والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيد المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم نبينا محمد. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله باب اثبات الاصابع الله عز وجل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم قيلا له لا حكاية عن غيره كما زعم بعض اهل الجهل والعناد ان خبر ابن مسعود ليس هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم وانما هو من اليهود وانكر ان يكون ضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لليهودي. حدثنا عبد الله بن محمود الزهري والحسين بن عبد الرحمن الجرجار الجرجراي ومحمد بن محمد محمد بن خلاد الباهري ومحمد بن ميمون ميمون ومحمد بن منصور المكي قالوا حدثنا الوليد ابن مسلم قال الزهري عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر وقال محمد بن خلاد تحدث عن مكة حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني بسر عن ابن عبيد الله الحضرمي قال حدثني ابو ادريس الخولاني قال حدثني النواس ابن سمعان سأل كلابي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع الله تعالى ان شاء اقامه وان شاء زاغه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك والميزان بيد الرحمن يخفض ويرفع. هذا حديث الباهلي. وقال الاخرون فاذا شاء ان يقيمه واقامه واذا شاء ان يزيغ وقال محمد ابن ميمون او قال يضع ويخفض بالشك وقال الحسين ابن عبد الرحمن قال حدثني عبد الرحمن بن يزيد الازدي وقال وهو الجرجراي ايضا يا مقلب القلوب وقال لنا عبد الله بن محمد الزهري مرة ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع رب العالمين فاذا شاء ان يقيم واقام الا الا وهو بين اصبعين من اصابع رب العالمين واذا شاء ان يزيغه وزاغه. قال ابو بكر بهذا الخبر استدل ان معنى استدل ان معنى قوله في خبر ابي موسى يرفع القسط ويخفضه. اراد بالقسط الميزان كما اعلم في هذا الخبر ان الميزان بيد الرحمن يرفع ويخفف فقال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة قد امليت هذا الباب في كتاب القدر. روى ابن وهب قال حدثني ابراهيم ابن النشيط الوعلاني عن عن ابن ابي الحسين وهو عبد الله ابن عبدالرحمن بن ابي حسين المكي عن شهر ابن حوشب قال سمعتم سمعتم ام سلمة تحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر في دعائه اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قالت فقلت يا رسول الله وان القلوب لتتقلب؟ قال نعم. ما من خلق لله من بني ادم الا وقلبه بين اصبعين من اصابع الله فان شاء قامه وان شاء فنسأله الا يزيغ قلوبنا بعد اذ هدانا ونسأله ان يهب لنا من لدنه رحمة انه هو الوهاب. حدثنا احمد بن عبد الرحمن قال حدثني عمي ورواه عبد الله ابن الحكم عن عامر ابن نائل عن كثير ابن مرة عن ابي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم بين اصبعيه من اصابع الله فاذا شاء صرفه واذا شاء صرفه واذا شاء بصره واذا شاء نكسه ولم يعطى ولم يعطي الله احدا من الناس شيئا هو خير من ان يسلك يسلك في قلبه اليقين وعند الله مفاتيح مفاتيح القلوب فاذا اراد الله بعبده خيرا فتح له قفل قلبه واليقين والصدق وجعل قلبه وعاء وعيا لما سلك فيه وجعل قلبه سليما ولسانه صادقا وخليقته مستقيمة وجعل اذنه او سميع وعينه بصيرة ولم يؤت احد من الناس شيئا يعني هو شر من ان يسلك الله في قلبه الريبة وجعل نفسه شرة شرهة مشرفة متطلعة لا ينفعها والمال وان اكثر له وغلق الله القفل على قلبه فجعله ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء حدثناه محمد ابن يحيى قال حدثني اسحاق بن ابراهيم الزبيدي قال حدثني عبد الله ابن رجاء قال ابو بكر انا ابرأ من عهدتي شرح الحكم وعامر بن نائل وقد اغنانا الله فله الحمد كثيرا عن الاحتجاج في هذا الباب بامثالها. فتدبروا يا اولي الالباب ما نقوله في هذا الباب في ذكر اليدين كنحو قولنا في بذكر الوجه والعينين تستيقن بهداية الله لكم نستيقن بهداية الله اياكم وشرحه جل وعلا صدوركم للايمان بما قصه الله جل وعلا في محكم تنزيله وبينه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من صفات عز وجل وتعلم بتوفيق الله اياكم ان الحق والصواب والعدل في هذا الجنس مذهبنا مذهب اهل الاثار ومتبعي السنن وتقفوا على اهل من يسميهم مشبهة اذ الجهمية المعطلة جاهلون بالتشبيه. نحن نقول لله جل وعلا يدان كما اعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ونقول كلتا يدي ربنا عز وجل يمين على ما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ونقول ان الله عز وجل يقبض الارض جميعا باحدى يديه يطوي السماء بيده الاخرى وكلتا يديه يمين لا شمال فيهما. ونقول من كان من بني ادم سليم الاعضاء والاركان بمستوى التركيبة لا نقص في يديه اقوى بني ادم بطشا له يدان عاجز عن ان يقبض على قدر اقل من شعرة واحدة من جزء من اجزاء كثيرة على ارض واحدة من سبع اراضين. ولو ان جميع من خلقهم الله من بني ادم الى وقتنا هذا وقضى خلقهم الى قيام الساعة لو اجتمعوا على معونة بعضهم بعضا وحاولوا على قبض ارض واحدة من الاراضين سبع بايديهم كانوا عاجزين عاجزين عن ذلك غير مستطيعين له وكذلك لو اجتمعوا جميعا على طي جزء من اجزاء سماء واحدة لم يقدروا على ذلك ولم يستطيعوا وكانوا عاجزين عنه. فكيف يكون يا ذوي الحجة من وصف يده لخالقنا بما بينا من القوة والايدي بما بينا من القوة والايد. احسن الله اليك يا شيخ. نعم. بما بما بينا من القوة والايد ووصف ووصف يد المخلوقين بالظعف والعجز مشبها يد الخالق بيد المخلوقين او كيف يكون مشبها من يثبت اصابع على اصابع على ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم الخالق الباري ونقول ان الله جل وعلا يمسك السماوات على يصبع الاراضين على يصبع تمام الحديث. ونقول ان جميع بني ادم منذ خلق الله ادم الى ان ينفخ في لو اجتمعوا على امساك جزء من اجزاء كثيرة من سماء من سماواته او ارض من اراضيه السبع بجميع ابدانهم كانوا غير قادرين على ذلك ولا مستطيعين له بل عنه فكيف يكون من يثبت لله عز وجل يدين على ما ما ثبته الله لنفسه او اثبته له صلى الله عليه وسلم مشبها يدي ربه بيدي بيدي بني ادم. نقول لله يدان مبسوطتان ينفق كيف يشاء بهما خلق الله ادم عليه السلام وبيده كتب التوراة لموسى عليه السلام ويداه قديمتان لم تزالا باقيتان. وايدي المخلوقين مخلوقة محدثة غير قديمة فانية غير غير باقية بالية تصير ميتة ثم ثم رميما ثم ينشئه الله خلقا اخر تبارك الله احسن الخالقين. فاي تشبيه يلزم اصحابنا؟ ايها العقلاء اذا اذا اثبتوا للخالق ما اثبته الخالق لنفسه واثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم. وقولها هؤلاء المعطلة يوجب ان كل من يقرأ كتاب الله ويؤمن به اقرارا باللسان وتصديقا بالقلب فهو مشبه. لان الله وصف نفسه في محكم تنزيله بزعم هذه الفرقة. ومن وصف يد خالقه فهو يشبه الخالق بالمخلوق. فيجب على قود مقالتهم ان يكفر بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم عليهم لعائن الله اذ هم كفار منكرون لجميع ما وصف الله به نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم غير مقرين بشيء منه ولا مصدقين بشيء منه. نقول لو شبه بعض الناس يد قوى الساعدين شديد البطش عالم بكثير من من الصناعات جيد الخط سريع الكتابة بيد ضعيف البطش من الادميين خلوا من الصناعات والمكاسب اخرق لا يحسن ان يخط بيده كلمة واحدة او شبه يد ذكرنا اولا بالقوة والبطش الشديد بيد صبي في المهد او كبير هرم يرعش لا يقدر على قبض ولا بسط ولا بطش او نقول له يدك شبيهة بيد قرد او خنزير او دب او كلب او غيرهما من السباع. اما ما يقوله سامع هذه ثم قال ان كان من ذوي الحجة والنهى اخطأت يا جاهل التمثيل ونكست التشبيه ونطقت بالمحال من المقال ليس كل ما وقع عليه اسم اليد جاز ان ويمثل احدى اليدين بالاخرى. وكل عالم بلغة العرب فالعلم عنده محيط. ان الاسم الواحد قد يقع على الشيئين مختلف الصفة. متباين المعنى واذا لم يجز واذا لم يجز اطلاق اسمه التشبيه اذ قال المرء لابن ادم وللقرد يدان وايديهما مخلوقتان فكيف يجوز ان يسمى من يقول لله يدان على ما اعلم على ما اعلم في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. ونقول لبني ادم يدان ونقول ويد الله بهما خلق ادم وبيده كتب التوراة لموسى عليه السلام ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. واذ لبني ادم مخلوقة على ما بينت وشرحت قبل في باب الوجه والعينين وفي هذا الباب وزعمت الجهمية المعطلة ان معنى قوله بل يداه مبسوطتان اي نعمتاه وهذا تبديل لا تأويل. والدليل على نقض دعواهم هذه ان نعم الله كثيرة لا يحصيها الا الخالق البارئ ولله يدان لا اكثر منهما. كما قال لابليس عليه عليه لعنة الله ما منع ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي فاعلمنا جل وعلا انه خلق ادم بيديه فمن زعم انه خلق ادم بنعمته كان مبدلا لكلام الله وقال الله عز وجل والارض جميعا قبضة يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه. افلا يعقل افلا يعقل اهل الايمان ان الارض جميعا لا تكون قبضة قبضة احدى قبضة احدى نعمة يوم القيامة ولان السماوات مطويات بالنعمة الاخرى الا يعقل ذوو ذوو الحجى من المؤمنين ان هذه الدعوة التي يدعيها الجهمية جهل او تجاهل شر من الجهل بل الارض جميعا قبضته ربنا جل وعلا باحدى يديه يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه وهي اليد الاخرى. وكل وكلتا يدي ربنا يمين. لا شمال فيه فيما جل ربنا عز وجل ان يكون له يسار اذ كونه احدى اليدين يسارا انما يكون من علامات المخلوقين. جل ربنا وعز عن عن شبه خلقه وافهم ما اقوله من جهة اللغة تفهم وتستيقن ان الجهمية مبدلة لكتاب الله لا متأولة قوله بل يداه مبسوطتان لو كان معنى اليد معنى اليد النعمة كما ادعت الجهمية لقرأت بل يداه مبسوطة او منبسطة لان نعم الله اكثر من ان تحصى ان تكون نعم نعمه نعمتين لا اكثر فلما قال الله عز وجل بل يداه مبسوطتان كان العلم محيطا انه ثبت لنفسه يدين لا اكثر منهما واعلم انهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء والاية دالة ايضا على ان ذكر اليد في هذه في هذه الاية ليس معناه النعمة حكى الله جل وعلا قول اليهود فقال وقالت اليهود يد الله مغلولة فقال الله عز وجل ردا عليهم غلت ايديهم وقال بل يداه مبسوطتان وبيقين يعلم يعلم وكل مؤمن ان الله لم يرد بقوله غلت ايديهم اي غلت نعمهم لا ولاء ولا اليهود ان نعم الله مغلولة وانما رد الله عليهم مقالتهم وكذبهم لهم في قولهم يد الله مغلولة واعلم المؤمنين ان يديه مبسوطتان. ينفق كيف يشاء وقد قدمنا ذكرى انفاق الله عز وجل بيديه في خبر همام المنبه عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم يمين الله ملأى سحاء لا يغيظها نفقة. فاعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ينفق بيمينه وهما يداه التي اعلم الله انه ينفق بهما كيف يشاء. وزعم بعض الجهمية ان معنى قوله خلق الله ادم بيده بيديه اي بقوته فزعم ان اليد هي القوة وهذا من التبديل ايضا وهو جهل بلغة العرب والقوة انما تسمى الايد في لغة العرب. لا اليد فمن لا يفرق بين اليد والايدي فهو الى التعليم والتسليم الى الكتاتيب احوج منه الى الترؤس والمناظرة. قد اعلمنا الله عز وجل انه خلق السماء بايد بايد واليد واليد واليدان غير الايد. اذ لو كان الله خلق ادم بايد كخلق كخلقه السماء دون ان يكون الله خص خلق ادم بيديه لما قال لابليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي ولا شك ولا ريب ان الله عز وجل قد خلق ابليس عليه لعنة الله ايضا بقوته اي اذا كان قويا على خلقه فما معنى قوله ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي عند هؤلاء المعطلة والبعوض والنمل وكل مخلوق فالله خلقهم عنده بايد وقوة. وزعم من كان يضاهي بعض ومذهبه مذهب الجهمية في بعض عمره لما لم يقبله اهل الاثار فترك اصل مذهبه مذهبه عصبية زعم ان خبر ابن مسعود الذي ذكرناه انما ذكر اليهودي ان الله يمسك السماوات على اصبع الحديث الحديث بتمامه وانكر ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم تعجبا وتصديقا له. وقال انما هذا من قول ابن مسعود لان النبي صلى الله عليه وسلم انما ضحك تعجبا لا تصديق لليهودي وقد كثر تعجبي من انكاره ودفع هذا الخبر وكان يثبت الاخبار في ذكر الاصبعين قد احتج في غير كتاب من كتبه باخبار النبي صلى الله عليه وسلم ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع رب العالمين. فاذا كان هذا عنده ثابتا يحتج به. فقد فقد اقر وشهد ان لله اصابع لان مفهوما في اللغة لان مفهوما في اللغة اذا قيل اصبعين من الاصابع ان الاصابع اكثر من اصبعين. فكيف ينفي الاصابع مرة ويثبتها اخرى فهذا تخليط في المذهب والله المستعان وقد حكيت مرارا عن بعض من كان يطيل مجالسته انه قد انتقل في التوحيد منذ قدم نيسابور ثلاث مرات وقد وصفت اقاويله التي التي انتقل من قول الى قول وقد رأيت في بعض كتبه يحتج بخبر ليث ابن ابي سليم عن عبد الرحمن ابن عن ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم ويخبر خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت ربي في احسن صورة يحتج مرة بمثل هذه الاسانيد الضعاف الواهية التي لا تثبت عند احد له معرفة بصناعة الحديث. ثم عبد الى ثم عمد الى بار ثابتة صحيحة من جهة النقل مما هو اقل شناعة عند الجهمية المعطلة من قوله رأيت ربي في احسن صورة فيقول هذا كفر ويشنع على علماء الحديث على علماء الحديث بروايتهم تلك الاخبار الثابتة الصحيحة. والقول بها قلة قلة رغبة وجهل بالعلم وعناد. والله المستعان وان كان قد رجع عن قوله فالله يرحمنا واياه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر ابن خزيمة رحمه الله تعالى ما يتعلق باثبات صلة الاصابع لله عز وجل وبعدما ذكر ما يتعلق بحديث مسعود رضي الله تعالى عنه واقرار النبي صلى الله عليه وسلم في خبر اليهود عندما قال الله يضع السماء على اصبع وعلى والاراضين وما شابه ذلك. وان ضحك ضحك اقرار لهذا الحظر