بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال الامام الطحاوي رحمه والله تعالى فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ونحن برؤى الى الله تعالى من كل من خالف الذي ذكرناه وبيناه. ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان في ما لنا به ويعصمنا من الاهواء المختلفة. والاراء المتفرقة والمذاهب الرعدية مثل مثل المشبهة والمعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم من الذين خالوا الجماعة وحالفوا الضلال ونحن منهم برءاء. وهم عندنا ضلال وارضياء وبالله العصمة والتوفيق. قال الشارح رحمه الله تعالى الاشارة بقوله هذا الى كل ما تقدم من اول كتاب الى هنا. والمشبهة هم الذين شبهوا الله سبحانه وتعالى بالخلق في صفاته وقولهم عكس قول النصارى وان النصارى شبهوا المخلوق وهو عيسى عليه السلام بالخالق تعالى وجعلوه اله وهؤلاء شبه الخالق بالمخلوق. كذاؤود الجواربي اشباهه والمعتزلة هم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء الغزال واصحاب هما سموا بذلك لما اعتزلوا الجماعة بعد موت الحسن البصري رحمه الله تعالى في اوائل المئة الثانية وكانوا يجلسون معتزلين فيقول فيقول قتادة وغيره اولئك المعتزلة. وقيل ان واصل بن عطاء هو الذي وضع اصول مذهب المعتزلة وتابه عمرو بن تلميذ الحسن البصري فلما كان زمن هارون الرشيد صنف لهم ابو الهذيل الكتابين وبين مذهبهم وبنى مذهبهم على الاصول الخمسة التي سموها العدل والتوحيد الوعيد والمنزلة بين المنزلتين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولبسوا فيها الحق بالباطل. اذ شاء اذ شأن البدع هذا اشتماله على حق وباطل. وهم مشبهة لانهم قاسوا افعال الله تعالى على على افعال عباده. وجعلوا وجعلوا ما يحصل من العباد يحسن منه وما يقبح من العباد يقبح منه وقالوا يجب ان يفعل كذا ولا يجوز له ان يفعل كذا بمقتضى ذلك القياس الفاسد فان سيدا من بني ادم لو رأى عبيده عبيده تزني بامائه ولا يمنعه من ذلك ان يعد اما مستحسن قبيح واما عاجزا. فكيف يصح قياس افعاله سبحانه وتعالى على هذا المعنى مبسوط في موضعه. فاما العدل فستروا تحته نفي القدر. وقالوا ان الله لا يخلق الشر ولا يقضي به الا لو خلقه ثم يعذبهم عليه يكون ذلك جورا والله تعالى عادل لا يجور ويلزمه على هذا الاصل الفاسد ان الله تعالى يكون في ملكه ما لا يريده فيريد الشيء ولا يكون ولازمه ولا ولازمه وصفه بالعز تعالى الله عن ذلك. واما التوحيد فستروا تحته القول لخلق القرآن. اذ لو كان غير مخلوق لزم تعدد القدماء ولا يزال على هذا القول الفاسد ان علمه وقدرته وسائر صفاته مخلوقة او التناقض. واما الوعيد فقالوا اذا اوعد بعض عبيده ووعيدا فلا يجوز الا يعذبهم ويقوى يخلفوا وعيدهم لانه لا يخلف الميعاد فلا يعفو عمن يشاء ولا يغفر لمن يريد عندهم واما المنزلة بين المنزلتين فعندهم ان من ارتكب كبيرة يخرج من الايمان ولا يدخل في الكفر. واما الامر بالمعروف وهو انهم قالوا علينا ان نأمر غيرنا بما امرنا به ان نلزمهم وان نلزمه بما يلزمنا يلزمنا وذلك هو الامر المعروف والنهي عن المنكر وظمنوه انه يجوز الخروج عن الائمة بالقتال اذا جاروا وقد تقدم هذه الشبهة الشبه الخمس في مواضعها. وعندهم ان التوحيد والعدل من