الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى ونؤمن بما جاء من كرامتهم وصح عن رواياتهم. قال الشارح رحمه الله تعالى المعجزة في اللغة تعم كل خالق للعادة وفي عرف ائمة اهل العلم المتقدمين كالامام احمد بن حنبل وغيره ويسمونه الايات. ولكن كثير من المتأخرين ينفرقون في اللفظ بينهما ويجعلون المعجزة للنبي والكرامة للوليد وجماعها وجماعهما الامر الخارق للعادة. فصفات الكمال ترجع الى ثلاثة العلم والقدرة والغنى وهذه الثلاثة لا تصلح على وجه الكمال الا لله وحده. فانه الذي احاط بكل شيء علما وهو على كل شيء قدير وهو غني عن العالمين ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم ان يبرأ من دعوى هذه الثلاثة بقوله قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم غيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى اليك. وكذلك قال نوح عليه السلام فهذا اول اولي العزم. واول رسول بعثه الله الى اهل الارض. وهذا خاتم الرسل وخاتم اولي العزم وكلاهما تبرأ من ذلك. وهذا لانه يطالبونهم. تارة بعلم الغيب كقوله تعالى يسألونك عن الساعة ايام مرساها. وتارة بالتأثير كقوله تعالى وقال لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من ارض ينبوعا. الايات. وتارة يعيبون عليهم الحاجة البشرية كقوله تعالى وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الاسواق الاية فامر الرسول ان يخبرهم بانه لا يملك ذلك وانما ينال من تلك الثلاثة بقدر ما يعطيه الله. فيعلم ما علمه الله اياه ويقدر على ما اقدره ويستغني عما اغناه عنه من الامور المقال المخالفة للعادة المضطردة او لعادة غالب الناس فجميع المعجزات والكرامات ما تخرج عن هذه الانواع ثم الخارق ان حصل به فائدة مطلوبة في الدين كان من الاعمال الصالحة. المأمور به دينا وشرعا اما واجب او مستحب وان حصل به امر مباح. كان من نعم الله الدنيوية هي التي تقتضي شكر من كان على وجه يتضمن ما هو ملهي عنه نهي نهي تحريم او نهي تنزيه كان سببا للعذاب او البغض. كالذي اوتي الايات انسلخ منها بالعام ومن باعورة لاجتهاد او تقليد او نقص عقل او علم او غلبة حال او عجز او ضرورة. فالخالق ثلاثة انواع محمود في الدين ومذموم ومباح. فإن كان المباح فيه منفعة كان نعمة. والا فهو كسائر المباحات التي لا منفعة فيها. قال ابو ابو علي الجززاني كن طالبا للاستقامة لا طالبا للكرامة. فان نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطلب منك الاستقامة. قال الشيخ السهر وردي في عوارفه وهذا اصل كبير في الباب. فان كثيرا من المجتهدين المتعبدين سمعوا سلف الصالحين المتقدمين. وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات ونفوسهم لا تقول تطلع الى شيء من ذلك. ويحبون ان يرزقوا شيئا منه. ولعل احدهم يبقى منكسر القلب متهما لنفسه في صحة عاره. حيث لم يحصل له ولو علموا بسر ذلك لهان عليهم الامر. ويعلم ان الله يفتح على بعض المجاهدين الصادقين من ذلك بابا. والحكمة فيه ان يزداد بما يرى من خوارق وامارة القدرة يقينا ويقوى عزمه على الزهد في الدنيا والخروج عن دواعي الهوى فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كل الكرامة هذا ريب ان من القلوب من التأثير اعظم مما للابدان. لكن ان كانت صالحة كان تأثيرها صالحا. وان كانت فاسدة كان تأثيرها فاسدا. فالاحوال يكون تأثيرها ومحبوبا لله تعالى تارة ومكروها لله اخرى. وقد تكلم الفقهاء في وجود القودين على من يقتل على من يقتل غيره في وهؤلاء يشهدون بواطنهم وقلوبهم الامر الكوني ويعدون مجرد خلق للعادة لاحدهم انه كرامة من الله له ولا يعلمون انه في الحقيقة انما الكرامة لزوم واستقامة ان الله تعالى لم يكرم عبدا بكرامة اعظم من موافقته