الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللوالدين وللحاضرين. قال الطحاوي رحمه الله تعالى عذاب القبر لمن كان له اهلا وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه على ما جاءت به الاخبار وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة رضوان الله عليهم والقبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر حفر النيران. قال الشافعي رحمه الله تعالى قال تعالى وحاق بال فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدون وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وقال تعالى فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يسحقون. يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن اكثرهم لا يعلمون. وهذا يحتمل ان يراد بهم عذاب بالقتل وغيره في الدنيا وان يراد به عذاب في البرزخ وهو اظهر لان كثيرا منهم مات ولم يعذب في الدنيا او المراد اعم من ذلك. وعن البراء بن عازم رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع غرغد. فاتانا النبي صلى الله عليه وسلم ثم قعد وقعدنا حوله كأن على رؤوسنا الطير وهو يلحد له. فقال اعوذ بالله من عذاب القبر ثلاث مرات ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في اقبال من الاخرة وانقطاع من الدنيا نزل اليه الملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة. فجلسوا منهم مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها الطيبة الى مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج وتسير كما تسيل قطرة من ثي السقاء. فيأخذها فاذا اخذها فلم يدعوها بيده طرفة عين. حتى يأخذوها واجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنون ويخرج منها كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض. قال فيصعدون بها فلا يمرون بها يعني على ملأ من الملائكة الا قالوا الروح الطيبة ويقولون فلان ابن فلان باحسن الاسماء التي كان كانوا يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا به بها الى السماء فيستفتحون له فيفتحوا له فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهي بها الى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى. قال فتعاد روحه في جسدي فيأتيه ملكان. فيجلسان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول رضي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام؟ فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله فيقولان له ما علمك قرأت كتاب الله فامنت بي وصدقت في نادي ينادي من السماء ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وافتحوا لهم بابا الى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من انت في وجهك الوجه الذي يجيب الخير؟ فيقول انا عملك الصالح ويقول يا رب اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي. قال وان العبد الكافر ان كان في انقطاع من الدنيا من الاخرة نزل اليهم السماء ملائكة سود الوجوه مع امهم يصوحوا فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخطي من الله وغضب قال فتتفرق في جسدي فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فاذا اخذها لم يدعها بيده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك النشوح ويخرج منها كأنتني ريح ريح خبيثة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على قالوا ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون فلان ابن فلان يقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها الى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له. ثم قرأ رسول الله صلى الله الله عليه وسلم لا تفتح لهم ابواب السماء وليدخلوا الجنة حتى يجد الجمل في سن الخياط. فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين. في الارض السفلى فتطرح روحه طرحها ثم قرأ ومن شرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير وتهوي به الريح في مكان صحيح. وتعاد الروح في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقول ان له من ربك؟ فيقول وها ها ها لا ادري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول ها ها لا ادري. في نادي مناد من السماء ان كذب فافرشوه من النار. وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منشن الريح فيقول بها فيقول ابشر الذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من انت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر. فيقول انت عملك الخبيث فيقول ربي لا لا تقم الساعة. رواه الامام احمد والنسائي وابن ماجة اوله ورواه الحاكم وابن ابي عوام الشرايين في صحيحهما وابن حبان وذهب الى موجب هذا الحديث جميع اهل السنة والحديث وله شواهد الصحيفة ذكر البخاري رحمه الله عن سعيد عن قتادة عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه انه ليسمع قرع نعالهم اي ملكان فيقعدانه فيقول ان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم. واما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقول له انظر الى مقعدك من النار ابدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا. قال قتادة وروي لنا انه يفسح له في قبره وذكر الحديث. وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستتر من البول. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة فدعا بجريدة رطبة فشقها نصفين وقال لعله يخفف عنه مالا ويلبسا. وفي صحيح ابي حاتم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا قبر الميت او الانسان اتاه ملكان اسودان ازرقان يقال هدم المنكر والاخر النكير وذكر الحديث الى اخره وقد تواترت الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان بذلك اهلا. وسؤال الملكين يجب اعتقاد ثبوت ذلك والايمان به ولا نتكلم في كيفيته. اذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذه الدار. لا عهد له به في هذه الدار والشرع لا يأتي بما يحيله من معقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول فان عبد الروح الى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا بل تعاد الروح اليه عادة غير الاعادة المألوفة بالدنيا والروح لها بالبدن خمسة انواع من التعلق متغايرة الاحكام احدها تعلقها به في بطن الام جنينا. الثاني تعلقها به بعد خروجه الى وجه الارض. الثالث تعلقها به في حال النوم فان فلها به تعلق بوجه ومفارقة من وجه. الرابع الرابع تعلقها به في البرزخ فانها فارقته وتجردت عنه فانها لم تفارقه فراقا كليا. بحيث لا يبقى لها اليه التفات البتة فانه ورد ردها اليه وقت سلام المسلم ورد انه يسمع خبط نعالهم حين يولون عنه هذا الرد اعادة خاصة لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة. الخامس تعلقها به يوم بعث الاجساد واكمل انواع تعلقها بالبدن ولا نسبة لما قبله من انواع التعلق اليه اذ هو تعلق لا يقبل لا يقبل بدني معه موتا ولا نوما ولا فسادا فالنوم اخو الموت اتأمل هذا يزيح عنك اشكالات كثيرة. وليس السؤال في القبر في القبر للروح وحدها كما قال ابن حزم وغيره. وافسدوا منه قول من قال انه للبدن بلا روح ولا الصحيحة ترد القولين وكذلك عذاب القبر يكون للنفس والبدن جميعا باتفاق اهل السنة والجماعة تنعم تنعم النفس تنعم النفس وتعذب عن البدن متصلة به. واعلم ان عذاب القبر هو عذاب البرزخ وكل من مات من مات وهو مستحق من عذاب ما له نصيب منه. قبر او لم يقبر. ذكرته السباع سرق حتى صار رمادا ونصب في الهواء او صلب او غرق في البحر وصلى وصل الى روحه وبدنه من عذابه ما يصل الى مقبور. وما ورد من اجلاسه واختلاف ونحو ذلك فيجب ان يفهم عن الرسول صلى الله عليه وسلم مراده من غير غلو ولا تقصير. فلا يحمل كلامه ما لا يحتمله ولا يقصر به عن مراده وما قصده يعني من الهدى والبيان وكم حصل باهمال ذلك والعدول عني والعدول عن عنه من الضلال. والعدول عن الصواب ما لا يعلمه الا الله بل سوء الفهم عن الله ورسوله اصله كل كل بدعة وضلالة نشأته الاسلام وهو اصل كل خطأ في الفروع والاصول. ولا سيما ان اضيف اليه سوء القصد والله المستعان. فالحاصل ان الدور ثلاثة دار الدنيا ودار الزرزخ ودار القرار. وجعل الله لكل دار احكاما تخصها وركب هذا الانسان من بدن ونفس وجعل احكام الدنيا على الابدان. والارواح تابع لها على احكام البرزخ على الارباح والابدان تابع لها فاذا كان يوم حشر الاجساد وقيام الناس من قبورهم صار الحكم والنعيم والعذاب على الارواح والاجساد جميعا هذا المعنى حق التأمل ظهر لك ان كون قبره روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النار مطابق للعقل وانه حق لام لا مرية فيه وبذلك يتميز المؤمنون بالغيب من غيرهم ويجب ان يعلم ان ان النار في التي في القبر والنعيم ليس من جنس مال الدنيا ولا نعيمها. وان كان الله تعالى يحمي عليه التراب التراب والحجارة التي فوقه وتحته حتى يكون اعظم حرا من جور الدنيا. ولو مسها مسها اهل الدنيا لم يحسوا والاعجب من هذا ان الرجلين يدفنان احدهما الى جنب صاحبه وهذا في حفرة من حفر النار وهذا في روضة من رياض الجنة لا يصل من هذا الى جاره شيء من حر ناره من هذا الى جاري شيئا من نعيمه وقدرة الله اوسع من ذلك واعجب ولكن النفوس مولعة بالتكذيب بما لا بما لم تحيط به علما وقد ارانا الله في هذه الدار من عجائب قدرته ما هو ابلغ من هذا بكثير. واذا شاء الله ان يطع على ذلك بعض عباده اطلعه وغيبه عن غيره. ولو على الله على ذلك العبادة كلهم لا زالت حكمة التكليف والايمان بالغيب ولما تدافن الناس كما في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم لولا ان تدافنوا لدعوت الله ان العذاب من قبله ما اسمع ولما كانت هذه الحكمة منتزية بحق البهائم سمعت ذلك وادركته. وللناس في سؤال منكر ونكير هل هو خاص بهذه الامة ام لا ثلاثة اقوال الثالث التوقف وهو قول جماعة منهم ابو عمر ابن عبد البر فقال وفي حديث زيد ابن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال ان هذه الامة تبتلى في قبورها منهم من يرويه تسأل على هذا اللفظ يحتمل ان تكون هذه الامة قد خصت بذلك وهذا امر لا يقطع عليه ويظهر عدم الاختصاص والله اعلم. وكذلك اختلف في سؤال الاطفال ايضا وهل عذاب القبر ومنقطع جوابه انه نوعان. منهم ما هو داء كما قال تعالى النار يعرضون عليه غدوا وعشيرهم وتقوم الساعة وادخلوا ال فرعون اشد العذاب. وكذلك في حديث ضراء بن عاز في قصة الكامر ثم ويفتح له يفتح له باب الى النار فينظر الى مقعده فيها حتى تقوم الساعة رواه الامام احمد في بعض طرقه طرقه. والنوع الثاني انه مدة ثم ينقطع وعذاب بعض الذين خفت جرائمهم فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه كما تقدم ذكره في المحصات العشر. وقد اختلف في مستقر الارواح ما بين الموت الى الساعة ثقيل ارواح المؤمنين في الجنة وارواح الكافرين في النار. وقيل ان ارواح المؤمنين بفناء الجنة على بابها يأتيها يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها وقيل على افنتهم وعلى افنة قبورهم وقال مالك بلغني ان الروح مرسلة تذهب حيث شاءت فقال طائفة بل ارواح المؤمنين عند الله عز وجل ولم يزيدوا على كذلك وقيل ان ارواح المؤمنين بايجابية من دمشق وارواح الكافرين ببرهوتا بئر بحضرموت. قال كعب من ارواح المؤمنين في عليين في السماء السابع وارواح صار في سجين في الارض السابعة تحت خد ابليس. وقيل ارواح المؤمنين ببئر زمزم وارواح الكافرين ببئر باخوت. وقيل ارواح المؤمنين عن يمين ادم وارواح الكفار عن شماله. وقال ابن حزم وغيره مستقرها حيث كانت قبل خلق اجسادها. وقال ابو عمر ابن عبد البر ارواح الشهداء في الجنة وارواح عامة المؤمنين على وعلمني شهاب انهم قالوا بلغني ان ارواح الشهداء كطير قطر معلقة بالعرش تغدو وتروح الى رياض الجنة تأتي ربها كل يوم تسلم عليه وقالت فرقة مستقرها العدم المحض. وهذا قول من يقول ان النفس عرض من اعراض البدن كحياته وادراكه وقوله مخالف للكتاب والسنة. وقال فرقة استقر بعد الموت ابدانا اخر