الاصول العقلية التي لا يعلم صحة السمع الا بعدها. واذا استدلوا على ذلك واذا تدل على ذلك بادلة سمعية انما يذكرونها للاعتظاظ بها. لا للاعتماد عليها فهم يقولون لا تثبت بهذه بالسمع. بل العلم بها متقدم على العلم بصحة النقل فمنهم من لا يذكرها في الاصول الا فائدة فيها عندهم ومنهم من يذكرها ليبين موافقة السمع للعقل وليأنس الناس بها لا عليه والقرآن هو الحديث فيه عندهم بمنزلة الشهود الزائدين على النصاب والمدد اللاحق لعسكري مستغني عنهم وبمنزلة من يتبع هواه واتفق ان شراب الماء يهواه كما قال عمر ابن عبد العزيز لا تكن ممن يتبع الحق اذا وافق هواه ويخالفه اذا خالف هواه فاذا انت لا تثاب على ما على ما وقته من الحق وتعاقب على ما تركته منه لانك انما اتبعت هواك في الموضعين وكما ان الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى والعمل يتبع قصد صاحبه وارادته فالاعتماد القوي يتبع ايضا علم ذلك وتصديقه فان كان ذلك تابعا للايمان كان من الايمان كما ان العمل الصالح اذا كان عن نية صالحة كان صالحا والا فلا. فقول اهل الايمان التابع لغير الايمان كعمل اهل الصلاح تابع لغير قصد اهل الصلاة وبالمعتزلة زنادقة كثيرة وفيهم من ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا والجهمية هم منتسبون الى جهل بن صفوان الترمذي وهو الذي اظهر نفي الصفات والتعطيل وهو وهو اخذ ذلك عن الجعد ابن درهم الذي ضحى به خالد بن عبد الله القصري بواسط فانه خطب الناس في يوم الاضحى وقال ايها الناس ضحوا تقبل الله حياكم فاني مضحي بدرهم فانه زعم ان الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول وجعلوا علوا كبيرا ثم نزل فذبحه وكان ذلك بعد استفتاء علماء زمانهم وهم السلف الصالح رحمهم الله تعالى. وكان جهم بعده بخراسان فاظهر مقالته هناك وتبعوا عليه هذا ناس بعد ان ترك الصلاة اربعين يوما شاكا في ربه. وكان ذلك لمناظرته قوما من المشركين ان قال لهم السمانية من فلاسفة الهند الذين ينكرون العلم سوى الحسيات قالوا له هذا ربك الذي تعبده هل يرى او يشم او يذاق او يلمس؟ فقال لا. فقال هو معدوم فبقي اربعين يوما لا يعبد شيئا. ثم لما خلا قلبه بمعبود معبود يا له ناقش الشيطان الشيطان اعتقادا نحته فكره وقال انه الوجود المطلق ونفى جميع الصفات واتصل بالجهل. وقد قيل ان الجعل كان قد اتصل الفلاسفة من اهل حران وانه ايضا اخذ شيئا عن بعض اليهود المحرفين بدينهم المتصلين بلبيد من عصم الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم فقتل جهم بخرسان فقتله سلم ابن احوز. ولكن كانت ولكن كانت قد فشلت مقالته في الناس وتقلدها وتقلدها بعد بعده في المعتزلة ولكن كان الجهم ادخل في التعطيل منه ادخل في التعطيل منهم لانه ينكر الاسماء حقيقة وهم لا ينكرون الاسماء بل الصفات. وقد تنازع العلماء في الجهمية هل هم من اثنتين وسبعين فرقة ام لا؟ ولهم في ذلك قولان. وممن قال انهم ليسوا من الثنتين وسبعين فرقة عبدالله بن مبارك ويوسف الاسواط. وانما اشتهرت مقالة جهنمية حين محنة الامام احمد بن حنبل وغيره وغيره من علماء السنة فانه من امارة المأمون قضوا وكثروا وانه كان قد اقام بخرسان مدة واجتمع ثم كتب بالمحنة من طرسور سنة ثماني عشرة ومائتين وفيها مات. ورد الامام احمد الى الحبس بغداد الى سنة عشرين. وفيها كانت محنته مع المعتصم لهم بالكلام فلما رد عليهم ما احتجوا به عليه وبين انه لا حجة لهم في شيء من ذلك وان طلبه من الناس ان يوافقوهم وامتحانهم اياهم جهل وظلم واراد المعتصم اطلاقه اشار عليه ما اشار بان المصلحة ظربه لئلا تنكسر حرمة الخلافة مرة بعد مرة فلما ضربوه قامت الشناعة قامت قناعتي بالعامة وخافوا وخافوا فاطلقوه وقصته مذكورة في كتب التاريخ. وممن فرد به جهم ان الجنة والنار سفيان وان الايمان هو المعرفة فقط والكفر هو جهل فقط وانه لا فعل لاحد في الحقيقة الا لله وحده وان الناس انما تنسب اليهم افعالهم على سبيل مجاز كما يقال حركة الشجرة ودار الفلك وزالت الشمس ولقد احسن القائل عجبت لشيطان دعا الناس جهرة الى النار واشتق اسمه من من جهنم. وقد ان نقل ان ابو حنيفة رحمه الله سئل عن كلامه في الاعرابي فقال لعن الله عمرو بن عبيد هو فتح للناس الكلام وفي هذا والجبرية اصل قوله من الجهم ابن صفوان كما تقدم وان فعل العبد بمنزلة طوله ولونه وهم عكس القدرية انفاة القدر فان القدرية انما نسبوا الى القدر لنفيهم اياه كما سميت المرجئة لنفيهم بارجاع وانه لا احد يأمر لا احد مرجع لامر الله اما يعذب مما يتوب عليهم وقد تسمى وقد تسمى الجبرية قدريا لانهم غلوا في اثبات القدر كما يسمى الذين لا يلزمون بشيء من الوعد والوعيد بل يغلون في ارجاء في ارجاء كل امر حتى الانواع فلا يلزمون بثواب من تاب كما لا يلزم بعقوبة من لم يتب. وكما لا وكما لا يلزم لي معين وكان في المواجهة الاولى يرجعون عثمان وعليا ولا يشهدون بايماني ولا كفر. وقد ورد في ذم القدرية احاديث في السنن منها ما روى ابو داوود في سننه من حديث عبد العزيز وابي حازم عن ابيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذه الامة ان مرضوا فلا تعودوهم وان ماتوا فلا تشهدوهم. وروي في ذم قدري حديث اخر كثيرة. تكلم اهل الحديث في صحة رفعها والصحيح انها موقوفة بخلاف حديث الود في ذم الخوارج فان فيها في الصحيح وحده عشرة احاديث اخرجه البخاري منها ثلاثة. واخرجه مسلم سائرها ولكن مشابهة للمجوس ظاهرة بل قولهم بقول مجوس وان المجوس اعتقدوا وجود خالقين قدري اعتقدوا خالقين وهذه البدع المتقابلة حدثت من الفتن المفرقة بين الامة كما ذكر البخاري في صحيح سعيد بن المسيب قال وقعت الفتنة الاولى يعني مقتل عثمان فلم تقم من اصحاب بدن بدر احدا ثم وقعت الفتنة يعني الحرة فلم تلقي من اصحاب الحديدة احدا ثم وقعت الثلاثة فلم ترتفع وللناس طباخ اي عقل وقوة والخوارج والشيعة حدثوا في الفتنة الاولى والقدرية والموجية في الفتنة الثانية والجهمية ونحوهم بعد الفتنة الثالثة وصار هؤلاء الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا يقابلون البدعة بالبدعة واولئك غلوا في علي اولئك كفروه واولئك غلوا في حتى خلدوا بعض المؤمنين واولئك ظلوا في الوعد حتى نفوا بعض بعض الوعيد اعني المرجية وهناك غلوا في التنزيه حتى لهوا الصفات وهؤلاء غلوا في الاثبات حتى وقعوا في التشبيه وصاروا يبتدعون من الدلائل والمسائل ما ليس بمشروع ويعرضون عن امره المشروع وفيه من استعان على ذلك بشيء من كتب الاوائل اليهود والنصارى والمجوس والصابين فانهم قرأوا كتبهم وصار عندهم من ضلالتهم ما ادخلوه من مسائلهم ودلائلهم غيروه في اللفظ تارة وفي المعنى اخرى فلبسوا الحق بالباطل وكتموا حقا جاء به نبيهم فتفرقوا واختلفوا وتكلموا حينئذ في الجسم والعرب والتلسيم نفيا واثباتا. وسبب ظلال هذه الفرق وامثالهم عدولهم عن الصراط المستقيم الذي امرنا الله اتباعه فقال تعالى وان هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتموا السبل فتفرق بكم عن سبيله. وقال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فوحد لفظ قضاء صراطه وسبيله وجمع السبل المخالف المخالفة له المخالفة له. وقال ابن مسعود رضي الله عنه خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا وقال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو اليه ثم قالوا ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السوء لا فتفرق بكم عن سبيله لذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. ومن ها هنا يعلم ان اضطرار العبد الى سؤال هداية الصراط المستقيم فوق كل ضرورة. ولهذا شرع الله تعالى في الصلاة قراءة ام القرآن في كل ركعة اما او اجابة على حسب اختلاف العلماء في ذلك لاحتياج العبد الى هذا الدعاء العظيم والقدر. المشتمل على اشرف المطالب واجلها فقد امره الله تعالى ان نقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير غير المغضوب عليهم ولا الضالين. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون. وثبت في الصحيح النبي صلى الله عليه وسلم قال سنن كان قبلكم حذو القذوة بالقدوة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن؟ قال طائفة من السلف انحرف من العلماء ففيه اليهود وانحرهم من العباد ففيه شبه من النصارى. ولهذا تجد اكثر المنحرفين من اهل كلام المعتزلة ونحوهم فيه شبه من اليهود. حتى ان علماء اليهود يطلبون كتب شيوخ ويستحسنون طريقتهم طريقتهم وكذا شيوخ المعتزلة يميلون الى اليهود يرجحون ويرجحونهم عن النصارى واكثر المنحرفين من العباد من المتصوفة فيهم شبه من النصارى. ولهذا يميلون الى نوع من الرهبانية والحلول والاتحاد ونحو ذلك. وشيوخ هؤلاء يذمون الكلام واهله وشيوخ اولئك يعيبون طريق هؤلاء ويصنفون في ذم السماع والوجه وكثير من الزهد والعبادة التي احدثها هؤلاء. ولفرق الضلال في الوحي طريقة التبديل وطريقة التجهيل. اما اهل اما اهل التبديل فهم نوعان اهل الوهم والتخييل واهل التحريف والتأويل واهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون ان الانبياء اخبروا عن الله واليوم الاخر والجنة والنار بامور غير مطابقة للامور للامور في نفسه لكنهم خاطبوه بما يتخيلون به ويتوهمون بان الله شيء عظيم كبير وان الابدان تعاد وان لهم نعيما محسوسا وعقابا محسوسا. وان كان الامر ليس كذلك لان مصلحة الجمهور في ذلك وان كان كذبا فهم كذب فهو كذب لمصلحة الجمهور وقد وضع ابن سينا وامثاله قانونهم على هذا الاصل. واما اهل التحريف والتأويل هم الذين يقولون ان الانبياء لم يقصدوا بهذه الاقوال ما هو الحق في نفس الامر وان الحق في النفس امر هو ما علمناه بعقولنا ثم يجتهدون في تأويل هذه هذه الاقوال الى ما يوافق رأيهم من انواع التأويلات ولهذا كان اكثرهم لا يلزمون بالتأويل بل يقولون يجوز ان يراد كذا وغاية ما معهم ان كانوا احتمال له. واما اهل التجهيل والتضليل الذين حقيقة قولهم ان الانبياء واتباع الانبياء جاهلون ظالون. لا يعرفون ما اراد الله بما وصف به نفسه من اياته واقوال الانبياء ويقولون يجوز ان يكون للنص تأويل لا يعلمه الا الله لا يعلمه جبريل ولا محمد ولا غيره من الانبياء فضلا عن الصحابة والتابعين لهم باحسان وان محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقرأ الرحمن على العرش استوى اليه يصعد الكلم الطيب ما منعك ان تسجد لما خلقت بيديك وهو لا يعرف معاني هذه الايات بل معناها الذي دلت عليه لا يعرفه الا الله تعالى ويظنون ان هذه طريقة السلف. ثم منهم من يقول ان المراد بها خلاف ودلولها الظاهر المفهوم ولا يعرفه احد كما لا يعلم وقت الساعة. ومنهم من يقول بل تجرى على ظاهرها وتحمل على ظاهرها ومع هذا فلا يعلم تأويلها الا الله يتناقضون حيث اثبتوا لها تأويلا يخالف ظاهرها وقالوا مع هذا انها تحمل على ظاهرها وهؤلاء مشركون في القول بان الرسول لم يبين المراد بالنصوص التي يجعل مشكلة او متشابهة. ولهذا يجعل كل فريق المشكل من نصوص من نصوصه غير ما يجعله فريق اخر مشكلة. ثم منهم من يقول لم يعلم معانيها ومنهم من يقول علمها ولم نبينها فلا حال في بيانه على الادلة العقلية وعلى من يجتهد في العلم بتأويل تلك النصوص فهم مشتركون بان الرسول لم يعلم او لم يعلم بل نحن عرفنا الحق بعقولنا ثم اجتهدنا في حمل كلام الرسول على ما يوافق معقولنا وان الانبياء واتباعهم لا يعرفون العقليات ولا يفهمون السمعيات وكل ذلك ظلال وتظليل عن سواء السبيل نسأل الله السلامة والعافية من هذه الاقوال وهي المفضية بطائلة الى الهاوية سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد اولا نحمد الله عز وجل على ان من علينا اتمام هذا الكتاب ونسأله سبحانه وتعالى ان يجعله حجة لنا لا علينا. وان يرفع لنا به الدرجات ويكفر عنا به السيئات. وان يزيدنا علما وعملا على الوجه الذي يرضي ربنا سبحانه وتعالى. ختم الطحاوي رحمه الله تعالى كتاب قوله هذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا. ونحن برءاء الى الله تعالى من كل ما خالف الذي ذكرناه اولا عقيدة الطحاوي في الجملة هي عقيدة اهل السنة والجماعة وان كان رحمه الله تعالى حصله شيء من الخلط في باب الايمان في مسألة دخول الاعمال لمسمى الايمان. وحصله بعض الالفاظ التي ليست هي طريقة اهل السنة. وانما اخذ عليه ذاك من تأثره بمن تكلم في هذه المسائل من اهل الكلام كالجهاد والابعاظ وما شابه ذلك وما شابه هذه الكلمات لكن نقول في الجملة عقيدة الطحاوي هذه الجملة هي عقيدة اهل السنة والجماعة. فهو هذا قال فهذا ديننا واعتقادنا ظاهرا وباطنا ونحن برءاء الى الله عز وجل من كل من خالف الذي ذكرناه. اين تبرأ من اهل الزيغ باهل الضلال ومن اهل البدع والخرافة. يتبرأ منهم كما تبرأ منهم الامام الطحاوي. ونتبرأ من كل ضال في الزمن الاول وفي هذا الزمن ثم ختم بدعائه رحمة قال ونسأل الله تعالى ان يثبتنا على الايمان ويختم لنا به من الاهواء المختلفة والاراء المتفرقة والمذاهب الرديئة ختم هذا الكتاب بهذه الدعوات المباركة ان يعصمه الله من الفتنة وان لا يزيغ قلبه وان يعصم من الهواء المختلفة والاراء المتفرقة المذاهب