فيما يحبه ويرضاه. هو طاعته وطاعة رسوله. وموالاة اوليائه ومعاداة اعدائه وهؤلاء هم اولياء الله الذين قال فيهم الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. واما ما واما ما يبتلي الله تعالى به عبده من السراء بخلق العادة او بغيرها او وليس ذلك لاجلك كرامة العبد على ربه ولا هوانه عليه. بل قد سعد بها قوم اذ اطاعوه وشقي بها قوم اذ عصوه كما قال تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني. واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانني كلا. ولهذا كان الناس هذه الامور ثلاثة اقسام قسم ترتفع درجتهم بفرق العادة وقسم يتعرضون بها لعذاب الله وقسم يكون في حقهم بمنزلة مباحات كما تقدم وتنوع الكشف والتأثير باعتباره تنوع كلمات الله وكلمات الله نوعان كونية ودينية. فكلمات كونية هي التي استعاذ بها النبي صلى الله عليه السلف في قوله اعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر. قال تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. قال تعالى وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته. والكون كله داخل تحت هذه الكلمات وسائر الخوارق. والنوع الثاني الكلمات الدينية وهي القرآن وشرع الله الذي بعث به رسوله وهي امره ونهيه وخبره وحظ العبد منها العلم بها والعمل والامر بما امر الله به كما ان حظ العباد عموما وخصوصا العلم بالكونيات والتأثير فيها اي بموجبها فالاولى فالاولى تدبيره فالاولى تدبير تدبيرية كونية والثانية شرع دينية وكشف الاولى قال فكشف الاولى العلم بالحوادث الكونية وكشف الثانية العلم بالمأمورات الشرعية وقل الاولى التأثير في الكونيات اما في نفسه كمشيه على الماء وطيرانه في الهواء وجلوسه في النار واما في غيره باصحاح واهلاك وابناء وافقار وقدوة الثانية التأثير في الشرعيات اما في نفسه بطاعة الله ورسوله والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله باطنا وظاهرا. واما في غيره بان يأمر بطاعة الله يطاع بذلك طاعة شرعية. فاذا تقرر ذلك فاعلم ان عدم الخوارق علما وقدرة لا تضر المسلم في دينه فمن لم فمن لم ينكسف له شيئا من المغيبات ولم يسخر له شيئا من الكونيات لا ينقصه ذلك في في مرتبة عند الله بل قد يكون بل قد يكون عدم ذلك انفع له فانه به الدين والا هلك صاحبه في الدنيا والاخرة. فان الخالق قد يكون مع الدين وقد يكون مع عدم او فساده او نقصه. فالخوارق النافعة تابعة للدين. خادمة له كما ان الرياسة النافعة هي التابعة للدين. وكذلك المال كما كان السلطان والمال النافع بيد النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر وعمر. ومن جعلها هي المقصودة وجعل الدين تابعا لها ووسيلة اليها لا لاجل الدين في الاصل فهو شبيه بمن يأكل الدنيا بالدين وليست حاله كحال من تدين خوف العذاب او رجاء الجنة فان ذلك مأمور به وهو على سبيل نجاة وشريعة صحيحة. والعجب ان كثيرا ممن يزعم ان همه قد ارتفع عن ان يكون خوفا من نار او طلبا للجنة يجعل همه بدينه ادنى خالقا من خوارق الدنيا ثم ان الدين اذا صح علما وعملا فلابد ان يوجب خرق العادة اذا احتاج الى صاحبه قال تعالى ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. وقال تعالى ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا. قال تعالى ولو انهم فعلوا ما يوعظون كان خيرا لهم واشد تثبيتا. واذا لاتيناهم من لدن اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما. وقال تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا قد تكون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا فراسة المؤمن فانه ينظر بنور الله ثم قرأ قوله ان في ذلك لايات للمتوسمين. رواه الترمذي من رواية ابي