تناسب اخلاقها وصفاتها التي اكتسبتها في حال حياتها. فتصير كل روح الى بدن حيوان يشاكه تلك الروح وهذا القول التناسقية ممكن ان يعاد وهو قول خارج عن نهج الاسلام كلهم. ويضيق هذا المختصر عن بسط ادلة هذه الاقوال والكلام عليها. ويتلخص من ادلتها ان الارواح برضه في متفاوتة اعظم متفاوت فمنها ارواح في اعلى عليين في الملأ الاعلى وهي ارواح الانبياء صلوات الله عليهم وسلامه وهم متفاوتون في منازلهم ومن منها ارواح في حواصل طين خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي ارواح بعض الشهداء لا كلهم بل من الشهداء من تحدث روحه عن دخول الجنة لدين عليه كما بالمسند عن محمد ابن عبد الله ابن جحش ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما لي ان قتلت في سبيل الله؟ قال الجنة. فلما ولى قال الا الدين سارني به به جبريل جبريل انفا ومن الارواح من يكون محبوسا على باب الجنة كما في الحديث الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت صاحبكم محبوسا على باب الجنة ومنهم من يكون محبوسا في قبره ومنهم من يكون محبوسا في الارض ومنها ارواح تكون في تنور الزناة والزوانب وارواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة كل ذلك تشهد له السنة والله اعلم. واما الحياة التي اختص بها الشهيد وامتاز بها عن غيره في قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم وقوله تعالى ولا تقولوا لما يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون فان الله تعالى جعل ارواحهم في اجواف طير خضر كما في حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهم انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اصيب اخوانكم يعني يوم احد جعل الله ارواحهم في اجواف طير خضر ترد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي الى قناديل من ذهب مذللة في ظل العرش. الحديث رواه الامام احمد وابو داوود بمعناه في حديث ابن مسعود رواه مسلم. فانه لما بذلوا ابدانهم لله عز وجل حتى اتلفها اعداءه في اعاظه منها في البرزخ ابدانا خيرا منها تكون فيها الى يوم القيامة. ويكون تنعمها بواسطة تلك الابدان اكمل من تنعم الارواح المجردة عنها مدللة الحديث جاء انها معلقة ومذللة عندك نعم ذكر سنن ابي داوود وذللها ودلله بقائد من ذهب اما معنى واحد مدللة او معلقة معنى واحد. ومن التعليق المدلل المعلق مدلاة من انه دلى. يا مذل بمعنى انها مدناة. مم. احسن لك. قال فانه لما بذل وابدانهم لله عز وجل حتى اتلف اعداؤه في اعظائهم اعاظهم منها في البرزخ خيرا منها تكون فيها الى يوم القيامة ويكون تنعمها بواسطة تلك الابدان اكمل من تنعم الارواح المجردة عنها ولهذا كانت نسمة المؤمن في سورة طير او طير ونسمة الشهيد في جوف طير. وتأمل لفظ الحديثين ففي الموطأ ان كعب بن مالك كان يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان نسمة المؤمن كالطائر يعلق في شجر حتى يرجعه الله الى جسده يوم يبعثه فقوله نسمة المؤمن تعم الشهيد وغيره ثم قص الشهيد بان قال هي في جوف طير ومعلومة انها اذا كانت في جوف طير صدق عليها انها طير. فتدخل في في عموم الحديث الاخر بهذا الاعتبار فنصيبه من النعيم في البرزخ اكمل من نصيب غيره من الاموات وان كان الميت على فراشه اعلى درجة من كثير منهم فله نعيم يختص به لا يشاركه فيه من هو دونه والله اعلم. وحرم الله على الارض ان تاكل اجساد الانبياء كما روي في السنن واما الشهداء فقد شوهد منهم بعد مدد من من دفنه من كما هو كما هو لم يتغير فيتم البقاء كذلك في تربته الى يوم محشره ويحتمل انه يبلى مع طول المدة والله اعلم. وكأنه والله اعلم كلما كانت الشهادة اكمل والشهيد افضل كان بقاؤه بقاء جسده اطول؟ نعم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا يتعلق بعذاب القبر وما يكون في حياة البرزخ من نعيم وعذاب. وفي هذا الفصل مسائل كثيرة بمسألة عذاب العذاب في القبر ونعيمه هل هو على الروح والجسد او على الجسد دون الروح او على الروح دون الجسد؟ وما هي صفة الملكين اللذان يسألان الميت وما ورد في ذلك. اولا عذاب اهل القبر عذاب القبر متفق عليه بين اهل السنة وقد دلت عليه النصوص الكثيرة من كتاب الله عز وجل وسنة رسولنا صلى الله عليه وسلم من ذلك ما ذكره مما يدل على عذاب القبر قوله تعالى النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فهذه الاية دليل على ان فرعون وقومه يعذبون في الحياة البرزخية حيث غاية بين عذاب يوم القيامة وبين عذاب البرزخ فقال النار يعرضون عليها غدوا وعشيا وهذا العرض اما ان يكون في الدنيا واما ان يكون في الاخرة واما ان يكون بينهما اما في الدنيا فلم يعرض فرعون على النار بل كان كافرا متجبرا طاغية يدعي له هي الروبية واما بعد موته فهو المراد النار يعرضون عليها غدوا وعشيا فافاد في قوله النار يعرضون عليها ان هذا العرض بعد موته وعند بعثه ادخلوا ال فرعون اشد العذاب ومن ذلك قوله تعالى سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم والعذاب المرتين عداؤه في الدنيا وقع مرة وعذاب في القبر وقعة اخرى ويوم القيامة يردون الى عذاب عظيم فافاد ان الكاف يعذب ثلاث مرات في الدنيا يعذب في البرزخ يعذب واعظم العذاب يناله يوم القيامة وفي هذا الدليل على ان عذاب القبر دون عذاب دون عذاب دون عذاب النار ودون عذاب الاخرة فاشد العذاب اعظم عندما تدخل ارواحهم واجسادهم النار فهذه الايات تدل على انهم يعذبون ومنها ايضا قوله تعالى وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك وان نظام عذابا دون ذلك اي انه هناك عذاب ينتظرهم غير العذاب الذي غير العذاب الذي كانوا فيه وان للذين ظلموا عذابا دون ذاك. اي دون هذا اي دون عذاب يوم القيامة والعذاب الذي يكون في النار عذابا قبله وهو عذاب البرزخ. اذا هذه الادلة تدل على ان الميت الكافر والفاجر يعذب في قبره. وان اهل السنة مجمعون على عذاب القبر. المسألة الثانية ايضا اهل السنة بل عامتهم عامة اهل السنة وكل من وكل من ينتسب الى السنة يثبت ان عذاب متعلق بالروح والجسد متعلق بالروح والجسد فيعذب تعذب الروح والجسد لها تبع والجسد لها تبع. فيكون العذاب على الروح والجسد. حتى لو فدى الجسد فان الله يوصل العذاب الذي ينال الروح على اجزاء ذلك الجسد حتى لو تحلل الله على كل شيء قدير وهذه المسألة او هاتان المسألتان يخالف فيها المعتزلة والمبتدعة فهناك ملتزما لا يرى وقوع عذاب القبر اصلا وينكره كالفلاسف والعقل يرون بعذاب الخبيث بصحيح وانما هو تخويف وتهديد وليس منهم من يرى انه يقع العذاب لكنه على الروح وليس على الجسد ومنهم من يرى ان العذاب يقع على الجسد لا على الروح. وهذه الاقوال كلها باطلة. والذي عليه اهل السنة ان العذاب يقع على الروح والجسد يقع على الروح والجسد. وذلك ان الروح مع الجسد من جهة تعلقها من جهة آآ اتصالها مباشرتها للجسد لها وقت قوة ولها وقت ضعف. فقوة الروح قوة الروح تقوى والبدن يضعف. والبدن يقوى والروح تضعف. او ان بعبارة اخرى او بعبارة اصح ان ارتباط الروح بالجسد له احوال ان الروح تدعو للجسد هذي حالة الحالة الثانية الروح الجسد تبع للروح الروح والجسد يعني يتعلق بعضهم الاخر تعلقا تاما. اما تبعية الروح للجسد في هذه الحياة الدنيا تبعية الجسد على الدنيا فالجسد هو الذي ينعم وهو الذي يأكل وهو الذي يشرب والروح تبع له. في حياة البرزخ الجسد تبع للروح فحياة البرزخ حياة الروحية والجسد لها تابع واشبه ما يشاء ما يشبه به الحاج البرزخ بحياة النائم اشبه ما يشبه به حياة البرزخ بحالة النائم. فالنائم ما يراه من نعيم. وما يراه من عذاب. متعلق بالروح الجسد له تابع فيحس بالالم الجسد واعظم الالم كان على الروح ويحس بالنعيم الجسد واعظم النعيم على الروح اما يوم القيامة فيكمل فيكمل العذاب والنعيم على الروح والجسد وتكون الروح والجهل متناصفة يكون الروح مناص للجسد والجسد مناصب للروح ليس هذا تبع وليس ذاك تبع وانما متناصفان من كل شيء عندما يعذب المعذب في قبره يكون العذاب واقع على الروح يكون العذاب واقع الروح والجسد له تابع وكذلك اللعين. اما يوم القيامة فيكون العذاب على الروح والجسد مناصفة كما ينال هذا ينال هذا وليس هل تبع لله وانه متناصفان بالنعيم والعذاب اذا هذا هو مسألة عذاب القبر هل هو على الروح؟ نقول الصحيح الذي عليه اهل السنة ان متعلق بالروح والجسد هنا مسائل كثيرة ذكرها هنا في هذه المسألة وذكر احاديث تدل على عذاب القبر عند ابي داوود باسناد حسن وذكر حديث ابي هريرة عند النسائي وغيره باسناد لا بأس به وفي الصحيحين عن اسماء بنت ابو بكر الصديق وعن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه اما اذا لست فيه انه اذا وضع في قبره يتولى عنه اصحابه حتى انه لا يسمع قرع نعاله قرع نعالهم فذكر سؤال الملكين وباحد اسباب الصحيحين اوحي انكم تقتلون في قبوركم مثل او قرن فتنة المسيح الدجال. فيدل على ان الميت يفتن في قبره. ويسأل في قبره. وسؤال القبر الذي يعرض على الميت في قبره ما جاء في حديث ابن حديث البراء ابن عاز رضي الله تعالى عنه فانه حديث وفيه حديث ابو هريرة ان من ربك؟ وما دينك؟ من نبيك من اجاب فهو المؤمن ومن كذب فهو الكافر الفاجر وهنا سؤال هل هذه الفتنة خاصة بهذه الامة او هي مشتركة بين الامم جميعا من اهل من يرى ان فتنة القبور خاصة بامة محمد صلى الله عليه وسلم واما بعد واما واما قبل واما غيره من الانبياء والرسل فانهم لا يفتنون. هذا القول فيه ضعف فيه ضعف الصحيح ان فتنة فتنة القبور يشترك فيها جميع الخلق. من كان قبل محمد صلى الله عليه وسلم فتنة متعلقة بانبيائهم من كان بعد بعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فتنة متعلقة بمحمد صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ان يهود تعذب في قبورها. اخبر سيدنا اليهود تعذب في قبورها اللي مر بقبور قال ان اليهود تعذب في قبورها فتعوذ بالله من عذاب القبر. وكانت يرى اول الامر من العذاب خاص باليهود حتى اوحي اليها مع هذه الامة ايضا تعذب في قبورها فالصحيح في هذه المسألة ان نقول ان من قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم من الامم السابقة يفتنون بالانبياء الذين في زمانهم اليهود يفتنون في موسى يفتنون في عيسى وامة تفتتن بمحمد صلى الله عليه وسلم. واما بعد موت بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فالخلق كله يفتنون بمحمد صلى الله عليه وسلم. ماذا تقول في هذا الرجل؟ والكافر لا يعرف يقولها لا ادري. والمنافق فقل سمعت الناس يقول شيئا فقلته فالمنافق يردد ما كان يقوله كذبا والكافر ينكر معرفته له. فيكون قبرهما حفرة من حفر النار. المسألة الاخرى ايضا هل المجانين والاطفال يفتنون في قبور يسألون اما الايظا وقع فيها خلاف بين اهل العلم والصحيح ان الاطفال والمجانين وكل من هو غير مكلف انه لا يفتن في قبره. لان التكليف لان السؤال متعلق بالتكليف والطفل والمجنون ليس بمكلف. ليس مكلف. ذهب بعض اهل العلم الى ان الطفل يكلف وانه يكمل في عقله في قبره ويسأل. وهو يحتج بحديث ابي هريرة لو صلى على طفل قال الله ابن عذاب القبر وبمعنى هذا عن عائشة وابي هريرة والصحيح ان دعاء ان الدعاء للطب بان يقيه الله عذاب القبر ليس المعنى العذاب الذي هو يقول على ذنب وعلى كفر وفجور وانما مراد عذاب وان مراد بعذاب القبر هنا ما يكون فيه من ظمة ومن وحشة فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ان السفر قطعة من العذاب فسمى السفر قطع العذاب لان المسافر يفارق اهله وماله وولده وراحته فسمي كذلك الميت الميت ولو كان غير مكلف فان القبر له عذاب من حيث وحشة القبر ومن جهة ظمة القبر وظلمته فهو عذاب فيسأل الله ان يقيه فتنة عذاب القبر. واما سؤال منكركين فهو متعلق بالمكلفين فقط فالمجنون لا يسأل والصبي ايضا لا يسأل ايضا المسألة الاخرى هل عذاب القبر ينقطع او لا ينقطع؟ وهل هو دائم او منقطع الناس يختلفون في القبور اما الكافر فان عذاب غير منقطع الا ما استثني. فانه قد ينقطع فترة ما بين النفختين ما بين نفخة نفخة نفخة الفزع ونفخة الصعق والبعث فبهذه المدة يخفف العذاب عن هؤلاء الكفرة ثم يبعثون منكم فيقولون يا يا ويلنا من بعث بمرقدنا هذا فكأنهم كانوا في رقدة فافاقوا. فهي مرحلة بين النفختين بين النفخة بين الاربعين هذه اقول فيخف العذاب عنهم ثم يفزعون بنفخة الفزع فيخرجون يقولون من بعثنا من مرقدنا هذا واما في غير هذه الاحوال فان عذابهم دائم وعذابهم يعرضون على النار غدوا وعشيا كما جاء في ال فرعون انه يعرض ان الغدو وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا الاف اشد العذاب دليل على ان على ان اهل القبور الكفرة منهم يعرض عن النار في اول النهار وفي اخره والدنيا في اخره. فبين وهم بعد ذلك في قبورهم في في عذاب نسأل الله العفو والسلامة. لكن ليس العذاب الذي هو كورودهم النار لان عقرب عن النار اي عرض على النار التي هي النار الحقيقية نسأل الله السلامة يعرضون بارواحهم فتلهفهم هذه النار او تلفحهم عن النار ثم يعودون الى قبورهم. اما العصاة من بني ادم الذين هم بداية التوحيد فهؤلاء عذابهم ليس دائم بل عذاب قطع يعذبون امدا ثم ينقطع عذابهم ثم ينقطع عذابهم ويعذب الواحدون على قدر جرمه. اذا كان من اهل التوحيد يعذب على قدر جربه ويكون عذاب في القبر كفارة لهذه القبر كفارة له. اذا ايضا المسألة الاخرى اين تكون هذه الارواح اين تكون الارواح؟ بعد قبضها منهم من يرى ان ارواح المؤمنين على افنية القبور. وارواح الفجار في بئر هاروت في حضرموت ومنهم من يرى ان ارواح الفجار في دمشق وفي اماكن اخرى والصحيح نقول ليس هناك دليل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يدل على ان هناك مكانا مخصصا لارواح الكفار فار وليس هناك مكان مخصصا لارواح الفجار من جهة في الارض من جهة كونه هناك مكان في الارض مخصص لارواح الفجار قول ارواح المؤمنين وانما الصحيح في ذلك ان ارواح المؤمن في الجنة وارواح الكفار في النار. هذا الذي هذا الذي دلت عليه النصوص الكثيرة عن نبينا صلى الله عليه وسلم ان ارواح الفجار في النار وارواح الموحدين في الجنة. ومن كان من الفجرة العصاة فان روحه تحبس عن دخول الجنة ابدا حتى يطهر من ذنوبه في القبر. فان طهر من دون القبر دخل الجنة بعد ذلك واضح؟ الناس اما كافر وهذا الكافر بخروج روحه روح بالنار ابتداء والقسم الثاني هو المؤمن والمؤمن منهم من لا يستوجب عذابا فهذا يدخل الجنة ابتداء تدخل روح الجنة ابتداء وهم على درجات من هم في اعلى عليين كارواح الرسل والانبياء ومن هم دون ذلك كالشهداء في حراسة طير الخضر تغدو وتروح في الجنة ومن هو دون ذلك وهم عامة المؤمنين وتكون ارواحهم على صورة طير تعلق في شجر الجنة تعالوا ارواحهم على هيئة طير وارواح الشهداء في حواصل طير الخضر تأوي الى قنانير معلقة ومدللة عند العرش والقسم الرابع من المؤمنين اهل الفجور والمعصية. واهل الكبائر. فهؤلاء يعذبون في قبورهم ما ابدا. فاذا اذا طهرت اجسادهم وطهرت ابدانهم في هذا العذاب انتقلت ارواح بعد ذلك الى الجنة وتكون ارواحهم قبل التطهير محبوسة اما محبوسة على ابواب الجنة حتى تطهر الاجساد والارواح ايضا نقول عذاب يكون عن روحه لما يكون فتكون الروح هنا يعني اه نقول الفاجر والعاصي الذي يستوجب عذاب القبر تكون روحه جسده في القبر. تكون روح جسده في القبر ولا تكن روحه في الجنة. اما المؤمن تروح في الجنة وجسده في القبر المؤمن الذي لم يستوجب عذابا تكون الروح في الجنة وجسده في القبر. واملوا الذي يستوجب عذابا فروحوا وجسدوا تكون في القبر ويعذب ابدا فاذا فرغ من تعذيبه انت قلت روحه الى الجنة واما الكافر اما الكامل الفاجر فهؤلاء يعذبون في قبورهم بارواحهم واجسادهم وتعرض اجواهم على النار غدوا وعشيا اذا هذه هي اقرب الاقوال اذا نقول الصحيح في مسألة اين مستقر الارواح؟ اما المؤمنون فارواحهم في الجنة على حسب منازلهم وعصاة بني ادم وفساق الملة ليستوجبوا عذاب القبر يعذبون في قبورهم بارواح واجسادهم امدا ثم تصير ارواحهم الى الجنة. واما الكفار اما الكفار والفجار فهؤلاء يعذبون في القبور بارواحهم واجسادهم وتعرض ارواحهم على النار غدوا وعشيا هذا والتفصيل لتدل عليه الادلة قال ايضا رحمه الله تعالى هذه مسألة آآ في مسألة وصف منكر ونكير فتنة القبر اولا نقول جاءت احاديث في وصف لكي انهما اسودان ازرقان يطئان باشعارهما الارض يحفران بانيابهما التراب اصواتهما كالرعد وابصارهما كالبرق معهم من زبة من حديد وهذي الاثار احسن ما فيها انها مراسيل وجاء ان احدهم منكر والاخر نكير عند الترمذي باسناد لا يخلو من لا بأس به يحسن فيقول هما منكر ونكير وهما لكان ولهما هيبة ولهم مهابة ولهم صفات يعني تتغاير بين المؤمن والفاجر فقد يأتون بسورة حسنة ويأتون الفاني بصورة سيئة وهم وصفوه بانهم اسودان ازرقان فهذه الاحاديث ليست منها شيء صحيح مرفوع. وانما المراسيل عن المراسيل والمرسل يبقى في الظعيف هذا ما يتعلق بمسألة آآ عذاب القبر ونعيمه اسماعيل لا يفتنان في قبورهم. انهم لا يفتنون اذا كمسألة تحريم هذه مسألة وهي مسألة اخيرة ختم بها وهي هل الارظ تأكل اجساد الاموات نقول لا شك ان الارض تأكل اجساد الاموات وان وهذا محل اجماع لقوله صلى الله عليه وسلم يفنى يفنم ابن ادم كل شيء الا عجب الذنب الا عجب الذنب فالانسان الذي يدفن سيفنى ولا يبقى منه الا عجب الذنوب الا ان هذا يتفاوت منهم من منهم من يفنى في شهر وشهرين وثلاثة منهم من يفنى في سنوات ومنهم يفنى في مئات السنين منهم من يطول بقاؤه فابو طلحة بعد اربعين عاما لم يتحلل منه الا شيء من شعرات لحيته وغيره يتحلل في سنة ولا يبقى منه ولا يبقى منه شيء الا انه خص من هذا العموم اجساد الانبياء فان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء واضحين؟ وهذا الحديث ايضا فيه علة لكن جاء بالطرق الكثيرة تقوي هذا المعنى ان الله حرم على الارض اجساد الانبياء مع انه جاء في قصة موسى عليه سيدنا ما اراد ان يخرج من مصر وتاه في الارض لا يدري اين الطريق الى الى فلسطين قالت له امرأة لن تخرج حتى تخرج معك بعظام يوسف فبحث عن قيل له انك لن تخرج من هذه الارض حتى تخرج معك بيوسف فانه دعا ربه ان يخرجه من هذا ويدفنه في الارض المقدسة. فبحث موسى عن عن يوسف عليه السلام حتى دلته امرأة عجوز النجس تحت حوض ماء او تحت قطب بقعة ماء او بحيرة فنزحها ثم نبش ما تحتها فاخرج عظامه قالوا على ان العظام ان الانبياء قد تفنى ايضا عظام لكن قوله عظامه يراد بها جسده ولا يرضي حقيقة انه خرج عظاما ليس له لحم ومن يبقى ان عموم يفنى بنيان كل شيء لاجل الذنب يبقى يفنى يعني يخصب من هذا العموم اجساد الانبياء فان اجساد الانبياء لا تأكلها الارض لا كلها الارظ واذا ثبت انه وجد قبر نبي وجد ان لحمه قد اكل او فنى فيضعف بهذا حديث ان الله حرم على الارض اجساد الانبياء لكن حيث انه لا لا يهدم شيئا من ذاك وقد ثبت كأن في قصتي لما لما اراد الوليد بن عبدالملك ان يوسع المسجد النبوي وامر بحفر آآ بادخال الحجرة التي فيها حجر قبر النبي صلى الله عليه وسلم اه في المسجد او في ان يوسع الحجر حفروا فخرج لهم قدم حتى انهم ضربوها بالمسحاة وادمت فشق ذلك عليهم وعلي وظنوا انها قدم النبي صلى الله عليه وسلم فجمعوا لها الناس حتى اوتي بعروة ابن الزبير فقال لا هذه قدم امير عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه عرفها بان قدم عمر بن الخطاب وادمت اي بعد كم؟ بعد ما يقارب الاربع ما يقارب الاربعين سنة او اكثر من اربعين سنة حصل هذا فهذا يدل على ان على ان اجساد الانبياء يعني قد يقال اذا كان الاولياء والصالحين تبقى ارواح اجسادهم مددا طويلة لا تفنى من باب اولى الرسول بيقول ده باولى افضل الخلق واكرم الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى هذا نقول ان الله حرم على الارض اجساد الانبياء فلا تأكلها. كما قال هنا وحرم الله الارض ان تأكل اجزاء الانبياء كما روي في السنن بعد مدد من دفنه من دفنه كما هو لم يتغير تحت المقام كذلك في في هذا والله هذا ما يتعلق اما غير الانبياء والرسل فهل نحكم لهم بانهم لا يفنون؟ نقول ليس بصحيح الخبر صحيح وهو عام فقوله يثنى ما كل شيء الا عجبا الا عجب الذنب والله تعالى اعلم