الرديئة ثم بين هذه المذاهب وهذه الفرق الضالة المختلفة فقال مثل المشبهة والمشبهة طائفتان طائفة شبهت المخلوق بالخالق كا اه الحارث ابن هشام الرافضي ايضا غيره ممن شبه الله بخلقه وجسدوا ربنا سبحانه وتعالى حتى جعلوه اشبارا في اذرع هذا لا شك من الكفر بالله عز وجل فهؤلاء طائفة شبهوا المخلوق بالخالق. الطائفة الاخرى الذين شبهوا الخالق بالمخلوق شبه الخالق بالمخلوق وجعلوا المخلوق مثل الخلق في تصرفات وافعاله وهذا وقع فيه المعتزلة من باب الاقيسة فقالوا ان الله يجب عليه ما يجمع العبد كما ان العبد يجب ان يفعل الاصلح قالوا كذلك ربنا يجب علي يفعل الاصلح وهذا لا شك انه لا شك انه باطل. وان من الكفر بالله عز وجل. ثم ذكر المعتزلة والجهمية والجبرية والقدرية وغيرهم. اما المعتزلة فهم نسبة فهم نسبوا الى واص بن عطاء وسموا بالمعتزلة لان واصل بن عطاء لما جاء رجل الحسوة سأله عن الفاسق البلي وقال هو فاسق بكبيرته مؤمن بايمانه قال واصل انا اتوقع في هذا. فلا اقوله مؤمن ولا اقوله كافر فجعله في منزلة بين المنزلتين بين منزلة الايمان وبين منزلة الكفر ثم اعتزل واصل مجلس الحسن حتى قال الحسن اعتزلنا واصل فسموا المعتزلة لان معتزلوا مذهب اهل السنة والجماعة وقد بدأوا اعتزالهم على اصول خمسة بين هؤلاء المعتزلة اعتقادهم على خمس اصول. الاصل الاول التوحيد والاصل الثاني العدل وانفاذ الوعيد والنزلة بالمنزلتين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. هذه هي اصولهم العدل والتوحيد وانفاذ وعيد والمنزلة بين المنزلتين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويقصدون بالعدل يقصدون بالعدل ما يتعلق بفعل العبد وان العبد لا يخلق فعل نفسه وانما الذي يخلق وان بالعدل هو يقصدها بالعدل ان الله عز وجل لا يخلق افعال العباد ان الله لا يخلق افعال العباد وان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وزعموا ان هذا هو العدل لانهم زعموا انه اذا كان الله خلق افعال العباد فكيف يعذبهم على شيء هو الذي خلقه ورأوا ان ذاك من الظلم فعد فقاموا اصلا هو اصل العدل من باب من باب ان الله لم يخلق فاعل بدر فهربوا من شيء وقعوا فيما هو شر منه فجعلوا مع الله خالقا اخر. جعلوا مع الله خالقا اخر. وهو العبد نفسه. فهذا معنى العدل عندهم. وهو معنى ان العبد يخلق فعل نفسه وان الله لا يخلق افعال العباد وذلك انهم قالوا ان تعذيب الله العبد على افعاله التي خلقها انه من الظلم. وهذا ليس بصحيفة الله لا يعذب العباد على علمه فيهم وعلى ما اراده قدرا منهم وانما يعذبهم على كسبهم وعلى افعالهم وعلى اقوالهم سبحانه وتعالى. اما التوحيد يقصد به ستروا تحته القول بخلق القرآن وبتعطيل صفات الله عز وجل فهم فعندهم ليس الله ذو علم وليس الله ذو سمع ولا بصر ولا قدرة وما شاء وانما يردون ذلك كله الى الذات يردون هذا كله الى الذات اه اما مسألة الوعيد انفاذ الوعيد فهو يتعلق بتكفير اهل الكبائر وتخليدهم في نار جهنم فان اهل الكبائر مخلدون في نار جهنم لا يخرجون منها وهذا بعد انفاذ الوعيد وذلك ان الله توعد اهل الكبائر بالنار. والله لا يخلف وعده وهذا ليس بصحيح ففرق بين الوعد وبين الوعيد فمن اخلف وعيده لم يذم ولم يعد وانما الذي يذم ويعاب من اخلف وعده. كما قيل واني واني وان وعدته او اوعدته لا نخلف عادي ومنجز موعدي تعدى انجاز الموعد فضيلة وجعل اخلاف الوعيد فضيلة ايضا اما المنزل بالمجزتين فهي تتعلق بالفاسق الملي المرتكب الكبائر يرون انه في الدنيا لا نقولها مسلم ولا يقول له كافر واما في في الاخرة فهو كافر خادم وخالف نار جهنم واما الامر لا منكر فيقصد به الخروج على ائمة الجور. الخروج ائمة الجور وقتالهم. هذا هو مذهب المعتزلة هذه اصولهم العدل والتوحيد والمنزل بالمنزلتين وانفاذ الوعيد انفاذ الوعيد الخامسة الام او النهى عن المنكر. ثم ذكر ايضا الجهمية ونسبة الجهمية الى الجهم ابن صفوان الترمذي فهذا الرجل اخذ علمه من خالد من جعد ابن خالد الجهني والجعد اخذها من سوسن وسوسن اخذها من طالوت اه طالوت ابن اخت جلبيد العصر ودخل باللبيد بالله على الصمد فهذا هو المذهب الجهمي والمجهمية مذهبهم فاذهب وتعطيل الله من اسماء وصفاته المعتزلة اخفوا يثبتون اسماء لكنهم لا يثبتون صفاتهم اما الجهمية فقد عطلوا الله عز وجل من جميع اسمائه وصفاته فلا يرون ان انه يسمى ولا يوصف وان اسماء وصفاته كلها مخلوقة ولا شك ان هذا اشد الكفر. لذلك قال بعضهم ان الجهمية انجمية يعني بخلاف المعتزلة المعتزلة قصروا النفي على على الصفات واثبتوا الاسماء اما الجهمية فهم عطلوا الله من اسمائه ومن صفاته. وله قصة خروج الجهم وكيف تلقى هذا بل الضلال له قصة في ذلك ذكر الامام احمد في كتابه الرد على الجهمية وانه آآ شك في دين الله اربعين يوما لا يصلي ولا يصوم ولا يفعل شيء بالعبادات ثم بعد ذلك القى الشريط عليه حجة كحجة النصارى في عيسى عليه السلام ثم ذكر ايضا اه مفردات الجهة. الجهة متفردة باقوال باطلة وكفرية من ذلك القول بخلق قرآن من ذلك فداء الجنة والنار ذلك ان الايمان هو المعرفة دون التصديق والعمل كذا الكفر والجهل فقط هذه من الاضواء من ضلاله انه يرى الايمان والمعرفة والكفر والجهل وانه لا فعل لاحد في الحقيقة الا لله وحده وهذا مذهب جبرية. وان الناس لما تنسب الى افعالهم على سبيل المجاز كما يقال تحركت الشجرة. ودار الفلك وزارة الشتاء وهذا غير صحيح هذا ايضا من قول الجهمية فهم جبرية في باب الايمان وقد نقل ابا قد نقل آآ نقل ان ابا حنيفة رحمه الله تعالى سئل عن الكلام في الاعراض والاتساب فقال لعن الله عمرو بن عبيد وقفت على الناس الكلام الاعراض والاجسام العرض هو الذي لا يقوم بنفسه ويقوم بغيره. هذا العرض عند اهل الكلام. العرض هو الذي لا يقوم بنفسه ويقوم بغيره. واما الاجسام هي التي تقوم بنفسه والله منزه عن الاعراض ومنزه عن الاجسام. الاعراض يكاد يقصدون فنحن نثبتها واما اذا كانوا يقصدوا اعراضا كاعراظ الجوع والاكل والشرب فهذا جاء وهذا محرم ولا يجوز واما الجبرية ظمن اصل المعتزلة وقولهم آآ هو اصله قول الجهم وهو ان العبد لا مشيئة له ولا اختيار. وانه يتحرك بامر الله عز وجل. ثم ذكر اذا وسب القدرية انهم نفوا قدرة الله على العبد وسم القدرية من قيل انهم سم القدرية لانهم جعل عبدي قدرة يخلق افعال نفسه جعل العبد قدرة يخلق افعال نفسه هؤلاء هم هم القدرية اما انهم سموا القدر لانهم نفوا قدرة الله واما سمو القدر لانهم اثبتوا العبد قدرة وانه يخلق افعال نفسه ثم ذكر ايضا اه من البدع المتقابلة ايضا بدعة المرجئة وبدعة