بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم كن لنا وشيخنا وللحاضرين طالبان الطحاوي رحمه الله تعالى ونرى الجماعة حقا وصوابا وفرقة زيدا وعذابا. قال الشافعي رحمه الله تعالى قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا وخلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. وقال تعالى ان الذين فرقوا دينهم كانوا شيعا لست منهم في امره الى الله مما ينبه ما كانوا يفعلون. قال تعالى ولا يزالون مختلفون الا من رحم ربك. فجعل اهل الرحمة مستثنيين من الخلاف. وقال على ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد. وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم ان اهل الكتابين افترقوا في دينهم على وسبعين ملة وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين من نهي عن الاهواء. كلها في النار الا واحدة وهي الجماعة. وفي رواية قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما انا عليه تبين ان عامة المختلفين هي هالكون الا اهل السنة والجماعة وان الاختلاف واقع لا محالة. روى الامام احمد عن وروى الامام احمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان بئر الانسان قال ان الشيطان بئر الانسان كذئب الغنم ياخذ الشاربة القاصية. فاياكم والشعاب عليكم بالجماعة والعامة والمسجد وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لما نزل قوله تعالى قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم قال اعوذ بوجهه او من تحت ارجلكم قال اعوذ بوجهه او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم البأس بعض قالا هاتان اهون. فدل على انه لابد ان يلبسهم شيعة ويذيقهم بعضهم بأس بعض مع براءة الرسول من هذه الحالة وهم في وهم فيها في الجاهلية. ولهذا قال الزهري وقعت الفتنة اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون فاتوا ولن كل دم او مال او فرج اصيب بتأويل القرآن فهو الهدى. انزلوهم انزلوهم منزلة الجاهلية. وقد روى مالك باسناده الثابت عن عائشة رضي الله عنها انها كانت تقول ترك الناس العمل بهذه الاية يعني قوله تعالى وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا واصلحوا بينهما بين المسلمين فلما اقتتلوا كان الواجب الاصلاح بينهم كما امر الله تعالى فلما لم يعمل بذلك صار فتنة وجاهلية. وهكذا مسائل النزاع التي تنازع فيها الامة بالاصول اذا لم ترد اذا اذا لم ترد الى الله والرسول لن يتبين فيه الحق بل يصير فيها المتنازعون على غير بينة من امرهم. فان رحمهم الله مر بعضهم بعضا ولم يبغي بعض على بعض كما كان الصحابة في خلافة عمر وعثمان يتنازعون في بعض مسائل الشياد فيقر بعضهم بعضا ولا يعتدي ولا يعتدى عليه وان لم يرحموا وقع بينهم اختلاف مذموم لدغ بعضهم على بعض اما بالقول مثل تكفيره وتفسيقه واما بالفعل مثل حبسه وضربه وقتله والذين امتحنوا الناس بخلق القرآن كانوا من هؤلاء ابتدعوا بدعة وكفروا من خالفهم فيها واستحلوا منع حقه وعقوبته والناس اذا خفي عليهم بعض فبعث الله به الرسول اما عادلون واما ظالمون. فالعاجل فيهم الذي يعمل بما وصل اليه من اثار الانبياء. ولا يظلم غيره والظالم الذي يعتدي على غيره واكثرهم انما علمي بانهم يظلمون كما قال تعالى وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا ببعد ما جاءهم العلم بنيا بينهم والا فلو سلفوا