ورد هذا الخبر رده الى الجهمية بقولهم ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحك ضحك انكارا اللا اقرار وانه ضحك متعجبا من جراءة اليهودي على الله عز وجل. اراد ابن خزيمة ان يرد قولهم بهذه الاحاديث يذكرها حيث ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لفظ الاصابع لله عز وجل ولم يذكره اليهودي ولم يذكره اليهودي فهذا من باب التنوع في الدلالة. هناك اقر وهنا قال هناك اقر في خبر اليهودي اقر وضحك ضحك اقرارا لتصديق خبر صلى الله عليه وسلم. فلما انكره الجهمية اتى ابن خزيمة بادلة اخرى تدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم اثبت هذه الاصابع لله عز وجل. قال رحمه الله تعالى باب اثبات الاصابع من سنة النبي صلى الله عليه وسلم قيلا اي من قوله لا من قوله له لا حكاية عنه لا حكاية عن غيره كما بعض اهل الجهل والعلاج ان خبر مسعود الذي مر معنا انما ليسوا من قول النبي صلى الله عليه وسلم انما هو من قول اليهودي وانكر ان يكون ضحكا تصديقا لليهودي فذكر هذا ثم رده بقوله وحدثنا عبد الله محمد الزهري والحسين بن عبد الرحمن الجرجاء الجرجرائي ومحمد ابن خلاد الباهي ومحمد ومحمد منصور المكي قالوا حتى مسلم قال الزرع عنها بيزيد جابر قال احد الرسل ببيد الله الحظرمي حدثه ابو ادريس الخولاني قال حدث النواة بن سمعان رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا وهو بين اصبعي من اصابع الله عز وجل تعالى ان شاء اقامه وان شاء ازاغه وكان وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك والميزان بيد الرحمن يخفض ويرفع. هذا الحديث نص صحيح صريح على اثبات الاصابع لله عز وجل ووجه الدلالة قوله ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع الرحمن فاثبت الله عز وجل صفة الاصبع لله عز وجل وكان مر معنا ان ان ما يضاف الى الله عز وجل اما ان يقوم بنفسه او يقوم بغيره فما لا يقوم بنفسه ويقوم بالله عز وجل فهو اضافة صفة الى موصوف والاصابع لا تقل بنفسها فاظافتها الى الله عز وجل اظافة صفة الى موفوف. وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه ويدل على اثبات صفة الاصابع لله عز وجل ثم ذكر ايضا اه اختلاف الرواة في قوله فاذا شاء ان يقيمه اقام واذا شاء ان يرزقه ارزاقه فقال بعض يضع يضع ويخفظ او يظع ويخفظ في الشك. عموما نقول هذا الحديث صحيح وقد رواه مسلم في صحيح طريق ابي ادريس الخول عن رضي الله تعالى وفي هذا الحديث صرح كله بالسماع من شيخه فعبد الوهاب بن زيد صرح وبسر يصرح وكذلك ابو ادريس الخولاني صرح بالسماع من نواز سمعان قال ابو بكر وبهذا الخبر استدل ان معنى قوله في خاب موسى يرفع القسوة يخفضه اراد بالقسط الميزان كما اعلي من هذا الخبر والميزان بيد الرحمن يرفع ويخفض اي ان هذا الحديث يفسر حديث موسى الاشعري رضي الله تعالى في قوله يخفض يخفض ويرفع قال ان المراد بالخفظ والرفع هو الميزان فيخفض الله اقواما في الميزان ويرفع اقواما اخرين الميزان. قال روى ابن وهب قال حتى طيب لنشيط الوعلان عن ابن ابي الحسين وعبدالله بن الحسين عن شهر ابن عن المكي عن هشام ابن حوشب قال سمعت ام سلمة سمعت ام سلمة تحدث كان يكمل قوله اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال فقلت يا رسول الله او ان القلة تتقلب؟ قال نعم ما من خلق الله من بني ادم الا وقلبه بين اصبعه من اصابع الله فان شاء قام وان شاء ازاغه. وهذا الحديث نادوه فيه ضعف في شاب الحوشب ويغني عنه الذي قبله فنسأل الا يزيغ قلوبنا وساق ايضا من طريق من طريق يشرح به الحكم عن عالم نائل عن كريم ابن مر عن ابي ذر قال قال وسلم ان القلوب ان قلوب بني ادم بين اصبع من اصابع الله فان شاء صرف وان شاء بصر واذا شاء بصر واذا شاء نكس ولم يعطي الله احدا من الناس شيئا هو خير من ان يسلك خيرا من انهم هو خير من ان يسلك في قلبه اليقين وعند الله مفاتيح القلوب فاذا اراد الله بعبده خيرا فتح له قفل قلبه واليقين صدقه واليقين والصدق وجعل قلبه وعاء وعاء وعاء وعاء واعيا لما سلك فيه وجعل قلبه سليم ولسانه صادقا وخليقته مستقيم وجعل اذنه سميعة وعين بصيرة. الخبر هذا الخبر فيه انه تقلب القلوب بين اصبع من اصابع الله وهذا خبر افغانستان ضعيف فان فان اشرح به من الحكم هو مجهول وعابنا ايضا مجهول فلا فلا يعرفان فالحديث كما قال الخزيمة كما قال لو اني انه قال انا ابرأ من عهدة الحكم اي ان لا اعرف حالهما فلا يمكن احتج بحديثهما وقد اغنانا الله فله الحمد عن الاحتجاج بهذا وبامثاله بامثاله فتدبروا يا اولي الالباب ما نقول في هذا الباب. الشاهد انه اثبت صفة الاصابع لله عز وجل بالقول النبي صلى الله عليه وسلم. فهذا فيه رد على الجهمية الذين قال ان الذي اثبت ذلك هو اليهودي وان الرسول انكر فهنا يسوق ابن خزيمة الاحاديث الدالة على ان النبي صلى الله عليه وسلم بذاته وبنفسه اثبت ان لله اصابع قال وتعلم بتوفيق الله اياكم ان الحق والصواب العدل في هذا الجسم مذهبنا مذهب اهل الاثار متبعي السوق وتقف على جهل من يسميهم مشبها الى الجهمية المعطر الجاهل بالتشبيه. نحن نقول الله جل وعلا لله عز وجل يداد كما اعلمنا الخالق البارئ الحمد لله كما اعلمنا الخالق البالغ في محت منزله وعلى لسان نبيه ونقول كلتا يدي ربنا عز وجل يمين في كتاب على لسان نبيه غير غير مقرين بشيء ولا مصدقين بشيء منه قال نبيه نقول لو شبه بعض الناس يد قوي الساعدين شديد البطش عالم كثير من الصناعات جيدة الخط سريع الكتابة بيد ضعيف البطش هنا اخذ من باب الدلالة العقلية. وانه لا يلزم من اثبات الاصابع واثبات اليدين الممات والمشابه لايدي المخلوقين وقرر ذلك بقوله ان المخلوق ان المخلوق الواحد من الانس تختلف ايديهما من بعضهم الى بعض فهناك من يده قوية شديد الساعد سريع الكتابة اه سريع الحركة وهناك من يده ضعيفة ومع ذلك لا نقول ان يد هذا مثل يدي هذا في القوة وفي الشبه فاذا كان المخلوق الواحد يتباين ايديهم فمن باب اولى يتباين الخالق على المخلوق وايضا ان الايدي تطلق على المخلوقين فهناك يدرس يد للسبع ويد للغزال ويد للانسان ويد للجراد ويد للحشرات وكل واحد من هذه المخلوقات يده ليست كيد الاخر فاذا كانت مخلوقات يثبت لها اسم اليد وهي مع اثبات اليد لها تتباين الايدي بعظه عن بعظ فمن باب اول يتباين يد المخلوق عن يد ان تتبايد الخالق عن يد المخلوق اعظم التباين الله يقول خاصة ان الله يقول ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فالاشتراك اللفظي في الاسماء لا يلزم الاشتراك في المعاني في المعاني. فاتفاق المباني لا يلزمه اتفاق المعاني. فهناك يد والايدي تختلف من جهة القوة ومن جهة الشكل ومن جهة الصفة. فيد الجراد ليس كيد الانسان ويد ويد السباع ليس كيد الغزال فهي ايدي ومع ذلك تتباين وتختلف قال واذا لم يجز اطلاق اسم التشبيه اذا قال مر لابن ادم وللقرد يدان لقاء المرء لابن ادم والقرد يدان ايديهما مخلوقتان فكيف يسمى مشبه من يقول لله يدان على ما اعلم في كتابه وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم اليسار نبيه صلى الله عليه وسلم ونقول لبني ادم يداه ونقول يد الله بهما خلق ادم والله يقول ليس كمثلهما ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهذا من باب اثبات صوت اليدين وان الاثبات لا يقتضي المشابهة. قال ايضا وزعمت الجهمية ان معنى قوله بل يده سورتان اي نعمه اي نعمته وهذا تبديل لا تأويل اي انه تبديل وتحريف وتغيير للمعنى فان في قوله بل يده مبسوطتان دليل على ان المراد يد هي اليد الحقيقية لان المراد ذاك النعمة فان نعم الله كثيرة لا يمكن حصرها ولا يمكن ان تحصى كما قال تعالى واذ تعدوا لعبة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار. فحصرها بقوله بل يداهم سلطان انها نعمتان هذا فيه تكذيب لخمر الله وان تعدوا نية الله لا تحصوها لان الله اخبر ان نعمه لا تعد وفي قوله بل يداه اي نعمتاه مبسوطتان حصر للنعم وهذا من ابطل الباطل وقد تأولت الجهمية وحرفت صلة اليد بمعنى القدرة بمعنى القوة وبمعنى النعمة وكلها وجميع هذه الاقوال تحريف لظاهر النص فلا يعني ان نقول الله عز وجل له ان الله ذو الايدي والابصار ان الله له قوة وله بصر وله وهو القوي العزيز انه ليس له يدان سبحانه وتعالى كما سيأتي معنا. فالله ذو القوة وهو له يدان كلتاهما يمين في اليمن والبركة. قال هنا بعد ذلك عندما ذكر ان هذه الدعوة باطلة قال الا يعقد الا لا يعقل ذوي الحجة من المؤمنين الا الدعوة التي يدعيها الجهل جهل او تجاهل شر من الجهل بل الارض جميعا قبضته يوم القيامة باحدى يديه يوم القيامة والسما يطير بيمينه. يقول هذه السماوات والارضين. هل تقبض بنعمة الله عز وجل وهل النعمة تقبض؟ وهل القوة تقبض؟ لا شك ان المراد بالقبض هو قبض اليد التي هي صفة لازجة وهي على الحقيقة. فالله يقبض الاراضين بيده ويقبض السماوات بيده الاخرى مما يفيد ان القبض يقع من اليد حقيقة. وان كلتا يدي ربي يمين سبحانه وتعالى. فمن قال؟ بل يده وكان كان العلم محيطا انه ثبت لنفسه يدين لا اكثر منهما واعلم انهم سقطتان ينفق كيف يشاء قال الاية ايضا دالة على انك انت في هذه الاية ليس معناها نعمة حكى الله عز وجل عن اليهود وقالت اليهود يد الله مغلولة فكيف تقول اليهود يد الله مغلولة النعمة لان نعم الله عليهم كثيرة ونعم الله لا تعد ولا تحصى. والله يقول غلت ايديهم غلت ايديهم ولا شك ان المراد بقوله غلة حقيقة الايدي التي التي هي في اجسادهم. فالله دعا فالله اخبر انه قال وغلت ايديهم ولعنوا بما قالوا. وقول اليهود يد الله مغلولة عنهم والله مرادهم اليد الحقيقية فاليهود يثبتون صلة اليد لله عز وجل واخبروا ان ان يد الله مغلولة اي كانها ربطت عن الانفاق والاعطاء وهذا من اعظم الكفر الذي وقعوا فيه لعنهم الله ثم قال فاعلم النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ينفق بيمينه وهما يداه التي يعلم الله انه ينفق بهما كيف يشاء وزعم بعض هذه الاذن يد الله ملأى يمين الله ملأى لا يغيظها نفقة مما يدل على ان قوله يمين الله ايده على الحقيقة. وانه ينفق بهما بيديه كيفما يشاء سبحانه وتعالى. قال وزع بعض الجاهلية ان معنى قوله خلق الله هذا بيديه اي بقوته. وهذا ايضا اطل فليس في خلق ادم بقوته تميز ولا تخصيص فجميع المخلوقات خلقت بقوة الله وقدرة الله عز وجل ولو كان هذا المراد لاحتج ابليس على ادم على ربه بقوله وانا ايضا خلقتني بلغتني بقوتك فتخصيص الله لادم بخلقه بيديه مما يدل على ان المراد باليد هي اليد الحقيقية لان المراد بها القوة قال وهذا من التبديل ايضا وهو جهل بلغة العرب والقوة انما تسمى الايد في لغة العرب لا اليد تسمى الايد اولي الايدي والابصار تسمى الايد لليد فمن لا فمن لا يفرق بين اليد والايد فهو الى التعليم والتسليم للكتاتيب احوج من سوى المناظرة اي من لا يفرق بين الايدي وهو يلق بمعنى القوة معنى الايدي فان المراد بالايدي هي الايدي الحقيقية والايدي هو القوة قال تعالى لما ذكر ابليس ما منعك ان تجمع خلقت بيدي ولم يقل بايدي فافاد ان المراد بالايدي بيدي بيدي انها اليد التي هي صفة لله عز وجل ولو كان المراد بالايدي لو كان المراد بيدي القوة لقال ابليس وانا ايضا خلقتني يا ربي بقوتك وليس في هذا تخصيص لادم عليه السلام قال وزع من كان يضاهي بعض مذهب الجهمية في بعض عمره لما لم يقبله اهل لما لم يقبله اهل الاثار؟ لما لم يقبله اهل الاثار فترك اصل مذهبه عصبيا كتب اللي ترك الاثر وترك الدليل واتبع اراء المبتدعة عصبية لترك اهل الاثار له زعم وهذا في احد وهذا لعله ممن عاصر ابن خزيمة. زعم ان مسعود اللي ذكرناه انما ذكر اليهودي ان الله يمسك السود على اصبعه وانكر ان يكون النبي ضحكت عجوة تصديقا له. فقال انما هذا قول مسعود انما ضحك تعجبا لا تصديقا. اي ان هذا القريب الذي حمله تعصبه وبغضه لاهل الحديث والاثر ان نحى منحى اهل الضلال والباطل انما حملوا ذاك العصبية وردا النصوص رد الاصول الثابتة بهذا التحريف الباطل. قال فقوله ما من قول الا وهو بين اصول اصحاب الرحمن. قال فاذا كان هذا عنده ثابت يحتج به فقد اقر شهد ان لله اصابع لان مفهوما في اللغة اذا قيل اصبعيه من الاصابع ان الاصابع اكثر من اصبعين فكيف ينفي الاصابع مرة ويثبتها اخرى فهذا تخليط يقول اذا كان هذا الذي يقول ان قول ابن مسعود هو من قول نفسه وان ضحك وسلم ليس تصدير وانما تعجبا يقول ما في هذا الحديث ما من قلب من قلوب العباد الا وهو بين اصبعين من اصابع الرحمن. فان اثبتها فقد ابطل قوله السابق واصبح يقول لله اصابع قال فان اثبت فلا تخليط في المذهب والله المستعان. ثم قال وقد حكيت مرارا بعظ من كان يطيل مجالسته ممن يخالط هذا الرجل انه قد انتقل بالتوحيد منذ قدم يساوي ثلاث مرات يعني مرة يرجع حق ثم يترك ثم يرجع الحق ثم يترك. وقد وصفت اقاويله انتقل من قول اقل وقد رأيت بعض كتبه يحتج بخبر اثنين. عن عبد الرحمن بن ابي صابت عن ابي امامة عن النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة عن النبي وسلم قال رأيت ربي في احسن صورة فيحتج مرة مثل هذا الاسى الضعاف الواهية التي لا تثبت عند احد له بعد بصالة الحديث ثم عمد يقول هو الان في مقام الرد على هذا الذي الذي خالطه وعاصره انه مرة يحتج الاخبار الواهية ويترك الاحاديث الصحيحة فلا يثبتها وهذا تناقض وهذا يدل على انه صاحب هوى. نسأل الله ثم قال ثم عمد الى اخبار ثابتة صحيحة من جهة النقل مما هو اقل شناعة عند الجهمية من قول رأيت ربي فاحسن صورة فيقول هذا كفر باسناده ويشنع. هذا كفر باسناد ويشنع على علماء الحديث برواية تلك الاخبار الثابتة السابقة والقول بها قلة رغبة وجهل بالعلم والعناد. والله المستعان. وان كان قد رجع عن قوله فالله يرحمنا واياه. يقول كان رجع الى مذهب اهل السنة وترك عناده وجهله فالله يرحمنا واياه ويلاحظ هنا ويلاحظ هنا في قول ابن الحسيمة ان هذا الرجل الذي عاد اهل الحديث حمله عداوته لهم وبغضه لهم عندما تركوه وعائوا وتركوا وتركوا مجالسته حمله ذلك على ان يترك الحق الذي يعرفه واصبح يرد القول الذي يقوله اهل السنة لا لا لشيء الا عصبية واتباعا لهواه نسأل الله العافية والسلامة والله تعالى اعلم نقف على هذا الله اكبر