الخوارج وبدعة الكرابية وبدعة السالمية والماتورودية وما شابه هؤلاء. قال ايضا رحمه الله تعالى والناس في باب الصفات ينقسمون الى اقسام اهل تبديل واهل تجهيل واهل تجهيل وتخييل اهل تجهيل اهل تبديل واهل تجهيل وتضليل. اما التبديل فقسم الى قسمين التبديل قسم القسمين معطلة واهل الوهن والتخييل واهل التحريف والتأويل. اما اهل الوهم والتخييل فهؤلاء هم الفلاسفة لعنهم الله فهم يعتقدون ان الله ليس بخالق وان الانبياء والرسل عندما جاءوا بخيالات حتى يقبل الناس منه. تخيلوا هناك جنة وتخيلوا هناك نار ووعى وذكروا الوعيد والاخبار. كل هذا كذب وانما قالوا من باب كسب الناس من باب كسب الناس ولا شك ان هذا من اعظم الكفر بالله عز وجل هذا ما يتعلق بمسألة آآ مسألة آآ اهل التجهيل اهل آآ الوهم والتخييل. الطائفة الثانية من اهل التبديل المعطلة اهل التعطيل والتحريف وهم الذين حرفوا نصوص الكتاب وحرظوا نصوص السنة وتأول وتأويلات فاسدة باطلة. لكن اذا ثبت ان انها مياه ثبت اذا ثبت اذا ذكر هنا ما يتعلق باهل باهل التبديل وهم الجهمية الذين حرفوا واول وعطلوا الله عز وجل من اسمائه وصفاته عطل الله من اسمائه وصفاته على هذا المبدأ وهو تبديل بس حقيقة الاسماء والصفات فهؤلاء معتزلة وجهمية معطلة مبطلة. القسم الثاني من هؤلاء اهل التجهيل اهل التنجيل والتضليل وهم الذين وهم الذين قالوا ان الانبياء والرسل لا يعلمون معاني ما يذكرون. لا يعلم معاني ما يذكرون فهم يذكرون الفاظ ومعاني لا يعقلون معناها لا ظاهرا ولا باطنا. اذا ثلاث طوائف اهل آآ تفويض واهل تجهيل واهل تخييل اهل التخييل واهل التفويض واهل التجهيل وذلك ان الانبياء لا يعلمون ما يقولون ولا يعرفونه لا ظاهرا ولا باطنا. هنا قسمنا قسمين اهلك وهبي اهل قسموا قسمين اهل اهل طريقة التبديل وهم قسمان اهل التخييل والوهم والقسم الثاني اهل التأويل والتحريف ويقابلهما قسم اهل التظليل والتجهيل وذلك ان وهو بمعنى ان الانبياء لا يعرف حقيقة ما يدعون وهم جاهلون بهذه المعاني والاسماء. ولا يفهمون ولا يفقهونها. فهم لا فهم مفوضة. انما تلوها وقالوا ودون معرفة المعاني وهذا لا شك انه من اعظم من اعظم الكفر والضلال بدعوة الكفر الضلال. فاهل السنة يؤمنون بما جاء في كتاب الله وما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويثبتون ما اثبته الله لنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ولا تمثيل ولا تكييف وهم هم يعني يباينون لاهل التعطيل مباينون لاهله تأويل والتحريف يباينون ايضا لاهل التظليل والتجهيل ويباينون ايضا لاهل التفويض الا اذا قصر التفويض تفويض الكيفيات. اما تفويض المعاني فهو مذهب باطل. مذهب باطل ولا يجوز اعتقاده للمسلم بل هو اعتقاد فاسد بل نقول نثبت المعاني ونؤمن بها ونفوظ كيفياتها وبهذا يكون المؤلف قد ختم هذا المعتقد لتبين معتقد تبيين احوال اهل الضلال الذي دعا الله عز وجل ان يجنبهم مسالكهم وطرقهم وهم الجهمية والمعتزلة ودون الجهمية الاشاعرة الماتوردية وايضا من المعتزلة العقلانيون في هذا الزمان فهم يسلكون مسالك المعتزلة حيث انهم لا يؤمنون الا بما يلى عليه العقل ما خالف العقل فانه مردود غير مقبول وهذا لا شك انه ليس بصحيح والله تعالى اعلم واحكم. وصلى الله وسلم نبينا محمد