ما علموه من العدل اقر بعضهم كالمقلدين لامس العلم الذين يعرفون من انفسهم انهم عاجزون عن معرفة حكم الله ورسوله تلك المسائل وجعلوا ائمتهم نوابا عن الرسول وقالوا هذه غاية ما قدرنا عليه فالعاجل منهم لا يظلم الاخر. ولا يعتدي عليه بقوم ولا فعل مثل ان يدعي ان قول مقلده هو الصحيح بلا حجة بها. ويذم من تخالفهم عنهم معذور. ثمان ان انواع الافتراق والاختلاف من اصل قسمان اختلاف تنوع واختلاف واختلاف التنوع على وجوه. منهم ما يكون كل واحد من واحد من القولين او فعلين حقا مشروعا كما في القراءة التي اختلفت فيها الصحابة رضي الله عنهم حتى زجرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال كلاكما محسن اختلاف الانواع في صفة الاذان والاقامة والاستفتاح ومحل سجود السهو والتشهد. وصلاة الخوف وتكبيرات العيد ونحو ذلك مما قد شرع جميعه ان كان بعض انواع ارجح او افضل. ثم تجد ثم تجد لكثير من من الامة في ذلك من اختلاف ما اوجب اقتتال طواف منهم على اشد الاقامة وايتارها ونحو وهذا عين محرم وكذا تجد كثيرا منهم في قلبه من الهوى لاحد لاحد هذه الانواع والاعراض عن الاخر والنهي عنه ما دخل به فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ومنه ما يكون كل من القولين هو في المعنى القول الاخر لكن العبارتان مختلفتان كما قد يختلف كثير من الناس في الفاظ الحدود الادلة والتعبير عن المسميات ونحو ذلك. ثم الجهل او الظلم يحمل على حمد احدى مقالتين وذم الاخرى والاعتداء على قائلها ونحو ذلك. واما اختلاف التضاد هو قولان متنافيان اما في الاصول واما في الفروع عند الجمهور الذين يقولون المصيب واحد. والخطب في هذا اشد. لان القولين يتناهيان لكن نجد لكن نجد كثيرا من هؤلاء قد يكون قول الباطل الذي مع منازعيه فيه حق ما او معه دليل يقتضيه حقا ما فيرد الحق مع الباطل حتى يبقى هذا موكلا للبعض كما كان الاول مبطلا في الاصل وهذا يجري كثيرا باهل السنة. واما اهل البدعة فالامر فيه ظاهر ومن جعل الله له هداية ونورا. رأى من هذا ما ما يبين له منفعتنا جاء في الكتاب والسنة من النهي عن هذا واشباهه. وان كانت القلوب الصحيحة تنكر هذا ما لكن نور بل قال وان كانت القلوب الصحيحة تنكر وهذا لكن نور على نور. والاختلاف الاول الذي هو اختلاف التنوع الذهم فيه واقع على من بغى على الاخر فيه وقد دل القرآن على حمده كل واحدة من في ذلك اذا لم يحصل برج كما كما في قوله تعالى ما قطعتم مدينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله. وقد كانوا اختلفوا في قطع الاحجار فقطع قوم وترك اخرون وكما بقوله تعالى وداؤود وسليمان اذ يحكمان في الحر اذ نفشت فيه غنم وقوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا اتينا ما تكون الا ويخص سليمان بالفهم واثنى عليهما بالحكم والغل. وكما في اقرار النبي صلى الله عليه وسلم يوم بني قريظة مما صلى العصر في وقتها ولمن اخرها الى ان وصل الى بني قريظة وكما في قوله صلى الله عليه وسلم اذا ازداد الحاكم فاصاب فله اجران. واذا اجتهد فاخطأ فله اجر ونظائر ذلك. والاختلاف الثاني هو وما حمد في احدى الطائفتين وذمتي الاخرى كما في قوله تعالى فلو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدي من بعد ما جاءتهم بينات ولكن اختلفوا فمنهم من امن ومنهم من كفر وقوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم والذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار الايات واكثر الاختلاف الذي يؤول وقال واكثر الخلاف الذي يؤول الى الاهواء بين الامة من القسم الاول. وكذلك الى سفك الدماء وسباحة الاموال والعداوة والبغضاء. لان احدى الطائفتين لا تعترف للاخرى بما بما معها من الحق ولا تنصبها بل تزيد على ماء بل تزيد على ما ما مع نفسها من الحق زيادات من الباطل والاخرى كذلك جعل الله مصدره البغي في قوله وما اختلف فيه الا الذين اوتوا من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم لان البغي مجاوزة الحد وذكر هذا وذكر هذا بغير موضع من القرآن قال وذكر هذا بغير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الامة. وقريب من هذا الباب ما خرجه من الصحيحين انا باسم النادي انني حامل لا اراد عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذروني ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم فاذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم. فامرهم بالامساك عما عما لم يؤمروا به معلما لان لان سبب هلاك الاولين انما كان كثرة السؤال ثم الاختلاف على الرسل بالمعصية. ثم الاختلاف في الكتاب من الذين يقرون يقرون به على نوعين احدهما اختلاف في تنزيل والثاني اختلاف في تأويله وكلاهما فيه ايمان ببعض ببعض دون بعض. والاول كاختلاف في تكلم الله بالقرآن وتنزيله. وطائفة قالت هذا الكلام بقدرته ومشيئته لكنه لكنه مخلوق في غيره لم يقم به. وطائفة قالت بل هو صفة له قائم بذاته ليس بمخلوق. لكنه لا يتكلم بمشيئة وقدرته وكل من الطائفتين جمعت في كلامها بين حق وباطل. فامنت ببعض الحق وكذبت بما تقول الاخرى من الحق. وقد تقدمت وقد تقدمت الاشارة الى واما الاختلاف في تأويله الذي يتضمن الايمان ببعض ببعضه دون بعض فكثير. كما في حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال خرج رسول الله صلى الله عليه مع اصحابي ذات يوم وهم يختصمون في القدر. هذا ينزع باية وهذا ينزع باية فكأنما بقي في وجهه حب الرمان. فقال ابي هذا امرتم ام بهذا هذا وكلتم ان ان تضربوا كتاب الله ببعضهم ببعض انظروا ما امرتم به فاتبعوه وما يريتم عنه فانتهوا. وفي رواية يقوم بها هذا ظلت الامم قبلكم بخلافهم على انبيائهم وضربهم الكتاب بعظه ببعظ. وان القرآن لم ينزل لم ينزل لتضربه بعظه ببعظه ولكن نزل قرآن يصدق بعضه بعضا ما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه فامنوا به وفي رواية فان الامم قبلكم لم يلعنوا حتى اختلفوا ان المراء في القرآن كفر وهو حديث شروط مخرج في المساجد والسنن. وقد روى اصل الحديث مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن رباح الانصاري ان عبد الله بن عمر قال هجرت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فسمع اصوات رجل يغترها اختلف في اية وخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في في وجهه الغضب. فقال انما هلك من كان قبلكم واختلافهم في الكتاب وجميع اهل البدع مختلفون في تأويله مؤمنون في بعضه دون بعض يقرون بما يوافق رأيه من الايات وما يخالفه اما ان يتأولوه تأويلا يحرفون فيه الكلمة عن مواضعه واما ان يقول هذا متشابه لا لا يعلم احد معناه فيجحدون ما انزله الله من معانيه وهو في معنى الكفر لان الايمان باللفظ الى معنى هو من جنس ايمان اهل الكتاب كما قال تعالى مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحملوا اسفارا. وقال تعالى ومنهم امي لا يعلمون الكتاب الا اماني اي الا تلاوة من غير فهم معناها وليس هذا كالمؤمن الذي فهم ما فهم من القرآن فعمل به واشتبه عليه بعضه وكل علم الى الله كم امره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه الى عالمه فامتثل امر نبيه صلى الله عليه وسلم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين في هذا الفصل يأتي الامام الطحاوي رحمه الله تعالى على اخر عقيدته مبينا الهدف الاعظم والمقصد الاسمى من اتباع الحق وهو انه يجمع الناس على الحق العقيدة الصحيحة واتباع الكتاب والسنة يجمع الناس على الحق ويأمرهم بالتآلف والاعتصام. وينهاهم عن الفرقة والاختلاف وهذا من اعظم مقاصد الشريعة. قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقال تعالى ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات بغيا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم. الله سبحانه وتعالى يأمرنا بالاعتصام. وينهانا عن التفرق والاختلاف. وعلى هذا جرت عقائد واهل السنة وهو قولهم ونرى الجماعة حقا وصوابا والفرقة زيرا وضلالا والفرقة زيغا وعذابا. اما قوله نرى الجماعة حقا وصوابا. الجماعة المراد بها الجماعة الاولى التي عليها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم فهذه هي الجماعة ثم بعد ذلك الجماعة التي توافق الجماعة الاولى تعتبر الجماعة اما اذا كان اكثر الناس ان الجماعة اما ان يكون اجتماع ابدان واما ان يكون اجتماع اراء. فاذا كان المتعلق به الاجتماع بالابدان وعدم النزاع والفرقة التي تسب التي يترتب عليها السفك سفك الدماء والخل والفرقة والاختلاف. فهنا ايضا يرون الجماعة بالابدان الذي لا يترتب عليها فرقة ونزاع ولا شقاق وخلاف وعذاب واما اذا كان في الاراء فيرون الاجتماع على ما كان عليه اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الاراء والعقائد فيرجعون في ذلك الى ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه. ويرون ان ما وافق الجماعة الاولى هي الجماعة. كما قال ابن مسعود الجم رظي الله تعالى عنه الجماعة ما وافق الحق ولو كنت وحدك. وكما قال ايظا نعيم ابن حماد الجماعة كانت عليه الجماعة الاولى فهذا هو معنى الجماعة. فنرى الجماعة حقا وصوابع حقا وصوابا يحتمل الجماعة التي متعلقة بالاراء والاديان ويحتمل ايضا الجمعية تتعلق الابدان اذا لم يكن هناك اجتماع الى باطل وكفر وانما اجتماع مثلا على امام او على امير او على ولي امر ويترتب على الخروج عليه مفهوم فاسدة عظيمة فانهم يرون هذا الاجتماع الذي هو اخف المفسدات في الخروج على ذلك الظالم والجائر. ويرون ايظا ان الفرقة زيغ الفرقة زيغ لانها ظلال ضلال وايضا هي عذاب. يتعذب المفترقون ويصيب من ذلك عذاب شديد بسبب فرقتهم واختلافهم هذا ما ذكره الطحاوي ثم ذكر ابن ابي العز رحمه الله تعالى ان الذين اه ذكر بعض الايات الدالة على ذم الفرقة ان الذين فرقوا دينا وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما امره من الله ولذلك قال تعالى ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك. ولذلك خلقهم. فالناس لا يزالون مختلفين ولا يمكن ان يجتمع الناس على رأي واحد او على قول واحد وهذا مما جبل الناس عليه انهم او قدره الله عز وجل كون انهم لا يزالون مختلفين. لكن لا يعني ذلك ان الانسان اذا اختلف ووقع في خلاف ان يحمله ذلك على البغي والعدوان لان الاختلاف اختلافان اختلاف اختلاف تنوع واختلاف تضاد اختلاف تنوع واختلاف تضاد. اما اختلاف التنوع اما اختلاف التنوع فهذا الذي وقع بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ووقع ايضا بين المفسرين في تفسير كلام الله عز وجل. وقع ايضا بين اهل العلم في مسائلهم وفي وفي فروعهم فهذا اختلافهم اختلاف يأتي تنوعا فمثلا من اختلاف التنوع كل بشيء من ظاهر النص ويكون النص يحتمل القولين يحتمل القولين مثل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث لا يصلين حيث العصر الا في بني قريظة منهم من من الخطاب التعجيل والمسارعة والمسارعة في المشي فصلى الظهر في وقته ثم مضى. ومنهم من فهم من الخطاب ظاهره واخذ بذلك ان لا يصلي العسرة الا لا يصلي الظهر الا في بني قريظة وفي رواية لا يصلي العصر الا في بني قريظة. فهنا لم يعب النبي صلى الله عليه وسلم على هؤلاء يتعجلوا ولم على اولئك الذين تأخروا لان الخطاب والنص يشتمل على او يحتمل المعنيين وكلاهما مصيب مأجور. كلاهما مأجور وان كان الاظهر ان النبي صلى الله عليه وسلم رد بهم التعجل وسرعة المبادرة لا ان يؤخروا الصلاة عن وقتها لكن الذين اخذوا بظاهر النص لا يعابون لاجتهادهم وهم يؤجرون ايضا على هذا الاجتهاد. فهذا اجتهاد هذا اختلاف يسمى اختلاف تنوع واختلاف التنوع اما ان يكون عدلا واما ان يكون ظلما يكون عدلا اذا لم ينبني على هذا الاختلاف بغي وظلم وعدوان. اما اذا انبنى على هذا الخلاف بغي وعدوان فهو ظلم وجور وذلك ما يفعله بعض الجهلة يختلفون في مسألة والخلاف فيها سائغ ولا خلاف فيها يعني واسع ثم بعد اختلافهم يبغي بعضهم على بعض ويظلو بعضهم بعضا كما ذكر ان بعضهم اختلفوا في مسألة النزول هل ينزع ركبتيه؟ او ينزع على يديه حتى حملهم ذلك الاختلاف الى تكفير بعضهم بعضا. والى سفك دم بعضهم بعضا لا شك انه من اعظم الظلم والجور. اما اهل العدل والاختيار له الذي هو عدل هو ان يقبل رأيه الاخر ولا يعارضه ويجعل ما قاله يحتمل الصواب وما هو الصواب يقبل ما عند الاخر لان الدليل يحتمله ولان المسألة ليست من المسائل التي ينبني عليها كبير وخلاف كقراءة الفاتحة كالجهم البسملة كالاختلاف الذي يقع في الفروع الذي يقع فروع هذا اختلاف وان كان اختلاف تضاد لكن لا ينبغي عليه كبير الخلاف. فالمسألة واسعة. وهنا اما ان يكون عادلا واما ان يكون ظالما. لان الخلاف اما ان يكون في الاصول واما ان يكون في الفروع. اما الخلاف الاصول الذي هو خلاف تضاد كما يحاص من اهل البدع واهل الظلم. فهؤلاء مخطئون في خلافهم. وليس هناك دعوة من يقول ان الحق واحد. الحق لا الحق واحد ولا يتعدد والصواب واحد لا يتعدد. لكن اذا كان الذي قال بقول مجتهدا باذلا وسعه في تحصيله. وان كان مخطئا في قوله فانه يؤجر على اجتهاده ولا يعاقب على تقصيره. اما اذا كان يعلم الحق وخالف الحق وهو عالم فانه يأثم ويعاقب على مخالفته فالى الاختلاف اختلافان اختلاف اختلاف تضاد واختلاف التنوع. التضاد يحصل ايضا بين الفقهاء وبين آآ اهل علم وبين اهل السنة لكنهم مع اختلاف التضاد لا يبدع بعضهم بعضا ولا يضلل بعضهم بعضا ولا يظلم بعضهم بعضا واما الذي هو من باب التنوع والقول يحتمله فان هذا لا يعاب القائل به. مثلا من فسر الصراط بالاسلام وفسره غيره بالقرآن وفسره غير محمد صلى الله عليه وسلم يقول هذا صحيح لانه فسر العام ببعض افراده ولا يضلل من فسره القرآن ولا يبدع من فسره بالاسلام فالقول كله صحيح. اما اختلاف فهو ان يفسر الشيء بما يضاده. فمثلا فسر بعض الصحابة القرء بالطهر. فسره بعضهم بالحيض. فهذا هل والطهر والقرب؟ وهو متضادا ومع ذلك لم يبغي بعضهم على بعض ولم يظلم بعضهم بعضا. وجعلوا هذا قولا يحتمل الصوم وجعل الاخر قولا ايضا فكل قبل قول الاخر لان لان معهد الحق ما يدل عليه. فالقر يراد به الطهر ويراد به ايضا على قول بعض اهل العلم يراد به الحيض وهواه مسألة اختلافها لاختلاف اهل اللغة معنا بمعنى القر وما المراد المراد به كالولي ايضا من الولي هل المراد به الزوج والمراد به اه الولي الذي هو ولي الزوجة فهذا اذا وقع في خلاف بين الصحابة وبين المفسرين والتابعين. فهذا الاختلاف لا ينبني عليه كبير الخلافة انا علي كبير خلاف واما الاختلاف الذي يكون في الاصول يكون في الاصول وينبني عليه آآ مخالفة لكتاب الله ومخالفة لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. فهذا المخالف اذا بين له القول الصواب وبين له الحق واقيمت عليه الحجة واصر فهو على حسب حاله اما ان يبدع ويظلل ويهجر اذا على حسب قدرة ذلك. واما ان كان السلطان الذي الذي يعارضه ويحاج ويناظره و امره الذي قال به او القول الذي قاله يترتب عليه كفرا فانه يستتيبه فان تاب والا غضب عنقه كفتنة الجهمية والمعتزلة وهؤلاء الذين خالفوا الكتاب واختلفوا في الكتاب وبدعوا وكفروا من خالفهم وضللوا من خالفهم فابن ابي دؤاد ابتدع القول به خلق القرآن اخذا عن الجهم ثم امتحن الناس في هذه البدعة وابتلاهم بلاء عظيما فهو ظال ومضل وبعد ذلك امتحن الناس ايضا مع ظلاله وكفره امتحنه في هذه المسألة التي التي ابتلي بها اهل الاسلام فهذا ايضا من الاختلاف الذي يثبت تضاد. ودائما المسلم اذا سمع من يخالفه لا يحمله الانتصار للنفس او والانتصار للحق ان يرد جميع ان يرد جميع ما مع المخالف فان المخالف قد يكون معه شيئا من الحق. قد يكون معه شيئا من الحق. فمن الخطأ ان يرد الباطل ان يرد الباطل كله اذا كان فيه حق انما يرد الباطل الذي هو باطل. اما ما معه من الحق فانه يقبله مثلا اذا قال المبطل انما ابطلت انما عطلت صفات ربنا لتنزيه وتعظيمه نقول الله منزه ومعظم عن النقائص ولا ننفي التعظيم والتنزيه لان هذا ادعاه تنزيه وتعظيما وانما نقول الله منزه عن النقائص وهو معظم سبحانه وتعالى لكن ما ادعيته ليس من التعظيم والتنزيه في شيء وانما قولك هذا باطل وهو تعطيل بل هو انتقاص اه تشبيه للخالق بالعدم وهذا اعظم وهذا اعظم آآ وهذا اعظم الامتهان لربنا سبحانه وتعالى. فالقاعدة هنا ان الباطل اذا رد يرد الباطل الذي فيه ولا يرد الحق الذي مع الباطل فما من مبطل لو معه شيء من الحق. لا مبطل معه شيء من الحق بل ما قام على ما قام باطله الا انه اخذ بشيء من الحق لكنه اخطأ اخطأ في فهمه او اخطأ في آآ في معرفته. ثم لما اخطأ في هذا الفهم حمله ذلك الخطأ ان يحرف النصوص التي تدل على خلاف ما فهم كما فعله الجهمية والمعطلة والمعتزلة وما شابه هؤلاء. ثم ذكر الاختلاف في الكتاب ينقسم الى قسمين اختلاف التنزيل واختلاف التأويل. اما الذين يختلفون في تنزيله فهؤلاء كفرة. كما وقع مع كفار قريش اختلفوا وعارضوا انه يصلي ليس من كلام الله ولم ينزله الله عز وجل هذا كفر بالاجماع. واما الذين وافقونا في في التنزيل وانه كلام الله في الجنة وانه منزل عند الله يختلف في تأويله يختلف تأويله اما يعني الطائفة الاولى كالجهمية الذي يقال ان القرآن ليس بكلام الله وان الله لم يتكلم به وانما وانما هو كلام جبريل عليه السلام الثانية التي صدقت في كلام الله ووافقت لانه كلام الله لكنها خالفتنا في تأويله وفي تفسيره. فهؤلاء اموا بعض وكفروا بعض يعني مثلا يفسر القرآن بما لا يدل عليه الدليل بما لا يدل عليه الدليل كاشارات الصوفية او المبتدعة الذين فسروا القرآن بارائهم فالذين اختلفوا في تأويله يتضمن الامام بعظ ودون بعظ فهؤلاء كما حصل في القدر كما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهذا ينزع باية وذاك ينزع باية قال ابي ذلك امرتم ان تضربوا القرآن بعضا بعض وان آآ وانما حال المسلم قال في هذا الحديث فقال بهذا امرتم ام بهذا وكلتم ان تضربوا كتاب الله بعضا ببعض انظروا امرتم به فاتبعوه. وما نهيتم عنه فاجتبنته عنه. وهذا هو الواجب المسلم ان ما اشكل عليه رد متشابهه الى المحكم وامن انه من عند الله وما كان محكما بينا امن به وسلم به فما امر به امتثل وما نهي عنه انتهى عنه وكان محكما امن به وصدقه وما كان متشابها امن به وتصد وصدقه ورد علمه الى الله سبحانه وتعالى ولذلك كل من خالف القرآن وخالف السنة فانه يسلك مسالك المبتدعة ويسلك مسالك اهل الضلال لانه اذا ترك الكتاب تركه للكتاب وسبيل الكتاب سيسلك سبيل المغضوب عليهم الضالين فالحق لا يتعدد وانما الحق واحد. فاذا خالف الكتاب وقع في وقع في الباطل والمنكر والخطأ واما اذا سار على طريق الكتاب والسنة فانه الطريق المستقيم الذي يوصل مرضاة الله عز وجل. خلاصة ما ذكر ان المسلم يحرص دائما على الاعتصام بالكتاب والسنة وان يرى الاجتماع حقا وصوابا وان يرى الفرقة عذابا وزيغا. وان اعظم علامة علامة اهل الزيغ هو الفرقة والاختيار الى اخره. واعظم علامة على اهل السنة الاعتصام والاجتماع فهم معتصموا كتاب الله وسنته. ومجتمعون على ما يحبه الله والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان هذه امة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة اليهود على اليهود والنصارى اثنين وسبعين فرقة هذه الامة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. وهذا ليس امرا شرعيا وانما هذا خبر كوني. خبر لا بد من وقوع وقوعه فالنبي يخبر عن امته انها ستفترق. وان ذاك سيقع لا محالة كما قال في الصحيحين لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. قال الزبير يؤديه النصارى قال فمن اي سنتبع ما فعلته اليهود والنصارى بل نزيد عليهم نسأل الله العافية فما من شر وقع في امة اليهود والنصارى الا وسيقع في هذه الامة اما ان يقع من افراد واما يقع من جماعات لكن ان وقع فوقوعه سينتشر ليس وقوع لا يعلمه الناس بل وقوع سينتشر ويظهر بين الناس كما ظهر في تلك كالامم السابقة. فاذا علمنا ان الاختلاف واقع وان الفرقة واقعة. حملنا ذلك العلم على التمسك بالكتاب والسنة وعلى دعاء الله عز وجل ان يهدينا الصراط المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. صراط الذين انعمت عليهم غير المغوى والضالين ويكرر الدعاء دائما. لان الفرقة واقعة فلا تكن من اولئك الذين افترقوا واختلفوا فزاغت قلوبهم وزاغت اه ارواحهم على الحق نسأل الله العافية والسلامة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم نبينا محمد