بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا اللهم لنا ولشيخنا ولوالدينا وللحاضرين. فقال الامام الصحابي رحمه الله تعالى والله يغضب ويرضى. لا كاحد من الورى. قال الشارح رحمه الله تعالى قال تعالى رضي الله عنهم لقد رضي الله عن المؤمنين الذين يبايعونك تحت الشجرة. قال تعالى من لعنه الله وغضب عليه وغضب الله عليه ولعنه بغضب من الله ونظائر ذلك كثيرة. ومذهب السلف وسائر الائمة اثبات صفة الغضب والرضا والعداوة والولاية والحب والبغض ونحو ذلك من الصفات التي ورد بها الكتاب والسنة ومنع التأويل الذي يصرفه عن حقائقها اللائقة بالله تعالى. كما يقولون مثل ذلك في السمع والبصر والكلام وسائر الصفات. كما اشار اليه وفيما تقدم بقوله اذ كان تأويل الرؤية وتأويله كل ما معنى يضاف الى الربوبية ترك التأويل ولزوم التسليم وعليه يدين المرسلين وانظر الى جواب الامام رضي الله عنه في صفة الاستواء كيف قال الاستواء معلوم وكيف مدهون وروي ايضا عن ام سلمة رضي الله عنه موقوف عليها ومرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ رحمه الله فيما تقدم من لم يتوق النفي والتشبيه زل ولم يصب التنزيل. ويأتي في كلامه ان الاسلام بين الغلو والتقصير وبين التشبيه والتعطيل. فقوله الشيخ رحمه الله لا كاحد من الوراء نفي التشبيه. ولا يقال ان الرضا ارادة الاحسان والغضب والغضب والغضب وارادة الانتقام. فان هذا نفي بالصفة. وقد اتفق اهل السنة على ان الله يأمر بما يحبه ويرضاه. وان كان لا يريده ولا يشاؤه وينهى عما يسخطه ويكرهه. ويبغضه ويغضبه على فاعله وان كان قد شاءه فقد يحب عندهم ويرضى ما لا يريده ويكره ويسخط ويغضب لما اراده. ويقال لمن تأول الغضب والرضا بارادة الاحسان لما تأولت فلابد ان يقول لان الغضب غليان دم القلب ورضا الميل والشهوة وذلك لا يليق بالله تعالى فيقال له غليان دم القلب في الادمي امر ينشأ عن الغضب لا انه هو الغضب ويقال له ايضا وكذلك الارادة والمشيئة فينا هي ميل الحي الى الشيء او الى ما يلائمه ويناسبه فان الحي منا لا يريد كل ما يجلب له منفعة او يدفع عنه مضرة وهو محتاج الى ما يريده ومفتقر اليه يزداد بوجوده وينقص بعدمه. فالمعنى الذي صرفت اليه اللفظ كالمعنى الذي صرفت عنه سواء فان جاز هذا جاز ذاك وان امتنع هذا امتنع ذاك. فان قال الارادة التي يوصف فان قال الارادة التي يوصف الله وبها مخالفة لارادتك التي يوصف بها العبد وان كان كل منهما حقيقة قيل له فقل ان الغضب والرضا الذي يوصف الله به مخالف لما يوصف به العبد وان كان كل منهما حقيقة. فاذا كان ما يقول في الارادة يمكن ان يقال في هذه الصفات لم يتعين التأويل. بل يجب تركه لانك تسلموا من التناقض وتسلموا ايضا من تعطيل معنى اسماء الله تعالى وصفاته بلا موجب. فان صرف القرآن عن ظاهره وحقيقته بغير موجب حرام. ولا يكون للصرف ما دله عليه عقله اذ العقول مختلفة فكل يقول ان عقله دله على خلاف ما يقوله الاخر. وهذا الكلام يقال لكل من نفى صفة من صفات الله تعالى امتناع مسمى ذلك في المخلوق فانه لابد ان يثبت شيئا لله تعالى على خلاف ما يعهده حتى في صفة الوجود. فان وجود العبد كما يليق به ووجود الباري تعالى كما يليق به ووجوده تعالى يستحيل عليه العدم. ووجود المخلوق لا يستحيل عليه العدم. وما سمى به الرب نفسه وسمى به مخلوقاته