سعيد الخدري قال تعالى فيما يروي وقال تعالى فيما يروي عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من عاد لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وما تقرب الي عبدي بمثله ما افترضت عليه ولا يزال عبدي تقربوا الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولان سألني لاعطينه ولا لاعيذنه وما ترددت بشيء انا فاعله. ترددي في نفسي عبدي المؤمن يكره الموت واكره مساءته ولابد له منه. فظهر ان الاستقامة حظ الرب الكرامة حضن النفس وبالله التوفيق. وقول المعتزلة في انكار الكرامة ظاهر البطلان. فانه بمنزلة انكار المحسوسات وقولهم لو صحت لاجتهدت بالمعجزة يؤدي الى التباس النبي بالولي وذلك لا يجوز. وهذه الدعوة انما تصح اذا كان الولي يأتي بالخالق ويدعي النبوة. وهذا لا يقع ولو ادعى النبوة لم يكن وليا بل كان متنبئا كذابا. وقد تقدم الكلام في الفرق بين النبي والمتنبي عند قول الشيخ وان محمدا عبده مجتبى ونبيه مصطفى. ومما ينبغي التنبيه عليه ها هنا ان ان الفراسة ثلاثة انواع ايمانية وسببها نور يقذفه الله في قلب عبده وحقيقتها انها خاطر يهجم على القلب يثب عليه وثوب الاسد على الفريسة ومنها اشتقاقها وهذه الفراسة وهذه فراسة على حسب قوة الايمان. فمن كان اقوى ايمانا فهو احد فهو احد. قال فهو احد فراسة. قال ابو ابو سليمان الداراني رحمه الله الفراسة مكاسلة النفس ومعاينة الغيب. وهي من مقامات الايمان انتهى. وفراسة رياضية وهي التي تحصل بالجوع والسهر والتخلي فان النفس اذا تجردت عن العوائق صار لها من فراسة والكشف بحسب تجردها. وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر. ولا تدل على ايمان ولا الا ولاية ولا تكشفوا عن حق نافع ولا عن طريق مستقيم بل كشفها من جنس فراسة الولاة واصحاب عبارات الرؤيا والاطباء ونحوهم خلقية وهي التي صنف فيها الاطباء وغيرهم واستدلوا بالخلق على الخلق لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة الله كالاستدلال من صغر الرأس الخارج عن العادة عن على صغر العقل. وبكبره على كبره وسعة الصدر على سعة الخلق. وبضيقه على ضيقه وبجمود العينين وكلال نظرهما على بلادة صاحبهما وضعف حرارة قلبه ونحو ذلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا الفضل يتعلق باثبات الكرامات لاولياء الله عز وجل. وخص الاولياء بذكر الكرامة لهم. لان ما يتعلق بالانبياء صلوات الله وسلامه عليهم. يدخل من باب اولى اوتوا الايات واوتوا المعجزات. واوتوا الكرامات. وكل كرامة جرت على يد من على يد ولي من اولياء الله عز وجل. فانما جرت بصدق اتباعه وعلمه وعمله وهي من باب اولى معجزة لنبينا صلى الله عليه وسلم. كل كرامة تجي عند ولي فهي معجية لرسولنا صلى الله عليه وسلم لانها ما جرت على يد هذا الولي الا لانه كان متبعا ومصدقا لرسولنا صلى الله عليه وسلم فهي دلالة على صدق وعلى اه على صدق بعثة رسولنا صلى الله عليه وسلم فتكون معجزة له. واهل السنة يؤمنون بالكرامة الكرامات ويعتقدون ثبوتها وهي الامر الخالق للعادة الذي يجريه الله عز وجل على يد الولي عند حاجته على يد الولي عند حاجته. وقد جاءت الكرامات في كتاب الله عز وجل وجاءت في سنة رسولنا صلى الله الله عليه وسلم فمن ذلك ما جاء في قصة اصحاب الكهف فقد اجرى الله عز وجل لهم كرامة انهم ناموا اكثر من ثلاثمائة سنة ولم تتغير احوالهم ولا هيئاتهم. فهذه كرامة اجراها الله عز وجل على ايدي هؤلاء الصالحين. كذلك ما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد اجرى الله الكرامة على يد ابي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وعلى يدي ابي الطفيل ابن والدوسي وعلى يد عمار ابن ياسر وعلى عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اجرت على ايديهم شيء من الكرامات واما من بعد الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهي اكثر من ان تحصى اكثر من ان تحصى فكرمات التابعين اكثر فيهم من كرامات الصحابة والفرق في ذلك ان الكرامة تأتي عند الحاجة تأتي عند الحاجة فاذا صدق العبد في علمه وعمله واحتاج لامر فان الله يجريه له. يجريه له كما قال الذهبي لو صدقت ولاية العبد لله عز وجل. وصلح علمه وعمله لو احتاج ان يحرك الله له جبلا لحركه او كما قال رحمه الله تعالى. فالكرامة انما تجري عند الحاجة عند الحاجة. ولذلك يقسم بعض المتأخرين الكرامات التي تجري. يقسمون الخوارق للعادة الى اقسام. معجزة وكرامة وخارق شيطاني. والفرق بين هذه الثلاث قالوا ان المعجزة هي التي يجريها الله عز وجل على يد النبي ويشترط فيها ان المخلوق لا يستطيع يأتي بها. والامر الثاني ان تكون وجه التحدي. ان تكون وجه التحدي وان يعجز المقابلة يأتي مثلها تسمى هذه معجزة فمعجزات الانبياء مثلا انشقاق القمر هذه معجزة لرسولنا صلى الله عليه وسلم من معجزاته ايضا انزال القرآن عليه صلى الله عليه وسلم فهذا من اعظم معجزاته من معجزات سيدنا صلى الله عليه وسلم التي اجراها الله عز وجل على يده ما فعله الجذع عندما حن هذي معجزة جذع يحن للنبي صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصى في يده تسليم الحجر والشجر عليه صلى الله عليه وسلم كل هذه من المعجب تسمى ايضا ايات الاوائل الاوائل المتقدمة للعلم يسمونها ايات يسمونها ايات ولا يفرقون بين المعجزة وكرامة فامن المتأخرين فقسموا لان المعتزلة ابطلوا ما يسمى بالكرامة وقالوا ان الكرم لا يمكن ان يكون لانه اذا كانت لا يميز فيها بين النبي وغيره. والصحيح ان الكرام والمعجزة الفرق بينهما ان المعجزة تقع بتحدي يكون يسبقها تحدي فيجريها الله عز وجل على لسان على لسان عندما طلب كفار طلب من يريهم اية اراهم الخبر وقد انشق الى فرقتين فهذه معجزة لانها جاءت بعد تحدي بخلاف الكرامة الا تأتي من غير تحدي ومن غير طلب وانما تقع لحاجة لحاجة الولي. مثلا يكون في صحراء فيظمأ فينبع الماء بين يديه. هذه وانما اه وقعت عند الحاجة. اما الخوارق الشيطانية فهي ان يخرق شيء العادة. لكن يكون معها طاعة شيطان ويفرق بين الكرامة والخارق بحال العبد بحال العبد فان كان على استقامة ودين كان ما يجعل للخالق كرامات. وان كان من الفجرة الفسقة والكفرة كان ما يجري على يديه من الخوارق الشيطانية فالسحرة والكهال وما يجري على ايديهم هو من الخوارق لا من الخوارق الرحمانية وتسمى خوارق ولا تسمى كرامات والناس بهذا الباب بين غال وجافي فمن الناس لم يثبت جميع ما يراه من الخوارق ويجعلها كرامات سواء كان فاجرا او كان للعيال صالحا فيقول هذه كرامة للساحر وهذه كرامة العبد الصالح وهناك من يقابل هؤلاء ويكون جافيا فلا يثبت كرامة ابدا. وهم المعتزلة وممكن الكرامة يختلف باختلاف ما انكره. اما ما كان في كتاب الله عز وجل وانكر كرامة من وقع له الكرامة كاصحاب الكهف. او كالذي مر على قرية وما شابه ذلك فهذا كفر بالله عز وجل لانه كذب القرآن. واما ما كان من اخبار ولا ولا صحة اسنادها او يرى ان اسناده ليس بصحيح او نكارة في متنه واسنادها فهذا لا لا يفسخ لكن يبقى وان انكار الكرامات علامة من علامات البدع. والمسلم واما اهل السنة فاثبتوا الكرامات وجعلوها لاولياء الله عز وجل اذا صلح علمهم وعملهم واحتاجوا لشيء من من آآ امور دنياهم ان الله عز وجل يجري عليهم تلك الكرامات. ذكر نادي العز هنا رحمه الله تعالى ان الخوارق ثلاث انواع محمود ومذموم ومباح المحمود هو الذي يكون في الدين وتخرق العادة لاجل ان ينصر الله به الدين. فهذه كرامة محمودة. مثلا يكون هناك ساحرا ويؤذي الناس ويفعل شيء فيأتي رجل يريد نصرة دين الله عز وجل فيأخذ حجرا او يأخذ شيئا يسيرا لا يقتل مثله فيقتل كما فعل الغلام عندما اجرى الله عز وجل على يده تلك الكرامة عندما قال اللهم ان كان عبدك قال عبدك الصالح احب اليك وامره احب اليك من امر الساحر اللهم فاقتل هذه الدابة. فاخذ حجرا لا يقتل مثله ابدا فقتل هذه الدابة واجرى الله في يديه كرامات من شفاء المريض وابراء لك وما شاء الله بدعاء الله عز وجل فهذه كرامة محمودة ان الله لانها نصر الله بها دين الله عز وجل. كرامات مباحة وهي التي يجري للانسان عند حاجة رجل اصابه ظمأ فاجرى الله بيديه ماء يشربه هذه كرامة. وانما هي كرامة مباحة وتبقى في حكم المباحات وانما اراد الله عز وجل ان يظهر فضل هذا العبد ويكون اظهار الكرم لديه لاجل ان يزداد عبادة وان يزداد صلاحا وكما قال ابو علي الزنزجاني العبد يطلب العبد يطلب يقول كن طالب الاستقامة ولا تكن طالبا للكرامة. هذا حال الموحد وحال المسلم انه يطلب الاستقامة ولا يطلب الكرامة ولا يقصد طلبها. لكن اذا وقعت على يديه دون قصده فهذا الذي يحمد. او طلبها في حال حاجة لنصرة دين الله عز وجل وفي هذا المقام ايضا محمود ولا يعاد صاحبه. والمذمومة هي التي تجري على معصية الله عز وجل او يطلبها الى اجل معصية الله كما يفعل السحرة والكهان. نسأل الله العافية والسلامة. فالمذموم الذي يقع من المحرمات ثم ذكر ايضا قال الشيخ قال وهذا اصل كبير في الباب فان كثير المجتهدين المتعبدين سمعوا سلف الصالحين المتقدمين وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات فنفوسهم لا اطلعوا الى شيء من ذلك ويحبون ان يرزقوا شيئا منه. ولعل احد ولعل احدهم يبقى منكسر القلب متهما لنفسه في صحة عمله حيث لم يحصل له خالق وهذا من جهل ذو اولئك الذين يظنون ان الصلاح بجريان كرامت على ايديهم بل طلبوا الكرامة مما يضاعف يضاعف العمل لله عز وجل يكسر الاخلاص فيه فان العبد مطلوب منه ان يكون عمله كله خاص لله عز وجل ولا يطلب عليه ثوابا لا من الدنيا ولا من الناس وانما يقصد ثوابه من الله عز وجل. قال ايضا والخوارق النافعة هم ذكر ايضا يقول يقول ذكرنا قبل قليل وهي قال ذكر ايضا الفراسة. قال هنا ايضا الفراسة ومما ينبغي التنبيه عليه ان الاكرام ثلاثة انواع. فراسة سببها نور يقذفه الله بقلب العبد فهذي الفراسة تأتي من جهة صفاء القلب وخلوصه من شهواته وشبهاته. وان جاد صدق القلب من جهة علمه وعمله. وهذه قد يراها العبد فينظر في عين العاصي شيئا من تقصيره وقد يرى في هذا خبثه وما شابه ذلك هذه فراسة لكن الفراش التي تنبني على النظر لا ينبني عليها حكم لا ينبني عليها حكم ولا ينبني عليها قدح ولكن تؤخذ مأخذ من باب الحذر والحيطة. وفراسة تقوم على الرياضة بتعويد الناس وتربيتها من اخلائها من الاخلاق والاطعمة التي تضر حتى يصفو حتى يصفو ذهنه وتصفو طبيعته فاذا وصفت طبيعته وصفى ذهنه يستطيع ان ينظر الى اشياء لم يكن ينظر لها قبل ذلك لشدة الاخلاق التي تخالط رأسه وهو فراسة تأتي من جهة الطب. وذلك بالنظر بالقرائن. فاهل الطب لهم في النظر من جهة خط اليد من جهة كبر الرأس من جهة جحود العينين وجحوظ العينين من جهة سعة الصدر من جهة طول اليدين وقصر وقصرهما فيأخذ دون من الاعضاء التي يرونها قرائن على يستدلون بها على غيرها. الا ان هذه ليست ليست مطردة قد قد يستقرأ هذا من كثير من بعض الناس من كان رأسه كبير فانه يكون اوسع عقلا واكمل ذلك وذهن او ما شابه ذلك وقد يكون بخلاف ذلك فليست هي مطردة وانما تؤخذ من باب النظر في القوائم وهذا ذكره ان دراسة خلفية وهي حذف وهي اللي تصنفها الاطباء. وقد اشتهر بهذا الشافعي رحمه الله تعالى. فكان اذا رأى اعورا استفرس به او اعرج تبرج به ولكن لا يجوز ان يبنى على هذا حكم. لا يبنى على هذا حكم ولا يبنى على هذا قدح. ولا عندي بسوء ظن وانما يؤخذ من باب من باب التفرس والتوازن من باب انه ينبني على غلبة على الظن ننبني على الظن لا على القطع واليقين. اذا هذا ما اراده الناظم ان اهل السنة يؤمنون بكرامات الاولياء ويثبتونها ويثبتون ان الاولياء هي دلالة على صدق الانبياء الذين تبعهم اولئك الذين اكرموا الكرامات. وقد جرت كرامات من اعظم الكرامات اللي جرت ابي الاعلام الحضرمي عندما قطع البحر هو واصحابه بحر آآ البحر الذي قطعه وهو فلم تبل او لم يبل الماء اه حفائر او اه لم يضل الماء اه ما يسمى بحوافر خيولهم. اي قطعوا البحر كاملا ولم تبتل حوافر خيولهم. هذه كرامة ايضا من كرامات يا ابن علاء انه لما دفن لم يوجد له يعني وكانت وكانت الارض التي دفن فيها ارظ ترفض موتاها تلفظ الموتى فلما دفنوه فيها رضي الله تعالى عنه في حال المعركة وجاؤوا يطلبونه بعد المعركة لكي يفوا مكان اطيب من الارض التي دفن فيها حفروا قبره فلم يجد له اثرا ورأوا قبره قد قد امتد الى ما شاء الله عز وجل ولم يجد له اثر يفتتح القبر داخل القبر ودخل داخل هذا القبر رضي الله تعالى عنه. قصة آآ خالد الوليد ايضا من الكرامات عندما ان كنت صادقا فاش كل هذا السم؟ قال ثقة. قال ان هذا تفرس ثم شرب وهو انه اتاه رجل ليسمه بسم فقال ان في هذا الخمر سم ان في هذا العسل سم؟ قال نعم قال واني اتيت به لاقتلك به. فقال اللهم انه ثقة باسم الله وثقة بالله انه لا يضر. فشربه ولم يظره. كذلك قصة عمار لو كان تحوش النار بيده حتى ادخلها الى الغار التي خرجت منه رضي الله تعالى عنه. كذلك قصة المسلم الخولاني فالمسلم المسلم الخولاني رضي الله تعالى عنه عندما القي في النار زكاة النار عليه بردا وسلاما عندما القاه الاسود العنسي في عدن القاه في النار فخرج منها وكانت النار هذا ايضا كرامة غيرها من الكرامات الكثيرة وقعت لابي قلابة وقعت الامين مهران وقعت سنن ام سليمان الداراني وقعت ايضا ما وقع ابن حنبل عندما جلد جلدا عظيما يقول حتى حتى خشيت ان تسقط ما يسمى باربطة طويله يقول فانقطعت ثم شدت دون ان يراه احد. وهي كرامة اراد الله عز وجل ان يحفظ بها الامام احمد رحمه الله تعالى على كل حال نقول الكرامات مما يؤويها للسنة ويثبتونها ويعتقدون فيها انها مما يجريه الله عز وجل على يد الولي دون ان يطلبها ودون ان يقصدها وانما يجريها لحاجته. ومع ذلك يعتقد الولي ويعتقد المسلم ان الولي لا يملك نفع وانه لا يملك غنا وانه عبد لله عز وجل فليس له قدرة تخرج عن قدرة الله وليس له غنى يغنيه عن غنى عن غنى ربي او عن او عن غنى الله عز وجل. وليس له علم يغنيه عن علم الله سبحانه وتعالى وانما هو له من ذلك بحسب به بحسب ما يناسبه من العلم والقدرة الغنى. ويعلم ان جميع ما بتقدير الله وفضل الله عز وجل فهذا الذي يجب يقول فاعلم ان عدم الخوارق وهذه ايضا مسألة لا يلزم من عدم وجود الكرامة نقص في العبادة. فقد يجري الله عز وجل على من هو اقل عبادة من الكرامات ما لا يجريه على من هو اكمل عبادة والسهو في ذلك ان ذلك الذي جاء في هذه الكرامة قد يكون محتاجا لما يقوي ايمانه ويثبت آآ قلبه بخلاف الذي لم يجري اذكار يده حتى ذكر ذلك الذهبي لما قال في قلب اليقين والثبات. يقول الذهبي والنظر في حال السلف ينظر ان الكرمات جرت على ايدي التابعين اكثر منها يد الصحابة والسبب في ذلك ليس لصلاح التابعين وانما لاجل صلاح الصحابة فالصحابة قاموا في قلوبهم من اليقين والايمان بال احتاج معه ما يزيد ايمانهم بهذه الكرامات. اما التابعون فوقع فيهم من النقص نحتاج معه الى ما يقوي ايمانهم يزيده ثباتا فاجرى الله الكرامات على ايديهم تثبيتا وزيادة في ايمانهم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد