والله حول هذه المساجد مع دراسة وافية عنها بينوا من خلال انها لا يثبت فيها شيء بينوا من خلال تلك الدراسة وتلك الفتوى انه لا يثبت فيها شيء وانه لا يثبت في في في فضل مساجد في المدينة الا مسجدين. مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ومسجد قباء ومثل هذا التقرير ايضا ذكره شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم وغيرهما وغيرهم من اهل العلم. فالشاهد ان هذه المساجد السبعة ليس لها اصل صحيح يبنى عليه ويعتمد عليه وكل ما يروى فيها من مما لم يثبت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن صحابته الكرام. وهذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى هنا وفيه ذكر لمسجد الفتح وهو احد هذه المساجد السبعة فهذا الحديث فيه كلام هذا الحديث فيه كلام من جهة كما نبه واشار الى ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم من جهة كثير ابن زيد من جهة كثير بن زيد الذي مر معنا في الاسناد فان كثيرا هذا صدوق يهم صدوق يهم وله في روايته بعض الاخطاء ومن ذلكم ما جاء في هذه الرواية لان هذه الرواية اختلف فيها او اختلف فيها الثقات على اه كثير ابن زيد فرواه فرواه عن كثير غير واحد من الثقات بالفاظ مختلفة فبعضهم رواه هنا قال في مسجد الفتح وبعض الثقات رواه عنه في مسجد الاحزاب وبعضهم رواه عنه قال في مسجد قباء وهذا وهذا الاضطراب مما يوهن هذه الرواية وايضا في الاسناد اختلف عليه فيه فرواه عنه بعض الثقات عن رواه بعض الثقات عن كثير ابن زيد عن عبد الله ابن عبد الرحمن ابن كعب وبعضهم رواه عن عبدالرحمن بن كعب فمثل هذا الاختلاف والاضطراب في السند وفي المتن مما يوهن الرواية ويضعفها مما يوهن الرواية ويضعفها ولهذا جاء في بعضها انه ان هذا الدعاء كان في مسجد قباء وفي بعضها انه كان في مسجد الاحزاب وفي بعضها انه كان في مسجد الفتح وهذا كله اضطراب في في الرواية و وهو من كثير اه ابن زيد لان الثقات رواه عنه بهذا الاختلاف منهم من رواه عنه ذكر مسجد قباء ومنهم من رواه عنهم بذكر مسجد الاحزاب ومن من رواه عنهم بذكر مسجد الفتح ثم قال في هذا المسجد مسجد الفتح يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الاربعاء اي ان الدعاء تكرر لمدة ثلاثة ايام بدأ يدعو يوم الاثنين ثم كرر الدعاء يوم الثلاثاء ثم كرر الدعاء يوم الاربعاء وهذا فيه شاهد الى ما سبق الاشارة اليه وهو الالحاح على الله في الدعاء وعدم اليأس وان العبد يكرر السؤال والطلب ويلح على الله تبارك وتعالى داعيا سائلا ادعوا ربكم تضرعا قال فاستجيب له بين الصلاتين جاء في بعض طرق الحديث تعيين الصلاتين وانهما صلاتي الظهر والعصر ما بين الصلاتين اي ما بين صلاتي الظهر والعصر استجيب له في هذا الوقت فدعا يوم الاثنين ودعا يوم الثلاثاء ودعا يوم الاربعاء واستجيب له في استجيب له بين الصلاتين من يوم الاربعاء اي اليوم الثالث من الايام التي بدأ فيها يدعو الله سبحانه وتعالى قال جابر لما ذكر هذا الحديث ولم ينزل بي امر مهم غائظ امر مهم اي يهمني ويشغل بالي ويأخذ اهتمامي وعناية وقوله غائض يأمر شديد قال لم ينزل بي امر مهم غائظ الا توخيت تلك الساعة الا توخيت تلك الساعة وهنا تنتبه الى امر ربما لا ينتبه له بعض من اطلع على هذا الحديث وهو ان جابر توخى الدعاء في تلك الساعة. قال الا توخيت الدعاء في تلك الساعة فليس عند جابر تحر لمكان ولا تحر ليوم ولينتبه لهذا ليس عند جابر تحر لمكان ليس عنده تحر لمكان الذي هو مسجد الفتح او مسجد قباء او مسجد الاحزاب على اختلاف في الرواية لهذا الحديث وليس عنده تحر لليوم الذي هو يوم الاربعاء لان النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يدعو ان صحت هذه الرواية بدأ يدعو يوم الاثنين واستمر يكرر فاجيب في يوم الاربعاء وجابر هنا قال تحريت تلك الساعة تحريت تلك الساعة التي ما بين صلاتي الظهر والعصر تحرى تلك الساعة التي هي ما بين صلاتي الظهر والعصر فلم يتحرى مكانا ولم يتحرى يوما ولهذا الحديث لو صح لا يدل على فضيلة تتحرى في في المكان الذي هو مسجد الفتح ولا فضيلة ايضا تتحرى في يوم الاربعاء الذي هو اليوم الذي استجيب فيه للنبي صلى الله عليه وسلم وانما تكون الفظيلة ما نص عليه جابر قال تحريت او توخيت تلك الساعة فدعوت الله فيها دعوت الله دعوت الله فيه. دعوت الله فيه اي فيه هذه في هذا الوقت بمطلوبي وحاجتي قال فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الاربعاء في تلك الساعة قال ولم ينزل بي امر مهم غائض الا توخيت تلك الساعة فدعوت الله فيه بين الصلاتين يوم الاربعاء في تلك الساعة الا عرفت الاجابة الا عرفت الاجابة وقوله الا عرفت الاجابة فيه اه ان ان جابر عمل بهذه الدعوة وتحرى هذا اه تحرى هذا الوقت وهو هذه اه هذه الساعة التي بين بين الصلاتين وجاء هنا في في هذه الرواية ذكر يوم الاربعاء وفي بعضها لم يأتي ذكر ليوم الاربعاء في بعضها لم يأتي ذكر اليوم الاربعاء الشاهد ان هذا الحديث اه سنده غير ثابت ولو ثبت وصح عن النبي عليه الصلاة والسلام فليس فيه دليلا على تحري يوم يوما معينا للدعاء وليس به دليلا على تحري مكانا معينا للدعاء الذي هو مسجد الفتح او الاحزاب او قباء على اختلاف في الرواية في في هذا الحديث. ولهذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم. قال وفي اسناد هذا الحديث كثير ابن زيد وفيه كلام يوثقه ابن معين تارة ويضعفه اخرى وهذا الحديث يعمل به طائفة من اصحابنا وغيرهم فيتحرون الدعاء في هذا كما نقل عن جابر قال ولم ينقل عن جابر انه تحرى الدعاء في المكان بل تحرى الزمان لم ينقل عن جابر انه تحرى الدعاء في المكان الذي هو مسجد الفتح وانما تحرى الدعاء في الزمان. والاقرب والله وتعالى اعلم ان تحري الدعاء في الزمان اي في الساعة التي بين صلاتي الظهر والعصر بين صلاتي الظهر والعصر تحري الدعاء في تلك الساعة فيكون من اوقات الاجابة ما بين صلاتي الظهر فيما لو ثبت هذا الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم والله اعلم. نعم. قال حدثنا علي عن خلف بن خليفة قال حدثني حفص ابن اخي انس عن انس رضي الله عنه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فدعا رجل فقال يا بديع السماوات يا حي يا قيوم اني اسألك فقال اتدرون بما فدعا والذي نفسي بيده دعا الله باسمه الذي اذا دعي به اجاب ثم اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى حديث انس ابن مالك في ذكر هذا الدعاء الذي فيه سؤال الله تبارك وتعالى باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وايراد الامام البخاري رحمه الله تعالى لهذا الحديث في باب الاستخارة فيه تنبيه الى ان المستخير اذا استخار الله سبحانه وتعالى في حاجته واراد ان يدعو الله تبارك وتعالى في الامر الذي يطلبه او الامر الذي صرف عنه فليتحرى من الدعاء مثل هذه الادعية الكاملة العظيمة التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم ان فيها اسم الله الاعظم ان فيها اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى قال عن انس كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فدعا رجل فقال يا بديع السماوات قال يا بديع السماوات بديع السماوات اي خالق السماوات وموجدهما وموجدها على غير مثال على غير مثال قال يا بديع السماوات ان يا خالق السماوات ومبدع السماوات ومنشيء السماوات على غير مثال قال يا بديع السماوات يا حي يا قيوم ذكر هذين الاسمين متوسلا الى الله تبارك وتعالى بهما وفي قول لاهل العلم ان اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا به اذا سئل به اعطى ان انه الحي القيوم هذان الاسمان معا. ومنهم من قال انه اسمه تبارك وتعالى الله والاقوال في اسمه الاعظم كثيرة لاهل العلم لكن اقربها ان الاسم الاعظم هو الله او الحي القيوم لان اكثر الروايات التي جاءت في ذكر الاسم الاعظم اشتملت على هذه الاسماء الله الحي القيوم والحي القيوم هذان الاسمان ترجع اليهما جميع الاسماء. لان الحي يدل على ثبوت الحياة والى هذا الاسم ترجع جميع الصفات الذاتية والقيوم يدل على القيومية والى هذا الاسم ترجع الصفات الفعلية. فرجعت الاسماء كلها الى هذين ثمانين الحي القيوم. قال يا حي يا قيوم اني اسألك اي يذكر حاجته. بعد ان نادى هذا النداء يا بديع السماوات والارض يا حي يا قيوم. وفي حديث اخر ان النبي عليه الصلاة والسلام سمع رجلا يقول اللهم اني اسألك بان لك الحمد وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم وهو لفظ اتم من هذا اللفظ الذي هنا فيه الالفاظ الموجودة هنا وزيادة عليه. فهو اتم من هذا اللفظ في التوسلات الى الله تبارك وتعالى قال عليه الصلاة والسلام اتدرون بما دعا؟ وهذا فيه لفت انتباه وسد للاذهان وتنبيه لعظم الامر. اتدرون بما دعا؟ كانه يقول انتبهوا اتدرون بما دعا والذي نفسي بيده دعا الله باسمه الذي اذا دعي به اجاب بعض الروايات قال دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فهذا الدعاء العظيم الذي نبه عليه الامام البخاري ينبغي عليه ينبغي ان يحرص عليه المسلم غاية الحرص وان يعتني به عظيم العناية في حاجاته ومطلوباته ورغباته يتوسل الى الله بهذه التوسلات العظيمة اللهم اني اسألك بان لك الحمد المنان يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم ثم يذكر حاجته يسأل الله جل وعلا هذا الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم في دعائه ثم ثم انك هنا تعجب غاية العجب لحال اقوام بليت الامة بهم كتبوا كتبا في الدعاء اخلوها من هذه الادعية المباركة العظيمة الصحيحة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام وظعوا بدلا منها ادعية انشؤوها واخترعوها وبعض الادعية التي كتبوها قائمة على الشرك بالله والعياذ بالله وسؤال المخلوقين والالتجاء اليهم حتى انك ترى الى زماننا هذا والى وقتنا هذا بعض العوام المساكين المغرر بهم يمسك كتابا بيده يقرأ منه ويدعو بالدعوات الموجودة فيه وهي قائمة على الشرك بالله وعلى البدع وعلى التوصلات الباطلة فيعلمون هؤلاء فهذه الادعية الباطلة ولا يعلمونهم الدعوات العظيمة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين اي الذين يضلون الناس عن سواء السبيل ومن اظلال الناس عن سواء السبيل شغلهم بتلك الكتب المشتملة على تلك الدعوات الباطلة والتوسلات الباطلة والاستغاثات الباطلة ولا يعلمونهم هذه الادعية الصحيحة ولهذا لو فتحت هذه الكتب لا ترى فيها هذا الدعاء الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام لقد سأل الله باسمه الاعظم لقد سأل الله باسمه الاعظم لا ترى في هذا الدعاء وترى فيها مناجاة المخلوقين والاستغاثة بالمخلوقين والالتجاء بالمخلوقين. مدد يا فلان ادركني يا فلان الحقني يا فلان. الى غير ذلك من الشركيات والعياذ بالله والواجب في هذا المقام التناصح والدلالة على الخير وتوجيه العوام حتى لا يظلهم هؤلاء الدعاة دعاة الظلال ودعاة الباطل الذين يصرفونهم عن الدعوات المأثورة الى دعوات باطلة ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان. نعم قال حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثنا ابن وهب قال اخبرني عمرو عن يزيد ابن ابي حبيب عن ابي الخير انه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال ابو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء ادعو به في صلاتي. قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي من عندك مغفرة انك الغفور الرحيم ثم ختم هذه الترجمة بهذا الدعاء العظيم الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر يقوله في صلاته وفي بيته كما جاء في بعض الروايات وهي ثابتة ان ابا بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي وفي بيتي. فهذه دعوة عظيمة يقولها المسلم في ومحلها قبل السلام محل هذه الدعوة قبل السلام قبل ان يسلم من صلاته لقوله عليه الصلاة والسلام في حديث اخر ثم ليتحرى ليتخير من الدعاء ما شاء او ايضا في في السجود لان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد كما صح بذلك الحديث قال فتحروا فيه الدعاء او كما قال عليه الصلاة والسلام فهذه دعوة علمها النبي عليه الصلاة والسلام لابي بكر الصديق يقولها في صلاته ويقولها في في بيته قال تقول اللهم اني ظلمت نفسي ايضا قبل الدخول في هذا الدعاء لابد ان نقف على فائدة صديق الامة رضي الله عنه يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام ويقول علمني دعاء ادعو به لو سألتكم الان اليس عند ابي بكر رضي الله عنه قدرة وملكة على انشاء ادعية يقولها في الصلاة ويقولها في بيته عنده ملكة وقدرة على ذلك اوليس عنده ملكة ولا قدرة على ذلك وتكون القدرة على انشاء الادعية ووجدت في المتأخرين فيما بعد فماذا نستفيد؟ من اتيان ابي بكر ومر معنا سابقا اتيان العباس وايضا اتيان غير واحد من الصحابة للنبي عليه الصلاة والسلام علي بن ابي طالب ثبت عن ان نواة النبي في صحيح مسلم قال علمني دعاء ادعو الله به قال تقول اللهم اني اسألك الهدى والسداد واذكر واذكر في في الهداية هداية هداية الطريق وبالسداد سداد القوس فاصحاب فعدد كبير من الصحابة كانوا يأتون النبي عليه الصلاة والسلام ويطلبون منهم ان يعلمهم الدعاء يعلمهم شيئا يدعون الله به وهم قادرون على ان ينشئوا ادعية لكنهم يأتون النبي عليه الصلاة والسلام ويأخذون عنه ويتعلمون منه لعلمهم بان دعواته عليه الصلاة والسلام معصومة سالما من الخطأ والزلل وفي الوقت نفسه جامعة للمطالب العالية والمقاصد الرفيعة وخيري الدنيا والاخرة فكيف يعدل عنها بدعوات ان شئت واخترعت في قرون متأخرة. فهذا فيه عبرة لمن بلاهم الله سبحانه وتعالى بتلك الكتب حتى ان بعضهم الزم العوام الزامات باطلة في اوقات الدعاء وانواع الدعا تجد بعضهم يكتب في تلك الكتب دعاء يوم السبت ودعاء يوم الاحد ودعاء يوم الاثنين الى اخره ويلتزم