مثل الحي والعليم القدير. او سمى بعض صفاته كالغضب والرضا وسمى به بعض صفاته وسمى به بعض صفات عباده فنحن نعقل بقلوبنا معاني هذه الاسماء في حق الله تعالى وانه حق ثابت موجود ونعقل ايضا معاني هذه الاسماء في حق المخلوق ونعقد بين المعنيين قدرا مشتركا. لكن هذا المعنى لا يوجد في الخارج مشتركة بالمعنى المشترك الفلي لا لا يوجد مشتركا الا في الاذهان. ولا يوجد في الخارج الا الا معينا مختصا. فيثبت في كل منهما يليق به بل لو قيل غضب مالك مالك خازن النار وغضب غيره من الملائكة لم يجب ان يكون مماتا بكيفية غضب الادميين ان الملائكة فليسوا في الاخلاق الاربعة حتى تغلي دماء قلوبهم كما يغلي دم قلب الانسان عند غضبه فغضب الله اولى. وقد نفى الجهم ومن وافقه كل ما كتب الله به نفسه من كلامه ورضاه وغضبه وحبه وبغضه واسفي ونحو ذلك. فقالوا انما هي امور مخلوقة منفصلة عنه ليس هو في نفسه مختص بشيء من ذلك. وعارض هؤلاء والصفاتية ابن كلاب ابن كلاب ومن وافقوه فقالوا لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته وقدرته اصلا. بل جميع هذه الامور صفات لازمة لذاته قديمة ازلية ولا يرظى في وقت دون وقت ولا يغظب في وقت دون وقت كما قال في حديث الشفاعة ان ربي قد غظب اليوم غظبا لم يغظب قبله مثله ولن يغظب بعده مثله وفي الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم من ان الله تعالى يقول لاهل الجنة يا اهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم ويقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد اعطيتنا ما لم تعطي احدا من خلقك فيقول الا اعطيكم افضل من ذلك؟ فيقولون يا رب واي شيء افضل من ذلك يقول عليكم رضواني فلا اسخط عليكم بعده ابدا. فيستدلوا به فيستدلوا به على انه يحل رضوانه في وقت دون وقت. وانه قد يحل رضوانه ثم يسخط ما يحل الصخب ثم يرضى لكن هؤلاء احل عليهم رضوانا لا يتعقبه سخط. وهم قالوا لا يتكلم لا يتكلم اذا شاء. ولا يضحك اذا شاء ولا يغضب اذا شاء ولا يرظى اذا شاء بل اما ان يجعل بالرظا والغظب والحب والبغظة والارادة او يجعلوها صفات اخرى وعلى التقديرين فلا يتعلق شيء من ذلك لا بمشيئة ولا بقدرته اذ لو تعلقت بذلك لكان محلا للحوادث. فنفى هؤلاء الصفات الفعلية الذاتية بهذا الاصل. كما نفى اولئك الصفات مطلقا بقولهم ليس محلا للاعراب وقد يقال بلي افعال ولا تسمى حوادث كما سميت تلك الصفات ولم تسمى اعراضا. وقد تقدمت الاشارة الى هذا المعنى ولكن الشيخ رحمه رحمه الله لم يجمع الكلام في الصفات المختصر في مكان واحد وكذلك الكلام في القدر ونحو ذلك ولم يعتني فيه بترتيب. واحسن ما يرتب عليه كتاب اصول الدين ترتيب جواب صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام حين سأله عن الامام فقال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر. الحديث. فيبدأ بالكلام على التوحيد والصفات وما يتعلق بذلك ثم بالكلام عن الملائكة ثم وثم الى اخره. قال رحمه الله. نعم. طويلة اصحاب الرسول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين ورحمه الله تعالى والله يغضب ويرضى لا كأحد من الورى ذكر الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في هذا الفصل ما يتعلق باثبات صلة الغضب والرضا. واثبات صفة الغضب والرضا هو مذهب الصالح ومذهب سائر اهل السنة ولا خلاف بين السنة انهم يثبتون لله ما اثبته لنفسه وما اضافه الى نفسه اضافة وصف فالله سبحانه وتعالى اخبر انه يرضى واخبر انه يغضب اخذ اهل السنة من قوله تعالى رضي الله رضي الله عنهم وقوله لقد رضي الله عن المؤمنين وقول وغضب عليه وغضب الله عليه ولعنه وباء بغضب الله اخذ من هذه الايات اثبات صفة الرضا واثبات صفة الغضب. ويقولون ان الله يغضب حقيقة. وان غضبه جل جلاله ليس كغضب الورى ورضاه ايضا ليس كرضا خلقه. بل له الرضا ورضاه ليس كمثله شيء وغضبه ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير. وقد خالف ذلك المبتدعة من جهمية ومعتزلة وكلابية واشاعرة وغيرهم. فقالوا ان الله لا يغضب وان الله لا يرضى. واحتجوا بان هذه اعراض وان الله عز وجل ليس تمحل الحوادث والاعراض. وقالوا ايضا ان الغضب والرضا من صفات الاجسام. والله ليس بجسم وتأولوا الغضب والرضا بارادة الانعام وبارادة الانتقام. ولا شك ان هذا من التحريف لكلام الله عز وجل ومن التأويل الباطل. فالله سبحانه وتعالى اثبت هذه الصفات واما دعواهم ان الله ليس محلا للاعراض فهذه دعوة باطلة. وتعطيل لصفات الله عز وجل ولا يدل عليها نقل ولا عقل. وانما قال بذلك الجهل لعنه الله ليفر من مسألة ان الله سبحانه وتعالى هو الذي احدث الحوادث وان الحوادث لا تحل فيه وهي قاعدة باطلة اصلا وفرعا. فاهل السنة كان مردهم في باب الاثبات الى كتاب الله. والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما اثبته ربنا لنفسه اثبته الله وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم اثبت اثبته اهل السنة ايضا. ومع اثبات بهم فهم لا يكيفون ولا يمثلون بل يقولون ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والكيفية بصفاته يكلون علمها الى الله عز وجل. ولا يتعرضون لها ولذلك نظر آآ ذكر ابن ابي العز في هذا الباب ان ما يقال في صفات المتعلقة بمشيئته انه كما يقال فيما يتعلق بذاته لان الصفات تنقسم الى الى قسمين صفات ذاتية وصفات فعلية صفات لازمة وصفات متعلقة بمشيئته وقالوا ان باب واحد فاذا اثبتنا ما يتعلق بالذات اثبتنا ما يتعلق بالافعال واذا اثبتنا الصفات اللازمة اثبتنا الصفات التي تتعلق بمشيئة الله عز وجل ذكر ان مذهب السلف اثبات صفة الغضب والرضا والعداوة والولاية والحب والبغض. ونحو ذلك الرسالة ورد بها الكتاب والسنة ومنع التأويل الذي يصرفه عن حقائقها اللائقة بالله عز وجل. كما يقولون ذلك في مثل السمع والبصر والكلام وسائر الصفات. واراد بهذا ان ينبه على مذهب الاشاعرة. فالاشاعرة يثبتون سبع صفات او ثمان مثل العلم والحياة والقدرة والارادة والسمع والبصر والكلام والتكوين يثبتون هذه الصفات ولم يثبتوها اخذا من كتاب الله. ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما اثبتوها لان لا يثبتها. مع ان الباب باب واحد كما يقال ان الله يسمع يقال ايضا المخلوق يسمع. فاذا كان والله ليك سمع المخلوق يقال ايضا غضبه ورضاه ليس كغضب المخلوق ولا رضاه كرضا المخلوق. فلماذا اثبتم هناك وحرفتم هنا؟ لكن جعلوا قاعدة انفاس وهي قاعدة الاعراض. وان الله ليس بحال الاحوال الاعراض فاخذوا من هذه القاعدة الفاسدة. الى تعطيل هذه الصفة ذات الفعلية وذكر كما اشار قوله ثم ذكر قول مالك في صوت الاستواء الاستواء معلوم والكيف مجهول وروي ايضا عن ام سلمة رضي الله تعالى عنها موقوفا عليها واما الوقوف فلا يصحها النبي صلى الله عليه وسلم قال ايضا ليس كاحد من الورى وهذا فيه قاعدة نفي التمثيل ونفي التكييف والله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وهذه معتقد اهل السنة يدور بين الاثبات ونفي التمثيل كما دل على ذلك قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فالله نفى المثلية واثبت السمع والبصر. فيؤخذ من هذه الاية التي هي تسمع بالاية الدامغة لانها اثبتت ونزهت. اثبتت ونزهت. فالجهمية يعطلون بزعم التنزيه. بينما قرآن اثبت ونزه. ولا شك ان المعطل ليس بمنزه. لان المعطل شبه الله بالعدم وتشبيه الله بالمعدوم اشد من تشبيه الله الموجود الحي. فالمعدوم وصف نقص وليس بوصف كمال بخلاف الحي فانه يكتظ بشيء من صفات لانه يتصف بكماء وجوده كمال وحياته كمال بخلاف العدم فانه لا كمال فيه. وقد ذكر انهم تأولوا ذلك بان باننا اذا اثبتنا الغظب فاننا اثبتنا ان الله ينفعل ويثور وهذا القول باطل. وزعموا ان الغضب هو ثوران النفس واجتماع غليان الدم في الجسد وهذا غليان دم القلب. وهذا باطل. فان غليان دم القلب. والاحمرار الذي يكون في الوجه والرعشة تكون في الجسد وما شابه ذلك ليست هي الغضب. وانما هي اثار الغضب الذي يتبع الغضب الذي يكون في المخلوق. ونحن نثبت الغضب ولا نثبت المثلية ولا الاثار المتعلقة بهذا بلغن الله يغضب وغضبه ليس كغضب خلقه. والله يرضى وليس رضاه كرضا خلقه. ايضا ذكر رد قولهم هذا انهم ردوا الغضب الى ارادة الادعام الى ارادة الانتقام و الرضا الى الى ارادة الانعام. وفي الارادة التي ردوا اليها الغضب والرضا فيها ايضا ميلان. لانك اذا اردت ان تنعم الى شخص فانك تميل اليه بقلبك. واذا اردت ان تنتقم الشخص فانه ميلان بالشر اليه. فقالوا له دائرات الخالق تغاير ذات المخلوق. وانها حقيقة او لكن ليس كمثله شيء. يقال يقال لهم كما اثبتم ارادة لا تشارع في المخلوق فكذلك يقال رضا الله لك رضا المخلوق وغضب الله ليس كغضب المخلوق فالباب واحد. ايضا يقال قالوا ايضا ان الارادة اذا كانت متعلقة بميال القلب فالله قد يرظى الله سبحانه وتعالى يشاء ويريد الخير والشر. الله يشاء الخير والشر. وليس كل ما اشاء وليس كل ما شاءه ربنا فانه يرظى عنه او يحبه الله عز وجل فالله يرضى فالله شاء فالله سبحانه وتعالى شاء كفر الكافر واراده كونا وهو ويكرهه. فلا فلا تلازم بين الارادة والمحبة والرضا. اذا ليست ليس الرضا والارادة شيئا واحدا ففيهما وجه التغاير ان الله يشاء يريد ما لا يحبه ولا يرضاه وان الله سبحانه يريد وان الله عز وجل يريد يعني يريد ما يكرهه ويبغضه كالكفر والنفاق يريده الله عز وجل فلا تلازم ولا ترادف بين الغضب والانتقام ولا تلازم ايضا بين الغضب بين الرضا والادعام. فالله سبحانه وتعالى قد يريد الكفر ويعاقب عليه. ويشاء النفاق ويعاقب عليه فلا فلا تلازم بين الارادة والانتقام. فهذا ايضا جواب اخر. قال ايضا يقال هذا لكل من نفى صفة من صفات الله تعالى لامتناع مسمى ذاك المخلوق فيقال لكل مبتدع ولا يوجد مبتدع الا واثبت شيئا مشتركا بين الخالق والمخلوق لا يوجد مبتدع من اهل التعطيل الا واثبت شيئا مشتركا بين الله وخلقه. فغلاة الجهمية يثبتون الوجود. يثبتون الوجود هؤلاء هم هم اشد الناس تعطيلا. يعني اعظم من عطل الله من صفاته واسمائهم الجهمية فلم يثبتوا لله عز وجل شيئا الا الوجود. والوجود هو لفظ مشترك بين الخالق والمخلوق. الا انهم قالوا ان وجود الله ليس ليس كوجود المخلوق. يقول اذا قلت ان وجود الله ليس بموجود فيقال لك ايضا ان جميع ما اثبتناه لله من الاسماء والصفات فهي فهو ايضا ليس مثل ما للمخلوق ثم ينزل بعدك الى المعتزلة الى الاشاعرة ينزل ويتوسع فمن اثبت صفة الزمناه بما اثبت ما نفى. واضح؟ يعني من اثبت الوجود نلزمه كما ان رتبة الوجود ان يثبت جميع ما عطله. لان العلة واحدة شوفي علة انكم نفيتم عن الله هذه الصفة لاجل الاشتراك وهي موجودة في اصل ما اثبتتم. يؤتى الى اولئك الذين اثبتوا معه صفات فيقول كما اثبتت معه صفات لفيت التمثيل فكذا يقال في بقية الصفات. ولا فرق بين كونها صفات ذاتية او كونها صفات فعلية وذكر قول ابن كلاب قال ابن كلاب من كلاب فقالوا لا يوصف الله بشيء يتعلق بمشيئته هذا تعطيل لكل ما يتعلق بمشيئة الله. كل شيء يتعلق بالمشيئة عندهم الله لا يوصف به. ولا ولا بمشيئة وقدراتي اصلا بل جميع هذه الامور صفات لازمة لذاته. فيرون ان جميع الصفات متعلقة بمشيئته وقدرته هي صفات قديمة الازلين نية ليس هناك لها تجدد. فلا يرظى وقتا ويغظب وقتا بل هي بل الغظب والرظا موجود فيه دائما. لانه يقول ان الحوادث تتجدد ليست محلا لذات الله عز وجل وهذا تقرير فاس وباطل بل ربنا يغضب متى شاء ويرظى متى شاء سبحانه تعالى فالله غاضب على الكفار يوم يوم بدر ورضي عن اهل الايمان يوم بدر فهو غضب هنا ورضي هنا وتعالى وقال بل جميع هذه الامور صفات لازم لذاته قديمة ازلية فلا يرضى في وقت دون وقت ولا يغضب في وقت دونك كما قال في حي الشفاعة ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولم يغضب بعده مثله. ولكم مثل الاحاديث لا يقبلونها. ويرونها رأى حال لا يحتج بها بينما اهل السنة يثبتون ان الله ان غضب الله وان رضا الله متعلق بمشيئته. اللهم اذا شاء رضي ومتى شاء غضب سبحانه وتعالى. وذكر هنا الخضر الذي فيه ان اهل الجنة يقولون عندما يناديهم ربنا فيقول يا اهل الجنة فيقول لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم؟ فيقول ما لنا لا نرضى يا رب وقد اعطيت ما لم تعطي احدا من خلقك فيقول يعدم ابو بكر قال احل عليكم رضواني فلا اسخط عليكم ابدا. ففيه ان الله رضي عن اهل الجنة بعد دخولهم الجنة وانه لا يسخط عليهم بعد ذلك. فيستند على انه يحل رضوانه في وقت دون وقت. وانه قد يحل رضوان ثم يسخط كما يحل السخط ثم يرضى لكن هؤلاء احل عليهم رضوانها رضوانا لا يتعقبه سخط وهذا خاص باهل الجنة. اهل الجنة اذا دخل الجنة فان الله لا يسخط عليهم ابدا. يحل عليهم رضوانه سبحانه وتعالى فلا يسخط عليهم بعد ذلك. ومفاده انه اذا كان هذا خاص باهل الجنة فانه قبل ذاك يكون يرظى ويسخط على من شاء من خلقه. قولهم ان الله لا يفعل يتعلق بمشيئته هو قول باطل بل اهل السنة مجمعون على ان صفات الافعال او صفات الاحوال المتعلق بمشيئة الله انها ثابتة لله عز وجل فيثبتونها كما يثبتون صفات ذاته ولا يمثلون ولا يكيفون ولا يعطلون بل كل ما صح به النص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم او قال به ربنا في كتابه فانهم يثبتونه ويضيفونه الى الله اضافة صفة الى موصوف والله تعالى