بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين. قال الامام الطحاوي رحمه الله والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات. قال الشارح رحمه الله تعالى قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم. واذا سألك عبادي فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان. والذي عليه اكثر الخلق من المسلمين وسائر اهل ملل وغيرهم ان الدعاء من اقوى الاسباب في جلب المنافع ودفع المظار. وقد اخبر الله تعالى عن الكفار انه اذا مسهم الضر في البحر اذ دعوا الله مخلصين له الدين وان الانسان اذا مسه الضر دعاه بجنبه او قاعدا او قائما واجابة واجابة بدعاء العبد مسلما كان او كافرا واعطاؤه سؤله من جنس رزقه رزقه لهم ونصره لهم وهو مما توجبه الربوبية للعبد مطلقا ثم قد يكون ذلك فتنة في حقه ومضرة عليه. اذ كان كفره وفسوقه وفسوقه يقتضي ذلك وفي سنن ابن ماجة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه يقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يسأل الله يغضب عليه فقد نظم بعضهم هذا المعنى فقال الرب يغضب ان تركت سؤاله وبنيته ادم حين يسأل يغضب. قال ابن عقيل قد ندب الله تعالى الى الدعاء وفي ذلك معان احدها الوجود. فان من ليس بموجود لا يدعى. الثاني الغنى فان الفقير لا يدعى الثالث السمع فان الاصم لا يدعى. الرابع الكرم فان البخيل لا يدعى. الخامس الرحمة فان القاسي لا يدعى. السادس القدرة العاجز لا يدعى ومن يقول بالطبائع يعلم ان النار لا يقال لها ولا النجم يقال له اصلح مزاجي. لان هذه عندهم مؤثرة طبعا فشرع الدعاء وصلاة الاستسقاء ليبين كذب اهل الطبائع. وذهب قوم من المتفلسفة وغالية المتصوفة الى ان الدعاء لا فائدة فيه بان المشيئة الالهية ان اقتضت وجود المطلوب فلا حاجة الى الدعاء. وان لم تقتظه فلا فائدة في الدعاء. وقد يخص بعضهم بذلك خواص العارفين ويجعل الدعاء في مقام الخواص وهذا من غلطات بعض الشيوخ وكما ان معلوم الفساد بالاضطرار من دين الاسلام وهو معلوم الفساد بالظرورة العقلية فان من الدعاء امر متفقت عليه تجارب الامم حتى ان الفلاسفة تقول ضجيج الاصوات في هياكل العبادات بفنون اللغات يحلل ما فقدته الافلاك والمؤثرات هذا وهم مشركون. وجواب الشبهة في منع المقدمتين فان قولهم عن المشيئة الالهية. اما ان تقتضيه ثم تم قسم ثالث وهو هو ان تقتضيه بشرط الله تقتضيه من عدمه. وقد يكون الدعاء من شرطه كما توجب الثواب مع العمل الصالح ولا توجوا ولا توجبه مع عدمه. وكما توجب الشبع والري عند الاكل والشرب. ولا توجبه مع عدمه وحصول الولد بالوطء والزرع بالبذر فاذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح لم يصح ان يقال لا فائدة في الدعاء كما لا يقال لا فائدة الاكل والشرب والبذر وسائر الاسباب. فقول هؤلاء كم انه مخالف للشرع فهو مخالف للحس والفطرة. ومما ينبغي ان يعلم ما قاله طائفة من العلماء وهن الالتفات للاسباب شرك بالتوحيد ومحو الاسباب ان تكون اسباب نقص في العقل والاعراض عن الاسباب الكلية قدح في الشرع. ومعنى التوكل والرجاء يتألف من موجب التوحيد والعقل والشرع. وبيان ذلك لان الالتفات الى سببه واعتماد القلب عليه رجاؤه والاستناد اليه وليس بالمخلوقات ما يستحق هذا لانه ليس بمستقل ولابد له من شركاء وافداد ومع هذا كله فان لم يسخرهم يسبب الاسباب لم لم يسخر. وقولهم ان افتضت المشيئة المطلوبة فلا حاجة الى الدعاء قلنا بل قد كونوا اليه حاجة من تحسين مصلحة اخرى عاجلة واجلة ودفع مضرة اخرى عاجلة واجلة وكذلك قوله وان لم تقتضه فلا فائدة فيه قل بل فيه فوائد عظيمة من جلب منافع ودفع مضار. كما نبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بل ما يعجل العبد من معرفته بربه واقراره به لانه سميع قريب قدير عليم رحيم واقراره بفقره اليه واضطراره اليه وما يتبع ذلك من العلوم العلية والاحوال الزكية التي هي من اعظم المطالب فان اذا كان اعطاء الله معللا بفعل العبد كما يعقل من اعطاء المسؤول والسائل كان السائل قد اثر في المسؤول حتى اعطاه. قلنا الرب هو الذي حرك العبد الى دعائه فهذا الخير منه وتمامه عليه كما قال عمر رضي الله عنه اني لا احمل هم الاجابة وانما احمل هم الدعاء ولكن اذا الهمت فان الاجابة معك. وعلى هذا قوله تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض. ثم يعرج اليه في يوم كان مقدار الف سنة مما تعدون. فاخبر سبحانه انه يبتدي تدوير ثم يصعب اليه الامر الذي دبره. والله سبحانه هو الذي يقذف في قلب العبد حركة الدعاء ويجعلها سببا للخير الذي يعطيه اياه. كما في العمل والثواب فهو الذي وفق العبد للتوبة ثم قبلها وهو الذي وفقه للعمل ثم اثابه وهو الذي وفقه بالدعاء ثم اجابه فما اثر فيه شيء من المخلوقات بل هو جعل ما اجعله سببا لما يفعله. قال مطرف ابن عبد الله ابن شخير احد ائمة التابعين نظرت في هذا الامر فوجدت مبدأه من الله. وتمامه على الله ووجدته ذلك الدعاء. وهنا سؤال سؤال معروف. وهو ان من الناس من قد يسأل الله شيئا فلا يعطى او يعطى غير ما سأل. وقد اجيب عنه باجوبة فيها ثلاثة اجوبة محققة احدها ان الاية لم تتضمن عطية السؤال مطلقا وانما تتضمن اجابة الداعي والداعي اعم اعم من السائل واجابة الداعي اعم من اعطاء طيب ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا في كل ليلة الى سماء الدنيا فيقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه ومن يستغفرني فاغفر ففرق بين الداعي والسائر وبين الاجابة والاعطاء وهو فرق بالعموم والخصوص كما اتبع كما كما اتبع ذلك بالمستغفر وهو نوع من السائل فذكر العام ثم الخاص ثم الاخص واذا علم العباد انه قريب يجيب دعوة الداعي علموا قربه منهم وتمكنهم من سؤالهم وعلموا علمه ورحمته وقدرته ودعوه دعاء العبادة في حال ودعاء المسألة في حال وجمعوا بينهما في حال بالدعاء اذ الدعاء اسم يجمع العبادة والاستعانة وقد فسر قوله وقال ادعوني ادعوني استجب لكم بدعائي الذي هو العبادة والدعاء الذي هو الطلب وقوله بعد ذلك ان الذين يستكبرون عن عبادتي يؤيدوا المعنى الاول. الجواب الثاني ان اجابة دعاء السؤال اعم من اعطاء عين المسؤول كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قاطع رحم بالله اعطاه بها احدى ثلاث الا اعطاه بها احدى ثلاث خصال اما ان يعجل له دعوته او يدخر له من الخير مثلها او يصرف عنه من الشر مثلها قالوا يا رسول الله اذا نكثر قال الله اكثر وقد اخبر الصادق المصدوق انه لابد من الدعوة الخالية عن العدوان من اعطاء السؤال المعجلة او مثله من الخير المؤجل او يصرف عنه من السوء مثله. الجواب الثالث ان الدعاء سبب مقتضى لليل المطلوب. والسبب له شروط وموانع. واذا حصلت شروطه وانتفت موانعه حصل المطلوب والا فلا يحصل ذلك المطلوب بل قد يحصل غيره. وهذا سائل الكلمات الطيبات من الاذكار المأثورة المعلق عليها جلب منافع او دفع مضار. فان الكلمات المنزلة بيد الفاعل تختلف باختلاف قوته وما يعينها. وقد يعارضها مانع من الموانع ونصوص الوعد والوعيد المتعارف في الظاهر من هذا الباب. وكثيرا ما تجد ادعية بها قوما فاستجيب لهم ويكون قد اغترهم بالدعاء ضرورة ضرورة صاحبه واقباله على الله او حسنة تقدمت منه جعل الله سبحانه اجابة شكرا لحسناته او صادف وقت اجابة ونحو ذلك فاجيبت دعوته ويظن ان السر في ذلك الدعاء فيأخذه مجردا عن تلك الامور التي قارنته من ذلك الداعي. وهذا كما اذا استعمل رجل دواء نافعا في الوقت الذي ينبغي فانتفع به فظن اخر ان استعمال هذا الدواء الدواء بمجرد بمجرده كاف في حصول المطوف فكان غالطا. وهكذا قد يدعو بالتراب عند قبر فيجاب. فيظن ان السر للقبر ولم يدري ان السر للاضطرار وصدق اللجأ الى الله تعالى فاذا حصل ذلك في بيت من بيوت الله كان افضل واحب الى الله تعالى فالادعية والتعوذات والرقى بمنزلة السلاح والسلاح بضاربه لا بحد فقط متى كان السلاح سلاحا تاما والساعد سائلا قويا. والمحل قابل والمانع مفقودا. حصلت به النكاية في العدو. ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة خلف التأثير اذا كان الدعاء في نفسه غير صالح او او الداعي لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء او كان ثم مانع من الاجابة لم يحصل الاثر قال رحمه الله ويملك كل شيء ولا يملكه شيء. ولا غنى عن الله عن الله تعالى طرفة عين ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر نصارى من اهل من اهل الحي قال الشارع كلام حق ظاهر لا خفاء فيه والحين بالفتح الهلاك. والله وش بعده؟ هذا هو الرباط نعم قلت الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين قال رحمه الله تعالى والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات. وهذا المقام ذكره رحمه الله تعالى ليبين ان الله سبحانه وتعالى واسع العطاء وعظيم المنة وادرج هذا او ادخله في هذا المعتقد ليبين ان الذي يدعى ويسأل هو الله سبحانه وتعالى وان من سأل غيره فقد اشرك بالله سبحانه وتعالى. وان الذي يعطي ويجيب هو ربنا جل جلاله سبحانه وتعالى ولعل سياقه وذكره بعد ما يتعلق باهداء الثواب والدعاء للاموات يؤخذ منه الرد على اولئك القبوريين والمشركين الذين يتوسلون بالاموات ويستغيثون بهم ويدعونهم من دون الله عز وجل حسنا اورد مثل هذه العبارة بعدما ذكر اهداء الثواب للاموات والدعاء لهم والاستغفار لهم. وان لهم اموات لا يملكون نفعا ولا يملكون ضرا. وان الذي يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات وربنا سبحانه تعالى وهذا محل اتفاق بين اهل الملل بل حتى اهل الكفر والشرك من المشركين والوثنيين يدعون من يظنون فيه انه يجيب دعواتهم. انه يجيب دعواتهم. وان كان من يدعونه باطلا الا ان النفس مفتقرة الى ان تسأل غيرها والى ان تدعو غيرها وتطلب من غيرها ان ينفعها فاما ان تتوجه التوجه الصحيح وتدعو من بيده الامر والنفع والضر واما ان تنتكس فطرتها فتدعو من لا يملك نفعا ولا ضراء. ثم ذكر هنا قول ابن عقيل رحمه الله تعالى ان في دعاء معاني وفيه فوائد كثيرة. فلك من ذلك انه يدل على وجود الله ولا شك ان الذي يدعى فانه فان دعاءه يدل على وجوده فالعدم لا يدعى ولا يسأل ولا يطلب. الثاني ايضا ان الدعاء يدل على غنى ربنا سبحانه تعالى وانه واسع الغنى وعظيم الخير سبحانه وتعالى فالفقير لا يسأل ولا يدعى ايضا من الاوجه انه سميع. فالسامع هو الذي يسأل وهو الذي يدعى بخلاف الاصم فانك لا تدعوه. فيدل على ان السمع صفة كمال وان من نفاه عن ربنا فقد عطل الله عز وجل من كماله. ايضا الكرم فان قيل لا يدعى والله سبحانه وتعالى خزائنه ملأى وكل من في الارض رزقه عليه سبحانه وتعالى ايضا الرحمة فان القاسي الغليظ لا يدعى. الله الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده رؤوف. السادس قال ايضا القدرة وهو على كل شيء قدير. فالعاجز لا يدعى لانه لا يستطيع ان يفعل شيئا لعجزه. بخلاف ربه بخلاف ربنا سبحانه وتعالى فانه على كل شيء قدير. ذكر ايضا حديث ابي هريرة في الذي رواه ابن ماجة وغيره من حديثه انه قال صلى الله عليه وسلم من لم يسأل الله يغضب عليه. وهذا الحديث هذا الحديث قد رواه وفي اسناده ابي صالح الخوزي وقد اخطأ ابن كثير حيث جعله ابو صالح السمان وابو صالح الخوزي هذا قد تكلف بالوعين وضعفه لكن حيث له شواهد اخرى جامع ابن مسعود ابن عمر ما يدل على اصله ولذلك نظر بعضهم فقال الرب يغضب ان تركت له وبني ادم حين يسأل يغضب. وبني ادم او وبني ادم حين يسأل يغضب هذا البيت علي ان من لم يسأل الله يغضب عليه. فالله سبحانه وتعالى قال ادعوني استجب لكم. والله ايحب ان يدعى فالدعاء هنا هو دعاء المسألة لان الدعاء دعاءان دعاء عبادة ودعاء مسألة ثم ذكر شبهة تعلق بها الفلاسفة ويتعلق بها ضعاف النفوس وهي ان هناك من قال هناك من قال بل فائدة من الدعاء اذا كان الامر قد كتب وانه سيقع دعونا او لم ندعوا فهذه الحجة ذكرها بعض المتفلسفة وغالية المتصوفة الى ان الدعاء لا فائدة فيه. ولا شك ان هذا من اعظم الباطل. فالدعاء عبادة والدعاء سبب تترتب عليه كثيرا من المسببات. واما من قال له لا فائدة فيه فهذا من جهله ومن ظلاله وقد رد شيخ الاسلام على هذه الشبهة واتبع على ذلك ابن القيم وتابع ايضا هنا ابن ابي العز تبع ايضا ابن ابي العز الحنفي وذكر ان هناك وذكر اجوبة على هذه الشبهة فالناس في هذا المقام من قال ان الدعاء لا فائدة فيه. ومنهم من قال انه محو تعبد لله عز وجل يقدم ولا يؤخر ومنهم من قال ان الدعاء سبب وان الله عز وجل ربط الاسباب مسبباتها. وان حال الدعاء ال الري كحال الماء الذي يشرب للري وكحال الطعام الذي يؤكل للشبع الذي يترك الماء لا يشربه فانه سيبقى آآ ظمآنا ويبقى عطشانا حتى يشرب هذا الماء. والله قد قدر انه انه يشرب وانه آآ يطعم الا انه جعل لهذا الري ولهذا الشبع سبب وهو الطعام والشراب فاذا لم يشرب بات واذا لم يأكل مات جوعا كذلك الداعي الذي يدعو لحاجة يريدها او لدفع ضر نزل به هذا الدعاء سبب سبب كتبه الله عز وجل لدفع ذلك المسبب. ويمكن يفضح ذلك ويفصل ان المقدور الذي كتبه الله عز وجل. انه انواع واقسام. فكتاب لا يتبدل منه شيء. ولا يغير منه شيء وهو الذي خط وكتب في اللوح المحفوظ. وكتاب في ايدي الملائكة. وهو الذي يمحو الله منه ما يشاء ويثبت فيه ما يشاء سبحانه وتعالى. فاذا نزل بالعبد مصيبة ودعا الله عز وجل وسأل الله وتعالى فان الله يستجيب دعاءه. ويكتب في اللوح المحفوظ. فان الله يكتب فان الله يكتب له ان هذا المريض يمرض ويشفى. هذا الذي يكتب له. واما في الزملاء فيكتب يكتب المرض ثم يكتب ان دعا فاكتبوا له الشفاء وان لم يدعو فاكتبوا له الهلاك بهذا المرض. والله علم انه سيدعو وانه سيشفيه سبحانه وتعالى. هذا مثال وقد يمثل ايضا ان هناك رجلان احدهما دعا والاخر لم يدعوا هذا مات وهذا لم يمت. فالذي دعا كتب الله له مثلا انه انه يشفى من هذا الماء بدعائه. والذي لم يدعو كتب الله المحفوظ انه يهلك من هذا المرض. والذي يصح به الملائكة انه يكتب لهذا ان دعا في كتب له الشفاء وان لم يدع يكتب له الهلاك. وعلى كل حال نقول ان الجواب على هذه الشبهة اولا نقول ان الدعاء عبادة. وان العبد اذا دعا ربه فانه ويؤجر الامر الثاني ان الدعاء سبب من الاسباب والاسباب اما ان تنفع واما الا تنفع الا ان الدعاء يخضع الاسباب الاخرى ان الداعي يكتب له يكتب له بدعائه منفعة تحصل له حتما ما من داع يدعو الا كتب له احدى ثلاث. وهي اما الاستجابة واما دفع عقوبة نزلت به. واما ان يدخر له اجرا بخلاف الاسباب الاخرى قد يتعاطى الانسان الاسباب الحسية فلا يتأتى له الشفاء من هذا السبب. لكن لا يؤجر على هذا على فعل ويدخر له اجرا اما ان اما ان ينفع واما ان لا ينفع اما الدعاء فانه يستجاب لك حتما يستجاب بدفع يفتدى برفع يستداب يستجاب بادخار اجر لك عند الله عز وجل. اذا هو سبب وهذا السبب يؤجر العبد عليه يأجر العبد عليه من الله سبحانه وتعالى. اما قول هؤلاء المؤتمر فهذا قول باطل يخالف يخالف النظر والعقل والنقل فهو بالضرورة يعرف ساده ولذلك حتى ان الناس يقولون تقول الفلاسفة لعنه الله كما ذكر ذلك بالعز ضجيج الاصوات في هياكل العبادات بفنون اللواة يحلل ما قادته الافلاك المؤثرات. يرى الفلاسفة مع كفر وضلال وان الدعاء ومخاطبة الافلاك السماوية التي يعبدون من دون الله عز وجل انه باختلاف الاصوات وضجيجها وباختلاف اللغات ان هذا الدعاء الذي يتعبد به لهذه الافلاك انه يحلل ويفكك ما عقدته الافلاك والمؤثرة الافلاك المؤثرات. وهذا القول بان الافلاك تؤثر ادنى لها اه تحل وتعقد ومن الشرك الاكبر الشاهد بهذا المثل ذكر ابن ابي العز ان الدعاء حتى عند اهل الاوثان وعند المشركين يرون له تأثيرا يرون له تأثيرا. وقد يدعى او قد يدعو ذلك المشرك الكافر فيستجيب الله له بما قام في قلبه من الذل والخضوع والانكسار ولكمال رحمة الله عز وجل. وايضا لما اوجب ربنا على نفسه انه لا يترك عباده سدى من جهة اطعامهم ومن جهة سقيهم وشربهم فانه قد تكفل بذلك ربنا سبحانه وتعالى اذا قمنا بالعز وجواب الشبهة بمنع المقدمتين فان قول بمشيئة اللهية اما ان تقتضيه او لا ثم يقول ثم قسم وهو ان تقتضي بشرط ولا تقتضي بعدمه. وقد يكون الدعاء من شرط يقسم المشيئة الى ثلاث اقسام. قال هنا يقسم المشيئة ان المشيئة الالهية ان تقتضي ذلك الشيء الذي تريده. واما ان لا تقتضيه. جعلها جعلها آآ قسمين. يعني مثل ما ذكرت قبل قليل في شخص المريض كتب الله انه يشفى او كتب الله لا يشفى. هذي اما انه يشفى واما انه لا يشفى. قالوا هذه هي المشيئة. ان كان سيشفى فالدعاء لا يغير. الدعاء لا فائدة سيشفى دعا او لم يدعو. وان كان لم وان كان شاء الله انه لا يشفى ايش يكون دعاو داوود او لم يدعو لن يشفى. قال هو وثم قسم ثالث وهو ان المشيئة هناك قسم وهو المشيئة المتعلقة بشرط وجوده وعدمه فيوجد شرط وجد المسبب وهو الشفاء وينجو الشرط لم يوجد مسبب الدعاء وهو الشفاء فكانه يقول ان هناك سبب يرفع هذا البلاء وسبب يمنع رفعه والسبب هو اي شيء هو الدعاء. فان دعا استجاب الله له فرفع البلاء الذي به وان لم يدعو لم يطمع ذلك البلاء. فقال هو هذا هو القسم الثالث هو ذكرها قبل قليل ان الله سبحانه قدر الاسباب وقدر المسببات وربط الاسباب المسببات فاذا وجد السبب انتفى فاذا وجد السبب وجد ايضا الاثر الذي يتعلق بذلك المسبب فهذا ما ذكره ابن ابي العز رحمه الله تعالى قال واما ينبغي ان يعلم ما قال طالب العلماء وهو ان الالتفات وهذا كلام جميل هو كلام ابن القيم وقبل وكلام شيخ الاسلام ان الالتفات الى الاسباب شرك في التوحيد. ومحو الاسباب كلية ان تكون نقص في العقل والاعراض عن الاسباب بالكلية قدح في الشرع. فالشريعة جاءت بالاخذ بالاسباب والامر بها. ونهت عن الاعتماد عليها وتعليق القلب بها وانما يفعلها اسبابا على انها اسباب. ويلتفت بقلبه الى مسببها الذي هو ربنا سبحانه وتعالى. فيفعل لانه سبب والذي يؤثر بذلك ربنا سبحانه هو الذي ينفع بهذا سوى ربنا سبحانه وتعالى. اذا هذا هو المسألة الجواب على هذه الشبهة ان الله ربط الاسباب مسبباتها وان آآ المشيئة قد تكون معلقة بشرط اذا وجد الشرط وجدت واذا وجد المشيئة فكذلك الدعاء هو سبب وقد علق علقت الاجابة به واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب تدعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. قال وقول ان اقتضنا شيء مطلوب فلا حاجة للدعاء قلنا بل قد تكون اليه حاجة يعني حتى لو حتى لو ان الانسان دعا ولم يحصل مقصوده وسؤاله الذي اراده فان الدعاء مقصودا لذاته مقصودا لذاته من كونه عبودية لله عز وجل يؤجر العبد عليها. مقصود لذات ايضا ان العبد يظهر فقره وذله وانكساره تاره بين يدي الله عز وجل. مقصود لذاته ايضا ان العبد بدعائه سيكتب له الاجر وسيكتب له الاجابة. سواء الاجابة اعم الاجابة اعم من اه من العطاء. فالانسان قد يسأل عطاء ولا يعطى لكن الله اجاب بشيء اعظم. قد الانسان زوجة معينة فيعطيه الله عز وجل ما هو اعظم له من هذه الزوجة المعينة. وعلى ذاك جميع الارزاق والعطايا التي يعطيها ربنا سبحانه وتعالى. لكن نقول لك هناك اجابة وهنا يعني هناك اجابة عامة وهناك عطاء وهناك اه يعني اه انتقام الاعم الى اخص الى اخص فيقول لك قول الا وان لم تقتضه فلا فائدة فيه قلنا بل فيه فوائد عظيم لجلب منافع ودفع مضار كما نبى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ما يعجل للعبد من معرفته بربه واقراره به بل ما يعجل للعبد من معرفة ربه واقراره به وبانه سميع قريب قدير عليم رحيم واقراره بفقره اليه واضطراره اليه. وما يتبع ذلك من العلوم العلية والاحوال الزكية التي هي من اعظم المطالب. كل هذا يحصل لدعاء العبد ربه سبحانه وتعالى. قال فان قيل اذا كان اعطاء الله تعالى معللا بفعل العبد كما كما يعقل من اعطاء المسؤول السائل كان السائل قد اثر في المسؤول حتى اعطاه. يعني يقول اذا كان العطاء متعلق بسؤال العبد فان العبد يكون يكون قد اثر في هذا العطاء. يقول قل الرب سبحانه هو الذي حرك العبد الى دعائه. وهذه بس بل لملحظ يحتاج المسلم يتنبه له وهو ان الدعاء فضل من الله عز وجل. وان فتح باب السؤال وفتح والفتحة على العبد ان يسأل ربه ان هذه منة من الله عز وجل حتى قال عمر والله اني لا احمل هم الدعاء اني والله اني لا احمل هم الاجابة ولكني احمل هم الدعاء. فاذا وفقك الله عز وجل لدعائي وسؤاله فاعلم ان الله اراد بك الخير واراد بك الاجابة والعطاء. فسؤالك لله هذا فضل من الله عز وجل. وفتح باب الدعاء عليك وانطاق واطلاق لسانك بسؤال الله عز وجل هذا فضل من ربنا سبحانه وتعالى. يقول هو الذي حرك العبد هو الذي حرك العبد الى دعائه فهذا الخير منه. وتمامه عليه كما قال عمر اني لا احمل هم الاجابة وانما احمل هم الدعاء ولكن اذا الهمت ولكن اذا الهمت الدعاء فان الاجابة معه. ولذلك نقول من الهم الدعاء الله عليه ابواب الدعاء فليعلم ان الاجابة اتية لا محالة. وعلى هذا قوله تعالى يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه في يوم كان مقداره الف سنة تعدل اي يدبر الامر في باب الدعاء ان الله عز وجل هو الذي يحركها هو الذي يحركك بدعائه وسؤاله حتى ينزل الاجابة لك بهذا الدعاء. فالامر كله بدءه من الله وتمامه على الله سبحانه وتعالى. قال نظرت في هذا الامر فوجدت مبدأه من الله وتمامه على الله وجدت ملاك ذلك الدعاء. اي وجدت نظرت في هذا امر هذا الكون وامر ترى هذه الحياة فالكل فكل شيء فيها من الله عز وجل في كل ما تطلبه وتسأله من الله مبدأ من الله وتمام على الله وملاكه ذاك الذي سبب لحصوله هو دعاء ربنا سبحانه وتعالى. قال وهنا سؤال معروف وهو ان من الناس من قد يسأل الله شيئا فلا يعطى. او يعطى غير ما زال وقد اجيب على المثال اجوبة. يعني هذا واضح وواقع قد تسأل الله ان يعطيك شيئا فتعطى غيره. وقد تسأل الله ولا ترى اثر الاجابة بالنسبة لحسك الذي الذي تعيشه. نقول اية اولها ان الاية لم تتضمن عطية والي مطلقا وانما تضمنت اجابة الدعاء وفرق بين ان يعطى الانسان سؤله وبين ان يجيبه الله عز وجل. اللهم وارزقني اللهم ارزقني هذا سؤال مثلا اللهم ارزقني مثلا مالا السؤال يتعلق المال فتأتي الاجابة لك ليس بالمال بل ليأتي له اعظم من ذلك فيفتح الله ان يجيبك الله عز وجل بفتح باب رزق يدر عليك خيرا كثيرا لم يطرأ ببالك ولم يخطر ببالك هذا الفتح قد يفتح الله عليك العلم قد يفتح الله عز وجل عليك في القرآن وفهم تدبره هذا كله من اجابة الله عز وجل فلا يعني الاجابة ان تعطى نفسها السؤال الذي سألته. الذي تعهد الله به ان يجيبك. والاجابة قد وقعت وهي اعم من ان يجيب كسواك الذي سألته بعينه فيقال في حديث آآ ان الله ينزل كل ليلة فيقول من يدعوني فاستجيب له الاجابة العامة ومن يسألني فاعطيه. السؤال وعلق وعلق به العطية. من يستغفرني فاغفر فهذا عام؟ الاجابة تشمل المغفرة. وتشمل اعطاء السائل. لكنه ذكر العام ثم ذكر اخص منك وهو اعطاء ثم لك ما هو اخص من ذلك وهو مغفرة المغفرة للمستغفر. قال ففرق بين الداعي والسائل. وفرق بين الاجابة والاعطاء الداعي قد يدعو بشيء دعوته اعم اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واصلح لي هذا دعاء يدعو بامور كثيرة السائل الذي يسأل شيئا معينا اللهم اني اسألك الهدى سأل الهدى فقط لكن داعي يدعو بما اوسع من ذلك يدعي قال وبين والاعطاء وهو فرق بالعموم والخصوص. فالدعاء اعم من السؤال والاجابة اعم من الاعطاء. كما اتبع ذلك ثم ذكر ايضا الحديث الذي عزاه قال هنا واذا علم العباد انه قريب يجيب دعوة الداعي علموا قربه منهم وتمكنهم من سؤاله وعلموا علمه ورحمته وقدرته فدعوه دعاء العبادة في حال ودعاء المسألة في حال العبادة دعاء العبادة اشمن دعاء المسألة وهو يتعلق بالاقوال والافعال وما شابه ذلك بخلاف دعاء المسلم انه يتعلق بالسؤال فقط. الجواب الثاني قال ان اجابة دعاء سؤال اعم من اعطاء اي عين وهذا ذكر هنا حديث صحيح مسلم نسب المسلم وهو ليس بمسلم الصحيح. هذا ليس مسلم انه عند احمد احمد في مسنده ولعله مما اخطأ فيه الا بالعز انه قال ما من داع يدعو الا اعطي احدى ثلاث فهنا قال انه سيجاب اما بالسؤال الذي سأل واما بدفع بلية نزلت به واما اجل يدخر له. الجواب الثالث ان الدعاء سبب مقتض لنيل المطلوب والسبب له له شروط وموانع كسائر الاسباب قد يتعاطى الانسان علاجا والعلاج ينفع مع غيره لكنه لم ينفع به لانه هناك مانع منع من الاستجابة من حصول المقصود كذلك نقول ان الدعاء سبب وقد يتوفر قد يحصل. السلام عليكم. سلام ورحمة الله. قد يحصل المقصود من هذا الدعاء وقد لا يحصل قد يسأل العبد ربه سبحانه وتعالى فيسأل الله عز وجل فلا يستجيب الله له لماذا لعدم وجود الشروط التي تقتضي الاجابة. فقد يدعو من قلب غافل لله قد يدعو وهو هناك موانع كأكل حرام او شرب حرام يمنع اذا لا بد عند سؤال الله ان تتوفر الشروط وتنتفي الموانئ التي تمنع من الاجابة وتوفر شروط الاجابة هذه بعض الاجابات ذكرها ابن ابي العز. ثم ذكر ايضا ما يتعلق قال ويملك كل شيء ولا يملكه شيء. ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين. الله سبحانه وتعالى هو الذي يملك كل شيء وكل شيء في هذا الكون فهو ملك لله سبحانه وتعالى. ولا يخرج شيء عن ملكه سبحانه وتعالى وليس هناك من يملك من ملك الله شيئا الا وملكه الله عز وجل اياه. وملك العبد بما ملكه الله عز وجل ليس ملكا دائما وان ملكا مؤقتا ويزول عنه بعد وفاته وموته بل قد يزول في حياته. والملك كله لربنا سبحانه وتعالى ولا غنى لاحد عن الله طرفة عين. ومتى ما خذلك الله او تركك الله عز وجل فاعلم انك في ذل وهوان فلا غنى للخلق عن ربهم سبحانه وتعالى. ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر. كفر الكفر الاكبر من قال انا لست بحاجة الى الله وانا غي عن ربنا كفر بالله عز وجل لانه اظهر الكبر الذي ينافي العبودية فان التكبر الذي وقع من ابليس هو الذي كفر به ابليس. كذلك من قال انا غني عن الله وانا لست بحاجة الى الله وهو كافر بهذا القول ولا يقوله من عرف قدر نفسه وعرف قدر ربه سبحانه وتعالى قال وصخر وصار للاهلي الحي اي من اهل الهلاك نسأل الله العافية والسلامة. ثم انتقل بعد ذلك الى ما يتعلق بباب الصفات فقال والله يغضب ويرضى لا كاحد من الورى والله تعالى اعلم