العوام بذلك. يلتزم العوام بذلك وايضا يحددون لهم عند دخول المسجد السنة بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله فيعطونه عند دخول مسجد صفحتين من الدعاء فتجد العامي يقف عند باب المسجد ويقرأ. ثم بعد الدخول يقرأ ثم قبل ان يجلس يقرأ ويحددون له اشياء ما انزل الله بها من سلطان. والعامة ليس عنده نقد النقاد مع ظاهر السكة. مع ظاهر السكة اذا قيل له افعل كذا فعل. وليس عنده نقد وليس عنده تمييز ولهذا العوام عليهم خطورة بالغة جدا من دعاة الضلال عليهم خطورة بالغة جدا من دعاة الضلال بما يزينون لهم من تلك الكتب حتى ان بعض العوام تربي زخرفة الكتاب زخرفة الكتاب الان بعض الادعية تطبع للعوام وتزخرف وتزين بل ان بعضهم يتقصد ان يطبعها مثل هيئة المصحف بطريقة النقص او او اشبه ذلك يزينها مثل ما ما يزين المصحف ثم ثم تعطى تعطى للعوام على انها دعوات آآ يعتني بها ويدعو بها العوام عليهم خطورة عليهم خطورة بالغة جدا من هذه الكتب التي توزع بعضها توزع مجانا وبعضها تباع على اه تباع على هات هات هات هذا الان ما هو؟ الان ارسله واحد من الاخوان هذا ما هو الان. مصحف هذا الان كتاب في الدعاء كتبوه على شكل مصحف نفس جلد المصحف وهيئة المصحف ثم اذا قلبت هذا الدعاء تجد فيه من الاباطيل ما ما يندى له الجبين ومطبوع على نفس غلاف المصحف شكل المصحف الان. وهذا شاهد حاله الان يعني احد الاخوة ارسله فالعوام مساكين عندما يأتيه مثل هذا الكتاب الانيق وشكل شكل المصحف تجده يحافظ عليه محافظة شديدة ويعتني بها عناية شديدة ولا يفرط به ويدعو انظر نفس طريقة المصحف ففي النقش ومثل ما يوجد في المصاحف يفعلونها حتى العامي يأخذه مأخذ التسليم يأخذه مأخذ انه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ولا يقبل فيه اي نقد. مع انك ترى فيه شركا ترى بدعا ترى ضلالات ترى توسلات بما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان هذا مثال الان يكرر لا اله الا الله يقول لا اله الا الله بالسنة كلام غير مفهوم لكن نقرأه كما هو يقول لا اله الا الله بالسنة انواع النباتات اصناف الاشجار بكلمات الاوراق والازهار والبذور والاشجار والطيور و ثم قال لا اله الا الله بالسنة انواع الحيوانات واقسام الطيور هذي حديقة حيوانات. هذي حديقة حيوانات في وانواع الطيور الاعضاء والات والالات والجهرات والاجتبائات يعني هذا الان يعطى للعوام ويمسكه العامي يقرأ يقرأ يقرأ يوميا يهجر القرآن ويهجر هذه الادعية الصحيحة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام اخذ علينا الوقت نعم وين وصلنا الان؟ الحديث ايش قول ابو بكر اي نعم علمني دعاء قال علمني دعاء ادعو به في صلاتي فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي فاغفر لي من عندك مغفرة انك انت الغفور الرحيم. جاء في اه في الصحيح صحيح المصنف اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. فعلم النبي عليه الصلاة والسلام اه صديق الامة رضي الله عنه وارضاه ان يدعو بهذا الدعاء وكان رظي الله عنه افظل امة محمد هو وهو رظي الله عنه افظل امة محمد بل انه رظي الله عنه افضل الناس بعد الانبياء على الاطلاق ولننتبه لهذا. كان ابو ابو بكر رظي الله عنه افظل الناس بعد الانبياء على الاطلاق لانه صح عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ابو بكر وعمر سيدا كهول اهل الجنة من الاولين والاخرين عدن النبيين فابو بكر رظي الله عنه افظل الناس افظل ولد ادم على الاطلاق بعد النبيين. افظل ولد ادم على الاطلاق بعد النبيين فكان صديقا كان عابدا كان تقيا كان مجاهدا مناصرا للنبي عليه الصلاة والسلام ايامه ماضية في العبادة والطاعة حتى مر معنا قريبا ان النبي صلى الله عليه وسلم يوما من الايام قال لاصحابه من اصبح منكم اليوم صائما؟ قال ابو بكر انا. قال من اطعم اليوم مسكينا؟ قال ابو بكر انا. قال من عاد اليوم مريظا قال ابو بكر انا. وذكر امرا رابعا من اتبع اليوم جنازة؟ قال ابو بكر انا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم انها لم تجتمع في يوم لرجل الا دخل الجنة كان من العباد الاتقياء صديق رضي الله عنه وارضاه. ثم يقول للنبي صلى الله عليه علمني دعاء ادعو الله به فيقول قل اللهم ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. اذا كان الصديق رضي الله عنه يقول في دعائه اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. فما هي حالنا نحن مع انفسنا ظلمناها قليلا اذا كان صديق الامة يقول له النبي عليه الصلاة والسلام تقول اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا فالذي ينبغي على الانسان ان يستشعر ظلمه لنفسه وتقصيره في جنب الله تبارك وتعالى بتهاونه في في الطاعات وتقصيره فيها وايضا بفعله للاثام والمعاصي والذنوب ويلجأ الى الله سبحانه وتعالى بمثل هذه الدعوات العظيمة تعترف اولا بالتقصير في قولك اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. مثل ما مر معنا في دعاء آآ سيد الاستغفار. قال ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي قال اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت وفيه هنا كمال الالتزاء الى الله والاعتقاد بان مغفرة الذنوب وتكفير السيئات والتوبة على التائبين كل ذلك بيده تبارك وتعالى قال لا يغفر الذنوب الا انت. ومر معنا نظير هذا في في في سيد الاستغفار. قال ولا يغفر الذنوب الا انت ثم ذكر مطلوبه. بعد ان توسل الى الله بالاعتراف بالظلم للنفس والاعتراف بان الله عز وجل هو اهل المغفرة سبحانه وتعالى ولا يغفر الذنوب الا الله ثم ذكر مطلوبة قال فاغفر لي من عندك مغفرة ولفظه عند البخاري فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني فجمع بين سؤال الله المغفرة والرحمة مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم. ومناسبة ذكر هذا الدعاء في باب الاستخارة ان هذه دعوة يأتي بها المسلم في في صلاته منكسرا متذللا بين يدي الله تبارك وتعالى طالبا غفرانه ورحمته جل وعلا ومن المناسب الاتيان بهذا الدعاء في الصلاة التي تصلي للاستخارة وفي غيرها من الصلوات المكتوبة وغيرها نعم نعم. قال رحمه الله تعالى باب اذا خاف السلطان. قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا عيسى ابن يونس عن الاعمش قال حدثنا ثمامة ابن عقبة قال سمعت الحارث ابن سويد يقول قال عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه اذا كان على احدكم امام يخاف تغطرسه او فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم كن لي جارا من فلان ابن فلان واحزابه من خلائقك ان يفرط علي احد منهم او يطغى عز جارك وجل ثناؤك ولا الا انت ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة خال قال باب اذا خاف السلطان قوله اذا خاف السلطان اي السلطان الجائر الباغي الظالم المعتدي الذي يستغل سلطانه لاذلال الناس واهانتهم والاعتداء عليهم في اموالهم في اعراظهم. فاذا كان خاف سلطانا هذه صفته خاف على نفسه منه او خاف على ماله منه او على عرظه منه او نحو ذلك فبماذا يدعو باي شيء يدعو؟ عقد هذه الترجمة لبيان ما يشرع لمن خاف سلطانا جائرا ظالما باغيا ان يدعو به اورد هنا حديث عبد الله او اثر عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال اذا كان على احدكم امام يخاف تغطرسه او ظلمه وهذا فيه ان هذه الدعوة لا تقال في حق كل امام. وانما تقال في حق الامام الظالم. الامام الجائر امام الجور الذي منه عدوان وآآ تسلط على الناس تغطرس التغطرس هو التعالي على الناس والترفع عليهم والتكبر عليهم ورؤية النفس والاعجاب قال قال اذا كان على احدكم امام يخاف هو تغطرسه او ظلمه. ظلمه اي اعتداؤه عليه في ماله او في عرظه. او في في نفسه او في دمه قال فليقل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم وهذا فيه التوسل الى الله وتعالى بربوبيته للسماوات السبع وربوبيته للعرش العظيم الذي هو اعظم المخلوقات واكبر المخلوقات وهنا يستشعر الداعي وهو يتوسل الى الله عز وجل بهذه الوسيلة رب السماوات السبع ورب العرش العظيم عظمة الله جل وعلا. وان العرش وما تحته والسماوات وما تحتها كلها خاضعة لربوبية الله تبارك وتعالى وتصريفه وتدبيره فيقوى قلب الداعي وتقوى ثقته بالله ويعظم التجاؤه الى الله عز وجل وحسن توكله عليه جل وعلا. واذا قوي التوكل في القلب على الله وحسن الالتجاء اليه تبارك وتعالى جاء الفرج جاء الفرج مع قوة الالتجاء وتمام التوكل. كما قال عز وجل ومن يتوكل على الله فهو حسبه قال جل وعلا اليس الله بكاف عبده فاذا هذه هذه الوسائل اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم تقوي في قلب السائل والمتوسل الى الله عز ودل بهذه الوسائل قوة التوكل على الله وحسن الثقة به وتمام الالتجاء اليه سبحانه وتعالى. قال كلي جارا من فلان ابن فلان يسميه. يسمي هذا السلطان الجائر الذي يخاف على نفسه منه او على ماله منه على كل جارا اي مجيرا وحاميا وناصرا ومعينا وحافظا قال كلي جارا من فلان ابن فلان واحزابه من خلائقك. احزابي اي اعوانا من جنوده واتباعه وانصاره كل جارا من فلان ابن فلان واحزابه من خلائقك. اي اجرني منهم. فهذه استجارة بالله واعتصام بالله. والتجاء الى الله سبحانه وتعالى قال ان يفرط علي احد منهم او ان يطغى. وهذا المعنى مأخوذ من قوله قول موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام قالا ربنا انا نخاف ان يفرط علينا او ان يطغى ومعنى يفرط علينا اي يعتدي علينا ويفاجئنا بالاعتداء علينا في انفسنا او في دمائنا او في اعراضنا قال قال ان يفرط علي احد منهم او ان يطغى والطغيان هو التعدي والجور والظلم قال ان يفرط علي احد منهم ان او ان يطغى. عز جارك اي عز من استجار بك والتزم جاء اليك واحتمى بك واعتصم بك والله يقول ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم. عزائي كتبت له العزة والغلبة والنصر من من استجار بك هذا معنى قوله عز جارك عز جارك اي اي كتبت العزة والنصر لمن؟ استجار بك فاجرته وجل ثناؤك اي عظم ثناؤك لان الله عز وجل له الثناء الحسن له تبارك وتعالى الثناء الحسن له الثناء العظيم. كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام لا احصي ثناء عليه انت كما اثنيت على نفسك فجل ثناؤك اي لك الثناء الجليل العظيم قال جل ثناؤك ولا اله الا انت اي لا معبود بحق سواك وهذا فيه ما تقدم وهو ان التوحيد ملجأ ومفزع للانسان في ملماته وكرباته وشدائده ولهذا يأتي ذكر كلمة التوحيد في عامة او جل الادعية المأثورة عن نبي صلوات الله وسلامه عليه نعم. قال حدثنا ابو نعيم قال حدثنا يونس عن المنهال ابن عمرو قال حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال اذا اتيت سلطانا مهيبا تخاف ان يسطو بك فقل الله اكبر الله اعز من خلقه جميعا. الله اعز مما اخاف واحذر. اعوذ بالله الذي لا اله الا هو الممسك السماوات السبع ان يقعن على الارض الا باذنه من شر عبدك فلان واتباعه واشياعه من الجن والانس. اللهم كن لي جارا من شرهم جل ثناؤك وعز وتبارك اسمك ولا اله غيرك ثلاث مرات. ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن ابن عباس وهو بمعنى الاثر المتقدم عن ابن مسعود رضي الله عنهم. قال ابن عباس رضي الله عنهما اذا اتيت سلطانا مهيبا تخاف ان يسطو بك. فلاحظ هنا ان هذا الدعاء لا يقال عند كل سلطان وانما عند السلطان الجائر السلطان المهيب الذي تخاف ان يسطو بك فتأتي بهذه الدعوة. وعندما يكون الانسان كان عنده سلطان جائر ظالم باغي ويدخل في قلبه خوف يدخل في قلبه خوف من هذا السلطان يحتاج قلب من كان كذلك الى كلمات تملأ قلبه بالخوف من الله سبحانه وتعالى والثقة به بدل ان بدل ان يكون القلب مشتغلا بالخوف من هذا المخلوق يحتاج الى كلمات تملأ قلبه بالخوف من الله والثقة بالله وتمام الالتزاء الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا قال هنا فقل الله اكبر. قل الله اكبر كبر الله وعظمه اي اكبر من كل شيء. الله عز وجل اكبر اي من كل شيء اكبر من كل كبير. كبرته او عظمته نفوسنا او رأينا كبره وعظمه فالله اكبر جل وعلا من كل شيء. فتكبر الله حتى يعمر قلبك بتعظيم الله سبحانه وتعالى. قال الله اكبر الله اعز من خلقه جميعا. العزة لله فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين العزة لله ولمن اعزه الله تبارك وتعالى. قال الله اعز من خلقه جميعا لان العزة لله ولا عزة لاحد الا اذا اعزه الله تبارك وتعالى ومن يهن الله فما له من قال الله اعز مما اخاف واحذر. قوله اعز من خلقه جميعا هذا تعميم وقوله الله اعز مما اخاف واحذر تخصيص. مما اخاف واحذر اي من هذا السلطان الذي اخافه واحاذر منه واخشى منه فالله اعز من. فاذا قال هذه الكلمات الله اكبر الله اعز من خلقه جميعا الله اعز مما اخاف احذر يعمر القلب بالثقة بالله وحسن التوكل عليه سبحانه وتعالى ثم يبدأ قالوا المطلوب قال واعوذ بالله الذي لا اله الا هو وهنا ايضا ذكر لكلمة التوحيد وهي ملجأ افزع كما سبق التنبيه على ذلك غير مرة. قال واعوذ بالله الذي لا اله الا هو الممسك السماوات السبع ان يقعن على الارض الا باذنه. وهذا فيه استحضار لكمال قدرة الله عز وجل وكمال قوته وان كل شيء بيده سبحانه وتعالى وانه المتصرف في هذا الكون في السماوات وفي الارظ وفيما بين السماوات والارض في جميع المخلوقات جل وعلا قال اعوذ بالله الذي لا اله الا هو الممسك السماوات السبع ان يقعن على الارض الا باذنه من شر عبدك فلان يسميه اي يسمي ذلك السلطان الذي يخاف من بطشه وظلمه. وجنوده واتباعه واشياعه من الجن والانس من الجن اي من من شياطين الجن الذين يدفعون هذا يدفعون هذا ويدفعون اعوان الى البغي والظلم والاعتداء فيتعوذ بالله من هؤلاء الشياطين شياطين الجن ويتعوذ ايضا بالله من شياطين الانس. قال من الجن والانس اللهم كن لي جارا من شرهم اي من شرهم اي احفظني وامنعني وقني يا الله من شر هؤلاء. جل ثناؤك وعز جارك وهذا مر معنا في اثر ابن مسعود وتبارك اسمك ولا لا اله غيرك قال تقول ذلك ثلاث مرات. تقول ذلك ثلاث مرات اي تأتي بهذا الدعاء اه ثلاث مرات نعم. قال حدثنا موسى قال حدثنا سكين بن عبد العزيز بن قيس قال اخبرني ابي ان ابن عباس رضي الله عنهما حدثه قال من نزل به هم او غم او كرب او خاف من فدعا بهؤلاء استجيب له. اسألك بلا اله الا انت رب السماوات السبع ورب العرش العظيم واسألك بلا اله الا انت رب السماوات السبع ورب العرش الكريم واسألك بلا اله الا انت رب السماوات السبع والاراضين السبع وما فيهن انك على كل شيء قدير ثم سل الله حاجتك ثم ختم هذه الترجمة بهذا الحديث او هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال من نزل به هم او غم او كرب او خاف من سلطان فدعا بهؤلاء استجيب له. دعا بهؤلاء اي هؤلاء الدعوات استجيب له قال اسألك بلا اله الا انت رب السماوات السبع ورب العرش العظيم واسألك بلا اله الا انت رب السماوات ورب العرش الكريم واسألك بلا اله الا انت رب السماوات السبع والارض والاراضين السبع وما فيهن انك على كل شيء قدير ثم سأل الله ثم سلا الله حاجتك نحن مر معنا قريبا من حديث ابن عباس في في دعاء الكرب قال كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم. مر معنا وهو صحيح ثابت وان المكروب الذي اصابه هم او غم او كرب يأتي به ومن ذلكم لو خاف سلطانا لو خاف سلطان لان هذا كرب اذا اصاب الانسان كرب ومن ذلكم خوفا من السلطان له ان يقول ما مر معنا لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله يأتي بهذا الذكر المبارك لانه يشرع للمسلم ان يقوله اذا اصابه كرب اي اصابته شدة اما ما ورد هنا في هذه الرواية بهذا اللفظ اسألك بلا اله الا انت هذا غير ثابت لان هذا الاسناد الذي ساقه المصنف رحمه الله فيه عبدالعزيز بن قيس وهو مجهول في عبد العزيز بن قيس وهو مجهول فالاسناد هنا بثابت والصحيح المحفوظ الثابت من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان يقول المسلم عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارظ ورب العرش الكريم ومن ذلكم لو انه خاف سلطانا له ان يقول هذا. لان هذا كرب كرب اه دخل على الانسان وهو خوفا من من السلطان فله ان يأتي بهذا الذكر. يأتي به بالصيغة التي سبق ان مرت معنا ما هذه الصيغة؟ اسألك بلا اله الا الله فهي انما جاءت من هذا الطريق وهو طريق لم يثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما نعم قال رحمه الله تعالى باب ما يدخر للداعي من الاجر والثواب. قال حدثنا اسحاق بن نصر قال حدثنا حماد بن اسامة عن علي بن علي قال سمعت ابا المتوكل الناجي قال قال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يدعو ليس باثم ولا بقطيعة رحم الا اعطاه احدى ثلاث اما ان يعجل له دعوته واما ان يدخرها له في الاخرة واما ان يدفع عنه من السوء مثلها. قال اذا يكثر قال الله اكثر. ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب ما يدخر للداعي من الاجر والثواب وهذه الترجمة فيها فقه عظيم يغفل عنه كثير من الناس في باب الدعاء عندما يسأل الله عز وجل حاجة من حاجاته ثم لا تحصل له تلك الحاجة ربما دخله قنوط وقال دعوت ولم يستجب لي هذه الترجمة تبين المسلم جانبا من الاجابة يغفل عنه كثير من الناس وهو ان استجابة الله عز وجل للداعي في دعائه قد لا تكون في عين مطلوبة قد لا تكون في عين مطلوبة او في حاجته المعينة التي طلبها بل قد يدخر الله سبحانه وتعالى له بها اجرا وثوابا يوم القيامة وقد يصرف عنه بها شرا وضرا في الحياة الدنيا او يوم القيامة فالاجابة حاصلة بهذه الامور اما ان يعطى سؤله ومطلوبه المعين او ان يدخر له ذلك اجرا وثوابا او يصرف عنه من السوء مثله فهذا باب في فقه الدعاء وان الدعاء مستجاب ولو لم يحصل لي الداعي المطلوب المعين الذي طلبه قال باب ما يدخر للداعي من الاجر والثواب واورد حديث ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مسلم يدعو ليس باثم ولا بقطيعة رحم الا اعطاه احدى ثلاث الا اعطاه احدى ثلاث اي اذا دعا دعوة ليس فيها اثم وليس فيها قطيعة رحم ومعنى هذا مر معنا قريبا عند المصنف عندما ذكر قول النبي عليه الصلاة والسلام يستجاب لاحدكم ما لم يدعو باثم او قطيعة رحم او يستعجل في دعائه يقول دعوت فلم يستجب لي قال الا اعطاه احدى ثلاث اما ان يعجل له دعوته اي يعطيه الدعوة التي طلبها والحاجة التي سألها او واما ان يدخرها له في الاخرة اي اجرا وثوابا واما ان يدفع واما ان يدفع عنه من السوء مثلها فالدعاء مستجاب وحاصل والداعي ينال باذن الله احدى هذه الامور الثلاث اما ان ينال مطلوبه المعين واما ان يدخر له اجرا وثوابا في الدار الاخرة او ان يصرف عنه من السوء مثلها. قال آآ قال ابو سعيد اذا يكثر اذا يكثر يعني الداعي ما دام ان هذه الامور حاصلة وان الدعاء مستجاب قال اذا يكثر وقوله اذا يكثر هذا من فقه الصحابة وحرصهم على الخير وشدة رغبتهم فيه قال اذا يكثر؟ قال الله اكثر الله اكثر اي مهما اكثرت من السؤال فالله عز وجل واسع الفضل عظيم المن جزيل العطاء عطاؤه كلام ومنعه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فلا يتعاظمه مسألة تبارك وتعالى او حاجة نعم قال حدثنا ابن شيبة قال اخبرني ابن ابي الفديك قال حدثني عبد الله ابن موهب عن عمه عبيد الله عن ابي هريرة فرضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ما من مؤمن ينصب وجهه الى الله يسأله مسألة الا اعطاه اياها اما عجلها له في الدنيا واما ذخرها له في الاخرة ما لم يعجل. قال يا رسول الله وما عجلته؟ قال يقول دعوت ودعوت ولا اراه يستجاب لي ثم اورد حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من مؤمن ينصب وجهه الى الله تأمل هذه الجملة ينصب وجهه الى الله ان يقبل بوجهه يقبل بوجهه وهو يدعو ويلح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء والسؤال وهذا فيه اهمية هذا الامر ان ان ينصب الانسان بوجهه الى الله بخشوع واقبال وصدق مع الله تبارك وتعالى ليس كحال بعض الناس في في الدعاء حتى انك ترى بعضهم يمد يديه يدعو ويستمر في الدعاء وينظر في في الذاهبين والرائحين مشغولة الذهن قال ينصب وجهه في الدعاء اي يقبل على الله سبحانه وتعالى بدعاءه ليس مشغولا لا بالتفات لا بالتفات وجه ولا بالتفات قلب بل هو مقبل على الله سبحانه وتعالى صادقا في اقباله متجها الى الله عز وجل وملتجئا اليه بقلبه وقالبه في سؤاله وطلبه وحاجته. قال ما من مؤمن ينصب وجهه الى الله يسأل مسألة ان يطلب من الله عز وجل حاجة الا اعطاه اياها الا اعطاه اياه. ما نوع هذا العطاء؟ قال الا اعطاه اياها قال اما عجلها له في الدنيا واما ذخرها له في الاخرة فهو يعطيه حاجته والعطاء تارة يكون يعطيه حاجته المعينة في الدنيا يعجلها له وتارة يفخرها ان يدخرها له في الاخرة اجرا وثوابا قال ما لم يعجل ما لم يعجل معنى يعجل سيأتي عند في الحديث قالوا يا رسول الله وما عجلته؟ يعني ما هي عجلة الدعاء قال يقول دعوت ودعوت ولا ولا اراه يستجاب لي. ولا ولا اراه يستجاب لي يعني لا اظن اني يستجاب لي فهذا فيه شيء من القنوط من من رحمة الله سبحانه وتعالى يدعو مرة او مرتين او ثلاث ثم ينقطع عن الدعاء ويقول لا يستجاب لي او دعوت فلم يستجب لي هذه العجلة فاذا المطلوب من المسلم في باب الدعاء ان يستمر في دعائه وطلبه والحاحه على الله سبحانه وتعالى وطلب حاجته منه سبحانه والاجابة حاصلة باذن الله كما قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه اني لا احمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء لماذا لا يحمل هم الاجابة لان الله قال وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. وقال ان ربي لسميع الدعاء. فعمر رضي الله عنه يقول قل لا احمل هم الاجابة ولكن احمل هم الدعاء فالذي ينبغي ان يكون عليه المسلم هو الاقبال على الله بصدق والحاح ولا سيما في الاوقات الفاضلة ومنها هذا الشهر الكريم الذي له خصوصية في في الدعاء شهر رمضان المبارك ولا سيما هذه الليالي الفاضلة التي تتحرى فيها ليلة القدر حتى قالت ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله اذا علمت ليلة القدر اي ليلة هي؟ ماذا لا اقول قال تقولين اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني. فيقبل انسان على الله بصدق والحاح يدعوه ويرجوه ويلح عليه. والله تبارك وتعالى يجيب من دعاه ولا يخيب من ناداه. نسأل الله عز وجل ان يتقبل منا وان يغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها اولها واخرها سرها وعلنها وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم انا نسألك بان لك الحمد وحدك لا شريك لك المنان يا بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم ان تجعلنا من عتقائك من النار في هذا الشهر العظيم. اللهم اعتق رقابنا من النار. اللهم اعتق رقابنا من النار. اللهم اعتق رقابنا من من النار وابائنا واخواننا واحبائنا يا ذا الجلال والاكرام والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم. الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق. ونفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك