بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب فضل الدعاء قال حدثنا عمرو بن مرزوق قال اخبرنا عمران عن قتادة عن سعيد بن ابي عن سعيد بن ابي الحسن عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ليس شيء اكرم على الله من دعاء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام البخاري رحمه الله تعالى باب فضل الدعاء هذه الترجمة عقدها رحمه الله تعالى ليبين مكانة الدعاء وعظيم شأنه ورفيع قدره وانه اشرف العبادات واعظمها واكرمها عند الله تبارك وتعالى قد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال الدعاء هو العبادة وتلا قول الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم فالدعاء عبادة عظيمة وطاعة جليلة وهي طاعة كريمة الى الله عز وجل حبيبة الى الرحمن سبحانه وتعالى وقد مر وقد مر عند المصنف رحمه الله تعالى باب عنوانه من لم يسأل الله يغضب عليه واورد حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من لم يسأل الله يغضب عليه وهذا فيه دليل على حب الله تبارك وتعالى لهذه العبادة وغضبه ممن يتركها ولا يقبل على دعاء الله تبارك وتعالى وسؤاله فالدعاء عبادة حبيبة الى الرحمن وهي اكرم شيء عنده سبحانه وتعالى والدعاء عبادة يظهر فيها كمال الذل من العبد والافتقار والاقرار بالاحتياج الى الله وعدم الغناء عنه طرفة عين فالداعي دليل بين يدي ربه منكسر اليه تبارك وتعالى مفتقر الى فظله وكرمه وانعامه سبحانه مقر بان الله عز وجل قدير على كل شيء لا يعجزه شيء وانه تبارك وتعالى كريم جواد محسن رزاق منان معط فالداعي كل هذه المعاني قامت في نفسه فذل بين يدي ربه تبارك وتعالى ولجأ اليه وهو يعلم انه لا احد يغني عنه من الله شيئا وان الفضل فضل الله والمنه والعطاء عطاؤه والخلق خلقه جل وعلا فيلجأ اليه داعيا وسائلا وطالبا ثم كذلك الداعي عندما يسأل الله تبارك وتعالى يعلم ان دعاءه اه لله جل وعلا وسؤاله اياه مفتاح لكل خير يرجوه في الدنيا والاخرة لان الامور كلها بيد الله امور الدين والدنيا والاخرة كلها بيد الله تبارك وتعالى ليس لاحد فيها شيء بل هي لله وحده يتصرف كيف كيف يشاء عطاء ومنعا خفظا ورفعا قبضا وبسطا كل ذلك بيده سبحانه وتعالى كل ذلك بيده جل وعلا ولهذا فالدعاء عبادة يظهر فيها الذل والافتقار والانكسار واظهار الفاقة والحاجة الى من بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارظ سبحانه وتعالى الدعاء عبادة عظيمة جدا وطاعة جليلة يحبها تبارك وتعالى من عباده والمصنف رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة لبيان مكانة الدعاء وعظيم شأنه وساق تحتها جملة من الاحاديث عن نبينا صلوات الله وسلامه وعليه في بيان مكانة الدعاء بدأها بحديث ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ليس شيء اكرم ليس شيء اكرم على الله من الدعاء ليس شيء اي من الاعمال والطاعات وما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى من الاقوال والافعال ليس شيء منها اكرم اكرم من الدعاء فهذا يدل دلالة ظاهرة على مكانة الدعاء العظيمة وانه افضل العبادات وانه افظل العبادات واكرمها عند الله سبحانه وتعالى فهذا يدل على منزلة الدعاء العلية عند الله جل وعلا ومكانته الرفيعة قال ليس شيء اكرم على الله من الدعاء وهذا يدل على ان آآ على ان الدعاء له كرامة عند الله وله مكانة وكنا عرفنا فيما سبق ان الكرم هذه الكلمة تعني اجتماع المحاسن تعني اجتماع المحاسن وعندما يكون الدعاء كريم على الله سبحانه وتعالى فهذا يعني ان الدعاء اجتمع فيه اجتمع فيه ابواب الخير وابواب البر والفظل وهذا يظهر لك عندما تعلم ان الامور كلها بيد الله سبحانه وتعالى الامور كلها بيد الله وهو سبحانه وتعالى المتصرف في هذا الكون كيف يشاء ولهذا قال بعض السلف احد التابعين قال تأملت ابواب البر فاذا هي كثيرة ابواب الخير كثيرة الصلاة الصيام الصدقة الى غير ذلك يقول ووجدت ان ذلك كله بيد الله فعلمت ان الدعاء مفتاح كل خير فعلمت ان الدعاء مفتاح كل خير اي كل خير يرجوه يرجوه العبد في دنياه واخراه فمفتاحه الدعاء لان كل شيء بيد الله سبحانه وتعالى فما طمعت فيه من خيري الدنيا والاخرة فهو بيده تسأله تبارك وتعالى وهو جل وعلا لا يرد عبدا دعاه ولا يخيب مؤمنا ناداه قال ليس شيء اكرم على الله من الدعاء نعم قال حدثنا خليفة قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا عمران عن قتادة عن سعيد بن ابي الحسن عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال اشرف العبادة الدعاء ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اشرف العبادة الدعاء والحديث في سنده شيء من الضعف لكن معناه بمعنى الحديث المتقدم فهو يدل على شرف الدعاء وكرم الدعاء ومكانة الدعاء عند الله تبارك وتعالى وانه اشرف العبادة وانه اشرف العبادة وهو بمعنى آآ حديث النعمان ابن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الدعاء هو العبادة. الدعاء هو العبادة وهذا فيه دلالة على ان الدعاء افضل العبادات واكرمها عند الله سبحانه وتعالى وانه عبادة حبيبة الى الله عز وجل يحب من عباده ان يدعوه وان ينادوه وكلما اكثر العبد من دعاء الله وسؤاله عظم حظه من فظل الله تبارك وتعالى وعطائه ونواله ولهذا يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول في مناجاته لله يا من احب عباده اليه من يسأله يا من احب عبادي اليه من يسأله ويا من ابغظ عباده اليه من لا يسأله وليس احد كذلك الا انت يا الله والله عز وجل احب عباده اليه من يكثر من سؤاله يكثر من دعائه وابغض عبادي اليه من لا يسأله وقد مر معنا من لم يسأل الله يغضب عليه فالله عز وجل يغضب ممن يترك سؤاله ويحب ممن يكثر من سؤاله وقد قيل والله يغضب ان تركت سؤاله وبني ادم حين يسأل يغضب. نعم قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة عن منصور عن ذر عن يسيع عن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الدعاء هو العبادة ثم قرأ ادعوني استجب لكم ثم اورد رحمه الله هذا الحديث حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الدعاء هو العبادة وقوله عليه الصلاة والسلام ان الدعاء فهو العبادة اي اعظم العبادة وارفعها واعلاها شأنا ومثله قوله عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة وقوله الحج عرفة ونظائر ذلك فالدعاء هو العبادة اي اعظم العبادة شأنا واعلاها مكانة واكرمها عند الله تبارك وتعالى قال الدعاء هو العبادة ثم تلا قول الله سبحانه وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادته وهذا هو الشاهد قال ان الذين يستكبرون عن عبادتي اي عن دعائي فسمى تبارك وتعالى المستكبر عن فسمى تبارك وتعالى المستكبر عن دعائه مستكبرا عن عبادته وفي القرآن ايات عديدة تدل على ان الدعاء عبادة ايات كثيرة جدا في القرآن تدل على ان الدعاء عبادة كقوله سبحانه ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كانوا بعبادتهم كافرين فالدعاء عبادة واذا علم ان الدعاء عبادة فالعبادة حق لله لا يجوز صرفها لغيره تبارك وتعالى كما ان الصلاة احق لله الحج الصيام وعموم الطاعات كلها حق لله عز وجل على عباده فالدعاء منها بل هو اعظمها فهو حق لله عز وجل فلا يسأل الا الله ولا يدعى الا الله ولا يلتجأ الا الى الله سبحانه وتعالى ولا يطلب الا من الله فالدعاء عبادة وهي حق لله عز وجل وصرفه لغيره تبارك وتعالى شرك بالله قال عز وجل والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير فصرف الدعاء لغير الله تبارك وتعالى شرك بالله وتسوية لغير الله بالله تبارك وتعالى وقال جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا قال جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله فلا يقول ادعوا الذين زعمتم من دون الله فلا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فالدعاء عبادة عظيمة وطاعة جليلة وهي حق لله تبارك وتعالى ولا يجوز ولا يجوز صرفها لغيره كائنا من كان لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي من الاولياء ولا لغيرهم الدعاء عبادة لا تصرف الا لله فمن صرفها لغير الله تبارك وتعالى فقد اشرك بالله وبهذا يعلم ان من يقولون في توسلاتهم واستغاثاتهم وطلباتهم اغثني يا فلان مدد يا فلان ادركني يا فلان الحقني يا فلان انا لا اذن ببابك يا فلان ملتجئ الى جنابك ان لم تدركني فمن الذي يدركني يدركني او او يقول ما لي من الوذ به سواك او نحو ذلك كل ذلك من الشرك بالله تبارك وتعالى لانه صرف للعبادة لغير الله تبارك وتعالى وقد قال عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل اتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت الله ورسوله اعلم قال حق الله على العباد ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك به شيئا وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فهذه الدلائل الواضحات والحجج البينات من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عمي عنها اقوام وظلوا عنها ضلالا مبينا. نسأل الله عز وجل لنا اجمعين العافية والسلامة ظلوا ظلالا مبينا فاخذوا في توسلات واستغاثات والتجاءات الى مخلوقين الى مربوبين الى عباد الى عباد امثالهم ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فيدعون من دون الله عباد عباد من عباد الله مخلوقات من مخلوقات الله يلتجؤون اليها ويصرفون اليها دعواتهم وطلباتهم وحاجاتهم وهذا من الامور التي ابتلي بها اناس كثيرون ومن وراء ذلك دعاة ضلال وائمة باطل حذر منهم نبينا عليه الصلاة والسلام قال ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين ولهذا ترى في ايدي بعض عوام اه في ايدي بعظ العوام والجهال كتبا كتبا فيها ادعية شركية واستغاثات بغير الله وطلب المدد والعون من غير الله تبارك وتعالى اسوة بالمشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ونظير عملهم تماما ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وهؤلاء يأتون بتلك الاستغاثات بغير الله من من المقبورين والاموات من الانبياء او الصالحين او غيرهم مدد يا فلان الحقني يا فلان ادركني يا فلان انا لاذ بجنابك الى غير ذلك واذا قيل لهم في ذلك قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله قالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله نظير عمل المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم والكفر كفر والشرك شرك وان غير صاحبه اسمه ولقبه بغير لقبه وهو مسؤول عن عمله وهو مسؤول عن عمله ولا يغني عنه من الله شيئا ان يغير اسماء هذه الاشياء ثم يمضي في عبادات باطلة والعياذ بالله وبعض الناس يظن ان تغيير اسم الشيء يعطيه فسحة في الامر وهذا من الامور التي ابتلي بها الناس في هذا الزمان كثيرا يستروحون الى تسمية الشيء بغير اسمه فيأنسون له ويمظون في ممارسته ويظنون ان تغيير الاسم يعطيهم شيئا من الفسحة في الامر كتسميتهم الرشوة اكرامية مثلا او الربا فوائد او المسكرات مشروبات روحية او الشركيات والعياذ بالله يسمونها شفاعات يسمونها شفاعات او يسمونها توسلات فاعطاء الشيء غير اسمه لا يغير الحقيقة اعطاء الشيء غير اسمه لا يغير الحقيقة ولهذا يظن فهؤلاء ان عهدتهم برئت من الشرك عندما سموا هذه الشركيات توسلات او سموها شفاعات او نحو ذلك والله عز وجل ذم المشركين بمثل هذا الامر قال ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله وقال جل وعلا عنهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فهذا نفس العمل فهل هؤلاء عندما مارسوا هذه الاعمال وجدوا لنفسهم براءة من الكفر والشرك والله عز وجل يقول اكفاركم خير من اولئكم ام لكم براءة في الزبر هل عندهم براءة يمارسون هذه الاعمال ويستمرون عليها مستغيثين بغير الله ملتجئين الى غير الله تبارك وتعالى ويظنون ان عهدتهم برئت من الشرك الذي ذمه الله في القرآن الكريم وبعضهم اذا قرأت عليه بعض الايات تحذيرا له وتنبيها قال هذه الايات لا تعنينا هذه تعني المشركين الذين بعث فيهم محمد عليه الصلاة والسلام لا تعنينا ولا تمسنا ولا تمسنا بشيء وهذا كله والعياذ بالله من الضياع الذي من ورائه ائمة ضلال ودعاة باطل فالدعاء عبادة عظيمة وكريمة على الله سبحانه وتعالى وحبيبة الى الله وهي حق لله لا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله ولا يطلب المدد والعون والنصر الا من الله فهو سبحانه وتعالى الذي يجيب المضطرين يكشف المكروبين ويغيث الملهوفين ويشفي المرظى والمصابين وهو الذي بيده تبارك وتعالى ازمة الامور. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون اي قليل تذكركم والا لو تذكر الانسان جيدا ووعى الامر على حقيقته لعلم وايقن ان الدعاء عبادة لا يلتجى فيها الا الى الله سبحانه وتعالى الذي بيده ازمة الامور ومقاليد السماوات والارض نعم قال حدثنا عبيد الله عن مبارك بن حسان عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها انها قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي العبادة افضل؟ قال دعاء المرء لنفسه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت سئل النبي صلى الله عليه وسلم اي العبادة افضل اي العبادة افضل؟ اي اي اه العبادات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى افضل اي على مكانة وارفع درجة واكرم عند الله سبحانه وتعالى قال دعاء المرء لنفسه قال دعاء المرء لنفسه اي قيامه بين يدي ربه سبحانه وتعالى مادا يديه متضرعا الى سيده وربه ومولاه يرجو رحمته ويخاف عذابه ويطمع في عطائه سبحانه وتعالى ونواله اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه اولئك يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين فدعاء المرء لنفسه وسؤاله تبارك وتعالى لربه من خيري الدنيا والاخرة هذي افضل الاعمال وافضل العبادات ويدل على ذلك الاحاديث المتقدمة ان العبادة ان الدعاء افضل العبادات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى وفي اسناد هذا الحديث المبارك ابن حسان وهو ضعيف لكن المعنى يشهد له الاحاديث المتقدمة عند المصنف رحمه الله تعالى نعم قال حدثنا عباس النظرسي قال حدثنا عبد الواحد قال حدثنا ليث قال اخبرني رجل من اهل البصرة قال سمعت معقل ابن يسار رظي الله عنه يقول انطلقت مع ابي بكر الصديق رظي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ابا بكر لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل فقال ابو بكر وهل الشرك الا من جعل مع الله الها اخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا الشرك اخفى من دبيب النمل الا ادلك على شيء اذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره قال قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث عن معقل ابن يسار رظي الله عنه يقول انطلقت مع ابي بكر الصديق رظي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ابا بكر لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل وهذا الحديث ايها الاخوة من اقوى الاحاديث تخويفا من الشرك وتحذيرا منه وبيانا لخطورته ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول ذلك ناصحا لامته صلوات الله وسلامه عليه مبينا خطورة الشرك على الناس وان الشرك كما ان منه شرك جلي واضح في السجود لغير الله والذبح لغير الله ودعاء غير الله ونحو ذلك فان منه شركا خفيا فان منه شركا خفيا. اي يتسلل الى قلب الانسان ويتسرب الى نفسه ويدخل الى قلبه ونفسه شيئا فشيئا حتى تتلطخ نفسه ويتلوث قلبه بالشرك بالله تبارك وتعالى فيدخل الى قلبه بخفاء ويتسرب الى نفسه تسربا خفيا ولهذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام هنا ان الشرك منه خفي ان الشرك منه خفي ولا اوضح من بيان خفاء الشرك او او خفاء انواع من الشرك من هذا المثال الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام قال لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل للشرك فيكم اخفى من دبيب النمل ولكي يتضح لك الامر اكثر اقول لك الان وانت جالس لو مرت نملة من جنبك او نملتين او ثلاث او اربع او اكثر تدب على الارض لها دبيب على الارض اتسمعها اتشعر بها فنبينا عليه الصلاة والسلام يقول لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل دبيب النمل خفي جدا دبيب النمل خفي جدا وانت وانت جالس يمر النملة والاثنتين والثلاث والاربع تدب على الارض لا تشعر بها ولا تحس بها فيقول عليه الصلاة والسلام ناصحا للامة ومحذرا لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل وهذا فيه تنبيه ان الشرك به شرك جلي وشرك خفي شرك جلي واضح الدعاء غير الله يمد يديه لغير الله تبارك وتعالى يسأله او يذبح لغير الله او ينذر لغير الله او يصرف انواعا من العبادات لغير الله تبارك وتعالى هذا شرك ظاهر شرك جلي وهناك شرك خفي يتسرب لنفس الانسان شيئا فشيئا بحيث تفسد نيته ولا تكون خالصة لله تبارك وتعالى والله عز وجل لا يقبل من العمل الا الخالص اي الصافي النقي الذي لم يرد به الا وجه الله وما سوى ذلك لا يقبله الله كما قال عز وجل في الحديث القدسي قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه فهو جل وعلا لا يقبل من العمل الا الصافي النقي الذي لم يرد به الا وجه الله قال تعالى الا لله الدين الخالص وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فاذا كان العمل لله ولغير الله شركة فيه رده الله على صاحبه ولم يقبله منه لانه تبارك وتعالى لا يقبل من الاعمال الا ما كان خالصا صافيا نقيا لا يراد به الا وجه الله فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فالعبادة العبادة لا تقبل الا اذا خرجت من العبد صافية نقية لا يراد بها الا وجه الله عز وجل وخفاء الشرك على الانسان من جهة تسلل امور الى قلب الانسان تفسد نيته من جهة تسلل امور وتسرب امور الى نفسه وقلبه تفسد نيته وتشوبها بامور تخل بالاخلاص كان يكون الانسان خرج لاجل الصلاة لابتغاء وجه الله ثم في صلاته يزينها او يحسنها من اجل ثناء الناس عليه ومدحهم له والتفاتهم اليه او يكون مثلا يدعو فيطيل الدعاء لاجل ثناء الناس او مثلا يصلي فيطيل الصلاة من اجلهم او يقرأ القرآن يحسن قراءته من اجلهم لا لاجل الله كل هذه العبادات لا يقبلها الله الا اذا قصد بها وجهه. اما الذي يفعلها يريد بها ثناء الناس وحمد الناس ونحو ذلك لا تكون في صالح عمله. لان العمل لا يكون صالحا مقبولا عند الله تبارك وتعالى الا اذا قصد به وجهه سبحانه وتعالى وقد خرج النبي عليه الصلاة والسلام مرة على الصحابة وهم يتذاكرون فتنة المسيح الدجال الذي اعظم الفتن فقال لهم عليه الصلاة والسلام الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من فتنة المسيح الدجال الا اخبركم بما هو اخوف عليكم عندي من فتنة المسيح الدجال؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال الشرك الشرك الخفي او الشرك الاصغر يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل لما يرى من نظر الرجل فهي امور تتسلل وتتسرب الى القلب فتفسد على الانسان نيته وهنا يأتي امر عزيز يحتاج من العبد الى طول مجاهدة الى الى ان يتوفاه الله كما قال سفيان الثوري رحمه الله ما عالجت شيئا اشد علي من نيتي فهنا يأتي امر وهو معالجة النية ومجاهدتها على ان تبقى صافية نقية وعندما يتخلص الانسان من فتن الشهوات ويتوب الى الله سبحانه وتعالى ويتخلص ايضا من فتن الشبهات ويقبل على العلم ويقبل على العبادة يبتلى من هذه الجهة وكثير ما ما يبتلى بالشرك الخفي العلماء والعباد كثير ما يبتلون بذلك اما العصاة اما العصاة المنهمكين في المعاصي فلا شأن لهم بهذا الامر لكن من يعاين العبادة ويعاين طلب العلم يعاين هذه الاعمال الجليلة والامور العظيمة ويباشرها يبتلى من هذه الجهة فيزين اه صلاته او يزين عبادته او يحسن تمسكه من اجل محمدة الناس ومن اجل ان يقدم في المجالس ومن اجل ان يكثر من الثناء عليه في الاماكن وان يلقب بالالقاب الفخمة فيستروح لذلك ويبدأ يزين اعماله وينمقها ويطيبها ويحسنها من اجل الناس وهكذا يتسلل اليه الشرك ويدخل على قلبه بخفاء تسربا شيئا فشيئا حتى تفسد نيته والعياذ بالله فيبتلى به المشتغل بالطلب طلب العلم والمشتغل بالعبادة ولهذا يحتاج طالب العلم الى مجاهدة نفسه دائما وابدا على الاخلاص لله تبارك وتعالى ويحتاج ايضا العابد لله تبارك وتعالى ان يجاهد نفسه على الاخلاص ويسأل الله عز وجل ان يعيذه من الشرك يسأل الله جل وعلا ان يعيذه من الشرك وان يقيه منه وان يسلمه منه يقول قال عليه الصلاة والسلام لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل والنمل كما عرفنا دبيبه خفي على الناس ولا يشعر به. واذا كان الشرك اخفى من دبيب النمل فهذا يدل على خفاء الشرك الشديد على خفاء الشرك الشديد وما كان خفيا بهذه الصفة فان الخلاص منه يحتاج الى ماذا الى مجاهدة عظيمة ومستمرة الى مجاهدة عظيمة ومستمرة لان لانه خفي اه خفاء شديدا قال لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل فقال ابو بكر وهل الشرك الا من جعل مع الله الها اخر وهل الشرك الا من جعل مع الله الها اخر ذكر ابو بكر رضي الله عنه هذه الصورة الظاهرة من الشرك ذكر هذه الصورة الظاهرة من الشرك التي تبين اان الشرك له صور ظاهرة لا تخفى على من عرف الشرك وعرف حقيقته وهناك صور خفية هناك صور خفية فذكر ابو بكر هذه الصورة الظاهرة المعروفة قال وهل الشرك الا من جعل مع الله الها اخر وهذا السؤال من ابي بكر اه ان ثبت الاسناد اليه هذا السؤال من ابي بكر رضي الله عنه لعله طرحه لبيان الامر والسائل قد يطرح مستوضحا لنفسه وقد يطرح مستوضحا لاخوانه حتى يتضح لهم الامر بشكل بين وبشكل واضح فقال رضي الله عنه وهل الشرك الا من جعل مع الله الها اخر فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده للشرك اخفى من دبيب النمل لا الشرك اخفى من دبيب النمل اكد الامر مرة ثانية وبين شدة خفاء الشرك ممثلا بهذا المثال وهو خفاء النمل وانه اخفى من دبيب النمل فقال والذي نفسي بيده لا الشرك اخفى من دبيب النمل الا ادلك على شيء اذا قلت ذهب عنك قليله وكثيره اي ذهب عنك قليل الشرك وكثيره قال قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم واستغفرك لما لا اعلم وتأمل هذه الدعوة العظيمة التي ارشد النبي صلى الله عليه وسلم اليها الامة في مقام الخلاص من الشرك والنجاة منه بصوره الظاهرة والخفية بصوره الظاهرة والخفية قال الا ادلك على شيء اذا قلته؟ اذهب الله عنك قليل الشرك وكثيره اذهب الله عنك قليل الشرك وكثيره ثم وجهه هذه الى هذه الدعوة قال اللهم قل اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم اي ان اقع في صور من الشرك الظاهرة المعلومة لدي انها شرك وانها من من الشرك بالله واعوذ بك لما لا اعلم اي مما يتسلل الى القلب ويتسرب الى النفس بخفاء ويدب دبيبا فيتسلل الى النفس بصورة او اخرى حتى يقع الانسان في شيء من الشرك بالله اما على سبيل المراة للناس او على سبيل السمعة او على سبيل ارادة الدنيا بالعمل او نحو ذلك من الصور التي تتسرب الى نفس الانسان فتفسد نيته. ولا تكون العبادة منه خالصة لله تبارك وتعالى قال تقول اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم فتعوذ بالله تبارك وتعالى من الشرك ظاهره وخفيه ظاهره وخفيه جليه وخفيه تعوذ بالله من ذلك كله وتأمل هذه الدعوة العظيمة لتدرك من خلالها مكانة الدعاء وهذا هو موضع الشاهد من هذا الحديث للترجمة مكانة الدعاء وفظله وذلك ان الدعاء اه اه سبب كل خير وسبب للنجاة من كل شر وبلاء فانت لا يمكن ان تنال اي خير في الدنيا والاخرة الا بالدعاء ولا يمكن ان تتخلص من كل شر وبلاء في الدنيا والاخرة الا بماذا الا بالدعاء لان الامور بيد الله لا يمكن ان تصلح وتستقيم حالك وتنجو من الشرك ومن الكفر ومن الضلال الا اذا نجاك الله فالدعاء فظله عظيم ومكانته عالية لا يمكن ان تنال خيرا وتغنم خيرا ولا يمكن ان تنجوا من شر وظلال وباطل الا اذا نجاك الله لان الامور بيده عز وجل قد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة اي التحبيب والتكريه فضل من الله يحبب اليكم الايمان ويكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان انت الان عندما تكون مبغظا للكفر كارها له غير محب له هذا البغض الذي في قلبك هو منة الله عليك هذا هذا البغظ الذي في قلبك للكفر هو منة الله عليك على وجه الارض خلق لا يحصي عددهم الا الله بل اكثر الناس يعيشون على الارض ولا يكرهون الكفر بل يحبونه ويمارسونه ويعملون به ويرونه من احسن الاعمال واطيبها وانت القى الله عز وجل في قلبك بغضا للكفر وكراهية له فهذه منة الله عليه. وفضله سبحانه وتعالى قال قال جل وعلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء فالفضل فضل الله سبحانه وتعالى والمنه والعطاء عطاؤه جل وعلا وبهذا تعلم مكانة الدعاء العظيمة وفضله الكبير من جهة انه لا يمكن ان تتخلص من اي امر الشرك الكفر البدع الضلال المعاصي الفسوق الى غير ذلك لا يمكن ان تتخلص من شيء منها الا اذا خلصك الله ونجاك الله ولهذا يحتاج ان ان تكون دائما في دعائك ملتجئ الى الله ان يخلصك ان يخلصك من من هذه الاشياء وتحتاج ايضا ان تدعو الله عز وجل ان يهديك ان يصلحك ان يثبتك على الدين ان لا يزيغ قلبك وان يثبتك على الايمان والامام البخاري رحمه الله تعالى اورد هذا الحديث في هذه الترجمة مبينا من خلال فضل الدعاء ومكانة الدعاء وكأنه يقول لك اذا كنت تعلم ان الشرك اخطر الامور واشنعها فانه لا يمكن ان تتخلص منه ولا من غيره من الامور الشنيعة العظيمة الا بالدعاء الا بالدعاء وحسن الالتجاء الى الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث الذي ساقه المصنف في السند هنا السند فيه ضعف فيه ليث ابن ابي سليم وفيه الرجل الذي من اهل البصرة وهو مبهم فالاسناد ضعيف لكن الحديث صحيح بما له من شواهد ولا سيما ما جاء من حديث ابي موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يا ايها الناس لا الشرك فيكم اخفى من دبيب النمل افلا ادلكم على شيء اذا قلتموه اذهب الله عنكم قليل الشرك وكثيره قالوا بلى يا رسول الله قال تقولون اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم فارشدهم عليه الصلاة والسلام الى الى هذا الدعاء العظيم. فالاسناد هنا ضعيف لكن الحديث آآ آآ له ما يشهد له ويتقوى به ويكون المعنى ثابت الا وهو خفاء الشرك والدعاء الذي ارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم ليقوله المسلم وليظرع الى الله سبحانه وتعالى به واوصي نفسي واخواني يسر الله لنا جميعا الخير بهذه الدعوة العظيمة بهذه الدعوة العظيمة نحافظ عليها اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك لما لا اعلم نعم قال رحمه الله تعالى باب الدعاء عند الريح قال حدثنا خليفة قال حدثنا ابن مهدي قال حدثنا المثنى هو ابن سعيد عن قتادة عن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا هاجت ريح شديدة قال اللهم اني اسألك من خير ما ارسل به واعوذ بك من شر ما ارسلت به ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الدعاء عند الريح الدعاء عند الريح اي عند تحركها وهبوبها اذا هبت الريح وتحركت فما الذي يشرع للمسلم ان يقوله عند هبوبها والريح اية من ايات الله دالة على كمال تسخيره وتصريفه وتدبيره لهذا الكون وانه لا يقع في هذا الكون من حركة ولا سكون الا بتسخيره وتدبيره سبحانه وتعالى فهو الذي يرسل الرياح وارسال الرياح اية من اياته يرسل الرياح محملة بالنعمة ويرسل الرياح محملة بالعقوبة والنقمة فالريح تارة تكون نعمة يا يا ويترتب على هبوبها خير عظيم وفضل عميم وتارة تكون محملة العقوبة ارسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم ارسال الله عز وجل الريح لنعاد وعاقب بهذه الريح اقواما سبحانه وتعالى عاقب اقوام بالريح كالذين تأتيهم الرياح العواصف وهم في البحار فتتلاطم بهم الامواج وتغرق بهم السفن وقد كان كفار قريش اذا جاءت الرياح الشديدة العاصفة وتلاطمت عليهم الامواج وهم في البحار اخلصوا لله فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له له الدين فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون يقول جل وعلا في اية اخرى في سورة الاسراء ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فظله انه كان بكم رحيما. واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه. ما معنى ظل من تدعونا الا اياه اي ذهب عنكم كل من تلتجئون اليه الا الله سبحانه وتعالى تخلصون له ظل من تدعون الا اياه فلما نجاكم الى البر اعرضتم اي عن التوحيد والاخلاص وعدتم الى الكفر والشرك بالله. فلما نجاكم الى البر عرضتم وكان الانسان كفورا افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم هذه عقوبات اذا كنتم الان في البر امنتم من البحار وتلاطم الامواج والاعاصير والرياح هل تأمنون وانتم في البر ان يخسف الله بكم جانب البر او يرسل عليكم قاصفا من الريح فتغرقكم بما كفرتم؟ هل تأمنون ذلك امر اخر او يعيدكم ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى اي في البحر فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم فهذه كلها امور امامكم واحتمالات ممكنة افأمنتم ان يخسف بكم جانب البر او يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا ام امنتم ان يعيدكم فيه تارة اخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيا فهذه الامور اه ممكنة والله تبارك وتعالى على كل شيء قدير. الشاهد ان الريح اية من ايات الله الدالة على كمال قدرته وعظيم تصرفه في هذا الكون سبحانه وتعالى فاذا هبت الرياح وتحركت ما الذي يشرع للمسلم ان يقوله عند هيجانها وهبوبها اورد هنا عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا هاجت ريح شديدة قال اللهم اني اسألك من خير ما ارسلت به. واعوذ بك من شر ما ارسلت به وتأمل هذه الدعوة لتستبين من خلالها ان الريح تارة تكون خيرا وتارة تكون شرا. تارة تكون محملة بالخير وتارة كم تكون محملة بالشر فقوله عليه الصلاة والسلام اسألك من خير ما ارسلت به الريح تكون محملة بالخير محملة بالخير ومن ذلكم تغير الجو وزوال الاسقام والامراض التي تلوث الجو وتمرض الناس فتأتي الرياح فتصفي الجو وتنقي الهواء بدل ان تكون تستنشق هواء ملوثا تستنشق هواء نقيا فيكون ابعد لك عن الاسقام والامراض فهذا من الخير الذي ترسل به الرياء ومن الخير الذي ترسل به الرياح ان فيها فائدة للاشجار وللزروع وللثمار فيها فائدة عظيمة لها ومن فوائد الرياح وتحركها والهواء ان فيه فائدة للبشرة وللجسم من فوائد الرياح وتحركها ان فيها تحريك للسحاب وتلقيح للسحاب وارسلنا الرياح لواقع تلقح السحاب فالرياح تأتي محملة بالخير وتارة تأتي محملة بالعقوبة احيانا تتحرك الرياح محملة بالحصباء التي تهلك من اتت عليه وتقصف من اتت عليه فتدمرهم تدميرا تأتي محملة بالعقوبات ولهذا اذا اشتد هبوب الرياح يشرع للمسلم ان يسأل الله تبارك وتعالى من خيرها وان يتعوذ بالله من شرها. يقول كما ارشد نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك من خير ما ارسلت به واعوذ بك من شر ما ارسلت به نعم قال حدثنا احمد بن ابي بكر قال حدثنا مغيرة بن عبدالرحمن عن يزيد عن سلمة قال كان اذا اشتدت يقول اللهم لاقح لا عقيما. ثم ذكر هذه الدعوة الاخرى ويثابت عنه صلى الله عليه وسلم اذا اشتدت الريح اي اشتد هبوبها وتحركها يقول عليه الصلاة والسلام اللهم لاقحا لا عقيق لاقحا منصوبا بفعل مقدر وهو اجعله او اجعلها لاقحا لا عقيما اي اجعل يا الله هذه الرياح لاقحا قد قال الله عز وجل وارسلنا الرياح لواقح اي ملقحة للسحاب فتنزل آآ الامطار وتهطل الامطار ويعم الخير والبركات. قال لاقحا لاقحا اي ملقحة للسحاب فتنزل الامطار بالخير والبركة والرزق الطيب قال لاقحا لا عقيما لا عقيما والريح العقيم هي التي لا تحمل خيرا هي التي لا تحمل خيرا ولا تحمل نفعا ارسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء اتت عليه الا جعلته كالرميم. العقيم اي من الخير ليس فيها خير وانما فيها الشر فيها العقوبة فيها البلاء فيها الظر فكان عليه الصلاة والسلام يدعو اللهم لاقحا لا عقيما وهذه الدعوة هي نظير الدعوة المتقدمة قال اللهم اني اسألك من خير ما ارسلت به من خير ما ارسلت به اي عندما تكون لاقحا واعوذ بك من شر ما ارسلت به اي عندما تكون عقيما عندما تكون الرياح عقيما فنظير الدعوة المتقدمة. الشاهد يشرع لك ايها المسلم اذا تحركت الرياح واشتد هبوبها ان تدعو بهذا الدعاء العظيم المبارك الذي كان يدعو به صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى باب لا تسبوا الريح قال حدثنا ابن ابي شيبة قال حدثنا اسباط عن الاعمش عن حبيب ابن ابي ثابت عن سعيد ابن عبد الرحمن ابن ابزى عن ابيه عن ابي رضي الله عنه قال لا تسبوا الريح فاذا رأيتم منها ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما غسلت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما ارسلت به ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب لا تسب الريح النهي عن سب الريح والريح عرفنا شأنها وانها اية من ايات الله وهي مسخرة بتسخير الله تبارك وتعالى مدبرة بتدبيره ليس للريح من شأن من نفسها او من امرها شيء فهي طوع تدبير الله وتسخيره سبحانه وتعالى ولا تملك من نفسها شيء ولهذا سبوا الريح سب لمسخرها سبوا المسخر سب للمسخر السب المدبر سب للمدبر لان الريح لا تملك من نفسها شيء فهل لها شيء من امر تحركها هل للريح شيء او اختيار في تحركها مسخرة مدبرة اينما يأمرها الله سبحانه وتعالى ويأذن لها بالذهاب اليه والتوجه اليه تذهب فهي مسخرة ليس لها من امرها شيء وسب المسخر المدبر سب لمسخره ومدبره وسب الريح هو من الحماقات سب الريح من الحماقات ومن فعل الجهال الجاهل الذي لا يعي الامور ولا يعقل اذا تحركت الريح تحركا شديدا فاضرت به حتى ان بعضهم اذا اطارت الرياح بعمامته قليلا سبها وشتمها سبها وشتمها وجرى على الانسان سبا لها يقول بعضهم قاتل الله هذا الريء هذه الريح او اخز الله هذه الريح او كلمات من هذا القبيل يسب الريح وهي ليس لها من امرها شيء والنبي عليه الصلاة والسلام نهى عن سب الريح نهى عن سب الريح وحذر من ذلك في احاديث اورد المصنف شيئا منها بدأها فهذا الحديث عن ابي رضي الله عنه موقوفا وقد صح هذا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث قال لا تسبوا الريح لا تسبوا الريح وعرفنا ان الريح مسخرة وسبها سب لمسخرها ومدبرها تبارك وتعالى وهي ليس لها من امرها شيء قال لا تسبوا الريح فاذا رأيتم منها ما يكرهون او ما تكرهون هنا ذكر عليه الصلاة والسلام السبب الذي يدفع بعض الناس الى ماذا الى سب الريح ذكر عليه الصلاة والسلام السبب الذي يدفع بعض الناس الى سب الريح وهو انه اذا رأى منها ما يكره سبها فارشد عليه الصلاة والسلام من وجد من الريح ما يكره شيئا يكرهه قال اذا رأيتم منها ما تكرهون فقولوا اللهم انا نسألك خير هذه الريح اللهم انا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما ارسلت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما ارسلت به فارشد عليه الصلاة والسلام الى هذه الدعوة المباركة. نهى عن سب الريح وذكر البديل الصحيح والكلام المناسب الذي قال في هذا المقام وهو الدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما ارسلت به والتعوذ بالله تبارك وتعالى من شرها وشر ما فيها وشر ما ارسلت به نعم قال حدثنا مسدد عن يحيى عن الاوزاعي قال حدثني الزهري قال حدثني ثابت الزراقي قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الريح من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها ثم اه اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح من روح الله الريح من روح الله الروح هنا المظافة الى الله عز وجل اظافتها اليه سبحانه اظافة خلق اضافة خلق وايجاد وهي تقتضي تشريف ما اظيف الى الله سبحانه وتعالى قال الريح من روح الله اي مما خلقه الله عز وجل وسخره واوجده جل وعلا قال الريح من روح الله تأتي بالرحمة والعذاب تأتي بالرحمة والعذاب اي تارة تأتي محملة بالرحمة والنعمة والفضل وتارة تأتي محملة بالعقوبة والنقمة والغضب قال تأتي بالرحمة وبالعذاب فلا تسبوها لا تسبوها لانها مسخرة مدبرة تأتي مرة محملة بالرحمة وتارة تأتي محملة بالعقوبة والعذاب فلا تسبوها واذا عرفنا انها تأتي محملة بالرحمة وتأتي محملة بالعذاب فما المناسب ان يقال في مقام هبوبها او عند هبوبها تأتي محمد بالرحمة وتأتي محملة بالعذاب. ما المناسب عندما تهب وهي تارة تأتي محملة بهذا وتارة تأتي محملة بهذا. قال فلا تسبوها ولكن سلوا الله من خيرها وتعوذوا بالله من شرها هذا هو المناسب ان يسأل الله عز وجل خير هذه الريح وان يتعوذ بالله من شرها اذا هبت الرياح نقول اللهم انا نسألك من خيرها ونعوذ بك من شرها او نقول بالعبارة المفصلة قبل قليل اللهم انا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما ارسلت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما ارسلت به. او تقول مختصرا اللهم اني اسألك خيرها واعوذ بك من شرها نعم قال رحمه الله تعالى باب الدعاء عند الصواعق قال حدثنا معلا بن اسد قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الحجاج قال حدثني ابو مطر انه سمع سالما ابن عبد الله عن ابيه رضي الله عنه انه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمع الرعد والصواب قال اللهم لا تقتلنا بصعقك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الدعاء عند الصواعق والصواعق معروفة وهي التي تنزل وهي التي تنزل باصواتها بقوتها بشدتها ويكون على اثرها هلاكا وضرا فما الذي يقال عند الصواعق والله عز وجل قال في القرآن الكريم في سورة الرعد ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء يرسل الصواعق فالصوائق تنزل وو ونزولها في الغالب عند وجود السحب والامطار والرعود فتنزل صواعق وهي اه اشياء محرقة تنزل على بعض الاماكن تهلكها تدمرها تضر بما نزلت به فعند آآ عند سماع الرعد وتحرك هذه الاشياء ما الذي يشرع للمسلم ان يقوله عقد المصنف رحمه الله تعالى لبيان ما يقال عند الصواعق واورد هنا عن حديث عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سمع الرعد والصواعق قال اللهم لا تقتلنا بصعقك والصواعق مثل ما مر معنا في الاية الكريمة قال ويرسل الصوائق فيصيب بها من يشاء فالصواعق مهلكة على من نزلت عليهم فقال فكان يقول اللهم لا لا تقتلنا بصعقك اي لا لا تقتلنا بصاعقة تنزلها علينا او ترسلها علينا فتقتلنا وتهلكنا فيدعو الله عز وجل ان ينجيه منها. قال اللهم لا لا تقتلنا بصعقك ولا تهلكنا بعذابك. لان نزول الصواعق على من تنزل عليه عذاب وعقوبة وهلاك قال ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك اي اكتب لنا المعافاة اكتب لنا المعافاة فهذه آآ دعوة اه اوردها المصنف رحمه الله اه تقال عند اه عند الصواعق ومضمونها واضح في الباب قال اللهم لا تقتلنا بصعقك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك. لكن السند الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى هنا فيه ابو مطر وهو مجهول فالحديث سنده ضعيف الحديث سنده ضعيف ولا اعرف شيئا في في في السنة يخص الصواعق آآ ان يقال في حقها لكن الدعوات العامة يدعى بها نسأل الله العافية او او التعوذ بالله عز وجل او عند عندما يصاب الانسان بكرب وشدة وخوف عند الصواعق يأتي بما يأتي به المكروب ونحو ذلك مما مر معنا كل ذلك لا بأس به. كل ذلك لا بأس به لكن شيء يخص الصواعق ودعاء معينا ثبت في في السنة لا لا اعلم شيئا ورد في ذلك. نعم لكن الدعوات العامة يؤتى بها مثل اذا خشي الانسان واصابه خوف احيانا مع شدة الامطار والصواعق يدخل قلوب بعض الناس خوف ويصاب بكرب وشدة فلا بأس ان ان قول لا اله الا الله العظيم لا اله الا الله الحليم هذا يقال عند الكرب اي كرب يصيبك او تقول دعوة المكروب لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين او تسأل الله عز وجل العافية او نحو ذلك من الدعوات العامة فهذا كله لا بأس به نعم قال رحمه الله تعالى باب اذا سمع الرعد قال حدثنا بشر قال حدثنا موسى ابن عبد العزيز قال حدثني الحكم قال حدثني عكرمة ان ابن عباس رضي الله عنهما كان اذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له سبحان الذي سبحت سبحت سبحان الذي سبحت له قال ان الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه اعد الاسناد قال حدثنا بشر قال حدثنا موسى ابن عبد العزيز نعم قال المصنف رحمه الله تعالى باب اذا سمع الرعد باب اذا سمع الرعد والرعد الصوت الذي يزامن او يصاحب آآ اجتماع السحب وانعقادها ونزول الامطار فتسمع اصوات آآ تكون احيانا عالية وشديدة فعندما يسمع الرعد وهو ذلك الصوت القوي الذي يكون في وقت انعقاد السحب ونزول الامطار فما الذي يشرع للمسلم ان يقوله عندما يسمع صوت الرعد؟ عندما يسمع صوت الرعد اورد المصنف في في هذه الترجمة اثرين الاول عن ابن عباس رضي الله عنهما والثاني عن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما اه قال آآ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان اذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له سبحان الذي سبحت له وقوله سبحت له يدل عليه قول الله سبحانه وتعالى في في سورة الرعد ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحن فالرائد يسبح يسبح بحمد الله سبحانه وتعالى بل المخلوقات تسبح تسبح له السماوات السبع والارظ ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا فالرائد يسبح ولهذا كان ابن عباس رضي الله عنهما اذا سمع صوت الرائد قال سبحان الذي سبحت له اي سبحت له ايها الرعد والرعد يسبح كما تدل عليه الاية الكريمة يسبح ويسبح الرعد بحمده ويسبح الرعد بحمده فهو يسبح ولا نفقه تسبيحا. الجبال تسبح الاشجار تسبح السماء تسبح الارض تسبح فعندما كان يسمع صوت الرعد يسبح اه اه يقول سبحان من سبحت له سبحان من سبحت له والتسبيح هنا تسبيح الله عز وجل عند سماع صوت الرعد من جهتين من جهة ان صوت الرعد تسبيح لله سبحانه وتعالى فهو يذكر بالتسبيح يذكره بهذه العبادة وفيه من جهة اخرى تجاوب مع الرعد في التسبيح فيه تجاوب مع الرعد في في التسبيح تسبيح الله سبحانه وتعالى قال سبحان الذي سبحت له قال ان الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه. وهذا ورد في اه في السنة مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ما يشهد له ان الرعد ملك ان الرعد ملك ينعظ بالغيث كما ينعق الراعي بالغنم يصيح بالغيث. ينعق بالغيث اي يصيح به يصيح به فيكون اه صوت الرعد صوته وهو ينعق بالغيث اي يصيح بالغيث ووالله عز وجل وكل بالغيث ملك وكل بالغيث والقطر ملك كما وكل سبحانه وتعالى فالامور الاخرى من من المخلوقات والكائنات وما يسخره تبارك وتعالى وكل ملائكة جل وعلا قال ان الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه ينعق بالغيث اي يصيح بالغيث. نعم قال حدثنا اسماعيل قال حدثني ما لك بن انس عن عامر بن عبدالله بن الزبير عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما انه كان اذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ثم يقول ان هذا لوعيد شديد لاهل الارض ثم اورد هذا الاثر عن عبد الله ابن الزبير انه كان اذا سمع الرعد ترك الحديث وقال سبحان الذي يسبح الرعد بحمده قول عبد الله ابن الزبير سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته نظير قول ابن عباس سبحان الذي سبحت له نظير قول ابن عباس رضي الله عنهما سبحان الذي سبحت له. فكان عبد الله ابن الزبير اذا سمع صوت الرائد ترك الحديث اي اذا كان مشتغلا بالحديث او التحديث او الكلام او نحو ذلك كان يقف عن عن الحديث ويقول سبحان الذي يسبح الراد بحمده والملائكة من خيفته وهذي اية في في سورة الرعد ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته فكان آآ رضي الله عنه يقول سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته والملائكة اي تسبح بحمد الله من خيفته اي من خيفة الله جل وعلا من خيفته اي من خيفة الله جل وعلا. نعم ثم قال ثم يقول ان هذا لوعيد شديد لاهل الارض ان هذا لوعيد شديد لاهل الارض وهذا فيه تنبيه الى ان المسلم ينبغي اه ان يخاف من هذه الايات لله تبارك وتعالى التي قد تكون عقوبة للناس سواء الصواعق او الامطار نفسها والسحاب فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارظ ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم هذا والله تعالى اعلم. ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العلا ان ينفعنا بما علمنا. امين. وان يجعل ما تعلمنا انه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ونسأله تبارك وتعالى ان يعيذنا من الشرك اللهم انا نعوذ بك ان نشرك بك ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم ونسأله تبارك وتعالى الحسنى وصفاته العلى ان يوفقنا لقيام ليلة القدر ايمانا واحتسابا وان يجعلنا اجمعين من عتقائه من النار اللهم اعتق رقابنا من النار اللهم اعتق رقابنا من النار اللهم اعتق رقابنا من النار يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم والهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك